مَأَرِبٌ كمَنْزِلٍ : أَهمله الجَوْهَرِيُّ والصّاغانيّ وصاحبُ اللسان هنا . وقد ذكروه في أَرب . وهي بلادُ الأَزْدِ الّتي أَخْرَجهُمْ منها سَيْلُ العَرِمِ . وقد تكرّرت في الحديث قال ابْنُ الأَثِير : وهي مدينةٌ باليَمَن وكانت بها بِلْقِيسُ . أَعاد هذه المادّةَ هنا بناءً على أَنّ المِيم أَصليّةٌ والهمزةَ زائدةٌ . ومثلُه في البارع والمُحْكَم . وقد تقدم أَنَّ الهمزةَ هي الأَصل والميمَ زائدةٌ وهو الصَّوَابُ الّذِي جرى عليه الجُمْهُورُ . ويقالُ : إِنّ مأْرِبَ : عَلَمٌ على مُلُوكِ اليَمَنِ أَو غير ذلك
الرَّيْبُ : صَرْفُ الدَّهْرِ وحَادِثُه ورَيْبُ المَنونِ : حَوَادِثُ الدَّهْرِ وهو مَجَازٌ كما في الأَساس
والرَّيْبُت : الحَاجَة قال كعبُ ابن مالكٍ الأَنْصَارِيُّ :
قَضَيْنَا مِنْ تِهَامَةَ كلَّ رَيْبٍ ... وخَيْبَرَ ثمَّ أَجْمَعْنَا السُّيُوفَا وفي الحديث " أَنَّ اليَهُودَ مَرُّوا برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ بعضهُم : سَلوهُ وقالَ بعضهُم : مَا رَابُكمْ إلَيْهِ " أَيْ مَا أَرَبُكْ وحَاجَتكمْ إلى سُؤَالِهِ وفي حديث ابنِ مسعودٍ " مَا رَابُكَ إلى قَطْعِهَا " قال ابن الأَثِير : قال الخَطَّابِيُّ : هَكَذَا يَرْوُونَه يَعْنِي بِضَمِّ البَاءِ وإنَّمَا وَجْهُهُ مَا أَرَبُكَ أَيْ مَا حَاجَتْكَ قال أَبُو مُوسَى : يَحْتَمل أَنْ يَكونَ الصَّوابُ مَا رَابَكَ أَيْ مَا أَقْلَقَكَ وأَلْجَأَكَ إلَيْهِ قال : وهكذا يَرْوِيه بعضهم
والرَّيْبُ : الظِّنَّةُ والشَّكُّ والتُّهَمَةِ كالرِّيبَةِ بَالكَسْرِ والرَّيْبُ : مَا رَابَكَ مِنْ أَمْرٍ وَقَدْ رَابَنِي الأَمْرُ وَأَرَابَنِي في لسان العرب : اعْلَمْ أَنَّ أَرَابَ قَدْ يَأْتِي مُتَعَدِّياً وغَيْرَ مُتَعَدٍّ فَمَنْ عَدَّاهُ جَعَلَهُ بِمَعْنَى رَابَ وعَلَيْهِ قَوْلُ خالدٍ الآتِي ذِكْرُه :
" كَأَنَّنِي أَرَبْتُه بِرَيْبِ وعَلَيْهِ قَوْل أَبِي الطَّيِّبِ :
" أَيَدْرِي مَا أَرَابَكَ مَنْ يُرِيبُ ويُرْوَى قَوْل خَالِدٍ :
" كَأَنَّنِي قَدْ رِبْتهُ بِرَيْبِ فيكون عَلَى هَذَا رَابَنِي وأَرَابَني بمَعْنًى واحِدٍ وأَمَّا أَرَابَ الذي لا يَتَعَدَّى فمعناه أَتَى برِيبَةٍ كما تقول : أَلاَمَ : أَتَى بِمَا يُلاَم عليه وعلى هذا يَتَوَجَّهُ البَيْت المنْسُوبُ إلى المُتَلَمِّسِ أَوْ إلى بَشَّارِ بنِ بُرْدٍ :
أَخوكَ الَّذِي إنْ رِبْتَهُ قَالَ إنَّمَا ... أَرَبْتَ وإنْ لاَيَنْتَهُ لاَنَ جَانِبُهْ والرِّوَايَةُ الصَّحِيحَة في هذا البَيْتِ بضَمِّ التاءِ أَي أَنَا صاحِبُ الرِّيبَةِ حتَى تُتَوَهَّمَ فيه الرِّيبة ومَنْ رَوَاهُ أَرَبْتَ بفتح التاءِ زَعمَ أَنَّ رِبْتَهُ بمَعْنَى أَوْجَبْتَ له الرِّيبَةَ فَأَمَّا أَرَبْتُ بالضَّمِّ فمعناهُ أَوْهَمْته الرِّيبَةَ ولم تَكنْ وَاجِبَة مَقْطوعاً بها وأَرَبْتُهُ : جَعَلْتُ فيه رِيبَةً ورِبْتهُ : أَوْصَلْتُهَا أَيِ الرِّيبَةَ إليْهِ وقِيلَ : رَابَنِي : عَلِمْتُ مِنهُ الر [ ِّيبَة وأَرابنِي : ظَنَنْتُ ذلكَ بهِ وجَعَلَ فِيَّ الرِّيبَةُ الأَخِيرُ حَكَاه سيبويه أَوْ أَرَابَنِي : أَوْهَمَنِي الرِّيبَةَ نقله الصاغانيّ أَو رَابَنِي أَمْرُهُ يَرِيبُنِي رَيْباً ورِيبَةً بالكَسءرِ قال اللِّحْيَانيّ : هَذَا كَلاَمُ العَرَبِ إذَا كَنَوْا أَيْ أَوْصَلوا الفِعْلَ بِالكِنَايَةِ وهوَ الضَّمِيرُ عندَ الكوفيّينَ أَلْحَقوا الفِعْلَ الأَلِفَ أَيْ صَيَّرُوهُ رُبَاعِيًّا وإذَا لَمْ يَكْنُوا لمْ يُوصِلوا الضَّمِيرَ قالوا : رَابَ أَلْقَوْهَا أَوْ يَجُوز فِيمَا يُوقَع أَنْ تُدْخِلَ الأَلفَ فتقول أَرابَنِي الأَمْرُ قاله اللحيانيّ قال خَالِدُ بن زُهَيْرٍ الهُذَلِيُّ :
" يَا قَوْمِ مَا لِي وأَبَا ذؤَيْبِ
" كُنْتُ إذَا أَتَوْتُهُ مِنْ غَيْبِ
" يَشَمُّ عِطْفِي ويَبُزُّ ثَوْبِي
" كَأَنَّنِي أَرَبْتُهُ بَرَيْبِ وفي التهذيب أَنه لغةٌ رَدِيئَةٌ
وأَرَابَ الأَمْرُ : صَارَ ذَا رَيْبِ ورِيبَةٍ فهو مُرِيبٌ حَكَاه سيبويه وفي لسان العرب عن الأَصمعيّ : أَخْبَرَنِي عِيسَى بن عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ هُذَيْلاً تقول أَرَابَنِي أَمْرُه وأَرَابَ الأَمْرُ : صَارَ ذَا رَيْبِ وفي التنزيل العزيز " إنَّهُمْ كَانوا في شَكٍّ مُرِيبٍ " أَيْ ذِي رَيْبٍ قال ابن الأَثِير : وقد تَكَرَّرَ ذِكْرُ الرَّيْبِ وهو بمَعْنَى الشَّكِّ مَعَ التُّهُمَةِ تقول : رَابَنِي الشَّيْءُ وأَرَابَنِي بمَعْنَى شَكَّكَنِي وأَوْهَمَنِي وأَوْهَمَنِي الرِّيبَةَ بِه فإذا اسْتَيْقَنْتَه قلْتَ : رَابَنِي بغَيْرِ أَلِفٍ وفي الحديث " دَعْ مَا يُرِيبُكَ إلى ما لاَ يُرِيبُكَ " يُرْوَى بفَتْحِ اليَاءِ وضَمِّهَا أَيْ دَعْ مَا يُشَكُّ فيهِ إلى مَا لاَ يُشَكُّ فِيهِ . وفي حديث أَبِي بَكْرٍ في وَصِيَّتِه لِعُمَر رضي الله عنهما " علَيْكَ بالرَّائِبِ مِنَ الأُمُورِ وَإيَّاكَ والرَّائِبَ مِنْهَا " المَعْنَى عَلَيْكَ بالذي لاَ شُبْهَةَ فِيهِ كالرَّائِبِ مِن الأَلْبَانِ وهو الصّافِي وَإيَّاكَ والرَّائِبَ مِنْهَا أَي الأَمْرَ الذي فيه شُبْهَةٌ وكَدَرٌ فالأَوَّل مِنْ رَابَ اللَّبنُ يَرُوبُ فهو رَائبٌ والثَّانِي مِنْ رَابَ يَرِيبُ إذَا وَقَعَ في الشَّكِّ ورَابَنِي فلانٌ يَرِيبُنِي : رَأَيْتَ مِنْه ما يَرِيبُكَ وتَكْرَهُهُ واسْتَرَابَ بِهِ إذَا رَأَي مِنْه مَا يَرِيبُه قَالَتْهُ هُذَيْلٌ وفي حديث فاطمةَ رضي الله عنها " يُرِيبُنِي مَا يُرِيبُهَا " أَي يَسُوءُني ما يَسُوءُهَا ويُزْعِجُنِي مَا يُزْعِجُهَا وفي حديثِ الظَّبْيِ الحَاقِفِ " لاَ يَرِيبُهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ " أَيْ لاَ يَتَعَرَّض لَهُ ويُزْعِجُهُوأَمْرق رَيَّابٌ كَشَدَّادٍ : مُفْزِعٌ
وارْتَابَ فيهِ : شَكَّ
ورَابَنِي الأَمْرُ رَيْباً أَيْ نَابَنِي وأَصَابَنِي ورَابَنِي أَمْرُه يَرِيبُنِي أَيْ أَدْخَلَ عَلَيَّ شَرًّا وَخَوْفاً
وارْتَابَ بِهِ : اتَّهَمَهُ
وفي التهذيب : أَرَابَ الرَّجُل يُرِيبُ إذَا جَاءَ بِتُهَمَةٍ وارْتَيْبت فلاناً : اتَّهَمْتهُ كذا في التهذيب والرَّيْبُ شَكٌّ مَعَ التُّهَمَةِ و : ع قال ابْنُ أَحْمَرَ : فَسَارَ بِهِ حَتَّى أَتَى بَيْتَ أُمِّهِ مُقِيماً بِأَعْلَى الرَّيْبِ عِنْدَ الأَفَاكِلِ وقَدْ حَرَّكَهُ أُنَيْفُ بنُ حكيم النَّبْهَانِيّ في أُرْجُوزَتِه :
" هَلْ تَعْرِف الدَّارَ بِصَحْرَاءِ رَيَبْ
" إذْ أَنْتَ غَيْدَاقُ الصِّبَاجَمُّ الطَّرَبْ وَبيْتُ رَيْبٍ : حِصْنٌ باليَمَنِ ويُعَدُّ مِنْ تَوَابِعِ قَلْعَةِ مَسْوَرِ المُنْتَابِ وهي قَلاَعٌ كَثِيرَةٌ يَأْتِي ذِكْرُ بعِضها في مَحَلِّهَا
وأَرْيَابُ : قَرْيَةٌ باليَمَنِ مِنْ مَخَالِيفِ قَيْظَانَ مِنْ أَعْمَالِ ذِي جِبْلَةَ قال الأَعشى :
" وَبِالقَصْرِ مِنْ أَرْيَابَ لَوْ بِتَّ لَيْلَةًلَجَاءَكَ مَثْلوجٌ مِنَ المَاءِ جَامِدُ كذا في المعجم
ورَابٌ : مَوْضِع جاءَ في الشِّعْرِ
والرَّيْبُ بن شَرِيقٍ : صَاحِبُ هَدَّاجٍ : فَرَسٍ لَهُ . ذَكَرَه المُصَنِّف في " هدج "
ومالِكُ بنُ الرَّيْبِ أَحَدُ الشُّعَرَاءِ
ورَيْبُ بن رَبِيعَةَ بنِ عَوْفِ بنِ هِلاَل الفَزَارِيّ قَيَّدَه الحافظُ
فصل الزاي زأب
رَابَ اللَّبَنُ يَرُوبُ رَوْباً ورُؤُوباً : خَثُرَ بالتَّثْلِيثِ أَيْ أَدْرَك ولَبَنٌ رَوْبٌ وَرَائِبٌ أَو هُوَ ما يُمَخَض ويُخْرَج زُبْدُهُ تقول العربُ : ما عِنْدِي شَوْبٌ وَلاَ رَوْب فالرَّوْبُ : اللَّبَن الرَّائِبُ والشَّوْبُ : العَسَلُ المشُوبُ وقيل : هُمَا اللَّبَنُ والعَسَلُ مِنْ غَيْرِ أَن يُحَدَّا
وفي الحديثِ " لاَ شَوْبَ وَلاَ رَوْبَ " أَيْ لاَ غِشَّ وَلا تَخْلِيطَ
وعن الأَصمعيّ : مِنْ أَمْثَالِهِم في الذي يُخْطِيءُ ويُصِيبُ " هُوَ يَشُوبُ ويَرُوبُ " وَرَوَّبَهُ وأَرَابَه : جَعَلَهُ رَائِباً وقيلَ : الرائبُ يَكُونُ ما مُخِضَ وما لم يُمْخَضْ وقال الأَصمعيّ : الرَّائِبُ الذي قد مُخِضَ وأُخْرِجَت زُبْدَتُه والمُرَوَّبُ : الذي لَمْ يُمْخَضْ بَعْدُ وهو في السِّقَاءِ لم تُؤْخَذْ زُبْدَتُه قال أَبو عثبيدٍ : إذا خَثُرَ اللَّبَنُ فهو الرَّائِبُ فلا يَزَالُ ذلك اسمَه حتى يُنْزَعَ زُبْدُهُ واسمُه على حالِه بمنزلة العُشَرَاءِ من الإِبلِ وهي الحاملُ ثم تَضَعُ وهو اسْمُهَا وأنشد الأَصمعيّ :
سَقَاك أَبُو مَاعِزٍ رَائِباً ... ومَنْ لَكَ بالرَّائِبِ الخَاثِرِ يقولُ : إنَّمَا سَقَاك المَمْخُوضَ وَمَنْ لَك بالذي لم يُمْخَضْ ولم يُنْزَعْ زُبْدُه ؟ وإذا أَدْرَكَ اللبنُ لِيُمْخَضَ قِيلَ : قَدْ رَابَ وقال أَبو زيد : التَّرْوِيبُ : أَنْ تَعْمِدَ إلى اللَّبَنِ إذا جعلتَه في السقاءِ فتُقَلِّبَه لِيُدْرِكَه المَخْضُ ثم تَمْخُضَه ولم يَرُبْ حَسَناً
والمِرْوَبُ كَمِنْبَرٍ : الإِنَاءُ أَوِ السِّقَاءُ الذِي يَرُوبُ كَيَقُولُ وفي بعض النسخ بالتَّشْدِيدِ فيه اللَّبَنُ وفي التهذيب : إنَاءٌ يُرَوَّبُ فيه اللَّبَنُ قال :
" عُجَيِّزٌ مِنْ عامِرِ بنِ جُنْدَبِ
" تُبْغِضُ أَنْ تَظْلِمَ ما في المِرْوَبِ وسِقَاءٌ مُرَوَّبٌ كمُعَظَّمٍ : رُوِّبَ فيه اللَّبَنُ وفي المَثَلِ لِلْعَرَبِ " أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقَاءٌ مُرَوَّبٌ " وأَصْلُهُ السِّقَاءُ يُلَفُّ حتَّى يَبْلُغَ أَوَانَ المَخْضِ والمَظْلُومُ : الذي يُظْلَمُ فَيُسْقى أَو يُشْرَبُ قبلَ أَن تُخْرَجَ زُبْدَتُه . وعن أَبي زيد في باب الرَّجُلِ الذَّلِيلِ المُسْتَضْعَف " أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقَاءٌ مُرَوَّبٌ " وظَلَمْتُ السِّقَاءَ إذا سَقَيْتَه قبلَ إدْرَ اكِهِ
والرَّوْبَةُ وتُضَمُّ الفَتْحُ عن كراع : خَمِيرَةٌ تُلْقَى في اللَّبَنِ من الحامِضِ لِيَرُوبَ وهذا أصلُ معنَى الرَّوْبَة وقد ذَكَر لها المصنفُ نحو اثْنيْ عشَرَ مَعْنَىً كما يأْتي بيانُهَا وهذا أَحَدُهَا وقيلَ الرَّوْبة : خَمِيرُ اللَّبَنِ الذي فيه زُبْدُه وإذا أُخْرِجَ زُبْدُه فهو رائِبٌ أَوْ بَقِيَّةُ اللَّبَنِ المُرَوَّبِ ومن المجاز : الروبَةُ بالضَّمِّ والفَتْحِ عن اللّحْيَانيّ : جِمَامُ مَاءِ الفَحْلِ وقيلَ : هو اجْتِمَاعُه أَو هو مَاؤه في رَحِمِ الناقَةِ وهو أَغْلَظُ مِنَ المَهَاةِ وأَبْعَدُ مَطْرَحاً وقال الجوهريّ : رُوبَةُ الفَرَسِ مَاؤُهُ في جِمَامِهِ يقال : أَعِرْنِي رُوبَةَ فَرَسِكَ ورُوبَةَ فَحْلِكَ إذا اسْتَطْرَقْتَهُ إيَّاهْ ومن المجاز الرُّوبَةُ الحاجَةُ وَمَا يَقُومُ فلانٌ برُوبَةِ أَهْلِهِ أَي بشَأْنِهِمْ وصَلاَحِهِمْ وقيل أَي بما أَسْنَدُوا إليه من حَوَائِجِهِم وقيلَ : لا يقومُ بقُوتِهِم ومُؤْنَتِهِم قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ المَعْمَرُ بنُ مُثَنًّى : قال لي الفَضْلُ بنُ الرَّبِيعِ وقد قَدِمْتُ عليه : أَلَكَ وَلَدٌ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ : قُلْتُ : نَعَمْ قَال : مَالَكَ لَمْ تَقْدَمْ بِهِ مَعَكَ ؟ قُلْتُ خَلَّفْتُهُ يَقُومُ بِرُوبَةِ أَهْلِهِ قَالَ : فَأَعْجَبَتْهُ الكَلِمَةُ وقال : اكْتُبُوهَا عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قالَه شيخُنا والرُّوبَةُ : قِوَامُ العَيْشِ والرُّوبَةُ مِنَ الأَمْرِ : جمَاعُهُ بِضَمِّ الجِيمِ تقولُ : مَا يَقُومُ بِرُوبَةِ أَمْرِهِ أَيْ بِجِمَاعِ أَمْرِهِ كَأَنَّهُ من رُوبَةِ الفَحْلِ فهو مجازٌ ومن المجاز : الرُّوبَةُ : القِطْعَة وفي غيره من الأُمَّهَاتِ : الطَّائِفَةُ مِنَ اللَّيْلِ في لسان العرب : ومنه رُوبَةُ بنُ العَجَّاجِ فِيمَنْ لاَ يَهْمِزُ لأَنَّهُ وُلدَ بَعْدَ طَائِفَةٍ مِنَ اللَّيْلِ وفي التهذيب : رُؤْبَةُ بنُ العَجَّاجِ مَهْمُوزٌ وقِيلَ : الرُّوبَةُ سَاعَةُ مِنَ اللَّيْلِ وقيل : مَضَتْ رُوبَةٌ مِن الليل أَي ساعَةٌ وَبَقِيَتْ رُوبَةٌ مِنَ اللَّيْلِ كذلك يقال : هَرِّقْ عَنَّا مِنْ رُوبَةِ اللَّيْل والرُّوبَةُ القِطْعَةُ مِنض اللَّحْمِ يقال : قَطِّعِ اللَّحْمَ رُوبَةً رُوبَةً أَي قِطْعَةً قِطْعَةً والرُّوبَةُ : كَلُّوبٌ يُخْرَجُ بِهِ الصَّيْدُ مِنء جُحْرِهِ وهُوَ المِحْرَشُ عَنْ أَبِي العَمَيْثَلِ والرُّوبَةُ : الفَقْرُ قاله ابنُ السِّيدِ والصاغانيّ والرُّوبَةُ : شَجَرَةُ النِّلْكِ بكَسْرِ النُّونِ وضَمِّهَا ويأْتِي للمؤلف وفَسَّرَه ابن السِّيدِ بِشَجَرَةِ الزُّعْرُورِ ومن المجاز الرُّوبَة : التَّخَثُّرُ والكَسَل مِنْ كَثْرَةِ شُرْبِ اللَّبَنِ والتَّوَانِي والرُّوبَة : المَكْرُمَة مِنض الأَرْضِ الكَثِيرَةُ النَّبَاتِ والشَّجَرِ هيَ أَبْقَى الأَرْضِ كَلأً وهذَا الأَخِيرُ قد نقله الصاغانيّ قال : ويُهْمَز قِيلَ وبِهِ سُمِّيَ رُؤْبَة بن العَجَّاجِ وقال شُرَّاح الفَصِيحِ على ما نَقَلَه شيخنَا : يَجُوز أَنْ يَكونَ منقولاً من هذه المَعَانِي كلِّهَا بِلاَ مَانِعٍ وتَرْجِيحُ هَذَا أَوْ غَيْرِه تَرْجِيحٌ بِلاَ مُرَجِّحٍ وهُوَ ظَاهِرٌ إلاَّ أَنْ يَكونَ هُنَاكَ سَبَبٌ يَسْتَنِدُ إليه انتهى فهذه اثْنَا عَشَرَ مَعْنًى وزَادَ ابن عُدَيْس : والرُّوبَة : بَقِيَّة اللَّبَنِ المُرَوَّبِ وهذا قد ذَكَرَهُ المؤلف بأَوْ لِتَنْوِيعِ الخِلاَفِ وفي المَثَلِ " شُبْ شَوْباً لَكَ رُوبَتهُ " كَمَا يُقَال : احْلُبْ حَلَباً لَك شَطْرُهُ وزَادَ الجَوْهَرِيّ : والرُّوبَة مِنَ الرَّجُلِ : عَقْلهُ قال ابن الأَعْرَابيّ : تَقول : وهُوَ يُحَدِّثنِي وأَنَا إذْ ذَاكَ غُلاَمٌ لَيْسَتْ لِي رُوبَةٌ والرُّوبَة : اللَّبَن الذي فيه زُبْدُه والرُّوبَة أَيضاً : اللَّبَن الذي نُزِعَ زُبْدُه كذا قال أَبُو عُمَرَ المُطَرِّز ونَقَلَهُ شيخنا
قلْت : فَهُمَا ضِدٌّ والرُّوبَة إصْلاَح الشَّانِ والأَمْرِ عنِ ابنِ الأَعْرَابيّ وقالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ : الرُّوبَة : المَشَارَة وهي السَّاقِيَة نَقَلَهُ شيخنا والرُّوبَة مِنَ القَدَحِ : مَا يُوصَل بِهِ والجَمْع رُوَبٌ كذا في لسان العربقلْت : وهو قِطْعَةٌ مِنْ خَشَبٍ تُدْخَل في الإِنَاءِ المُنْكَسِرِ لِيُشْعَبَ بِهَا حَكَاهَا ابن السِّيدِ وهي مَهْمُوزَةٌ وقال أَبو زيد : إنْ كَانَ في الرَّحْلِ كَسْرٌ ورُقِعَ فَاسْمِ تلْكَ الرُّقْعَةِ رُوبَةٌ والرُّوبَة : الدُّرْدِبُّ في حديثِ البَاقِرِ " أَتَجْعَلونَ فِي النَّبِيذِ الدُّرْدِيَّ ؟ قِيلَ : وَمَا الدُّرْدِيُّ ؟ قَالَ : الرُّوبَة وفي الأَساس : ومن المَجَازِ : الرُّوبَة مِنَ الفَرَسِ : بَاقِي القوَّةِ عَلَى الجَرْيِ فهذه عَشَرَةُ مَعَان اسْتَدْرَكْنَاهَا على المُؤَلِّفِ ومَنْ طَالَعَ أُمَّهاتِ اللُّغَةِ وَجَدَ أَكْثَرَ مِنْ ذلكَ
ورَابَ الرَّجُلُ يَرُوبُ رَوْباً ورُؤوباً : تَحَيَّرَ وفَتَرَتْ نَفْسُه مِنْ شِبَعٍ أَوْ نُعَاسٍ أَوْ قَامَ مِنَ النَّوْمِ خَاثِرَ البَدَنِ والنَّفْسِ أَوْ سَكِرَ مِنْ نَوْمٍ ومنَ المَجَازِ رَجُلٌ رَائِبٌ وأَرْوَبُ ورَوْبَانُ والأُنْثَى رَائِبَةٌ عن اللِّحْيضانيّ ورأَيْت فلاناً رَائِباً أَي مُخْتَلِطاً خَاثِرَاً وهو أَرْوَبُ ورَوْبَانُ مِنْ قَوْمٍ رَوْبَى إذا كانوا كذلك أَي خُثَرَاءَ النَّفْسِ مُخْتَلِطِينَ وقال سيبويه : هُم الذينَ أَثْخَنَهُمُ السَّفَرُ والوَجَع فَاسْتَثْقَلوا نَوْماً ويقال : شَرِبُوا مِنَ الرَّائِبِ فَسَكِرُوا قال بِشْرٌ :
فَأَمَّا تَمِيمٌ تَمِيمُ بنُ مُرٍّ ... فَأَلْفَاهُمُ القَوْمُ رَوْبَى نِيَامَا وهو في الجَمْعِ شَبِيبهٌ بهَلْكَى وسَكْرَى وَاحِدُهُمْ رَوْبَانُ وقال الأَصْمعيّ : وَاحِدُهُمْ : رَائِبٌ مِثْل مائقٍ ومَوْقَى وهَالِكٍ وهَلْكَى
ورَابَ الرَّجُلُ و { َوَّبَ : أَعْيَا عن ثعلب
ورَابَ الرَّجُلُ : كَذَبَ عنِ ابنِ الأَعرابيّ وقِيلَ : اخْتَلَطَ عَقْلُهُ ورَأْيُهُ وأَمْرُهُ وهو رَائِبٌ وعنِ ابن الأَعرابيّ : رَابَ : إذَا أَصْلَحَ ورَابَ : سَكَنَ ورَابَ اتَّهَمَ قال أَبُو مَنْصُورٍ : إذا كانَ رَابَ بمعْنَى أَصْلَحَ فأَصْله مهموزٌ من رَأَبَ الصَّدْعَ
ومن المجازِ : دَعْهُ فَقَدْ رَابَ دَمُهُ يَرُوبُ رَوْباً أَي حَانَ هَلاَكُه عن أَبي زيد وقال في موضعٍ آخر : إذَا تَعَرَّضَ لِمَا يَسْفِك دَمَهُ قال : وهَذَا مِثْل قَوْلِهِمْ : فلانٌ يَفورُ دَمُه وفي الأَسَاس : شُبِّهَ بِلَبَنٍ خَثُرَ وحَانَ أَنْ يُمْخَضَ
ورُوبٌ كَطُوبٍ : ة بِبَلْخٍ قُرْبَ سِمِنْجَانَ ورُوبَى كَطُوبَى : ة بِبَغْدَادَ مِنْ قُرَى دُجَيْلٍ وأَبو الحَرَم حِرْمِيّ بنُ محمودِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زيدِ ابنِ نِعْمَةَ الرُّوبِيُّ المِصْرِيُّ مُحَدِّث إلى جَدِّه رُوبَةَ
والتَّرْوِيبُ كالرَّوْبِ الإِعْيَاءُ يقال : رَوَّبَتْ مَطِيَّةُ فلان إذا أَعْيضتْ
وهَذَا رَابُ كَذَا أَيْ قَدْرُه ورُوَيْبَةُ أَبُو بَطْنٍ وهُوَ رُوَيْبَة بن عَامِر بنِ العصبة بنِ امْرِئِ القَيْسِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ من بَنِي تَمِيمٍ أَعْقَبَ مِنْ وَلَدِهِ عَبْدُ الله وسِنَانٌ وعَمْرٌو وعُمَارَة ابن رُوَيْبَة لَهُ صُحْبَةٌ