النَّوْفُ : السَّنامُ العالِي ج : أَنْوافٌ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وخَصّه غيرُه بسَنامِ البَعِير وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ نَوْفاً قالَ الرّاجزُ :
" جارِيةٌ ذاتُ هَنٍ كالنَّوْفِ
" مُلَمِلَمٍ تَسْتُرُه بحَوْفِ
" يالَيْتَنِي أَشِيمُ فيها عَوْفِى قالَ : والنَّوْفُ : بُظارَةُ المَرْأَةِ وكُلُّ ذلِكَ في مَعْنَى الزَّيادَةِ والارْتِفاعِ . قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : ورُبَّما سُمِّيَ ما تَقْطَعُه الخَافِضَةُ مِنْهُنَّ نَوْفاً زَعَمُوا . وفي الصِّحاحِ : النَّوْفُ : فَرْجُ المَرأَةِ . وقالَ ابنُ بَرِّي : النَّوْفُ : البَظْرُ وقيلَ : الفَرْجُ أَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لهَماّمِ ابنِ قَبِيصَةَ الفَزارِيَّ حينَ قَتَلهُ وازِعُ بن ذُؤَاَلَةَ :
" تَعِسْتَ ابنَ ذاتِ النَّوْفِ أَجْهِزْ على امْرِيءٍيَرَى المَوْت خَيْراً من فِرارٍ وأَكْرَمَا ولا تَتْكُركَنِّي كالخُشاشَةِ إننَّيِ صَبُورٌ إذا ما النِّكْسُ مِثْلُكَ أَحْجَمَا وقالَ الأَزْهَرِيُّ : قَرأْتُ في كتابٍ نُسِبَ إلى المُؤَرِّجِ غير مَسْمُوعٍ لا أَدْرِي ما صِحتَّهُ : النَّوْفُ : الصّوْتُ أو صَوْتُ الضَّبُعِ يُقالُ : نافَت الضَّبُعَةُ تَنُوفُ نَوْفاً . قالَ : والنَّوْفُ : المَصُّ مِنَ الثَّدْيِ . وقالَ غيُره : النَّوْفُ : أنْ يَطُولَ البَعِيرُ ويَرْتَفِعَ وقد نافَ يَنُوفُ نَوْفاً وكذلِك كُلُّ شَيْءٍ . قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وبَنُو نَوْف : بَطْنٌ من العَرَبِ أَحْسَبُه من هَمْدانَ ونَوْفُ بنُ فَضَالَةَ أَبو يَزِيدَ البِكالِيُّ ويُقال : أَبو عَمْرٍو ويُقالُ : أَبُو رشيد التّابِعِيُّ إمامُ دِمَشْقَ أُمُّه كانَتْ امْرَأَةَ كَعْبِ الأَحْبارِ يَرْوِي القَصَصَ وهُوَ الذي قالَ فيه عبدُ اللهِ ابنُ عَبّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُما : كَذَبَ عَدُوُّ اللهِ رَوَى عَنْه أَبو عِمْرانَ الجَوْنِيُّ والنّاسُ وأَورَدَه ابنُ حِباّن في الثِّقاتِ . ويَنُوفَى بالتَّحْتِيَّةِ أو تَنُوفَى بالفَوْقِيّةِ مَقْصُورتانِ أَو تَنُوفُ كتَقُولُ وفي الصِّحاحِ : يَنُوفُ بالتَّحْتِيّة فهي ثَلاَثُ رِواياتٍ : ع وفي العبُابِ : هَضْبَةٌ وفي اللِّسانِ : عَقَبَةٌ بجَبَلَيْ طَيِّئٍ وهمُا أَجَأَ وسَلْمَى ووَقَعَ في الصِّحاحِ في جَبَلِ بالإفْرادِ والصَّوابُ ما للمُصَنِّفِ سُمِّيَتْ بذِلكَ لارْتِفاعِها وبالوُجُوهِ الثَّلاثَةِ يُرْوَي قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ :
كأَنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بلَبُونِه ... عُقابُ تَنُوفَى لا عُقابُ القَواعِلِ والقَواعِلُ : موضِعٌ في جَبَلْي طَيَّئٍ ودِثارٌ : اسمُ راعيِ امْرِئِ القَيْسِ وأَنشَدَه ثَعْلَبٌ : عُقابُ يَنُوفٍ كما وَقَع في نُسَخِ الصِّحاحِ ورواهُ ابنُ جِنِّي : تَنُوفٍ مصَرْوُفاً على فَعُولٍ قالَ في التّكْمِلَةِ : فَعَلى هذا التّاءُ أَصْلِيَّة مثلُها في تَنُوفَة ومَوْضِعُ ذِكْرها فصلُ التّاءِ وتَنُوفَى من الأَوْزانِ التي أَهْمَلَها سِيبَوَيْه وقالَ السِّيرافِيُّ : تَنُوفَى : تَفُعْلَى فعَلَى هذا يَسوغُ إيرادُ تَنُوف في هذا التَّرْكِيبِ ووَزْنُه تَفُعْل ولا يُصْرَف انتهى . قلت : وتَنُوفَى روايةُ ابنِ فارسٍ وقد تَقَدّم في ت - ن - ف وَزْنُه بجَلُولاَ ومضَى الكلامُ عليه هُناكَ ويَنُوفَى رِوايةُ أَبي عُبَيْدَةَ فراجِعْه في ت - ن - ف . ومَنافٌ : صَنَمٌ وبه سُمِّيَ عَبْد مَنافٍ وكانَتْ أُمُّه قد أَخْدَمَتْهُ هذاَ الصَّنَمَ قالَ أَبو المُنْذِرِ : ولا أَدْرِي أَيْنَ كانَ ولِمَنْ كانَ فيه يَقُولُ بَلْعاءُ بنُ قَيْسٍ :
وقِرْنٍ قَدْ تَرَُكْتُ الطَّيْرَ مِنْه ... كمُعَتْبِر العَوارِكِ مِنْ مَنافِ وهو أَبُو هاشِمٍ وعَبْدِ شَمْسٍ وعليهما اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ زاد الصاغانِيُّ : والمُطَّلِبِ وتُماضِرَ وقِلابَةَ وفاتَه : نَوْفَلُ بنُ عبدِ مَنافٍ ؛ لأَنَّها بُطونٌ أَرْبَعَةٌ واسمُ عبِد منافٍ المُغِيَرُة ويُدْعَي القاسِم ويُلَقَّبُ قَمَرَ البَطْحاءِ ويُكْنَى بأَبِي عَبْدِ شَمْسٍ وأُمُّه حُبَّي بنتُ حُلَيْل الخُزَاعَّيُة وهو رابِعُ جَدٍّ لسَيِّدِنا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلّم وفيه قال الشّاعِرُ :
كانَتْ قُرَيْشٌ بَيْضَةً فتَفَقَّأَتْ ... بالمُحِّ خالِصَةً لعَبْدِ مَنافِوقالَ ابنُ تَيْمِيَةَ في السِّياسَةِ الشَّرْعِيَةِ : أَشْرَفُ بيتٍ كان في قُرَيْش بَنُو مَخْزُومٍ وبَنُوُ عَبْدِ منافٍ . والنِّسْبَةُ إليه مَنافِىٌّ قال سِيبَوَيْهِ : وهُوَ مما وَقَعَتْ فيه الإضافَةُ إلى الثاني دُونَ الأَوّلِ ؛ لأَنَّه لو أُضِيفَ إلى الأَوّلِ لالْتَبَسَ قال الجوهريُّ : وكانَ القيِاسُ عَبْدِيُّ فعَدَلُوا عن القياسِ لإزالَةِ اللَّبْسِ بينَه وبَيْنَ المَنْسُوبِ إلى عَبْدِ القَيْسِ ونحوِه . ومَنُوفُ : ة بمِصْرَ زادَ الصاغانِيُّ القَدِيمَةِ . قلتُ : وهي من جَزِيرَةِ بني نَصْرٍ وعَمَل أَبْيار ويُقال لكُورَتِها الآنَ : المَنُوفيَّة لها ذِكْرٌ في فتُوُحِ مِصْر وقولُ الصّاغانِيّ القَدِيمَة يُوِهُم أَنّها هي مَنْفُ التي كانَتْ بقُرْبِ الفُسْطاطِ وخَرِبَتْ وليسَتْ هِيَ كما بَيَّناهُ في فصل الميم مع الفاء وعِباَرُة المُصَنِّفِ سالِمَة عن الوَهَمِ إلاَّ أنّها غيُر وافِيَةٍ بالمَقْصُودِ . وجَمَلٌ نِيافٌ وناقَةٌ نيِافٌ ككِتابٍ : أَي طَوِيلٌ وطَوِيلَةٌ في ارْتِفاعٍ كما في الصِّحاحِ وقالَ ابنُ بَرِّي : طَوِيلاَ السَّنامِ وأَنشَدَ لزِيادٍ المِلْقَطِيِّ :
" والرَّحْلُ فَوْقَ ذاتِ نَوْفٍ خامِسِ والأَصْلُ نِوافٌ قُلِبَت الواوُ ياءً تَخْفِيفاً لا وُجُوباً أَلاَ تَرَى إلى صِحَّةِ خوِان وصِوان وصِوار على أَنه قد حُكِىَ صِيانٌ وصِيارٌ وذلِكَ عن تَخْفيِفٍ لا عن صَنْعَةٍ قالَهُ ابنُ جِنِّى وأَنشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرّاجِزِ قلت : هو السَّرَنْدَي التّيْمِيُّ :
" أَفْرِغْ لأَمْثالٍ مَعاً إِلافِ
" يَتْبَعْنَ وَخْىَ عَيْهَلٍ نيِافِ وكَذلِكَ جَبَلٌ نيِافٌ وأَنشَدَ الجَوْهرِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ :
نِيافاً تَزِلُّ الطَّيْرُ عَنْ قُذُفاتِه ... يَظَلُّ الضَّبابُِ فوقَه قَدْ تَعَصَّرَا قال ابنُ جِنِّي : وقد يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نِيافاً مصدَراً جارِياً على فِعْلٍ مُقَدَّرٍ فيَجْرِي حِينَئذٍ مَجْرَى صِيامٍ وقِيامٍ ووَصَفَ به كما يُوصَفُ بالمصادِر . وبعضُهم يَقُولُ : جَمَلٌ نَيّافٌ كشَدّادٍ على فَيْعالٍ : إذا ارُتَفَع في سَيْرِه والأَصْلُ نَيْوافٌ وأنشَدَ :
" يَتْبَعْنَ نَيّافَ الضُّحَى عُزَاهِلاَ قال الأَزْهَرِيُّ : رَواهُ غيُره يَتْبَعْنَ زَيّافَ الضُّحَى قال : وهو الصّحيِحُ وقال أَبو عَمْرٍو : والعُزاهِلُ : التّامُّ الخَلْقِ . والنَّيِّفُ ككَيِّسٍ وقد يُخَفَّفُ كمَيِّتٍ ومَيْتٍ قاله الأَصْمَعِيُّ وقِيلَ : هو لَحْنٌ عندَ الفُصَحاءِ ونَسَبَهُ بعضٌ إلىَ العامَّةِ ونسَبَها الأَزْهرِيُّ إلى الرَّدَاَءِة : الزَّيادَةُ وأَصْلُه نَيْوِفٌ عَلَى فَيْعِلٍ يُقالُ : عَشَرَةٌ ونَيِّفٌ ومِائَةٌ ونَيِّفٌ وكُلُّ مازادَ علَىَ العَقْدِ فنَيِّفٌ إلى أَنْ يَبْلُغَ العَقْدَ الثّانِيَ وقالَ اللِّحْيانِيُّ : يُقال : عِشْرُوَن ونَيِّفٌ ومائَةٌ ونَيِّفٌ وأَلْفٌ ونَيِّفٌ ولا يُقال : نَيِّفٌ إلاّ بعدَ عَقْدٍ قال : وإنِّما قالَ : نَيِّفٌ ؛ لأَنَّه زائِدٌ على العَدَدِ الذي حَواهُ ذلِكَ العَقْدُ . والنَّيِّفُ : الفَضْلُ عن اللِّحْيانِيِّ وحَكَى الأَصْمَعِيُّ : ضَع النَّيِّفَ في مَوْضِعِه أَي : الفَضْلَ كذَا فِي المُحْكَمِ . والنَّيِّفُ : الإِحْسانُ وهو مَأْخُوذٌ من مَعْنَى الزَّيادَةِ والفَضْلِ . وقال أَبو العَبّاسِ : الذي حَصَّلْناه ن أَقاوِيلِ حُذّاقِ البَصْرِيِّينَ والكُوفِيِّينَ أَنَّ النَّيِّفَ : من واحِدَةٍ إلى ثَلاثٍ والبِضْعَ : من أَرْبَعٍ إلى تَسْعٍ . ونافَ الشّيْءُ يَنُوفُ نَوْفاً : ارْتَفَع وأَشْرَفَ . ونافَ يَنُوفُ : إذا طالَ وارْتَفَعَ . وأَنافَ علَىَ الشَّيْءِ : أَشْرَفَ وارْتَفَع ويُقالُ لكُلِّ مُشْرِفٍ على غَيْرِه : إنَّه لمُنِيفٌ وقد أَنافَ إنافَةً قالَ طَرَفَةُ يَصِفُ إبِلاً :
وأَنافَتْ بِهَوادٍ تُلعٍ ... كجُذُوعٍ شُذِّبَتْ عَنْها القُشُرْ والمُنِيفُ : جَبَلٌ يَصُبُّ في مَسِيلِ مكَّةَ حَرَسَها اللهُ تَعالَى قال صَخْرُ الغَيِّ يَصِفُ سَحاباً :
فَلّما رَأَى العَمْقَ قُدَّامَهُ ... ولَمَّا رَأَى عَمَراً والمُنِيفَاوالمُنِيفُ أَيْضاً : حِصْنٌ في جَبَلِ صَبِرٍ من أَعْمالِ تَعِزَّ باليَمَنِ . والمُنِيفُ أَيْضاً : حِصْنٌ من أَعْمالِ لَحْجٍ قُرْبَ عَدَنِ أَبْيَنَ . والمُنِيَفُة بهاءٍ : ماءَةٌ لتَمِيم عَلَى فَلْجٍ بَيْنَ نَجْدٍ واليَمامَةِ قالَ :
أقُولُ لصاحِبِي والعِيُس تَهْوِي ... بِنا بَيْنَ المُنِيَفِة فالِّضمارِ
تَمَتَّعْ من شَمِيمِ عَرارِ نَجْدٍ ... فَما بَعْدَ العَشِيَّةِ من عَرارِ وأَنافَ عليه : زادَ كنَيَّفَ يُقالُ : أَنافَت الدَّراهِمُ على المائَةِ أَي زادَتْ ونَيَّفَ فلانٌ على السِّتِّيَن ونَحْوِها : إذا زاَد علَيْها . وأَفْرَدَ الجَوْهَرِيُّ له تَرْكِيبَ ن - ي - ف وَهَماً وقد تَبِعَ فيه صاحِبَ العَيْنِ والزُّبَيْدِيَّ في مُخْتَصَرِه والصَّوابُ ما فَعَلْنا ؛ لأَنَّْ الكُلَّ واوِيُّ كما قالهَ ابنُ جِنِّى ونَبَّه عليه ابنُ بَرِّي والصّاغانِي وصاحبُ اللِّسانِ مع أَنَّ الجَوْهَرِيَّ ذَكَر في ن - ي - ف أَنَّ أَصْلَه من الواو وكأَنَّه نَظَرَ إلى ظاهِرِ اللَّفْظِ فتَأَمّلْ
ومما يُسْتَدْرَكُ عليهِ : أَنافَهُ إنافَةً بمعْنَى أَنافَ إنافَةً هكذا ذَكَره ابنُ جِنِّي متعَدَّياً في كتابِه المَوْسُومِ بالمُعْرِب وليس بمَعْرُوفٍ . وامْرَأَةٌ مُنِيَفةٌ ونِيافٌ : تامَّةُ الطُّولِ والحُسْنِ وهو مَجازٌ . وفَلاةٌ نِيافٌ : طَوِيلَةٌ عَرِيضَةٌ قالَ الرّاجِزُ :
" إذا اعْتَلَى عَرْضَ نِيافٍ فِلِّ
" أَذْرَى أَساهِيكَ عَتِيقٍ أَلِّ والنَّوْفُ : أَسْفَلُ الذَّيْلِ ؛ لزِيادَتِه وطُولِه عن كُراعٍ . وجَبَلٌ عالِي المَنافِ أَي : المُرْتَقَى قِيلَ : ومنه عَبْدُ مَنافٍ نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ . ويَنُوفُ بالياء : جَبَلٌ ضَخْمٌ أَحْمَرُ لكِلابٍ . وتَنُوفُ بالتّاء : من أَرْضِ عُمانَ . والنيوفة : ماءَةٌ في قاعِ الأَرْضِ لبَنِي قُرَيْطٍ تُسَمّى الشَّبَكة