زَكَرَهُ أَي الإِناءَ زَكْراً : مَلأَه كَزَكَّرَه فتَزَكَّرَ تَزْكِيراً . يقال : زَكَّرَ السِّقاءَ وزَكَّتَه إِذا مَلأَهُ وهو مَجَازٌ . والزُّكْرَة بالضَّمِّ : وِعَاءٌ من أَدَمٍ . وقال أَبو حَنِيفَة : الزُّكْرَة : الزِّقُّ الصَّغِير . وفي المحكم : زِقٌّ يُجْعَل للخَمْر أو الخَلّ . وفي الصّحاح زُقَيْقٌ للشَّراب . وتَزَكَّرَ الشَّرابُ : اجْتَمَعَ في الزُّكْرَةِ . وتَزَكَّرَ بَطْنُ الصَّبِيِّ أَي عَظُمَ وامْتَلأَ حتَّى صارَ كالزُّكْرَةِ وحَسُنَتْ حَالُه وهو مَجَاز كزَكَّرَ تَزْكِيراً . وقال اللَّيْثُ : يقال : عَنْزٌ زَكْرِيَّة بفَتْح فسُكُون وزَكَرِيَّة مُحَرَّكَةً : شَدِيدَةُ الحُمْرَةِ وهي نَوْعٌ من العُنُوزِ الحُمْر . وفي الكِتَاب العَزِيز : " وكَفَّلها زَكَرِيّاءُ " . وفيه أَربعُ لُغَات : مَمْدودٌ مَهْمُوزٌ وبه قَرَأَ ابنُ كَثِير ونافِعٌ وأَبو عَمْرو وابنُ عَامِر ويَعْقُوبُ ويُقْصَرُ وبه قَرَأَ حَمْزَةُ والكِسَائِيّ وحَفْص وزَكَرِيُّ كعرَبِيّ بحذْفِ الأَلف غَيْر مُنَوَّن أَيضاً ويُخَفَّفُ - وهي اللُّغَةُ الرَّابِعَة . قال الأَزْهَرِيّ : وهذا مَرْفُوض عند سِيبَوَيْه . قُلْت : ولذا اقتصرَ الزَّجَّاجُ وابنُ دُرَيْد والجَوْهَرِيّ على الثَّلاثَةِ الُأَول . وشذَّ بعضُ المفسِّرين فزادَ لُغَةً خَامِسَةً وقال : زَكَر كجَبَل . وقول شيخنا : وكلام الجوهريّ يقتَضيه محلّ تأْمل - : عَلَمٌ على رَجلٍ
قال الجوهريّ : فإِن مَدَدْت أَو قَصَرْت لم تَصْرِف وإِن شَدَّدت صَرَفْتَ وعبارَة الجوهريّ : وإن حذَفْت الأَلفَ صَرَفْت . وقال الزَّجَّاجُ : وأَمَّا تَرْكُ صَرْفه فإِنّ في آخرِه أَلِفَيِ التّأْنِيثِ في المَدّ وأَلِفَ التأْنِيث في القَصْر . وقال بعضُ النَّحْوِيِّين : لم يَنْصرف لأَنَّه أَعجميّ وما كانت فيه أَلف التّأْنِيث فهو سواءٌ في العَرَبيّةَ والعُجْمَة ويَلْزَم صاحبَ هذا القولِ أَن يقول : مَرَرْت بزَكَرِيَّاءَ وزَكَرِيَّاءَ آخَرَ . لأَن ما كان أَعجميّاً فهو يَنْصَرِف في النَّكِرَة ولا يجوز أَن تصَرف الأَسماءُ التي فيها أَلفُ التأْنيثِ في مَعْرِفة ولا نَكِرَة لأَنَّها فيها عَلامةُ تأْنِيث وأَنها مَصوغَة مع الاسم صِيغَةً واحدةً فقد فارقَتْ هاءَ التَّأْنِيث فلِذلك لم تُصْرَف في النَّكْرة . قال الجوهريّ : وتَثْنِيَةُ المَمْدُودِ المهموزِ زَكَرِيَّاوَانِ . وزاد اللَّيْثُ زَكَريَّا آنِ . ج زَكَرِيّاؤُونَ . وفي النَّصْبِ والخَفْضِ زَكَرِيَّاوِينَ . والنِّسْبَة إليه زَكَرِيَّاوِيٌّ بالواو . فإذا أضْفَت إليك وعبارةُ الجوهريّ : وإذا أضَفْتَه إلى نَفْسِك قُلْتَ : زَكَرِيَّاِئي بلا وَاوٍ . كما تقول : حَمْرائِي . وفي التَّثْنِيَة زَكَرِيَّاوَايَ بالواو لأنَّك تقول زَكَرِيَّاوَانِ . وفي الجَمْعِ زَكَرِيّاوِيّ بكسر الواو . يستوِي فيه الرَّفْعُ والخَفْضُ والنَّصْبِ كما يَستوِي في مُسلِمَّي وزَيْدِيَّ . وتَثْنِيَة المَقْصُور زَكِريَّيَانِ تُحَرَّكُ ألف زَكَرِيّا لاجتماع السَّاكِنَيْن فصارت يَاءً كما تقول : مَدَنِيّ ومَدَنِيَّان . وفي النَّصْب رأَيْت زَكَرِيَّيْنِ وفي الجَمْع : هم زَكَرِيُّون حَذَفْت الألِف لاجْتِماع السَّاكِنَيْن ولم تُحَرِّكها لأنك لو حَرَّكتها ضَمَمْتَها ولا تكون الياءُ مضمومةً ولا مَكْسُورةً وما قبلها مُتَحَرِّكٌ ولذلك خالَف التَّثْنِيَةَ . وقال الليثُ : وتَثْنِيَة زَكِرى مُخَفَّفَةً زَكَرِيَانِ مُخَفَّفة ج زَكَرُونَ بطَرْح الياءِ . ومما يستدرك عليه : الزُّواكِرَة : مَنْ يَتلَبَّسِ فيُظْهِر النُّسُكَ والعِبَادَةَ ويُبْطِن الفِسْقَ والفَسَادَ نقلَه المَقَّرِيّ في نَفخ الطِّيب قاله شَيْخُنا . وزُكْرَة بن عبد الله بالضَّمّ أوْرَدَه أبو حَاتِم في الصَّحَابَة وله حَدِيث ضَعِيف . وأبو حَفْص عُمَر بن زَكّار ابن أحمَد بن زَكَّار بن يَحيى بن ميمون التَمّار الزَّكَّارِيّ البغداديّ ثقة عن المحامليّ والصّفّار