بواسطة ANAS MOMANI
نوع الشعر الذي تمثله قصيدة منازل اهلي للشاعر حبيب الزيودي
القصيدة
كلَّما دندن العود رجّعني لمنازل أهلي
ورجّع سرباً من الذكريات
تحوّمُ مثل الحساسين حولي
أبي في المضافةِ..
والقهوةُ البكر مع طلعة الفجر عابقةٌ بالمحبةِ
وصوت أبي الرحب يملأ قلبي طمأنينةً
وهو يضرع لله حين يصلّي
كلما دندن العود رجّعني لمنازل أهلي
وردّ الممر العتيق إلى بيتنا والسياجْ
ورائحة الخبز مبتلَّة بحليب النعاجْ
ونافذة هي كل الطفولة
ياما تمرجحت فيها أنا وأخي كالشياطين
ياما كسرنا الزجاجْ
ونفرح، حين يكون أبي عند بوابة الدار
منشغلاً عن شقاوتنا،
ويرحب بالجار في غبطةٍ ويهلّي
هكذا يا أبي كل شيء تلاشى
ولم يبق من فرح العمر إلا الصورْ
الممرّ العتيق يحن لوقع خطاك
وقد جفّ بعدك عشب الممّر
ونافذة كلما جئت أسألها عنك
ألفيتها لا تجيب
وتجهش قبلي
كلما دندن العود رجعني لمناز أهلي
كلما دندن العود أيقظ فِيَّ تعاليلهم بعد طول رقودٍ
وذرذرها في ضميري
وعاد أبي وهو يفرش قريتنا هيبةً
وإخوته من حواليهِ سرب صقورِ
وجوهٌ إذا عتّم العمر طلّوا
على عتمة العمر مثل البدور
لماذا إذن أيها الموت غيبتهم
وتركت الربابة تعجن روحي أسىً بعدهم
وتشبُّ على جمرها في فؤادي الكسيرِ
أما كنت تعرف أن أبي كان سيفي
وكان ردائي
وظل أبي كان بيتي الفسيحِ
وخبزي
ومائي
فكيف أخذت أبي أيها الموت
كيف
وخلّفتني في الهجيرِ
منازلهم
عند سفح الكلامِ مشرّعةٌ للندى والضيوف
وقوفاً بها يا خليليّ إني
توجَّدتها فأطيلا الوقوف
وقد عمروا بالمحبة جدرانها
وأضاءوا مداخلها العاليات وعلّوا السقوفْ
بعد الاطلاع على القصيدة أرى الشاعر يمزج في قصيدته بين المواضيع الغنائية والقصصية؛ على اعتبار أنه يعبر عن مشاعره وحنينه لأسرته وأزقة طفولته، وبطولة أبيه إلى غيرها من الأحداث الواردة في القصيدة.
الشعر الغنائي: يستخدم فيه التعبير عن المشاعر والأحاسيس التي تُجسد الحب والغيرة والفرح والكره وغيرها من المشاعر والعواطف.
الشعر القصصي: يلتزم بكل بكامل مقومات القصة الأدبية والتي تتمثل في السّرد، وتقديم أحداث القصّة، والوصف في إبراز صفات الأشخاص، والحوار، والنّهاية.