ص ح ح : الصِّحَةُ ضد السقم وقد صَحَّ يصح بالكسر و اسْتَصَحَّ مثل صح و صَحَّحَهُ الله تصحيحا فهو صَحِيحٌ و صَحَاحٌ بمعنى أي غير مقطوع و أصَحَّ القوم فهم مُصحون إذا كانت قد أصابت أموالهم عاهة ثم ارتفعت وفي الحديث { لا يوردنَّ ذو عاهة على مُصِحّ
} ويقال السفر مَصَحَّةٌ ...
الفَصْحُ والفَصَاحَة : البَيَان . قال شيخُنا : قال أَئمّةُ الاشتقاقِ وأَهلُ النَّظَر : مدارُ تركيب الفَصاحةِ على الظُّهُور . وقال أَئمّة المعاني والبيان : حيث ذَكَر أَهل اللغة الفَصَاحَةَ فمُرادهم بها كثرةُ الاستعمال كما أَشار إِليه الشّهابٍ في العناية في هود وأَنّهُمْ قد يستعملونها مُرَادِفةً للبلاغة كما دلَّ عليه الاستعمال يقال : ما كان فَصيحاً ولقد فَصُحَ ككرُمَ فَصَاحةً فهو فَصيحٌ وهو البيِّن في اللِّسان والبَلاغَةِ . ومن المجاز : لسان فصِيحٌ أَي طَلْقٌ . ورجل فَصْحٌ على المبالغة كزيد عَدْل من قَومٍ فُصْحاءَ وفِصَاحٍ وفُصُحٍ بضمتين . قال سيبويه : كسَّروه تكسيرَ الاسم نحو قَضِيب وقُضُب . وهي فصِيحَةٌ من نِسْوَةٍ فِصَاحٍ وفَصَائحَ . أَو اللَّفْظ الفَصِيح : ما يُدرَكُ حُسْنُه بالسَّمْع . ومن المجاز : فَصُحَ الأَعجميّ ككَرُم فَصاحَةً إِذا تكلَّمَ بالعَربيّة وفُهِم عَنْه أَو فَصُحَ : كَان عَربيَّا فازداد فصاحَةً وفي المصباح جادت لغتُه فلم يلْحن كتفصَّحَ وتَفاصحَ : تكلَّف الفَصَاحة والتَّفصُّحُ : استعمالُ الفصاحَة وقيل التَّشبُّه بالفُصحاءِ وهذا نحو قولهم : التحلُّم هو إِظهار الحِلْم . والفَصِيح : المنطلق اللِّسَان في القول الذي يعرفُ جيِّدَ الكلام من رديئة . وقد أَفصحَ إِذا تكلَّم بالفَصاحةِ . وأَفصح الكلامَ وأَفصح به وأَفصَح الرجُلُ القَوْلَ . فلمَّا كثُر وعُرِفَ أَضمرُوا القولَ واكتفَوْا بالفِعل مثل أَحْسنَ وأَسْرَعَ وأَبطأَ إِنّما هو أَحسنَ الشيءَ وأَسرعَ العملَ وقد يجيءُ في الشِّعْر في وَصْف العُجْم أَفصَحَ يريد به بَيَان القوْل وإِن كان بغير العَربيّة كقول أَبي النَّجْم . أَعجَمَ في آذانها فَصيحاَ يعنى صَوتَ الحمارِ أَنّه أَعجمُ وهو في آذان الأُتن فَصِيحٌ بيِّنٌ . ومن المجاز في التهذيب عن ابن شُميل : هذا يومٌ فِصْحٌ كما تَرى الفصْحُ بالكسر : الصًّحْوُ من القُرّ ويومٌ مُفصِحٌ : بلا غَيمٍ ولا قُرٍّ ونُفصح من شِتَائِنَا : نتخلَّص . وكذلك أَفصَيْنَا من هذا القُرّ أَي خرجْنَا منه وقد أَفْصَى يوْمُنا وأَفْصَى القُرُّ إِذَا ذَهبَ . وأَفصح اللَّبنُ ذَهَبتْ رَغْوَتَه فهو مُفصِحٌ كفصَّحَ هكذا عندنا بالتشديد ومثله في الأَساس وفي بعضِ ككَرُمَ ثلاثياًّ وعليه اقتصر الجوهريّ في الصّحاح ونصُّه : وفَصُحَ اللّبنُ إِذا أُخِذتْ عنه الرَّغْوَةُ قال نَضْلَةُ السُّلَمىّ :
رَأَوهُ فازدرَوْهُ وهْوَ خرْقٌ ... ويَنْفَعُ أَهلَه الرَّجلُ
القَبِيحُ فلَمُ يَخْشَوْا مَصَالَتَه علَيْهِمْ ... وتَحْتَ الرَّغْوةِ اللَّبَنُ الفَصيحُويُروَى : اللَّبنُ الصَّريح أَو أَفصحَ اللّبَنُ : انقطعَ اللِّبَأُ عنه وعليه اقتصرَ في اللِّسَان . وأَفصَحَت الشّاةُ : خَلَصَ لبنُها وكذلك الناقَة . وقال اللِّحْيَانّي : أَفصحَت الشّاةُ إِذا انقطعَ لبِؤُهَا وجاءَ اللَّبَنُ بَعْدُ . وربَّمَا سُمِّيَ اللّبنُ فِصْحاً وفَصِيحاً . وفي الأَساس فصح : سَقَاهمْ لَبَناً فَصِيحاً . وأَفصحَ البَوْلُ كأَنّه صَفَا حكاه ابنُ الأَعرابيّ قال : وقال رجلٌ من غَنىّ مَرِضَ : قد أَفصحَ بَوْلِي اليومَ وكان أَمسِ مِثلَ الحِنِّاءِ . ولم يُفسِّره . ومن المجاز : أَفصحَ النّصارَى : جاءَ فِصْحُهم بالكسر أَي عِيدُهم وهو نَوْرُوزُهم ومُعَيَّدُهم وهو إِذا أَفطَروا وأَكلوا اللّحمَ ومثله في المصباح وقال ابن السِّكِّيت في باب ما هو مكسور الأَوّل ومما تفتحه العَامّة : وهو فِصْحُ النّصارَى إِذا أَكَلوا اللَّحْمَ وأَفْطَرُوا . والجمع فُصُوحٌ كحِمْلِ وحُمْولِ . وأَفصَح النَّصَارَى بالأَلف : أَفطروا من الفِصْح وهو عِيدُهم مثلُ عِيد المسلمين وصَومُهم ثمانيةٌ وأَربعون يوماً ويومُ الأَحدِ الكائِنُ بعد ذلك هو العِيد . من المجاز شَرِبْنا حتّى اَفصحَ الصُّبْحُ أَي بدا ضَوْؤُه و استبانَ . و أَفصحَ لك الرَّجُلُ : بيَّنَ ولم يُجَمْجِم . وأَفصحَ الشَّيْءُ : وَضَحَ وكلّ واضِحٍ مُفْصِحٌ . ويقال : قد فَصَحكَ الصُّبْحُ أَي بانَ لكَ وغَلَبَك ضَوْؤُه ومنهم من يقول : فَضَحَك . وحَكَى اللِّحْيَانّي : فصَحَه الصُّبْحُ : هَجَمَ عَليْه . ومما يستدرك عليه : أَفصحَ الصّبيُّ في مَنْطقة إِفصاحاً . إِذا فهِمْتَ ما يقول في أولِ ما يَتَكلَّم . وأَفصحَ الأَغتمُ إِذا فَهِمْتَ كلاَمَه بعد غُتْمَته . وأَفصح عن الشيء إِفصاحاً إِذا بَيَّنه وكَشَفه . وفي الأَساس : إِذا لَخّصَه وهو مَجاز . وفي الحديث : غُفِرَ لَهُ بِعَددِ كلِّ فَصيحٍ وأَعجَمَ أراد بالفصيح بن آدم وبالأعاجم البهائمَ . وكذا قولهم : له مالٌ فصيحٌ وصامِتٌ . والفصيح في كلام العَامّة : المُعْرَب . واَفصحَ الرَّجلُ من كذا إِذا خَرَجَ منه كذا في الصّحَاح
" الصُّحُّ بالضّمّ والصِّحَّةُ بالكسر " وقد وَردتْ مصادرُ على فُعْلٍ وفِعْلَةٍ بالكسر في أَلفاظٍ هذا منها وكالقُلّ والقِلَّة والذُّلّ والذِّلّة ؛ قاله شيخنا " والصَّحَاحُ بالفتح " الثّلاثة بمعنَى " ذَهَاب المَرَضِ " . وقد صَحَّ فُلانٌ من عِلَّتِه هو أَيضاً " البَرَاءَةُ من كلِّ عَيْبٍ " ورَبْبٍ . وحكَى ابنُ دُريد عن أَبي عُبَيْدَةَ : كان ذلك في صُحِّه وسُقْمِه . قال : ومن كلامهم : ما أَقْرَبَ الصَّحَاحَ من السَّقَم . وقد " صَحَّ يَصِحّ " صِحَّةً " فهو صَحِيحٌ وصَحَاحٌ " بالفَتْح . وصَحِيحُ الأَدِيمِ وصَحَاحُ الأَديمِ : بمَعْنىً أَي غيرُ مقطوعٍ . وفي الحديث : " يُقَاسِم ابنُ آدَمَ أَهلَ النَّارِ قِسْمةً صَحَاحاً " يعني قابيلَ الّذِي قَتَلَ أَخاه هابيلَ يعني أَنه يُقاسِمهم قِسْمَةً صَحيحةً فله نِصْفُها ولهم نِصْفُها . الصَّحَاحُ بالفتح : بمعنَى الصَّحِيحِ . يقال : دِرْهَمٌ صَحِيحٌ وصَحَاحٌ ويجوز أَن يكون بالضّمّ كطُوَالٍ في طَويل ومنهم من يرويهِ بالكسر ولا وَجْهَ له . ورَجُلٌ صَحَاحٌ وصَحِيحٌ " من قومٍ صِحَاحٍ " بالكسر " وأَصِحّاءَ " فيهما وامرأَةٌ صَحِيحةٌ من نِسْوَةِ صِحَاحٍ " وصَحَائِحَ " . " وأَصَحَّ " الرَّجلُ فهو صَحِيحٌ : " صَحَّ أَهلُه وماشِيَتُه " صَحِيحاً كان هو أَو مَريضاً . وأَصَحَّ القَومُ وهم مُصِحّون إِذا كانتْ قد أَصَابتْ أَموالَهم عاهةٌ ثم ارتفعتْ . وفي الحديث : " لا يُورِد المُمْرِض على المُصِحّ . " . أَي لا يُورِدُ مَنْ إِبلُه مَرْضَى على مَنْ إِبلُه صِحَاحٌ ولا يَسقيها معها كأَنّه كَرِه ذلك أَنْ يَظْهَرَ بمالِ المُصِحِّ ما ظَهَرَ بمال المُمْرِض فَيظُنَّ أَنّهَا أَعْدَتْهَا فيَأْثَمَ بذلك . وقد قال صلّى الله عليه وسلّم : " لا عَدْوَى " أَصَحَّ " اللهُ تَعالَى فُلاناً " وصَحَّحه : " أَزالَ مَرَضَه " . وَرَدَ في بعضِ الآثار : " الصَّوْمُ مَصَحَّةٌ " بالفتح " ويُكْسَر الصّادُ " والفتح أَعْلَى " أَي يُصَحّ به " مَبنيّاً للمجهول . وفي اللسان : أَي يُصَحّ عليه هو مَفْعَلَةٌ من الصِّحَّةِ : العافيةِ . وهو كقوله في الحديث الآخَر : " صُومُوا تَصِحّوا " . والسَّفَر أَيضاً مَصَحَّة . " والصَّحْصَح والصَّحْصاحُ والصَّحْصَحَانُ " كلّه " : ما اسْتَوَى من الأَرْضِ " وجَرِدَ والجَمْعُ الصَّحاصِحُ . والصَّحْصَحُ : الأَرْضُ الجَرداءُ المُسْتويةُ ذاتُ حَصىً صِغارٍ . ونقل شيخنا عن السُّهيليّ في الرَّوْضُ : الصَّحْصَحُ : الأَرْضُ المَلْسَاءُ . انتهَى . وأَرض صَحاصِحُ وصَحْصَحانٌ : ليس بها شَيْءٌ ولا شَجرٌ ولا قَرارٌ للماءِ . قال أَبو منصور : وقَلَّما تكون إِلاّ في سَنَدِ واد أَو جَبَلٍ قريبٍ من سَنَدِ واد قال : والصّحراءُ أَشَدُّ اسْتِوَاءً منها . قال الرّاجز :
" تَراه بالصّحاصِحِ السَّمالقِ
" كالسَّيفِ من جَفْنِ السِّلاحِ الدّالقِ وقال آخر :
" وكم قَطَعْنا من نِصَابِ عَرْفَجِ
" وصَحْصَحانٍ قُذُفٍ مُخَرَّجِ
" به الرَّذَايَا كالسَّفِينِ المُخْرَجِ ونِصَابُ العَرْفَج : ناحِيَته . والقُذُفُ : الّتي لا مَرْتَعَ بها . والمُخرَّجُ : الّذي لم يُصِبْه مَطرٌ أَرضٌ مُخرَّجَةٌ . فشَبَّه شُخوصَ الإِبلِ الحَسْرَى بشُخُوصِ السُّفن . وأَمّا شاهد الصحصاح فقوله
" حيثُ ارْثَعَنّ الوَدْقُ في الصَّحْصاحِ وفي حديث جُهَيش : " وكائِنْ قَطَعْنا إِليك من كذا وكذا وتَنوفة صَحْصَحٍ " . وفي حديث ابن الزُّبير لمّا أَتاه قتلُ الضَّحّاك قال : " إِن ثَعْلَبَ بن ثعلبٍ حَفَرَ بالصَّحْصَحةِ فأَخطَأَت اسْتُه الحُفْرَةَ . " وصَحَاحُ الطّريقِ بالفتح : ما اشْتَدّ منه ولم يَسْهُل " ولم يُوطَأْ قال ابن مُقْبِل يَصف ناقةً :
إِذا واجَهَتْ وجْهَ الطّريقِ تَيَمَّمتْ ... صَحَاحَ الطَّريقِ عِزَّةً أَنْ تَسَهَّلاَ" وصَحْصَحَ الأَمْرُ : تَبَيَّنَ " مثل حَصْحَصَ . " والمُصَحْصِحُ " بالضّمّ : الرّجل " الصّحيحُ المَوَدَّةِ . و " من المَجاز : المُصَحْصِحُ : " مَنْ يأْتي بالأَباطيل " . " وصَحْصحٌ : ع بالبَحْرَيْن . و " صَحْصَحٌ : " والدُ مُحْرِزٍ أَحدِ بني تَيْمِ اللهِ بنِ ثَعْلَبَةَ " بنِ عُكابَةَ بنِ صَعْبِ بنِ عليِّ بنِ بكرِ بنِ وائِل . صَحْصَحٌ : " أَبو قَوْم من تَيْم . و " صَحْصَحٌ : " أَبو قَوْمٍ من طَيِّئٍ " . " والصَّحْصَحانُ : ع " شَديدُ البَرْدِ " بين حَلَبَ وتَدْمُرَ " . " والصَّحِيح : فَرَسٌ لأَسَد بنِ الرَّهِيص الطّائيّ " صاحِبِ الوقَائِعِ المشهورة . يقال : " رَجلٌ صُحْصُحٌ وصُحْصُوحٌ بضمّهما " إِذا كان " يَتَتَبَّع دَقَائقَ الأُمورِ فيُحْصِيها ويَعْلَمُها " . من المجاز : " التُّرَّهَاتُ الصَّحاصِحُ " لا سَدائدَ ولا صَحائِح : أَي أَباطِيل لا أَصْلَ لها مثله " بالإِضافَة " أَيضاً . وكذلك التُّرَّهاتُ البَسابِسُ و " مَعْنَاه الباطِل " . وهما بالإِضافَة أَجْوَد . قال ابنمُقْبِل :
وما ذِكْرُه دَهْمَاءَ بعدَ مَزَارِهَا ... بِنَجْرَانَ إِلاَّ التُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ ومما يستدرك عليه : اسْتَصَحَّ فُلانٌ من عِلَّتِه : إِذا بَرِئَ قال الأَعشى :
أَمْ كما قالوا سَقِيمٌ فَلَئِنْ ... نَفَضَ الأَسْقَامَ عنه واسْتَصَحّْ وأَنا أَسْتَصِحُّ ما تقول وهو مَجَاز . وأَرْضٌ مَصَحَّةٌ : بَريئةٌ من الأَوْبَاءِ صحيحَةٌ لا وَبَاءَ فيها ولا تَكْثُرُ فيها العِلَلُ والأَسْقَامُ . وصَحَّ الشَّيْءَ : جَعَله صَحِيحاً . وصَحَّحْتُ الكِتَابَ والحِسَابَ تَصْحِيحاً : إِذَا كَانَ سَقِيماً فأَصْلَحْتَ خَطأَه . وأَتيتُ فلاناً فأَصْحَحْتُه أَي وَجدْتُه صَحِيحاً . والصَّحِيحُ من الشِّعْرِ : ما سَلِمَ من النَّقْص . وقيل : كلُّ ما يُمْكِن فيه الزِّحافُ فَسِلمَ منه فهو صحيحٌ . وقيل : الصَّحيحُ : كلُّ آخِرِ نِصْفٍ يَسْلَمُ من الأَشياءِ الّتي تقَع علَلاً في الأَعارِيض والضُّروبِ ولا تَقَعُ في الحَشْوِ . والمُصَحْصِح في قول مُلَيحٍ الهُذليّ :
فحُبُّكَ لَيْلَى حينَ تَدْنُو زَمَانَةٌ ... ويَلْحاكَ في لَيْلَى العَريفُ المُصَحْصِحُ قيل : أَراد النّاصحَ كأَنّه المُصحِّحُ فكَرِه التّضْعيفَ . ومن المجاز : صَحَّ عند القاضِي حَقُّه . وصَحَّتْ شَهادتُه . وصَحَّ له عليه كذا . وصَحّ قولُه ؛ كذا في الأَساس