وَأَدَ بِنْتَه هكذا في الصحاح وفي التهذيب والمحكم : وَأَدَ المْوءُودَة يَئِدُها وَأْدًا : دَفَنَها في القَبْرِ وزاد في الأَساس : وأَثْقَلَها بالتُّرابِ وهي حَيَّة وهو وَائِد وهي وَئِيدٌ وَوَئِيدَةٌ ومَوْءُودَة أَنشد ابن الأَعْرَابيِّ :
وَمَا لَقِيَ المْوءُودُ مِنْ ظُلْمِ أُمِّه ... كما لَقِيَْ ذُهْلٌ جَميعاً وعامِرُ وكانت كِنْدَةُ تَئدُ النَبَاتِ . قال الله تعالى : " وَإِذَا المْوْءُودَةُ سُئلَتْ " قال المفسّرُون : كان الرجُلُ في الجَاهِلِيَّة إِذَا وُلِدَت له بِنْتٌ دَفَنَها حين تَضَعُها والِدَتُها حَيَّةً مخافَةَ العَارِ والحَاجَةِ فأَنْزل الله تعالى : وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَق نَحْن نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ " وفي الحديث الوَئِيدُ فِي الجَنَّة أَي المَوْءُود فَعِيل بمعنى مَفْعُول ومنهم من كان يَئد البَنِينَ في المَجَاعَةِ . وقال الفَرزدقُ يَعْنِي جَدَّه صَعْصعَةَ بنَ نَاجِيَةَ :
وَعَمِّي الذي مَنَعَ الوَائِدَاتِ ... وَأَحْيَا الوَئِيدَ فَلَمْ يُوأَدِ وفي الحديث أنه نهى عن وأد البَنَاتِ أَي قَتْلِهِنّ وفي حديث العَزْلِ ذلِكَ الوَأْدُ الخَفِيُّ وفي حديث آخر تلك الموْءُودَةُ الصُّغْرَى . قال أَبو العَبّاس : من خَفَّف هَمْزَةَ المَوْءُودة قال مَوْدَة كما تَرَى لئلا تَجْمَع بين ساكنين . والوَأْدُ الوَئِيدُ : الصَّوْتُ مُطْلقاً أَو العَالِي الشَّدِيدُ كصَوْتِ الحائطِ إِذا سَقَطَ نَحْوِه قال المَعْلُوطُ :
أَعَاذِل مَا يُدْرِيك أَنْ رُبَّ هَجْمَةٍ ... لأَخْفَافِهَا فَوْقَ المِتَانِ وَئِيدُ قال ابن سيده : كذا أَنشَده اللِّحْيَانيُّ ورواه يعقوب : فَدِيدُ . وفي حديث عائشة خَرَجْتُ أَقْفوا آثَار الناسِ يَوْمَ الخَنْدَقِ فسَمِعْتُ وَئِيدَ الأَرْضِ يُسْمَعُ كالدَّوِيّ مِن بُعْد . الوَأْدُ : هَدِيرُ البَعِيرِ عن اللّحْيَانيّ ويقال : سَمِعْت وَأْدَقَوَائِمِ الإِبلِ ووَئِيدَها . وفي حديث سَوَادِ بن مُطَرِّف وَأْدَ الذِّعْلِبِ الوَحْنَاءِ أَي صَوْتَ وَطْئِها على الأَرْضِ . قال أَبو مِسْحَلٍ في نَوَادِره : التَّؤَدَةُ أَي بضمّ التاءِ تُثْقَّلُ وتُخَفَّف أَي بفتْحِ الهَمْزَةِ وسُكونِهَا وبِغيرِ هَمْزٍ تقول تُؤَدَة وتُؤْدَة وتُودَة هو فُعْلَةٌ من الوَئِيد كذلك التَّوْآدُ وعلى الأَوّل اقتَصَرَ كثير من أَئمّة اللّغةِ ومعنَى الكُلِّ : الرَّزَانَةُ والتَّأَنِّي والتَّمَهُّل قالت الخَنْسَاءُ :
" فَتًى كَانَ ذَا حِلْمٍ رَزِينٍ وتُؤْدَةٍإِذَا مَا الحُبَا مِنْ طائِفِ الجَهْلِ حُلَّتِ
وقد اتَّأَدَ وَتَوَأّدَ والتَّوْآدُ منه قال الأَزهريُّ : وأَما التُّؤَدَة بمعنى التَّأَنِّي في الأَمْرِ فأَصْلُهَا وُأَدَةٌ مثل التُّكَأَةِ أَصلها وَكَأَةٌ فقُلِبت الواو تاءً ومنه يقال اتَّئِد يَا فَتَى وقد اتَّأَدَ يَتَّئِدُ اتِّئَاداً إِذا تَأْنَّى في الأَمْرِ قال وثُلاثِيُّه غير مُستعملٍ لا يقولون وَاَدَ يَئدِ بمعنَى أتَّأَدَ وقال الليثُ : يقال اتَّأَدَ وتَوَأّدَ فاتَّأَدَ على افْتَعَل وتَوَأّدَ على تَفَعَّلَ والأَصل فيه الوَأْدُ إِلاّ أَن يكون مَقْلُوباً من الأَوْد وهو الإِثقال فيقال آدَنِي يَؤُودُنِي أَي أَثقَلَنِي والتَّأَوُّدُ منه ويقال : تَأَوَّدَتِ المَرْأَةُ في قِيامِها إِذا تَثَنَّتْ لِتَثَاقُلِهَا ثم قالوا تَوَأّدَ واتَّأَدَ إِذا تَرَزَّنَ وتَمَهَّل والمَقلوباتُ في كلامِ العربِ كَثيرةٌ قال شيخُنا وهذا قد حَكاه المُرْتَضَى عن بعضِ اللُّغويّينَ . ومن هنا وقَع في المصباح تَخْلِيطٌ في المادَّتَينِ ولم يُفَرِّق بين الأَجْوَف والمِثَال . من المقلوب المَوائِدُ وأَصلُها المَآوِدُ بمعنى : الدَّوَاهِي وقد تقدّمت الإِشارة إِليه . يقال تَوَأّدَتْ عليه الأَرْضُ على القَلْبِ تَودَّأَت إِذا غَيَّبَتْه وذَهَبَتْ به قال أَبو منصور : هما لُغتَانِ على القَلْب كتَكَمَّأَتْ وتَلَمَّعَتْ . ومما يستدرك عليه : المثل هُو أَضَلُّ مِنْ مَوْءُودَةٍ وحَكَى أَبو عليٍّ : تَيْدَكَ بمعنى اتَّئِدْ . واتَّئِدْ في أَمْرك : تَثَبَّتْ . ومَشَى مَشْياً وَئِيداً أَي عَلَى تُؤدَةٍ قالت الزَّبَّاءُ :