السُّودُ بالضّمّ وهو غريبٌ . نقلهُ الصاغاني عن الفَرّاءِ والسُّودَدُ بضم السين مع فتح الدال وضمها غير مهموز والسُّؤْدُدُ بالهمز كَقُنْفُذٍ قال الأزهريُ : وهي لغة طَيّئ وكَجُنْدَب فهي أَربعُ لُغات أَغفلَ المصنِّفُ الأَخيرةَ وذكرها غير واحدٍ من أَئمة اللُّغَةن واشتهر عند العامَّةِ فَتحُ السين والسِّيَادةُ : الشرفُ يقال ساد يَسُود سُوداً وسُؤْدَداً الجوهريُّ وغيره . وفي المصباح : سادَ يَسُودُ سِيَادَةً والاسم السُّودَد وهو المَجْدُ والشَّرفُ فهو سَيِّدٌ والأُنثى سَيِّدةٌ . والسائِدُ : السَّيِّدُ أَو دونَه . قال الفرَّاءُ : يقال هذا سَيِّدُ قَومِه اليومَ فإذا أخبرتَ أنهُ عن قليلٍ يكون سيِّدَهم قلتَ : هو سائدُ قَوْمِه عن قليلِ . وسَيِّدٌ ج : سادَةٌ مثل : قائد وقادَةٍ وذائِد وذَادَة . ونظَّرَه كُراع بقَيِّم وقامَة وعَيِّل وعالَة . وقال ابن سِيدَه : وعندي أَنَّ سادَة جمعُ سائِدٍ على ما يَكثُر في هذا النَّحْو . وأَمّا قامةٌ وعالَةٌ فجمعُ قائم وعائلٍ لا جَمْعُ قَيِّمٍ وعَيِّلٍ كما زَعَمَ هو وذلك لأَنَّ فَيْعِلاً لا يُجمع على فَعَلةٍ إنما بابه الواو والوونُ وبما كُسِّرَ منه شيءٌ على غَيْرِ فَعَلَة كأَمواتٍ وأَهْوِناءَ
وفي الصّحاح نقلاً عن أهل البصرة : وقالوا إنما جَمَعَت العربُ الجَيِّد والسَّيِّد على جَيَائِدَ وسَيَائِد على غير قِياس لأَن جمْع فَيْعِل فَياعِلُ بلا هَمْز . والسَّيِّد هو : الرَّئيسُ . وقال ابن شُمَيل : السَّيِّد : الذي فاق غيْرَه بالعَقْل والمال والدَّفْعِ والنَّفْعِ المُعْطِي مالَهُ في حُقُوقِه والمُعِينُ بنَفِه . وقال عِكْرِمةُ : السَّيِّد الذِي لا يَغْلِبُه غَضَبُه . وقال قَتَادةُ : هو العابدُ الوَرِعُ الحَلِيمُ . وقال أَبو خَيْرَةَ : سيُمِّيَ سَيِّداً لأَنَّه يَسُودُ سَوَادَ الناسِ . وعن الأَصمعي : العرب تقول : السَّيِّد كُلُّ مقهورٍ مَغْمُورٍ بحِلْمِهِ وقيل السيِّد : الكريم . وفي الحديث : قالوا فما في أُمَّتِكَ مِن سَيِّد ؟ قال : بَلَى مَن آتاه اللهُ مالاً ورُزِقَ سَمَاحةً فأَدَّى شُكْرَه وقَلَّتْ شِكَايَتُهُ في النَّاسِ . وفي الحديث : كُلُّ بَنِي آدمَ سَيِّدٌ فالرجلً سَيِّدُ أَهل بيتِه والمرأَةُ سَيِّدةُ أَهْلِ بَيتِها . وفي حَديثهِ للأَنصار قال : مَنْ سَيِّدُكُمْ ؟ قالوا : الجَدُّ بنُ قَيْسٍ على أَنَّا نُبَخِّلُهُ . قال : وأَيُّ داءٍ أَدْوَى مِن البُخْلِ ؟ . وعن الفَراءِ : السَّيِّد : الملك والسَّيِّدُ : السَّخِيُّ . وسَيِّدُ العَبْدِ : مَوْلاه . وسَيِّدُ المرأَةِ : زَوْجُها وبذلك فسروا قوله تعالى : " وأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى البابِ " . وكلُّ ذلك لم يَتعرَّض له المصنِّف مع أَنَّ بعضَ ذلك واجبُ الذِّكْر . وأَسادَ الرَّجلُ وأَسْوَدَ بمعنَى : وَلَد غُلاماً سَيِّداً أو ولدَ غُلاماً أَسْوَدَ اللَّوْنِ ضِدقال شيخُنا نقْلاً عن بعض أَئِمَّة التَّحقيق : إِنّه لا تَضادَّ بينَهما إِلاَّ بِتَكَلُّفٍ بَعيدٍ . وهو أَنَّ السَّيِّدَ في الغالِب أَبيضُ والعَبْد في الغالِب أَسْوَدُ وبينَ السَّوادِ والبَيَاضِ تَضادٌّ كما بين السَّيِّدِ والعَبْدِ فتأَمَّلْ . وقد سَوِدَ الشْيءُ بالكسر وسادَ واسوَدَّ اسوِدَاداً واسوادَّ اسْوِيداداً كاحمَرَّ واحمارَّ : صار أَسْودَ ويجوز في الشِّعْر : اسْوَأَدّ تُحَرَّك الأَلِفُ لَئلاَّ يُجْمَع بين ساكنين . ويقال : اسوادَّ إِذا صارَ شَديدَ السَّوادِ وهو أَسودُ والجمع : سُودٌ وسُودانٌ . وسَوَّدَه : جعلَه أَسْوَدَ والأَمر منه اسوادِدْ وإسن شئت أَدْغمْت . والأَسْوَدُ : الحَيَّةُ العَظِيمةُ وفيها سَوادٌ والجمع أَسْوَداتٌ وأَساوِدُ وأَساوِيدُ غَلَبَ غَلَبَةَ الأَسماءِ . والأُنثآ : أَسْوَدَةٌ نادرٌ . وإنما قيل للأَسْودِ : أَسْوَدُ سالِخٌ لأَنه يَسْلُخُ جِلْدَه في كُلِّ عامٍ . وأَما الأَرقَمُ فهو الذي فيه سَوادٌ وبياضٌ . وذُو الطُّّفْيَتَيْنِ : الذي له خَطَّانِ أَسْودانِ قال شَمِرٌالأَسودُ : أَخْبَثُ الحَيَّاتِ وأَعظمُها وأَنكاها وهي من الصِّفة الغالبة حتّى استُعْمِل استعمالَ الأَسماء وجُمِعَ جَمْعَها وليس شيءٌ من الحَيَّاتِ أَجرأَ منه وربما عارضَ الرُّفْقَةَ وتَبِعَ الصَّوْتَ وهو الذي يَطلُبُ بالذَحْلِ ولا يَنجو سَلِيمُه . ويقال : هذا أَسْودُ غَيْرُ مُجْرى . والأَسودُ : العُصْفُورُ كالسَّوَادِيَّةِ والسُّودانَةِ والسُّودانِيَّة بضمّ السِّين فيهما وهو طُوَيْئرٌ كالعُصْفور قَبْضَةَ الكَفِّ يأْكل التًّمْرَ والعِنَبَ والجرادَ . والأَسود من القَومِ : أَجَلُّهُم . وفي حديث ابن عُمَر : ما رأَيتُ بعْدَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَسودَ مِن مُعَاويةَ قيل : ولا عُمَرَ ؟ ! . قال : كانَ عُمَرُ خَيْراً منه وكان هو أَسْوَدَ من عُمَرَ قيل : أَراد أَسْخى وأَعطى للمال . وقيل : أَحْلَمَ منه . ومن المجاز : ما طَعَامُهُمْ إلا الأَِسْوَدانِ وهما التَّمْرُ والماءُ قاله الأَصمعيُّ والأَحمرُ ؛ وإنما الأَسودُ التَّمْرُ دون الماءِ وهو الغالبُ على تَمْر المدينةِ فأُضِيفَ الماءُ إليه ونُعِتَا جَميعاً بِنَعت واحد إِتْبَاعاً . والعَربُ تفعل ذلك في الشَّيْئيْنِ يَصْطَحِبانِ ويُسَمَّيان معاً بالاسْمِ الأَشهرِ منهما كما قالوا : العُمْرَانِ لأَبي بَكْر وعُمَرَ والقَمَرَانِ للشَّمْس والقمر . وفي الحديث أَنّهُ أَمَرَ بقَتْلِ الأَسْوَدَيْنِ قال شمِر : أَراد بالأَسوَدينِ : الحَيَّة والعَقْرَبَ تغْلِيباً . واسْتادُوا بَنِي فُلانٍ اسْتِيَاداً إذا قَتلُوا سَيِّدَهُم كذا قال أَبو زيد أَو أَسَرُوه أَو خَطبُوا إِليهِ كذا عن ابن الأَعرابيِّ أَو تَزَوَّج سيِّدةً من عقائلِهم عنه أَيضاً واستادَ القوْمَ واستادَ فيهم : خَطَب فيهم سَيِّدَةً قال :
" تَمَنَّى ابنُ كُوزِ والسَّفَاهَةُ كاسْمِهَالِيَسْتَادَ مِنَّا أَنْ شَتَوْنَا لَياليَا أَراد : يتزوَّجُ مِنَّا سَيِّدةً لأَنْ أَصابَتْنا سَنةٌ وقيل اسْتَادَ الرَّجلُ إِذا تَزَوَّجَ في سادةٍ
ومن المجاز : يقال : كَثَّرْتُ سَوَادَ القَوْمِ بِسَوادِي أَي جَماعَتَهم بشَخْصي . السَّوادُ : الشَّخْصُ لأَنه يُرَى من بَعيد أَسْوَدَ وصرَّحَ أَبو عيبد بأَنه شَخْصُ كُلِّ شَيءٍ من مَتاع وغيرِهِ والجمع أَسْوِدَةٌ وأَساوِدُ جَمْعُ الجمْعِ وأَنشد الأَعشى :
تَنَأهَيْتُمُ عَنَّا وقد كَانَ فِيكُمُ ... أَساوِدُ صَرْعَى لم يُوسَّدْ قَتِيلُها يعني بالأَساوِدِ شُخوصَ القَتْلَى وقال ابنُ الأعرابيّ في قولهم : لا يُزايِلُ سَوادِي بَياضك قال الأَصمعيّ : معناه لا يُزايِلُ شخْصِي شَخْصَك . السَّوادُ عند العرب : الشَّخْصُ وكذلك البياضُوفي الحديث : إذا رَأَى أَحَدُكُمْ سَواداً بِلَيْل فلا يَكُنْ أَجْبَنَ السَّوَادَيْن فإِنَّه يَخافُكَ كما تَخَافُهُ أَي شَخْصاً وعن أبي مالكٍ : السَّوادُ : المالُ ولفُلانٍ سَوادٌ المالُ الكثيرُ ويقال : سوادُ الأميرِ ثَقَلُه . ومن المجَاز : السَّوادُ من البَلْدَةِ : قُرَاها وقد يقال : كُورَة كذا وكذا وسَوادُهَأ إلى ما حوالَيْ قَصَبَتِها وفُسْطَاطِهَا من قُرَاهَا ورَسَاتِيقها . وسَوادُ البصرةِ والكُوفَة : قُرَاهما . ومن المجاز : عليكُم بالسَّواد الأَعظم السَّوَأدُ : العَدَدُ الكثيرُ من المُسْلِمِين تَجمَّعَت على طاعةِ الإِمام . والسَّواد من النَّاسِ : عامَّتُهُم وهم الجُمْهُورُ الأَعظم يقال أَتانِي القْوُم أَسْوَدُهم وأَحمرُهم أَي عَربُهم وعَجَمُهم . ويقال : رأَيتُ سَوادَ القومِ أي مُعْظَمَهم . وسَوادُ العَسْكَرِ : ما يَشْتَمِل عليه من المَضَارِبِ والآلات والدّوابِّ وغيرها . ويقال : مَرَّتْ بنا أَسْوِدَاتٌ من الناسِ وأَساوِدُ أَي جماعاتٌ . ومن المجاز : اجْعَلْهم في سَوَادِ قَلْبِكَ السوادُ من القَلْبِ : حَبَّتُهُ وقيل : دَمُه كسَوْدائِهِ وأَسْوَدِهِ يقال : رَمَيْتُه فَأَصَبْتُ سَوادَ قَلْبِهِ وإذا صَغَّروه رَدُّوه إلى سُوَيْدَاءَ يقال : أَصاب في سُوَيْدائِهِ ولا يقولون سَوْداءَ قَلْبِه كما يقولون : حَلَّق الطائرُ في كَبِد السَّماءِ وفي كُبَيْدِ السماء . والسَّوَاد : اسمٌ وهو في الأَعلام كَثيرٌ كسَوادِ بن قارِب وغيره . والسَّوَادُ رُسْتَأقُ العِرَاقِ وسَوادُ كلِّ شيءٍ : كُورَةُ ما حولَ القُرَى والرَّساتِيقِ وعُرِف به أَبو القاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبي الفَتْح أَحمد ابن عثمان البَغْدَادِيّ الإِسكافيّ الأَصل . السَّوَاديّ . والسَّواد : ع قُرْبَ البَلْقَاءِ
ومن المجاز : السِّواد بالكسر : السِّرَارُ . سادَ الرجلَ سَوْداً وساوَدَه سِواداً كلاها سارَّهُ فأَدْنَآ سَوَادَه من سَوادِهِ ويضم فيكون اسماً قال ابن سيده . وعند أبي عُبَيْدٍ السُّوَاد بالكسر والضم : اسمان . وقد تقدم في مِزَاح ومُزاح وأنكر الأَصمعيُّ الضَّمَّ وأَثبته أَبُو عُبيدٍ وغيره . وقال الأحمر : هو من إِدناءِ سًَوَادِكَ من سَوادِه أَي شَخْصكَ من شَخْصِه . قال أَبو عُبَيْد : فهذا من السِّرار لأن السِّرار لا يكون إلا من إدناءِ السَّوَادِ . وقيل لابنةِ الخُسِّ : لِمَ زَنَيْتِ وأَنتِ سَيِّدَةُ قومِكِ ؟ فقالت : قُرْبُ الوِساد وطُولُ السِّوَأد . قال اللِّحياني : السِّوادُ هنا : المُسارَّةُ وقيل : المُرَاوَدةُ وقل : الجِمَاعُ بعينه . والسُّوَأد بالضّمّ : داءٌ للغَنَمِ تَسْوادُّ منه لُحومُها فتَموتُ وقد يُهمز فيقال : سُئِدَ كَعُنِيَ فهو مَسْئُودٌ . وماءٌ مَسْوَدَةٌ : يأْخُذ عليه السُّؤَادُ . وقد ساد يَسُود : شَرِبَ المَسْوَدةَ والسُّوَاد : داءٌ في الإِنسان وهو وَجَعٌ يَأْخُذ الكَبِدَ من أَكْل التَّمْرِ وربّمَا قَتَل . والسُّوَاد : صُفْرةٌ في اللوْنِ وخُضْرَة في الظُّفُرِ يُصيب القَوْمَ من الماءٍ المِلْحِ وهذا يُهْمَز أَيضاً . والسِّيد بالكسر : الأَسَدُ في لُغة هُذَيْل قال الشاعر :
" كالسِّيدِ ذي اللِّبْدةِ المُسْتأْسِدِ الضَّارِي وهنا ذَكَرَه الجَوهريُّ وغيرهُ وهو قولُ أَكثرِ أَئِمَّة الصَّرْفقال ابن سيده : وحملَه سيبويه على أن عَينَه ياءٌ فقال في تحقيرِهِ : سُيَيْد كَذُيَيْل . قال : وذلكَ أَنَّ عينَ الفِعْلِ لا يُنْكَرُ أَن تكون ياءً وقد وجدت في سِيدٍ ياءٌ فهي على ظاهِر أَمْرِهَأ إلى أَن يَرِدَ ما يَسْتَنْزِلُ عن بادئِ حالِها . وفي حديثِ مسعودِ بنِ عمرٍو : لكَأَنِّي بِجُنْدَبِ بنِ عمرٍو أَقبل كالسِّيد أَي الذِّئْب يقال : سِيدُ رَمْلٍ كما في الصحاح والجمع سُودان كالسِّيدَأنة بالكسر وامرأَة سِيدَأنةٌ : جَرِيئةٌ . ومنهم من جَعلَ السّيدانةَ أُنثَى السِّيد وهو ظاهرُ سِياقِ الصاغانيّ . ثم إن ظاهرَ عبارةِ المصنِّف أَنَّ إِطلاق السِّيد على الأَسد أَصالة وعلى الذِّئب تَبعاً والمعروف خِلافه ؛ ففي الصّحاح : السِّيد : الذِّئبُ ويقال سِيدُ رَمْلٍ والجمع سِيدَانٌ والأُنثَى : سِيدَةٌ عن الكسائيّ . وربما سُمِّيَ به الأَسد وهو الذي جَزَم به غيرُه . والسّيّد ككَيِّس وإِمَّع : المُسِنُّ من المَعْزِ الأْولَى عن الكسائيّ والثانيةُ عن أَبي عليٍّ ومنه الحديث : ثَنِيُّ الضَّأْنِ خَيْرٌ من السّيّد من المَعْزِ . قال الشاعر :
سَوَاءٌ عليهِ شَاةُ عامٍ دَنَتْ لَه ... لِيَذْبَحَهَا للضَّيْفِ أَم شَاةُ سَيِّدِ كذا رواه أَبو عليّ عنه وقيل هو الجَلِيل وإِن لم يكن مُسِنّاً . وقَيَّده بعضٌ بالتَّيْسِ وهو ذَكَر المَعْز . وعَمَّمَ بعضُهم في الإِبِل والبَقَرِ بما جاءَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم : أَن جِبريلَ قال لي : اعلَمْ يا محمدُ أَن ثَنِيَّة من الضَّأْنِ خَيْرٌ من السَّيِّد من الإِبِلِ والبَقَرِ . والسُّوَيْدَاءُ : ة بِحَوْرانَ . منها أَبو محمد عامِرُ بن دَغَش بن حِصْن ابن دَغَش الحَوْرانِيّ صاحِبُ الإِمامِ أَبي حامِدٍ الغَزَالِيِّ رضي الله عنه تفَقَّه به وسمعَ أَبا الحُسَيْنِ بن الطُّيُوريّ وعنه ابنُ عساكر توفي سنة 530 . والسُّوَيْداءُ : ع قُرْبَ المدينة على ساكنها أَفضلُ الصّلاة والسَّلام والسُّوَيْداءُ : د بين آمِدَ وحَرَّأنَ . والسُّوَيْداءُ : ة بين حِمْصَ وحماةَ
وفي الحديث : ما مِن داءٍ إِلاّ في الحَبَّة السَّوداءِ له شفاءٌ إلا السَّأمَّ أَراد به الشُّوِنيز ويقال فيه السُّوَيْدَاءُ أَيضاً . قال ابن الأَعرابيِّ : الصواب الشِّينِيز قال : كذلك تقول العربُ . وقال بعضُهم : عَنَى به الحَبَّةَ الخَضْراءً لأَنَّ العَربَ تُسمِّي الأَسودَ أَخْضَرَ والأخضرَ أَسْودَ . والتَّسَوَّد : التّزوُّج وفي حديث عُمر بن الخطاب رضي الله عنه : تَفَقَّهُوا قبلَ أَن تَسَوَّدُوا . قال شَمِرٌ : معناه تَعلَّموا الفِقْه قبلَ أن تَزَوَّجُوا فتَصِيرُوا أَربابَ بيوت فتشتغلوا بالزَّواجِ عن العِلْمِ من قولهم : استادَ الرَّجلُ إذا تَزوَّجَ في سادة وأُمَّ سُوَيْدٍ : من كُنَى الاسْت
والسَّوْدُ بالفتح : سَْحٌ من الجَبَلِ مُسْتَدِقٌّ في الأَرض مُسْتَوٍ كثيرُ الحِجَأرةِ السُّودِ خَشِنُهَا والغالِبُ عليها لَوْنُ السَّوادِ وقَلَّمَأ يكون إلاَّ عِنْدَ جَبَل فيه مَعْدِنٌ . قاله اللَّيْث . والجَمْع : أَسوادٌ . والقِطْعَةً منه بهاءِ ؟ ٍ ومنه سُمِّيَت المَرْأَةُ سَوْدَةَ منهن : سَوْدَةُ بنت عَكِّ بن الدِّيث بن عَدْنَان : أُمّ مُضَرَ بن نِزَار وسَوْدَةُ بنْت زَمْعَةَ زوجُ النبي صلى الله عليه وسلم . والسَّوْد في شِعْر خِداشِ بنِ زُهَيرٍ العامري :
لهم حَبقٌ والسَّوْدُ بَيْنِي وبَيْنَهُمْ ... يَدِي لَكُمُ والزّائراتِ المُحَصَّبَا هكذا أَنشده الجوهريُّ وفي بعض نُسَخ الصّحاح : يَدَيَّ لكُمْ . قال الصاغاني : وكلٌّ تَصْحيفٌ . والرِّواية :
" بِذِي بُكُمٍ والعَادِيَاتِ المُحَصّبَا وبُكُمٌ بضمتين هو جبالُ قَيْسٍ وفي حديث أبي مِجْلَز : خَرَجَ إلى الجُمُعَةِ وفي الطّرِيقِ عَذِراتٌ يابسةٌ فجعل يَتَخَطَّاهَا ويقول : ما هذه الأَسْوَداتُ هي جَمْع سَوْدَات . وسَوْداتٌ جَمْع سَوْدةٍ وهي القِطْعَةُ من الأَرض فيها حِجَارةٌ سُودٌ خَشِنَةٌ شَبَّهَ العَذِرَةَ اليابِسََةَ بالحِجَارةِ السُّودِ . والتَّسْوِيدُ : الجُرْأَةُ . والتَّسْوِيدُ : قَتْلُ السّادةِ قال الشاعرِ :
فإِنْ أَنتُمُ لم تَثْأَرُوا وتُسَوِّدوا ... فكُونُوا بَغَايَا في الأَكُفِّ عِيَابُهايعني عَيْبةَ الثِّيابِ . وقال الأَزهريُّ : تُسَوِّدُوا : تَقْتُلوا . والتَّسْوِيدُ دَقُّ المِسْحِ البالِي من الشَّعرِ ليُدَاوَى به أَدْبَارُ الإبلِ جمعُ دَبَرٍ محَركة قاله أَبو عُبَيْدٍ وقد سَوَّد الإِبلَ تَسْوِيداً إذا فَعلَ به ذلك
ومن المجاز : رَمَى فلانٌ بِسَهْمِه الأَسودِ وسَهْمِهِ المُدَمَّى : السَّهْم الأَسودُ هو المُبَارَكُ الذي يُتَيَمَّنُ به أَي يُتَبَرَّك لكَوْنه رُمِي بِهِ فأَصابَ الرَّمِيَّةَ كأَنه اسوَدَّ من الدَّم أَو من كَثْرِ ما أَصابَهُ اليَدُ هكذا في سائر النُّسخ . والصواب : أَصَابَتْه اليدُ ونصُّ التكملة : ما أَصابه من دَمِ الصَّيْدِ . قال الشاعر :
قالتْ خُلَيْدَُ لَمَّا جِئْتُ زائِرَها ... هلاَّ رَمَيْتَ ببعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ وأَسْوَدُ العَيْنِ وأَسْوَدُ النَّسَا وأَسْوَدُ العُشَارَيَاتِ كذا في النُّسخ . والصواب العُشَارَات وأَسْوَدُ الدَّمِ وأَسْوَدُ الحِمَى : جِبَالٌ . قال الهَجَرِيُّ : أَسْوَدُ العَيْنِ في الجَنُوب من شُعَبَى . وقال النَّابغةُ الجَعْدِيُّ في أَسوَدِ الدَّم
تَبَصَّر خَليلِي هَل تَرَى من ظَعَائِن ... خَرَجْنَ بنِصْفِ اللَّيْلِ من أَسْوَدِ الدَّمِ وقال الصاغاني : أَسْوَدُ العُشَارَات في بلاد بكرِ بن وائِلٍ وأَسْوَدُ النَّسا جَبَلٌ لأَبي بكر بن كِلاب . وأَنشد شاهداً لأَسودِ العين :
ا زالَ عنكُم أَسودُ العَيْنِ كُنْتُمُ ... كِراماً وأَنتمُ ما أَقَامَ لئامُ أي لا تكونون كِراماً أَبداً
وأَسْوَدَةُ : موضِعٌ للضِّبَابِ وهو اسمُ جَبَلٍ لهم . وسُودٌ بالضَّمّ اسم . وبنو سُودٍ بُطونٌ من العَرب . وسِيدَانُ بالكسر : اسْمُ أَكَمَة قال ابن الدُّمَيْنة :
كأَنَّ قَرَا السِّيدانِ في الآلِ غُدْوَةً ... قَرَا حَبَشِيٍّ في رِكَابَيْن واقِفِ وسِيدانُ بنُ مُضارِبٍ : مُحدَثٌ . وعن ابن الأَعرابيّ : المُسَوَّد كمُعَظَّم : أَن تأْخُذَ المُصْرَانَ فتُفْصَدَ فيها النّاقةُ ويُشَدَّ رأْسُها وتُشْوَى وتُؤْكَلَ هذا نص عبارة ابن الأَعرابيّ وقد تَبِعه المصنّف فلا يُعَوَّل بما أَوردَهُ عليه شيخُنا من جعْلِ المُصْرانِ هو نَفْس المسوَّد
وساوَدَهُ : كابَدَهُ كذا في النُّسخ . وفي التكملة : كايَدَه بالتحتية أَو راوَده وقد تقدَّم . وسَاوَدَ الأَسَدَ : وسَاوَدَ الأَسَدَ : طَرَدَهُ . وسَاوَدَت الإِبلُ النَّبَاتَ : عالجَتْهُ بأَفْوَاهِهَا ولم تَتَمكن منه لقِصرِه وقلتهِ . وساوَدَه : غالَبه في السُّودَدِ . أَو في السَّواد . في الأَساس : ساوَدْتُه فَسُدْتُه : غَلَبْتُه في السُّودَدِ . وفي اللسان : وسَاوَدْتُ فلاناً فسُدْتُه أَي غَلَبْتُه بالسَّوادِ من سَوادِ اللون والسُّودَدِ جَمِيعاً . والسَّوَادِيَّةُ : ة بالكوفة نُسِبتْ إلى سَوَادَةَ بن زَيْدِ بن عَديٍّ . والسَّوْداءُ : كُورةٌ بحِمصَ نقله الصاغانيُّ . والسَّوْدَتانِ : ع نقله الصاغانيُّ . وأُسَيِّدٌ مصغَّراً عن الأَسْودِ وإِن شِئْت قُلْتَه : أُسَيْود : عَلَمٌ . قال : هو تَصْغِير تَرْخِيمٍ ونَبَّهَ عليه الجوهريُّ وغيرُه قالوا : هو أُسَيِّد بن عَمْرِو بن تميم نقله الرشاطيّ . وذكر منهم من الصحابة حَنْظَلة بن الرَّبيع بن صَيْفِيٍّ الأُسَيِّديّ وهو ابن أَخِي أَكْثَمَ بنِ صَيْفِيّ . وزَعَمَتْ تَمِيمٌ أَن الجِنَّ رَثَتْه وأَمَّا النِّسْبَة إلى جَدٍّ فأَبُو بَكْرٍ محمد بن أَحمد بن أُسَيد ابن محمد بن الحَسَن بن أُسَيد بن عاصم المَدِينيّ توفي سنة 468 : يُشَدِّدها المحدِّثون . والنُّحْاة يُسكِّنونها . وأُسَيِّدَة ابنةُ عمرِو بن ربَابةَ نقلَه الصاغانيُّ . ويقال : ماءٌ مَسْوَدَةٌ كمَفْعَلة . يُصاب عليه السُّوادُ بالضمّ أَي مِن شرْبِه وساد يَسودُ : شَرِبَها أَي المَسْوَدةَ وقد تقدَّم . وعُثمان بن أبي سَوْدَةَ بالفتح : محدِّثٌ نقله الصاغانيُّ
ومما يتسدرك عليه سَوِدَ الرَّجل كما تقول : عَوِرَتْ عَيْنه وسَوِدْت أَنا قال نُصَيب :
سَوِدْتُ فلَمْ أَملِكْ سَوَادِي وتَحْتَه ... قمِيصٌ من القُوهِيِّ بِيضٌ بَنَائقُهْوسَوًَّدْت الشَّيءَ إذا غَيَّرت بياضَه سَوَاداً . وسَأوَدَه سِوَاداً : لَقِيَهُ في سَوادِ اللَّيْل . ويقال : كَلَّمْته فما رَدَّ عليَّ سَوْداءَ ولا بيضاءَ أَي كلمة قبيحةً ولا حَسَنةً أَي ما رَدَّ عليَّ شيئاً . وهو مَجاز . والسَّوَادُ : جَماعَةُ النَّخْلِ والشَّجَرِ لخُضْرته واسْوِدادِه وقيل : إنما ذلك لأَن الخُضْرَةَ تقارِبُ السًّوادَ . والسَّوَأدُ والأَسْوِدَأتُ والأَسَاوِدُ : الضُّرُوبُ المُتَفرِّقُونَ . والأَسْوَدَأنِ : الماء واللَّبَنُ وجعلهما بعض الرُّجّاز : الماء والفثَّ وهو ضَرْبٌ من البَقْلِ يُخْتَبَزُ فيُؤكَل قال :
" الأَسْوَدان أَبَردَا عِظَامِي الماءُ والفَثُّ دَوَا أَسْقَامِي والأَسودَانِ : الحَرَّةُ واللَّيلُ لاسْوِدَادِهما . والوَطْأَةُ السَّوْدَاءُ : الدَّارسةُ . والحَمْراءُ : الجَدِيدةُ . وما ذُقْتُ عندَه من سُوَيْدٍ قَطْرَةً وما سَقَاهم من سُوَيْدٍ قَطْرةً وهو الماءُ نفسه لا ييستعمل كذا إلا في النَّفْيِ . ويقال للأَعداءِ : سُودُ الأَكباد وهو أَسْوَدُ الكَبِدِ : عَدُوٌّ قال :
فما أُجْشِمْتِ من إِتيانِ قَوْمٍ ... هُمُ الأَعداءُ فالأَكبادُ سُودُ وفي الحديث : فأَمَرَ بسَوَادِ البَطْنِ فَشُوِيَ لهُ أَي الكَبِد . والمَسُود : الذي سادَه غيرُه والمُسَوَّد : السَّيِّدُ . وفي حديث قَيْس " اتَّقُوا الله وسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ . وسيِّدُ كلِّ شيء : أَشرَفُه وأَرفعهُ . وعن الأصمعي : يقال جاءَ فلانٌ بِغَنَمِهِ سُودَ البُطُونِ وجاءَ بها حُمْرَ الكُلَى معناهما : مَهازِيل . والحِمارُ الوَحْشيُّ سَيِّدُ عانَتِه . والعَرب تقولك إذا كَثُرَ البَياضُ قَلَّ السَّوادُ . يَعْنُونَ بالبياضِ اللَّبَن وبالسَّوَاد التَّمْر . وفي المَثَل : قالَ لِي الشَّرُّ أَقِمْ سَوَادَكَ أَي اصْبِرْ . والمِسَاد ككِتَاب : نِحْيُ السَّمْن أَو العَسَلِ . والأَسْوَدُ علَمٌ في رأْسِ جَبل قال الأُعشَى :
كَلاَّ يَمِينُ الله حتى تُنْزِلُو ... من رأْسِ شاهِقةٍ إِلينا الأَسْودَا وأَسْوَدَةُ : اسم جَبَلٍ آخَرَ . وهو الذي ذَكَرَ فيه المصنِّفُ أَنه مَوضِعٌ للضِّباب . وأَسْوَدُ والسَّوْدُ : موضعانِ . والسُّوَيداءُ : طائر والسُّوَيْدَاءُ أيضاً : حبةُ السَّوْداءِ . وأَسْوَدَانُ : أبو قبيلةِ وهو نَبْهانُ . وسُوَيْدٌ وَسَوَادَةُ : اسمانِ . والأَسْوَد : رَجُلٌ . وبنو السِّيدِ : بطنٌ من ضبةَ واسمه مازنُ بن مالِكِ بن بَكرِ بن سعدِ بن ضَبَّةَ منهم الفَضْلُ بن محمد بن يَعْلَى وهو ضعيفُ الحديثِ
وسِيدَأنُ : اسم رَجلٍ . وقال السُّهَيْليُّ في الرَّوض : السُّودانُ : هذا الجِيلُ من الناس هم أَنْتَنُ الناسِ آباطاً وعَرَقاً وأَشدُّهم في ذلك الخِصْيانُ . ومَسْيِد : لُغَة في : مَسْجِد ذكره الزَّرْكَشِيُّ قال شيخنَأ : الظَّأهِرُ أَنه مُوَلَّد . وبلغة المغرب المَسْيِد : المكْتَب وسادَتْ ناقَتِي المَطَايا : خَلَّفَتْهُنّ وهو مَجاز . والسَّوَأدَة : مَوضِعٌ قريبٌ من البَهْنَسا وقد رَأَيته . ومُنْية مُسوَّد : قَريةٌ بالمُنوفيّة وقد دخلتها . وفي قُضاعة : سُوَيْدُ بن الحارث بن حِصْن بن كَعب بن عُلَيْم منهم الأَحمرُ بن شُجاعِ بن دِحْيةَ بن قَعْطل بن سُوَيدٍ من الشُّعَراءِ . ذَكَره الآمدي في المؤتلف والمختلف . وسُوَيْد بن عبد العزيز الحدثانيّ : مُحدِّثٌ رحَلَ إليه أَبو جعفرٍ محمدُ بن النّوشجان البغداديُّ فنسب إليه . والسُّودان بالضم : قرية بأَصبهانَ ومُنية السُّودان بالمنوفيّة . ومحمد بن الطالب بن سَوْدَة بالفتح : شيخُنا المحدِّث الفقيه المغربيّ وَرَدَ علينا حاجاً وسمِعْنا منه . والسِّيدانُ بالكسر : ماءٌ لبني تَمِيم . وعبد الله بن سِيدان المُطْرَوْرٍيّ : صحابيّ رَوَى عن أَبي بكٍ . قاله ابن شاهين . وككَتَّانٍ : عَمْرُو بن سَوَّادٍ صاحب ابن وَهْبٍ وآخَرون . وكغُرَابٍ سُوَادُ بن مُرَىِّ بن إِراشة من وَلدِه جابرُ بن النُّعمان وكَعْب بن عُجْرَة الصّحابيّان وعِدادُهما من الأَنصار . والأَسودَأنِ : الحيَّة والعَقْربُ . وأما قول طرفة :
أَلا إِنّنِي سُقِّيت أَسْوَدَ حالِكاً ... أَلاَ بَجَلي من الشَّرابِ أَلا بَجَلْقال أبو زيد : أَراد الماء وقيل : أَارد سُقِّيت سُمَّ أَسْوَدَ . والسَّيِّدُ : الزَّوج وبه فُسِّرَ قوله تعالى : " وأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى البَابِ " وكَلْبٌ مُسْودِةٌ كمُحْسِنة : غَنَمُها سُودٌ . وذو سِيدَانَ من حِمْيَر . وسُوَادة كثُمَامة : فَرَسٌ لبني جَعْدةَ وهي أَمُّ سَبَلٍ
فَسَدَ يَفْسُد وَيفسِدُ . وفَسُدَ كنَصَر وعَقَدَ وكَرُمَ الأُولَى هي المشهورةُ المعروفةُ وعليها اقتَصَرَ جماعةٌ كصاحِب المِصْباح وابنِ القُوطِيَّة ونقَل المصنِّف في البصائر . عن ابن دُرَيد : فسَدَ يَفْسِد مثل عَقَدَ يَعْقِد لغة ضعيفة قال شيخُنا : وأَغرَبَ من وَزْن الثانيةِ بعَقَد فإنه ليس من أَوزانه المشهورة ولو وَزَنَه بِضَرب كان أَقربَ فَساداً مصدر البابِ الثالثِ وفُسُوداً بالضم مصدر الباب الأَول : ضِدُّ صَلَحَ قال شيخُنا : وقد اخْتَلَفت عباراتُهم في معناه فقيل : فَسَد الشيءُ : بَطَلَ واضْمَحَلّ ويكون بمعنَى تَغَيَّرَ ومن الأَول عند الأَكثَر " لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا " . فهو فاسِدٌ وفَسِيدٌ فيهمامِن قَوْمٍ فَسْدَى كسَكْرَى كما قالوا : ساقِطٌ وسَقْطَى قال سيبويه : جَمَعُوه جمْعَ هَلْكَى لتقارُبِهمَأ في المَعنَى ولم يُسْمَع عنهم انْفَسَدَ في مُطاوِع فَسَدَ وإلا فالقِيَاسُ لا يأْباه . والفَسَادُ : أَخْذُ المالِ ظُلْماً بغير حَقٍّ هكذا فَسَّر مُسْلِمٌ البطينُ قوله تعالى : " للَّذِينَ لا يُرِدُونَ عُلُوّاً في الأَرضِ ولا فَساداً " . ويقال : أَفْسَدَ المالَ يُفْسِدُه إِفْسَاداً وفَسَاداً . " واللهُ لا يُحِبُّ الفَسادَ " . وقوله عز وجل : " ظَهَرَ الفَسَادُ في البَرِّ والبَحْرِ " الفسادُ هنا : الجَدْبُ في البرِّ والقَحْطُ في البَحْرِ أَي في المُدُنِ التي على الأَنَهارِ وهذا قولُ الزَّجّاج . والمَفْسَدةُ ضِدُّ المَصْلَحَةِ وقالوا : هذا الأَمْرُ مَفْسَدةٌ لِكَذا أَي فيه فَسادٌ قال الشاعر :
" إِنَّ الشَّبَابَ والفَرَاغَ والجِدَهْ
" مَفْسَدةٌ للعَقْلِ أَيُّ مَفْسَدهْ وفي الخبر أن عبد الملك بن مروان أَشْرَف على أَصحابه وهم يَذكُرون سِيرَةَ عُمرَ فغاظَهُ ذلك فقال : إيهاً عن ذِكْرِ عُمَرَ فإنه إِزراءٌ على الوُلاةِ مَفْسَدةٌ للرَّعِيَّة . وعدَّى إِيهاً بِعَنْ لأَنْ فيه معنى : انتهوا . وفَسَّدَه تَفْسِيداً أَفْسَدَهُ وأَبارَهُ قال أبو جُنْدَبٍ الهُذَليُّ :
وقلتُ لَهُمْ قدْ أَدْرَكَتْكُمْ كَتِيبَةٌ ... مُفْسِّدَةُ الأَدبارِ ما لمْ تُخْفَّرِ أَي اشَدَّت على قَومٍ قَطَعَتْ أَدْبَارَهم ما لم تُخَفَّرِ الأَدْبَارُ أَي ما لم تُمْنَع . وتفاسَدُوا : قَطَعُوا الأَرْحَامَ وتَدَابَرُوا قال :
" يَمْدُدْنَ بالثُّدِيِّ في المَجَاسِدِ
" الى الرِّجَالِ خَشْيَةَ التَّفَاسُدِ يقول : يُخْرِجْنَ ثُدِيَّهُنَّ يَقُلْن : نَنْشُدُكُم الله إِلاَّ حَمَيْتُمُونَا يُحَرِّضْنَ بذلك الرِّجالَ . واسْتفْسَدَ فلانٌ إلى فلانٍ : ضِدُّ استصْلَحَ واستَفْسَدَ السُّلطَانُ قائِدَه إذا أَساءَ إليه حَتَّى استَعْصى عليه . وفي الحديث : كَرِه عَشْرَ خِلالٍ منها إِفسادُ الصَّبِيِّ غَيْرَ مُحَرِّمِهِ هو أن يَطأَ المَرْأَةَ المُرْضِعَ فإذا حَمَلَتْ فَسَد لَبَنُهَا وكان في ذلك فَسادُ الصَّبِيِّ وتسمى الغِيلَة وقوله : غير مُحَرِّمِهِ أَي أنه كَرِهَهُ ولم يَبْلُغْ به حَدَّ التَّحْرِيم . وبَقِيَ من الأُمورِ المشهورةِ : حَرْبُ الفَسَادِ وهي حَرْبٌ كانت بين بني شك وغَوْث من طيئٍ سُمِّيَت بذلك لأَن هؤلاءِ خَصَفُوا نِعَألَهُم بآذان هؤلاءِ وهؤلاءِ شَرِبُوا الشَّرَابَ بأَقْحافِ هؤلاءِ . ومن سَجَعَات الأَساس : من كَثُرتْ مَفَاسِدُه ظَهَرَتْ مَسَافِدُه . وفلانٌ يُفَاسِدُ رَهْطَهُ