النَّوْفُ : السَّنامُ العالِي ج : أَنْوافٌ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وخَصّه غيرُه بسَنامِ البَعِير وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ نَوْفاً قالَ الرّاجزُ :
" جارِيةٌ ذاتُ هَنٍ كالنَّوْفِ
" مُلَمِلَمٍ تَسْتُرُه بحَوْفِ
" يالَيْتَنِي أَشِيمُ فيها عَوْفِى قالَ : والنَّوْفُ : بُظارَةُ المَرْأَةِ وكُلُّ ذلِكَ في مَعْنَى الزَّيادَةِ والارْتِفاعِ . قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : ورُبَّما سُمِّيَ ما تَقْطَعُه الخَافِضَةُ مِنْهُنَّ نَوْفاً زَعَمُوا . وفي الصِّحاحِ : النَّوْفُ : فَرْجُ المَرأَةِ . وقالَ ابنُ بَرِّي : النَّوْفُ : البَظْرُ وقيلَ : الفَرْجُ أَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لهَماّمِ ابنِ قَبِيصَةَ الفَزارِيَّ حينَ قَتَلهُ وازِعُ بن ذُؤَاَلَةَ :
" تَعِسْتَ ابنَ ذاتِ النَّوْفِ أَجْهِزْ على امْرِيءٍيَرَى المَوْت خَيْراً من فِرارٍ وأَكْرَمَا ولا تَتْكُركَنِّي كالخُشاشَةِ إننَّيِ صَبُورٌ إذا ما النِّكْسُ مِثْلُكَ أَحْجَمَا وقالَ الأَزْهَرِيُّ : قَرأْتُ في كتابٍ نُسِبَ إلى المُؤَرِّجِ غير مَسْمُوعٍ لا أَدْرِي ما صِحتَّهُ : النَّوْفُ : الصّوْتُ أو صَوْتُ الضَّبُعِ يُقالُ : نافَت الضَّبُعَةُ تَنُوفُ نَوْفاً . قالَ : والنَّوْفُ : المَصُّ مِنَ الثَّدْيِ . وقالَ غيُره : النَّوْفُ : أنْ يَطُولَ البَعِيرُ ويَرْتَفِعَ وقد نافَ يَنُوفُ نَوْفاً وكذلِك كُلُّ شَيْءٍ . قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وبَنُو نَوْف : بَطْنٌ من العَرَبِ أَحْسَبُه من هَمْدانَ ونَوْفُ بنُ فَضَالَةَ أَبو يَزِيدَ البِكالِيُّ ويُقال : أَبو عَمْرٍو ويُقالُ : أَبُو رشيد التّابِعِيُّ إمامُ دِمَشْقَ أُمُّه كانَتْ امْرَأَةَ كَعْبِ الأَحْبارِ يَرْوِي القَصَصَ وهُوَ الذي قالَ فيه عبدُ اللهِ ابنُ عَبّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُما : كَذَبَ عَدُوُّ اللهِ رَوَى عَنْه أَبو عِمْرانَ الجَوْنِيُّ والنّاسُ وأَورَدَه ابنُ حِباّن في الثِّقاتِ . ويَنُوفَى بالتَّحْتِيَّةِ أو تَنُوفَى بالفَوْقِيّةِ مَقْصُورتانِ أَو تَنُوفُ كتَقُولُ وفي الصِّحاحِ : يَنُوفُ بالتَّحْتِيّة فهي ثَلاَثُ رِواياتٍ : ع وفي العبُابِ : هَضْبَةٌ وفي اللِّسانِ : عَقَبَةٌ بجَبَلَيْ طَيِّئٍ وهمُا أَجَأَ وسَلْمَى ووَقَعَ في الصِّحاحِ في جَبَلِ بالإفْرادِ والصَّوابُ ما للمُصَنِّفِ سُمِّيَتْ بذِلكَ لارْتِفاعِها وبالوُجُوهِ الثَّلاثَةِ يُرْوَي قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ :
كأَنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بلَبُونِه ... عُقابُ تَنُوفَى لا عُقابُ القَواعِلِ والقَواعِلُ : موضِعٌ في جَبَلْي طَيَّئٍ ودِثارٌ : اسمُ راعيِ امْرِئِ القَيْسِ وأَنشَدَه ثَعْلَبٌ : عُقابُ يَنُوفٍ كما وَقَع في نُسَخِ الصِّحاحِ ورواهُ ابنُ جِنِّي : تَنُوفٍ مصَرْوُفاً على فَعُولٍ قالَ في التّكْمِلَةِ : فَعَلى هذا التّاءُ أَصْلِيَّة مثلُها في تَنُوفَة ومَوْضِعُ ذِكْرها فصلُ التّاءِ وتَنُوفَى من الأَوْزانِ التي أَهْمَلَها سِيبَوَيْه وقالَ السِّيرافِيُّ : تَنُوفَى : تَفُعْلَى فعَلَى هذا يَسوغُ إيرادُ تَنُوف في هذا التَّرْكِيبِ ووَزْنُه تَفُعْل ولا يُصْرَف انتهى . قلت : وتَنُوفَى روايةُ ابنِ فارسٍ وقد تَقَدّم في ت - ن - ف وَزْنُه بجَلُولاَ ومضَى الكلامُ عليه هُناكَ ويَنُوفَى رِوايةُ أَبي عُبَيْدَةَ فراجِعْه في ت - ن - ف . ومَنافٌ : صَنَمٌ وبه سُمِّيَ عَبْد مَنافٍ وكانَتْ أُمُّه قد أَخْدَمَتْهُ هذاَ الصَّنَمَ قالَ أَبو المُنْذِرِ : ولا أَدْرِي أَيْنَ كانَ ولِمَنْ كانَ فيه يَقُولُ بَلْعاءُ بنُ قَيْسٍ :
وقِرْنٍ قَدْ تَرَُكْتُ الطَّيْرَ مِنْه ... كمُعَتْبِر العَوارِكِ مِنْ مَنافِ وهو أَبُو هاشِمٍ وعَبْدِ شَمْسٍ وعليهما اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ زاد الصاغانِيُّ : والمُطَّلِبِ وتُماضِرَ وقِلابَةَ وفاتَه : نَوْفَلُ بنُ عبدِ مَنافٍ ؛ لأَنَّها بُطونٌ أَرْبَعَةٌ واسمُ عبِد منافٍ المُغِيَرُة ويُدْعَي القاسِم ويُلَقَّبُ قَمَرَ البَطْحاءِ ويُكْنَى بأَبِي عَبْدِ شَمْسٍ وأُمُّه حُبَّي بنتُ حُلَيْل الخُزَاعَّيُة وهو رابِعُ جَدٍّ لسَيِّدِنا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلّم وفيه قال الشّاعِرُ :
كانَتْ قُرَيْشٌ بَيْضَةً فتَفَقَّأَتْ ... بالمُحِّ خالِصَةً لعَبْدِ مَنافِوقالَ ابنُ تَيْمِيَةَ في السِّياسَةِ الشَّرْعِيَةِ : أَشْرَفُ بيتٍ كان في قُرَيْش بَنُو مَخْزُومٍ وبَنُوُ عَبْدِ منافٍ . والنِّسْبَةُ إليه مَنافِىٌّ قال سِيبَوَيْهِ : وهُوَ مما وَقَعَتْ فيه الإضافَةُ إلى الثاني دُونَ الأَوّلِ ؛ لأَنَّه لو أُضِيفَ إلى الأَوّلِ لالْتَبَسَ قال الجوهريُّ : وكانَ القيِاسُ عَبْدِيُّ فعَدَلُوا عن القياسِ لإزالَةِ اللَّبْسِ بينَه وبَيْنَ المَنْسُوبِ إلى عَبْدِ القَيْسِ ونحوِه . ومَنُوفُ : ة بمِصْرَ زادَ الصاغانِيُّ القَدِيمَةِ . قلتُ : وهي من جَزِيرَةِ بني نَصْرٍ وعَمَل أَبْيار ويُقال لكُورَتِها الآنَ : المَنُوفيَّة لها ذِكْرٌ في فتُوُحِ مِصْر وقولُ الصّاغانِيّ القَدِيمَة يُوِهُم أَنّها هي مَنْفُ التي كانَتْ بقُرْبِ الفُسْطاطِ وخَرِبَتْ وليسَتْ هِيَ كما بَيَّناهُ في فصل الميم مع الفاء وعِباَرُة المُصَنِّفِ سالِمَة عن الوَهَمِ إلاَّ أنّها غيُر وافِيَةٍ بالمَقْصُودِ . وجَمَلٌ نِيافٌ وناقَةٌ نيِافٌ ككِتابٍ : أَي طَوِيلٌ وطَوِيلَةٌ في ارْتِفاعٍ كما في الصِّحاحِ وقالَ ابنُ بَرِّي : طَوِيلاَ السَّنامِ وأَنشَدَ لزِيادٍ المِلْقَطِيِّ :
" والرَّحْلُ فَوْقَ ذاتِ نَوْفٍ خامِسِ والأَصْلُ نِوافٌ قُلِبَت الواوُ ياءً تَخْفِيفاً لا وُجُوباً أَلاَ تَرَى إلى صِحَّةِ خوِان وصِوان وصِوار على أَنه قد حُكِىَ صِيانٌ وصِيارٌ وذلِكَ عن تَخْفيِفٍ لا عن صَنْعَةٍ قالَهُ ابنُ جِنِّى وأَنشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرّاجِزِ قلت : هو السَّرَنْدَي التّيْمِيُّ :
" أَفْرِغْ لأَمْثالٍ مَعاً إِلافِ
" يَتْبَعْنَ وَخْىَ عَيْهَلٍ نيِافِ وكَذلِكَ جَبَلٌ نيِافٌ وأَنشَدَ الجَوْهرِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ :
نِيافاً تَزِلُّ الطَّيْرُ عَنْ قُذُفاتِه ... يَظَلُّ الضَّبابُِ فوقَه قَدْ تَعَصَّرَا قال ابنُ جِنِّي : وقد يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نِيافاً مصدَراً جارِياً على فِعْلٍ مُقَدَّرٍ فيَجْرِي حِينَئذٍ مَجْرَى صِيامٍ وقِيامٍ ووَصَفَ به كما يُوصَفُ بالمصادِر . وبعضُهم يَقُولُ : جَمَلٌ نَيّافٌ كشَدّادٍ على فَيْعالٍ : إذا ارُتَفَع في سَيْرِه والأَصْلُ نَيْوافٌ وأنشَدَ :
" يَتْبَعْنَ نَيّافَ الضُّحَى عُزَاهِلاَ قال الأَزْهَرِيُّ : رَواهُ غيُره يَتْبَعْنَ زَيّافَ الضُّحَى قال : وهو الصّحيِحُ وقال أَبو عَمْرٍو : والعُزاهِلُ : التّامُّ الخَلْقِ . والنَّيِّفُ ككَيِّسٍ وقد يُخَفَّفُ كمَيِّتٍ ومَيْتٍ قاله الأَصْمَعِيُّ وقِيلَ : هو لَحْنٌ عندَ الفُصَحاءِ ونَسَبَهُ بعضٌ إلىَ العامَّةِ ونسَبَها الأَزْهرِيُّ إلى الرَّدَاَءِة : الزَّيادَةُ وأَصْلُه نَيْوِفٌ عَلَى فَيْعِلٍ يُقالُ : عَشَرَةٌ ونَيِّفٌ ومِائَةٌ ونَيِّفٌ وكُلُّ مازادَ علَىَ العَقْدِ فنَيِّفٌ إلى أَنْ يَبْلُغَ العَقْدَ الثّانِيَ وقالَ اللِّحْيانِيُّ : يُقال : عِشْرُوَن ونَيِّفٌ ومائَةٌ ونَيِّفٌ وأَلْفٌ ونَيِّفٌ ولا يُقال : نَيِّفٌ إلاّ بعدَ عَقْدٍ قال : وإنِّما قالَ : نَيِّفٌ ؛ لأَنَّه زائِدٌ على العَدَدِ الذي حَواهُ ذلِكَ العَقْدُ . والنَّيِّفُ : الفَضْلُ عن اللِّحْيانِيِّ وحَكَى الأَصْمَعِيُّ : ضَع النَّيِّفَ في مَوْضِعِه أَي : الفَضْلَ كذَا فِي المُحْكَمِ . والنَّيِّفُ : الإِحْسانُ وهو مَأْخُوذٌ من مَعْنَى الزَّيادَةِ والفَضْلِ . وقال أَبو العَبّاسِ : الذي حَصَّلْناه ن أَقاوِيلِ حُذّاقِ البَصْرِيِّينَ والكُوفِيِّينَ أَنَّ النَّيِّفَ : من واحِدَةٍ إلى ثَلاثٍ والبِضْعَ : من أَرْبَعٍ إلى تَسْعٍ . ونافَ الشّيْءُ يَنُوفُ نَوْفاً : ارْتَفَع وأَشْرَفَ . ونافَ يَنُوفُ : إذا طالَ وارْتَفَعَ . وأَنافَ علَىَ الشَّيْءِ : أَشْرَفَ وارْتَفَع ويُقالُ لكُلِّ مُشْرِفٍ على غَيْرِه : إنَّه لمُنِيفٌ وقد أَنافَ إنافَةً قالَ طَرَفَةُ يَصِفُ إبِلاً :
وأَنافَتْ بِهَوادٍ تُلعٍ ... كجُذُوعٍ شُذِّبَتْ عَنْها القُشُرْ والمُنِيفُ : جَبَلٌ يَصُبُّ في مَسِيلِ مكَّةَ حَرَسَها اللهُ تَعالَى قال صَخْرُ الغَيِّ يَصِفُ سَحاباً :
فَلّما رَأَى العَمْقَ قُدَّامَهُ ... ولَمَّا رَأَى عَمَراً والمُنِيفَاوالمُنِيفُ أَيْضاً : حِصْنٌ في جَبَلِ صَبِرٍ من أَعْمالِ تَعِزَّ باليَمَنِ . والمُنِيفُ أَيْضاً : حِصْنٌ من أَعْمالِ لَحْجٍ قُرْبَ عَدَنِ أَبْيَنَ . والمُنِيَفُة بهاءٍ : ماءَةٌ لتَمِيم عَلَى فَلْجٍ بَيْنَ نَجْدٍ واليَمامَةِ قالَ :
أقُولُ لصاحِبِي والعِيُس تَهْوِي ... بِنا بَيْنَ المُنِيَفِة فالِّضمارِ
تَمَتَّعْ من شَمِيمِ عَرارِ نَجْدٍ ... فَما بَعْدَ العَشِيَّةِ من عَرارِ وأَنافَ عليه : زادَ كنَيَّفَ يُقالُ : أَنافَت الدَّراهِمُ على المائَةِ أَي زادَتْ ونَيَّفَ فلانٌ على السِّتِّيَن ونَحْوِها : إذا زاَد علَيْها . وأَفْرَدَ الجَوْهَرِيُّ له تَرْكِيبَ ن - ي - ف وَهَماً وقد تَبِعَ فيه صاحِبَ العَيْنِ والزُّبَيْدِيَّ في مُخْتَصَرِه والصَّوابُ ما فَعَلْنا ؛ لأَنَّْ الكُلَّ واوِيُّ كما قالهَ ابنُ جِنِّى ونَبَّه عليه ابنُ بَرِّي والصّاغانِي وصاحبُ اللِّسانِ مع أَنَّ الجَوْهَرِيَّ ذَكَر في ن - ي - ف أَنَّ أَصْلَه من الواو وكأَنَّه نَظَرَ إلى ظاهِرِ اللَّفْظِ فتَأَمّلْ
ومما يُسْتَدْرَكُ عليهِ : أَنافَهُ إنافَةً بمعْنَى أَنافَ إنافَةً هكذا ذَكَره ابنُ جِنِّي متعَدَّياً في كتابِه المَوْسُومِ بالمُعْرِب وليس بمَعْرُوفٍ . وامْرَأَةٌ مُنِيَفةٌ ونِيافٌ : تامَّةُ الطُّولِ والحُسْنِ وهو مَجازٌ . وفَلاةٌ نِيافٌ : طَوِيلَةٌ عَرِيضَةٌ قالَ الرّاجِزُ :
" إذا اعْتَلَى عَرْضَ نِيافٍ فِلِّ
" أَذْرَى أَساهِيكَ عَتِيقٍ أَلِّ والنَّوْفُ : أَسْفَلُ الذَّيْلِ ؛ لزِيادَتِه وطُولِه عن كُراعٍ . وجَبَلٌ عالِي المَنافِ أَي : المُرْتَقَى قِيلَ : ومنه عَبْدُ مَنافٍ نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ . ويَنُوفُ بالياء : جَبَلٌ ضَخْمٌ أَحْمَرُ لكِلابٍ . وتَنُوفُ بالتّاء : من أَرْضِ عُمانَ . والنيوفة : ماءَةٌ في قاعِ الأَرْضِ لبَنِي قُرَيْطٍ تُسَمّى الشَّبَكة
أَنْتَ في كَنَفِ اللهِ تَعاَلى مُحَرَّكَةً : أَي في حِرْزِه وسِتْرِهِ يَكْنُفُه بالكَلاءةِ وحُسْن الولايَةِ وفي حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ في النَّجْوَى : " يُدْنَى المُؤْمِنُ من رَبِّهِ يومَ القِيامَةِ حتَّى يَضَعَ عليهِ كَنَفَه " قال ابنُ المُباركِ : يَعْنِي يَسْتُرُه وقِيلَ : يَرْحَمُه ويَلْطُفُ به وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : يَضَعُ اللهُ عليه كَنَفَه أي : رَحْمَتَه وبِرِّه وهو تمثِيلٌ لجَعلِه تحتَ ظِلِّ رَحْمَتِه يومَ القِيامةِ . وهو أَي : الكَنَفُ أيضاً : الجانِبُ قالَ ابنُ مُقْبلٍ :
إِذا تَأَنَّسَ يَبْغِيها بحاجَتِه ... إِنْ أَيْأَسَتْهُ وإِنْ جَرَّتْ له كَنَفَا
والكَنَفُ : الظِّلُّ يُقال : هو يَعِيشُ في كَنَفِ فُلانٍ : أَيْ في ظِلِّه . والكَنَفُ : النّاحِيَةُ كالكَنَفةٍ مُحَرَّكَةً أيضاً وهذه عن أَبي عُبَيْدَةَ والجَمْعُ : أَكْنافٌ . وأَكْنَافُ الجَبَل والوادِي : نَواحِيهِما حَيْثُ تَنْضَمُّ إِليه وفي حَدِيثِ جَرِيرِ بنِ عَبْدِ الله قال له : أَينَ مَنْزِلُكَ ؟ قالَ : بأَكْنافِ بِيشَةَ أَي نواحِيها . وكَنَفا الإِنسِانِ : جانِباهُ وناحِتاهُ عن يَمِينِه وشِمالِه وهُما حِضْناه وهُما العَضُدان والصَّدْرُ . ومن المجاز : الكَنَفُ من الطائر : جَناحُه وهُما كَنَفانِ يُقال حَرَّكَ الطائِرُ كَنَفَيْهِ قال ثَعْلَبَةُ بنُ صُعَيْرٍ يصفُ ناقَتَه :
وكأَنَّ عَيْبَتَها وفَضْلَ فِتانها ... فَنَنانِ من كَنَفَيْ ظَلِيمٍ نافِرِ وقال آخرُ :
عَنْسٌ مُذَكَّرَةٌ كَأنَّ عِفاءها ... سِقْطانِ من كَنَفَيْ ظَلِيمٍ جافِلِ وكَنَفَى كجَمَزى : ع كانَ بهِ وقْعَةٌ وأَسِرَ فِيها حاجِبُ بنُ زُرارَةَ بنِ عُدَسَ التَّمِيمِيُّ . وكَنَفَ الكَيّالُ يَكْنُفُ كَنْفاً حَسَناً : جَعَل يَدَيْهِ علَى رَأسِ القفِيظِ يُمْسِكُ بهما الطَّعامَ يُقال : كلْهُ ولا تَكنُفْه وكِلْهُ كَيْلاً غيرَ مَكْنُوفٍ . وكَنَفَ الإِبلَ والغَنَمَ يَكْنُفُها ويَكْنِفُها من حَدَّيْ نَصَرَ وضرَب نقَلَه الجَوْهرِيُّ واقْتَصَر على الإِبل : عَمِلَ لها حَظِيرَةً يُؤْوِيها إِلَيْها لتَقِيَها الرِّيحَ والبَرْدَ . وقال اللِّحْيانِيُّ : كَنَفَ لإِبِلهِ كَنِيفاً : اتَّخَذَه لَها . وكَنَفَ عَنْه : عَدَلَ نَقَله الجَوْهَريُّ وأَنْشَدَ للقُّطامِيِّ :
فَصالُوا وصُلْنَا واتَّقَوْنَا بما كِرٍ ... ليُعْلَمَ ما فِينَا عن البَيْعِ كانِفُ وهكذا أَنْشَدَه الصاغانِيُّ أيْضاً قالَ الأَصْمَعِيُّ : ويُرْوَى كاتِف قال ابنُ بَرِّيّ : والَّذِي في شِعْرِه :
" ليُعْلَمَ هَلْ مِنّا عن البَيْعِ كانِفُ وناقَةٌ كَنُوفٌ : تَسِيرُ هكَذا في النُّسَخِ وهو غَلطٌ صوابُه : تَسْتَتِرُ في كَنَفَةِ الإِبلِ من البَرْدِ إذا أَصابَها . أَوهِيَ التي تَعْتَزِلُها ناحِيةً تستَقْبِلُ الرِّيحَ لصِحَّتِها . وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ : ناقَةٌ كَنُوفٌ : تَبْرَكُ في كَنَفِها مِثلُ القَذُورِ إلا أَنَّها لا تَسْتَبْعِدُ كما تَسْتَبْعِدُ كما تَسْتَبْعِدُ القَذُورُ . وقالَ ابنُ بَرِّي : ناقَةٌ كنُوفٌك تَبِيتُ في كَنَفِ الإِبِلِ : أي ناحِيَتِها وأَنشَدَ :
إِذا اسْتَثارَ كَنُوفاُ خِلْتَ ما بَرَكَتْ ... عليه تُنْدَفُ في حافاتِه العُطُبُوفي حَدِيث النَّخَعِيِّ : " لا تُؤْخَذُ في الصَّدَاقَةِ كَنُوفٌ " قالَ هُشَيْمٌ : الكَنُوفُ من الغَنَمِ : القاصِيَةُ التي لا تَمْشِي معَ الغَنَمِ . القاصِيَةُ التي لا تَمْشِي معَ الغَنَمِ . قال إبراهيمُ الحَرْبِيًّ رحمه الله تعالى : لا أَدْرِي لِمَ لا تُؤْخَذُ في الصَّدَقَةِ ؟ هل لاعْتِزالِها عن الغَنَمِ التي يَأْخُذُ منها المُصَدِّقُ وإِتْعابِها إيّاه ؟ قال : وأَظُنُّه أَرادَ أَن يَقُولَ : الكَشُوف فقال : الكَنُوف والكَشُوفُ : التي ضَربَها الفَحْلُ وهي حامِلٌ فنَهَى عن أَخْذِها لأَنَّها حامِلٌ وإلا فلا أَدْرِي هكَذا هو نَصُّ العُبابِ فتَأَمَّلْ عِبارةَ المُصَنّفِ كيفَ فَسَّرَ الكَنُوفَ بما هُوَ تفسيرٌ للكَشُوفِ . ويُقالُ : انْهَزَمُوا فما كانَتْ لهم كانِفَةٌ دُونَ المَنْزِلِ أَو العَسْكَرِ : أَي مَوْضِعٌ يَلْجَئُون إليه ولم يُفَسِّرْه ابنُ الأَعرابيِّ وفي التهذِيبِ : فما كانَ لهُمْ كانِفَةٌ دونَ العِسْكَر : أَي : حاجزٌ يَحْجُزُ العَدُوَّ عَنْهُم . ويُدْعَى على الإِنْسانِ فيُقال : لا تَكْنُفُه من اللهِ كانِفَةٌ : أَي لا تَحْفَظُه وقالَ اللّيْثُ : يُقالُ للإنْسانِ المَخْذُولِ : لاتَكْنُفُه من اللهِ كانِفَةٌ : أَي لا تَحْجُزُه وفي حَدِيثِ علي رضيَ اللهُ عنه : ولا يَكُنْ للمُسْلِمين كانِفَةٌ أَي : ساتِرَةٌ والهاءُ للمُبالَغَةِ . والكِنْفُ بالكَسْرٍ : الزَّنْفَلِيجَةُ وهي : وِعاءٌ طَوِيلٌ تَكُونُ فيه أَدَاة الرَّاعِي ومَتاعُه . أَو هو وِعاءُ أَسْقاطِ التّاجِرِ ومَتاعِه وفي الحَدِيثِ : " أَنّ عَمَرَ ألْبَسَ عِياضاً رضي اللهُ عنهما مِدْرَعَةَ صُوفٍ ودَفَع إلَيْهِ كِنْف الرّاعِي " قال اللِّحْيانِيُّ : هو مِثلُ العَيْبَة يُقال : جاءَ فلانٌ بكنِفْفٍ فيه مَتاعٌ . وإِنَّما سُمِّي به لأَنَّه يَكْنُف ما جُعِلَ فيه أَي : يَحْفَظُه . والكُنْفُ بالضمِّ : جمعُ الكَنُوفِ من النُّوقِ قد تَقَدّمَ تفسيرُه . وأيضاً : جَمْعُ الكَنِيفِ كأَمِيرٍ وهو بمعنَى السُّتْرَة وبه فُسِّرَ حَديثُ أَبي بَكرٍ رضي الله عنه : " أَنّه أَشْرَفَ من كَنيفٍ " أَي : من سُتْرَةٍ كما في العُبابِ وأَهْلُ العِراقِ يُسَمُّون ما أَشْرَعُوا من أَعالِي دُورِهِم كَنيفاً . والكَنِيفُ أيضاً : السّاتِرُ قالَ لَبِيدٌ :
حَرِيماً حِنَ لمْ يَمْنَع حَرِيماً ... سُيُوفُهمُ ولا الحَجَفُ الكَنِيفُ والكَنِيفُ أيضاً : التُّرْسُ لسَتْرِه ويوصفُ به فيقال : تُرْسٌ كنِيفٌ كما هو في قَوْلِ لَبيدٍ . ومنه سُمِّيَ المِرْحاضُ كَنِيفاً وهو الَّذِي تُقْضَى فيه حاجَةُ الإِنسانِ كأَنّه كُنِفَ في أَسْتَرِ النَّواحِي . والكَنِيفُ : حَظِيرةٌ من شَجَرِ أَو خَشَبٍ تُتَّخَذُ للإِبِلِ زادَ الأَزْهَرِيُّ : وللغَنَمِ تَقِيها الرِّيحَ والبَرْدَ سُمِّيَ بذلِكَ لأَنّه يَكْنُفُها أَي يَسْتُرُها ويَقِيها ومنه قولُ كَعْبِ بن مالِكٍ رضي الله عنه
" تَبِيتُ بَيْنَ الزَّرْبِ والكنِيفِ وشاهِدُ الجمع :
" لمّا تآزَيْنَا إلى دِفْءِ الكُنُفْوالكَنِيفُ : النَّخْلُ يُقْطَعُ فيَنْبُتُ نحَو الذِّراعِ وتُشَبَّهُ به اللِّحْيَةُ السَّوْداءُ فيقالُ : كأَنَّما لِحْيَتُه الكَنِيفُ . وكُنَيْفٌ كزُبَيْرٍ : عَلَمٌ ككانِفٍ كصاحِبٍ . ومن المجاز : كُنَيْفٌ : لقَبُ عبد اللهِ بنِ مَسْعُودٍ لَقَّبَه عُمَرُ رضيَ الله عنهُما فقالَ : كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً . وهذا هو المَشْهُورُ عند المحدثين خلافاً لما في الفتاوَى الظَّهِيريَّة أنه لقَّبَه إيّاهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أشارَ له شيخنا أَي : أَنّه وِعاءٌ للعِلْم تَشْبيهاً بوِعاءِ الرَّاعي الَّذِي يَضَعُ فيه كلَّ ما يَحْتاجُ إليهِ من الآلاتِ فكذلك قَلْبُ ابنِ مَسْعُودٍ قد جُمِع فيه كُلُّ ما يَحْتاجُ إليه الناسُ من العُلومِ وتَصْغِيرُه على جِهَةِ المَدْحِ له وهو تَصْغِيرُ تَعظِيمٍ للكِنْفٍِ كقولِ الحُبابِ ابنِ المُنْذِرِ : " أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ " . وكَنَفَه يَكْنُفُه كَنْفاً : صانَهُ وحَفِظَه وقِيلَ : حاطَهُ كما في الصِّحاح وقِيلَ : أَعانَه وقالَ ابنُ الأعرابيِّ : أَي ضَمَّهُ إليه وجَعَله في عِيالِه وقال غيرُه : أَي قامَ بهِ وجعَلَه في كَنَفِه وكُلُّ ذلك مُتقارِبٌ . كأَكْنَفَه فهو مُكْنَفٌ وهذهِ عن ابن الأعرابي يُقالُ : أَكْنَفَه أَي : أَتاهُ في حاجَةِ ؟ ٍ فقامَ له بها وأعانه عليها . وكَنَفَ الرَّجُلُ كَنِيفاً : إذا اتَّخَذَهُ يُقال : كَنَفَ الكَنيفَ يَكْنُفُه كَنْفاً وكُنُوفاً : إذا عَمِلَه . وكَنَفَ الدّارَ يَكْنُفها : اتَّخَذَ وجَعَلَ لَها كَنِيفاً وهو المِرْحاض . وأَبُو مُكْنِفٍ كمُحْسِنٍ ومَعْناهُ المُعِينُ : زَيْدُ الخَيْلِ بنُ مُهَلْهِلِ بنٍ زَيْدِ بن عبدِ رُضا الطائِيُّ : صحابيٌّ رضي الله عنه وسَمّاه النبي صلى الله عليه وسلم زَيْدَ الخَيْرِ وابنُه مُكْنِفٌ هذا كانَ له غَناءٌ في الرِّدَّةِ مع خالِدِ بن الوَلِيدِ وهو الذي فَتَح الرَّيَّ أَبو حَمّادِ الرّاوَيَةِ من سَبْيهِ . والتَّكْنِيفُ : الإِحاطَةُ بالشَّيءِ يقال : كَنَّفُوه تَكْنِيفاً : إذا أَحاطُوا به نقله الجَوْهَريُّ قالَ : ومن صِلاءُ مُكَنَّفٌ كمُعَظَّمٍ : أَي أُحِيطَ بهِ من جَوانِبِه . وقال ابنُ عَبّادٍ : رَجُلٌ مُكَنَّفُ اللِّحْيَةِ : أَي عَظِيمُها . قال : ولِحْيَةٌ مُكَنَّفَةٌ أيضاً : أي عَظِيمةُ الأَكْنافِ : أَي الجَوانِبِ وإِنه لمُكَنَّفُها : أَي عَظِيمُها لا يَخْفَى أَنّه تَكْرار . واكْتَنَفُوا : اتَّخَذُوا كَنِيفاً : أَي حَظِيرَةً لإِبِلِهِم وكذا للغَنَمِ . واكْتَنَفُوا فُلاناً : إذا أحاطُوا بهِ من الجَوانِبِ واحْتَوَشُوه ومنه حَدِيثُ يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ : فاكْتَنَفْتُه أَنَا وصاحِبي أَي : أَحَطْنَا بهِ من جانِبَيْه كتَكَنَّفُوه ومنه قولُ عُرْوَةَ ابنِ الوَرْدِ :
سَقَوْنِي الخَمْرَ ثُمَّ تَكَنَّفُونِي ... عُدَاةُ اللهِ من كَذِبٍ وزُورِ وتقَدَّمَتْ قِصَّةُ البيتِ في يستعر . وكانَفَه مُكانَفَةُ : عاوَنَه ومنه حَدِيثُ الدُّعاءِ : " مَضوْا على شَاكِلَتِهم مُكانِفِينَ " أي : يَكْنُفُ بعضُهم بعضاً
ومما يستدرك عليه :يُقال بَنُو فلانٍ يَكْتَنِفُونَ بَنِي فلانٍ : أَي هُمْ نُزُولٌ في ناحِيَتِهم وكذا يَتَكَنَّفُونَ . وكَنَفَه عَن الشَّيْءِ : حَجَزَه عنه . وتَكَنَّفَه واْكْتَنَفَه : جَعَله في كَنَفِه ككنَفَهُ . وأَكْنَفَه الصَّيْدَ والطَّيْرَ : أَعانَه على تَصَيَّدِها . واكْتَنَفَت النّاقَةُ : تَسَتَّرَتْ في أَكْنافِ الإِبِلِ من البَرْدِ . وحكَى أَبو زَيْدِ : شاةٌ كَنْفاءُ : أَي حَدْباءُ كما في الصِّحاح . والمُكانِفُ : التي تَبْرُك من وَراءِ الإِبلِ عن ابنِ الأعرابيِّ . وفي الحديثِ : " شَقَقْنَ أَكْنَفَ مُروطِهِنَّ فاخْتَمَرْنَ بهِ " أَي أَسْتَرَها وأَصْفَقَها ويُرْوى بالثّاءِ المُثَلَّثَةِ والنونُ أَكثرُ . واكْتَنَفُوا : اتَّخَذُوا كَنِيفاً : أَي مرْحاضاً . وفي المُحِيطِ واللِّسان : تَكَنَّفَ القَومُ بالغُثاءِ وذلك أَنْ تَمُوتَ غَنَمُهُم هُزالاً فيحْظُرُوا بالَّتِي ماتَتْ حولَ الأَحياءِ التي بقِينَ فتَسْتُرُها من الرِّياحِ ونَصُّ المُحيطِ : " فيَسْتُرُونَها من الشَّمالِ " ويُقال : كَنَفَ القومُ : أَي حَبَسُوا أَمْوالَهُم من أَزْلٍ وتَضْيِيقٍ عليهم . والكَنِيفُ : الكُنَّةُ تُشْرَعُ فوقَ بابِ الدّار . وكَنَفَ الشَّيءَ كَنْفاً : جَعَلَه كالكنْفِ بالكسرِ وهو الوعاءً . ويُسْتعارُ الكِنْفُ لدَواخِل الأَمورِ . والكُنافَةُ كثُمامَةٍ : هذه القَطائِفُ المَأْكُولَة وصانِعُها كَنَفانِيٌّ محرَّكَةً لُغَةٌ عامِّيّةٌ