الإِبْطُ بالكَسْرِ وأَطلَقه المُصَنِّفُ لشُهْرَتِه وهو في غير باطِنِ المَنْكِبِ غيرُ مَشْهورٍ فلا يُفيد الإِطْلاقُ وهو : مَا رَقَّ من الرَّمْل وقيل : هو أَسفَلُ حَبْلِ الرَّمْل ومَسْقَطُه وقيل : مُنْقَطَعُ مُعْظَمِه . ويُقَالُ : هَبَطَ بإِبْطِ الرَّمْلِ وهُو مَجَازٌ . والإِبْطُ أَيْضاً : ة باليَمامَةِ من ناحيَةِ الوَشْمِ لبَنِي امْرئ القَيْسِ . والإِبْطُ : إِبْطُ الرجُلِ والدَّوابِّ قالَ ابنُ سِيدَه : هو باطنُ المَنْكِبِ وقيل : باطنُ الجَنَاحِ كما في الصّحاح والمِصباح وتُكسرُ الباءُ لُغَة فيُلْحَقُ بإِبِلٍ . وقولهم : لا ثاني له أَي عَلَى جِهَةِ الأَصالَةِ فلا يُنافي أَن له أَمْثالاً بالإِتْباع كهذا وأَلفاظٌ كثيرَة قالَهُ شَيْخُنَا . وهو مُذكَّرٌ وَقَدْ يُؤنَّث قالَهُ اللِّحْيَانِيُّ والتَّذكير أَعْلى وحكى الفَرَّاءُ عن بعض العَرَبِ : فرفَع السَّوْطَ حتَّى بَرَقتْ إِبْطُه وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ يَصِفُ جَمَلاً :
" كأَنَّ هِرًّا في خَوَاءِ إِبْطِهْ
" لَيْسَ بمُنْهَكِّ البُرُوكِ فِرْشِطِهْ والجمع : آباطٌ قالَ رُؤْبَةُ :
" ناجٍ يُعَنِّيهِنَّ بالإِبْعاطِ
" والمَاءُ نضَّاحٌ من الآبَاطِ وقال ذُو الرُّمَّة :
وحَوْمانَةٍ وَرْقاءَ يَجْري سَرَابُها ... بمُنْسَحَّةِ الآباطِ حُدْبٍ ظُهُورُها أَي يرفَعُ سرابُها إِبِلاً مُنْسَحَّةَ الآباطِ ويُروى بمَسْفوحَة . وفسَّر ابن فارسٍ الآباطَ في البَيْت بآباطِ الرَّملِ كما في العُبَاب . وتَأَبَّطَهُ : وَضَعَه تَحْتَهُ أَي تَحْتَ إِبْطِه وفي الصّحاح : جَعَلَه وقال إبراهيمُ بنُ هَرْمَةَ :
جَثَمَتْ ضِبابُ ضَغِينَتي من صَدْرِهِ ... بَيْنَ النِّيَاطِ وحَبْلِهِ المُتَأَبَّطِ ومِنْهُ تَأَبَّطَ شَرًّا : لَقَبُ ثابِت بنِ جابر بنِ سُفْيانَ بنِ عَديِّ بن كَعْبِ بن حَرْب بن تَيْمِ بنِ سَعدِ بنِ فَهْمِ بنِ عَمْرو بن قَيْس عَيْلانَ الفَهْمِيّ المُضَرِيِّ أَحَد رَآبيلِ العَرَبِ جمع رِئْبالٍ وهو الَّذي ولدَتْهُ أُمُّه وَحْدَه كما سَيَأْتِي من مضرَ بن نِزارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنانَ ؛ لأَنَّ قَيْسَ عَيْلانَ هو ابنُ مُضَرَ وإِنَّما لُقِّبَ به لأَنَّه رَأَتْهُ أَمُّه وَقَدْ تَأَبَّطَ جَفِيرَ سِهامٍ وأَخَذَ قَوْساً فقالت له أُمُّه : هذا تَأَبَّطَ شَرًّا . قالَهُ أَبو حاتم سَهْلُ بنُ محمَّدٍ السِّجِسْتانِيُّ ونصُّه : وَقَدْ وَضع جَفِيرَ سِهامِه تَحْتَ إِبْطِه وأَخذَ القوسَ . والمَآلُ واحدٌ . أَو تَأَبَّطَ سِكِّيناً فأَتى نادِيَهُم فوَجَأَ بَعْضَهُم فسُمِّي به لذلك . وفي الصّحاح : زَعَموا كانَ لا يُفارِقُه السَّيْفُ . وفي العُبَاب : قتلتْهُ هُذَيْلٌ قالَ ابنُ الكَلْبيِّ : قَالَتْ أُختُه ترْثيه :
" نِعْمَ الفَتَى غَادَرْتُمُ بِرَخْمانْ
" بثَابِت بنِ جَابِرِ بنِ سُفْيَانْ
وفي كِتاب مَقاتِل الفُرسانِ : قَالَتْ أُمُّه تَرْثيه ومثلٌه في أَشعارِ هُذيلٍ . وفي الصّحاح : تقول : جاءَني تَأَبَّطَ شَرًّا ومَرَرْتُ بتَأَبَّطَ شَرًّا تَدَعُه عَلَى لفظِه ؛ لأنَّكَ تنقُلُه من فعلٍ إِلَى اسمٍ وإِنَّما سَمَّيتَ بالفعلِ مع الفاعلِ جميعاً رَجُلاً فوجَبَ أَن تَحكِيَه ولا تُغَيِّرَه وكَذلِكَ كلُّ جُملةٍ يُسَمَّى بها مِثْلُ : بَرَقَ نَحْرُه وذَرَّى حَبًّا . وإِنْ أَردتَ أَن تُثَنِّي أَو تَجمعَ قلْت : جاءَني ذَوَا تَأَبَّطَ شرًّا وذَوُو تَأَبَّطَ شَرًّا أَو تقول : كِلاهُما وكُلُّهم ونحوَ ذلك . ولا يُصَغَّرُ ولا يُرَخَّمُ . وعِبَارَة الصّحاح : ولا يجوزُ تَصْغيرُه ولا تَرْخيمُه والنِّسبَةُ إِلَيْه تَأَبَّطِيٌّ تنسُب إِلَى الصَّدْر . وفي اللّسَان : قالَ سِيبَوَيْه : ومن العربِ من يُفردُ فيقول : تَأَبَّطَ أَقْبَلَ قالَ ابنُ سِيدَه : ولهذا أَلْزَمَنا سِيبَوَيْه في الحِكايَةِ الإِضافَةَ إِلَى الصَّدْرِ وقول مُلَيْحٍ الهذليّ :
" ونَحْنُ قَتَلْنا مُقْبِلاً غيرَ مُدْبِرٍتَأَبَّطَ مَا تَرْهَقْ بِنا الحَرْبُ تَرْهَقِ أَرادَ : تَأَبَّطَ شَرًّا فحذف المَفْعول للعِلْم به
وأَبَطَهُ الله تعالى وهَبَطَهُ ووَبَطَهُ بمعنًى واحدٍ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . قُلْتُ : وهو قَوْلُ ابن الأَعْرَابِيّ كما نَقَلَهُ عنه الأّزْهَرِيّ في و ب ط . والتَّأَبُّطُ : الاضْطِباعُ وهو أَن يُدخِلَ الثَّوبَ وفي الصّحاح : رِداءهُ من تَحْتِ يَدِهِ اليُمْنى وليسَ في الصّحاح لفْظَةُ من وفي العُبَاب : تَحْتَ إِبْطِه الأَيْمَنِ فيُلْقِيَهُ عَلَى مَنْكِبِه . وفي الصّحاح : عَلَى عاتِقِه الأَيْسَرِ وكانَ أَبو هُرَيْرَةَ رِدْيَتُه التَّأَبُّطُ . ويُقَالُ : جَعَلْتُه أَي السَّيفَ إِباطِي بالكَسْرِ أَي يَلِي إِبْطي . ويُقَالُ : السَّيْفُ إِباطٌ لي أَي تَحْتَ إِبْطي . وفي الأَساس : يُقَالُ : السَّيْفُ عِطافي وإِباطي أَي مَا أَجعله عَلَى عِطْفِي وتحتَ إِبْطي ومِنْهُ قَوْلُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِيِّ يَصِفُ ماءً وَرَدَه كذا في الدِّيوان ويُروى لتَأَبَّطَ شَرًّا :
شَرِبْتُ بجَمِّه وصَدَرْت عَنْهُ ... وأَبْيَضُ صارِمٌ ذَكَرٌ إِباطِي أَي تَحْتَ إِبْطي . وروَى ابنُ حَبيب : بأَبيَضَ صارِمٍ . قُلْتُ : ويُروى أَيْضاً : وعَضْبٌ صارِمٌ . وقال السُّكَّريُّ : نَسَبَهُ إِلَى إِبْطه أَرادَ إِباطِيَّ يعني نفسَه ثمَّ خَفَّف . قُلْتُ : وقال ابنُ السِّيرافِيّ : أَصلُه إِباطِيٌّ فخَفَّف ياءَ النَّسَبِ وعلى هذا يَكُونُ صِفَةً لصارِمٍ . وائْتَبَطَ : اطْمَأَنَّ واسْتَوَى قالَهُ ابنُ عبَّادٍ . وائْتَبَطَ النَّفْسُ . ثقُلَت وخَثَرَتْ عنه أَيْضاً . واسْتَأْبَطَ فُلانٌ إِذا حفرَ حُفْرَةً ضيَّقَ رَأْسَها ووسَّعَ أَسْفَلَها كما في الصّحاح وأَنْشَدَ للرَّاجزِ وهو عَطِيَّةُ بنُ عاصِمٍ :
" يَحْفِرُ نَاموساً له مُسْتَأْبِطَا
" ناحِيَةً ولا يَحُلُّ وَسَطَا وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : يُقَالُ للشُّؤْمِ : إِبْطُ الشِّمَالِ . وذُو الإِبْطِ : رَجُلٌ من رِجالاتِ هُذَيْلٍ قالَهُ أَبو جُنْدَبٍ الهُذَلِيّ لبَنِي نُفاثَةَ :
" أَيْنَ الفَتَى أُسامَةُ بنُ لُعْطِ
" هَلاّ تَقُومُ أَنْتَ أَو ذُو الإِبْطِ
" لَوْ أَنَّهُ ذُو عِزَّةٍ ومَقْطِ
" لَمَنَعَ الجِيرانَ بَعْضَ الهَمْطِ وإِباطٌ ككِتابٍ : موضِعٌ . وأُبَيْطٌ كزُبَيْرٍ : من مِياهِ بَطْنِ الرُّمَّةِ . وإِبْطُ الجَبَلِ : سَفْحُه . وضَرَبَ آباطَ المَفازَةِ وهو مجازٌ . ومن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ : تقول : ضَرَبَ آباطَ الأُمورِ ومَغَابِنَها واسْتَشَفَّ ضَمائِرَها وبَوَاطِنَها . وتَأَبَّطَ فُلانٌ فُلاناً إِذا جَعَلَه تَحْتَ كَنَفِه . والمُتَأَبِّطُ : كالمُتَشَبِّثِ
بَطَّ الجُرْحَ وغيرَه مِثْل الصُّرَّة وغيرِها يبُطُّهُ بَطًّا : شَقَّه وكَذلِكَ بَجَّه بَجًّا وفي الحَدِيث " أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ به وَرَمٌ فما بَرِحَ حتَّى بُطَّ " أَي شُقَّ . والمِبَطَّةُ بالكَسْرِ : المِبْضَعُ الَّذي يُشَقُّ به الجُرْحُ . والبَطَّةُ بلُغَة أَهلِ مكَّة : الدَّبَّةُ لأنَّها تُعْمَلُ عَلَى شكلِ البَطَّة من الحَيَوان قالَهُ اللَّيْثُ أَو إِناءٌ كالقارورَةِ يُوضَعُ فيه الدُّهْنُ وغيره . والبَطَّةُ : واحِدَةُ البَطِّ للإِوَزِّ يُقَالُ : بَطَّةٌ أُنْثَى وبَطَّةٌ ذَكَرٌ الذَّكر والأُنْثى في ذلك سَواءٌ أَعجمِيٌّ مُعرَّب وهو عند العرب الإِوَزُّ صِغارُه وكِبارُه جَميعاً . قالَ ابنُ جِنِّي : سُمِّيت بذلك حِكايةً لأَصْواتِها وفي العُبَاب : البَطُّ من طَيْرِ الماءِ قالَ أَبو النَّجْمِ :
" كثَبَجِ البَطِّ نَزَا بالبَطِّ الواحِدَةُ بَطَّةٌ وليستْ الهاءُ للتَّأْنيثِ وإِنَّما هي لواحِدٍ من جِنْسٍ مِثْلُ : حَمَامةٍ ودَجاجَةٍ وجَمْعُه بِطاطٌ قالَ رُؤْبَةُ :
" فأَصْبَحُوا في وَرْطَةِ الأَوْراطِ
" بمَحْبِسِ الخِنْزِيرِ والبِطَاطِ وقال العَجَّاج يَصِفُ ثَوْراً طَعَنَ الكِلاب :
" شاكٍ يَشُكُّ خَلَلَ الآباطِ
" شَكَّ المَشَاكِي نَقَدَ الخَمَّاطِ
" أَو نَطْبَكَ السَّفُّودَ في البِطاطِ والتَّبْطيطُ : التِّجارَةُ فيه أَي في البَطِّ
والبَطْبَطَةُ : صَوْتُه ؛ أَي البَطّ وبه سُمِّيَ كما تَقَدَّم عن ابنِ جِنِّي . أَو البَطْبَطَةُ : ضَعْفُ الرَّأْيِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . وقالَ سِيبَوَيْه : إِذا لَقَّبْتَ مُفْرَداً بمُفْرَدٍ أَضَفْتَهُ إِلَى اللَّقَبِ وذلِكَ قولُكَ : هذا قَيْسُ بَطَّةً وهو لَقَبٌ جَعَلْتَ بَطَّةَ معرفةً ؛ لأَنَّكَ أرَدْتَ المَعْرِفَةَ الَّتِي أرَدْتَها إِذا قُلْتَ هذا سَعيد بَطَّةَ ولو نَوَّنْتَ بَطَّةَ صارَ سعيدٌ نَكِرَةً ومَعْرِفَةً بالمضافِ إِلَيْه فيَصيرُ بَطَّةُ ها هنا كَأَنَّهُ كانَ معرِفَةً قبل ذلك ثمَّ أُضيفَ إِلَيْه قالوا : هذا عبدُ الله بَطَّةُ يا فَتَى فجَعَلُوا بَطَّةَ تابعاً للمُضافِ الأَوَّلِ . قالَ سِيبَوَيْه : فإذا لَقَّبْتَ مُضافاً بمُفْرَدٍ جَرَى أَحدَهُما عَلَى الآخَرِ كالوَصْفِ وذلك قولُك : هذا عبدُ اللهِ بَطَّةُ يا فَتَى . والبَطيطُ كأَميرٍ : العَجَبُ والكَذِبُ ولا يُقَالُ مِنْهُ فِعْلُ كما في الصحاح يُقَالُ : جاء بأَمْرٍ بَطيطٍ أَي عَجيبٍ قالَ الشَّاعرُ :
أَلَمَّا تَعْجَبِي وتَرَيْ بَطيطاً ... من الَّلائِينَ في الحِقَبِ الخَوَالِي
هَكَذا أَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ . وقال اللَّيْثُ : البَطِيطُ بلغة أهلِ العِراق رَأْسُ الخُفِّ يُلْبَسُ . وقال كُراع : البَطِيطُ عند العامَّةِ خُفٌّ مقطوعُ قَدَمٌ بلا ساقٍ قالَ أَبو حِزامٍ العُكْلِيُّ :
بَلَى زُؤُداً تَفَشَّغَ في العَوَاصِي ... سأَفْطِسُ مِنْهُ لا فَحْوَى البَطِيطِ والبَطِيطُ أَيْضاً : الدَّاهيَةُ . قالَ أَيْمَنُ بنُ خُزَيْمٍ :
غَزَالَةُ في مائَتَيْ فارِسٍ ... تُلاقِي العِرَاقانِ مِنْها البَطِيطَا هَكَذا أَنشَدَه الصَّاغَانِيُّ والَّذي أَنْشَدَهُ ابنُ بَرِّيّ :
" سَمَتْ للعِرَاقَيْنِ في سَوْمِها وحُطائِطُ بُطائِطُ بضَمِّهِما : إِتْباعٌ . وتقول : صِبْيانُ العَرَب في أحاجيهم : مَا حَطائِطٌ بُطائِطٌ تَميسُ تَحْتَ الحائِط ؟ يَعْنونَ الذَّرَّةَ . وفي المُحْكَمِ : قَالَتْ الأَعْرابِيَّةُ :
" إِنَّ حِرِي حُطَائطٌ بُطَائِطٌ
" كأَثَرِ الظَّبْيِ بجَنْبِ الحائطِ قالَ : أُرَى بُطَائطاً إِتْباعاً لحُطَائط قالَ : وهذا البيتُ أَنشَدَه ابنُ جِنِّي في الإِقْواءِ ولو سكَّنَ فقال : بُطَائِطْ وتَنَكَّبَ الإِقْواءَ لكانَ أَحْسَنَ . وجِرْوٌ بُطائِطُ أَي ضَخْمٌ . وقال ابن الأَعْرَابِيّ : أَبَطَّ الرَّجُلُ إِبْطاطاً : اشتَرَى بَطَّةَ الدُّهْنِ . والتَّبْطيطُ : الإِعْياءُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . والمُبَطْبَطَةُ : الحَجَلَةُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . وبِطَّةُ بالكَسْرِ : ع بالحَبَشَةِ . وبالفتْحِ : أَبو عَبْدِ اللهِ عُبَيْدُ الله ابنُ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بن حَمْدانَ ابنُ بَطَّةَ العُكْبَرِيُّ الحنبَلِيُّ مُصَنِّفُ الإِبانَةِ تكلَّموا فيه سَمِعَ عبدَ الله بنَ سليمانَ بنِ الأَشْعَثِ والبَغَوِيِّ وطَبَقَته وعنه أَبو القاسم بنُ البُسْرِيّ وغيره توفِّي سنة 387 وبالضَّمِّ أَبو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ أَحمدَ بن بُطَّةَ ابنِ إِسْحاقَ بنِ الوليدِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَزَّاز الأَصْبَهانيُّ عن عَبْدِ اللهِ بنِ محمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا الأَصْبَهانيُّ وعنه الحاكِمُ توفِّي سنة 344 وبَلَدِيُّوه من أَهل أَصْبَهانَ : محمَّدُ بنُ موسى بنِ بُطَّةَ . وعبدُ الوهابِ بنُ أَحمدَ بن محمَّدِ ابن أَحمد بنِ بُطَّةَ وغيرهما . قُلْتُ : وفَاتَهُ في الفَتْح : أَبو القاسِمِ نصرُ بنُ أَبي السُّعُودِ بنِ بَطَّةَ الضَّريرُ الفقيهُ سَمِعَ مِنْهُ ابنُ نُقْطَة وأَحمدُ بنُ عليِّ بنِ محمَّدِ بن بَطَّةَ أَبو بكرٍ البغْدَادِيّ رَوَى عن أَبي بكرِ بنِ دُرَيْدٍ ذَكَرَهُ ابن عَسَاكِر . قُلْتُ : ويُروى للأَخيرِ مَا رَأَيْتُه في إِجازَةِ الشَّيخِ عبدِ الباقي الحنْبَلِيّ :
مَا شِدَّةُ الحِرْصِ وهو قُوتُ ... وكُلُّ مَا بَعْدَهُ يَفُوتُ
لا تَجْهَدِ النَّفْسَ في ارْتِيادٍ ... فقَصْرُنا أَنَّنا نَمُوتُ وأَرْضٌ مُتَبَطْبِطَةُ أَي بَعيدَةُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . والبُطَيْطِيَةُ مصغَّرَةَ البَطِيطَةِ هكَذَا في سَائِرِ النُّسَخِ وهو غَلَطٌ والصَّوَابُ : البُطَيِّطَةُ مثلَ دُجَيِّجَةٍ تصغير دَجاجَةٍ : السُّرْفَةُ كما في العُبَاب
وبَطُّ ق : بدَقُوقَا وقيلَ بالأَهْوازِ وتُعرفُ بنَهْرِ بَطٍّ قيلَ : لأنَّه كانَ عندَهُ مَراحُ البَطِّ فقالوا : نَهْر بَطٍّ كما قالوا : دارُ بِطِّيخ . وقيلَ : بَلْ كانَ يُسَمَّى نهرَ نَبْط ؛ لأَنَّه كانَ لامرأةٍ نَبَطِيَّةٍ فخُفِّفَ . وقيلَ : نهرُ بَطٍّ وفيه يَقُولُ :
لا تَرْجِعَنَّ إِلَى الأَهْوازِ ثانِيةً ... وقَعْقَعَانَ الَّذي في جانِبِ السُّوقِ
ونَهْرِ بَطَّ الَّذي أَمْسَى يُؤَرِّقُنِي ... فيه البَعُوض بلَسْبٍ غيرِ تَشْقيقِ وهو المُرادُ من قَوْلِ الرَّاجِزِ :
" لمْ أَرَى كاليَوْمِ ولا مُذْ قَطِّ
" أَطْوَلَ مِنْ لَيْلٍ بنَهْرِ بَطِّ
" أَبيتُ بَيْنَ خَلَّتَيْ مُشْتَطِّ
" من البَعُوضِ ومِنَ التَّغَطِّيوأَبو الفَتْحِ محمَّدُ بنُ عبدِ الباقي بنِ أَحمدَ بنِ سليمانَ بنِ البَطِّيّ المُحَدِّثُ البغداديّ من كبارِ المُسْنِدِين . قالَ ابنُ نُقْطَةَ : كانَ سماعُه صَحيحاً وهو آخرُ من حدَّثَ عن الحُمَيْدِيّ وغيرِه من شُيُوخِه . قُلْتُ : كأَبي الفضلِ ابن خَيْرُون والحُسَيْنُ بنِ طلحَةَ النِّعالِيِّ . وذكره ابنُ الجَوْزِيِّ في شُيوخِه ولد سنة 477 وتوفِّي سنة 564 وأَخوه أَحمدُ : حدَّثَ عن أَبي القاسمِ الرَّبَعِيِّ ومات بعدَ أَخيه بسَنَةٍ قالوا : كانَ نَسِيب إنْسانٍ مِنْ هذه القريَةِ فعُرِفَ به نَقَلَهُ الحافظُ وغيرُه وقيل : لأَنَّ أَحدَ جُدُودِه كانَ يبيعُ البَطَّ . وبَطاطِيَا : نهرٌ يَحْمِلُ من دُجَيْلٍ . قالَ ياقوت : أَوَّله أَسفَلَ فُوَّهَةِ دُجَيْلٍ بستِّ فراسِخَ يجيءُ عَلَى بغدادَ فيمُرُّ بها عَلَى عَبَّارَةِ قنطَرَةِ بابِ الأَنْبارِ إِلَى شارِع الكبشِ فيَنْقَطع وتَتَفَرَّع مِنْهُ أَنْهُرٌ كثيرةٌ كانت تَسْقي الحَرْبيَّةَ وما صاقَبَهَا . وقالَ ابنُ فارسٍ : مَا سِوَى البَطِّ من الشَّقِّ والبَطِيطَ للعَجَب من الباءِ والطَّاءِ ففارِسيَّ كُلُّه . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : قالَ ابن الأَعْرَابِيّ : البُطُطُ بضمَّتَيْن : الحَمْقى والبُطُطُ : الأَعاجيبُ والبُطُطُ : الأَجْواعُ والبُطُطُ الكَذِبُ . وتُجمعُ البَطَّةُ عَلَى بُطُطٍ . والبَطَّاطُ : من يَصْنَعُها . وضَرَبَهُ فبطْبَطَهُ أَي شقَّ جِلْدَه أَو رأْسَهُ . وبُطْبوطُ بالضَّمِّ : لَقَبٌ . وبَطْباطُ بالفَتْحِ : نباتٌ يُسَمَّى عَصَا الرَّاعي . وعبدُ الجبَّارِ بنُ شِيرَانَ النَّهْرَ بَطِّيّ روَى عن سَهْلٍ التُّسْتَرِيِّ وعنه عليُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَهْضَمٍ . والمُبَطَّطُ كمُعَظَّمٍ : قريةٌ بمِصْرَ من أَعمالِ المُرْتاحِيَّة . والإِمامُ المؤَرِّخُ الرَّحَّالُ شَمْسُ الدِّين أَبو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ عليٍّ اللَّواتِيُّ الطَّنْجِيُّ المعروفُ بابنِ بَطُّوطَةَ كسَفُّودَةَ صاحبُ الرِّحْلَةِ المشْهورَةِ الَّتِي دارَ فيها مَا بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ وَقَدْ جمعَ ابنُ جُزَيٍّ في ذلك كِتاباً حافِلاً في مُجَلَّدَيْنِ طالَعْتُهما وَقَدْ ذَكَرَ فيه العجائبَ والغَرائبَ واخْتَصَرَه محمَّدُ بنُ فَتْحِ الله البيلونِيُّ في جُزْءٍ صغيرٍ اقْتَصَرَ فيه عَلَى بعضٍ ؛ وَقَدْ مَلَكْتُه والحمدُ لله تعالَى