الخَمْرُ : ما أَسْكَرَ مادّتها موضوعة للتَّغْطيِة والمُخَالَطَةِ في سِتْرٍ كذا قالَه الرَّاغِب والصّاغانِيّ وغَيرُهما من أَربابِ الاشْتِقَاق وتَبِعَهم المُصَنِّف في البصائر . واختُلِف في حَيِقَتها فقِيل هي منْ عَصِيرِ العِنَب خَاصَّةً وهو مَذْهَب أَبِي حَنِفَة رَحِمه اللهُ تَعَالى والكُوفِيَّين مُرَاعَاةً لفِقْه اللَّغَة : أَو عَامٌّ أَي ما أُسْكَرَ من عَصِيرِ كُلِّ شَيْءِ لأَنَّ المَدَارَ على السُّكْر وغَيْبُوبة العَقْل وهو الذِي اختَاره الجَمَاهِير . وقال أَبو حَنِيفة الدِّينَوَرِيّ : وقد تكون الخَمْر من الحُبُوب . قال ابن سِيدَه وأَظُنُّه تَسمٌّحاً مِنْه لأَنَّ حَقِيقَة الخَمْر إِنَّمَا هي للعِنَب دون سائر لأَشْياءِ كالخَمْرَة بالهاءِ وقيل : إِنَّ الخَمْرة القِطْعَةُ مْنَها كما في المِصْبَاح وغَيْره فَهِيَ أَخَصُّ الأَعْرَفُ في الخَمْر التَّأْنِيث يقال : خَمْرةٌ صِرْف وقد يُذَكَّر وأَنْكر الأَصْمَعِيّ والعُمُومُ أَي كَوْنها عَصِيرَ كُلِّ شَيْءٍ يَحْصُلُ به السُّكْرُ أَصَحُّ على ما هو عِنْد الجُمْهُور لأَنَّهَا أَي الخَمْر حُرِّمَت وَمَا بالمِدينة المُشْرَّفة التي نَزَل التَّحْرِيم فيها خَمْرُ عِنبِ بل وَمَا كَانَ شَرابُهُم إِلاَّ من البُسْر والتَّمْر والبَلَح والرُّطَب كما في الأَحادِيث الصِّحاح التي أَخْرَجَهَا البُخَارِيُّ وغَيْرُه . فحدِيثُ ابْنِ عُمَر " حُرِّمَت الخَمْرُ وما بالمَدِينَة منها شَيْءٌ " وفي حدِيثُ أَنَسٍ " وما شَرابُهم يَوْمَئذٍ إِلاَّ الفَضِيحُ والبُسْرُ والتَّمْرُ " أَي ونَزَل تَحْرِيمُ الخَمْر التي كَانت مَوْجُودَةً مِنْ هذِه الأَشياءِ لا في خَمْرِ العِنَب خَاصَّةً . قال شَيْخُنَا : ولا ستِدْلال به وَحْده لا يَخْلُو عن نَظَر فتَأَمَّل . قلتُ : والبَحْثُ مَبْسُوط في الهِدايَة للإِمَام المرْغينَانّي وشَرْحِها للإِمام كَمالِ الدِّينِ بن الهُمَام في كِتَابِ الحُدُود لَيْس هذا مَحَلّه . واختُلِف في وَجْه تَسْمَيتِه فقيل لأَنَّهَا تَخْمُرُ العَقْل وتَسْتُرُه قال شيخُنَا : هو المَرْوِيّ عن سَيِّدنا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه ومَالَ إِلَيْهكَثِيرُون واعْتَمَده أَكْثَرُ الأُصُولِيِّين . قُلتُ : الذي رُويَ عن سَيِّدنا عُمَرَ رَضِي اللهُ عنه : " الخَمْر : ما خامَرَ العَقْلَ " . وهو في صحيح البُخَارِيّ كما سيأْتي أَو لأَنَّهَا تُرِكَتْ حَتَّى أَدْرَكَتْ واخْتَمَرَتْ . والَّذي نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وغَيرُه عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ما نَصُّه : وسُمِّيَت الخَمْرُ خَمْراً لأَنَّهَا تُرِكَت فاخْتَمَرَت واخْتِمَارُهَا تَغَيُّر رِيحِها فلو اقْتَصَر المُصَنِّف على النَّصِّ الوارِد كان أَوْلَى أَو قَدَّم اخْتَمَرت على أَدْرَكَت لِيَكُون كالتَّفْسِير لَه وهو ظَاهِرٌ أَو لأَنَّها تُخَامِرُ العَقْلَ أَي تُخَالِطُهُ وهو الَّذِي رُوِيَ في الحدِيث عن سَيِّدِنا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه ونَصُّه : " الخَمْر ما خَامَرَ العَقْلَ " . وهو في البُخَارِيّ ونَقَله ابنُ الهُمام في شَرْح الهِدايَة وأَوردَه المُصَنِّفُ في البَصَائِر
وعِبَارَةُ المُحْكَم : الخَمْر : ما أَسْكَرِ من عَصِير العِنَب لأَنَّهَا خامَرَت العَقْلَ ثم قال بَعْدَه بِقَلِيل : والمُخامرةُ المُخَالَطَة . وفي المِصْبَاح : الخَمْرُ : اسمٌ لكلّ مُسْكِرٍ العَقْلَ . واخْتَمَرَت الخَمْرُ : أَدْرَكَتْ وغَلَت . العَرَب تُسَمِّي العِنَب خَمْراً . قال ابنُ سِيدَه : وأَظُنَّ ذلِك لكَوْنِهَا مِنْه حَكَاها أَبُو حَنِفَة . قال : وهي لُغَة يَمَانِيَة وقَالَ في قَوْلِه تَعَالى : " إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً " . إِنَّ الخَمْرَ هنا العِنَب . قال : وأُراهُ سَمَّاه باسْمِ مَا فِي الإِمْكَان أَنْ تَؤُولَ إِلَيْه فَكأَنَّه قال : أَرَانِي أَعْصِر عِنَباً . قال الراعي :
يُنَازِعُنِي بِهَا نُدْمانُ صِدْق ... شِواءَ الطَّيْرِ والعَنِبَ الحَقِينَا . يُرِيدُ الخَمْر . وقال ابنُ عَرَفَة : " أَعْصِر خَمْراً " أَي أَسْتَخْرِجُ الخَمْرَ وإِذا عُصِرَ العِنَبُ فإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ به الخَمْرُ فلِذلِك قال : أَعْصِر خَمْراًقال أَبو حَنِفَة : وزعَم بَعْضُ الرُّوَاة أَنَّه رَأى يَمانِياً قد حَمَل عِنَباً فقال له : ما تَ حْمشل ؟ فقال : خَمْراً قسَمِّي العِنَب خَمْراً . والجَمْع خُمُورٌ وهي الخَمْرَة كتَمْرة وتَمْر وتُمُورٌ . وفي حَدِيث سَمْرَةَ : " أَنَّه باعَ خَمْراً فقال عُمَرُ : قاتَلَ اللهُ سَمَرةَ " . قال الخَطَّابِيّ : إِنَّما باع عَصِيراً ممن يَتَّخذُه خَمْراً فسَمَّاه باسْمِ ما يَؤُولُ إِليْه مَجَازاً فَلِهذا نَقَمَ عُمرُ رَضِي اللهُ عنه عَلَيْه لأَنَّه مَكْرُوهٌ . وأَمَّا أَنْ يَكُونَ سَمُرةُ باعَ خَمْراً فَلاَ لأَنَّه لا يَجْهَل تَحْرِيمه مع اشْتِهَاره فاتَّضَح لَكَ مِمَّا ذكرنا أَنَّ قولَ شَيْخِنا : هذا القَوْلُ غَرِيبٌ غَرِيبٌ . الخَمْر : السَّتْر خَمَرَ الشَّيْءَ يَخْمُره خَمْراً : سَتَرَه . الخَمْرُ : الكَتْمُ كالإِخْمارِ فِيهِما : يقال خَمَرَ الشيْءَ وأَخْمَرَ سَتَرَه . وخَمَرَ فُلانٌ الشَّهادةَ وأَخْمَرها : كَتَمها وهو مَجَاز . وفي الحَدِيثِ " لا تَجِدُ المُؤْمِنَ إِلاَّ في إِحْدَى ثَلاثٍ . في مَسجدٍ يَعْمُره أَو بَيْتٍ يَخْمُرُه أَو مَعيشَةٍ يُدَبِّرُها " . يَخْمُره أَي يَسْتُره ويَصْلِح من شَأْنِه . الخَمْر : سَقْيُ الخَمْرِ . يقال : خَمَرَ الرَّجلَ والدَّابَّةَ يَخْمُره خَمْراً : سَقَاه الخَمْرَ . عن أَبي عَمرو : الخَمْرُ : الاسْتِحْيَاءُ تقول : خَمَرتُ الرَّجلَ أَخْمُره استَحْيَيتَ منه . الخَمْرُ : تَرْكُ اسِتْمَال العَجِين والطِّين هكذا في النُّسَخ الطَّين بالنُّون ويقال الطِّيب بالباءِ كما في أُمَّهات الُّغَة ونَحْوِه . والَّذِي في المُحْكَم : ونَحْوِهما . وذلك إِذَا صَبَّ فيه المَاءَ وَتَرَكَه حتى يَجُودَ أَي يَطِيب كالتَّخْميرِ . والفِعْلُ كضَرَبَ ونَصَرَ . يقال خَمَر العَجِينَ يَخْمُره ويَخْمِره خَمْراً وخَمَّرَه تَخْمِيراً وهو خَمِيرٌ ومُخَمَّر وقد اخْتَمَر الطِّيبُ والعَجِينُ وقيل : خَمَّرَ العَجِينَ : جَعَلَ فيه الخَمِيرَ . الخِمْرُ بالكَسْر : الغِمْرُ . الغَيْن لُغَة في الخاءِ وهو الحِقْد . وقد أَخْمَرَ . الخَمَرُ بالتَّحرِيك : ما وَارَاكَ من شَجَرٍ وغَيْرِه كالجَبَل وغَيْرِه . يقال : تَوَارَى الصَّيْدُ عنِّي في خَمَرِ الوَادِي . وخَمَرُه : ما وَارَاه من جُرُفٍ أَو حَبْلٍ من حِبَال الرَّمْلِ أَو غَيْرِه . ومنه حديث سَهْل بنِ حُنَيف " انْطَلَقْتُ أَنَا وفُلانٌ نَلْتَمِس الخَمَرَ " . وفي حدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ " فابْغِنَا مكاناً خَمَراً " أَي ساتِراً يَتَكَاثَفُ شَجَرُهُ . في حَدِيث الدَّجَّال " حتى تَنْتَهُوا إِلى جَبَلِ الخَمَرِ " . قال ابنُ الأَثِير : هكذا يُرْوَى . يَعْنِي الشَّجَرَ المُلْتَفَّ وفُسَّر في الحدِيثِ أَنَّه جَبَلٌ بالقُدْسِ لكثرِة شَجَرِه . وفي حَدِيثِ سَلْمَانَ أَنَّه كَتَب إِلى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا . " يا أَخِي إِنْ بَعْدَت الدَّارُ مِن الدَّارِ فإِنَّ الرُّوحَ مِنَ الرُّوحِ قَرِيب وطَيْرُ السَّماءِ على أَرْفِهِ خَمَرِ الأَرْض يَقَع " . الأَرْفَهُ : الأَخْصَب . يُرِيد أَنَّ وَطَنه أَرْفَقُ به وأَرْفَه له فلا يُفَارِقُه . وكان أَبُو الدَّرْدَاءِ كَتَب إِلَيْه يَدْعُوه إِلى الأَرضِ المُقَدَّسَة . قد خَمِرَ عَنِّي كَفِرَح يَخْمَر خَمَراً أَي خَفِيَ وتَوَارَى . وأَخْمَرَ القَومُ : تَوَارَوْا بالخَمَر . ويقال للِرَّجل إِذا خَتَلَ صاحِبَه : هو " يَدِبُّ له الضَّرّاءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ " . يقال : أَخْمَرَتَه الأَرْضُ عَنِّي ومِنِّي وعَلَيَّ : وَارَتْهُ وسَتَرَتْهالخَمَر : جَمَاعَةُ النَّاسِ وكَثْرَتُهُم كخَمْرَتِهم بفَتْح فَسْكُون وخَمَارِهِم بالفَتْح ويُضَمُّ لُغَة في غَمَارِ النَّاس وغُمَارِهم . يقال : دَخَلْت في خَمْرَتِهم وغَمْرَتِهِم أَي في جَمَاعَتِهم وكَثْرَتِهم . الخَمَر : التَّغَيُّر عَمَّ كَانَ عَلْيْه ومنه المَثَل : " ما شَمَّ جِمَارَك " كما سَيَأْتِي قَرِيباً . الخَمَر : أَنْ تُخْرزَ نَاحِيَةُ وفي بَعْضِ النُّسَخ : ناحِيَتَا أَدِيمِ المَزَادَةِ وهو مُوافِقٌ لمَا في الأَمَّهاتِ وتُعَلَّى بخَرزٍ آخَرَ نقَلَه الصَّغانِيّ . الخَمِر كَكَتِفٍ : المَكَانُ الكَثِيرُ الخَمْرِ على النَّسَبِ حَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ لضبابِ بن وَاقِد الطُّهَوِيّ :
وَجَرَّ المَخَاضُ عَثَانِينَها ... إِذا بَرَكَت بالمَكَان الخَمِرْ والخُمْرَةُ بالضَّمّ : ما خُمِّرَ فِيهِ . الطَّيبُ والعَجِين كالخَمِيرِ والخَمِيرَةِ وخُمْرَةِ العَجِين : ما يُجْعَل فيه من الخَمِيرةَ : وعن الكِسائِيّ : يقال : خَمَرْتُ العَجِينَ وفطَرْته وهي الخُمْرَةُ الَّتِي تُجْعَل في العَجِين يُسَمّيها النَّاسُ الخَمِير وكذلك خُمْرَةُ النَّبِيذِ والطَّيبِ . وخُبْزٌ خَمِيرٌ وخُبْزة خَمِيرٌ عن اللَّحْيَانِيّ كِلاهُما بغَيْر هاءٍ . الخُمْرَة : عَكَرُ النَّبِيذِ ودُرْدِيُّه . ويقال : صَلَّى فلانٌ على الخُمْرَة وهي حَصِيرَةٌ صَغِيرةَ تُنْسَج من السَّعَف أَي سَعَفِ النَّخْل وتُرَمَّل بالخُيُوطُ . وقال الزَّجَّاج : سُمِّيَت خَمْرَةً لأَنَّها تَسْتُر الوَجْهَ من الأَرْض وقال غَيْرُه : سُمِّيَت لأَنَّ خُيُوطَها مَسْتُورَةٌ بسَعَفِها . وقد تَكَرَّر ذِكْرُها في الحدِيث وهكذا فُسِّرَت . الخُمْرَةُ : الوَرْسُ . وأَشْيَاءُ مِنَ الطِّيب تَطَّلِى بِهَا أَي بِتِلْك الأَشْيَاءِ . وفي بَعْض الأُصول : بِه أَي بالوَرْس أَي بالمَجْمُوع مِنْه مع غَيْره المرأَةُ لتُحَسِّنَ وَجْهَهَا . وفي الأُمَّهَات اللَّغَوِيَّة تَطْلِي بِه المَرأَةُ وَجْهَها وقد تخَمَّرت وهي لُغَة في الغُمْرَةِ . الخُمْرَةُ : ما خَمَامَرَك أَي خَالَطَك من الرِّيح كالخَمَرِةَ مُحَرَّكَةً الأَخِيرَة عن أَبي زَيْد قيل الخُمْرَة : الرَّائِحَةُ الطَّيَبَة يقال وَجَدْتُ خُمْرَةَ الطِّيب أَي رِيحَه ويُثَلَّثُ الكَسْر عن كُرَاع
الخُمْرَة : أَلَمُ الخَمْرش ويُوجَد في بَعْضِ النُّسَخ : أَلَمُ الحُمَّى وهو غَلَط وقيل : خُمْرَة الخَمْر : ما يُصِيبُك مِن صُدَاعها وأَذَاها جَمْعُه خُمَرٌ . قال الشاعِر
وقد أَصابَتْ حُمَيَّها مَقَاتِلَهُ ... فلم تَكَدْ تَنْجَلِي عَن قَلْبِهِ الخُمَرُ . كالخُمَار بالضَّمّ أَي الخُمْرة والخُمَار : مَا خَالَطَ مِنْ سُكْرِهَا . وقيل الخُمَار : بَقِيَّةُ السُّكْرِ . والمُخَمِّر كمُحَدِّث : مُتَّخِذُهَا . والخَمَّارُ : بائِعُهَا . واخْتِمَارُهَا إِدْراكُها وذلِك عِنْد تَغَيُّر رِيحِها الذي هو إِحْدَى عَلاَمَاتِ الإِدْرَاكِ وغَلَيَانُها . وفي المِصْبَاح : اخْتَمَرَت الخَمْرَةُ : أَدْرَكَت وغَلَت . والخِمَارُ للمَرْأَة بالكَسْرِ : النَّصِيفُ كالخِمِرِّ كطِمِرِّ الأَخِيرَة عن ثَعْلَب وأَنشد :
" ثم أَمَالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ . قِيل : كُلُّ ما سَتَرَ شَيْئاً فَهْو خِمَارُه ومنه خِمَارُ المَرْأَةِ تُغَطِّي به رَأْسَها ج أَخْمِرَةٌ وخُمْرٌ بضم فسكون وخُمُرٌ بضَمَّتَين . يقال : ما شَمَّ جِمَارَكَ ؟ أَي ما غَيَّرك عَنْ حالِك ومَا أَصابَك يقال ذِلك للِرّجُل إِذا تَغَيَّر عَمّا كان عَلَيْه . والخِمْرةُ منه أَي مِن الخِمَار كالِّحْفَةِ من اللّحافِ يقال : إِنّها لَحَسَنَةُ الخِمْرَةِ . ومِنْه قَوْلُ عُمَرَ لمُعَاوِيَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : " ما أَشْبَهَ عَيْنَكَ بخِمْرَة هِنْد " وهي هَيْئَة الاخْتِمار . منه المَثَل : " إِنَّ العَوَانَ لا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ " . يُضْرب للمُجَرِّبِ العَارِفَ : أَي إِنَّ المرأَةَ المُجَرِّبة لا تُعَلَّم كَيْفَ تَفْعَلُالخِمْرة : وِعَاءُ بْزِرِ الكَعَابِرِ وفي بَعْض الأُصول : العَكَابر الَّتِي تَكُونُ في عِدَانِ الشَّجَرِ يقال : جاءَنا فلان على خِمْرَة بالكَسْر وَ على خَمَرٍ مُحَرَّكَةً أَي في سِرٍّ وغَفْلَةٍ وخُفْيَةٍ . قال ابنُ أَحْمَر :
مِن طَارِق أَتِي على خِمْرَةَ ... أَو حِسْبَةٍ تَنْفَع مَنْ يَعْتَبِرْ . فَسَّرَه ابنُ الأَعرابِيّ وقال : أَي على غَفْلَة مِنْك . وتَخَمَّرَتْ بِه أَي الخِمَار واخْتَمَرتْ : لَبِسَتْه وخَمَّرتْ به رَأْسَها : غَطَّتْه والتَّخْمِيرُ : التَّغْطِيَة . وكُلُّ مُغَطًّى ومُخَمَّرٌ . ورُوِىَ عن النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم أَنه قال " خَمِّرُوا آنِيَتَكُم " . قال أَبو عَمْرو : أَي غَطًّوا . وفي رِوَايَة " خَمَّروا الإِنَاءَ وأَوْكُوا السِّقَاءَ " . ومنه الحَدِيثُ " أَنَّه أَتِيَ بإِنَاءٍ من لَبَن فقال : هَلاَّ خَمَّرتَه ولو بِعُودٍ تَعْرِضُه عَلَيْه " . وعن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : " كان إِذَا عَطَسَ خَمَّرَ وَجْهَه وأَخْفى عَطْسَتَه " . رَوَيْنَاه في الغَيْلانيّات
من المَجَاز : المُخْتَمِرَةُ : الشَّاةُ البَيْضَاءُ الرَّأْسِ . ونَصُّ اللَّيْث : المُخْتَمِرَةُ من الضَأْن والْمِعْزَي هِيَ التي ابيَضَّ رأْسُها من بَيْن سائِرِ جَسَدِهَا . وفي التَّهْذِيب والمُحْكَم قالوا : هي مِن الشِّيَاه : البَيْضَاءُ الرأْسِ . وقِيلَ : هي النَّعْجَةُ السَّوْدَاءُ ورَأْسُهَا أَبْيَضُ مثل الرَّخْماءِ مُشْتَقٌّ من خِمَارِ المَرْأَةِ
قال أَبو زَيْد : إِذَا ابيَضَّ رأْسُ النَّعْجَة من بَيْن جَسَدِها فهي مُخَمَّرةٌ ورَخْمَاءُ ومِثْلُه في الأَساس وغَيْره وكَذَا الفَرَسُ . يقال : فَرَسٌ مُخَمَّرٌ إِذا كانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وسَائِرُ لَوْنِه مَا كَانَ ولا يُقَال مُخْتَمِرٌ وهَذَا يَدُلُّ على أَنَّ الذي في كلام المُصَنِّفِ أَوَّلاً هو المُخَمَّرةُ . خَمِرَ عليه خَمَراً و أَخْمَرَ : حَقَدَ وذَحَلَ . وأَخْمَرَ فُلاناً الْشَّيْءَ : أَعطاهُ أَو مَلَّكَهُ إِيّاه . قال مُحَمَّد ابنُ كَثِير : هذا كَلاَمٌ عِنْدَنَا مَعْرُوف باليَمَن لا يَكَاد يُتَكَلَّم بغَيْره . يَقُولُ الرَّجُلُ : أَخْمِرْنِي كَذَا وكَذَا أَي أَعْطِنيه هِبَةً لِي مَلَّكْني إِيَّاه ونَحْو هذا . أَخْمَرَ الشَّيْءَ : أَغَفَلَه عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وأَخْمَرَ الأَمْرَ أَضْمَرَه قال لَبِيد :
" أَلِفْتُكِ حَتَّى أَخْمَرَ القَوْمُ ظِنَّةًعَلَيَّ بَنُو أُمِّ البَنَينَ الأَكَابِرُوعبارة التَّهْذِيب : وأَخْمَر فُلاَنٌ عَلَيَّ ظِنَّةً أَي أَضْمَرَها وأَنْشَدَ بَيْتَ لبِيد . أَخْمَرَتِ الأَرْضُ : كَثُرَ خَمَرُهَا أَي شَجَرُهَا المُلْتَفُّ . يقال : أَخْمَرَ العَجِينَ وخَمَرَه إِذا خَمَّرَه كما يقال فَطَرَه وأَفْطَرَه . واليَخْمُورُ : الأَجْوَفُ المُضْطَرِبُ . من كُلّ شَيْءٍ . اليَخْمُور أَيْضاً : الوَدَعُ واحدته يَخْمُورَةٌ . ومِخْمَرٌ كمِنْبَرٍ : اسمٌ وكذا خُمَيْر كزُبَيْر . وخُمَيْرٌ كزُبَيْر أَيضاً : ماءٌ فوقَ صَعْدَةَ باليَمَن خُمَيْرُ بْنُ زِيَاد وخُمَيْر بنُ عَوْف بْنِ عَبْدِ عَوْف خُمَيْرٌ الَّرحَبِيُّ ويَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ . اليَزَنِيّ من أَهْلِ الشّام مُحَدِّثُونَ . الأَخِير ورَوَى عن أَبِيه وأَبُوه مِمَّن يَرْوِي عن ابْنِ عُمَرَ قالهَ الذَّهَبِيّ . وأَبُو خُمَيْرِ بْنُ مَالِكٍ : تابِعيٌّ . ويقال : خُمَيْرٌ أَبُو مَالِك يَرْوِي عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو وعنه عَبْدُ الكَرِيم ابنُ الحارِث . وخَارِجَةُ بن الخُمَيْر صَحابِيّ مَرَّ ذِكْره في الجِيمِ . خَمِيرٌ كأَمِير أَبُو الخَيْر خَمِيرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْد الذَّكْوانِيُّ سمِع من إِسماعِيلَ البَيْهَقِيِّ أَبو المَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ خَمِيرٍ الخُوَارَزْمِيّ حَدِّثَ بشَرْح السَّنَّة عن البَغَوِيّ . وبَلَدِيُّه صَاعِدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ خَمِير الخُوَارَزْميّ أَخَذ عَنْه العُلَيْميّ . وفاتَه : خَمِيرُ بنُ عَبْد الله الذُّهْلِيّ عن ابن داسَةَ . وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بنُ أَحْمد ابن خَمِير الخُوَرَازْميّ عن الأَصمّ . وأَبو العَلاءِ صاعِدُ بنُ يُوسفُ بن خَمِيرٍ خُوَارَزْمِيّ أَيضاً ضَبَطهم الزَّمَخْشَرِيّ مُحَدِّثُون . وذُو مِخْمَر كمِنْبَر أَو هو مِخْبَر بالبَاءِ المُوَحَّدة ابنُ أَخِي النَّجَاشِيِّ مَلِك الحَبَشَة خَدَمَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم حَدِيثُه عند الدَّمَشْقِيّين وكان الأَوزاعِيُّ يقول : هو بالمِيمِ لا غَيْر . وذَاتُ الخِمَارِ بالكَسْرِ : ع بِتِهَامَةَ نقله الصّغانِيّ
وذُو الخِمَار : لَقَبُ عَوْف بْن الرَّبِيعِ بْن سَمَاعَةَ ذِي الرُّمْحَيْن وإِنَّمَا لُقِّب به لأَنَّه قاتَلَ في خِمَارِ امرأَتِه وطَعَنَ في كَثِيرِينَ فإِذا سُئِلَ واحِدٌ : مَنْ طَعَنَكَ ؟ قال : ذُو الخِمَار . ذُو الخِمَار : فَرسُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ الشَّاعرِ الصَّحابِيِّ أَخِي متَمِّم . قال جَرِير :
مَنْ مِثْلُ فارِس ذِي الخِمَار وقَعْنَب ... والحَنْتَفَيْنِ لِلَيْلَةِ البَلْبَالِ . ذو الخِمَار : فَرَسُ الزُّبَيرِ بْن العَوَّام القُرَشِيّ شَهِدَ عليه يَوْمَ الجَمَل وقد جاءَ ذِكْرُه في الشِّعر . من المَجَازِ : المُخَامَرَةُ : الإِقَامَةُ ولُزُومُ المَكَانِ . وخَامَرَ الرَّجلُ بَيْتَه وخَمَّرَه : لَزِمَه فلم يَبْرَحْه وكذلك خَامَرَ المَكَانَ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
" وشاعِر يُقَالُ خَمِّرْ في دَعَهْ قال ابنُ الأَعرابِيّ : المُخَامَرَة : أَنْ تَبِيعَ حُراً على أَنَّه عَبْدٌ . وبه فَسَّرَ أَبُو مَنْصُور قَوْلَ سَيِِّنَا مُعَاذٍ الآتِي ذِكْرُه . المُخَامَرَةُ : المُقَارَبَة والمُخَالَطَة . يقال : خَامَرَ الَّشْيءَ إِذا قارَبَه وخالطَه . وقال ذُو الرُّمَّة :
هَامَ الفُؤَادُ بِذِكْراها وخَامَرَهُ ... منها عَلى عُدَوَاءِ الدَّارِ تَسْقِيمُ . وهو بالمَعْنَى الثَّنِي مَجَازٌ ومُكَرَّر . قال شَمِرٌ : والمُخَامِرٌ : المُخَالطُ . خَامَرَهُ الدَّاءُ إِذا خَالَطَه وأَنْشَد :
وإِذَا تُبَاشِركَ الهُمُو ... مُ فإِنَّها دَاءٌ مُخَامِرْونَحْوَ ذلِكَ قَالَ الليثُ في خامَرَه الدَّاءُ إِذا خَالَطَ جَوْفَه . المُخَامَرَةُ : الاسْتِتارُ ومِنْه المَثَل : " خَمِرِي أُمَّ عَامِرٍ " . وهِي الضَّبُعُ أَي اسْتَتِرِيّ ويُقَال : خَامِري خَضَاجِر أَتاكِ ما تُحَاذِر . هكَذَا وَجَدْنَاه . وبَسَطه المَيْدَانِيّ في مَجْمَعِ الأَمْثَال والزَّمَخْشَرِيُّ في المُسْتَقْصَى وابْنُ أَبِي الحَدِيد في شَرْحِ نِهْجِ البَلاَغَة وأَبُو عَلِيّ اليوسيّ في زَهر الأَكَم . والوَجْهُ خَامِرْ بحَذْفِ الياءِ أَو تُحَاذِرِين بإِثْباتِهَا والمَشْهُور عند أَهْلِ الأَمْثَال هو الَّذِي وَجَدَه المُصَنِّف واستَخْمَرَه : استَعْبَدَه بِلُغَةِ اليَمَن . هكَذَا فَسَّرَ ابنُ المُبَارَك حَدِيثَ مُعَاذٍ " مَن استَخْمَر قَوْماً أَوَّلُهُم أَحْرَارٌ وجِيرَانٌ مُسْتَضْعَفُون فله ما قَصَرَ في بَيْته " . يقول : أَخذَهُم قَهْراً وتَمَلَّك عَلَيْهمِ . فَمَا وَهَبَ المَلِكُ مِن هؤُلاءِ لرَجل فاحْتَبَسَه واخْتَارَه واسْتَجْرَاه في خِدْمَتِه حتى جاءَ الإِسْلام وهو عنده عَبْدٌ فَهُوَ لَه . نَقَلَه أَبُو عُبَيْد . وقال الأَزْهَرِيّ : أَرَادَ من استَبْعَد قَوْماً في الجاهِليَّة ثم جَاءَ الإِسْلام فَلَه مَا حَازَه في بَيْتِه لا يَخْرُجُ مِن يَدِه . قال : وهذا مَبْنِيٌّ على إِقْرَارِ النَّاسِ على مَا في أَيْدِيهم . والمُسْتَخْرِ : الشَّرِّيبُ للخَمْرِ دائماً كالخِمِّير وَزْناً ومَعْنًى . وتَخْمُرُ كتَنْصُر مُضارِع نَصَر : من أَعْلامِهِنّ أَي النَّسَاءِ . يُقَال : ماهُو بِخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خَيْرَ عنْدَه ولا شَرَّ . وفي التَّهْذِيب : لا خَيْرَ فيه ولا شَرَّ عِنْدَهُ . ويُقَالُ أَيْضاً : ما عِنْد فُلانٍ خَلٌّ ولا خَمْرٌ . وباخَمْرَي كسَكْرَي : ة : قَرْية بالبَادِيَة قُرْبَ الكُوفَةِ بها قَبْرُ الإِمَامِ الشَّهِيد أَبِي الحَسَن إِبراهيمَ ابْنِ عَبْدِ اللهِ المَحْضِ بْنِ الحَسَن المُثَنَّى بْنِ الحَسَن السَّبْطِ الشَّهِيدِ ابْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم . خَرَجَ بالبَصْرة في سنة 145 وبايَعَه وُجُوُهُ النَّاسِ . وتَلَقَّب بأَمِير المُؤمِنِين فَقلِقَ لذلك أَبٌو جَعْفَر المَنْصُورُ فأَرْسَلَ إِليه عِيسَى ابنَ مُوسَى لِقتَالِه فاستُشْهِد السَّيِّدُ إِبراهِيمُ وحُمِلَ رَأْسُه إِلى مِصْر وكان ذلك لخَمْس بَقين من ذِي القَعْدة سنة 145 وهُو ابنُ ثمانَ وأَرْبَعِين كما حَكَاه البُخَارِيُّ النَّسَّابة ولَيْسَ له عَقِبٌ إِلا مِن ابْنه الحَسَن وحَفِيده إِبْرَاهِيم بن عَبْدِ الله بن الحَسَن هذا جَدُّ بَنِي الأَزْرَق باليَنْبُع . وخُمْرانُ بالضَّمّ : نَاحِيَةٌ بخُرَسَانَ . وفي كُتُب السِّيَرِ : فَتَحَ ابنُ عَامِر مَدِينَةَ إِيران شَهْر وما حَوْلَها : طُوس وأَبِيوَرْد ونَسَا وخُمْرانَ حَتَّى انْتَهَى إِلى سَرَخْسَ عَنْوةً وذلِك في سنة 31
ومما يُسْتَدْرَك عليه : رَجُل خَمِرٌ كَكَتِفٍ : خامَرَه دَاءٌ . قال ابنُ سِيدَه : وأُرَاه على النَّسَبِ قال امْرُؤُ القَيْس :
أَحَارُ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ ... ويَعْدُو علَى المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : رَجُلٌ خَمِرٌ أَي مُخَامَرٌ . قال : وهكذا قيَّده بخَطَّه شَمِرٌ . وعِنَبٌ خَمْرِيٌّك يَصْلُح للخَمْرِ . ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ : يُشْبِه لَوْنَ الخَمْرِ . والخُمَارُ : بَقِيَّةُ السُّكْرِ تقول منه رَجُلٌ خَمِرٌ أَي في عَقِبِ خُمَارٍ . ويُنْشَدُ قَوْلُ امْرِيءِ القَيْس : وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : رَجُلٌ خَمِرٌ أَيمُ خَامَرٌ . قال : وهكذا قيَّده بخَطِّه شَمِرٌ . وعِنَبٌ خَمْرِيٌّ : يَصْلُح للخَمْرِ . ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ : يُشْبِه لَوْنَ الخَمْرِ والخُمَارُ : بَقِيَّةُ السُّكْرِ تقول منه رَجُلٌ خَمِرٌ أَي في عَقِبِ خُمَارٍ . ويُنْشَدُ قَوْلُ امْرِئِ القَيْس :
" أُحارُ بْنَ عَمْرٍو فُوادِي خَمِرْ . ورجُلٌ مَخْمُور : بِه خُمَارٌ وخَمِرٌ كذلك وقد خُمِرَ خَمْراً ورجلٌ مُخَمَّر كمَخْمُور . وتَخَمَّرَ بالخَمْر : تَكَسَّرَ به . وخُمْرَةُ اللَّبَنِ : رَوْبَتُه التي تُصَبُّ عَلَيْه لِيَرُوبَ سَرِيعاً رُؤُوباً . وقال شَمِرٌ : الخَمِيرُ : الخُبْرُ في قوله :" ولا حِنْطَة الشَّامِ الهَرِيتِ خَمِيرُها . أَي خُبْرُها الَّذِي خُمِّر عَجِنُه فذَهبَتْ فُطُورَتُه . وطَعَامٌ خَمِير ومَخْمُورٌ في أَصْعِمَة خَمْرَي . ووَصَف أَبُو ثَرْوَانَ مَأْدُبَةً وبَخُورَ مِجْمَرِها قال : فتَخَمَّرَتْ أَطْنَابُنَا أَي طَابَتْ روائِحُ أَبْدَانِنَا بالبَخُور . وعن ابْنِ الأَعْرَابِيّ : الخِمْرَة : الاسْتِخْفَاءُ . قال ابنُ أَحْرَ :
مِن طارِقٍ يَأْتِي على خِمْرَة ... أَو حِسْبَةٍ تَنْفَعُ مَنْ يَعْتَبِرْ . وأَخْرَجَ من سِرِّ خَمِيرِه سِراًّ أَي باحَ به واجْعَلْه في سِرِّ خَمِيرِك أَي اكْتُمْه وهو مَجاز . وفي حَدِيثِ أَبي إِدْرِيسَ الخَوْلاَنِيّ قَال : " دَخَلْتُ المَسْجِدَ والنَّاسُ أَخْمَرُ مَا كانُوا " أَي أَوْفَرُ . والخَمَرُ مُحَرَّكَةً : وَهْدَةٌ يَخْتَفِي فِيهَا الذِّئب . وقَوْلُ طَرَفَة
سأَحْلُبُ عَنْساً صَحْنَ سَمٍّ فأَبْتَغِي ... به جِيرَتِي إِن لم يُجَلُّوا لِيَ الخَمْرْ . قال ابنُ سَيِده : معناه إِن لمْ يُبَيِّنُوا لِيَ الخَبَرَ ويُرْوَى يُخَلُّوا فعَلَى هذَا الخَمَرُ هنا : الشَّجَرُ بَعْينه أَي إِن لم يُخَلَّوا لِيَ الشَّجَر أَرَعاها بإِبِلِي هَجَوْتُهم فَكَان هِجَائي لَهُمْ سَماًّ ويُروَى : سأَحْلُب عَيْساً وهو ماءُ الفَحْل ويزعُمُون أَنَّه سَمٌّ . ومُخَمَّر كمُعَظِّم : ماءٌ لَبَنِي قُشَيْر . ومِخْمَر كمِنْبَرٍ : وادٍ في دِيَارِ كِلاّبٍ . وخُمَيْرَةُ كجُهَيْنَةَ : فَرَسُ شَيْطَانِ بْنِ مُدْلِج الجُشَميّ
وفي الحَدِيث : " مَلِّكْه عَلَى عُرْبِهِم وخُمُورِهِم " . قال ابنُ الأَثِير أَي أَهْلِ القُرَى لأَنَّهُم مَغْلُوبون مَغْمُورُون بما عَلَيْهم من الخَراج والكُلف والأَثْقَالِ . قال : وكَذَا شَرحَه أَبُو موسَى . وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَة " أَنه كان يَمْسَح على الخُفِّ والخِمَار " أَرادَت بالخِمَارِ العمَامَة لاَّن الرُّجُلَ يُغَطِّي بها رَأْسَه كَمَا أَنَّ المَرْأَة تَغَطَّيه بخِمَارِهَا وذلِكَ إِذا كَان قد اعْتَمَّ عِمَّةَ العَرَبِ فأَدَارَهَا تَحْت الحَنَك فلا يَسْتَطِيع نَزْعَها في كلِّ وَقْتٍ فتَصِير كالخُفَّيْنِ غَيْر أَنَّه يَحْتَاجُ لِمَسْح القَلِيلِ من الرَّأْس ثم يَمْسَحُ على العِمَامَة بَدَلَ الاسْتِيعَاب . وسَارَّهُ فخَمَرَ أَنْفَه . وابن يُخَامِر السَّكْسَكيُّ : صَحَابِيّ . وأَبُو خَمِيرَةَ من كًنَاهم . وخُمْرَةُ بالضَّمّ : امرأَةٌ كَانَت في زَمَنَ الوَزِير المُهَلَّبيّ هَجَاهاابنُ سُكَّرَة وله فِيهَا مِن الشِّعْر قَدْرُ دِيوَان . ونَعِيمُ بنُ خَمَّار كشَدَّادٍ ونَعِيمُ بنُ خَمَّار كشَدَّادٍ لَهُ صُحْبَة ويقال ابنُ هَمَّار وذكره المصنِّف في " هبر " . و " همر " . تبعاً للصّاغَانِيّ ولم يَذْكُره هنا وهذا أَحَدُ الأَوْجُهِ فيه . وكُغَرابٍ خُمَارُ بنُ أَحْمَدَ بنِ طُولُون وهو خُمَارَوَيْه . وإِسماعِيل بنُ سَعْد بنِ خُمارٍ كتب عنه السِّلَفِيّ وسُلَيْمَان بنُ مُسلِم بن خِمَارٍ الخمَارِيّ بالكسر : مُقْرِئٌ مَشْهُور . وأَخُوه مُحَمَّد شَيْخٌ للوَاقِدِيّ . وأَبُو البَرَكات إِبراهيِمُ بنُ أَحْدَ بن خَلَفِ بن خُمَارٍ الخُمارِيّ بالضم : مُحَدِّث وابنُه أَبُو نُعَيم محمد ثِقةٌ حَدِّثَ بمُسنَد مُسدّد عن أَحْمَد بن المُظَفَّر . وبِفَتْح فَسْكُون خَمْرُ بن مالِكٍ صاحِبُ ابْنِ مَسْعُودٍ وقيل فيه بالتَّصْغِير . وبفَتْح فَضَمّ : خَمُرُ بنُ عَدِيّ بنِ مالكِ الحِمْيَرِيّ . وفي كِنْدَة : خَمَرُ بنُ عَمْرِو بن وَهْبِ بن رَبيعةَ بن مُعاوية الأَكرمينَ مُحَرَّكةً منهم أَبو شَمِرِ ابن خَمَرٍ شريفٌ شاعر في الجاهِلِيَّة والإِسْلام وَهُو القائِل :
" الوارِثُون المَجْدَ عن خَمَروهو رَهْط أَبِي زُرَارَة ذَكَره ابنُ الكَلْبِيّ . ومنهم الصباح بن سَوادَةَ بن حُجْرِ بن كابِس بن قَيْس بن خَمَرٍ الكِنديّ الخَمَرِيّ . وفي هَمْدَان خَمَرُ بنُ دَوْمَانَ بن بَكيِلِ ابن جُشَم بن خَيْرانَ بن مَوْف وهم رَهْط أَبي كُرَيْبٍ محمد بن العَلاءِ البَكِيليّ الهَمْدانِيّ الخَمَرِيّ . والأَخْمور : بَطْن من المَعَافِر نَزَلُوا مِصْر منهم زَيْدُ بْنُ شُعَيب بْنِ كُلَيْب الأَخْمُورِيّ المِصْرِيّ . ويقال فيه الخَامِريّ أَيضاً . وخَمِيرَوَيه . جَدُّ أَبي الفَضْل محمد بنِ عَبْدِ الله بن محمّد هَرَوِيّ ثِقَةٌ . والخُمْرِيّ بضمّ فسكون إِلىَ الخُمْرَة وهي المِقْنَعة نُسِب إِليْه مَنْصُور بْنُ دِينَار وأَبُو مُعاذٍ أَحْمَدُ ابْنُ إِبراهِيمَ الجُرْجَانِيّ ومُحَمَّد بنُ مَرْوَانَ وزَيْدُ بْنُ مُوسَى الخَمْرِيُّون محَدِّثُون . وخَمِرٌ ككَتِف : مَوْضِع باليَمَن به مَشْهَدُ السَّيِّد العَلاَّمة عامِرِ بْنِ عَليّ ابن الرَّشِيدِ الحُسَيْنِيّ ذَكَره ابنُ أَبِي الرِّجال في تَارِيخه واختُلِف في القُحَيْفِ بنِ خمير بن سُلَيمٍ الخَفَاجِيّ الشَّاعِر فضبطَه الآمِدِيّ كأَمِير . وحَكَى الأَمِيرُ فيه التَّشْدِيدَ
مَخَرَتِ السَّفينَةُ كمَنَع ونَصَرَ تَمْخَرُ وتَمْخُرُ مَخْراً ومُخوراً كمَنْعٍ وقُعودٍ : جَرَتْ تَشُقُّ الماءَ مع صَوت أَو استقبلَت الرِّيحَ في جَرْيِها وفي بعض النُّسَخ : جِرْيَتِها فهي ماخِرَةٌ ومَخَرَ السابحُ : شَقَّ الماءَ بيَدَيْهِ إذا سبَحَ . ومَخَرَ المِحْوَرُ القبِّ إذا أَكلَه فاتَّسعَ فيه نقله الصَّاغانِيّ . وفي التَّنزيل " وتَرى الفُلْكَ فيهِ مَواخِرَ " يعني جَوارِيَ وقيل : المواخِرُ هي التي يُسمَعُ صوتُ جَرْيِها بالرِّياحِ قاله الفَرّاءُ . جمع ماخِرَة من المَخْر وهو الصَّوتُ أو التي تَشُقُّ الماءَ بجَآجِئها أي بمُقَدَّمِها وأَعلى صَدْرِها . والمَخْرُ في الأصل : الشَّقُّ يقال : مَخَرَت السَّفينةُ الماءَ إذا شَقَّتْهُ بصَدرِها وجَرَت قاله أَبو الهيثم : وقال أَحمد بن يحيى : الماخِرَة : السَّفينة التي تَمْخَرُ الماءَ أي تدْفَعُه بصدرِها أو المَواخِرُ هي المُقبِلَة والمُدْبِرَةُ بريحٍ واحدةٍ تراها كذلك . وامْتَخَرَهُ أي الشيءَ : اختارَهُ ويقال : امتَخَرَ القومَ إذا انتقَى خِيارَهم ونُخبتَهم قال الراجز :
" مِنْ نُخْبَةِ الناسِ الَّتي كانَ امْتَخَرْ و من ذلك امْتَخَرَ العظمَ إذا استخرجَ مُخَّهُ قال العجّاج :
" من مُخَّةِ الناسِ الّتي كانَ امْتَخَر و امْتَخَرَ الفرَسُ الرِّيحَ : قابلَها بأَنفِه ليكونَ أَرْوَحَ لنفسِهِ كاستمْخَرَها وتَمَخَّرَها قال الرّاجزُ يصف الذِّئْبَ :
يسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إذا لمْ يَسْمَعِ ... بمثلِ مِقراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ
وأَكثر ما يستعمل التمَخُّرُ في الإبل . ففي النَّوادر : تمَخَّرَت الإبلُ الرِّيحَ إذا استقبلَتْها واستَنْشَتْها . قلتُ : وقد استُعيرَ ذلك للناس ففي حديث الحارث بن عبد الله بن السّائبِ قال لنافِع بن جُبَيْرِ : من أَين ؟ قال : خرجتُ أَتَمَخَّرُ الرِّيحَ كأَنَّه أَرادَ : أَستنْشِقُها . ومَخَرَ الأَرْضَ كمَنَعَ مَخْراً : أَرْسَلَ في الصَّيف فيها الماءَ لِتَجودَ . وفي الأساس : لِتطيبَ فمَخَرَت هي أي الأرضُ كمَنَعَ أَيضاً كما يدلُّ عليه صريحُ ضبطِ المصنِّف وضبطَه ابن القطّاع بالمبنيِّ للمجهول وزاد : فهي مَمْخورَة : جادَتْ وطابَتْ من ذلك الماءِ . ومَخَرَ البيتَ يمخَره مَخراً : أَخذَ خِيارَ متاعِه فذهب به . ومَخَرَ الغُزْرُ بالضّمّ وسكون الزاي النَّاقةَ يَمْخَرُها مَخْراً إذا كانت غزيرةً فأَكْثرَ حلْبَها فجهِدَها ذلك وأَهزلَها . واليَمْخورُ بالفتح ويُضَمُّ على الإتباع : الطَّويلُ من الرِّجال ومن الجِمال : الطّويلُ الأَعناقِ . وعُنُقٌ يَمْخورٌ : طويلٌ وجَمَلٌ يَمْخورُ العُنُقِ : طويلُه . قال العجّاج يصف جملاً :
في شَعْشَعان عُنُقٍ يَمْخُورِ ... حابِي الحُيودِ فارِضِ الحُنْجورِ و الماخُورُ : بيتُ الرِّيبةِ ومَجْمَعُ أَهل الفِسْق والفَساد ومجلسُ الخَمَّارين ومنْ يلي ذلك البيتَ ويقودُ إليه أيضاً يسمَّى ماخُوراً معرَّب مَيْ خُور أي شارب الخَمْر فيكون تسمية المحل به مَجازاً أو عربيَّة من مَخَرَت السَّفينةُ إذا أَقبلَتْ وأَدبرَت سُمِّيَ لِتَرَدُّدِ الناس إليه فهو مَجاز أيضاً ج مَواخِرُ ومَواخيرُ ومن الثاني حديث زياد لمّا قدم البصرَة والياً عليها : ما هذه المَواخيرُ الشَّراب عليه حَرامٌ حّتّى تُسَوَّى بالأرضِ هَدْماً وإحراقاً ومن سجعات الأساس : لأَنْ تَطْرحك أهلُ الخير في المآخير خَيْرٌ من أنْ يُصَدِّرَكَ أَهل المواخير . وبناتُ مَخْر بالفتح : سحائبُ بيضٌ حِسانٌ رِقاقٌ منتصِباتٌ يأتينَ قُبُلَ الصَّيف وهنَّ بناتُ المَخْرِ . قال طَرَفَةُ :
كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ كمَا ... أَنْبَتَ الصَّيفُ عَساليجَ الخَضِرْ وكُلُّ قطعةٍ منها على حِيالِها بَناتُ مَخْرٍ قال أبو علي الفارسيّ : كان أبو بكر محمد بن السَّريّ يشتقّ هذا من البخار فهذا يدلُّكَ على أنَّ الميمَ في مَخْرٍ بدل من الباء في بَخْر قال : ولو ذهب ذاهبٌ إلى أنَّ الميمَ في مَخر أَصلٌ أَيضاً غير مُبدَلَة على أن تجعَله من قوله عزّ اسمُه " وتَرى الفُلْكَ فيهِ مَواخِرَ " وذلكَ أنَّ السَّحابَ كأَنَّها تَمْخَرُ البحرَ لأَنَّها فيما يَذْهب إليه عنه تنشأُ ومنهُ تبدأُ لكان مُصيباً غيرَ مُبْعدٍ ألا ترى إلى قول أبي ذُؤَيْب :
شَرِبْنَ بماءِ البحرِ ثمَّ تَرَفَّعَتْ ... مَتَى لُحَجٍ خُضْرٍ لهُنَّ نَئيجُهذه عبارة أبي علي بنصّها . وقد أَجحفَ شيخُنا في نقلِها وقال بعد ذلك : قلتُ : البيتُ من شواهد التوضيح وقد أَنعَمْتُه شرحاً في إسفار اللِّثام والشاهد فيه استعمالُ مَتَى بمعنى مِنْ . والأصالةُ في الباءِ ظاهرةٌ في قوله الآتي : والمَخْرَةُ : ما خَرَجَ من الجَوفِ من رائحَةٍ خبيثةٍ . ولم يتعرَّضوا لهُ فتأَمَّلْهُ . قلتُ : والمَخْرَةُ هذه نقلها الصَّاغانِيّ في التكملة والزّمخشريّ في الأساس وزاد الأَخيرُ : وفي كلِّ طائر ذفر المخْرة . ولم يتعرَّض لها صاحب اللسان . والمَخْرَةُ مُثلَّثةً : الشيءُ الذي تختارُه والكسرُ أَعلى وهذا مخْرة المال أي خِيارُه . والمَخيرُ على فعِيل : لَبَنٌ يُشابُ بماءٍ نقله الصَّاغانِيّ . وفي الحديث : " إذا أَرادَ أَحدُكم البَوْلَ فلْيَتَمَخَّر الرِّيحَ " أي فلينظُر من أين مَجراها فلا يستقبِلَها كي لا تَرُدَّ عليه البولَ ويتَرَشَّشَ عليه بولُه ولكن يستدْبِرُها . وفي لفظٍ آخر : استمْخِروا رواه النَّضْرُ بنُ شُمَيْل من حديث سُراقة ونصَّه : إذا أَتيتُم الغائطَ فاسْتَمْخِروا الرِّيحَ " أي اجعلوا ظهورَكُم إلى الرِّيحِ عند البول كأنَّه هكذا في سائر النُّسخ وفي النِّهاية لابن الأَثير : لأَنَّه إذا وَلاّها فكأَنَّه قد شقَّها بظهرِه فأَخَذتْ عن يمينه ويساره . وقد يكونُ استقبالُها تَمَخُّراً كامْتِخارِ الفَرَسِ الرِّيحَ كما تقدّم غير أنَّه في الحديث استدبار . قلت : الاستدبارُ ليس معنىً حقيقيّاً للتمَخُّر كما ظنَّه المصنِّف وإنَّما المراد به النَّظَرُ إلى مَجرى الرِّيح من أين هو ثمَّ يُستَدْبَر وهو ظاهرٌ عند التأَمُّلِ الصادقِ . ومَخْرَى كَسَكْرَى : وَادٍ بالحجاز ذو حُصونٍ وقُرىً . ومما يستدرك عليه : مَخَرَ الأَرضَ مَخْراً : شَقَّها للزِّراعة . ومَخَرَ المَرأَةَ مَخْراً : باضَعَها . وهذه عن ابن القطّاع وفي الحديث : " لَتَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشّامَ وتَخوضُه . وتجُوس خِلالَه وتتمكَن فيه . فشبَّهه بمَخْرِ السَّفينةِ البَحْرَ . وتَمَخَّرت الإبلُ الكلأَ إذا استقبلَتْها كذا في النوادر . وبعضُ العرب تقولُ : مَخَرَ الذِّئبُ الشّاةَ إذا شَقَّ بطنَها . كذا في اللسان