شَعَرَ به وشَعُرَ يَشْعُر شِعْراً وشَعْراً وشِعْرَةً ومَشْعُورَةً وشُعُوراً وشُعُورَةً وشِعْرَى ومَشْعُوراءَ ومَشْعُوراً الأَخيرة عن اللحياني كله عَلِمَ وحكى اللحياني عن الكسائي ما شَعَرْتُ بِمَشْعُورِه حتى جاءه فلان وحكي عن الكسائي أَيضاً ...
شَعَرَ به وشَعُرَ يَشْعُر شِعْراً وشَعْراً وشِعْرَةً ومَشْعُورَةً وشُعُوراً وشُعُورَةً وشِعْرَى ومَشْعُوراءَ ومَشْعُوراً الأَخيرة عن اللحياني كله عَلِمَ وحكى اللحياني عن الكسائي ما شَعَرْتُ بِمَشْعُورِه حتى جاءه فلان وحكي عن الكسائي أَيضاً أَشْعُرُ فلاناً ما عَمِلَهُ وأَشْعُرُ لفلانٍ ما عمله وما شَعَرْتُ فلاناً ما عمله قال وهو كلام العرب ولَيْتَ شِعْرِي أَي ليت علمي أَو ليتني علمت وليتَ شِعري من ذلك أَي ليتني شَعَرْتُ قال سيبويه قالوا ليت شِعْرَتي فحذفوا التاء مع الإِضافة للكثرة كما قالوا ذَهَبَ بِعُذَرَتِها وهو أَبو عُذْرِها فحذفوا التاء مع الأَب خاصة وحكى اللحياني عن الكسائي ليتَ شِعْرِي لفلان ما صَنَعَ وليت شِعْرِي عن فلان ما صنع وليتَ شِعْرِي فلاناً ما صنع وأَنشد يا ليتَ شِعْرِي عن حِمَارِي ما صَنَعْ وعنْ أَبي زَيْدٍ وكَمْ كانَ اضْطَجَعْ وأَنشد يا ليتَ شِعْرِي عَنْكُمُ حَنِيفَا وقد جَدَعْنا مِنْكُمُ الأُنُوفا وأَنشد ليتَ شِعْرِي مُسافِرَ بنَ أبي عَمْ رٍو ولَيْتٌ يَقُولُها المَحْزُونُ وفي الحديث ليتَ شِعْرِي ما صَنَعَ فلانٌ أَي ليت علمي حاضر أَو محيط بما صنع فحذف الخبر وهو كثير في كلامهم وأَشْعَرَهُ الأَمْرَ وأَشْعَرَه به أَعلمه إِياه وفي التنزيل وما يُشْعِرُكمْ أَنها إِذا جاءت لا يؤمنون أَي وما يدريكم وأَشْعَرْتُه فَشَعَرَ أَي أَدْرَيْتُه فَدَرَى وشَعَرَ به عَقَلَه وحكى اللحياني أَشْعَرْتُ بفلان اطَّلَعْتُ عليه وأَشْعَرْتُ به أَطْلَعْتُ عليه وشَعَرَ لكذا إِذا فَطِنَ له وشَعِرَ إِذا ملك ( * قوله « وشعر إِذا ملك إِلخ » بابه فرح بخلاف ما قبله فبابه نصر وكرم كما في القاموس ) عبيداً وتقول للرجل اسْتَشْعِرْ خشية الله أَي اجعله شِعارَ قلبك واسْتَشْعَرَ فلانٌ الخوف إِذا أَضمره وأَشْعَرَه فلانٌ شَرّاً غَشِيَهُ به ويقال أَشْعَرَه الحُبُّ مرضاً والشِّعْرُ منظوم القول غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية وإِن كان كل عِلْمٍ شِعْراً من حيث غلب الفقه على علم الشرع والعُودُ على المَندَلِ والنجم على الثُّرَيَّا ومثل ذلك كثير وربما سموا البيت الواحد شِعْراً حكاه الأَخفش قال ابن سيده وهذا ليس بقويّ إِلاَّ أَن يكون على تسمية الجزء باسم الكل كقولك الماء للجزء من الماء والهواء للطائفة من الهواء والأَرض للقطعة من الأَرض وقال الأَزهري الشِّعْرُ القَرِيضُ المحدود بعلامات لا يجاوزها والجمع أَشعارٌ وقائلُه شاعِرٌ لأَنه يَشْعُرُ ما لا يَشْعُرُ غيره أَي يعلم وشَعَرَ الرجلُ يَشْعُرُ شِعْراً وشَعْراً وشَعُرَ وقيل شَعَرَ قال الشعر وشَعُرَ أَجاد الشِّعْرَ ورجل شاعر والجمع شُعَراءُ قال سيبويه شبهوا فاعِلاً بِفَعِيلٍ كما شبهوه بفَعُولٍ كما قالوا صَبُور وصُبُرٌ واستغنوا بفاعل عن فَعِيلٍ وهو في أَنفسهم وعلى بال من تصوّرهم لما كان واقعاً موقعه وكُسِّرَ تكسيره ليكون أَمارة ودليلاً على إِرادته وأَنه مغن عنه وبدل منه ويقال شَعَرْتُ لفلان أَي قلت له شِعْراً وأَنشد شَعَرْتُ لكم لَمَّا تَبَيَّنْتُ فَضْلَكُمْ على غَيْرِكُمْ ما سائِرُ النَّاسِ يَشْعُرُ ويقال شَعَرَ فلان وشَعُرَ يَشْعُر شَعْراً وشِعْراً وهو الاسم وسمي شاعِراً لفِطْنَتِه وما كان شاعراً ولقد شَعُر بالضم وهو يَشْعُر والمُتَشاعِرُ الذي يتعاطى قولَ الشِّعْر وشاعَرَه فَشَعَرَهُ يَشْعَرُه بالفتح أَي كان أَشْعر منه وغلبه وشِعْرٌ شاعِرٌ جيد قال سيبويه أَرادوا به المبالغة والإِشادَة وقيل هو بمعنى مشعور به والصحيح قول سيبويه وقد قالوا كلمة شاعرة أَي قصيدة والأَكثر في هذا الضرب من المبالغة أَن يكون لفظ الثاني من لفظ الأَول كَوَيْلٌ وائلٌ ولَيْلٌ لائلٌ وأَما قولهم شاعِرُ هذا الشعر فليس على حدذ قولك ضاربُ زيدٍ تريد المنقولةَ من ضَرَبَ ولا على حدها وأَنت تريد ضاربٌ زيداً المنقولةَ من قولك يضرب أَو سيضرب لأَمن ذلك منقول من فعل متعدّ فأَما شاعرُ هذا الشعرِ فليس قولنا هذا الشعر في موضع نصب البتة لأَن فعل الفاعل غير متعدّ إِلاَّ بحرف الجر وإِنما قولك شاعر هذا الشعر بمنزلة قولك صاحب هذا الشرع لأَن صاحباً غير متعدّ عند سيبويه وإِنما هو عنده بمنزلة غلام وإِن كان مشتقّاً من الفعل أَلا تراه جعله في اسم الفاعل بمنزلة دَرّ في المصادر من قولهم لله دَرُّكَ ؟ وقال الأَخفش الشاعِرُ مثلُ لابِنٍ وتامِرٍ أَي صاحب شِعْر وقال هذا البيتُ أَشْعَرُ من هذا أَي أَحسن منه وليس هذا على حد قولهم شِعْرٌ شاعِرٌ لأَن صيغة التعجب إِنما تكون من الفعل وليس في شاعر من قولهم شعر شاعر معنى الفعل إِنما هو على النسبة والإِجادة كما قلنا اللهم إِلاَّ أَن يكون الأَخفش قد علم أَن هناك فعلاً فحمل قوله أَشْعَرُ منه عليه وقد يجوز أَن يكون الأَخفش توهم الفعل هنا كأَنه سمع شَعُرَ البيتُ أَي جاد في نوع الشِّعْر فحمل أَشْعَرُ منه عليه وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إِن من الشِّعْر لَحِكمَةً فإِذا أَلْبَسَ عليكم شَيْءٌ من القرآن فالْتَمِسُوهُ في الشعر فإِنه عَرَبِيٌّ والشَّعْرُ والشَّعَرُ مذكرانِ نِبْتَةُ الجسم مما ليس بصوف ولا وَبَرٍ للإِنسان وغيره وجمعه أَشْعار وشُعُور والشَّعْرَةُ الواحدة من الشَّعْرِ وقد يكنى بالشَّعْرَة عن الجمع كما يكنى بالشَّيبة عن الجنس يقال رأَى ( * قوله « يقال رأى إلخ » هذا كلام مستأنف وليس متعلقاً بما قبله ومعناه أَنه يكنى بالشعرة عن الشيب انظر الصحاح والاساس ) فلان الشَّعْرَة إِذا رأَى الشيب في رأْسه ورجل أَشْعَرُ وشَعِرٌ وشَعْرانيّ كثير شعر الرأْس والجسد طويلُه وقوم شُعْرٌ ورجل أَظْفَرُ طويل الأَظفار وأَعْنَقُ طويل العُنق وسأَلت أَبا زيد عن تصغير الشُّعُور فقال أُشَيْعار رجع إِلى أَشْعارٍ وهكذا جاء في الحديث على أَشْعارِهم وأَبْشارِهم ويقال للرجل الشديد فلان أَشْعَرُ الرَّقَبَةِ شبه بالأَسد وإِن لم يكن ثمّ شَعَرٌ وكان زياد ابن أَبيه يقال له أَشْعَرُ بَرْكاً أَي أَنه كثير شعر الصدر وفي الصحاح كان يقال لعبيد الله بن زياد أَشْعَرُ بَرْكاً وفي حديث عمر إِن أَخا الحاجِّ الأَشعث الأَشْعَر أَي الذي لم يحلق شعره ولم يُرَجّلْهُ وفي الحديث أَيضاً فدخل رجل أَشْعَرُ أَي كثير الشعر طويله وشَعِرَ التيس وغيره من ذي الشعر شَعَراً كَثُرَ شَعَرُه وتيس شَعِرٌ وأَشْعَرُ وعنز شَعْراءُ وقد شَعِرَ يَشْعَرُ شَعَراً وذلك كلما كثر شعره والشِّعْراءُ والشِّعْرَةُ بالكسر الشَّعَرُ النابت على عانة الرجل ورَكَبِ المرأَة وعلى ما وراءها وفي الصحاح والشِّعْرَةُ بالكسر شَعَرُ الرَّكَبِ للنساء خاصة والشِّعْرَةُ منبت الشِّعرِ تحت السُّرَّة وقيل الشِّعْرَةُ العانة نفسها وفي حديث المبعث أَتاني آتٍ فَشَقَّ من هذه إِلى هذه أَي من ثُغْرَةِ نَحْرِه إِلى شِعْرَتِه قال الشِّعْرَةُ بالكسر العانة وأَما قول الشاعر فأَلْقَى ثَوْبَهُ حَوْلاً كَرِيتاً على شِعْراءَ تُنْقِضُ بالبِهامِ فإِنه أَراد بالشعراء خُصْيَةً كثيرة الشعر النابت عليها وقوله تُنْقِضُ بالبِهَامِ عَنى أُدْرَةً فيها إِذا فَشَّتْ خرج لها صوت كتصويت النَّقْضِ بالبَهْم إِذا دعاها وأَشْعَرَ الجنينُ في بطن أُمه وشَعَّرَ واسْتَشْعَرَ نَبَتَ عليه الشعر قال الفارسي لم يستعمل إِلا مزيداً وأَنشد ابن السكيت في ذلك كلُّ جَنِينٍ مُشْعِرٌ في الغِرْسِ وكذلك تَشَعَّرَ وفي الحديث زكاةُ الجنين زكاةُ أُمّه إِذا أَشْعَرَ وهذا كقولهم أَنبت الغلامُ إِذا نبتتْ عانته وأَشْعَرَتِ الناقةُ أَلقت جنينها وعليه شَعَرٌ حكاه قُطْرُبٌ وقال ابن هانئ في قوله وكُلُّ طويلٍ كأَنَّ السَّلِي طَ في حَيْثُ وارَى الأَدِيمُ الشِّعارَا أَراد كأَن السليط وهو الزيت في شهر هذا الفرس لصفائه والشِّعارُ جمع شَعَرٍ كما يقال جَبَل وجبال أَراد أَن يخبر بصفاء شعر الفرس وهو كأَنه مدهون بالسليط والمُوَارِي في الحقيقة الشِّعارُ والمُوارَى هو الأَديم لأَن الشعر يواريه فقلب وفيه قول آخر يجوز أَن يكون هذا البيت من المستقيم غير المقلوب فيكون معناه كأَن السليط في حيث وارى الأَديم الشعر لأَن الشعر ينبت من اللحم وهو تحت الأَديم لأَن الأَديم الجلد يقول فكأَن الزيت في الموضع الذي يواريه الأَديم وينبت منه الشعر وإِذا كان الزيت في منبته نبت صافياً فصار شعره كأَنه مدهون لأَن منابته في الدهن كما يكون الغصن ناضراً ريان إِذا كان الماء في أُصوله وداهية شَعْراءُ وداهية وَبْراءُ ويقال للرجل إِذا تكلم بما ينكر عليه جئتَ بها شَعْراءَ ذاتَ وبَرٍ وأَشْعَرَ الخُفَّ والقَلَنْسُوَةَ وما أَشبههما وشَعَّرَه وشَعَرَهُ خفيفة عن اللحياني كل ذلك بَطَّنَهُ بشعر وخُفٌّ مُشْعَرٌ ومُشَعَّرٌ ومَشْعُورٌ وأَشْعَرَ فلان جُبَّتَه إِذا بطنها بالشَّعر وكذلك إِذا أَشْعَرَ مِيثَرَةَ سَرْجِه والشَّعِرَةُ من الغنم التي ينبت بين ظِلْفَيْها الشعر فَيَدْمَيانِ وقيل هي التي تجد أُكالاً في رَكَبِها وداهيةٌ شَعْراء كَزَبَّاءَ يذهبون بها إِلى خُبْثِها والشَّعْرَاءُ الفَرْوَة سميت بذلك لكون الشعر عليها حكي ذلك عن ثعلب والشَّعارُ الشجر الملتف قال يصف حماراً وحشيّاً وقَرَّب جانبَ الغَرْبيّ يَأْدُو مَدَبَّ السَّيْلِ واجْتَنَبَ الشَّعارَا يقول اجتنب الشجر مخافة أَن يرمى فيها ولزم مَدْرَجَ السيل وقيل الشَّعار ما كان من شجر في لين ووَطاءٍ من الأَرض يحله الناس نحو الدَّهْناءِ وما أَشبهها يستدفئُون به في الشتاء ويستظلون به في القيظ يقال أَرض ذات شَعارٍ أَي ذات شجر قال الأَزهري قيده شمر بخطه شِعار بكسر الشين قال وكذا روي عن الأَصمعي مثل شِعار المرأَة وأَما ابن السكيت فرواه شَعار بفتح الشين في الشجر وقال الرِّياشِيُّ الشعار كله مكسور إِلا شَعار الشجر والشَّعارُ مكان ذو شجر والشَّعارُ كثرة الشجر وقال الأَزهري فيه لغتان شِعار وشَعار في كثرة الشجر ورَوْضَة شَعْراء كثيرة الشجر ورملة شَعْراء تنبت النَّصِيَّ والمَشْعَرُ أَيضاً الشَّعارُ وقيل هو مثل المَشْجَرِ والمَشاعر كُل موضع فيه حُمُرٌ وأَشْجار قال ذو الرمة يصف ثور وحش يَلُوحُ إِذا أَفْضَى ويَخْفَى بَرِيقُه إِذا ما أَجَنَّتْهُ غُيوبُ المَشاعِر يعني ما يُغَيِّبُه من الشجر قال أَبو حنيفة وإِن جعلت المَشْعَر الموضع الذي به كثرة الشجر لم يمتنع كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ والشَّعْراء الشجر الكثير والشَّعْراءُ الأَرض ذات الشجر وقيل هي الكثيرة الشجر قال أَبو حنيفة الشَّعْراء الروضة يغم رأْسها الشجر وجمعها شُعُرٌ يحافظون على الصفة إِذ لو حافظوا على الاسم لقالوا شَعْراواتٌ وشِعارٌ والشَّعْراء أَيضاً الأَجَمَةُ والشَّعَرُ النبات والشجر على التشبيه بالشَّعَر وشَعْرانُ اسم جبل بالموصل سمي بذلك لكثرة شجره قال الطرماح شُمُّ الأَعالي شائِكٌ حَوْلَها شَعْرانُ مُبْيَضٌّ ذُرَى هامِها أَراد شم أَعاليها فحذف الهاء وأَدخل الأَلف واللام كما قال زهير حُجْنُ المَخالِبِ لا يَغْتَالُه السَّبُعُ أَي حُجْنٌ مخالبُه وفي حديث عَمْرِو بن مُرَّةَ حتى أَضاء لي أَشْعَرُ جُهَيْنَةَ هو اسم جبل لهم وشَعْرٌ جبل لبني سليم قال البُرَيْقُ فَحَطَّ الشَّعْرَ من أَكْنافِ شَعْرٍ ولم يَتْرُكْ بذي سَلْعٍ حِمارا وقيل هو شِعِرٌ والأَشْعَرُ جبل بالحجاز والشِّعارُ ما ولي شَعَرَ جسد الإِنسان دون ما سواه من الثياب والجمع أَشْعِرَةٌ وشُعُرٌ وفي المثل هم الشَّعارُ دون الدِّثارِ يصفهم بالمودّة والقرب وفي حديث الأَنصار أَنتم الشَّعارُ والناس الدِّثارُ أَي أَنتم الخاصَّة والبِطانَةُ كما سماهم عَيْبَتَه وكَرِشَهُ والدثار الثوب الذي فوق الشعار وفي حديث عائشة رضي الله عنها إِنه كان لا ينام في شُعُرِنا هي جمع الشِّعار مثل كتاب وكُتُب وإِنما خصتها بالذكر لأَنها أَقرب إِلى ما تنالها النجاسة من الدثار حيث تباشر الجسد ومنه الحديث الآخر إِنه كان لا يصلي في شُعُرِنا ولا في لُحُفِنا إِنما امتنع من الصلاة فيها مخافة أَن يكون أَصابها شيء من دم الحيض وطهارةُ الثوب شرطٌ في صحة الصلاة بخلاف النوم فيها وأَما قول النبي صلى الله عليه وسلم لَغَسَلَةِ ابنته حين طرح إِليهن حَقْوَهُ قال أَشْعِرْنَها إِياه فإِن أَبا عبيدة قال معناه اجْعَلْنَه شِعارها الذي يلي جسدها لأَنه يلي شعرها وجمع الشِّعارِ شُعُرٌ والدِّثارِ دُثُرٌ والشِّعارُ ما استشعرتْ به من الثياب تحتها والحِقْوَة الإِزار والحِقْوَةُ أَيضاً مَعْقِدُ الإِزار من الإِنسان وأَشْعَرْتُه أَلبسته الشّعارَ واسْتَشْعَرَ الثوبَ لبسه قال طفيل وكُمْتاً مُدَمَّاةً كأَنَّ مُتُونَها جَرَى فَوْقَها واسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَبِ وقال بعض الفصحاء أَشْعَرْتُ نفسي تَقَبُّلَ أَمْرَه وتَقَبُّلَ طاعَتِه استعمله في العَرَضِ والمَشاعِرُ الحواسُّ قال بَلْعاء بن قيس والرأْسُ مُرْتَفِعٌ فيهِ مَشاعِرُهُ يَهْدِي السَّبِيلَ لَهُ سَمْعٌ وعَيْنانِ والشِّعارُ جُلُّ الفرس وأَشْعَرَ الهَمُّ قلبي لزِقَ به كلزوق الشِّعارِ من الثياب بالجسد وأَشْعَرَ الرجلُ هَمّاً كذلك وكل ما أَلزقه بشيء فقد أَشْعَرَه به وأَشْعَرَه سِناناً خالطه به وهو منه أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي عازب الكلابي فأَشْعَرْتُه تحتَ الظلامِ وبَيْنَنا من الخَطَرِ المَنْضُودِ في العينِ ناقِع يريد أَشعرت الذئب بالسهم وسمى الأَخطل ما وقيت به الخمر شِعاراً فقال فكفَّ الريحَ والأَنْداءَ عنها مِنَ الزَّرَجُونِ دونهما شِعارُ ويقال شاعَرْتُ فلانة إِذا ضاجعتها في ثوب واحد وشِعارٍ واحد فكنت لها شعاراً وكانت لك شعاراً ويقول الرجل لامرأَته شاعِرِينِي وشاعَرَتْه ناوَمَتْهُ في شِعارٍ واحد والشِّعارُ العلامة في الحرب وغيرها وشِعارُ العساكر أَن يَسِموا لها علامة ينصبونها ليعرف الرجل بها رُفْقَتَه وفي الحديث إِن شِعارَ أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في الغَزْوِ يا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ وهو تفاؤل بالنصر بعد الأَمر بالإِماتة واسْتَشْعَرَ القومُ إِذا تداعَوْا بالشِّعار في الحرب وقال النابغة مُسْتَشْعِرِينَ قَد آلْفَوْا في دِيارهِمُ دُعاءَ سُوعٍ ودُعْمِيٍّ وأَيُّوبِ يقول غزاهم هؤلاء فتداعوا بينهم في بيوتهم بشعارهم وشِعارُ القوم علامتهم في السفر وأَشْعَرَ القومُ في سفرهم جعلوا لأَنفسهم شِعاراً وأَشْعَرَ القومُ نادَوْا بشعارهم كلاهما عن اللحياني والإِشْعارُ الإِعلام والشّعارُ العلامة قالالأَزهري ولا أَدري مَشاعِرَ الحجّ إِلاَّ من هذا لأَنها علامات له وأَشْعَرَ البَدَنَةَ أَعلمها وهو أَن يشق جلدها أَو يطعنها في أَسْنِمَتِها في أَحد الجانبين بِمِبْضَعٍ أَو نحوه وقيل طعن في سَنامها الأَيمن حتى يظهر الدم ويعرف أَنها هَدْيٌ وهو الذي كان أَو حنيفة يكرهه وزعم أَنه مُثْلَةٌ وسنَّة النبي صلى الله عليه وسلم أَحق بالاتباع وفي حديث مقتل عمر رضي الله عنه أَن رجلاً رمى الجمرة فأَصاب صَلَعَتَهُ بحجر فسال الدم فقال رجل أُشْعِرَ أَميرُ المؤمنين ونادى رجلٌ آخر يا خليفة وهو اسم رجل فقال رجل من بني لِهْبٍ ليقتلن أَمير المؤمنين فرجع فقتل في تلك السنة ولهب قبيلة من اليمن فيهم عِيافَةٌ وزَجْرٌ وتشاءم هذا اللِّهْبِيُّ بقول الرجل أُشْعر أَمير المؤمنين فقال ليقتلن وكان مراد الرجل أَنه أُعلم بسيلان الدم عليه من الشجة كما يشعر الهدي إِذا سيق للنحر وذهب به اللهبي إِلى القتل لأَن العرب كانت تقول للملوك إِذا قُتلوا أُشْعِرُوا وتقول لِسُوقَةِ الناسِ قُتِلُوا وكانوا يقولون في الجاهلية دية المُشْعَرَةِ أَلف بعير يريدون دية الملوك فلما قال الرجل أُشْعِرَ أَمير المؤمنين جعله اللهبي قتلاً فيما توجه له من علم العيافة وإِن كان مراد الرجل أَنه دُمِّيَ كما يُدَمَّى الهَدْيُ إِذا أُشْعِرَ وحَقَّتْ طِيَرَتُهُ لأَن عمر رضي الله عنه لما صَدَرَ من الحج قُتل وفي حديث مكحول لا سَلَبَ إِلا لمن أَشْعَرَ عِلْجاً أَو قتله فأَما من لم يُشعر فلا سلب له أَي طعنه حتى يدخل السِّنانُ جوفه والإِشْعارُ الإِدماء بطعن أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بحديدة وأَنشد لكثيِّر عَلَيْها ولَمَّا يَبْلُغا كُلَّ جُهدِها وقد أَشْعَرَاها في أَظَلَّ ومَدْمَعِ أَشعراها أَدمياها وطعناها وقال الآخر يَقُولُ لِلْمُهْرِ والنُّشَّابُ يُشْعِرُهُ لا تَجْزَعَنَّ فَشَرُّ الشِّيمَةِ الجَزَعُ وفي حديث مقتل عثمان رضي الله عنه أَن التُّجِيبِيَّ دخل عليه فأَشْعَرَهُ مِشْقَصاً أَي دَمَّاهُ به وأَنشد أَبو عبيدة نُقَتِّلُهُمْ جِيلاً فَجِيلاً تَراهُمُ شَعائرَ قُرْبانٍ بها يُتَقَرَّبُ وفي حديث الزبير أَنه قاتل غلاماً فأَشعره وفي حديث مَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ لما رماه الحسن بالبدعة قالت له أُمه إِنك قد أَشْعَرْتَ ابني في الناس أَي جعلته علامة فيهم وشَهَّرْتَهُ بقولك فصار له كالطعنة في البدنة لأَنه كان عابه بالقَدَرِ والشَّعِيرة البدنة المُهْداةُ سميت بذلك لأَنه يؤثر فيها بالعلامات والجمع شعائر وشِعارُ الحج مناسكه وعلاماته وآثاره وأَعماله جمع شَعيرَة وكل ما جعل عَلَماً لطاعة الله عز وجل كالوقوف والطواف والسعي والرمي والذبح وغير ذلك ومنه الحديث أَن جبريل أَتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مر أُمتك أَن يرفعوا أَصواتهم بالتلبية فإِنها من شعائر الحج والشَّعِيرَةُ والشِّعارَةُ ( * قوله « والشعارة » كذا بالأصل مضبوطاً بكسر الشين وبه صرح في المصباح وضبط في القاموس بفتحها ) والمَشْعَرُ كالشِّعارِ وقال اللحياني شعائر الحج مناسكه واحدتها شعيرة وقوله تعالى فاذكروا الله عند المَشْعَرِ الحرام هو مُزْدَلِفَةُ وهي جمعٌ تسمى بهما جميعاً والمَشْعَرُ المَعْلَمُ والمُتَعَبَّدُ من مُتَعَبَّداتِهِ والمَشاعِرُ المعالم التي ندب الله إِليها وأَمر بالقيام عليها ومنه سمي المَشْعَرُ الحرام لأَنه مَعْلَمٌ للعبادة وموضع قال ويقولون هو المَشْعَرُ الحرام والمِشْعَرُ ولا يكادون يقولونه بغير الأَلف واللام وفي التنزيل يا أَيها الذين آمنوا لا تُحِلُّوا شَعائرَ الله قال الفرّاء كانت العرب عامة لا يرون الصفا والمروة من الشعائر ولا يطوفون بينهما فأَنزل الله تعالى لا تحلوا شعائر الله أَي لا تستحلوا ترك ذلك وقيل شعائر الله مناسك الحج وقال الزجاج في شعائر الله يعني بها جميع متعبدات الله التي أَشْعرها الله أَي جعلها أَعلاماً لنا وهي كل ما كان من موقف أَو مسعى أَو ذبح وإِنما قيل شعائر لكل علم مما تعبد به لأَن قولهم شَعَرْتُ به علمته فلهذا سميت الأَعلام التي هي متعبدات الله تعالى شعائر والمشاعر مواضع المناسك والشِّعارُ الرَّعْدُ قال وقِطار غادِيَةٍ بِغَيْرِ شِعارِ الغادية السحابة التي تجيء غُدْوَةً أَي مطر بغير رعد والأَشْعَرُ ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث تنبت الشُّعَيْرات حَوالَي الحافر وأَشاعرُ الفرس ما بين حافره إِلى منتهى شعر أَرساغه والجمع أَشاعِرُ لأَنه اسم وأَشْعَرُ خُفِّ البعير حيث ينقطع الشَّعَرُ وأَشْعَرُ الحافرِ مِثْلُه وأَشْعَرُ الحَياءِ حيث ينقطع الشعر وأَشاعِرُ الناقة جوانب حيائها والأَشْعَرانِ الإِسْكَتانِ وقيل هما ما يلي الشُّفْرَيْنِ يقال لِناحِيَتَيْ فرج المرأَة الإِسْكَتانِ ولطرفيهما الشُّفْرانِ وللذي بينهما الأَشْعَرانِ والأَشْعَرُ شيء يخرج بين ظِلْفَي الشاةِ كأَنه ثُؤْلُولُ الحافر تكوى منه هذه عن اللحياني والأَشْعَرُ اللحم تحت الظفر والشَّعِيرُ جنس من الحبوب معروف واحدته شَعِيرَةٌ وبائعه شَعِيرِيٌّ قال سيبويه وليس مما بني على فاعِل ولا فَعَّال كما يغلب في هذا النحو وأَما قول بعضهم شِعِير وبِعِير ورِغيف وما أَشبه ذلك لتقريب الصوت من الصوت فلا يكون هذا إِلا مع حروف الحلق والشَّعِيرَةُ هَنَةٌ تصاغ من فضة أَو حديد على شكل الشَّعيرة تُدْخَلُ في السِّيلانِ فتكون مِساكاً لِنِصابِ السكين والنصل وقد أَشْعَرَ السكين جعل لها شَعِيرة والشَّعِيرَةُ حَلْيٌ يتخذ من فضة مثل الشعير على هيئة الشعيرة وفي حديث أُم سلمة رضي الله عنها أَنها جعلت شَارِيرَ الذهب في رقبتها هو ضرب من الحُلِيِّ أَمثال الشعير والشَّعْراء ذُبابَةٌ يقال هي التي لها إِبرة وقيل الشَّعْراء ذباب يلسع الحمار فيدور وقيل الشَّعْراءُ والشُّعَيْرَاءُ ذباب أَزرق يصيب الدوابَّ قال أَبو حنيفة الشَّعْراءُ نوعان للكلب شعراء معروفة وللإِبل شعراء فأَما شعراء الكلب فإِنها إِلى الزُّرْقَةِ والحُمْرَةِ ولا تمس شيئاً غير الكلب وأَما شَعْراءُ الإِبل فتضرب إِلى الصُّفْرة وهي أَضخم من شعراء الكلب ولها أَجنحة وهي زَغْباءُ تحت الأَجنحة قال وربما كثرت في النعم حتى لا يقدر أَهل الإِبل على أَن يجتلبوا بالنهار ولا أَن يركبوا منها شيئاً معها فيتركون ذلك إِلى الليل وهي تلسع الإِبل في مَراقِّ الضلوع وما حولها وما تحت الذنب والبطن والإِبطين وليس يتقونها بشيء إِذا كان ذلك إِلا بالقَطِرانِ وهي تطير على الإِبل حتى تسمع لصوتها دَوِيّاً قال الشماخ تَذُبُّ صِنْفاً مِنَ الشَّعْراءِ مَنْزِلُهُ مِنْها لَبانٌ وأَقْرَابٌ زَهالِيلُ والجمع من كل ذلك شَعارٍ وفي الحديث أَنه لما أَراد قتل أُبَيّ بن خَلَفٍ تطاير الناسُ عنه تَطايُرَ الشُّعْرِ عن البعير ثم طعنه في حلقه الشُّعْر بضم الشين وسكن العين جمع شَعْراءَ وهي ذِبَّانٌ أَحمر وقيل أَزرق يقع على الإِبل ويؤذيها أَذى شديداً وقيل هو ذباب كثير الشعر وفي الحديث أَن كعب بن مالك ناوله الحَرْبَةَ فلما أَخذها انتفض بها انتفاضةً تطايرنا عنه تطاير الشَّعارِيرِ هي بمعنى الشُّعْرِ وقياس واحدها شُعْرورٌ وقيل هي ما يجتمع على دَبَرَةِ البعير من الذبان فإِذا هيجتْ تطايرتْ عنها والشَّعْراءُ الخَوْخُ أَو ضرب من الخوخ وجمعه كواحده قال أَبو حنيفة الشَّعْراء شجرة من الحَمْضِ ليس لها ورق ولها هَدَبٌ تَحْرِصُ عليها الإِبل حِرْصاً شديداً تخرج عيداناً شِداداً والشَّعْراءُ فاكهة جمعه وواحده سواء والشَّعْرانُ ضَرْبٌ من الرِّمْثِ أَخْضَر وقيل ضرب من الحَمْضِ أَخضر أَغبر والشُّعْرُورَةُ القِثَّاءَة الصغيرة وقيل هو نبت والشَّعارِيرُ صغار القثاء واحدها شُعْرُور وفي الحديث أَنه أُهْدِيَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعاريرُ هي صغار القثاء وذهبوا شَعالِيلَ وشَعارِيرَ بِقُذَّانَ وقِذَّانَ أَي متفرّقين واحدهم شُعْرُور وكذلك ذهبوا شَعارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ قال اللحياني أَصبحتْ شَعارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ وقَرْدَحْمَةَ وقِنْدَحْرَةَ وقَنْدَحْرَةَ وقَِدْحَرَّةَ وقَِذْحَرَّةَ معنى كل ذلك بحيث لا يقدر عليها يعني اللحياني أَصبحت القبيلة قال الفراء الشَّماطِيطُ والعَبادِيدُ والشَّعارِيرُ والأَبابِيلُ كل هذا لا يفرد له واحد والشَّعارِيرُ لُعْبة للصبيان لا يفرد يقال لَعِبنَا الشَّعاريرَ وهذا لَعِبُ الشَّعاريرِ وقوله تعالى وأنه هو رَبُّ الشِّعْرَى الشعرى كوكب نَيِّرٌ يقال له المِرْزَمُ يَطْلعُ بعد الجَوْزاءِ وطلوعه في شدّة الحرّ تقول العرب إِذا طلعت الشعرى جعل صاحب النحل يرى وهما الشِّعْرَيانِ العَبُورُ التي في الجوزاء والغُمَيْصاءُ التي في الذِّراع تزعم العرب أَنهما أُختا سُهَيْلٍ وطلوع الشعرى على إِثْرِ طلوع الهَقْعَةِ وعبد الشِّعْرَى العَبُور طائفةٌ من العرب في الجاهلية ويقال إِنها عَبَرَت السماء عَرْضاً ولم يَعْبُرْها عَرْضاً غيرها فأَنزل الله تعالى وأَنه هو رب الشعرى أَي رب الشعرى التي تعبدونها وسميت الأُخرى الغُمَيْصاءَ لأَن العرب قالت في أَحاديثها إِنها بكت على إِثر العبور حتى غَمِصَتْ والذي ورد في حديث سعد شَهِدْتُ بَدْراً وما لي غير شَعْرَةٍ واحدة ثم أَكثر الله لي من اللِّحَى بعدُ قيل أَراد ما لي إِلا بِنْتٌ واحدة ثم أَكثر الله لي من الوَلَدِ بعدُ وأَشْعَرُ قبيلة من العرب منهم أَبو موسى الأَشْعَرِيُّ ويجمعون الأَشعري بتخفيف ياء النسبة كما يقال قوم يَمانُونَ قال الجوهري والأَشْعَرُ أَبو قبيلة من اليمن وهو أَشْعَرُ بن سَبَأ ابن يَشْجُبَ بن يَعْرُبَ بن قَحْطانَ وتقول العرب جاء بك الأَشْعَرُونَ بحذف ياءي النسب وبنو الشُّعَيْراءِ قبيلة معروفة والشُّوَيْعِرُ لقب محمد بن حُمْرانَ بن أَبي حُمْرَانَ الجُعْفِيّ وهو أَحد من سمي في الجاهلية بمحمد والمُسَمَّوْنَ بمحمد في الجاهلية سبعة مذكورون في موضعهم لقبه بذلك امرؤ القيس وكان قد طلب منه أَن يبيعه فرساً فأَبى فقال فيه أَبْلِغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَنِّي عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا حريم هو جد الشُّوَيْعِرِ فإِن أَبا حُمْرانَ جَدَّه هو الحرث بن معاوية بن الحرب بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حريم بن جُعْفِيٍّ وقال الشويعر مخاطباً لامرئ القيس أَتَتْنِي أُمُورٌ فَكَذِّبْتُها وقد نُمِيَتْ لِيَ عاماً فَعاما بأَنَّ امْرأَ القَيْسِ أَمْسَى كَثيباً على آلِهِ ما يَذُوقُ الطَّعامَا لَعَمْرُ أَبيكَ الَّذِي لا يُهانُ لقد كانَ عِرْضُكَ مِنِّي حَراما وقالوا هَجَوْتَ ولم أَهْجُهُ وهَلْ يجِدَنْ فيكَ هاجٍ مَرَامَا ؟ والشويعر الحنفيّ هو هانئ بن تَوْبَةَ الشَّيْبانِيُّ أَنشد أَبو العباس ثعلب له وإِنَّ الذي يُمْسِي ودُنْياه هَمُّهُ لَمُسْتَمْسِكٌ مِنْها بِحَبْلِ غُرُورِ فسمي الشويعر بهذا البيت
الشَّعْرُ للإنسان وغيره وجمع الشعر شُعُورٌ و أشْعارٌ الواحدة شَعْرةٌ ورجل أشْعَرُ كثير شعر الجسد وقوم شُعْرٌ وواحدة الشَّعِير شَعِيرة و شَعِيرةُ السكين الحديدة التي تُدخل في السيلان لتكون مساكا للنصل والشعيرة أيضا البدنة تُهدى و الشَّعَائِرُ أعمال الحج وكل ما جُعل علما لطاعة ...
الشَّعْرُ للإنسان وغيره وجمع الشعر شُعُورٌ و أشْعارٌ الواحدة شَعْرةٌ ورجل أشْعَرُ كثير شعر الجسد وقوم شُعْرٌ وواحدة الشَّعِير شَعِيرة و شَعِيرةُ السكين الحديدة التي تُدخل في السيلان لتكون مساكا للنصل والشعيرة أيضا البدنة تُهدى و الشَّعَائِرُ أعمال الحج وكل ما جُعل علما لطاعة الله تعالى قال الأصمعي الواحدة شَعيرَةٌ قال وقال بعضهم شِعارةٌ و المَشَاعِرُ مواضع المناسك و المَشْعَرُ الحرام أحد المَشاعِرِ وكسر الميم لغة والمشاعر أيضا الحواس و الشِعارُ بالكسر ما ولي الجسد من الثياب وشِعار القوم في الحرب علامتهم ليعرف بعضهم بعضا و أشْعَرَ الهدي إذا طعن في سنامه الأيمن حتى يسيل منه دم ليُعلم أنه هدي وفي الحديث { أُشعر أمير المؤمنين } و شَعَر بالشيء بالفتح يشعر شِعْرا بالكسر فطن له ومنه قولهم ليت شِعْري أي ليتني علمت قال سيبويه أصله شِعرة لكنهم حذفوا الهاء كما حذفوها من ق ولهم ذهب بِعُذْرها وهو أبُو عُذْرِها و الشِّعْرُ واحد الأشْعارِ وجمع الشَّاعِرِ شُعَراءُ على غير قياس وقال الأخفش الشّاعرُ مثل لابن وتامر أي صاحب شعر وسُمي شاعرا لفطنته وما كان شاعرا فَشَعُرَ من باب ظرُف وهو يشعر و المُتَشَاعِرُ الذي يتعاطى قول الشعر و شاعَرَهُ فشَعَرهُ من باب قطع أي غلبه بالشعر و اسْتَشْعَر خوفا أضمره و أشْعَرَهُ فشَعَر أي أدراه فدري و أشْعَرَهُ ألبسه الشِعار وأشعر الجنين و تَشَعَّر نبت شعره وفي الحديث { ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا أشعر } و الشَّعْراءُ بوزن الصحراء الشجر الكثير و الشِّعْرَى كوكب وهما شِعريان العبور والغميصاء تزعم العرب أنهما أختا سُهيل
شعرَ به كنصرَ وكَرمَ لغتانِ ثابتتانِ وأنكر بعضهم الثانية والصوابُ ثُبوتها ولكن الأولى هي الفصيحة ولذا اقتصرَ المُصنف في البصائرِ عليها حيث قال : وشَعرتُ بالشيءِ بالفتح أشْعُرُ به بالضمّ شِعْراً بالكسر وهو المعروف الأكثر وشَعراً بالفتح حكاه جماعةٌ وأغفله آخرون وضبطه بعضهم بالتحريك وشعرةً مثلثة الأعرفُ فيه الكسر والفتح ذكره المصنف في البصائر تبعاً للمُحكم وشِعري بالكسر كذكرى معروفة وشُعري بالضم كرُجعي قليلة وقد قيل بالفتح أيضاً فهي مثلثة كشعرةٍ وشُعُوراً بالضم كالقُعُود وهو كثير قال شيخنا : وادعى بعضٌ فيه القياس بناءً على أن الفعلَ والفُعُول قياسٌ في فعل متعدياً أو لازماً وإن كان الصواب أن الفعلَ في المتعدي كالضربِ والفعول في اللازم كالقُعُودِ والجُلُوسِ كما جزم به ابنُ مالكٍ وابنُ هشام وأبو حيان وابنُ عُصْفُورٍ وغيرهم وشُعُورةً بالهاءِ قيل : إنه مصدرُ شَعرَ بالضمّ كالسهولةِ من سَهل وقد أسقطه المصنفُ في البصائر ومَشْعُوراً كميسورٍ وهذه عن اللحياني ومشْعُوراءَ بالمد من شواذّ أبنيةِ المصادر . وحكى اللحيانيُّ عن الكسائيّ : ما شعرتُ بمَشْعُورةٍ حتى جاء فلانٌ . فيزادُ على نظائِرِه . فجميعُ ما ذكره المُصنف هُنا من المَصادرِ اثنا عشر مَصدراً ويزاد عليه شَعَراً بالتحريكِ وشعري بالفتح مَقصُوراً ومشعورة فيكون المجموعُ خمسةَ عشرَ مصدراً أوردَ الصاغاني منها المَشْعُور والمشْعُورةَ والشِّعْرى كالذكرى في لاتكملة : علمَ بهِ وفطنَ له وعلى هذا القدرِ في التفسير اقتصر الزمخشري في الأساس وتبعه المصنف في البصائر . والعِلمُ بالشيءِ والفطانةُ له من باب المترادف وإن فرق فيهما بعضهُم
في اللسان : وشعرَ به أي بالفتح : عَقَلَه . وحكى اللحياني : شَعَرَ لكذا إذا فطنَ له وحكى عن الكسائي أشعرُ فُلاناً ما علمه وأشْعُرُ لفُلانٍ ما عمله وما شعرتُ فلاناً ما علمه قال : وهو كلامُ العربِ . منه قولهم : ليتَ شِعري فُلاناً ما صنعَ ؟ ليتَ شِعري له ما صنعَ ليتَ شِعري عنه ما صنعَ كل ذلك حكاه اللحياني عن الكسائي وأنشد :
" ياليت شِعري عن حِماري ما صنعْ
" وعن أبي زيدٍ وكمْ كانَ اضطجعْ وأنشد :
" ياليتَ شِعري عنْكُمُ حَنيفا
" وقد جدعناَ مِنكمُ الأنوفا وأنشد :
ليتَ شِعري مُسافرَ بنَ أبي عَمْ ... رٍو وليتٌ يقولها المَحْزُونُ . أي ليت علمي أو ليتني عَلمتُ وليتَ شِعري من ذلك أي ليتني شَعرتُ وفي الحديث " ليتَ شِعريِ ما صنعَ فُلانٌ " أي ليتَ عِلمي حاضرٌ أو مُحيطٌ بما صنع فحذف الخبر وهو كثيرٌ في كلامهم . وقال سيبويهِ : قالوا : ليتَ شِعرتي فحذفوا التاءَ مع الإضافةِ للكثرةِ كما قالوا ذهبَ بعُذْرَتِها وهو أبو عُذْرِها فحذفوا التاءَ مع الأبِ خاصة هذا نصُّ سِيبويهِ على ما نقله صاحب اللسان وغيره وقد أنكرَ شخنا هذا على سيبويه وتوقف في حذفِ التاءِ منه لزُوماً وقال : لأنه لم يُسْمعْ يوماً من الدَّهْر شِعْرتي حتى تدَّعى أصالةُ التاء فيه . قلت : وهو بحْثٌ نفيسٌ إلا أنَّ سيبويه مُسلَّمٌ له إذا ادّعى أصالةَ التاء لوقوفه على مَشْهور كلامِ العرب وغريبه ونادره وأما عدمُ سماع شِعْرتي الآن وقبل ذلك فلهَجْرهم له وهذا ظاهرٌ فتأمَّلْ في نص عبارة سيبويه المُتقدِّم وقد خالف شيخُنا في النَّقل عنه أيضاً فإنه قال : صرَّحَ سيبويهِ وغيره بإنّ هذا أصلُه ليتَ شِعْرِتي بالهاء ثم حذفوا الهاءَ حذْفاً لازماً . انتهى . وكأنّهُ حاصِلُ معنى كلامه
ثم قال شيخُنا : وزادُوا ثالثةً وهي الإقامةُ إذا أضافوها وجعلوا الثّلاثة من الأشْباه والنّظائر وقالوا : لا رابعَ لها ونظمها بعضهم في قوله :
ثلاثةٌ تُحْذَفُ هاآتُها ... 'ذا أُضيفَتْ عند كُلّ الرُّواهْ
قولُهُم : ذاكَ أبو عُذْرِها ... وليْتَ شِعْرِي وإقام الصَّلاهْوأشْعَرهُ الأمْرَ وأشْعَرَهُ به : أعْلَمه إيّاه وفي التَّنْزيل " وما يُشْعرُكم أنّهاَ إذا جاءتْ لا يُؤْمِنون " أي وما يُدرِيكُم وأشْعَرْتُه فشعر أي أدْريْته فدرى . قال شيخنا : فشعرَ إذا دخلتْ عليه همزةُ التعْديةِ تعدَّى إلى مفعولين تارةً بنفسه وتارةً بالباءِ وهو الأكثرُ لقولهم : شَعرِ به دون شَعرَه انتهى . وحكى اللّحياني : أشْعَرْتُ بفلان : أطْلعْتُ عليه وأشْعرتُ به : أطْلعْتُ عليه انتهى فمقتضى كلامِ اللّحيانيّ أنْ أشْعرَ قد يتعدّى إلى واحدٍ فانظره . والشٍّعْرُ بالكسر وإنمَّا أهملَه لشُهْرته, هو كالعلْمِ وَزْناً ومَعْنى وقيل : هو العِلْمُ بدقائقِ الأمور وقيل : هو الإدْراكُ بالحَواسّ وبالأخير فُسِّرَ قولُه تعالى " وأنْتُم لا تَشْعُرونَ " وقال المصنَّف في البصائر : ولو قالَ في كثيرٍ مما جاءَ فيه لا يشعرون : لا يعقلون لم يكنْ يجوز إذْ كان كثيرٌ مما لا يكونُ محسوساً قد يكونُ مَعْقُولاً انتهى ثم غلبَ على منْظُومِ القولِ : لشرفه بالوزنِ والقافيةِ أي بالتزامِ وزنهِ على أوزان العربِ والإتيان له بالقافية التي تربطُ وزنه وتُظهر معناه وإن كان كلُّ عِلمٍ شِعراً من حيثُ غلبَ الفِقهُ على عِلمِ الشرع والعُودُعلى المَندل والنجمُ على الثريا ومثلُ ذلك كثيرٌ . وربما سموا البيتَ الواحدَ شِعراً حكاه الأخفشُ قال ابن سيده : وهذا عندي ليس بقوىّ إلا أن يكون على تَسمية الجُزءِ باسم الكُلّ . وعلل صاحبُ المفرداتِ غلبته على المنظومِ بكونهِ مُشتملاً على دقائقِ العربِ وخفايا أسرارها ولطائفها قال شيخنا : وهذا القولُ هو الذي مالَ إليه أكثرُ أهلِ الأدبِ لِرقتهِ وكمال مناسبتهِ ولما بينه وبينَ الشعر مُحركةً من المناسبة في الرقة كما مال إليه بعضُ أهلِ الاشتقاق انتهى
وقال الأزهري : الشعرُ : القريضُ المحدودُ بعلاماتٍ لا يجاوزها و ج أشعارٌ . وشعر كنصرَ وكرم شعراً بالكسر وشَعراً بالفتح : قالهُ أي الشعر . أو شعرَ كنصر : قاله وشَعرَ ككرُم : أجاده قال شيخنا : وهذا القولُ الذي ارتضاه الجماهيرُ لأنّ فعلَ له دلالةٌ على السجايا التي تنشأ عنها الإجادةُ انتهى . وفي التكملة للصاغانيّ : وشَعرتُ لفُلانٍ أي قلتُ له شِعراً قال :
شَعرتُ لَكم لما تبينتُ فضلكمْ ... على غيرِكُم ما سائرِ الناسِ يشْعُرُ . وهو شاعرٌ قال الأزهري : لأنه يشعرُ مالا يشعرُ غيره أي يعلمُ وقال غيره : لِفطنتهِ ونقلَ عن الأصمعيّ : من قومٍ شُعراءَ وهو جمعٌ على غيرِ قياس صرحَ به المصنف في البصائر تبعاً للجوهريّ . وقال سيبويه : شبهوا فاعلاً بفعيلٍ كما شبهوه بفعُول كما قالوا : صبورٌ وصبرٌ واستغنوا بفاعلٍ عن فعيلٍ وهو في أنفسهمِ وعلى بالٍ من تصورهم لما كان واقعاً موقعه وكُسرَ تكسيره ليكونَ أمارةً ودليلاً على إرادته وأنه مُغنٍ عنه وبدلٌ منه انتهى
ونقل الفَيوميّ عن ابن خالويه : وإنما جُمعَ شاعرٌ على شُعراءَ لأن من العربِ من يقولُ شَعرَ بالضم فقياسه أن تجيءَ الصفةُ منه على فَعِيلٍ نحو شُرفاءَ جمع شريفٍ ولو قيل كذلك التبسَ بشعيرٍ الذي هو الحبُّ المعروف فقالوا : شاعر ولمحو في الجمعِ بناءه الأصلي وأما نحو العلماءَ وحُلماءَ فجمع عَليمٍ وحليمٍ انتهىوفي البصائرِ للمُصنف : وقوله تعالى عن الكُفار " بل افتراهُ بلْ هوَ شاعِرٌ " حملَ كثير من المُفسرين على أنهم رموه بكونهِ آتياً بشعرٍ منظومٍ مُقفى حتى تأولوا ما جاءَ في القُرآن من كل كلامٍ يُشبهُ الموزُون من نحوِ " وجِفانٍ كالجوابِ وقُدُورٍ راسياتٍ " وقال بعض المُحصلين : لم يقصدوا هذا المقصد فيما رموه به وذلك أنه ظاهرٌ من هذا أنه ليس على أساليبِ الشعرِ وليس يخفي ذلك على الأغتنامِ من العجمِ فضلاً عن بلغاءِ العرب وإنما رموه بالكذب فإن الشعرَ يُعبر بهِ عن الكذبِ والشاعرِ : الكاذب حتى سموا الأدلةَ الكاذبةَ الأدلةَ الشعريةَ ولهذا قال تعالى في وصفِ عامة الشعراءِ " والشعراءُ يَتبعهم الغاوونَ " إلى آخر السُورةِ ولكون الشعرِ مقراً للكذبِ قيل : أحسنُ الشعرِ مقراً للكذبِ قيل : أحسنُ الشعرِ أكذبه وقال بعض الحكماءِ : لم يُرَ مُتدينٌ صادقُ اللهجةِ مُفلقاً في شعره انتهى . قال يونس بنُ حبيب : الشاعرُ المُفلقُ خِنْذِيذٌ بكسر الخاءِ المُعجمة وسكون النون وإعجام الذال الثانية وقد تقدم في موضعه ومن دونه : شاعرٌ ثم شُويعرٌ مُصغراً ثم شُعْرٌورٌ بالضمّ . إلى هنا نص به يونس كما نقله عنه الصاغاني في التكملة والمصنف في البصائر ثم متشاعرٌ . وهو الذي يتعاطى قولَ الشعرِ كذا في اللسان أي يتكلفُ له وليس بذاك . وشاعرهُ فشعرهُ يشْعَرُه بالفتح أي كان أشعرَ منه وغلبه . قال شيخُنا : وإطلاقُ المصنِّف في الماضي يدلّ على أن المضارع بالضم ككتَبَ على قاعدته لأنه من باب المُغالبة وهو الذي عليه الأكثر وضبطه الجوهريُّ بالفتح كمنع ذهاباً إلى قول الكسائِيّ في إعمال الحلقيّ حتى في باب المُبالغة لأنه اختيار المصنف . انتهى . وشِعرٌ شاعرٌ : جيدٌ قال سيبويه : أرادُوا به المُبالغةَ والإجادة وقيل : هو بمعنى مشعُورٍ به والصحيحُ قولُ سيبويه
وقد قالوا : كلمةٌ شاعِرةٌ أي قصيدةٌ والأكثرُ في هذا الضَّرب من المبالغة أن يكونَ لفظُ الثاني من لفظِ الأول كويلٍ وائلٍ وليل لائلٍ . وفي التهذيب : يقال : هذا البيتُ أشْعرُ من هذا أي أحسنُ منه وليس هذا على حدِّ قولهم : شعْرٌ شاعرٌ معنى الفعل إنما هو على النِّسبةِ والإجادة . والشويعر : لقبُ محمد بن حُمْران ابن أبي حُمْران الحارث بن مُعاوية بن الحارث بن مالك بن عَوفِ بن سعدٍ ابن عوْف بن حريم بن جُعْفيٍّ الجُعْفيَّ وهو لأحدُ منْ سُمِّي في الجاهلية بمحمد وهم سبعةٌ مذكورون في موضعهم لقبه بذلك امرؤُ القيس . وكان قد طلب منه أن يبيعه فرساً فأبى فقال فيه :
أبْلغا عنِّي الشُّويعر أنّي ... عمَدَ عيْنٍ قلَّدْتُهن حريما وحريم : هو جدّ الشُّويْعر المذكور وقال الشويعر مُخاطباً لامريء القيس :
أتتْني أمورٌ فكذَّبْتها ... وقد نُميتْ لي عاماً فعاما
بأنّ امرأ القيسِ أمسى كئيباً ... على آلهِ ما يذُوقُ الطعاما
لعمرُ أبيكَ الذي لا يهانُ ... لقدْ كان عِرضكَ مني حراما
وقالوا هجوتَ ولم أهجه ... وهل يجدنْ فِيكَ هاجٍ مراما الشُّوَيْعرُ أيضاً : لقبُ ربيعة بن عثمانَ الكِنانيّ نقله الصاغانيّ . لقبُ هانئ بن توبة الحنفي الشيباني الشُّعراء أنشد أبو العباسِ ثعلبٌ للأخير :
وإنّ الذي يُمسي ودنياهُ همه ... لمُسَمْسكٌ منها بِحبلِ غُرورِفسمي الشويعر بهذا البيت . والأشعرُ : اسم شاعرٍ بلويّ ولقبُ عمرو بنِ حارثةَ الأسديّ وهو المعروف بالأشعر الرقبان أحد الشُعراءِ . الأشعرُ : لقبُ نبتِ بنِ أددَ ابنِ زَيدِ بنِ يشجب بن عَريب بن زيدِ بنِ كهلان بن سبأَ وإليه جماعُ الأشعريين لأنه ولدَته أُمه وعليه شَعرٌ كذا صرح به أربابُ السيرِ وهو أبو قبيلهٍ بالينِ وهو الأشعرُ من سبأَ بنِ يَشجب بنِ يعربُ بنِ قحطانَ وإليهم نُسبَ مَسجدُ الأشاعرة بمدينه زَبِيد حرسها الله تعالى منهم الإمامُ أبو موسى عبدُ الله بنِ قيسِ بنِ سُليم بن حضار الأشعري وذريته منهم أبو الحسنِ عليُّ بنُ إسماعيلَ الأشعريّ المُتكلمُ صاحب التصانيف وقد نُسب إلى طريقته خلقٌ من الفُضلاءِ . وفاته : أشعرُ بنُ شهاب شهدَ فتحَ مصر . وسوار بن الأشعرِ التميميّ : كان يلي شُرطةَ سِجستان ذكرهما سِبطُ الحافظ في هامش التبصير
واستدرك شيخنا : الأشعرَ والدَ أمِّ مَعبدٍ عاتكةَ بنتِ خالدٍ ويُجْمعُون الأشعريّ بتخفيف ياءِ النسبة كما يقال : قومٌ يمانون . قال الجوهريّ ويقولون : جاءتكَ الأشعرونَ بحذفِ ياءِ النسبِ قال شيخنا : وهو واردٌ كثيراً في كلامهم كما حققوه في شرحِ قولِ الشاعرِ من شواهدِ التلخيص :
هواىَ مع الركبِ اليمانينَ مُصعدٌ ... جَنيبٌ وجُثماني بمكةَ مُوثقُ والشعرُ بفتح فسكون ويُحركُ قال شيخنا : اللُّغَتَانِ مشهورتان في كُلِّ ثلاثيٍّ حلقيِّ العينِ كالشعرِ والنهرِ والزهر والبعرِ وما لا يُحصى حتى جعله كثيرٌ من أئمة اللغة من الأمور القياسية وإن رده ابنُ دُرُسْتَوَيه في شرحِ الفصِيح فإنه لا يُعول عليه . انتهى وهما مُذكرانِ صرح به غيرُ واحدٍ : نِبْتَةُ الجسمِ مما ليس بِصوفٍ ولا وبرٍ وعممه الزَّمَخشَريّ في الأساس فقال : من الإنسانِ وغيره ج أشعارٌ وشُعُورٌ الأخيرُ بالضمّ وشعارٌ بالكسر كجبلٍ وجِبالٍ قال الأعشى :
وكُلُّ طَويل كأنّ السَّليِ ... طَ في حيثُ وارى الأديمُ الشِّعَاراقال ابنُ هانئٍ . أرادَ : كأنّ السليطَ وهو الزيتُ في شعرِ هذا الفرسِ كذا في اللسان والتكملة . الواحدةُ شَعْرةٌ يقال : بيني وبينك المالُ شِقَّ الأبْلُمةِ وشقَّ الشعرةِ . قال شيخنا : خالفَ اصطلاحه ولم يقل وهي بهاءٍ لأنّ المُجرد من الهاءِ هنا جَمعٌ وهو إنما يقولُ : وهي بهاءٍ غالباً إذا كان المجردُ منها واحداً غير جمعٍ فتأمل ذلك فإنّ الأستقراءَ ربما دلَّ عليه انتهى . قلت : ولذا قال في اللسان : والشعرةُ : الواحدةُ من الشعرِ وقد يُكنى بها : بالشعرةِ عن الجمعِ هكذا في الأصولِ المصححة ويُوجد في بعضها : عن الجميعِ أي كما يُكنى بالشيبةِ عن الجِنس يقال : رأى فلانٌ الشعرة إذا رأى الشيبَ في رأسه . يُقالُ : رَجُلٌ أشعرُ وشَعرٌ كفرحٍ وشعرانيٌّ بالفتح مع ياءِ النسبة وهذا الأخير في التكملة ورأيتُه مضْبُوطاً بالتحريك : كثيره أي كثيرُ شعرِ الرأس والجسدِ طويله وقومٌ شُعرٌ ويُقال : رَجلٌ أظفرُ : طويلُ الأظفار وأعنقُ : طَويلُ العُنقِ وكان زيادُ ابنُ أبيه يقالُ له أشعرَ بركاً أي كثير شَعرِ الصَّدْر وفي حديث عمر " إنَّ أخا الحاجّ الأشعثُ الأشعرُ " أي الذي لم يَحلق شَعرهَ ولم يُرجله . وسُئلَ أبو زياد عن تصغير الشُّعُورِ فقال : أُشَيْعَارٌ رجع إلى أشعار وهكذا جاءَ في الحديث " على أشعارهمِ وأبشارِهم " . وشَعِرَ الرجلُ كفَرِحَ : كَثُرَ شَعرُه وطالَ فهو أشعرُ وشَعِرٌ . حكى اللحيانيّ : شَعِرَ إذا ملكَ عَبيداً . والشِّعْرَةُ بالكسْرِ : شَعرُ العَانةِ رَجلاً أو امرأةً وخصه طائفةٌ بأنه عانةُ النّساءِ خاصةً ففي الصّحاح : والشِّعْرَةُ بالكسرِ : شَعرُ الركبِ للنساءِ خاصةً ومثله في العُبابِ للصاغانيّ . وفي التهذيب : والشِّعْرَةُ بالكسر : الشعرُ النابتُ على عانةِ الرّجلِ ورَكبِ المرأةِ وعلى ما وَراءَها ونقله في المِصباح وسلمه ولذا خالفَ المُصنف الجوهريّ وأطلقه كالشعراءِ بالكسر والمدّ هكذا هو مَضْبُوطٌ عندنا وفي بعض النُّسخ بالفَتح وتحتَ السُّرة مَنبتُه وعبارة الصحاح : والشِّعْرةُ مَنبتُ الشَّعرِ تحتَ السُّرَّةِ وقيل : الشِّعْرَةُ : العانةُ نفسها . قلت : وبه فسِّر حديثُ المَبْعَثِ " أتاني آتٍ فشقَّ منْ هذه إلى هذهِ " أي من ثُغْرَةِ نَحْرِه إلى شِعرته . الشِّعْرَةُ : القِطعةُ من الشَّعرِ أي طائفةٌ منه . وأشعرَ الجَنينُ في بطنِ أُمه وشَعَّرَ تشعيراً واستشعر وتشعر : نبتَ عليه الشَّعرُ قال الفارسيّ : لم يُستعمل إلا مَزِيداً وأنشد ابنُ السكيتِ في ذلك :
" كُلَّ جَنِينٍ مُشْعَرٍ في الغِرسِ . وفي الحديث " ذكاةُ الجَنينِ ذكاةُ أُمه إذا أَشْعَر " وهذا كقولهم أنبتَ الغلامُ إذا نبتَتْ عانتُه . وأشْعَرَ الخُفَّ : بَطَّنَه بشَعرٍ وكذلك القلنسوةَ وما أشبههما كشعيره تشعيراً وشَعره خفيفةً الأخيرة عن اللحياني يقال : خُفٌّ مُشَعَّرٌ ومُشْعرٌ ومَشْعُورٌ . وأشعرَ فُلانٌ جُبته إذا بطنها بالشعرِ وكذلك إذا أشعر مِيثرةَ سَرجه . أشعرت الناقةُ : ألقتْ جَنينها وعليه شَعرٌ حكاه قُطرب . والشَّعرَةُ كفرحةٍ : شاةٌ يَنبتُ الشعرُ بين ظلفيها فتدميانِ أي يخرج منهما الدَّمُ أو هي التي تَجدُ أكالاً في رُكبها أي فتحكُّ بها دائماً . والشَّعْراءُ : الخشنةُ هكذا في النُسخ وهو خطأٌ والصوابُ : الخَبِيثةُ وهو مَجازٌ يقولون : داهيةٌ شَعراءُ كزباءَ يذهبون بها إلى خُبثها وكذا قوله المُنكرةُ يقال : داهيةٌ الشعراءُ وداهيةٌ وبراءُويقالُ للرجُلِ إذا تكلم بما يُنكر عليه : جِئت بها شَعراءَ ذاتَ وبرٍ . والشعراءُ : الفروةُ سُميتْ بذلك لِكونِ الشعرِ عليها حكِيَ ذلك عن ثَعلبٍ . الشَّعْراءُ : كثرةُ الناسِ والشجرِ . الشعراءُ والشُعيراءُ : ذبابٌ أزرقُ أو أحمرُ يقعُ على الأبلِ والحُمُرِ والكِلابِ وعبارة الصحاح : الشعراءُ : ذُبابةٌ يقال هي التي لها إبرةٌ انتهىقيل : الشعراءُ : ذُبابٌ يَلسعُ الحِمارَ فيدورُ . وقال أبو حنيفة : الشعراءُ نوعانِ : للكلبِ شَعراءُ معروفةٌ وللإبل شَعراءُ فأما شَعراءُ الكَلبِ : فإنها إلى الدقةِ والحُمرة ولا تمسّ شيئاً غير الكلب وأما شعراءُ الإبل : فتضْرِبُ إلى الصُّفرة ةهي أضْخَمُ من شَعْراءِ الكَلْب ولها أجْنحة وهي زغْباءُ تحتَ الأجْنحة قال : وربما كَثُرت في النَّعَمِ حتى لا يقْدِرُ أهلُ الإبل على أن يحْتلِبوا بالنهار ولا أنْ يرْكَبُوا منها شيئاً معها فيتْركون ذلك في مَراقِّ الضُّروع وما حولها وما تحْتَ الذَّنب والبطنِ والإبطيْن وليس يتَّقُونها بشيْءٍ إذا كان ذلك إلا بالقطران وهي تطيرُ على الإبِل حتّى تسْمع لصوتها دويَّاً قال الشَّماخُ :
تَذُبُّ صِنْفاً من الشَّعْراءِ مَنْزلُه ... منْها لَبَانٌ وأقربٌ زهالِيلُ والشَّعْراءُ : شَجَرةٌ من الحَمْضِ ليس لها ورقٌ ولها هَدَبٌ تَحْرِصُ عليها الإبلُ حِرْصاً شديداً تخرجُ عيداناً شديداً نقله صاحب اللسان عن أبي حَنيِفة والصّاغانيّ عن أبي زياد وزاد الأخيرُ : ولها خَشَبٌ حطبٌ . والشَّعْراءُ : فاكهةٌ قيل : هو ضَرْبٌ من الخَوْخِ جمعُهُما كواحدِهما واقتصر الجوهريّ على هذه الأخيرة فإنه قال : والشَّعْراءُ : ضَرْبٌ من الخَوْخِ واحُده وجمعُه سواءٌ . وقال أبو حنيفة : والشَّعْراءُ : فالهةٌ جمْعُه وواحدُه سواءٌ . ونقلَ سيخُنا عن كتاب الأبنيةِ لإبن القطّاع شَعْراءُ لواحدةِ الخَوْخِ . وقال المُطَرَّز في كتاب المُداخل في اللغة له : ويقال للخَوْخِ أيضاً : الأشْعَرُ وجمعه شُعْرٌ مثل أحْمرَ وحُمْرٍ انتهى . والشَّعْراءُ من الأرض : ذاتُ الشجرِ أو كثيرتُه وقيل : الشَّعْراءُ : الشَّجَرُ الكثيرُ وقيل : الأجمةُ وروْضَةٌ شَعْراءُ : كثيرةُ الشَّجَرِ . وقال أبو حنيفة : الشَّعْراءُ : الروْضَةُ يغْمُرُ هكذا في النُّسخ التي بأيدينا والصوابُ : يَغُمّ من عير راءٍ كما هو نَصُّ كتاب النّباتِ لأبي حنيفة رأْسَها الشَّجَرُ أي يُغطِّيه وذلك لكثْرته
والشَّعْراءُ من الرِّمال : ما يُنبيُ النَّصيّ وعليه اقتصرَ صاحبُ اللسان وزاد الصّاغانيّ وشبْهه . والشَّعْراءُ من الدَّواهي : الشديدةُ العظيمةُ الخبيثَةُ المُنْكرة يقال : داهيةٌ شَعْراءُ كما يقولون : زَبّاءُ وقد تقدم قريباً . ج شُعْرٌ بضمّ فسكون يحافظون على الصِّفة إذا لو حافَظُوا على الإسم لقالوا : شعْراوات وشِعارٌ . ومنه الحديث أنه لما أراد قتْلَ أبيّ بن خلفٍ تطاير الناسُ عنه تَطايُرَ الشُّعْرِ عن البعير والشَّجَرُ كلاهما على التَّشبيه بالشَّعرِ . وفي الأساس : ومن المَجازِ : له شعَرٌ كأنّه شعَرٌ وهو الزّعْفرانُ قبْل أن يُسْحقَ . انتهى وأنشد الصاغانيّ :
كأنَّ دِماءهُم تَجْري كُمَيْتاً ... وورْداً قانئاً شعرٌ مدُوفُ ثم قال : ومن أسماءِ الزَّعفران : الجسدُ والجسادُ والفيْدُ والملابُ والمرْدَقوش والعبيرُ والجاديّ والكُرْكُم والرَّدْعٌ والريْهُقان والرَّدْنُ والرّادِنُ والجَيْهانُ والنّاجود والسَّجَنْجل والتّامُور والقُمَّحانُ والأيدَعُ والرِّقانُ والرَّقُون والإرْقانُ والزَّرْنبُ قال : وقد سُقتُ ما حضرني من أسماءِ الزّعْفرانِ وإنْ ذَكَرَ أكثرها الجوهريّ . انتهى . والشعَارُ كسَحاب : الشَّجَرُ المُلْتَفُ قال يصِفُ حِماراً وحْشيّاً :
وقَرَّبَ جانِبَ الغرْبيّ يأْدُو ... مَدَبَّ السَّيلِ واجْتنب الشَّعارا يقول : اجتنب الشجرَ مخافةَ أنْ يُرمى فيها ولَزِمَ مدرجَ السّيْلِ . قيل : الشعارُ : ما كان من شجرٍ في لِينٍ ووطاءٍ من الأرضِ يَحله الناسُ نحو الدهْناءِ وما أشبهها يستْفئونَ به شتاءً ويستظلونَ به صَيفاً كالمَشْعَرِ قيل : هو كالمشجرِ وهو كُلُّ موضع فيه خمرٌ وأشجارٌ وجمعه المَشاعرِ قال ذُو الرُّمة يَصفُ حِمارَ وحَشٍ :
يَلُوحُ إذا أفضى ويخفىَ بَريقه ... إذا ما أجنتهُ غُيُوبُ المَشاعِرِيعني ما يغيبه من الشجرِ . قال أبو حنيفةَ : وإن جعلتَ المشعر الموضِعَ الذي به كثرةُ الشجرِ لم يمتنع كالمبقلِ والمحشِّ : الشعارُ ككِتابٍ : جُلُّ الفرسِ . الشَّعَارُ : العلامةُ في الحربِ غيرها مثل السَّفَرِ . وشِعارُ العساكِر : أنْ يَسموا لها علامةً ينصبونها ليعرفَ الرّجلُ بها رُفقته وفي الحديث " إنّ شِعارَ أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كان في الغزوِ : يا منصورُ أَمتْ أَمتْ " وهو تفاؤلٌ بالنصرِ بعد الأمرِ بالإماتةِ . سمى الأخطلُ ما وقيتْ به الخَمرُ شِعاراً فقال :
فكفَّ الريحَ والأنداءَ عنها ... من الزَّرَجُونِ دُونهما الشعارُ في التكملة : الشَعارُ : الرَّعْدُ وأنشدَ أبو عَمرٍو :
باتتْ تُنَفِّخُها جَنُوبٌ رَأدَةٌ ... وقِطَارُ غاديةٍ بغيرِ شِعارِ الشَّعَارُ : الشَّجَرُ المُلْتَفُّ هكذا قيده شَمِرٌ بخطه بالكسر ورواه ابنُ شُميل والأصمعيّ نقله الأزْهريّ ويُفتحُ وهو رِوايةُ ابنِ السكيتِ وآخرينَ . وقال الرِّياشِيّ : الشعارُ كله مكسور إلا شَعارَ الشَّجَرِ . وقال الأزهريّ : فيه لُغتان شِعارٌ وشَعارٌ في كثرة الشجر . الشِّعَارُ : المَوتُ أورده الصاغانيّ . الشَّعَارُ : ما تحتَ الدِّثارِ من اللباسِ وهو يَليِ شَعرَ الجسدِ دون ما سواه من الثيابِ ويُفتح وهو غريبٌ وفي المثل " هم الشِّعَارُ دونَ الدِّثارِ يصفهم بالمودة والقُرب وفي حديثِ الأنصارِ " أنتم الشِّعَارُ والناسُ الدثَارُ " أي أنتم الخاصةُ والبِطانةُ كما سماهم عيبته وكَرشه . والدِّثارُ : الثوبُ الذي فوقَ الشَّعَار وقد سبق في محله . أشعِرةٌ وشُعُرٌ الأخير بضمتين ككتاب وكُتُبٍ ومنه حديثُ عائشة : " أنه كان لا ينامُ في شُعُرناَ " في آخرَ : " أنه كانَ لا يُصليِّ في شُعرناَ ولا في لُحُفِناَ " . وشاعَرها وشَعَرَهَا ضاجعها ونامَ معها في شِعارٍ واحدٍ فكان لها شِعاراً وكانت له شِعاراً ويقول الرَّجلُ لامرأته : شاعِرِيني . وشَاعَرَتهُ : ناومته في شِعارٍ واحدٍ . واستشعره : لَبسه قال طُفيلٌ :
وكُمتاً مُدَمّاةً كأنَّ مُتُونَها ... جرى فَوقها واستشعرت لَونَ مُذهبِ وأشَعره غيره : ألبسهَ إياه . وأما قوله صلى الله عليه وسلم لِغسلةِ ابنته حين طَرحَ إليهنّ حقوهُ " أشءعِرنها إياه فإن أبا عُبيدةَ قال : معناه اجعلنه شِعارهاَ الذي يَليِ جسدها لأنه يَلي شَعرها . من المَجاز : أشعرَ الهمُّ قَلبي أي لَزِقَ بهِ كلُزُوقِ الشِّعَارٍ من الثياب بالجسد وأشعرَ الرَّجُلُ هَماًّ كذلك . وكُلُّ ما ألزَقْته بشيءٍ فقد أشعرتهَ بهِ ومنه : أشعره سِناناً كما سيأتي . أشعرَ القومُ : نادوا بِشعارهمْ أو أشعروا إذا جعلوا لأنفسهمِ في سفرهمِ شِعاراً كلاهما عن اللحيانيّ . أشَعرَ البدنةَ : أعلمها أصلُ الإشعار : الإعلام ثم اصطلحَ على استعماله في معنى آخرَ فقالوا : أشعرَ البدنةَ إذا جَعلَ فيها عَلامةً وهو أن يشُقّ جِلدها أو يطعنها في أسنمتها في أحدِ الجانبينِ بمبْضعٍ أو نحوه وقيل : طَعنَ في سَنامِها الأيمنَ حتى يَظهرَ الدمُ ويُعرف أنها هدىٌ فهو استعارة مشهورة نُزلتْ منزلةَ الحقيقةِ أشار إليه الشهاب في العِنايةَ في أثناءِ البقرة . والشعيرةُ : البدنة المهداة سُميتْ بذلك لأنه يُؤثر فيها بالعلامات . ج شَعائرُ وأنشد أبو عبيدة :
نُقتلهم جِيلاً فجيلاً تراهمُ ... شَعائرَ قُربانٍ بها يُتقربُالشَّعِيرةُ : هنةٌ تُصاغُ من فضةٍ أو حديدٍ على شَكلِ الشعيرةِ تُدخل في السيلانِ تكونُ مِساكاً لِنصابِ النصلِ والسكين . وأشعرها : جعلَ لها شَعيرةً هذه عبارة المُحكم وأما نصُّ الصحاح فإنه قال : شَعيرةُ السِّكينِ : الحديدةُ التي تُدْخَل في السيلانِ فتكون مِساكاً للنصل . وشِعارُ الحجِّ بالكسر : مناسِكه وعلاماته وآثارُه وأعمالُه وكلُّ ما جُعلَ علما لطاعةِ اللهِ عزَّ وجلّ كالوُقوفِ والطوافِ والسعيِ والرميِ والذبحِ وغير ذلك . والشَّعِيرةُ والشَّعارةُ ضبطوا هذه بالفتح كما هو ظاهرُ المصنف وقيل : بالكسر وهكذا هو مضبوطٌ في نُسخةِ السَان وضبطه صاحبُ المِصباح بالكسرِ أيضاً والمَشعرُ بالفتح أيضاً مُعظمها هكذا في النسخ والصوابُ موْضِعُها أي المناسك . قال شيخنا : والشعائرُ صالحةٌ لأن تكونَ جَمعياً لِشعارٍ وشِعارةَ وجمعُ المَشْعَرِ مَشَاعِرُ . وفي الصحاحِ : الشعائرُ : أعمالُ الحجِّ وكلُّ ما جعل عَلماً لطاعةِ اللهِ عز وجلّ قال الأصمعيّ : الواحدةُ شَعيرةٌ قال : وقال بعضهمْ : شِعارةٌ
والمشَاعرُ : مواضعُ المناسكِ . أو شَعائره : معالمه التي ندبَ اللهُ إليها وأمرَ بالقيام بِها كالمشاعر وفي التنزيل " يا أيها الذينَ آمنوا لا تُحلوا شَعائرَ اللهِ " قال الفراءُ : كانت العربُ عامة لا يرونَ الصفا والمروةَ من الشعائرِ ولا يطُوفونَ بينهما فأنزل الله تعالى ذلكِ أي لا تستحلوا تركَ ذلكِ . وقال الزجاجُ في شعائرِ الله : يعني بها جَميعَ مُتعبداتهِ التي أشعرها الله أي جعلها أعلاماً لنا وهي كُل ما كان من موقفٍ أو مسعى أو دبحٍ وإنما قيل : شَعائرُ لكل علمٍ مما تُعبدَ به لأنّ قولهمْ : شعرتُ به : علمته فلهذا سُميتِ الأعلامُ التي هي مُتعبداتُ اللهِ تعالى شعائرَ . والمَشعرُ : المعلمُ والمتعبدُمن مُتعبداته ومنهُ سُميَ المشَعرُ الحرامُ لأنه مَعلمٌ للعبادة وموضع قال الأزهري : يقولون : هو المَشعرُ الحرامُ والمشِعرُ تُكسر ميمه ولا يكادون يقولونه بغير الألف واللام . قلت : ونقل شيخُنا عن الكامل : أن أبا السمالِ قراءه بالكسرِ : مَوضعٌ بالمُزدلفة وفي بعض النُّسخ : المُزدلفة وعليه شرح شيخنا ومُلاّ عليّ ولهذا اعترضَ الأخيرُ في الناموس بأنّ الظاهرِ بل الصواب أن المَشعر موضعٌ خاصٌ من المُزدلفة لا عينها كما توهمه عبارةُ القاموس انتهى وأنتَ خبيرٌ بأنّ النُّسخة الصحيحةَ هي : بالمزدلفة فلا توهمُ ما ظنه وكذا قولُ شيخنا عند قول المُصنف : وعليهِ بناءٌ اليومَ ينافيه أي قوله : إن المشعرَ هو المُزدلفة فإن البناءَ إنما هو في محلٍّ منها كما ثبتَ بالتواتر انتهى وهو بناءً على ما في نُسخته التي شرح عليها وقد تقدم أن الصحيحةَ هي : بالمزدلفة فزالَ الإشكالُ . ووهمَ من ظنه جبيلاً بقربِ ذلك البناءِ كما ذهبَ إليه صاحبُ المِصباح وغيره فإنه قولٌ مرجُوحٌ . قالَ صاحبُ المصباح : المَشَعرُ الحرامُ : جبلٌ بآخرِ المُزدلفة واسمه قُزحُ ميمه مفتوحة على المَشهور وبعضهم يَكسرها على التشبيه باسم الآلةِ . قال شيخنا : ووجِدَ بخطّ المُصنَّف في هامش المِصباح : وقيل : المَشْعَرُ الحرامُ : ما بين جبليْ مزدلفةَ من مأْزميْ عَرَفة إلى مُحسِّرٍ وليس المَأْزمانِ ولا مُحَسِّرٌ من المَشْعر سُمي به لأنَّه مَعْلمٌ للعبادة وموضعٌ لها . والأشْعرُ : ما اسْتدار بالحافر من مُنتهى الجلد حيث تنبت الشُّعيْرات حوالي الحافر والجمعُ أشاعِرُ لأنه اسمٌ وأشاعرُ الفرس : ما بين حافرِهِ إلى منتهى شعرِ أرساغه . وأشْعرُ خُفِّ البعيرِ : حيثُ ينْقَطعُ الشَّعرُ
الأشْعَرُ : جانِبُ الفرْجِ وقيل : الأشْعَرانِ : الإسْكَتأنِ وقيل : هما ما يلي الشُّفْرَيْنِ يقال لناحيتيْ فَرْجِ المرأةِ : الإسْكَتانِ ولطَرَلإَيْهما : الشُّفْران والذي بينهما : الأشْعَران . أشاعِرُ النّاقة : جوانبُ حيائها كذا في اللسان وفي الأساس : يقال ما أحْسنَ ثُنَنَ أشاعِره وهي منابِتُها حَوْلَ الحافر
والأشْعَرُ : شيءٌ يخْرُج من ظِلْفي الشاة كأنَّه ثؤلولُ تُكْوى منه هذه عن اللِّحْيانيّوالأشْعَرُ : جَبَلٌ مُطلٌّ على سَبُوحةَ وحُنَيْن ويُذْكر مع الأبيض . والأشْعرُ : جبلٌ آخرُ لجُهينةَ بين الحَرَمين يُذكر مع الأجْود قلْت : ومن الأخيرِ حديثُ عمْرِو بنِ مُرة " اللَّحمُ يَخْرُج تحتَ الظُّفر ج : شُعُرٌ بِضَمَّتين . والشَّعيرُ كأميرٍ : م أي معروف وهو جنسٌ من الحُبُوب واحدَتُه بهاءٍ وبائعهُ شَعيريٌّ قال سيبويه : وليس مما بُنِيَ على فاعلٍ ولا فَعَّالٍ كما يَغْلِب في هذا النحو
وأما قولُ بعضهم : شِعير وبعير ورغيف وما أشبه ذلك لتقريبِ الصَّوت ولا يكونُ هذا إلا مع حُروفِ الحلْق
وفي المِصْباح : وأهلُ نجْدٍ يُؤنِّثُونَه وغيرهم يُذَكِّرُه فيقال : هي الشَّعيرُ . وفي شرْحِ شيخُنا قال عُمرُ بن خلَفِ بن مَكِّيّ : كلُّ فَعيلٍ وَسَطُه حَرْفُ حلْقٍ مكسور يَجُوزُ كسْرُ ما قبْله أو كَسْرُ فائهِ إيباعاً للعْينِ في لُغةِ تميمٍ كشِعِير ورِحِيم ورِغِيف وما أشبه ذلكَ بل زعمَ الليْثُ أنّ قَوماً من العرب يقولون ذلك وإنْ لم تَكُنْ عينُه حَرْفَ حَلْق ككبِيِر وجِلِيلْ وكِرِيم . والشَّعيرُ : العَشيرُ المُصَاحِبُ مقلوبٌ عن مُحْيِي ابن شَرَفِ بن مرا النَّوويّ . قلْت : ويجوزُ أن يكون من : شَعَرها : إذا ضاجَعَها في شِعارٍ واحد ثم نُقِلَ في كلّ مُصاحبٍ خاصّ فتأمَّلْ . وبابُ الشَّعير : مَحلَّةٌ ببغدادَ منها الشَّيْخُ الصّالحُ أبو طاهرٍ عبدُ الكريمِ بنُ الحسنِ بن عليّ بن رزْمة الشَّعيريّ الخَبَّاز سَمِعَ أبا عُمَرَ بن مَهْديّ . وفاته : عليُّ بنُ إسماعيلَ الشَّيريّ : شيخٌ للطبرانيّ . شَعِير : إقْليمٌ بالأنْدَلُس . وشَعِير : ع ببلادِ هُذيْلٍ وإقليم الشَّعيرةِ بحمصَ منه أبو قُتيْبةَ الخُراسانيّ نَزَلَ البَصْرةَ عن شُعْبةَ ويُونُسَ بن أبي إسحاق وثَّقهُ أبو زُرْعةَ . والشُّعْرُورةُ بالضمّ : القثَّاءُ الصَّغير ج شَعاريِرُ ومنه الحديث " أُهْد ] َ لرسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم شَعاريرُ " . يُقال : ذَهبُوا شَعاليلَ وشَعَاريرَ بقذَّانَ بفتح القاف وكَسْرِها وتشديدِ الذال المعجمة أو ذَهبُبوا شَعاريرَ بقِنْدَحْرةَ بكسر القاف وسكون النون وفتح الدال المهملة وإعجامها أي مٌتَفَرقينَ مثْلَ الذِّبانِ واحدُهم شُعْرُورٌ
وقال اللِّحيانيّ : أصبحتْ شَعَاريرَ بقرْدَحْمةَ وقِرْذَّحْرةَ معْنى كلِّ ذلك : بحيثُ لا يُقدرُ عليها يعني اللِّحْيانيُّ : أصْبحَت القبيلةُ . وقال الفَرَّاءُ : الشّماطيطُ والعَباديدُ والشَّعَاريرُ والأبابيلُ كلّ هذا لا يُفْردُ له واحدٌ . والشعاريرُ : لُعْبةٌ للصبيان لاتُفرَدُ يقال : لَعبْنا الشَّعارير وهذا لعبُ الشَّعاريرِ . وشِعْري كذكْرى : جَبَلٌ عنْدَ حرَّةِ بني سُليمٍ ذكَره الصّاغانيّ . والشِّعْري بالكسر : كَوكبٌ نَيرٌ يقال له : المرْزم يَطلُعِ بعدَ الجَوْزاءِ وطُلوعُه في شدةِ الحرّ تقولُ العَربُ : إذا طَلَعت الشِّعْري جعلَ صاحبُ النّحلِ يرى
وهماالشِّعْريانِ : العَبُورُ التي في الجَوْزاءِ والشِّعْري الغُميْصاءُ التي في الذِّراعِ تَزْعمُ العربُ أنّهما أُخْتا سُهيْلٍ . وطُلُوعِ الشِّعْري على أثْرِ طُلُوعِ الهقْعةَ وعَبَدَ الشِّعْري العَبُورَ طائفةٌ من العربِ في الجاهليّةِ ويقال : إنّها عَبَرت السماءَ عرْضاً ولم يَعْبرها عَرضاً غيرُها فأنزلَ الله تعالى " وأَنَّه هُو رَبُّ الشِّعْرى " وسُمِّيَت الأخرى الغُميْصاءَ لأنّ العربَ قالت في حديثها : إنّها بَكَتْ على إثْرِ العَبُور حتى غَمَصتْ . وشَعْرُ بالفتح مَمْنوعاً أمَّا ذِكْرُ الفتحِ فمُستدْرك وأما كونه ممنوعاً من الصرفِ فقد صرح به هذا الصاغانيّ وغيره من أئمّةِ اللُّغة وهو غير ظاهر ولذا قال البدْر القرافيّ : يُسْأل عن علةَّ المنْعِ وقال شيخنا : وادِّعاءُ المنعِ فيه يحْتاج إلى بيانِ العلة التي مع العلميَّة فإنّ فعْلاً بالفتح كزيْدٍ وعَمْرٍو لا يجوزُ منعُه من الصَّرفِ إلا إذا كان مَنْقولا من أسماءِ الإناث على ما قُرِّر في العربيّة : جَبَلٌ ضخمٌ لبني سُليمٍ يُشرف على معْدنِالماوانِ قبلَ الرَّبذةِ بأميالٍ لمنْ كان مُصْعداً . أو هو جبلٌ في ديارِ بني كلابٍ وقد روى بعُضهُم فيه الكَسْرَ والأولُ أكثرُ . وشِعْرٌ بالكسر : جَبَلٌ ببلادِ بني جُشمَ قريبٌ من الملحِ وأنشد الصاغاني لذي الرمُّة :أقُولُ وشِعْرٌ والعَراَئسُ بَيْننا ... وسُمْرُ الذُّرَامِنْ هَضْبِ ناصِفَةَ الحُمْرِ وحَرَّك العَيْنَ بشيرُ بن النِّكْثِ فقال : فأصْبَحتْ بالأنْفِ منْ جنْبيْ شِعِرْ بُجْحاً : تَراعَى في نَعَامٍ وبَقَرْ قال : بُجْحاً : مُعْجبات بمكانِهنّ والأصْلُ بُجُحٌ بضمّتيْن . قلْت : وقال البُرَيْق :
فحَطَّ الشَّعْرَ من أكنافِ شَعْرٍ ... ولم يتْرُكْ بِذِي سَلْعٍ حِمارَا وفسَّرُوه أنّه جَبَل لبني سُليْم . والشَّعْرانُ بالفتح : رِمْثٌ أخْضَرُ وقيل : ضَرْبٌ من الحَمْضِ أغْبَرُ وفي التَّكْملة : ضَرْبٌ من الرِّمْثِ أخْضَرُ يَضْرِبُ إلى الغُبْرةِ . وقال الدِّينوريّ : الشَّعْرانُُ : حَمْضٌ ترْعاه الأرانِبُ وتجْثِمُ فيه فيقال : أرْنَبٌ شَعْرانيَّة قال : وهو كالأشنانةِ الضَّخْمَة وله عيدانُ دقاقٌ تراه من بعيدِ أسْودَ أنشدَ بعضُ الرُّواة : مُنْهتكُ الشَّعْرانِ نضّاخُ العذبْ والعَذَبُ : نَبْتٌ . وشَعْرانُ : جَبَلٌ قُربَ الموْصَلِ وقال الصّاغانيّ : من نواحي شَهْرزُور من أعْمَرِ الجبالِ بالفواكةِ والطُّيور سُمِّيَ بذلك لكثرةِ شَجَره قال الطِّرِمّاحُ :
شُمُّ الأعَالي شائِكٌ حَوْلهَا ... شَعْرانُ مُبْيَضٌّ ذُرَا هامِها أرادَ شُمُّ أعاليها . وشُعْرانُ كعُثمانَ ابن عَبْدِ الله الحَضْرَميّ ذكره ابن يُونسَ وقال : بلَغَني أنّ له روايةً ولمْ أظفَرْ بها تُوفي سنة 205 . وشُعارى ككُسالى : جَبَلٌ وماءٌ باليمامة ذكَرَهُما الصّاغانيّ . والشَّعَرِيّاتُ محّركةً : فِراخُ الرَّخَمِ . والشَّعُورُ كصَبُورٍ : فَرَسُ للحَبَطاتِ حَبَطاتِ تميمٍ وفيها يقولُ بعضُهم :
فإنّي لَنْ يُفارِقَني مُشيحٌ ... نَزِيعٌ بين أعْوَجَ والشَّعُورِ والشُّعَيْراءُ كالحُمَيْراءِ : شَجَرٌ بلغة هُذيْل قاله الصّاغانيّ . والشُّعَيْراءُ : ابنةُ ضَبَّةَ بن أُدٍ . هي أُمُّ قبيلةٍ ولَدَتْ لبكْرِ بن مُرٍّ أخي تميمِ بن مُرّ فهم بنو الشُّعَيْراءِ . أو الشُّعَيْراءُ : لقَبُ ابنها بَكْرِ بن مُرٍّ أخي تميمِ بن مُرٍّ . وذُو المِشْعارِ : مالكُ بن نمطٍ الهَمْدانيّ هكذا ضبَطَه شُرّاحُ الشِّفاءِ وقال ابن التلمْسَانيّ : بشين معجمة ومهملة وغين معجمة ومهملة . وفي الرَّوْضِ الأنُفِ أنّ كُنْيةَ ذي المِشْعارِ أبو ثوْرٍ الخارِفِيّ بالخاءِ المعجمة والراءِ نسبة لخَارِفٍ وهو مالكُ بنُ عبد الله أبو قَبيلة من هَمْدان صَحابيّ وقال السُّهَيْليّ : هو من بني خارِفٍ أو من يَامِ بن أصْبي وكلاهما من هَمْدان
ذو الْمِشْعارِ : حَمْزةُ بن أيْفَعَ ابن ربيبِ بن شراحِيلِ بن ناعِط النّاعِطيّ الهَمْدانيُّ كان شريفاً في قومه هاجرَ من اليمنِ زمنَ أميرِ المُؤمنين عُمرَ بن الخّطابِ رضي الله عنه إلى بلادِ الشامِ ومعه أربعةُ آلافِ عَبْدٍ فأعْتقهُم كُلَّهُم فانْتَسَبُوا بالولاءِ في هَمْدانَ القَبيلةِ المشهورة . والمُتشاعرُ : منْ يُرى من نفسهِ أنّه شاعرِ وليس بشاعرٍ وقيل : هو الذي يتَعَاطى قول الشِّعْرِ وقد تقدّم في بيان طبقَاتِ الشُّعَراءِ وأشَرْنا إليه هناك وإعادتُه هنا كالتَّكْرارِ ومما يستدرك عليه : قولك للرَّجُلِ : استَشْعِرْ خَشْيَةَ اللهِ أي اجعَلَه شِعار قلبك . واستَشْعَرَ فُلانٌ الخوفَ إذا أضمَره وهومجاز . وأشْعَرَه الهَمَّ وأشْعَرَه فلانٌ شَراً أي غشِيَه به ويقالُ : أشْعره الحُبُّ مرَضاً وهو مجاز . واسْتَشْعَرَ خوفاً . ولبس شِعارَ الهَمِّ وهو مجاز . وكَلِمةٌ شاعرةٌ أي قصيدةٌ . ويقال للرجُلِ الشديد : فلانٌ أشْعَرُ الرَّقبةِ : شُبِّهَ بالأسد وإن لم يكن ثم شَعرٌ وهو مجاز . وشَعِر التَّيْسُ وغيره منْ ذي الشَّعرِ شَعَراً : كَثُرَ شَعرُه . وتَيْسٌ شَعِرٌ وأشْعَرُ وعنْزٌ شَعْراءُ . وقد شَعِرَ يَشْعَرُ شَعَراً وذلك كُلَّما كَثُرَ شَعرُه . والشَّعْراءُ بالفتح : الخُصْبةُ الكَثيرةُ الشَّعرِ وبه فُسِّر قولُ الجَعْديّ :
فألْقى ثوْبَهُ حوْلاً كريتاً ... على شَعْراءَ تُنْقِضُ بالبهامِ وقوله : تُنقضُ باِبهام عني أُرَةً فيها إذا فشتْ خرجَ لها صوتٌ كتصويتِ النقضِ بالبهمِ إذا دعاها . والمشاعرُ : الحواسّ الخمسُ قال بلعَاءُ بنُ قيس :والرأسُ مرتفعٌ فيه مَشاعرهُ ... يهدي السبيلَ له سمعٌ وعينانِ وأشعرهُ سِناناً : خالطه به وهو مجازٌ أنشد ابنُ الأعرابيّ لأبي عازبٍ الكلابيّ :
فأشعرته تحتَ الظلامِ وبيننا ... من الخطرِ المنَضُودِ في العينِ ناقعُ يُريدُ : أشعرتُ الذئبَ بالسهمِ . واستشعرَ القومُ إذا تدعوا بالشعارِ في الحربِ وقال النابغةُ :
مُستشعرينَ قدَ الفوا في ديارهمُ ... دعاءَ سُوعٍ ودُعميٍّ وأيوبِ يقول : غزاهم هؤلاءِ فتداعوا بينهم في بيوتهم بشِعارهم . وتقول العربُ للمولوك إذا قُتلوا : أُشِعروا وكانوا يَقولونَ في الجاهلية : ديةُ المُشعرةِ ألفُ بعيرٍ يُريدون : ديةُ المُلوكِ وهو مجاز . وفي حديثِ مَكحولٍ : " لا سلبَ إلا لِمنْ أشعرَ عِلجاً أو قتله " أي طعنه حتى يَدخُلَ السِّنانُ جوفه . والإشعارُ : الإدماءُ بطعنٍ أو رميٍ أو وجءٍ بحديدةٍ وأنشد لكثير : عليها ولما يبْلُغاء كُلَّ جُهدها وقد أشعرها في ظلٍّ ومدمعِ أشعرها أي أدمياها وطعناها وقال الآخر :
يقولُ للمُهرِ والنشابُ يُشعرهُ ... لا تجزَ عنَّ فشرُّ الشيمةِ الجزعُ وفي حديثِ مَقتلِ عُثمانَ رضي الله عنه " أنّ التُّجِيبيّ دخلَ عليه فأشعرهُ مِشقصاً " أي دماه به وفي حديث الزُّبَيرِ : " أنه قاتلَ غُلاماً فأشعرهُ " وأشعرت أمرَ فُلانٍ : جعلته معلوماً مشهوراً . وأشعرت فلاناً : جعلته علماً بقبيحةٍ أشهرتها عليه ومنه حديث مَعبدٍ الجُهني لما رماهُ الحسنُ بالبدعةِ قالت له أمه : " إنكَ قد أشعرتَ ابني في الناسِ " أي جعلته علامةً فيهم وشهرته بقولك فصارَ له كالطعنةِ في البدنة لأنه كان عابه بالقدرِ . وفي حديثِ أُمِّ سلمةَ رضي الله عنها : " أنها جعلتْ شَعايرَ الذهبِ في رقبتها " قيل : هي ضربٌ من الحُلي أمثالِ الشعير تتخذُ من فِضةٍ . وفي حديث كعبِ بنِ مالكٍ " تطايرنا عنه تطايرَ الشعارير " هي بمعنى الشُّعر وقياسُ واحِدها شُعرورٌ وهي ما اجتمع على دبرةِ البعيرِ من الذِّبان فإذا هيجتْ تطايراتْ عنها . والشعرت بالفتح تُكنى عن البِنت وبه فُسرَ حديثُ سَعدٍ : " شَهدت بدراً ومالي غيرُ شَعرةٍ واحدةٍ ثم أكثر الله لي من الحاءِ بعدُ " قيل : أرادَ : مالي إلا بِنتٌ واحدة ثم أكثرَ الله من الولد بعدُ . وفي الأساس : واستشعرت البقرةُ : صوتتْ لولدها تطلباً للشعورِ بحاله . وتقول : بينهما مُعاشرةٌ ومُشاعرةٌ . ومن المجاز : سِكينٌ شَعرته ذهبٌ أو فضة انتهى
وفي التكملة : وشِعْرانُ أي بالكسر كما هو مضبوط بالقلمِ : من جبالِ تهامة
وشَعِرَ الرجلُ كفَرِحَ : صار شاعِراً . وشَعِيرٌ : أرضٌ . وفي التبصير للحافظ : أبو الشعرِ : مُوسى بنُ سُحيمٍ الضبيّ ذكره المُستغفريّ . وأبو شَعيرةَ : جدُّ أبي إسحاقَ السبيعيّ لأمه ذكره الحاكم في الكُنى . وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ عُمرَ بن أبي الشعرى بالراءِ المالة القُرطُبيّ المُقري ذكره ابنُ بَشْكوال . وأبو مُحمدٍ الفضلُ بنُ محمد الشعرانيّ بالفتح : محدث مات سنة 282
وعُمرُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ الشِّعرانيّ بالكسر : حدث عن الحُسين بن محمد بن مُصعب . وهبةُ الله بن أبي سُفيان الشعرانيّ روى عن إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ قال أبو العلاءِ الفرضيّ : وجدتهما بالكسر . وسقايةُ أبي شعرةَ : قريةٌ من ضواحي مصر وإليها نُسبَ القُطبُ أبو محمدٍ عبدُ الوهاب بن أحمد بن عليٍّ الحنفيّ نسباً الشعراويّ قُدس سِره صاحب السرّ والتآليف توفي بمصر سنة 973 . والشعيرةُ مصغراً مشدداً : موضع خارج مصر . وبابُ الشعرية : بالفتح : أحدُ أبواب القاهرة . وشُعرةٌ بالضمِّ موضع من أرض الدهناءِ لبني تميمٍ
شعراء. ج شعر. 1-م أشعر. 2-شجر كثير. 3-شجر من الحمض. 4-فروة. 5-كثرة الناس. 6-ذباب أزرق يقع على الكلاب والحمير ونحوها. 7-نوع من الخوخ. 8-من المصائب: الشديدة. 9-من الأراضي: كثيرة ...