مَسَّ الشيء يَمَسُّهُ بالفتح مَسًا وبابه فهِم وهذه هي اللغة الفصيحة وفيه لغة أخرى من باب ردَّ وربما قالوا مِسْتُ الشيء يحذفون منه السين الأولى ويُحولون كسرتها إلى الميم ومنهم من لا يُحَوِّل ويترك الميم على حالها مفتوحة ونظيره قوله تعالى { فظلْتُم تفكهون } تُكسر وتُفتح وأصله ...
مَسَّ الشيء يَمَسُّهُ بالفتح مَسًا وبابه فهِم وهذه هي اللغة الفصيحة وفيه لغة أخرى من باب ردَّ وربما قالوا مِسْتُ الشيء يحذفون منه السين الأولى ويُحولون كسرتها إلى الميم ومنهم من لا يُحَوِّل ويترك الميم على حالها مفتوحة ونظيره قوله تعالى { فظلْتُم تفكهون } تُكسر وتُفتح وأصله ظللتم وهو من شواذ التخفيف و أمَسَّهُ الشيء فَمَسَّهُ و المَسِيسُ المَسُّ و المُمَاسَّةُ كناية عن المُباضعة وكذا التَّمَاسُّ قال الله تعالى { من قبل أن يَتَمَاسًّا } وقوله تعالى { لا مِسَاسَ } أي لا أَمَسُّ ولا أُمَسُّ وبينهما رحم مَاسَّةٌ أي قرابة قريبة وحاجة مَاسَّةٌ أي مُهِمَّة وقد مَسَّتْ إليه الحاجة
أَمْسَكَ بالشيء و تَمَسَّكَ به و اسْتَمْسَكَ به و امْتَسَكَ به كله بمعنى اعتصم به وكذا مَسَّكَ به تَمْسِيكاً وقُرئ { ولا تُمسكوا بعِصَم الكوافر } و أَمْسَكَ عن الكلام سكت وما تَمَاسَكَ أن قال ذلك أي ما تمالك و الإمْسَاكُ البُخْلُ ويقال فيه مُسْكَةً من خير بالضم أي بقية و ...
أَمْسَكَ بالشيء و تَمَسَّكَ به و اسْتَمْسَكَ به و امْتَسَكَ به كله بمعنى اعتصم به وكذا مَسَّكَ به تَمْسِيكاً وقُرئ { ولا تُمسكوا بعِصَم الكوافر } و أَمْسَكَ عن الكلام سكت وما تَمَاسَكَ أن قال ذلك أي ما تمالك و الإمْسَاكُ البُخْلُ ويقال فيه مُسْكَةً من خير بالضم أي بقية و المِسْكُ من الطيب فارسي معرب وكانت العرب تُسميه المَشْموم
مَسِسْتُه بالكسر أَمَسُّه مَسّاً ومَسِيساً كأَمِيرٍ ومِسِّيسَي كخِلِّيفَي من حَدِّ عَلِمَ هذه اللُّغَةُ الفَصِيحَةُ ومَسَستْتَه كنَصَرْتُه مَسّاً لغة حكاه أَبو عُبَيْدَةَ ورُبَّمَا قيل : مِسْتُه بحذفِ سِينٍ الأُولَى وإِلقاءِ الحَرَكَةِ على الفاءِ كما قالوا : خِفِتُ نقلَه سِيبَوَيْهِ وهو شاذٌّ : أَي لَمَسْتُه بِيَدِي . قال الرّاغِبُ في ا لمُفْرَدَاتِ : المَسُّ كاللَّمْسِ ولكن المَسَّ يُقَال لِطَلَبِ الشَّيْءِ وإِن لم يُوجَدْ واللَّمْسُ يُقَالُ فيما يكونُ معه إِدْرَاكٌ بحاسَّةِ اللَّمْسِ . قال الجَوْهَرِيُّ : ومنهم مَن لا يُحَوِّلُ كَسرِةَ السّين إِلى المِيمِ بل يَتْرُكُ المِيمَ على حالِهَا مفتوحةً وهو مثلْ قولِه تعالَىَ : " فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ " يُكْسَرُ الظاءُ ويُفْتَح وأَصله ظَلِلْتُم وهو من شَوَاهِدِ التَّخْفِيفِ وأَنشد الأَخْفَشُ لابن مَغْراءَ
" مِسْنا السَّمَاءَ فنِلْنَاهَا وَطَاءَ لَهُمْحَتَّى رأَوْا أُحُداً يَهْوِي وثَهْلاَنَاً رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ . ومن المَجَاز : المَسُّ : الجُنُونُ كالأَلْس واللَّمَم قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ : " كَالَّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ " وقّد مُسَّ بِه بالضَّمِّ أَي مَبْنِيّاً للمَفْعُولِ فهو مَمْسوسٌ : به مَسٌّ من الجُنُونِ كأَنَّ الجِنَّ مَسَّتْه وقال أَبو عَمْروٍ : المَأْسُوسُ والمَمْسُوسُ والمَأْلُوسُ : كُلُّه المَجْنُونُ . ومن المَجَازِ : قولُه تَعالَى : " ذُوقُوَا مَسَّ سَقَرَ " أَي أَوّلَ ما يَنَالُكُمْ مِنْهَا قال الأَخْفَشُ : جَعلَ المَسَّ مَذَاقاً كما يُقَال : كيفَ وَجَدْتَ طَعْمَ الضَّرْبِ ؟ وكقَوْلِكَ : وَجَدَ فُلاَنٌ مَسَّ الحُمَّى أَيْ أَوّلَ ما نَالَهُ مِنْهَا . وفي اللِّسَان : أَي رَسَّهَا وبَدْأَهَا قبلَ أَنْ تَأْخُذَه وتَظْهَرَ . وَبَيْنَهُمَا رَحِمٌ ماسَّةٌ أَي قَرَابَةٌ قَرِيبَةٌ وكذلِكَ مَسَّاسَةٌ وهو مَجَازٌ . وقد مَسَّتْ بِكَ رَحِمُ فُلاَنٍ أَي قَرُبَتْ . وحَاجَةٌ ماسَّةٌ أَي مُهِمَّةٌ . وقد مَسَّتْ إِليه الحَاجَةُ ويَقُولُونَ : مَسِيسُ الحاجَة . والمَسُوسُ كصَبُورٍ من المَاءِ : الذِي بَيْنَ العَذْبِ والْمِلْح قَالُهُ الجَوْهَرِيُّ وهو مَجَازٌ وقيل : المَسُوسُ : المَاءُ نالَتْهُ هكذا في النُّسَخِ والصَّوَاب : تَنَاوَلَتْهُ الأَيْدِي فهو على هذا في معنى مَفْعُول كأنَّه مُسَّ حِيَن تُنُووِلَ باليَدِ وقيل : هو المَرِيءُ الَّذِي إِذا مَسَّ الغُلَّةَ ذَهَبَ بهَا قالَ ذُو الإِصْبَعِ العَدْوَانِيُّ :
لَوْ كُنْتَ ماءً كُنْتَ لاَ ... عَذْبَ المَذَاقِ ولاَ مَسُوسَاً
مِلْحاً بَعِيدَ القَعْرِ قَدْ ... فَلِّتْ حِجَارَتُهُ الفُؤُوسَا قال شَمِرٌ : سُئِلَ أَعْرَابيٌّ عَن رَكِيَّةٍ فقال : ماؤُها الشِّفَاءُ المَسُوسُ . الذي يَمَسُّ الغُلَّةَ فيَشْفِيها فهو على ذلك فَعُولٌ بمَعْنَى فاعِلٍ . وقال ابنُ الأَعْرابيّ : كل ما شَفَى الغَلِيلَ فهو مَسُوسٌ . وقيل : المَسُوسُ : المَاءُ العَذْبُ الصَّافي عن الأَصْمَعِيّ . وقِيلَ : هو الزُّعَاقُ يُحْرِقُ كُلَّ شَيْءٍ بمُلُوحَتِه ضِدٌّ ولا يَظْهَرُ وَجْهُ الضِّدِّيّةِ إِلاّ بما ذكَرْنا وكلامُ المصنِّفِ مَنْظُورٌ فيه . والمَسُوسُ : الفَادَزَهْرُ وهو التِّرْيَاقُ قال كُثَيِّر :
فَقَدْ أَصْبَحَ الراضُونَ إِذْ أَنْتُمُ بهَا ... مَسُوسَ البِلاَدِ يَشْتَكُون وَبَالَهَا ومَسُوسُ : ة بمَرْوَ نَقَلَه الصِّاغَانِيُّ والمَسْمَاسُ بالفَتْحِ : الخَفِيفُ يُقَال : قَتَامٌ مَسْمَاسٌ قال رُؤْبَةُ :
" وَبَلَدٍ يَجْرِي عَليْهِ العَسْعَاسْ
" منَ السَّرَابِ والقَتَامِ المَسْمَاسْ نقله الصاغانِيُّ . وأَبُو الحَسنِ بُشْرى بنُ مَسِيسٍ كأَمِيرٍ الفاتِنِي مُحَدِّثٌ مشْهُورٌ . ومُسَّةُ بالضّمِّ : عَلَمٌ للنِّسَاءِ ومنهنّ : مُسَّةُ الأَزْدِيَّة تابِعِيَّةٌ قلتُ : رَوَى عنها أَبُو سَهْلٍ البُرْسَانيُّ شيخٌ لابنِ عَبْد الأَعْلَى . وفي الصّحَاحِ : أَمّا قَوْلُ العَرَبِ لا مَسَاسِ كقَطَامِ فإِنَّمَا بُنِيَ على الكَسْرِ لأَنَّهُ مَعْدُولٌ عن المَصْدَرِ وهو المَسُّ أَيْ لا تَمَسُّ وبه قُريءَ في الشواذِّ وهو قِرَاءَةُ أَبي حَيْوَةَ وأَبي عَمْروٍ . وقَد يُقَال : مَسَاسِ في الأَمْرِ كدَرَاكِ ونَزَالِ وقولُه تعالَى . " فإِنَّ لَكَ في الحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لاَ مِسَاسَ " بالكَسْر أَي وَفَتْحِ السّين مَنْصُوباً على التَّنْزِيهِ : أَي لا أَمَسُّ ولا أُمَسُّ حَرَّم مخَالَطَةَ السَّامِرِيِّ عُقُوبَةً له فلا مِسَاسَ معناهُ لا تَمَسَّنِي أَو لا مُمَاسَّةَ وقد قُرِئ بهمَا فلَوْ قالَ : وقَوْلُه " لا مسَاس " كقَطَامِ وكِتَابٍ أَي لا تَمَسَّنِي أَو لا مُمَاسَّةَ لأَصَابَ في الإخِتْصَارِ فَتَأَمَّلْ . وكذلكَ أَي كَمَا أَنَّ المِسَاسَ يكونُ منْ الجَانِبَيْن كذا التَّماسُّ ومنه قولُه تَعَالَى : " منْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا " وهو كِنَايةٌ عَنِ المُبَاضَعَةِ وعِبَارَةُ التّهْذِيبِ : والمُمَاسَّةُ : كنَايَةٌ عن المُبَاضَعَةِ وكذلك التَّمَاسُّ وهذا أَحْسَنُ منْ قولِ المُصَنِّفِ فتأَمَّلْ . والْمِسْمَاسُ بالكَسْر والمَسْمَسَةُ : إخِتِلاطُ الأَمْرِ وإِلْتِبَاسُه وإِشْتبَاهُه قال رُؤبَةُ :
" إِنْ كُنْتَ منْ أَمْرِكَ في مِسْمَاسِ
" فَاسْطُ عَلَى أُمِّكَ سَطْوَ المَاسِيهكذا أَنْشَدَه الجَوْهَريُّ واللَّيْثُ والأَزْهَريُّ لرُؤْبَةَ قالَ الصّاغَانيُّ : وليسَ له كَأَنَّهُ لم يَجِدْه في دِيوَانِه . قِيلَ : خَفَّف سِينَ المَاسِي كما يُخَفِّفُونَها في قَوْلِهمْ : مِسْتُ الشَّيْءَ أَي مَسِسْتُهُ . وغَلَّطه الأَزْهَريُّ وقال : إِنّمَا الماسِي : الَّذِي يُدْخِل يدَه في حَيَاءِ الأَنْثَى لإسْتخْرَاجِ الجَنِين إِذا نَشِبَ يُقَال : مَسَيْتُها مَسْياً . رَوَى ذلِك أَبُو عُبَيْدٍ عنِ الأْصْمَعِيّ وليس المَسْيُ مِن المَسِّ في شَيْءٍ . ومِمَّا يُسْتَدْركُ عَلَيْه : أَمْسَسْتُه الشَّيْءَ فمَسَّهُ . ومنه الحَدِيثُ : ولم يَجِدْ مَسّاً مِن النَّصَبِ هو أَوَّلُ ما يُحِسُّ به من التَّعَبِ ويُطْلَق في كُلّ مَا يَنَالُ الإِنْسَانَ مِن أَذىً كقوله تعالى : " لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ " " ومَسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ " و " مَسَّنِيَ الضُّرُّ " و " مَسَّنِيَ الشَّيطَانُ " كلُّ ذلك نَظَائِرُ لقَوْلِه تَعَالَى : " ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ " . والمَسُّ : كُنِّيَ به عن النِّكاح فقيل : مَسَّهَا ومَاسَّهَا وقولُه تَعَالَى : " مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنّ " و " مَا لَمْ تَمَسّوهُنَّ " وقُرِئَ : " مَا لَمْ تَمَاسُّوهُنَّ " . والمَعْنَى وَاحِدٌ وكذلِكَ المَسِيسُ والمَسَاسُ . وقَال أَحمدُ بنُ يحيى : إخْتَار بعضُهُم : " مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ " وقال : لأَنَّا وَجَدْنَا هذا الحَرْفَ في مَوْضِعٍ مِنَ الكِتَاب بغَيْرِ أَلِفٍ فكُلّ شيءٍ من هذا البابِ فهو فِعْلُ الرجُلِ في بَابِ الغِشْيَانِ . وفي الحَدِيثِ : فمَسَّهُ بِعَذَابٍ أَي عاقَبَهُ . وفي حَدِيث أِبِي قَتَادَةَ والمِيضَأَة : فأَتَيْتُه بها فَقَالَ : مَسُّوا مِنْهَا أَي خُذُوا منها المَاءَ وتَوَضَّؤُوا . وأَصْلُ المَسِّ باليَدِ ثمّ إستُعِير للأَخْذ والضَّرْبِ لأَنَّهُمَا باليَدِ . وللْجِمَاعِ لأَنّه لَمْسٌ وللجُنُونِ كأَنَّ الجِنَّ مَسَّتْه . ومَاسَّ الشَّيْءَ بالشَّيْءِ مُماسَّةً ومِسَاساً : لَقِيَه بذاتِه . وتَمَاسَّ الجِرْمانِ : مَسَّ أَحدُهما الآخَرَ وحَكَى ابنُ جِنِّى : فأَمَسَّه إِيّاهُ . فعَدّاه إِلى مفعولَيْنِ كما تَرَى وخَصَّ بعضُ أَهلِ اللُّغَة : فَرَسٌ مُمَسٌّ بتَحْجِيلٍ أَراد : مُمَسٌّ تَحْجِيلاً وإعْتقدَ زيادةَ الباءِ كزيَادَتِهَا في قَوْله " تُنْبِتُ بالدُّهْنِ " و " يُذْهِبُ بالأَبْصَارِ " . من تَذْكِرَةِ أَبِي عَلِيّ الهَجَرِيّ . وقال ابنُ القَطّاع : أَمَسَّ الفَرَسُ : صارَ في يَدَيْه ورِجْلَيْه بَيَاضٌ لا يَبْلُغُه التَّحْجِيلُ . وقد مَسَّتْه مَوَاسُّ الخَيْرِ والشَّرِّ : عَرَضَتْ له . ومَسْمَسَ الرَّجُلُ إِذا تَخَبَّطَ . ورِيقَةٌ مَسُوسٌ عن ابن الأَعْرَابِيِّ : تَذْهَبُ بالعَطَشِ وأَنْشَد :
" يا حَبَّذَا رِيقَتُكِ المَسُوسُ
" إِذْ أَنْتِ خَوْدٌ بادِنٌ شَمُوسُ وقال أَبو حَنِيفَةَ رحِمَهُ اللهُ تَعَالَى : كَلأٌ مَسُوسٌ : نَامٍ في الرَّاعِيَةِ ناجِعٌ فيها . وأَمَسّهُ شَكْوَى أي شَكَا إِليه وهو مَجَازٌ . والمَسَّةُ : لُعْبَةٌ للعَرَبِ وهي الضَّبْطَةُ . والمِسُّ بالكَسْرِ : النُّحاسُ . قال ابنُ دَُيْدٍ : لا أَدْرِي أَعربيٌّ هو أَم لا . قلْت : هي فارِسِيَّةٌ والسِّينُ . مخفَّفَة . ويُقَال : هو حَسَنُ المَسِّ في ماله ورأَيتُ له مَسّاً في مالِه أَي أَثَراً حَسَناً كما يُقَال : أُصْبُعاً وهو مَجَازٌ
ساكَ الشَّيءَ يَسُوكُه سَوْكًا : دَلَكَه ومِنْهُ أخِذَ المِسواكُ وهو مِفْعالٌ منه قاله ابنُ دُرَيْدٍ . وساكَ فَمَه بالعُودِ يَسُوكُه سَوْكًا وسَوَّكَه تَسوِيكًا واسْتاكَ اسْتِياكًا وتَسَوَّكَ قال عَدِيُّ بنُ الرقَاعِ :
وكَأَنَّ طَعْمَ الزَّنْجَبِيلِ ولَذَّةً ... صَهْباءَ ساكَ بها المُسَحِّرُ فاهَا ولا يُذْكَرُ العود ولا الفَمُ مَعَهُما أي مع الاسْتِياكِ والتَّسَوكِ . والعُودُ : مِسواكٌ وسِواكٌ بكَسرِهِما وهو ما يُدْلَكُ به الفَمُ قال ابنُ دُرَيْد : وقد ذُكِرَ المِسواكُ في الشِّعْرِ الفَصِيحِ وأَنْشَدَ :
إِذا أَخَذَتْ مِسواكَها مَيَّحَتْ بهِ ... رُضابًا كطَعْمِ الزَّنْجَبِيلِ المُعًسّلِ قلت : والسِّواكُ جاءَ ذِكْره في الحَدِيثِ : السِّواكُ مَطْهَرَةٌ للفَمِ أي يُطَهِّرُ الفَمَ يُؤَنَّثُ ويُذَكَّرُ وظاهِرُه أَنَّ التَّأْنِيثَ أَكْثَرُ وقد أَنْكَرَه الأَزْهَرِيُّ على اللَّيثِ قالَ اللّيثُ : وقِيلَ : السِّوَاكُ تُؤِّنثهُ العَرَبُ وفي الحَدِيث : السِّواكُ مَطْهَرَة للفَمِ قال الأَزْهَرِيّ : ما سَمِعْتُ أَنّ السِّواكَ يُؤَنَّثُ قال : وهو عِنْدِي من غُدَدِ اللّيثِ والسِّواكُ مُذَكَّرٌ وقال الهَرَوِيُّ : وهذا من أَغالِيطِ اللَّيث القَبِيحَةِ وحَكَى في المُحْكَمِ فيه الوَجْهَيْن وقال ابنُ دُرَيْد : المِسواكُ تُؤِّنثُه العَرَبُ وتُذَكِّره والتَّذْكِيرُ أَعْلَى أي : جَمعُ السواكِ : سُوُك ككُتُبٍ عن أبي زَيْدٍ قالَ : وأَنْشَدَنِيه الخَلِيلُ لعَبدِ الرّحْمنِ بنِ حَسّان :
أَغَرُّ الثَّنايَا أَحَمُّ اللِّثا ... تِ تَمْنَحُه سُوُكَ الإِسْحِلِ وقال أَبو حَنِيفَةَ : ورُبّما هُمِزَ فقِيلَ سُؤُكٌ وفي التَّهْذِيب : رَجُلٌ قَؤُولٌ من قومٍ قُوُل وقُولٍ مثل سُوُك وسُوك
والسِّواكُ والتَّساوُكُ : السَّيرُ الضَّعِيفُ . وقِيلَ : هو التَّسَروُكُ وهو رَدَاءةُ المَشْيِ من إِبْطاءٍ أَو عَجَفٍ قاله ابنُ السِّكِّيتِ يُقالُ : جاءَت الإِبِلُ تَساوَكُ أي : تَمايَلُ من الضَّعْفِ في مَشْيِها . وفي المُحْكَم : جاءَت الغَنَمُ ما تَساوَكُ : أي ما تحرك رُؤُوسَها من الهزالِ ورُوِى حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ : فجاءَ زَوْجُها يَسُوقُ أَعْنُزاً عِجافا تَساوَكُ هُزالاً وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لعُبَيدِ اللّهِ بنِ الحُر الجُعْفِي :
إِلى اللّهِ أَشْكُو ما أَرَى من جِيادِنا ... تَساوَكُ هَزْلَى مُخهُنَّ قَلِيلُ قال ابنُ بَريّ : قال الآمِدِي : البيت لعُبَيدَةَ بنِ هِلالٍ اليَشْكُرِيِّ . وسُواك كغُراب : عَلَمٌ والذي ضَبَطَه الحافِظُ الذَّهَبِي ككِتابٍ وفي العُبابِ مثلُ ذلك ولكن في التَّكْمِلَة بالضَّمٍّ بضَبطِ القَلَم قال الحافاً وهو لَقَبٌ لوالِدِ يَعْقُوبَ بنِ سِواك البَغْدَادِيِّ سَمِعَ بِشْرَ بنَ الحارِثِ روى عنه غيرُ واحِد ذَكَره الأَمِير
ومما يُستَدْرَك عليه : جَمْعُ المِسواكِ مَساوِيكُ على القياس . والسِّواكُ يُجْمَعُ على سُوكٍ بالضمّ كما تَقَدَّمَ عن الأَزْهَرِي وأَسْوِكَةٍ
وسُوَيْكَة مصغَّرًا : قَريَةٌ بفِلَسطِينَ
فصل الشين المعجمة مع الكاف