" لَبَتَ يَدَهُ : لوَاها " أَهمله الجوهريّ والصاغانيّ وأَثبَتَه في اللسان . لَبَتَ فُلاناً لَبْتاً " : ضرَبَ صَدْرَهُ وبَطْنَهُ وأَقْرَابَهُ " أَي خَوَاصِرَه " بالعَصَا " . وفي التهذيب في ترجمة ب أ س : إِذا قالَ الرَّجُلُ لعَدُوِّه : لا بَأْسَ عليكَ فقد أَمَّنَهُ ؛ لأَنَّهُ نَفَى البَأْسَ عنه وهو في لغة حِمْيَرَ لَبَاتِ عليك أَي لا بَأْس قال شاعِرُهم :
شَرِبْنَا اليَوْمَ إِذْ عَصَبَتْ غَلابِ ... بتَسْهيدٍ وعَقْدٍ غَيْرِ بَيْنِ
تَنَادَوْا عِنْدَ غَدْرِهِمُ لَبَاتِ ... وقَد بَرَدَتْ مَعافِرُ ذِي رُعَيْنِ قال : كذا وَجَدْتُه في كِتَاب شَمِرٍ
البَتُّ : الطَّيْلَسانُ من خَزٍّ ونَحْوِهِ هذه عبارة الجوهريُّ . وفي المحْكَم : هو كِساءٌ غَليظ مُهَلهَلٌ مُرَبَّعٌ أخضرُ . وقيل : هو من وَبَرٍ وصوف . وفي كفاية المتحفَّظ : هو كِساءٌ غَليظٌ من صوفٍ أو وَبَرٍ . وفي التَّهْذيب : البَتُّ : ضَرْبٌ من الطَّيالِسَةِ يُسَمَّى السّاجَ مُرَبَّعٌ غَليظٌ أخضرُ . والجمع البُتُوتُ . وفي المحكم : أَبُتٌّ وبِتَاتٌ . وفي حديثِ دارِ النَّدْوَةِ : " فاعْتَرَضَهم إبْليسُ في صورَةِ شَيْخٍ جَليلٍ عليه بَتٌّ " وفي حديث عليّ رضي الله عنه : " أنّ طائفةً جاءَت إليه فقال لِقَنْبَرٍ : بَتِّتْهُمْ " أي أعْطِهِمُ البُتُوتَ . وفي حديث الحسن : " ولَبٍسوا البُتُوتَ والنَّمِراتِ " . وبائِعه وزادَ في الصّحاح : والذي يَعْمَلُه : بَتِّيٌّ وبَتّاتٌ مِثْلُه ومنه عُثمانُ بن سُلَيْمانَ بنِ جُرْموزٍ البَتِّيُّ مولى بَني زُهْرَةَ من أهل الكوفَة وانتقل إلى البَصْرة كان يبيع البُتُوتَ . رأى أَنَساً ورَوَى عن صالحٍ بن أبي مَرْيَمَ والحَسَنِ وعنه شُعْبةُ والثَّوْرِيُّ . وقال الدّارَقُطْنِيُّ : هو عُثْمانُ بن مُسْلِمِ بن هُرْمُزَ . وأحدُ القَولَيْنِ تَصحيفٌ . والبت فرسان . البَتُّ كالمدينة بالعِراقِ قُرْبَ راذَانَ وكان أهلُها قد تظلَّموا قديماً إلى الوزير محمّد بن عبد الملك بن الزَّيّات من آفةٍ لَحِقَتْهُم فوَلّى عليهم رَجُلاً ضَعيفَ البَصَرِ فقال شاعرٌ منهم :
أَتَيْتَ أَمْراً يا أبا جَعْفَرٍ ... لَمْ يَأْتِهِ بَرٌّ ولا فاجِرُ
أَغَثْتَ أَهْلَ البَتِّ إذْ أُهْلِكوا ... بناظِرٍ ليس له ناظِرُ ومنها أبو الحسنِ أحمدُ بن علِيٍّ الكاتبُ البَتِّيُّ أديبٌ كَيِّس له نَوادرُ حَسَنةٌ مات 405 ، وكان كتب للقادِرِ بالله مُدَّةً . كذا في المُعْجَم . وعُثْمانُ الفَقيهُ البًصْريُّ روى الحديثَ فسمعه منه أبو القاسم التَّنُوخِيُّ وغيرُه . وقال الذَّهبيُّ : هو فقيه البصرة زمنَ أبي حَنيفةَ . قلتُ : وهو بعَينِه الذي تَقدَّم ذِكرُهُ وقد اضطرب هُنا كلامُ أئمّة الأنساب وكلام صاحب المعجم فَلْيُنْظَر : البَتُّ : أُخْرى بَيْنَ بَعْقوبا بالباءِ الموحَّدة في أوّله وفي نسخة : بالمُثنّاة التَّحْتِيّة وبو هِرْزَ بكسر الهاءِ وسكون الرّاءِ وآخره زاي وهي قرية كبيرة . وَبتَّة بالهاءِ : بِبَلَنْسِيَةَ بفتح المُوَحَّدة واللاّم وسكون النُّون وهي من مُدُن الغَرْب مِنها أبو جَعْفَرٍ أحمدُ بن عبد الوَلِيِّ بن أحمد بن عبد الوليِّ الكاتبُ الشّاعرُ الأديبُ ومن شعره :
غَصَبْت الثُّرَيّا في اليِعادِ مَكانَها ... وأَوْدَعْت في عَيْنَيَّ صادِقَ نَوْئِها
وفي كُلِّ حالٍ لم تُضِئْ لي بحيلَةٍ ... فكيف أَعرْت الشَّمْسَ حُلَّةَ ضَوْئِها أحرقه النّسطور بها سنة ثَمان وثمانينَ وأربعمائة . البَتُّ : القَطْعُ المستأْصِلُ يقال : بَتَتُّ فانْبتَت . وفي المحكم : بَتَّ الشَّيْءَ يَبُتُّ بالضَّمّ ويَبِتُّ بالكسر الأوّل على القِياس ؛ لأنّه المعروف في مضارع فَعَل المفتوحِ المتعدِّي والثّاني على الشُّذوذ بَتًّا كالإِبْتاتِ : قَطعَه قَطْعاً مُستأْصلاً ؛ قال :
فَبَتَّ حِبالَ الوَصْلِ بَيْني وبَيْنَها ... أَزَبُّ ظُهورِ السّاعِدَيْنِ عَذَوَّرُ
وفي الصّحاح : يَبُتُّه ويَبِتُّه وهذا شاذٌّ ؛ لأنَّ باب المُضاعَف إذا كان يَفْعِلُ منه مكسوراً لا يجيءُ متعدِّياً إلاّ أَحرُفٌ معدودةٌ وهي : بَتَّه يَبُتُّه ويَبِتُّه وعَلَّه في الشُّرْب يَعُلُّه ويَعِلُّه ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنمُّه وشَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه وحَبَّه يَحِبُّه وهذه وحْدَها على لُغَة واحدة وإنّما سَهَّلَ تَعدِّي هذه الأحرفِ إلى المفعولِ اشتراكُ الضَّمِّ والكسر فيهنَّ . وبَتَّتَه تَبْتيِتاً شُدِّدَ للمبالغة . انتهى . البَتُّ : الانْقِطاعُ أشارَ إلى أنّه يُستعملُ لازماً أيضاً كالانْبِتات مصدر أنْبَتَّ يقال : سار حتّى انْبَتَّ . ورجل مُنْبَتٌّ : أي مُنْقَطَعٌ به وهو مُطاوِعُ بَتَّ كما يأْتي وصرَّحَ النَّوَوِيُّ في تهذيب الأسماءِ واللُّغات بأنّ كُلاّ منهما يُستعملُ لازماً ومتعدِّياً تقول : بَتَّةُ وأَبَتَّهُ فبَتَّ وأبَتِّ . عن الليث : أَبَتَّ فلانٌ طلاقَ امرأَتِه أي : طَلَّقَها طلاقاً باتُّا . والمجاوِزُ منه الإبْتاتُ . قال أبو منصور قولُ اللَّيْثِ في الإبْتاتِ والبَتِّ موافِقٌ قولَ أبي زيد لأنّه جعل الإِبتاتَ مُجاوِزاً وجعل البَتَّ لازِماً : ويقال : بَتَّ فلانٌ طلاقَ امرأتِهِ بغير ألِف وأَبَتَّه بالألِف وقد طَلَّقها البَتَّةَ ويقال : الطَّلْقَةُ الواِحدَة تَبُتُّ وتَبِتُّ أي : تَقطعُ عِصْمَةَ النِّكاحِ إذا انقضتِ العِدَّةُ . وطَلَّقَها ثلاثاً بَتَّةً وبَتَاتاً : أي بتْلَةً بائِنَةً يعني : قَطْعاً لاعَوْدَ فيها . وفي الحديث طَلَّقَها ثَلاثاً بَتَّةً أي : قاطِعَةً . وفي الحديث : " لا تَبِيتُ المَبْتوتَةُ إلاّ في بيتها " هي المُطَلَّقةُ طلاقاً بائناً قال شيخنا : وقوله " بائنة " غير جارٍ على قواعد الفُقَهَاءِ ؛ فإنّ البائنة هي الّتي تَمْلِكُ المرأةُ بها نَفْسَها بحيث لا يَرُدُّها إلا برِضاها كطلاقِ الخُلْع ونحوهِ . وأما البَتَّةُ فهي المُنْقَطِعَةُ التي لا رَجْعَةَ فيها إلاّ بعدَ زوْجٍ . انتهى . ولا أَفْعَلُه ألْبَتَّةَ بقطع الهمزة كما في نسختنا وضُبِط في الصِّحاح بوصلها قالوا : كأنَّه قَطَعَ فِعْلَهُ . ولا أفْعَلُهُ بَتَّةً بغيرِ اللام لِكُلِّ أمْرٍ لا رَجْعَةَ فيه ونَصْبُه على المَصْدر . قال ابنُ بَرِّيّ : مذهبُ سِيبَوَيْهِ وأصحابِه أنّ البَتَّةَ لا تكون إلاّ مَعْرِفَةً : البَتَةَ لاغيرُ وإنّما أجاز تَنْكيرَه الفَرَّاءُ وَحْدَهُ وهو كوفيٌّ . ونقل شيخُنا عن الدَّمامينيّ في شرْحِ التَّسهيل : زَعَم في اللُّباب أنّه سُمع في البَتَّةِ قطعُ الهمزة وقال شارحه في العُباب : إنّه المسموع . قال البَدْرُ : ولا أعرِفُ ذلك من جهةِ غَيرِهِما ؛ وبالغ في رَدِّه وتَعقّبه وتَصدّى لذلك أيضا عبد المَلِكِ العِصاميُّ في حاشيته على شرح القَطْرِ للمصنِّف . وفي حديثِ جُوَيْرِيَةَ في صحيح مُسْلِم : " أحْسِبُه قال جُوَيْرِيَة أو البَتَّةُ " قال : كأنّه شَكّ في اسمها فقال أحْسِبُهُ جُوَيْرِيَة ثمّ استدرك فقال : أَوأَبُتُّ أي أقطَعُ أنّه قال جُوَيْرِيَة لا أحْسِبُ وأظُنُّ . والبَتَّةُ اشتقاقُها من القَطْع غير أنه يُستعملُ في كلّ أمرٍ يَمضي لا رَجْعَة فيه لا التِواءِ . الباتُّ : المَهْزولُ الذي لا يَقْدرُ أن يقوم . وقَدْ بَتَّ يَبِتُّ بالكسر بُتوتاً بالضَّمّ . يقال للأحْمَق المَهْزول : هو باتٌّ . وأحمقُ باتٌّ : شديدُ الحُمْقِ . قال ألأزهريّ : والذي حَفِظناه من أفواهِ الثِّقاتِ : أحْمَقُ تابٌّ من التَّباب وهو الخُسْران كما قالوا : أحمقُ خاسِرٌ دابِرٌ دامِرٌ . الباتُّ : السَّكْرانُ يقال : سَكْرانُ باتٌّ : مُنقطِعٌ عن العَمل بالسُّكْرِ وذا عن أبي حَنيفةَ . وهو أي السَّكرانُ لا يَبُتُّ كَلاماً بالضّمّ ولا يَبِتُّ بالكسر وهما ثُلاثِيّانِ ولا يُبِتُّ رُباعِياًّ الثّانيةُ أنكرها الأصمعيُّ وأثْبتَها الفَرّاء : أي ما يُبَيِّنَه . وفي المُحْكم : أي ما يَقْطَعُه . وعن الأصمعيّ : سَكْرانُ ما يَبُتُّ أي : صار بحَيْثُ لا يَقْطَعُ أمراً وكان يُنْكِرُ يُبِتُّ أي بالكسر . وقال الفَرّاءُ : هما لغتانِ ويقال : أبْتَتُّ عليه القضاءَ وبَتَتُّهُ : أي قَطَعْتُهُ . خُذْ بَتاتَكَ البَتاتُ : الزّادُ ؛ وأنشد لطَرَفَةَ :ويأْتيكَ بالأنْباءِ مَنْ لم تَبِعْ لَه ... بَتَاتاً ولم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ وقال ابن مُقْبِلٍ :
أشاقَكَ رَكْبٌ ذو بَتاتٍ ونِسْوَةٌ ... بِكَرْمانَ يُغْبَقْنَ السَّوِيقَ المُقَنَّدا البتاتُ : الجَهَازُ بالفتح . البَتاتُ : مَتاعُ البَيتِ والجمعُ أَبِتَّةٌ . وفي الحديث " أنّه كَتَبَ لحارثة بن قَطَنٍ ومَنْ بِدُومَةِ الجَنْدَلِ مِن كَلْبٍ : إنّ لنا الضّاحيَةَ من البَعْلِ ولكم الضّامِنةُ من النَّخل ولا يُحْظَرُ عليكم النَّباتُ ولا يُؤخذُ منكم عُشْرُ البّتاتِ " قال أبو عبيدٍ : لا يُؤْخذُ منكم عُشْرُ البتَاتِ يعني المَتاعَ ليس عليه زَكاةٌ مِمّا لا يكونُ للتِّجارة . ج إَبِتَّةٌ . وبَتَّتُوه : زَوَّدُوهُ وأعْطَوهُ البُتوت وقد تقدّم في كلام سيّدنا عليّ رضي الله عنه لقَنْبَر . وتَبَتَّتَ الرَّجُلُ : تَزَوَّدَ وتَمَتَّعَ من الزّاد والمَتاع . وبَتَّى كحتَّى ويُكْتَبُ بالألف أيضاً : من قُرى النَّهْرَوانٍ من نَواحي بغداد وقيل هي قَريةٌ لبني شَيْبانَ وَرَاءَ حَوْلايَا وفي نسخة المُعْجَم : وراءَ حولى قال : كذا وَجَدْتُه مُقَيَّداً بخطّ أبي محمّد عبد الله ابن الخَشّاب النَّحْويّ قال عبد الله بن قيس الرُّقَيّاتِ :
انْزِلا بي فأَكْرِماني بِبَتَّا ... إنّما يُكْرِمُ الكريمَ كَريمُ وبَتّانُ ككَتّان : ناحِيَةٌ بِحَرّانَ يُنسب إليها محمَّدٌ بن جابِرِ بن سِنانٍ البَتّانيّ صاحب الزيجِ قال ياقوت : وذَكَرَهُ بعد الثلاثِمائَة . وأمّا بُتَان بالضّمّ فتخفيف المُثَنَّاةِ الفَوْقيّة فهي من قُرى نَيْسابور من أعمال طُرَيْثِيث ذكرها غيرُ واحدٍ . عن الكِسائِيِّ انْبَتَّ الرَّجُلُ انْبِتاتاً : إذا انْقَطَعَ ماءُ ظَهْرِهِ وزاد في الأساس : من الكِبَرِ ؛ وأنشد الكِسائيُّ :
لَقَدْ وَجَدْتُ رَثْيَةً من الكِبَرْ ... عَنْدَ القِيامِ وانْبِتاتاً في السَّحَرْ يقال : هُوَ على بَتَاتِ أمْرٍ أي : مُشْرِفٌ عَلَيْهِ ؛ قال الرّاجِزُ :
" وحَاجَةٍ كنتُ على بَتَاتِها وطَحَنَ بَتًّا : أي ابتَدَأ في الإدارة باليَسَارِ قال أبو زيد : طَحَنْتُ بالرَّحى شَزْراً وهو الذي يذْهَبُ بالرَّحَى عن يمينه وبَتَّا : أدارَ بها عن يَساره وأنشد :
ونَطْحَنُ بالرَّحَى شَزْراً وبَتًّا ... ولَوْ نُعْطَى المَغَازِلَ ما عَيِيناوفي الحديث : فَأُتِيَ بثلاثةِ أقْرَصَة على بَتِّيًّ ؛ أي : منْديلٍ من صُوفٍ ونَحْوِهِ والصَّوابُ بُنِّيًّ بالضَّمّ أي بضم الموحَّدة وبالنُّون المكسورة مع تشديدها وآخِرُه ياءٌ مشدَّدة أي طَبَقٍ أو نَبِيٍّ بتقديم النُّونِ على الموحَّدَة أي : مائدَةٍ من خُوصٍ . قال شيخنا : الذي ذكرَهُ يأهلُ الغَريب : فوُضِعت على نَبِيٍّ كغَنِيّ وفسَّروه بالأرْض المرتفعة وهو الصَّوابُ الذي عليه أكثَرُ أئمّة الغَريب وعليه اقتصر ابن الأثيرِ وغيره . وأمّا ما ذكره المصنِّف من الاحتمالات فإنّها ليست بثَبتٍ . وأبو الحَسَنِ عليُّ بنُ عبد الله بنِ شَاذانَ بنِ البُتَتِيِّ القَصّار كعُرَنِيّ بالضّمّ هكذا في نسختنا ومثلُه في أنساب البُلْبَيْسيّ نقلاً عن الذَّهَبِيّ وشَذَّ شيخُنا فضبطه كعَرَبِيٍّ محرَّكَةً خلاف العجمِيّ : مُقْرِئٌ مُجِيدٌ خَتَم في نَهَارٍ واحِد أرْبَعَ خَتَماتٍ إلاّ ثُمْناً مع إفهامِ التِّلاوَةِ ذكره الحافظ الذَّهَبيُّ ولم يُبيِّنِ النِّسبةَ وزاد الحافظُ تلميذُ المصنِّف : ذكره ابنُ النَّجّار وأن قراءَتَه تلك كانت على أبي شُجاعِ بن المقرون بمَحْضَرِ جمعٍ من القُرّاءِ مات سنة 607 وقد ضبطه ابنُ الصّابونِيّ بمُثَلَّثَة قبلَ ياءِ النَّسَب . قُلتُ : وهذا من قبيل طَيِّ الزَّمان . وهذه الغريبة وإن لم تتعلَّقْ باللُّغَة فقد أوردها في بحره المحيط لئلاً يَخْلُوَ عن النُّكَت والنَّوادِر : ومما يتعلَّقُ بالمادَّةِ : قولُهُم تَصَدَّق فلانٌ صَدَقَةً بَتَاتاً وبَتَّةً بَتْلَةً : إذا قَطَعَهَا المُتَصدِّقُ بها من ماله فهي بائنةٌ من صاحبها قد انقطعت منه . وفي النِّهابة : صدَقَةٌ بَتَّةٌ أي : مُنقطِعِةٌ عن الإمْلاك . وفي الحديث : " لا صِيَامَ لِمَنْ لم يَبِتَّ الصِّيامَ من اللَّيْل " وذلك من الجَزم والقَطع بالنِّيَّة ومعناه : لا صيامَ لِمَنْ لم يَنْوِه قبل الفجر فيَجْزمْه ويَقْطَعْهُ من الوقت الذي لا صومَ فيه وهو اللَّيْل . وأصلُه من البَتِّ : القَطْعِ يُقال : بَتَّ الحاكمُ القَضاءَ على فُلانٍ : إذا قَطَعَهُ وفَصَلَهُ وسُمِّيَت النِّيَّةُ بَتًّا لأنَّها تَفْصِلُ بينَ الفِطْر والصَّوْم . وفي الحديث : " أَبِتُّوا نِكاحَ هذه النّساءِ " أي : اقطعوا الأمرَ فيه وأحكموه بشرائطه وهو تَعريضٌ بالنَّهْيِ عن نِكاحِ المُتْعَة ؛ لأنّه نِكاحٌ غيرُ مَبتوتٍ مُقَدَّرٌ بمُدّة . وأبَتَّ يَمِينَهُ : أمْضاها وبَتَّتْ هي : وَجَبَتْ بُتوتاً . وهي يَمينٌ باتَّةٌ . وحَلَفَ على ذلك يَمِيناً بّتًّا وبَتَّةً وبَتَاتً . ويقال : أَعْطَيْتُهُ هذه القَطيعةَ بَتًّا بَتْلاً . وأَبَتَّ الرَّجُلُ بَعيرَهُ من شِدَّة السَّيْر . ولا تُبِتَّهُ حَتَّى يَمْطُوَهُ السَّيْرُ . والمَطْوُ : الجِدُّ في السَّيْر . وأَبَتْ بَعيرَهُ : قَطعَه بالسَّيْر . والمُنْبَتُّ في الحديث : الذي أَتْعَبَ دابَّتَهُ حتّى أَعْطَبَ ظهرَه فبَقِيَ مُنْقَطَعاً به . ويقال للرَّجُل إذا انقطَع في سفَرِه وعُطِبَتْ راحِلَتُه : صار مُنْبَتًّا ؛ ومنه قولُ مُطَرِّفٍ : " إنَّ المُنْبَتَّ لا أرْضاً قَطَعَ ولا ظَهْراً أبْقَى " . وقال غيرُه : يقالُ إذا انْقُطِعَ به في سَفَرِه وعَطِبَتْ راحِلَتُهُ : قدانبَتَّ من البَتِّ : القَطْعِ وهو مُطاوِعُ بَتَّ يقال : بَتَّهُ وأَبَتَّهُ ؛ يُريدُ أنَّه بَقِيَ في طريقه عاجزاً عن مَقْصِدِه ولم يَقْضِ وَطَرَهُ وقد أعطبَ ظَهرَهُ . وبَتَّ به وبتَّ عليه الشَّهادة وأَبتَّها : قطعَ عليه بها وألزَمَه إيّاها . وقال اللَّيْثُ : يقالُ انقطَعَ فُلانٌ عن فُلانٍ فانْبَتَّ حَبْلُه عنه أي : انقطَع وِصالُه وانقبَضَ ؛ وأنشد :
أَلَبَّ بالمكانِ إِلْباباً : أَقَام به كَلَبَّ ثُلاثِيّاً نقلَها الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عُبَيْدِ عن الخَليل . وأَلَبَّ على الأَمْرِ : لَزِمَهُ فلم يُفَارِقْه . ومنه قولُهم لَبَّيْكَ ولَبَّيْه . أَي : لُزُوماً لِطَاعَتك . وفي الصَّحِاح : أَي أَنا مُقِيمٌ على طاعَتِك ؛ قال :
إِنَّكَ لَو دَعَوْتَني ودُوني ... زَوْرَاءُ ذاتُ مَنْزَع بَيُونِ
" لَقُلْتُ لَبَّيْهِ لِمن يَدْعُونِي أَصلُه : لَبَّيْتُ من أَلَبَّ بالمكان فأُبدلت الباءُ ياءً لأَجْل التّضعيف . وقال سِيبَوَيْهِ : انْتَصَبَ لبَّيْكَ على الفِعْل كما انْتَصبَ سُبْحَانَ اللهِ . وفي الصَّحِاح : نُصبَ على المصدر كقولك : حَمْداً للهِ وشُكْراً وكان حقُّه أَنْ يُقال : لَبًّا لك وثَنَّى على معنى التّوكيد أَي : إِلْباباً بك بَعْدَ إِلْبابِ وإِقامةُ بعدَ إِقامةِ . قال الأَزهريّ : سمِعْتُ أَبا الفَضْلِ المُنْذِرِيّ يقولُ : عُرِضَ على أَبي العبّاس ما سَمعْتُ من أَبي طالب النحْوْيّ في قولهم : لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ قال : قالَ الفَراءُ : معنى لَبَّيْكَ إِجابَةً لك بَعْدَ إِجابَةِ ؛ قال : ونَصبه على المصْدر . قال : وقال الأَحمر : هو مأْخوذٌ من لَبَّ بالمكانِ وأَلَبَّ به . إِذا أَقامَ وأَنشد :
" لَبَّ بأَرْضٍ ما تخَطَّاها الغَنَمْ قال : ومنه قول طُفَيْل :
رَدَدْنَ حُصَيْناً من عَدِيٍّ وَرهْطِهِ ... وتَيْمٌ تُلَبِّي في العُرُوجِ وتَحْلُبُ أَي : تُلازِمُها وتُقِيمُ فيها . وقيلَ : معناه : أَي تَحْلُبُ اللِّبَأَ وتَشْرَبُهُ جَعَلَه من اللِّبَإِ فَترك الهمزَ وهو قولُ أَبي الهَيْثَمِ . قال أَبو منصور : وهو الصَّواب . وحكى أَبُو عُبَيْدٍ عن الخليل أَنّه قال : أَصله من : أَلْبَبَتُ بالمكانِ فإِذا دعا الرَّجُلُ صاحبَهُ أَجابَه : لَبَّيْكَ أَي : أَنا مُقِيمٌ عندَك ؛ ثُمَّ وَكّدَ ذلك بلَبَّيْك أَي إِقامةً بعدَ إِقامة . أَو معناه : اتِّجَاهِي إِليك وقَصْدِي لَكَ وإِقبالي على أَمْرِك . مأْخوذٌ مِنْ قولهم : دارِي تَلُبُّ دارَهُ أَي : تُوَاجِهُها وتُحاذيها ويكونُ حاصلُ المعنى : أَنا مُواجِهُك بما تُحبّ إِجابةً لك والياءُ لِلتَّثْنيَة قاله الخَليل وفيها دليل على النصب للمصدر . وقال الأَحمرُ : كان أَصله لَبَّب بِكَ فاستثقَلُوا ثلاث باءَآت فقلَبُوا إِحداهُنَّ ياءً كما قالُوا : تَظَنَّيْتُ منَ الظنّ أَو مَعْنَاهُ : مَحَبَّتِي لَكَ وإِقبالي إِليك مأْخوذ من قولهم : امْرَأَةٌ لَبَّةٌ أَي : مُحِبَّةٌ عاطِفةٌ لِزَوْجِها هكذا في سائر النُّسَخ . والّذي حُكِيَ عن الخليل في هذا القَوْل : أُمٌّ لَبَّةٌ بدل امْرَأَة ويدُلُّ على ذلك ما أَنشدَ :
وكنتم كَأُمٍّ لَبَّةِ طَعَنَ ابْنُها ... إِلَيْهَا فما دَرَّتْ عليهِ بساعِدِ وفي حديث الإِهلال بالحجّ : " لَبَّيْكَ اللّهُمَّ لَبَّيْكَ " هو من التَّلْبِيَة وهي إِجابةُ المُنَادي أَي : إِجابَتِي لك يا رَبِّ وهو مأْخوذٌ ممَّا تَقدَّم ؛ أَو مَعْنَاهُ : إِخلاصي لَكَ مأْخوذٌ مِنْ قولهم : حَسَبٌ لُبَابٌ بالضَّمّ أَي : خالصٌ مَحْضٌ ومنه : لُبُّ الطَّعَام ولُبَابُهُ : وفي حديثِ عَلْقَمَةَ " أَنّه قالَ للأَسْودِ : يا أَبا عَمْرٍو : قال : لَبَّيْكَ قال : لَبَّي يَدَيْكَ " . قال الخَطّابَيُّ : معناهُ سَلِمَتْ يَدَاكَ وصَحَّتَا وإِنَّمَا تَرَك الإِعرابَ في قَوْله : يَدَيْكَ وكان حقُّه أَن يقولَ : يَداك لِيَزْدَوِجَ يَدَيْكَ بلَبَّيْكَ . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : معنى لَبَّي يَدَيك أَي : أُطِيعُك وأَتَصرَّفُ بإِرادَتِك وأَكونُ كالشَّيْءِ الّذي تُصَرِّفُهُ بيَدَيْك كيفَ شِئْتَ . واللَّبُّ بالفَتْح : الحادِي اللاّزِمُ لسَوْقِ الإِبِل لا يَفْتُرُ عنها ولا يُفارِقها ورجل لَبٌّ : لازمٌ لصَنْعَتِه لا يُفَارِقُهَا ويُقَال : رجلٌ لَبٌّ طَبٌّ أَي : لازِمٌ للأَمْر . وأَنشد أَبو عَمْرو :
" لَبّاً بأَعْجَازِ المَطِيّ لاحِقاواللَّبُّ : المُقِيم بالأَمْر . وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ : اللَّبُّ : الطاعةُ : وأَصلُه من الإِقامَة . وقولهم : لَبَّيْكَ : اللَّبُّ واحدُ فإِذا ثَنَّيْت قُلْتَ في الرّفع : لَبَّانِ وفي النَّصْب والخَفْض : لَبَّيْنِ وكان في الأَصل : لَبَّيْنِكَ أَي أَطَعْتُك مرّتَيْن ثُمَّ حذفت النّون للإِضافة أَي أَطعتُك طاعةً مُقيماً عِنْدَكَ إِقامةً بعدَ إِقامةٍ . وفي المُحْكَم : قال : سِيبَوَيْهِ : وزعَمَ يُونُسُ أَنَّ لَبَّيْك اسْمٌ مفرد بمنزلة عَلَيْك ولكِنَّةُ جاءَ على هذا اللَّفْظ في حَدِّ الإِضافِة . وزَعم الخليلُ أَنّها تَثْنِيَةٌ كأَنّه قال : كلما أَجَبْتُك في شَيْءِ فأَنَا في الآخِرَ لك مُجِيبٌ . قال سِيبَوَيْهِ : ويَدُلَّكَ على صِحَّة قول الخَلِيل بعضِ العرب : لَبِّ يُجْرِيهِ مُجْرَى أَمْسِ وَغَاقِ . وقال ابْنُ جِنِّى : الأَلِفُ في لَبَّي عندَ بعضهم هي ياءُ التَّثْنِيَة في : لَبَّيْكَ لأَنّهم اشْتَقُّو من الاسم المَبْنِيّ الّذي هو الصَّوْت مع حرف التّثنية فعْلاً فجَمعوه من حُروفه كما قالُوا من لا إِله إِلاّ اللهُ : هَلَّلْتُ ونحو ذلك فاشْتَقُّوا لَبَّيْت من لَفْظ لَبّيْكَ فَجَاؤُو في لفظ لَبَّيْت بالياء الّتِي للتّثنية فِي لَبَّيْك وهذا قول سِيبَويهِ . قال : وأَما قولُ يُونُسَ فزَعَمَ أَن لَبَّيْكَ اسْمٌ مُفْرَد وأَصلُه عندَهُ : لَبَّبٌ وزنُهُ فَعْلَلٌ قال : ولا يجوزُ أن تًحْمِلَهُ على فَعَّلَ لِقِلَّة فَعَّلَ في الكلام وكَثرة فَعْلَلَ فقلب الباءَ الّتي هي الّلام الثّانية من لَبَّبَ ياءً هَرَباً من التّضعيف فصار لَبَّيٌ ثُمَّ أَبدل الياءَ أَلفاً لتَحَرُّكِها وانفتاح ما قبلَها فصارَ لبَّي ثُمَّ إِنّه لَما وُصِلَتْ بالكاف في لَبَّيْك وبالهاء في لَبَّيْه قُلبت الأَلفُ ياءً كما قلبت في إِلَى وعَلَى ولَدَي إِذا وَصَلْتَها بالضَّمير فقلتَ : إَِلْيْكَ وعَلَيْكَ وَلَدَيْكَ . وقد أََطال شيخُنا الكلام في هذا المَبْحث وهو مأْخوذٌ من لسان العرب ومن كتاب المُحْتَسِب لابْنِ جِنِّي وغيرِهما ؛ وفيما ذكرناه كفايةٌ . اللُّبُّ بالضَّمِّ : الَّسُمُّ . وفي لسان العرب عن أَبي الحسن : وربّما سُمِّى سُمُّ الحَيَّةِ لُبّاً . اللُّبُّ : خالِصُ كُلِّ شِيءٍ كاللُّبابِ بالضَّمّ أيضاً . ومِنَ النَّخْلِ : جَوْفُهُ . وقد غلب على ما يُؤْكَلُ داخلُهُ ويُرْمىَ خارِجُهُ من الثَّمَر . لُبُّ الجَوْزِ ونَحْوِه كاللَّوْز وشِبْهِهِ : ما في جَوْفِه والجمع اللُّبُوبُ . ومثلُهُ قولُ اللَّيْث : ولُبُّ النَّخلَةِ : قَلْبُها . من المَجاز : لُبُّ الرَّجُل : ما جُعلَ في قلْبه من العَقْل سُمِّيَ بهِ لأَنّه خُلاصَة الإِنسان أَو أَنَّهُ لا يُسمَّىذلك إِلاّ إِذا خَلُصَ من الهَوَى وشوائبِ الأَوْهَام فعلى هذا هو أََخُّص من العَقْل . كذا في كشف الكَشَّاف في أَوائل البَقَرَة نقله شيخُنا . ج : أَلبابٌ وأَلُبٌّ بالإِدْغام وهو قَلِيلٌ . قال أَبو طالبٍ :
" قَلْبِي إِليه مُشْرِفُ الأَلُبِّ قال الجَوْهَرِيُّ . وربَّمَا أَظهرو التَّضْعيفَ في ضرورَة الشّعر قال الكُمَيْتُ :
إِلَيْكُم بَنِي آل النَّبِيِّ تَطَلَّعَت ... نَوَازِعُ من قَلْبِي ظِماءٌ وأَلْبُبُوقد لُبِبْتَ بالكَسر وبالضّم أَي : من باب : فَرِحَ وقَرُبَ تَلَبّ بالفتح لُبّاً بالضَّمِّ ولَبّاً ولَبّاَ ولَبابَةً بالفتح فيهما : صرْتَ ذا لُبٍّ . وفي التّهذيب : حُكِيَ : لَبُبْتَ بالضَّمّ وهو نادِرٌ لا نظيرَ له في المضاعف . وقيل لِصَفِيَّةَ بنتِ عبدِ المُطَّلِب وضَرَبَتِ الزُّبَيْرَ : لِمَ تَضْرِبِينَه ؟ فقالت : لِيَلَبَّ ويَقُوَدَ الجَيْشَ ذَا الجَلَبْ . أَي يصيرَ ذا لُبٍّ ورواه بعضهُم أَضْرِبه لكَي يَلَبَّ ويَقُودَ الجَيْشَ ذا اللَّجَب . قال ابْنُ الأَثيرِ : هذه لغةُ أَهلِ الحِجاز وأهلُ نَجْدٍ يقولُونَ : لَبَّ يَلبُّ بوزن فَرَّ َيَفِرّ . وليس فَعُلَ بالضَّمّ يَفْعَلُ بالفتح سِوَى لَبُبْت بالضَّمّ تَلَبُّ بالفتح ؛ فإِنَّ القاعدة أَنّ المضموم من الماضيات لا يكونُ مضارِعُهُ إِلاّ مضموماً وشذّ هذا الحَرْفُ وحدَهُ لا نظيرَ له وهو الّذي صّرح به شُرّاحُ اللاّمَيَّة والتَّسْهِيل وغَيْرُهم وحكاه الزَّجّاجُ عن العرب واليَزِيدِيُّ ونقله ابْنُ القَطّاع في صَرْفه زادَ : وحكى اليَزِيدِيُّ أَيضاً : لَبِبْتَ تَلُبّ بكسر عين الماضي وضَمِّها في المستقبل . قال : وحكاه يُونُسُ بضَمِّهما جميعاً . والأَعَمُّ : لَبِبَ كفَرِحَ . وفي المِصْباح ما يقضي أَنّ الضَّمَّ وإِن كان فيهما معاً قليلٌ شاذٌّ في المضاعف واقتصر في : لَبَّ على هذا الفعل وزاد عليه في دَمم حَرْفَيْنِ آخَرَيْنِ قال : دَمَّ الرَّجُلُ يَدَمُّ دَمَامَةً من بابَيْ : ضَرَبَ وتَعِبَ ومن بابِ قَرُبَ لغةٌ فيُقَال : دَمُمْتَ تَدُمُّ ومثلُهُ : لَبُبْتَ تَلُبُّ وشَرُرْتَ تِشُرُّ من الشَّرّ ولا يكادُ يُوجَدُ لها رابعٌ في المضاعَفِ . وصرّح غيره بأَنّ الثّلاثةَ وَرَدَتْ بالضَّمّ في الماضي والفتحِ في المُضَارع على خلاف الأَصلِ ولا رابعَ لها . وذكرها في الأَشباه والنظائر غيرُ واحد . والأَكثرونَ اقتصرُوا على لَبُبَ وبعضُهم عليه مع دَمُمَ وقالُوا : لا ثالثَ لهما . انتهى . قال شيخُنا : دَمَّ نقلَها ابْنُ القَطّاع عن الخليل وشَرَّ : نَقَلَهَا ابْنُ هشامٍ في شرح الفصيح عن قُطْرُبٍ واقتصر القَزّاز في الجامع على : لَبَّ ودَمَّ ؛ وقال : لا نظيرَ لهما . وزاد ابْنُ خالَوَيْهِ : عَزُزَتِ الشّاة : قلّ لَبَنُهَا . فتكون أَربعة . وقيّدَ الفَيُّومِيُّ بالمُضَاعَف لأَنّه ورَدَ في غير المُضَاعَف نظائرُه وإِن كانت شاذَّة . قال ابْنُ القَطّاع في كتاب الأَبْنِيَة له : وأَمّا ما كان ماضيه على فَعُلَ بالضَّمّ فمضارعه يأْتي على يَفْعُلُ بالضَّمّ ككَرُمَ وشَرُفَ ما خلا حرْفاً واحداً حكاه سِيبَوَيْه وهو : كُدْتَ تَكادُ بضمّ الكاف في الماضي وفتحها في المضارع وهو شاذٌّ والجَيِّدُ كِدْتَ تَكَادُ . وحكى غيرُه : دُمْتَ تَدام ومُتَّ تَماتُ وجُدْتَ تَجاد . ثُمَّ نقل لَبَّ عن الزجّاج واليَزِيديّ كما مَرَّ ودَمَّ عن الخليل وعَزَّ عن ابْنِ خالَوَيْهِ . ولم يتعرّض لِشَرَّ الّذي في المصباح . انتهى
ويأْتي في ف ك ك : ولقد فَكُكِتْ كعَلِمت وكَرُمت فيستدرك على هذه الأَلفاظ . واللَّبَبُ : مَوْضِعُ المَنْحَرِ من كُلّ شَيْءٍ قيل : وبه سُمِّيَ لَبَبُ الفَرَس . واللَّبَبُ : كاللَّبَّة وهو مَوْضِعُ القِلادَةِ من الصَّدْرِ من كُل شّيْءٍ أَو النُّقْرَة فوقَه والجمع الأَلْبابُ . وفي لسان العرب اللَّبَّةُ وَسَطُ الصَّدْرِ والمَنْحَرِ والجمع لَباّتٌ ولِبابٌ عن ثعلب . وحكى اللَّحْيَانيُّ : إِنَّها لَحَسَنَةُ اللَّبَّاتِ كأَنّهم جعلوا كلَّ جزءٍ منهما لَبَّةً ثُمَّ جمعوا على هذا . وقال ابْنُ قُتَيْبَةَ : هي العِظَامُ الّتي فَوْقَ الصَّدْرِ وأَسفَلَ الحَلْقِ بين التَّرْقُوَتَيْنِ وفيها تُنْحَرُ الإِبِلُ . ومن قال : إِنها النُّقْرَةُ في الحَلْقِ فقد غَلِطَ . انتهى
من المجاز : أَخَذَ في لَبَبِ الرَّمْل هو : ما اسْتَرََّق مِنَ الرَّمْل وانْحَدَرَ من مُعْظَمِهِ فصار بَيْنَ الجَلَدِ وغَلْظِ الأَرْض . وقيل : لَبَبُ الكَثِيبُ : مَقَدَّمُهُ قال ذُو الرُّمَّةِ :
بَرَّاقَةُ الجِيدِ واللَّبَّاتِ واضِحَةٌ ... كَأَنَّهَا ظَبْيَةٌ أَفْضَى بِها لَبَبُقال الأَحْمرُ : مُعْظَمُ الرَّمْلِ : العَقَنْقَلُ فإِذا نَقَصَ قيل : كَثِيبٌ فإذا نَقَصَ قيلَ : عَوْكَلٌ فإِذا نَقَصَ قيل : سِقْطٌ فإِذا نقص قيلَ : عَدَابٌ فإِذا نَقَصَ قيلَ : لَبَبٌ . وفي التهذيب : اللَّبَبُ من الرَّمْل : ما كان قَريباً من حَبْلِ الرَّمْل . اللَّبَبُ : معروفٌ وهو ما يُشَدُّ في وفي نسخةٍ : على صَدْرِ الدّابَّةِ أَو النّاقة كما في نسخة بدل الدَّابّةِ . قال ابْنُ سيدَهْ وغيرُهُ : يكون للرَّحْلِ والسَّرْجِ لِيَمْنَعَ اسْتِئْخَارَ الرَّحْلِ والسَّرْجِ أَي : يَمْنَعُهُمَا من التّأْخير ج أَلْبابٌ قال سِيبَوَيْهِ : لم يُجاوِزُوا به هذا البِناءَ . وأَلْبَبْتُ السَّرْجَ : عَمِلْتُ له لَبَباً وأَلْبَبْتُ الدّابَّةَ فهي مُلْبَبٌ جاءَ على الأَصل وهو نادِرٌ : جعلتَ له لَبَباً قالَ : وهذا الحرفُ هكذا رواه ابْنُ السِّكِّيتِ بإِظهار التّضعيف . قال ابْنُ كَيْسَان : هو غَلَطٌ وقِياسُه مُلَبٌّ كما يُقَال مُحَبٌّ من : أَحْبَبْتُهُ . كذلك لَبَبْتُهَا أَي : الدّابَّةَ فهي مَلْبُوبَةٌ من الثُّلاثيّ عن ابْنِ الأَعْرابِيّ . واللَّبْلابُ : حَشِيشَةٌ ونَبْتٌ يَلْتَوِي على الشَّجَر . واللَّبْلابُ : بَقْلَةٌ معروفة يُتداوَى بها . واللَّبْلَبَةُ : الرِّقَّةُ على الوَلَد ومنه : لَبْلَبَةُ الشّاةِ على ما يأْتي . واللَّبْلَبَةُ : الشَّفَقَةُ على الإِنسان وقد لَبْلَبْتُ عليه . واللَّبْلَبَة : عَطْفُكَ على الإِنْسَان ومَعُونته ؛ قال الكُمَيْتُ :
ومِنَّا إِذا حَزَبَتْكَ الأمُورُ ... عَلَيْكَ المُلَبْلِبُ والمُشْبِلُ واللَّبِيبَةُ : ثَوْبٌ كالبَقِيرَةِ وسيأْتي بيانُهَا في حرف الرّاءِ . واللَّبَابُ كسَحابٍ وفي لسان العرب : اللَّبَابَةُ بزيادة الهاء : الكَلأُ وفي أَخرى : من النَّبات : الشَّيءُ القَلِيلُ غيرُ الواسِع حكاه أَبو حنيفة قال :
أَفْرِغْ لِشَوْلٍ وفُحُولٍ كُوِم ... باتَتْ تَعَشَّى اللَّيْلَ بالقَصِيمِ
" لَبَابَةً من هَمِقٍ هَيْشُومِ وقال ابْنُ الأَعْرابِيّ : هي لُبَايَةٌ بالضَّمّ والياءِ التَّحْتيّة وأَنشد الرَّجزَ وقال : هي شجرةُ الأُمْطِيّ الّذي يُعْمَلُ منه العِلْكُ . لُبَابٌ كغُرَابٍ : جَبَلٌ لبَنِي جَذِيمَةَ . في الحديثَ " أنَّ رجلاً خاصَمَ أَباهُ عندَهُ فَأَمرُ بهِ فَلُبَّ به " يقال : لَبَّبَهُ تَلْبِيباً : إِذا جَمَع ثِيابَهُ التي عليه عِندَ نًحْرِهِ وصدرِه في الخُصُومَة ثُمَّ جَرَّهُ وقَبَضَهُ إِليه وكذلك إِذا جعل في عُنُقِه حَبْلاً أَو ثَوباً وأَمْسَكه به وفي الحديث " أَنّه أَمَرَ بإِخْراجِ المُنَافِقِينَ من المسجد فقام أَبُو أَيُّوبَ إِلى رافعِ بْنِ وَدِيعَةَ فلَبَّبَهُ برِدائِه ثُمَّ نَتَرَهُ نَتْراً شديداً " . ولَبَّبَ الحَبُّ تَلْبِيباً : صارَ لَهُ لُبُّ يُؤْكَلُ . واللَّبَّةُ : المَرْأَةُ اللَّطِيفَةُ الحَسَنَة العِشْرِة مع زوجِها وقد تقدَّمَ . ولَبَّ اللَّوْزَ : كَسَرَهُ واسْتَخْرجَ قلبه . ولَبَّهُ لَبًّا : إِذا ضَرَبَ لَبَّتَهُ وهي اللِّهْزِمَةُ الّتي فوقَ الصَّدر وفيها تُنْحَرُ الإِبِل ؛ وقد سبَق . وفي الحَديث : " أما تَكُونُ الذَّكاةُ إِلاَّ في الحَلْقِ واللَّبَّةِ " . وَتَلَبَّبَ الرَّجُلُ وفي الأَساس : لَبَّبَ : تَحَزَّم وتَشَمَّر . والمُتَلَبَّبَ : المُتَحَزِّمُ بالسلاحِ وغيره . وكُلُّ مُجَمِّعٍ لثيابِهِ مُتَلَبَّبِ ؛ قال عَنْتَرَةُ :
" إنّي أَحاذِرُ أَنْ تَقُولَ حَلِيلتَي هذا غُبَار ساطِعٌ فتَلَبَّبِ والمُتَلَبَّبُ : مَوْضِعُ القِلادَةِ . وتِلِبَّبَ الرَّجُلانِ : أَخَذَ كلُّ منهما بِلَبَّةِ صاحبِهِ . وفي الحديثِ : " أن النَّبِيّ صلَّى الله عليه وسلّم " صَلَّى في ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَلَبِّباً به " والمُتَلَبِّبُ : الّذي تَحزَّم بثوبه عند صدره قال أَبو ذُؤَيْب :
ونَمِيمَة من قانِص مُتَلَبِّب ... في كَفِّه جَشءٌ أَجَشُّ وأقْطُعُ ومن هذا قِيلَ للَّذي لبس السّلاحَ وتَشَّمرَ للقِتَال : مُتَلَبِّبٌ : ومنه قولُ المُنَخَّلِ :
واسْتَلأْمُوا وتَلَبِّبُوا ... إنَّ التَّلَبُّبَ لِلْمُغِيرواللَّبْلَبُ : واللُّبْلَب كَسَبْسَبِ وبُلْبُلٍ : البَارُّ بِأَهْلهِ والمُحْسِنُ إِلى جِيرَانِهِ والمَشْفِقُ عليهم . واللَّبْلَبَة : التَّفَرُّقُ حكاه في التَّهذيب عن ابي عَمْروٍ . اللَّبْلَبَةُ : حِكايَةُ صوْت التَّيْسِ عِنْدَ السِّفاد يقالُ : لَبْلَبَ : إِذا نَبَّ وقد يُقالُ ذلك للظَّبْيِ . وفي حديثِ ابْنُ عَمْروٍ " أنَّه أَتّى الطَّائفَ فإِذا هو يَرَى التُّيُوسَ تَلِبُّ أَو تَنِبُّ على الغَنَم " . لَبَّ يَلِب كَفَرَّ يَفِرُّ . اللَّبْلَبَةُ : أَنْ تُشْبِلَ الشّاةُ على وَلَدِهَا بَعْدَ الوَضْعِ وحين الوَضْع وتَلْحسَهَا بشَفَتَيْها ويكون منها صوت كأَنّها تقولُ : لَبْ لَبْ . والأُلْبُوبُ بالضّم : حَبُّ نَوَى النَّبِقِ خاصَّةٍ وقد يَؤْكَلُ . والتَّلْبِيبُ : التَرَدُّدُ قال ابْنُ سِيدَهْ هذا حُكِىَ ولا أَدْرِي ما هو . التَّلْبِيبُ من الإِنسان : ما فِي مَوْضِعِ اللَّبَبِ من الثِّيَاب . أَخَذَ بتَلْبِيبِه : أَي لَبَبِهِ وهو اسْمُ كالتَّمْتينِ . وفي التّهْذيب . يقال : أَخَذَ بتَلْبِيبِ فُلاَنٍ : إِذا جَمَعَ عليه ثَوْبَهُ الّذي هو لابسُهُ عندَ صدرِه وقَبَضَ عليه يَجُرُّهُ . وفي الحديث : أَخَذْتُ بتَلْبِيبِه وجَرَرْتُه . وكذلك : أَخَذْتُ بتَلابِيبِه . أَلَبَّ الزَّرْعُ مثلُ أَحَبَّ : إِذا دَخَلَ فيهِ الأَكْلُ . أَلبَ َّلهُ الشَّيءُ : عَرَضَ قال رُؤْبَةُ : وإنْ قَراً أَوْ مَنْكِبٌ أَلَبّا عن الأَصْمَعِيّ قال : كان أَعْرَابِيٌّ عندَهُ امْرَأَةٌ فَبَرَمِ بها فأَلْقاها فيِ بِئرٍ غَرَضاً بها فمرّ بها نفر فسَمِعُوا هَمْهَمَتَهَا من البِئر فاستخرجُوها وقالوا : منْ فَعَلَ هذا بِكِ ؟ فقالت زوجي فقالُوا : ادْعِي اللهَ عليه فقالت : لا تُطاوِعُني بَنَاتُ أَلْبُبِي قالُوا : بَناتُ أَلْبُبٍ بضمّ الباءِ المُوَحَّدة الأُولى وقد فَتَحَها أَبو العَبَّاس المُبَرّدُ في قول الشّاعر :
" قَدْ عَلِمَتْ ذَاكَ بَنَاتُ أَلبَبِهْ وهي عُروقٌ في القَلْبِ متّصلةٌ به تكونُ منها الرَّقِّةُ والشَّفَقَةُ . ولكنْ يُقَالُ : ليس لنا في المجتمع أَفْعَل بالفَتح كأَحْمَدَ . وفي المُحْكَم : قد عَلِمَتْ بذلِك بَنَاتُ أَلْبُبِهِ يَعْنُونَ لُبَّهُ وهو أَحد ما شَذَّ من المُضَاعَف فجاءَ على الأَصل هذا مذهب سِيبَوَيْهِ . وقال المُبَرِّدُ في قول الشّاعر يُرِيدُ بَنَاِت أَعْقَلِ هَذا الحَيِّ فإِنْ جَمَعْتَ أَلْبُباً قلتَ : أَلابِبُ والتَّصْغيرُ أَلَيْبِبٌ وهو أَوْلَى من قولِ مَنْ أَعَلَّها . من المَجَاز : مررتُ بِحىٍّ ذي لَبالِبَ وظَبَاظِبُ لَبَالِبُ الغَنَم : جَلَبَتُهَا وصَوتُهَا وظَبَاظِبُ الإِبِلِ جَلَبَتُها كذا في الأَساس . يقال : رُجُلٌ لَبُّ ولَبِيبٌ أَي : لازِمٌ للأمْرِ مُقِيم عليه لايَفْتُرُ عنه . واللَّبُّ أيضاً : اللَّطِيف القَرِيبُ من النَّاس والأُنثى لَبَّةٌ وجمعُهَا لِبابٌ . من المَجَاز : رَجُلٌ مَلْبُوبٌ أَي : مَوْصَوفٌ بالعَقْلِ واللُّبِّ . قاله اللَّيْثُ . وفي التّهذيب : قال حَسّانُ :
وجارِيَة مَلْبُوبَة ومُنَجَّسٍ ... وطارِقَةٍ في طَرْقِها لَمْ تَشَدَّدِ من المَجاز : اللَّبِيبُ : العاقِلُ ذُو لُبٍّ ومن أُولِى الأَلْبابِ ج أَلِبَّاءُ . قال سِيبَوَيْهِ لا يُكَسَّرُ على غير ذلك والأُنْثَى لَبيبَةٌ . وقال الجَوْهَرِيُّ : رَجُلٌ لَبيبٌ مثلُ لَبٍّ . قال المُضّرِّب بْنُ كَعْب :
فَقُلْتُ لها فيئِى إِليك فإِنَّني ... حَرامٌ وإنّي بَعْدَ ذاكِ لَبِيب قيل : إِنَّمَا أَراد : مُلَبٍّ بالحج وقوله بعدَ ذاكِ أَي : مع ذاكِ . حُكِىَ عن يُونُسَ أَنّه قال : تقولُ العربُ للرَّجُل تَعْطِفُ عليه : لَبَابِ لَبَابِ بالكسر كَقَطَامِ وحَذَامِ . وقيل : إِنّه أَي : لا بأْسَ بلُغةِ حِمْيَرَ . قال ابْنُ سِيدَهْ : وهو عنديَ مِمّا تقدّم كأنّه إِذا نَفَي البَأْسَ عنه اسْتَحَبَّ مُلازَمَتَهُ . ودَيْرُ لَبَّي كحَتَّى مُثلَّثَةَ الّلام : ع بالمَوْصِل قال :
أسِيرُ ولا أَدْرِي لَعَلَّ مَنِيَّتِى ... بَلَبَّي إِلى أَعْرَاقِها قَدْ تَدَلَّتِقلت : زَعَمَ المُصَنِّف التّثليثَ في هذا الموضع الّذِي بالمَوْصِل والصَّحيح أَنّه بالكَسْرِ فَقَطْ كما قَّيده الصَّاغانيّ ونَصْرٌ وهو بالقُرْب من بَلَدَ بَيْنَهُ وبين العقْر وأما لُبَّي بالضَّم والتّشديد والباء مُمَالَةً فإنّه جَبَلٌ نَجْدِيّ وبالفَتح : موضع آخَرُ فتأَمَّلْ . ولَبَبٌ محرّكةً : ع نقله الصَّاغانيّ . في التَّهْذِيب في الثُّنَائيّ في آخِرِ تَرْجَمَةِ لَبَب ما نَصُّه : ويُقَالُ لِلْمَاِء الكَثِيرِ الّذي يَحْمِلُ منه الفَتْحُ وفي التهذيب : المِفْتَحُ بالميم ما يَسَعهُ فيَضِيقُ صُنْبُورُهُ بالضَّمّ هو مِثْقَبُ الماءِ عَنْهُ عن كَثْرَتِه : أَي : الماءِ فيَسْتَدِيرُ الماءُ عندّ فَمِهِ ويَصِيرُ كأَنَّه بُلبُلُ آنِيَةٍ : لَوْلَبٌ وجمعه لوَالِيبُ قال أَبو منصورٍ : ولا أَْدرِي أَعَرَبّي هو أَم مُعَرَّبً ؟ غيرَ أَنّ أَهلَ العِراق أَولِعُوا باسْتِعْمَالِ اللَّوْلَبِ وقال الجَوْهَرِيُّ في تَرْجَمَةِ لوب : وأمّا المِرْوَدُ ونَحْوُهُ فهو المُلَوْلَبُ على مُفَوْعَل كما سيأْتي وقال في تَرْجَمَةِ فولف : ومِمّا جاءَ على بِناءِ فَوْلَفٍ : لَوْلَبُ الماءِ . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه : قال ابْنُ جنِّي هو لُبَاب قَوْمِهِ وهم لُبَابُ قَومهم ن وهي لُبَابُ قَوْمِها ؛ قال جَرِير :
تُدَرِّي فَوْقَ مَتْنَيْها قُرُوناً ... على بَشَرٍ وآنِسَةٌ لُبَابُ والحَسَبُ اللُّبَابُ : الخالِصُ ومنه سُمِّيَتِ المَرَْْأَةُ لُبَابَةَ . وفي الحديث : " إِنّا حَيُّ من مَذْحِجٍ عُبَابُ سَلَفِها ولُبَابُ شَرفِها " . اللُّبَابُ : الخالصُ من كُلِّ شَيءٍ . واللَّباببَ : طَحينٌ مَرَقَّقٌ . ولَبَّبَ الحَبُّ : جَرَى فيه الدَّقِيق . ُ ولُبَابُ القَمْحِ ولُبَابُ الفُسْتُق وفي الأَساس : من المَجَاز : لُبَابُ الإِبل : خِيارُها ولُبَابُ الحَسَب : مَحْضُهُ . انتهى . قال ذو الرُّمُّةِ يَصِفُ فَحْلاً مِئْناثاً :
" مَقَاليتُهَا فهي اللُّبَابُ الحَبَائِسُ وفي أَبو الحَسَن فس الفالُوذَجِ : لُبَابُ القَمْحِ بِلُعاب النَّحْلِ . ولُبُّ في كلِّ شَيءٍ : نَفْسُه وحَقِيقَتُهُ وامْرَأَةٌ واضِحَةُ اللِّبَابِ . واسْتَلَبَّهُ : امْتَحَنَ لُبَّهُ . ومن المَجَاز : هو بِلَبَبِ الوادِي ولَبَّبُوا واسْتَلَبُّوا : أَخَذُو فيه كذا في الأَساس . وعن ثعلبٍ : لَبَّأْتُ قالته العربُ بالهمز وهو على غيرِ القِيَاس وقد سبقتِ الإِشارةُ إِليه في حَلأَ . ومن المَجَاز : قولهم : فُلانٌ في لَبَبٍ رَخِيٍّ : إِذا كاَنَ في بال وسَعَة ورَخِيُّ اللَّبَب واسعُ الصَّدْر . وفي لبَبٍ رَخِيٍّ : في سَعَة وخِصْبٍ وأَمْنٍ . وفي الحديث : " إِنَّ اللهَ مَنَع مِنِّي بَنِي مُدْلِجٍ لصلَتِهِم الرَّحِمِ وطعنِهِم في أَلْبابِ الإِبِل " قال أَبو عُبَيْدٍ " على هذه الرّوايةٍ له معنيانِ : أَحدُهما أَنْ يكونَ أَراد جمِعَ اللُّبِّ بمعنى الخالص كأَنّه أَراد خالصَ إِبلهم وكَرَائمَهَا . والثّاني أَنّه أَرادَ جمعَ اللَّبَبِ وهو مَوْضِعُ المَنْحَرِ من كُلِّ شَيْءٍ . ورواه بعضُهم : في لبَاَّتِ الإِبِلِ . واسْمُ ما يُتَلَبَّبُ : اللَّبَابَةُ قال عَنْتَرَةُ
ولَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَوْمَ طِرَادِهَا ... فطَعَنْتُ تَحْتَ لَبَابَةِ المُتَمطِّرِ وتَلَبُّبُ المرأَةِ بمِنْطَقَتِهَا : أَنْ تَضَعَ أَحَد طَرَفَيْهَا على مَنْكِبِهَا الأَيْسَرِ وتُخْرِجَ وَسَطَها من تحت يدِهَا اليُمْنَى فَتُغَطِّيَ به صَدْرَها وتَرُدُّ الطَّرَفَ الآخَرَ على مَنْكِبِها الأَيْسَرِ . وعن اللّيْث والصّرِيخُ إِذا أَنْذَرَ القَوْمَ واستَصْرَخَ : لَبَّبَ وذلك أَن يَجعَلَ كِنَانَتَه وقَوْسَه في عُنُقِه ثُمّ يَقْبِضَ على تَلْبِيبِ نَفْسِه وأَنشد :
" إِنَّا إِذا الدّاعي اعْتَزَى ولَبَّبا ويُقَالُ : تَلْبيبُهُ . تَرَدُّدُه وقد تقدَّم . وقال مُخَارِقُ بْنُ شِهابٍ في صفة تَيْسِ غَنَمِه :
وراحَتْ أُصَيْلاناً كَأَنَّ ضُرُوعَها ... دلاءٌ وفِيهَا واتِدُ القَرْنِ لَبْلَبُأَراد باللَّبْلَب : شَفَقَتَهُ على المِعْزَي الّتي أَرْسِلَ فيها فهو ذُو لَبْلَبَةٍ أَي : ذُو شَفَقَه . ولّبي بنُ سعدِ بْنِ شَطَن ولّبي بنُ صبيرةَ بنُ عِنَبَةَ : بَطْنانِ من بني سامةَ بن لُؤَيٍّ ذكره الأَميرُ عن سَيّارٍ النَّسَّابةِ . ومن المِجِاز : هو مُحِبٌّ له بلَبَالِبِ قَلْبِهِ . واللُّبُّ بالضَّمّ في لغة الأَنْدَلُسِ والعُدْوَةِ : سَبُعٌ مَعْرُوف عندهم شَبِيهٌ بالذِّئب . قال أَبو حَيّانَ في شَرح التَّسْهِيل : وليس يكون في غيرها من البٍلاد . وأَبو لُبَابَةَ : بِشْرُ بْنُ عبدِ المُنْذِرِ الأَنصَارِيُّ من النُّقَباءِ وأَبو لبيبَةَ الأَشْهَليُّ : صَحَابِيّاِن . ولُبَابَةُ بنتُ عبدِ اللهِ بْنِ عَبّاسِ بْنِ عبدِ المُطَّلِب : هي أُمُّ نَفيسةَ بنِت زيدِ بْنِ الحَسَن بْنِ عليّ