النَّيْلَوْفَر أهمله الجماعة وهو بفتح النون واللامِ والفاء ويقال : النَّيْنَوْفَر بقلب اللام نوناً وهو ضربٌ من الرَّياحين يَنْبُتُ في المياه الرّاكدة وهو المُسمّى عند أهلِ مصر بالبَشْنين ويقوله العَوامّ النَّوْفَر كَجَوْهر باردٌ في الثالثة رطبٌ في الثانية مُلَيِّنٌ للصَّلابات وصالحٌ للسُّعال وأَوْجَاعِ الجَنبِ والرِّئة والصَّدر وإذا عُجِنَ أَصْلُه بالماءِ وطُلي به البَهَقُ مرّاتٍ أزاله عن تجربة وإذا عُجِن بالزِّفْتِ أزالَ داءَ الثَّعلب ويُتَّخَذُ منه شرابٌ فائقٌ وله خَواصُّ ذكرها الحكيم داوود في التَّذكِرة . وقرأتُ في كتابِ سُرور النَّفْسِ للإمامِ بدر الدين مظفّر بن قاضي بَعْلَبَكّ ما نصُّه : نَيْلَوْفَر أقسامٌ كثيرةُ الوجود منه بالشام وهو المستعمَل في الطِّيب ومنه نوعٌ في مصر أزرق ومِزاجُه باردٌ رَطْب في الثانية وشَمُّه نافعٌ من الأمراضِ الحارّة والكُرَب وماؤُه كذلك وشرابُه يَنْفَعُ من السُّعال والخُشونةِ ووجعِ الجَنْب والصَّدر ويُلَيِّنُ البطنَ وقد ذكر صاحبُ الإرشاد وصاحبُ الموجز أنَّ شرابَه دونَ الأشرِبَة الحُلوَة لا يستحيل إلى الصَّفْراء وهذا عجيب ودُهنُه أَبْرَدُ وأَرْطَبُ من دُهنِ البنفسج وليس في الأزهار أبردُ وأرطبُ منه . وذكرَ الرّازيّ أنّ شمَّه ممّا يُضعِف النِّكاح . وشُربَه مما يَقْطَعه وهو مع هذا مُفرح للقلبِ نافعٌ للخَفَقان . انتهى