سَواءُ الشيءِ
مثلُه والجمعُ أَسْواءٌ أَنشد اللحياني تَرى القومَ أَسْواءً إذا جَلَسوا معاً وفي
القومِ زَيْفٌ مثلُ زَيْفِ الدراهمِ وأَنشد ابنُ بري لرافِع بن هُرَيْمٍ هلاّ
كوَصْلِ ابن عَمَّارٍ تُواصِلُني ليس الرِّجالُ وإن سُوُّوا بأَسْواء وقال آخر
الناس
سَواءُ الشيءِ
مثلُه والجمعُ أَسْواءٌ أَنشد اللحياني تَرى القومَ أَسْواءً إذا جَلَسوا معاً وفي
القومِ زَيْفٌ مثلُ زَيْفِ الدراهمِ وأَنشد ابنُ بري لرافِع بن هُرَيْمٍ هلاّ
كوَصْلِ ابن عَمَّارٍ تُواصِلُني ليس الرِّجالُ وإن سُوُّوا بأَسْواء وقال آخر
الناسُ أَسْواءٌ وشتَّى في الشِّيَمْ وقال جِرانُ العَوْدِ في صفة النساء ولسنَ
بأَسواءٍ فمنهنَّ روْضةٌ تَهِيجُ الرِّياحُ غيرَها لا تُصَوِّحُ وفي ترجمة عددَ
هذا عِدُّه وعديدُه وسِيُّه أَي مثله وسِوَى الشيءِ نفسُه وقال الأَعشى تَجانَفُ
عن خلِّ اليمامةِ ناقَتي وما عَدَلتْ من أَهلها بِسِوائِكا
( * قوله « تجانف عن خل إلخ » سيأتي في هذه المادة إنشاده بلفظ تجانف عن جو
اليمامة ناقتي )
ولِسِوائِكا يريدُ بك نفسِك وقال ابن مقبل أَرَدّاً وقد كان المَزارُ سِواهُما على
دُبُرٍ من صادِرٍ قد تَبَدَّدا
( * قوله « اردّاً إلى قوله وقل اضطرابهما » هكذا هذه العبارة بحروفها في الأصل
ووضع عليه بالهامش علامة وقفة )
قال ابن السكيت في قوله وقد كان المزادُ سِواهُما أَي وقع المَزادُ على المزادِ
وعلى سِواهِما أَخطَأَهُما يصف مَزادَتَيْنِ إذا تَنَحَّى المزارُ عنهما استرختا
ولو كان عليهما لرفعهما وقل اضطرابهما قال أَبو منصور وسِوى بالقصر يكون بمعنيين
يكون بمعنى نفس الشيء ويكون بمعنى غيرٍ ابن سيده وسَواسِيَةٌ وسَواسٍ وسَواسِوَةٌ
الأَخيرة نادرة كلُّها أَسماءُ جمعٍ قال وقال أَبو عليّ أَما قولهم سَواسِوَة
فالقول فيه عندي أَنه من باب ذَلاذِلَ وهو جمعُ سَواءٍ من غير لفظِه قال وقد قالوا
سَواسِيَةٌ قال فالياء في سَواسِيَة مُنْقلبة عن الواو ونظيرُه من الياء صَياصٍ
جمع صِيصَةٍ وإنما صَحَّت الواوُ فيمن قال سَواسِوَة لأَنها لام أَصل وأَن الياء
فيمن قال سَواسِيَةٌ مُنْقلِبة عنها وقد يكون السَّواءُ جمعاً وحكى ابن السكيت في
باب رُذالِ الناسِ في الأَلفاظ قال أَبو عمرو يقال هم سَواسِيَة إذا استَوَوْا في
اللُّؤْم والخِسَّةِ والشَّر وأَنشد وكيف تُرَجِّيها وقد حال دُونَهاسَواسِيَةٌ لا
يغْفِرُونَ لها ذَنْبا ؟ وأَنشد ابن بري لشاعر سُودٌ سَواسِيَةٌ كأَن أُنُوفَهُمْ
بَعْرٌ يُنَظِّمُه الوليدُ بمَلْعَبِ وأَنشد أَيضاً لذي الرمة لولا بَنُو ذُهْلٍ لقَرَّبْتُ
منكُم إلى السَّوطِ أَشْياخاً سَواسِيَةً مُرْدا يقول لضربتكم وحلقت رؤُوسَكم
ولِحاكم قال الفراء يقال هُمْ سَواسِيَةٌ وسَواسٍ وسُؤَاسِيَةٌ قال كثير سَواسٍ
كأَسْنانِ الحِمارِ فما تَرى لِذي شَيبَةٍ مِنْهُمْ على ناشِيءٍ فَضْلا وقال آخر
سَبَيْنا مِنْكُمُ سَبْعينَ خَوْداً سَواسٍ لَمح يُفَضَّ لها خِتامُ التهذيب ومن
أَمثالِهم سَواسِيَة كأَسْنان الحِمارِ وقال آخر شَبابُهُمُ وشِيبُهُمُ سَواءٌ
سَواسِيَةٌ كأَسْنانِ الحِمارِ قال وهذا مِثْلُ قولِهم في الحديث لا يزالُ الناسُ
بخَيْرٍ ما تَبايَنوا وفي رواية ما تَفاضَلوا فإذا تَساوَوْا هَلكوا وأَصل هذا أَن
الخَيْرَ في النادِرِ من الناسِ فإذا اسْتَوى النَّاسُ في الشَّرِّ ولم يكن فيهم
ذُو خَيْرٍ كانوا من الهَلْكى قال ابن الأَثير معناه أَنهم إنما يتَساوَوْن إذا
رَضُوا بالنَّقْصِ وتركوا التَّنافُس في طَلب الفضائل ودَرْكِ المَعالي قال وقد
يكون ذلك خاصّاً في الجَهْل وذلك أَن الناسَ لا يَتساوَوْنَ في العِلْمِ وإنما
يَتساوَوْن إذا كانوا جُهّالاً وقيل أَراد بالتَّساوي التحزُّبَ والتفرُّقَ وأَن
لا يجتمعوا في إمامٍ ويَدَّعِيَ كلُّ واحدٍ منهم الحَقَّ لِنَفْسِه فَيَنْفَرِدَ
برأْيِه وقال الفراء يقال هم سَواسِيَة يَسْتَوون في الشرِّ قال ولا أَقول في
الخيرِ وليس له واحدٌ وحكي عن أَبي القَمْقامِ سَواسِيَة أَراد سَواء ثم قال سِيَة
ورُوِي عن أَبي عمرو بن العلاءِ أَنه قال ما أَشدَّ ما هجا القائلُ وهو الفرزدق
سَواسِيَةٌ كأَسْنانِ الحِمارِ وذلك أَن أَسنانَ الحمارِ مُسْتوية وقال ذو الرمة
وأَمْثَلُ أَخْلاقِ امْرِئِ القَيْسِ أَنَّها صِلابٌ على عَضِّ الهَوانِ جُلودُها
لَهُمْ مجْلِسٌ صُهْبُ السِّبالِ أَذِلَّةٌ سَواسِيَةٌ أَحْرارُها وعَبِيدُها
ويقال أَلآمٌ سَواسِيَة وأَرْآدٌ سَواسِيَة ويقال هو لِئْمُه ورِئْدُهُ أَي
مِثْلُه والجمعُ أَلآمٌ وأَرْآدٌ وقوله عز وجل سَواءٌ منْكُمْ مَنْ أَسَرَّ
القَوْلَ ومَنْ جَهَرَ بِه معناه أَنَّ الله يعلَم ما غابَ وما شَهِدَ والظاهرَ في
الطُّرُقاتِ والمُسْتَخْفِيَ في الظُّلُماتِ والجاهِرَ في نُطْقِه والمُضْمِرَ في
نفْسِه عَلِمَ الله بهم جميعاً سواءً وسواءٌ تطلُبُ اثْنَيْنَ تقول سَواءٌ زيدٌ
وعمْروٌ في معنى ذَوا سَواءٍ زيدٌ وعمروٌ لأَن سواءً مصدرٌ فلا يجوز أَن يُرْفع ما
بعْدها إلاَّ على الحَذْفِ تقولُ عَدْلٌ زيدٌ وعمروٌ والمعنى ذَوا عَدْلٍ زيدٌ
وعمروٌ لأَن المصادر ليست كأَسْماء الفاعلينَ وإنما يَرْفَعُ الأَسْماءَ أَوصافُها
فأَما إذا رفعتها المصادر فهي على الحذف كما قالت الخنساء تَرْتَعُ ما غَفَلَتْ
حتى إذا ادَّكَرَتْ فإنَّما هِيَ إقْبالٌ وإدْبارُ أَي ذاتُ إقْبالٍ وإدْبار هذا
قول الزجاج فأَمّا سيبويه فجَعلها الإقبالَة والإدبارَة على سَعةِ الكلام
وتَساوَتِ الأُمورُ واسْتَوَتْ وساوَيْتُ بينهما أَي سَوَّيْتُ واسْتَوى
الشَّيْئَانِ وتَساوَيا تَماثَلا وسَوَّيْتُه به وساوَيْتُ بينهما وسَوَّيْتُ
وساوَيْتُ الشيءَ وساوَيْتُ به وأَسْوَيْتُه به عن ابن الأَعرابي وأَنشد اللحياني
للقناني أَبي الحَجْناء فإنَّ الذي يُسْويكَ يَوْماً بوِاحِدٍ مِنَ الناسِ أَعْمى
القَلْبِ أَعْمى بَصائرهْ الليث الاسْتِواءُ فِعْلٌ لازِمٌ من قولك سَوَّيْتُه
فاسْتَوى وقال أَبو الهيثم العرب تقول استوى الشيءُ مع كذا وكذا وبكذا إلا قولَهم
للغلامِ إذا تَمَّ شَبابُه قد اسْتَوى قال ويقال اسْتَوى الماءُ والخَشَبةَ أَي مع
الخَشَبةِ الواوُ بمعنى مَعْ ههنا وقال الليث يقال في البيع لا يُساوي أَي لا يكون
هذا مَعَ هذا الثَّمَنِ سيَّيْنِ الفراء يقال لا يُساوي الثوبُ وغيرُه كذا وكذا
ولَمْ يعْرفْ يَسْوى وقال الليث يَسْوى نادرة ولا يقال منه سَوِيَ ولا سَوى كما
أَنَّ نَكْراءَ جاءَت نادرةً ولا يقال لِذَكَرِها أَنْكَرُ ويقولون نَكِرَ ولا
يقولون يَنْكَرُ قال الأَزهري وقولُ الفراء صحيحٌ وقولهم لا يَسْوى أَحسِبُه لغة
أَهلِ الحجاز وقد رُوَيَ عن الشافعي وأَما لا يُسْوى فليس بعربي صحيح وهذا لا يُساوي
هذا أَي لا يعادِلُه ويقال ساوَيْتُ هذا بذاكَ إذا رَفَعْته حتى بلَغ قَدْره
ومَبْلَغه وقال الله عزَّ وجل حتى إذا ساوى بينَ الصَّدَفَيْنِ أَي سَوَّى بينهما
حين رفَع السَّدَّ بينَهُما ويقال ساوى الشيءُ الشيءَ إذا عادَلَه وساوَيْتُ بينَ
الشَّيْئَيْنِ إذا عَدَّلْتَ بينَِهما وسَوَّيْت ويقال فلانٌ وفلانَ سواءٌ أَي
مُتَساويان وقَوْمٌ سواءٌلأَنه مصدر لا يثَنى ولا يجمع قال الله تعالى لَيْسوا
سَواءً أَي لَيْسوا مُسْتَوينَ الجوهري وهما في هذا الأَمرِ سواءٌ وإن شئتَ
سَواءَانِ وهم سَواءٌ للجمع وهم أَسْواءٌ وهم سَواسِيَةٌ أَي أَشباهٌ مثلُ
يمانِيةٍ على غيرِ قياسٍ قال الأَخفش ووزنه فَعَلْفِلَةُ
( * قوله « فعلفلة » وهكذا في الأصل ونسخة قديمة من الصحاح وشرح القاموس وفي نسخة
من الصحاح المطبوع فعافلة ) ذهَب عنها الحَرْفُ الثالث وأَصله الياءُ قال فأَمَّا
سَواسِيَة فإنَّ سواءً فَعالٌ وسِيَةٌ يجوز أَن يكون فِعَةً أَو فِعْلَةً
( * قوله « وسية يجوز أن يكون فعة أو فعلة » هكذا في الأصل ونسخة الصحاح الخط وشرح
القاموس أيضاً وفي نسخة الصحاح المطبوعة فعة أو فلة ) إلا أَنَّ فِعَةً أَقيس لأَن
أَكثر ما يُلْقونَ موضِعَ اللام وانْقَلَبَتِ الواوُ في سِيَة ياءً لكسرة ما قبلها
لأَن أَصله سِوْيَة وقال ابن بري سَواسِيَةٌ جمعٌ لواحد لم يُنْطَقْ به وهو
سَوْساةٌ قال ووزنه فَعْلَلةٌ مثل مَوْماةٍ وأَصلهُ سَوْسَوَة فَسواسِيَةٌ على هذا
فَعالِلَةٌ كلمةٌ واحدة ويدل على صحة ذلك قولهم سَواسِوَة لغة في سَواسِية قال
وقول الأَخفش ليس بشيءٍ قال وشاهِدُ تَثْنية سواءٍ قولُ قيس ابن مُعاذ أَيا رَبِّ
إنْ لم تَقْسِمِ الحُبَّ بَيْننا سَواءَيْنِ فاجْعَلْني على حُبِّها جَلْدا وقال
آخر تَعالَيْ نُسَمِّطْ حُبَّ دعْدٍ ونَغْتَدي سَواءَيْنِ والمَرْعى بأُمِّ
دَرِينِ ويقال للأَرض المجدبة أُمُّ دَرِينٍ وإذا قلتَ سواءٌ علَيَّ احْتَجْتَ أَن
تُتَرْجِم عنه بشَيْئَيْن تقول سواءٌ سأَلْتَني أَو سَكَتَّ عنِّي وسواءٌ
أَحَرَمْتَني أَم أَعْطَيْتَني وإذا لحِقَ الرجلُ قِرْنَه في عِلْم أَو شَجاعَةٍ
قيل ساواهُ وقال ابن بزُرْج يقال لئنْ فَعَلْتَ ذلك وأَنا سِواكَ ليَأتِيَنَّكَ
مِنِّي ما تَكْرَهُ يريد وأَنا بأَرْضٍ سِوى أَرْضِكَ ويقال رجلٌ سواءُ البَطْنِ
إذا كان بَطْنُه مُسْتَوِياً مع الصَّدْرِ ورجلٌ سواءُ القَدَمِ إذا لم يكن لها
أَخْمَصٌ فسواءٌ في هذا المَعنى بمعْنى المُسْتَوِي وفي صِفَة النبيّ صلى الله
عليه وسلم أَنه كان سَواءَ البَطْنِ والصَّدْرِ أَرادَ الواصِفُ أَنّ بَطْنَه كان
غَيْرَ مُسْتَفِيضٍ فهو مُساوٍ لصَدْرِه وأَنَّ صَدْرَه عَرِيضٌ فهو مُساوٍ
لبَطْنُِهِ وهما مُتَساوِيانِ لا ينْبُو أَحَدُهُما عن الآخرِ وسَواءُ الشَّيءِ
وسَطُه لاسْتِواءِ المسافةِ إلَيْه من الأَطْرافِ وقوله عز وجل إذْ نُسَوِّيكُمْ
برَبِّ العالمين أَي نَعْدِلُكُمْ فنَجْعَلُكمْ سَواءً في العِبادة قال الجوهري
والسِّيُّ المِثْلُ قال ابن بري وأَصله سِوْيٌ وقال حديد النَّابِ لَيْسَ لكُمْ
بِسِيِّ وسَوَّيْتُ الشيءَ فاسْتَوى وهُما سَوِيَّةٍ من هذا الأَمر أي على سَواء
وقَسَمْت الشيءَ بينَهُما بالسَّوِيَّة وسِيَّانِ بمعنى سَواءٍ يقال هُما سِيَّانِ
وهُمْ أَسْواءُ قال وقد يقال هُمْ سِيٌّ كما يقال هُمْ سَواءٌ قال الشاعر وهُمُ
سِيٌّ إذا ما نُسِبُوا في سَناء المَجْدِ مِنْ عَبْدِ مَنافْ والسِّيَّان
المِثْلان قال ابن سيده وهما سَواءَانِ وسِيَّان مِثْلان والواحِدُ سِيٌّ قال
الحُطَيْئَة فإيَّاكُمْ وحَيَّةَ بَطْنِ وادٍ هَمُوزَ النَّابِ ليْسَ لَكُمْ
بِسِيِّ يريد تَعظِيمه وفي حديث جُبَيْر بنِ مُطْعِمٍ قال له النبيُّ صلى الله
عليه وسلم إنَّما بنُو هاشِمٍ وبنو المُطّلِبِ سِيٌّ واحِدٌ قال ابن الأَثير هكذا
رواه يحيى بنُ مَعِين أَي مِثْلٌ وسَواءٌ قال والرواية المشهورة شَيءٌ واحد بالشين
المعجمة وقولهم لا سِيَّما كلمة يُسْتَثْنى بها وهو سِيٌّ ضُمَّ إليْه ما والإسمُ
الذي بعد ما لَكَ فيه وجهان إنْ شِئْتَ جَعَلْتَ ما بمنزلة الذي وأَضْمَرْت
ابْتِداءً ورَفَعْتَ الإسمَ الذي تَذْكُرُه بخَبرِ الإبْتداء تقول جاءَني القَومُ
ولا سيِّما أَخُوكَ أَي ولا سِيَّ الذي هو أَخُوك وإن شِئْتَ جَرَرْتَ ما بعْدَه
على أَن تَجْعَل ما زائِدةً وتجُرَّ الإسم بِسيٍّ لأَنَّ معنى سِيٍّ معنى مِثْلٍ
ويُنشدُ قولُ امرئ القيس أَلا رُبَّ يومٍ لكَ مِنْهُنَّ صالِحٍ ولا سِيَّما يومٍ
بِدَارةِ جُلْجُلِ مجروراً ومرفوعاً فمن رواه ولا سيَّما يومٍ أَراد وما مِثْلُ
يومٍ وما صِلةٌ ومن رواه يومٌ أَراد ولا سِيَّ الذي هو يوم أَبو زيد عن العرب إنَّ
فلاناً عالمٌ ولا سِيَّما أَخوه قال وما صلَةٌ ونصبُ سِيَّما بِلا الجَحْدِ وما
زائدة كأَنك قلت ولا سِيَّ يَوْمٍ وتقول اضربن القومَ ولا سِيَّما أَخيك أَي ولا
مثْلَ ضَرْبةِ أَخيك وإن قلت ولا سِيَّما أَخوك أَي ولا مِثْلَ الذي هو أَخوك تجعل
ما بمعنى الذي وتضمر هو وتجعله ابتداء وأَخوك خبره قال سيبويه قولهم لا سِيَّما
زيدٍ أَي لامثْلَ زيد وما لَغْوٌ وقال لا سِيَّما زيدٍ أَي لا مثْلَ زيد وما
لَغْوٌ وقال لا سِيَّما زيدٌ كقولك دَعْ ما زَيْدٌ كقوله تعالى مَثَلاً مَّا
بَعُوضةٌ وحكى اللحياني ما هو لكَ بسِيٍّ أَي بنظير وما هُمْ لك بأَسْواءٍ وكذلك
المؤنث ما هيَ لكَ بِسِيٍّ قال يقولون لا سِيَّ لِمَا فُلانٌ ولا سِيَّكَ ما
فُلانٌ ولا سِيَّ لمن فَعَل ذلك ولا سِيَّكَ إذا فَعَلْتَ ذلك وما هُنَّ لك
بأَسْواءٍ وقول أَبي ذؤيب وكان سِيَّيْن أَن لا يَسْرَحُوا نَعَماً أَو يَسْرَحُوه
بها وغْبَرَّتِ السُّوحُ معناه أَن لا يَسْرَحُوا نعَمَاً وأَن يَسْرَحُوه بها
لأَن سَواءً وسِيَّانِ لا يستعملان إلا بالواو فوضع أَبو ذؤيب أَو ههنا موضع الواو
ومثله قول الآخر فسِيَّان حَرْبٌ أَو تَبُوءَ بمثله وقد يَقْبَلُ الضَّيمَ
الذَّليلُ المسَيَّرُ
( * قوله « أو تبوء إلخ » هكذا في الأصل وانظر هل الرواية تبوء بالافراد أو تبوءوا
بالجمع ليوافق التفسير بعده )
أَي فَسِِيَّان حربٌ وبَواؤكم بمثله وإنما حمل أَبا ذؤيب على أَن قال أَو
يَسْرَحوه بها كراهيةُ الخَبْن في مستفعلن ولو قال ويَسْرَحُوه لكان الجزء مخبوناً
قال الأَخفش قولهم إن فلاناً كريم ولا سِيّما إن أَتيته قاعداً فإن ما ههنا زائدة
لا تكون من الأَصل وحذف هنا الإضمار وصار ما عوضاً منها كأَنه قال ولا مِثْله إن
أَتيته قاعداً ابن سيده مررت برجل سَواءٍ العَدَمُ وسُوىً والعَدَمُ أَي وجوده
وعدمه سَواءٌ وحكى سيبويه سَواء هو والعَدَمُ وقالوا هذا درهم سَواءً وسَواءٌ
النصب على المصدر كأَنك قلت استواءً والرفع على الصفة كأنك قلت مُسْتَوٍ وفي
التنزيل العزيز في أَربعة أَيام سَواءً للسائلين قال وقد قرئ سَواءٍ على الصفة
والسَّوِيَّةُ والسَّواءُ العَدْل والنَّصَفة قال تعالى قل يا أَهل الكتاب
تَعالَوْا إلى كلمة سَواءٍ بيْننا وبينكم أَي عَدْلٍ قال زهير أَرُوني خُطَّةً لا
عَيْبَ فيها يُسَوِّي بَيْننا فِيها السَّواءُ وقال تعالى فانْبِذْ إليهم على
سَواءٍ وأَنشد ابن بري للبراء بن عازب الضَّبّي أَتَسْأَلُْني السَّوِيَّة وسْطَ
زَيْدٍ ؟ أَلا إنَّ السُّوِيَّةَ أَنْ تُضامُوا وسَواءُ الشيءِ وسِواهُ وسُواهُ
الأَخيرتان عن اللحياني وسطه قال الله تعالى في سَواءِ الجَحيم وقال حسان بن ثابت
يا ويْجَ أَصحابِ النَّبيِّ ورَهْطِهِ بعَدَ المُغَيَّبِ في سَواءِ المُلْحَدِ وفي
حديث أَبي بكرٍ والنسَّابةِ أَمْكَنْتَ مِن سَواء الثُّغْرَة أَي وَسَطِ ثُغْرَةِ
النَّحْرِ ومنه حديث ابن مسعود يُوضَعُ الصِّراطُ على سَواءِ جهنم وفي حديث قُسٍّ
فإذ أَنا بهِضْبةٍ في تَسْوائِها أَي في الموضع المُستوي منها والتاء زائدة
للتَّفْعال وفي حديث علي رضي الله عنه كان يقول حَبَّذا أَرضُ الكوفة أَرضٌ سَواءٌ
سَهْلة أَي مُستوية يقال مكان سَواءٌأَي مُتَوسِّطٌ بين المكانَين وإن كسَرْت
السينَ فهي الأَرض التي تُرابُها كالرَّملِ وسَواءُ الشيء غيرُه وأَنشد الجوهري
للأَعشى تَجانَفُ عن جَوِّ اليَمامةِ ناقتي وما عَدَلَتْ عن أَهلِها لسَوائِكا وفي
الحديث سأَلْتُ رَبي أَن لا يُسَلِّطَ على أُمَّتي عَدُوّاً مِن سَواءِ أَنفسِهم
فيسْتَبِيحَ بيْضتَهم أَي من غير أَهل دينهم سَواءٌ بالفتح والمدِّ مثل سِوَى
بالقصرِ والكسرِ كالقِلا والقَلاء وسُوىً في معنى غير أَبو عبيد سُوى الشيء غيرُه
كقولك رأَيتُ سُواكَ وأَما سيبويه فقال سِوىً وسَواءٌ ظرفان وإنما استعمل سَواءٌ
اسماً في الشعر كقوله ولا يَنْطِقُ الفحشاءَ من كان منهمُ إذا جَلَسُوا مِنَّا ولا
مِنْ سَوائِنا وكقول الأَعشى وما عَدَلَتْ عن أَهلِها لسَوائِكا قال ابن بري سواءٌ
الممدودة التي بمعنى غيرٍ هي ظرْفُ مكان بمعنى بَدَلٍ كقول الجعدي لَوَى اللهُ
علْمَ الغيبِ عَمَّْ سَواءَهُ ويَعْلَمُ منه ما مَضَى وتأَخَّرا وقال يزيد بنُ
الحَكَم همُ البُحورُ وتَلْقى مَنْ سَواءَهُم ممن يُسَوَّدُ أثْماداً وأَوْشالا
قال وسِوَى من الظروف التي ليست بمُتَمَكِّنةٍ قال الشاعر سَقاكِ اللهُ يا سَلْمى سَقاكِ
ودارَكِ باللِّوَى دارَ الأَرَاكِ أَمَا والرَّاقِصات بكلِّ فَجٍّ ومَنْ صَلَّى
بنَعْمانِ الأراكِ لقد أَضْمَرْتُ حُبِّكِ في فؤادي وما أَضْمَرْتُ حبّاً مِن
سِواكِ أَطَعْتِ الآمِرِيك بقَطْع حَبْلِي مُرِيهِمْ في أَحِبَّتهم بذاكِ فإنْ
هُمْ طاوَعُوكِ فطاوِعِيهم وإنْ عاصَوْكِ فاعْصِي مَنْ عَصاكِ ابن السكيت سَواءٌ
ممدود بمعنى وسَط وحكى الأَصمعي عن عيسى بن عُمَر انْقَطَع سَوائي أَي وَسَطي قال
وسِوىً وسُوىً بمعنى غيرٍ كقولك سَواءٌ قال الأَخفش سِوىً وسُوىً إذا كان بمعنى
غيرٍ أَو بمعنى العدلِ يكون فيه ثلاثُ لغاتٍ إن ضمَمْتَ السين أَو كسَرْت قَصرْتَ
فيهما جميعاً وإنْ فتحتَ مَددْتَ تقول مكان سِوىً وسُوىً وسَواءٌ أَي عَدْلٌ
ووَسَطٌ فيما بين الفريقين قال موسى بن جابر وجَدْنا أَبانا كان حَلَّ ببَلْدَةٍ
سِوىً بين قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلانَ والفِزْرِ وتقول مررت برجُلٍ سِواكَ وسُواكَ
وسَوائِكَ أَي غيرك قال ابن بري ولم يأْت سواءٌ مكسورَ السين ممدوداً إلا في قولهم
هو في سِواء رأْسِه وسِيِّ رأْسِه إذا كان في نَعْمة وخِصْبٍ قال فيكون سِواءٌ على
هذا مصدَر ساوَى قال ابن بري وسِيٌّ بمعنى سَواءٍ قال وقولهم فلانٌ في سِيِّ رأسِه
وفي سَواء رأْْسِه كلُّه من هذا الفصل وذكره الجوهري في فصل سَيا وفسِّره فقال قال
الفراء يقال هو في سِيِّ رأْسه وفي سَواء رأْْسه إذا كان في النِّعمة قال أَبو
عبيد وقد يفسرُ سِيّ رأْسه عَدَدَ شَعرَه من الخير قال ذو الرمة كأَنه خاضِبٌ
بالسِّيِّ مَرْتَعُه أَبو ثَلاثينَ أَمْسَى وهو مُنْقَلِبُ
( * قوله « كأنه خاضب إلخ » قال الصاغاني الرواية أذاك أم خاضب إلخ يعني أذاك
الثور الذي وصفته يشبه ناقتي في سرعتها أم ظليم هذه صفته )
ومكان سِوىً وسُوىً مُعْلَمٌ وقوله عز وجل مكاناً سِوىً وسُوىً قال الفراء وأَكثر
كلام العرب بالفتح إذا كان في معنى نَصَفٍ وعَدْلٍ فتَحوه ومَدُّوه والكسْرُ
والضمُّ معَ القَصْر عَرَبيّانِ وقد قرئ بهما قال الليث تصغيرُ سَواءٍ الممدودِ
سُوَىُّ وقال أَبو إسحق مكاناً سِوىً ويُقْرَأُ بالضم ومعناه مَنْصَفاً أَي مكاناً
يكون للنَّصَفِ فيما بينَنا وبينك وقد جاء في اللغة سَواءٌ بهذا المعنى تقول هذا
مكان سَواءٌ أَي متوسط بين المكانين ولكن لم يُقْرَأُ إلا بالقَصْر سِوىً وسُوىً
ولا يُساوي الثوبُ وغيرُه شيئاً ولا يقال يَسْوَى قال ابن سيده هذا قول أَبي عبيد
قال وقد حكاه أَبو عبيدة واستَوى الشيءُ اعْتَدَلَ والإسم السَّواءُ يقال سَوَاءٌ
عَليَّ قمتَ أَو قعدتَ واسْتَوَى الرجلُ بلغ أَشُدَّه وقيل بلغ أَربعين سنة وقوله
عزَّ وجل هو الذي خَلَقَ لكمْ ما في الأَرضِ جميعاً ثم اسْتَوَى إلى السماء كما
تقول قد بلغَ الأَميرُ من بلد كذا وكذا ثم اسْتَوَى إلى بلد كذا معناه قَصَد
بالاسْتِواء إليه وقيل اسْتَوَى إلى السماء صَعِدَ أَمره إليها وفسره ثعلب فقال
أَقْبَلَ إليها وقيل اسْتَوْلى الجوهري اسْتَوَى إلى السماء أَي قَصَدَ واسْتَوى
أَي اسْتَوْلى وظَهَر وقال قَدِ اسْتَوى بِشْرٌ على العِرَاق من غَيرِ سَيْفٍ
ودَمٍ مُهْراق الفراء الاسْتِواء في كلام العرب على وجهين أَحدهما أَن يَسْتَوي
الرجلُ وينتهي شبابُه وقوَّته أَو يَسْتَوي عن اعوجاج فهذان وجهان ووجه ثالث أَن
تقول كان فلان مُقْبِلاً علا فلانة ثم استَوَى عليَّ وإليَّ يَشاتِمُني على معنى
أَقبل إليَّ وعلىَّ فهذا قوله عز وجل ثم اسْتَوى إلى السماء قال الفراء وقال ابن
عباس ثم استَوى إلى السماء صعِدَ وهذا كقولك للرجل كان قائماً فاستَوى قاعداً وكان
قاعداً فاستَوى قائماً قال وكلُّ في كلام العرب جائز وقول ابن عباس صَعِدَ إلى
السماء أَي صعِد أَمره إلى السماء وقال أَحمد بن يحيى في قوله عز وجل الرحمنُ على
العرش استَوى قال الاسْتِواءُ الإقبال على الشيء وقال الأَخفش استَوى أَي علا تقول
استَوَيْتُ فوق الدابة وعلى ظهر البيت أَي علَوْتُه واستَوى على ظهر دابته أَي
استَقَرَّ وقال الزجاج في قوله تعالى ثم استَوى إلى السماء عمَدَ وقصد إلى السماء
كما تقول فَرغ الأَميرُ من بلد كذا وكذا ثم استَوى إلى بلد كذا وكذا معناه قصد
بالاستواء إليه قال داود بنُ عليّ الأَصبهاني كنت عند ابن الأَعرابي فأَتاه رجلٌ
فقال ما معنى قول الله عز وجل الرحمنُ على العرش استَوى ؟ فقال ابن الأَعرابي هو
على عرشه كما أَخبَرَ فقال يا أَبا عبدِ الله إنما معناه استَوْلى فقال ابن
الأَعرابي ما يُدْرِيك ؟ العرب لا تقول استَوْلى على الشيء حتى يكون له
مُضادٌّفأَيهما غَلَب فقد اسْتَوْلى أَما سمعت قول النابغة إلاَّ لمِثْلِكَ أَو
مَن أَنت سابِقُه سبْقَ الجوادِ إذا اسْتَوْلى على الأَمَدِ وسئل مالك بن أَنس
استَوى كيف استَوى ؟ فقال الكيفُ غير معقولٍ والاستِواءُ غير مَجْهول والإيمانُ به
واجبٌ والسؤالُ عنه بِدْعةٌ وقوله عز وجل ولما بلغ أَشُدَّه واسْتَوى قيل إن معنى
استَوى ههنا بلغ الأَربعين قال أَبو منصور وكلام العرب أَن المجتمِعَ من الرجالِ
والمُسْتَوِي الذي تم شَبابُه وذلك إذا تمَّتْ ثمان وعشرونَ سنةً فيكون مجتمِعاً
ومُسْتَوِياً إلى أَن يَتِمَّ له ثلاثٌ وثلاثون سنةً ثم يدخل في حدَّ الكهولةِ
ويحتمل أَن يكون بلوغُ الأَربعين غايةَ الاستِواء وكمالِ العقل ومكانٌ سَوِيٌّ
وسِيٌّ مُسْتَوٍ وأَرضٌ سِيٌّ مسْتَوِية قال ذو الرمة رَهاء بَساط الأَرضِ سِيّ
مَخُوفة والسِّيُّ المكان المُسْتَوِي وقال آخر بأَرض وَدْعانَ بِساطٌ سِيٌّ أَي
سَواءٌ مستقيمٌ وسَوَّى الشيءَ وأَسْواهُ جعلَه سَوِيّاً وهذا المكان أَسْوى هذه
الأَمكنةِ أَي أَشدُّها اسْتِواءً حكاه أَبو حنيفة وأَرض سَواءٌ مُسْتَويةٌ ودارٌ
سَواءٌ مُسْتَويةُ المَرافِق وثوبٌ سَواءٌ مسْتَوٍ عرضُه وطولُه وطبقاتُه ولا يقال
جملٌ سواءٌ ولا حمارٌ ولا رجلٌ سواءٌ واسْتَوَتْ به الأَرضُ وتسَوِّتْ وسُوَّيَتْ
عليه كلُّه هَلك فيها وقوله تعالى لو تُسَوَّى بهمُ الأَرضُ فسره ثعلب فقال معناه
يَصيرُون كالتراب وقيل لو تُسَوَّى بهم الأَرضُ أَي تَسْتَوي بهم وقوله طال على
رَسْم مَهْدَدٍ أَبَدُهْ وعَفا واستَوى به بَلَدُهْ
( * قوله « مهدد » هو هكذا في الأصل وشرح القاموس )
فسره ثعلب فقال اسْتَوى به بلدُه صار كلُّه حَدَباً وهذا البيت مختلِفُ الوزنِ
فالمِصراعُ الأَول من المنسرح
( * قوله « فالمصراع الأول من المنسرح » أي بحسب ظاهره وإلا فهو من الخفيف المخزوم
بالزاي بحرفين أول المصراع وهما طا وحينئذ فلا يكون مختلفاً ) والثاني من الخفيف
ورجلٌ سَويُّ الخَلْق والأُنثى سَويَّةٌ أَي مُسْتَوٍ وقد استَوى إذا كان خَلْقُه
وولدُه سواءً قال ابن سيده هذا لفظ أَبي عبيد قال والصواب كان خَلْقُه وخَلْق ولده
أَو كان هو وولدُه الفراء أَسْوى الرجلُ إذا كان خَلْق ولدِه سَوِيّاً وخَلْقُه
أَيضاً واسْتَوى من إعوِجاجٍ وقوله تعالى بَشَراً سَوِيّاً وقال ثلاثَ ليالٍ
سَوِيّاً قال الزجاج لما قال زكريّا لربّه اجعَلْ لي آيةً أَي علامَةً أَعلم بها
وقوعَ ما بُشِّرْتُ به قال آيَتُكَ أَن لا تكلِّمَ الناسَ ثلاث ليالٍ سَوِيّاً أَي
تُمْنَع الكلامُ وأَنت سَوِيٌّ لا أَخرسُ فتعلَم بذلك أَن الله قد وهبَ لك الوَلدَ
قال وسَوِيّاً منصوبٌ على الحالِ قال وأَما قوله تعالى فأَرْسَلْنا إليها روحَنا
فتمثَّل لها بَشَراً سَوِيّاً يعني جبريلَ تمثَّل لمرْيمَ وهي في غُرْفةٍ مُغْلَقٍ
بابُها عليها محجوبةٌ عن الخَلْقِ فتمثَّل لها في صورة خَلْقِ بَشَرٍ سَويٍّ فقالت
له إني أَعوذُ بالرَّحْمن منك إن كنت تَقِيّاً قال أَبو الهيثم السَّوِيُّ فَعيلٌ
في معنى مُفْتَعلٍ أَي مُسْتَوٍ قال والمُستَوي التامُّ في كلام العرب الذي قد بلغ
الغاية في شبابِه وتمامِ خَلْقِه وعقلِه واستَوى الرجل إذا انتهى شَبابه قال ولا
يقال في شيءٍ من الأَشياء استَوى بنفسِه حتى يُضَمَّ إلى غيرِه فيقال استَوى فلانٌ
وفلانٌ إلاَّ في معنى بلوغِ الرجل النهايةَ فيقال استَوى قال واجتمع مثلُه ويقال
هما على سَويَّةٍ من الأَمر أَي على سَواءٍ أَي استِوءٍ والسَّويَّة قتَبٌ عجميٌّ
للبعير والجمع السَّوايا الفراء السايَةُ فَعْلةٌ من التَّسْوِيَةِ وقولُ الناسِ
ضَرَبَ لي سايةً أَي هيّأَ لي كلمةً سَوَّاها عليَّ ليَخْدَعَني ويقال كيف
أَمْسَيْتُم ؟ فيقولون مُسْؤُونَ بالهمز صالحون وقيل لقوم كيف أَصبحتم ؟ قالوا
مُسْوِينَ صالحين الجوهري يقال كيف أَصبحتم فيقولون مُسْؤُون صالحون أَي أَن
أَولادَنا ومواشينا سويَّةٌ صالحة قال ابن بري قال ابن خالويه أَسْوى نسي
( * قوله « اسوى نسي إلى قوله اسوى القوم في السقي » هذه العبارة هكذا في الأصل )
وأَسْوى صلِعَ وأَسْوى بمعنى أَساءَ وأَسْوى استقام ويقال أَسْوى القوم في
السَّقْي وأَسْوى الرجلُ أَحدث وأَسْوى خَزِيَ وأَسْوى في المرأَة أَوعب وأَسْوى
حرفاً من القرآن أَو آيةً أَسْقطَ وروي عن أَبي عبد الرحمن السُّلَميّ أَنه قال ما
رأَيت أَحداً أَقرأَ من عليّ صلَّيْنا خَلْفَه فأَسْوى بَرْزخاً ثم رجع إليه
فقرأَه ثم عاد إلى الموضع الذي كان انتهى إليه قال الكسائي أَسْوى بمعنى أَسْقَط
وأَغفَل يقال أَسوَيْتُ الشيءَ إذا تركتَه وأَغفَلْتَه قال الجوهري كذا حكاه أَبو
عبيدة وأَنا أُرى أَن أَصل هذا الحرف مهموز قال أَبو منصور أُرى قول أَبي عبد
الرحمن في علي رضي الله عنه أَسْوى برزخاً بمعنى أَسقَط أَصلُه من قولهم أَسْوى
إذا أَحدث وأَصلُه من السَّوْأَةِ وهي الدُّبُر فتُرِكَ الهمزُ في الفعل قال محمد
بن المكرم رحمَ الله الكسائيَّ فإنه ذكَرَ أَنْ أَسْوَى بمعنى أَسْقَطَ ولم
يَذْكُر لذلك أَصلاً ولا تَعْليلاً ولقد كان ينبغي لأَبي منصورٍ سامَحَه الله أَن
يَقْتدِي بالكِسائي ولا يذكُرَ لهذه اللَّفْظَة أَصلاً ولا اشتِقاقاً وليس ذلك
بأَوَّل هَفَواتِه وقلة مبالاته بنُطْقه وقد تقدم في ترجمة ع م ر ما يُقاربُ هذا
وقد أَجادَ ابنُ الأَثير العبارة أَيضاً في هذا فقال الإسْواءُ في القراءَةِ
والحسابِ كالإشْواءِ في الرَّمْيِ أَي أَسْقَطَ وأَغْفَل والبَرْزَخُ ما بين
الشيئين قال الهروي ويجوز أَشْوَى بالشين المعجمة بمعنى أَسقط والرواية بالسين
وأَسْوَى إذا بَرِصَ وأَسْوَى إذا عُوفيَ بعد عِلةٍ ويقال نَزَلْنا في كَلإٍ سِيٍّ
وأَنْبط ماءً سِيّاً أَي كثيراً واسعاً وقوله تعالى بَلَى قادِرين على أَن نُسَوِّيَ
بَنانَه قال أَي نَجْعَلَها مُسْتَوِيةً كخُفِّ البعير ونحوه ونرفع منافعه
بالأَصابع
( * قوله « ونرفع منافعه بالأصابع » عبارة الخطيب وقال ابن عباس وأكثر المفسرين
على أن نسوّي بنانه أي نجعل أصابع يديه ورجليه شيئاً واحداً كخف البعير فلا يمكنه
أن يعمل بها شيئاً ولكنا فرقنا أصابعه حتى يعمل بها ما شاء )
وسَواءُ الجَبَلِ ذرْوَتُه وسَواءُ النهارِ مُنْتَصَفُه وليلةُ السَّواء لَيلةُ
أَربعَ عَشْرَة وقال الأَصمعي ليلةُ السواءِ ممدودٌ ليلةُ ثلاثَ عشْرةَ وفيها
يَسْتَوِي القمر وهم في هذا الأَمر على سَوِيّةٍ أَي اسْتِواءٍ والسَّوِيَّةُ
كِساء يُحْشَى بتُمامٍ أَو لِيفٍ أَو نحوِه ثم يُجعلُ على ظهْرِ البعيرِ وهو مِن
مَراكبِ الإماء وأَهلِ الحاجةِ وقيل السَّوِِيَّةُ كِساءٌ يُحَوَّى حَوْلَ سَنام
البعيرِ ثم يُرْكَبُ الجوهري السَّوِيَّةُ كِساءٌ مَحْشُوٌّ بثُامٍ ونحوِه كالبَرْذَعة
وقال عبد الله بن عَنَمة الضَّبيّ والصَّحيحُ أَنه لسلام بن عوية الضَّبيّ
فازْجُرْ حِمارَكَ لا تُنْزَعْ سَوِيَّتُهُ إذاً يُرَدُّ وقَيْدُ العَيْرِ
مَكْرُوبُ قال والجَمع سَوايَا وكذلك الذي يُجْعَل على ظهر الإبِل إلا أَنه
كالحَلْقَةِ لأَجل السنام ويُسَمَّى الحَوِيَّةَ وسوَى الشَّيءِ قَصْدُه وقَصَدْتُ
سِوَى فُلانٍ أَي قَصَدْتُ قَصْدُه وقال ولأَصْرِفَنَّ سِوَى حُذَيْفَة مِدْحَتي
لِفَتى العَشِيِّ وفارِسِ الأَحْزابِ وقالوا عَقْلُكَ سِواكَ أَي عَزَبَ عنكَ عن
ابن الأَعرابي وأَنشد للحطيئة لَنْ يَعْدَمُوا رابحاً من إرْثِ مَجْدِهِم ولا
يَبِيتُ سِواهُم حِلْمُهُم عَزَبَا وأَما قوله تعالى فقد ضَلَّ سَواءَ السَّبيل
فإنَّ سَلَمَة روى عن الفراءِ أَنه قال سَواءُ السَّبيلِ قَصْدُ السَّبيلِ وقد
يكونُ سَواءٌ على مذهبِ غيرٍ كقولك أَتَيْتُ سَواءَكَ فَتَمُدُّ ووقَع فلانٌ في سِيِّ
رأْسِه وسَواءِ رأْسِه أَي هو مَغْمُورٌ في النِّعْمَةِ وقيل في عددِ شَعْرِ
رأْسِه وقيل معناه أَنَّ النِّعْمَةَ ساوتْ رأْسَه أَي كثُرَتْ عليه ووقَعَ من
النِّعمة في سِواءٍ رأْسِه بكسر السين عن الكسائي قال ثعلب وهو القياس كأَنَّ
النِّعمة ساوَتْ رأْسَه مُساواةً وسِواءً والسِّيُّ الفَلاةُ ابن الأَعرابي سَوَّى
إذا اسْتَوَى وسَوَّى إذا حَسُنَ وَسِوَى موضع معروف والسِّيُّ موضع أَمْلَسُ
بالبادِية وسايةُ وادٍ عظيم به أَكثرُ من سبعين نهْراً تجري تَنْزِلُه مُزَيْنَةُ
وسُلَيْمٌ وسايةُ أَيضاً وادي أَمَجِ وأَهل أََمَجٍ خُزاعَة وقولُ أَبي ذؤَيب يصف
الحمارَ والأُتُن فافْتَنَّهُنَّ من السَّواء وماؤهُ بَثْرٌ وعانَدَهُ طريقٌ
مَهْيَعُ قيل السَّواء ههنا موضعٌ بعَيْنِه وقيل السَّوَاءُ الأَكَمَة أَيَّةً
كانت وقيل الحَرَّةُ وقيل رأْس الحَرَّةِ وسُوَيَّةُ امرأَةٌ وقول خالد بن الوليد
للهِ دَرُّ رافِعٍ أَنَّى اهْتَدَى فَوَّزَ من قُراقِرٍ إلى سُوَى خِمْساً إذا
سارَ به الجِبْسُ بَكَى عِنْدَ الصَّباحِ يَحْمَدُ القَومُ السُّرَى وتَنْجلي
عَنهُم غَيَاباتُ الكَرَى قُراقِرٌ وسُوىً ماءَانِ وأَنشد ابن بري لابن مفرّغ
فدَيْرُ سُوىً فسَاتِيدَ فَبُصْرَى
معنى
في قاموس معاجم
السَّواد نقيضُ
البياض سَوِدَ وَسادَ واسودَّ اسْوِداداً واسْوادّ اسْوِيداداً ويجوز في الشعر
اسْوَأَدَّ تحرك الأَلف لئلاَّ يجمع بين ساكنين وهو أَسودُ والجمع سُودٌ وسُودانٌ
وسَوَّده جعله أَسودَ والأَمر منه اسْوادَدْ وإِن شئت أَدغمْتَ وتصغيرُ الأَسود
أُس
السَّواد نقيضُ
البياض سَوِدَ وَسادَ واسودَّ اسْوِداداً واسْوادّ اسْوِيداداً ويجوز في الشعر
اسْوَأَدَّ تحرك الأَلف لئلاَّ يجمع بين ساكنين وهو أَسودُ والجمع سُودٌ وسُودانٌ
وسَوَّده جعله أَسودَ والأَمر منه اسْوادَدْ وإِن شئت أَدغمْتَ وتصغيرُ الأَسود
أُسَيِّدٌ وإِن شئت أُسَيْوِدٌ أَي قد قارب السَّوادَ والنسْبَةُ إِليه
أُسَيْدِيٌّ بحذف الياء المتحركة وتَصغير الترخيم سُوَيْدٌ وساوَدْتُ فلاناً
فَسُدْتُه أَي غَلَبْتُه بالسواد من سواد اللونِ والسُّودَدِ جميعاً وسَوِدَ
الرجلُ كما تقول عَوِرَت عَيْنُه وَسَوِدْتُ أَنا قال نُصَيْبٌ سَوِدْتُ فلم
أَمْلِكْ سَوادي وتحتَه قميص من القُوهِيِّ بيضٌ بَنائقُهْ ويُرْوَى سَوِدْتُ فلم
أَملك وتحتَ سَوادِه وبعضهم يقول سُدْتُ قال أَبو منصور وأَنشد أَعرابي لِعنترةَ
يَصِفُ نفسَه بأَنه أَبيضُ الخُلُق وإِن كان أَسودَ الجلدِ عليّ قميصٌ من سَوادٍ
وتحتَه قميصُ بَياضٍ بنَائقُه
( * لم نجد هذا البيت في ما لدينا من شعر عنترة المطبوع )
وكان عنترةُ أَسْوَدَ اللون وأَراد بقميصِ البياضِ قَلْبَه وسَوَّدْتُ الشيءَ إِذا
غَيَّرْتَ بَياضَه سَوَاداً وأَسوَدَ الرجُلُ وأَسأَدَ وُلِدَ له ولد أَسود
وساوَدَه سِواداً لَقِيَه في سَوادِ الليلِ وسَوادُ القومِ مُعْظَمُهم وسوادُ
الناسِ عَوامُّهُم وكلُّ عددٍ كثير ويقال أَتاني القومُ أَسوَدُهم وأَحمرُهم أَي
عَرَبُهم وعَجَمُهم ويقال كَلَّمُتُه فما رَدَّ عليَّ سوداءَ ولا بيضاءَ أَي كلمةً
قبيحةً ولا حَسَنَةً أَي ما رَدَّ عليّ شيئاً والسواد جماعةُ النخلِ والشجرِ
لِخُضْرَته واسْوِدادِه وقيل إِنما ذلك لأَنَّ الخُضْرَةَ تُقارِبُ السوادَ وسوادُ
كلِّ شيءٍ كُورَةُ ما حولَ القُرَى والرَّساتيق والسَّوادُ ما حَوالَي الكوفةِ من
القُرَى والرَّساتيقِ وقد يقال كُورةُ كذا وكذا وسوادُها إِلى ما حَوالَيْ
قَصَبَتِها وفُسْطاطِها من قُراها ورَساتيقِها وسوادُ الكوفةِ والبَصْرَة قُراهُما
والسَّوادُ والأَسْوِداتُ والأَساوِدُ جَماعةٌ من الناس وقيل هُم الضُّروبُ
المتفرِّقُون وفي الحديث أَنه قال لعمر رضي الله عنه انظر إِلى هؤلاء الأَساوِدِ
حولك أَي الجماعاتِ المتفرقة ويقال مرّت بنا أَساودُ من الناسِ وأَسْوِداتٌ كأَنها
جمع أَسْوِدَةٍ وهي جمعُ قِلَّةٍ لسَوادٍ وهو الشخص لأَنه يُرَى من بعيدٍ أَسْوَدَ
والسوادُ الشخص وصرح أَبو عبيد بأَنه شخص كلِّ شيء من متاع وغيره والجمع أَسْودةٌ
وأَساوِدُ جمعُ الجمعِ ويقال رأَيتُ سَوادَ القومِ أَي مُعْظَمَهم وسوادُ العسكرِ
ما يَشتملُ عليه من المضاربِ والآلات والدوابِّ وغيرِها ويقال مرت بنا أَسْوِداتٌ
من الناس وأَساوِدُ أَي جماعاتٌ والسَّوادُ الأَعظمُ من الناس هُمُ الجمهورُ
الأَعْظمُ والعدد الكثير من المسلمين الذين تَجمعوا على طاعة الإِمام وهو السلطان
وسَوادُ الأَمر ثَقَلُه ولفلانٍ سَوادٌ أَي مال كثيرٌ والسَّوادُ السِّرارُ وسادَ
الرجلُ سَوْداً وساوَدَه سِواداً كلاهما سارَّه فأَدْنى سوادَه من سَوادِه والاسم
السِّوادُ والسُّوادُ قال ابن سيده كذلك أَطلقه أَبو عبيد قال والذي عندي أَن
السِّوادَ مصدر ساوَد وأَن السُّوادَ الاسم كما تقدّم القول في مِزاحٍ ومُزاحٍ وفي
حديث ابن مسعود أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أُذُنَكَ على أَن تَرْفَعَ
الحجاب وتَسْمَعَ سِوادِي حتى أَنهاك قال الأَصمَعي السِّوادُ بكسر السين
السِّرارُ يقال منه ساوَدْتُه مُساودَة وسِواداً إِذا سارَرْتَه قال ولم
نَعْرِفْها بِرَفْع السين سُواداً قال أَبو عبيدة ويجوز الرفع وهو بمنزلة جِوارٍ
وجُوارٍ فالجُوارُ الاسمُ والجِوارُ المصدرُ قال وقال الأَحمر هو من إِدْناء
سَوادِكَ من سَوادِه وهو الشخْص أَي شخْصِكَ من شخصه قال أَبو عبيد فهذا من
السِّرارِ لأَنَّ السِّرارَ لا يكون إِلا من إِدْناءِ السَّوادِ وأَنشد الأَحمر
مَن يَكُنْ في السِّوادِ والدَّدِ والإِعْ رامِ زيراً فإِنني غيرُ زِيرِ وقال ابن
الأَعرابي في قولهم لا يُزايِلُ سَوادي بَياضَكَ قال الأَصمعي معناه لا يُزايِلُ
شخصي شخصَكَ السَّوادُ عند العرب الشخصُ وكذلك البياضُ وقيل لابنَةِ الخُسِّ ما
أَزناكِ ؟ أَو قيل لها لِمَ حَمَلْتِ ؟ أَو قيل لها لِمَ زَنَيْتِ وأَنتِ سيَّدَةُ
قَوْمِكِ ؟ فقالت قُرْبُ الوِساد وطُولُ السِّواد قال اللحياني السِّوادُ هنا
المُسارَّةُ وقيل المُراوَدَةُ وقيل الجِماعُ بعينه وكله من السَّوادِ الذي هو ضدّ
البياض وفي حديث سلمان الفارسي حين دخل عليه سعد يعوده فجعل يبكي ويقول لا أَبكي
خوفاً من الموت أَو حزناً على الدنيا فقال ما يُبْكِيك ؟ فقال عَهِد إِلينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليَكْف أَحدَكم مثلُ زاد الراكب وهذه الأَساوِدُ حَوْلي
قال وما حَوْلَه إِلاَّ مِطْهَرَةٌ وإِجَّانَةٌ وجَفْنَةٌ قال أَبو عبيد أَراد
بالأَساودِ الشخوصَ من المتاع الذي كان عنده وكلُّ شخص من متاع أَو إِنسان أَو
غيرِه سوادٌ قال ابن الأَثير ويجوز أَن يُريدَ بالأَساودِ الحياتِ جَمْعَ أَسودَ
شَبَّهَها بها لاسْتضرارِه بمكانها وفي الحديث إِذا رأَى أَحدكم سواداً بليل فلا
يكن أَجْبنَ السَّوادَينِ فإِنه يخافُك كما تخافُه أَي شخصاً قال وجمع السَّوادِ
أَسوِدةٌ ثم الأَساودُ جمع الجمع وأَنشد الأَعشى تناهَيْتُمُ عنا وقد كان فيكُمُ
أَساوِدُ صَرْعَى لم يُسَوَّدْ قَتِيلها يعني بالأَساوِدِ شُخوصَ القَتْلى وفي
الحديث فجاء بعُودٍ وجاءَ بِبَعرةٍ حتى زعموا فصار سواداً أَي شخصاً ومنه الحديث
وجعلوا سَواداً حَيْساً أَي شيئاً مجتمعاً يعني الأَزْوِدَة وفي الحديث إِذا
رأَيتم الاختلاف فعليكم بالسَّواد الأَعظم قيل السواد الأَعظمُ جُمْلَة الناس
ومُعْظَمُهم التي اجْتَمَعَتْ على طاعة السلطان وسلوك المنهج القويم وقيل التي
اجتمعت على طاعة السلطان وبَخِعَت لها بَرّاً كان أَو فاجراً ما أَقام الصلاةَ
وقيل لأَنَس أَين الجماعة ؟ فقال مع أُمرائكم والأَسْوَدُ العظيمُ من الحيَّات
وفيه سوادٌ والجمع أَسْوَدات وأَساوِدُ وأَساويدُ غَلَبَ غَلَبَةَ الأَسماء
والأُنثى أَسْوَدَة نادرٌ قال الجوهري في جمع الأَسود أَساوِد قال لأَنه اسم ولو
كان صفة لَجُمِِع على فُعْلٍ يقال أَسْوَدُ سالِخٌ غير مضاف والأُنثى أَسْوَدَة
ولا توصف بسالخةٍ وقوله صلى الله عليه وسلم حين ذكر الفِتَنَ لَتَعُودُنَّ فيها
أَساوِدَ صُبّاً يَضِربُ بعضكم رقاب بعض قال الزهري الأَساودُ الحياتُ يقول
يَنْصَبُّ بالسيف على رأْس صاحِبِه كما تفعلُ الحيةُ إِذا ارتفعت فَلَسعت من
فَوْقُ وإِنما قيل للأَسود أَسْودُ سالِخٌ لأَنه يَسْلُخُ جِلْدَه في كلِّ عام
وأَما الأَرقم فهو الذي فيه سواد وبياض وذو الطُّفُيَتَيْنِ الذي له خَطَّان
أَسودان قال شَمِير الأَسودُ أَخْبثُ الحيات وأَعظمها وأَنكاها وهي من الصفة
الغالبة حتى استُعْمِل استِعْمال الأَسماءِ وجُمِعَ جَمْعَها وليس شيءٌ من الحيات
أَجْرَأَ منه وربما عارض الرُّفْقَةَ وتَبَِعَ الصَّوْتَ وهو الذي يطلُبُ
بالذَّحْلِ ولا يَنْجُو سَلِيمُه ويقال هذا أَسود غير مُجْرًى وقال ابن الأَعرابي
أَراد بقوله لَتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبّاً يعني جماعاتٍ وهي جمع سوادٍ من
الناس أَي جماعة ثم أَسْوِدَة ثم أَساوِدُ جمع الجمع وفي الحديث أَنه أَمر بقتل
الأَسوَدَين في الصلاة قال شَمِر أَراد بالأَسْوَدَينِ الحيةَ والعقربَ
والأَسْوَدان التمر والماء وقيل الماء واللبن وجعلهما بعض الرُّجَّاز الماءَ
والفَثَّ وهو ضرب من البقل يُختَبَزُ فيؤكل قال الأَسْودانِ أَبرَدا عِظامي الماءُ
والفَثُّ دَوا أَسقامي والأَسْودانِ الحَرَّةُ والليل لاسْوِدادهما وضافَ
مُزَبِّداً المَدَنيَّ قومٌ فقال لهم ما لكم عندنا إِلا الأَسْوَدانِ فقالوا إِن
في ذلك لمَقْنَعا التمر والماءِ فقال ما ذاك عَنَيْتُ إِنما أَردت الحَرَّةَ
والليل فأَما قول عائشة رضي الله عنها لقد رأَيْتُنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما لنا طعام إِلا الأَسْودان ففسره أَهل اللغة بأَنه التمر والماءُ قال ابن
سيده وعندي أَنها إِنما أَرادت الحرة والليلَ وذلك أَن وجود التمر والماء عندهم
شِبَعٌ ورِيٌّ وخِصْبٌ لا شِصْبٌ وإِنما أَرادت عائشة رضي الله عنها أَن تبالغ في
شدة الحال وتَنْتَهيَ في ذلك بأَن لا يكون معها إِلا الحرة والليل أَذْهَبَ في سوء
الحال من وجود التمر والماء قال طرفة أَلا إِنني شَرِبتُ أَسوَدَ حالِكاً أَلا
بَجَلي من الشرابِ أَلا بَجَلْ قال أَراد الماء قال شَمِرٌ وقيل أَراد سُقِيتُ
سُمَّ أَسوَدَ قال الأَصمعي والأَحمر الأَسودان الماء والتمر وإِنما الأَسود التمر
دون الماءِ وهو الغالب على تمر المدينة فأُضيف الماءُ إِليه ونعتا جميعاً بنعت
واحد إِتباعاً والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان يُسَمَّيان معاً بالاسم الأَشهر
منهما كما قالوا العُمَران لأَبي بكر وعمر والقمران للشمس والقمر والوَطْأَة
السَّوْداءُ الدارسة والحمراء الجديدة وما ذقت عنده من سُوَيْدٍ قَطْرَةً وما
سقاهم من سُوَيْدٍ قَطْرةً وهو الماءُ نفسه لا يستعمل كذا إِلا في النفي ويقال
للأَعداءِ سُودُ الأَكباد قال فما أَجْشَمْتُ من إِتْيان قوم هم الأَعداءُ
فالأَكبادُ سُودُ ويقال للأَعداء صُهْبُ السِّبال وسود الأَكباد وإِن لم يكونوا
كذلك فكذلك يقال لهم وسَواد القلب وسَوادِيُّه وأَسْوَده وسَوْداؤُه حَبَّتُه وقيل
دمه يقال رميته فأَصبت سواد قلبه وإِذا صَغَّروه ردّوه إِلى سُوَيْداء ولا يقولون
سَوْداء قَلْبه كما يقولون حَلَّق الطائر في كبد السماء وفي كُبَيْد السماء وفي
الحديث فأَمر بسواد البَطن فشُوِيَ له الكبد والسُّوَيْداءُ الاسْت والسَّوَيْداء
حبة الشُّونيز قال ابن الأَعرابي الصواب الشِّينِيز قال كذلك تقول العرب وقال
بعضهم عنى به الحبة الخضراء لأَن العرب تسمي الأَسود أَخضر والأَخضر أَسود وفي
الحديث ما من داءٍ إِلا في الحبة السوداءِ له شفاء إِلا السام أَراد به الشونيز
والسَّوْدُ سَفْحٌ من الجبل مُسْتَدِقٌّ في الأَرض خَشِنٌ أَسود والجمع أَسوادٌ
والقِطْعَةُ منه سَوْدةٌ وبها سميت المرأَة سَوْدَةَ الليث السَّوْدُ سَفْحٌ مستو
بالأَرض كثير الحجارة خشنها والغالب عليها أَلوان السواد وقلما يكون إِلا عند جبل
فيه مَعْدِن والسَّود بفتح السين وسكون الواو في شعر خداش بن زهير لهم حَبَقٌ
والسَّوْدُ بيني وبينهم يدي لكُمُ والزائراتِ المُحَصَّبا هو جبال قيس قال ابن بري
رواه الجرميُّ يدي لكم بإِسكان الياءِ على الإِفراد وقال معناه يدي لكم رهن
بالوفاءِ ورواه غيرهُ يُديَّ لكم جمع يد كما قال الشاعر فلن أَذكُرَ النُّعمانَ
إِلا بصالح فإِن له عندي يُدِيّاً وأَنعُما ورواه أَبو شريك وغيره يَديّ بكم مثنى
بالياءِ بدل اللام قال وهو الأَكثر في الرواية أَي أَوقع الله يديّ بكم وفي حديث
أَبي مجلز وخرج إِلى الجمعة وفي الطريق عَذِرات يابسة فجعل يتخطاها ويقول ما هذه
الأَسْوَدات ؟ هي جمع سَوْداتٍ وسَوْداتٌ جمع سودةٍ وهي القِطعة من الأَرض فيها
حجارة سُودٌ خَشِنَةٌ شَبَّهَ العَذِرةَ اليابسة بالحجارة السود والسَّوادِيُّ
السُّهْريزُ والسُّوادُ وجَع يأْخُذُ الكبد من أَكل التمر وربما قَتل وقد سُئِدَ
وماءٌ مَسْوَدَةٌ يأْخذ عليه السُّوادُ وقد سادَ يسودُ شرب المَسْوَدَةَ وسَوَّدَ
الإِبل تسويداً إِذا دَقَّ المِسْحَ الباليَ من شَعَر فداوى به أَدْبارَها يعني
جمع دَبَر عن أَبي عبيد والسُّودَدُ الشرف معروف وقد يُهْمَز وتُضم الدال طائية
الأَزهري السُّؤدُدُ بضم الدال الأُولى لغة طيء وقد سادهم سُوداً وسُودُداً
وسِيادةً وسَيْدُودة واستادهم كسادهم وسوَّدهم هو والمسُودُ الذي ساده غيره
والمُسَوَّدُ السَّيّدُ وفي حديث قيس بن عاصم اتقوا الله وسَوِّدوا أَكبَرَكم وفي
حديث ابن عمر ما رأَيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَسْوَدَ من معاوية قيل
ولا عُمَر ؟ قال كان عمر خيراً منه وكان هو أَسودَ من عمر قيل أَراد أَسخى وأَعطى
للمال وقيل أَحلم منه قال والسَّيِّدُ يطلق على الرب والمالك والشريف والفاضل
والكريم والحليم ومُحْتَمِل أَذى قومه والزوج والرئيس والمقدَّم وأَصله من سادَ
يَسُودُ فهو سَيْوِد فقلبت الواو ياءً لأَجل الياءِ الساكنة قبلها ثم أُدغمت وفي
الحديث لا تقولوا للمنافق سَيِّداً فهو إِن كان سَيِّدَكم وهو منافق فحالكم دون
حاله والله لا يرضى لكم ذلك أَبو زيد اسْتادَ القومُ اسْتِياداً إِذا قتلوا سيدهم
أَو خطبوا إِليه ابن الأَعرابي استاد فلان في بني فلان إِذا تزوّج سيدة من عقائلهم
واستاد القوم بني فلان قتلوا سيدهم أَو أَسروه أَو خطبوا إِليه واستادَ القومَ
واستاد فيهم خطب فيهم سيدة قال تَمنَّى ابنُ كُوزٍ والسَّفاهةُ كاسْمِها
لِيَسْتادَ مِنا أَن شَتَوْنا لَيالِيا أَي أَراد يتزوجُ منا سيدة لأَن أَصابتنا
سنة وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه تَفَقَّهوا قبل أَن تُسَوَّدوا قال شَمِر
معناه تعلَّموا الفقه قبل أَن تُزَوَّجوا فتصيروا أَرباب بيوت فَتُشْغَلوا بالزواج
عن العلم من قولهم استاد الرجلُ يقول إِذا تَزوّج في سادة وقال أَبو عبيد يقول تعلموا
العلم ما دمتم صِغاراً قبل أَن تصيروا سادَةً رُؤَساءَ منظوراً إِليهم فإِن لم
تَعَلَّموا قبل ذلك استحيتم أَن تَعَلَّموا بعد الكبر فبقِيتم جُهَّالاً تأْخذونه
من الأَصاغر فيزري ذلك بكم وهذا شبيه بحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لا يزال
الناس بخير ما أَخذوا العلم عن أَكابرهم فإِذا أَتاهم من أَصاغرهم فقد هلكوا
والأَكابر أَوْفَرُ الأَسنان والأَصاغرُ الأَحْداث وقيل الأَكابر أَصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم والأَصاغر مَنْ بَعْدَهم من التابعين وقيل الأَكابر أَهل السنة
والأَصاغر أَهل البدع قال أَبو عبيد ولا أُرى عبدالله أَراد إِلا هذا والسَّيِّدُ
الرئيس وقال كُراع وجمعه سادةٌ ونظَّره بقَيِّم وقامة وعَيِّل وعالةٍ قال ابن سيده
وعندي أَن سادةً جمع سائد على ما يكثر في هذا النحو وأَما قامةٌ وعالةٌ فجمْع قائم
وعائل لا جمعُ قَيِّمٍ وعيِّلٍ كما زعم هو وذلك لأَنَّ فَعِلاً لا يُجْمَع على
فَعَلةٍ إِنما بابه الواو والنون وربما كُسِّر منه شيء على غير فَعَلة كأَموات
وأَهْوِناء واستعمل بعض الشعراء السيد للجن فقال جِنٌّ هَتَفْنَ بليلٍ يَنْدُبْنَ
سَيِّدَهُنَّهْ قال الأَخفش هذا البيت معروف من شعر العرب وزعم بعضهم أَنه من شعر الوليد
والذي زعم ذلك أَيضاً
( * بياض بالأصل المعول عليه قبل ابن شميل بقدر ثلاث كلمات ) ابن شميل السيد الذي
فاق غيره بالعقل والمال والدفع والنفع المعطي ماله في حقوقه المعين بنفسه فذلك
السيد وقال عكرمة السيد الذي لا يغلبه غَضَبه وقال قتادة هو العابد الوَرِع الحليم
وقال أَبو خيرة سمي سيداً لأَنه يسود سواد الناس أَي عُظْمهم الأَصمعي العرب تقول
السيد كل مَقْهور مَغْمُور بحلمه وقيل السيد الكريم وروى مطرّف عن أَبيه قال جاءَ
رجل إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أَنت سيد قريش ؟ فقال النبي صلى الله عليه
وسلم السيدُ الله فقال أَنت أَفضلُها قولاً وأَعْظَمُها فيها طَوْلاً فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لِيَقُلْ أَحدكم بقوله ولا يَسْتَجْرِئَنَّكُم معناهُ هو الله
الذي يَحِقُّ له السيادة قال أَبو منصور كره النبي صلى الله عليه وسلم أَن
يُمْدَحَ في وجهه وأَحَبَّ التَّواضع لله تعالى وجَعَلَ السيادة للذي ساد الخلق
أَجمعين وليس هذا بمخالف لقوله لسعد بن معاذ حين قال لقومه الأَنصار قوموا إِلى
سيدكم أَراد أَنه أَفضلكم رجلاً وأَكرمكم وأَما صفة الله جل ذكره بالسيد فمعناه
أَنه مالك الخلق والخلق كلهم عبيده وكذلك قوله أَنا سيّدُ ولد آدم يوم القيامة ولا
فَخْرَ أَراد أَنه أَوَّل شفيع وأَول من يُفتح له باب الجنة قال ذلك إِخباراً عما
أَكرمه الله به من الفضل والسودد وتحدُّثاً بنعمة الله عنده وإِعلاماً منه ليكون
إِيمانهم به على حَسَبهِ ومُوجَبهِ ولهذا أَتبعه بقوله ولا فخر أَي أَن هذه الفضيلة
التي نلتها كرامة من الله لم أَنلها من قبل نفسي ولا بلغتها بقوَّتي فليس لي أَن
أَفْتَخِرَ بها وقيل في معنى قوله لهم لما قالوا له أَنت سَيِّدُنا قولوا
بِقَوْلِكُم أَي ادْعوني نبياً ورسولاً كما سماني الله ولا تُسَمُّوني سَيِّداً
كما تُسَمُّونَ رؤُساءكم فإِني لست كأَحدهم ممن يسودكم في أَسباب الدنيا وفي
الحديث يا رسولَ الله مَنِ السيِّد ؟ قال يوسفُ بن إِسحقَ بن يعقوبَ بن إِبراهيم
عليه السلام قالوا فما في أُمَّتِك من سَيِّدٍ ؟ قال بلى من آتاه الله مالاً
ورُزِقَ سَماحَةً فأَدّى شكره وقلَّتْ شِكايَتهُ في النَّاس وفي الحديث كل بني آدم
سَيِّدٌ فالرجل سيد أَهل بيته والمرأَة سيدة أَهل بيتها وفي حديثه للأَنصار قال من
سيدكم ؟ قالوا الجَدُّ بنُ قَيس على أَنا نُبَخِّلُه قال وأَي داءٍ أَدْوى من
البخل ؟ وفي الحديث أَنه قال للحسن بن علي رضي الله عنهما إِن ابْني هذا سيدٌ قيل أَراد
به الحَليم لأَنه قال في تمامه وإِن الله يُصْلِحُ به بين فئتين عظيمتين من
المسلمين وفي حديث قال لسعد بن عبادة انظروا إِلى سيدنا هذا ما يقول قال ابن
الأَثير كذا رواه الخطابي وقيل انظروا إِلى من سَوَّدْناه على قومه ورأْسْناه
عليهم كما يقول السلطانُ الأَعظم فلان أَميرُنا قائدُنا أَي من أَمَّرناه على
الناس ورتبناه لقَوْد الجيوش وفي رواية انظروا إِلى سيدكم أَي مُقَدَّمِكُم وسمى
الله تعالى يحيى سيداً وحصوراً أَراد أَنه فاق غيره عِفَّة ونزاهة عن الذنوب
الفراء السَّيِّدُ الملك والسيد الرئيس والسيد السخيُّ وسيد العبد مولاه والأُنثى
من كل ذلك بالهاء وسيد المرأَة زوجها وفي التنزيل وأَلْفَيَا سيدها لدى الباب قال
اللحياني ونظنّ ذلك مما أَحدثه الناس قال ابن سيده وهذا عندي فاحش كيف يكون في
القرآن ثم يقول اللحياني ونظنه مما أَحدثه الناس إِلا أَن تكون مُراوِدَةُ يوسف مَمْلُوكَةً
فإِن قلت كيف يكون ذلك وهو يقول وقال نسوة في المدينة امرأَة العزيز ؟ فهي إِذاً
حرّة فإِنه
( * قوله « فإنه إلخ » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله سقط من قلم مبيض مسودة
المؤلف قلت لا ورود فانه إلخ أو نحو ذلك والخطب سهل ) قد يجوز أَن تكون مملوكة ثم
يُعْتِقُها ويتزوّجها بعد كما نفعل نحن ذلك كثيراً بأُمهات الأَولاد قال الأَعشى
فكنتَ الخليفةَ من بَعْلِها وسَيِّدَتِيَّا ومُسْتادَها أَي من بعلها فكيف يقول
الأَعشى هذا ويقول اللحياني بعد إِنَّا نظنه مما أَحدثه الناس ؟ التهذيب وأَلفيا
سيدها معناه أَلفيا زوجها يقال هو سيدها وبعلها أَي زوجها وفي حديث عائشة رضي الله
عنها أَن امرأَة سأَلتها عن الخضاب فقالت كان سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
يكره ريحه أَرادت معنى السيادة تعظيماً له أَو ملك الزوجية وهو من قوله وأَلفيا
سيدها لدى الباب ومنه حديث أُم الدرداء حدثني سيدي أَبو الدرداء أَبو مالك
السَّوادُ المال والسَّوادُ الحديث والسواد صفرة في اللون وخضرة في الظفر تصيب
القوم من الماء الملح وأَنشد فإِنْ أَنتُمُ لم تَثْأَرُوا وتسَوِّدوا فكونوا
نَعَايَا في الأَكُفِّ عِيابُها
( * قوله « فكونوا نعايا » هذا ما في الأَصل المعوّل عليه وفي شرح القاموس بغايا )
يعني عيبة الثياب قال تُسَوِّدُوا تَقْتلُوا وسيِّد كلِّ شيء أَشرفُه وأَرفَعُه
واستعمل أَبو إِسحق الزجاج ذلك في القرآن فقال لأَنه سيد الكلام نتلوه وقيل في
قوله عز وجل وسيداً وحصوراً السيد الذي يفوق في الخير قال ابن الأَنباري إِن قال
قائل كيف سمى الله عز وجل يحيى سيداً وحصوراً والسيد هو الله إِذ كان مالك الخلق
أَجمعين ولا مالك لهم سواه ؟ قيل له لم يُرِد بالسيد ههنا المالك وإِنما أَراد
الرئيسَ والإِمامَ في الخير كما تقول العرب فلان سيدنا أَي رئيسنا والذي نعظمه
وأَنشد أَبو زيد سَوَّارُ سيِّدُنا وسَيِّدُ غيرِنا صَدْقُ الحديث فليس فيه تَماري
وسادَ قومَه يَسُودُهم سيادَةً وسُوْدَداً وسَيْدُودَةً فهو سيِّدٌ وهم سادَةٌ
تقديره فَعَلَةٌ بالتحريك لأَن تقدير سَيِّدٍ فَعْيِلٌ وهو مثل سَرِيٍّ وسَراةٍ
ولا نظير لهما يدل على ذلك أَنه يُجمعُ على سيائدَ بالهمز مثلَ أَفيل وأَفائلَ
وتَبيعٍ وتَبائعَ وقال أَهل البصرة تقدير سَيِّدٍ فَيْعِلٌ وجُمِعَ على فَعَلَةٍ
كأَنهم جمعوا سائداً مِثلَ قائدٍ وقادةٍ وذائدٍ وذادةٍ وقالوا إِنما جَمَعَتِ
العربُ الجَيِّد والسَّيِّدَ على جَيائِدَ وسَيائدَ بالهمز على غير قياس لأَنّ
جَمْعَ فَيْعِلٍ فياعلُ بلا همز والدال في سُودَدٍ زائدةٌ للإِلحاق ببناء فُعْلَلٍ
مِثلِ جُندَبٍ وَبُرْقُعٍ وتقول سَوَّدَه قومه وهو أَسودُ من فلان أَي أَجلُّ منه
قال الفراء يقال هذا سَيِّدُ قومِه اليوم فإِذا أَخبرت أَنه عن قليل يكون سيدَهم
قلت هو سائدُ قومِه عن قليل وسيد
( * هنا بياض بالأصل المعوّل عليه ) وأَساد الرجلُ وأَسْوَدَ بمعنى أَي وَلدَ
غلاماً سيداً وكذلك إِذا ولد غلاماً أَسود اللون والسَّيِّد من المعز المُسِنُّ عن
الكسائي قال ومنه الحديث ثَنِيٌّ من الضأْن خير من السيد من المعز قال الشاعر سواء
عليه شاةُ عامٍ دَنَتْ له لِيَذْبَحَها للضيف أَم شاةُ سَيِّدِ كذا رواه أَبو علي
عنه المُسِنُّ من المعز وقيل هو المسنّ وقيل هو الجليل وإِن لم يكن مسنّاً والحديث
الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن جبريل قال لي اعلم يا محمد أَن ثنية من
الضأْن خير من السيِّد من الإِبل والبقر يدل على أَنه معموم به قال وعند أَبي علي
فَعْيِل من « س و د » قال ولا يمتَنع أَن يكون فَعِّلاً من السَّيِّد إِلا أَن
السيدَ لا معنى له ههنا وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بكبش
يطَأُ في سواد وينْظرُ في سواد ويَبْرُكُ في سواد لِيُضَحِّيَ به قوله ينظر في
سواد أَراد أَنَّ حدقته سوداء لأَن إِنسان العين فيها قال كثير وعن نَجْلاءَ
تَدْمَعُ في بياضٍ إِذا دَمَعَتْ وتَنظُرُ في سوادِ قوله تدمع في بياض وتنظر في
سواد يريد أَن دموعها تسيل على خدٍّ أَبيض ونظرها من حدقة سوداء يريد أَنه أَسوَدُ
القوائم
( * قوله « يريد أنه أسود القوائم » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله سقط قبله ويطأ
في سواد كما هو واضح ) ويَبْرُك في سواد يريد أَن ما يلي الأَرض منه إِذا برك
أَسْودُ والمعنى أَنه أَسود القوائم والمَرابض والمحاجر الأَصمعيُّ يقال جاءَ فلان
بغنمه سُودَ البطون وجاءَ بها حُمرَ الكُلَى معناهما مهازِيل والحمارُ الوحْشِيُّ
سَيِّد عانَته والعرب تقول إِذا كثر البياض قلَّ السواد يعنون بالبياض اللبن
وبالسواد التمر وكل عام يكثر فيه الرَّسْلُ يقلّ فيه التمر وفي المثل قال لي
الشَّرُّ أَقِمْ سوادَك أَي اصبر وأُمُّ سُويْدٍ هي الطِّبِّيجَةُ والمِسْأَدُ
نِحْيُ السمن أَو العسل يُهْمَز ولا يُهمز فيقال مِسادٌ فإِذا همز فهو مِفْعَلٌ
وإِذا لم يُهْمَز فهو فِعَالٌ ويقال رمى فلان بسهمه الأَسودِ وبسهمه المُدْمَى وهو
السهم الذي رُمِيَ به فأَصاب الرمِيَّةَ حتى اسودّ من الدم وهم يتبركون به قال
الشاعر قالَتْ خُلَيْدَةُ لمَّا جِئْتُ زائِرَها هَلاَّ رَمَيْتَ ببَعْضِ
الأَسْهُمِ السُّودِ ؟ قال بعضهم أَراد بالأَسهم السود ههنا النُّشَّابَ وقيل هي
سهام القَنَا قال أَبو سعيد الذي صح عندي في هذا أَن الجَمُوحَ أَخا بني ظَفَر
بَيَّتَ بني لِحْيان فَهُزم أَصحابُه وفي كنانته نَبْلٌ مُعَلَّمٌ بسواد فقالت له
امرأَته أَين النبل الذي كنتَ ترمي به ؟ فقال هذا البيت قالت خُلَيْدَةُ
والسُّودانيَّةُ والسُّودانةُ طائر من الطير الذي يأْكل العنب والجراد قال وبعضهم
يسميها السُّوادِيَّةَ ابن الأَعرابي المُسَوَّدُ أَن تؤخذ المُصْرانُ فتُفْصَدَ
فيها الناقةُ وتُشَدّ رأْسُها وتُشْوَى وتؤكل وأَسْوَدُ اسم جبل وأَسْوَدَةُ اسم
جبل آخر والأَسودُ عَلَمٌ في رأْس جبل وقول الأَعشى كَلاَّ يَمِينُ اللَّهِ حتى
تُنزِلوا من رأْس شاهقةٍ إِلينا الأَسْوَدا وأَسْودُ العَيْنِ جبل قال إِذا ما
فَقَدْتُمْ أَسْوَدَ العينِ كنْتُمُ كِراماً وأَنتم ما أَقامَ أَلائِمُ قال
الهَجَرِيُّ أَسْوَدُ العينِ في الجَنُوب من شُعَبَى وأَسْوَدَةُ بِئر وأَسوَدُ
والسَّودُ موضعان والسُّوَيْداء موضعٌ بالحِجاز وأَسْوَدُ الدَّم موضع قال
النابغةُ الجعدي تَبَصَّرْ خَلِيلِي هل تَرَى من ظعائنٍ خَرَجْنَ بنصف الليلِ من
أَسْوَدِ الدَّمِ ؟ والسُّوَيْداءُ طائرٌ وأَسْودانُ أَبو قبيلة وهو نَبْهانُ
وسُوَيْدٌ وسَوادةُ اسمان والأَسْوَدُ رجل