الثَّوْر : الهَيَجانُ . ثار الشَّيءُ هاجَ ويقال للغَضْبان أَهْيجَ ما يكونُ : قد ثارَ ثائِرُه وفارَ فائِرُه إذا هاج غَضَبُه . الثَّوْر : الوَثْبُ وقد ثارَ إليه إذا وَثَبَ . وثارَ به النّاسُ أَي وَثَبُوا عليه
الثَّوْرُ : السُّطُوعُ . وثارَ الغُبَارُ : سَطَعَ وظَهَرَ وكذا الدُّخَانُ وغيرُهما وهو مَجازٌ
الثَّوْرُ : نُهُوضُ القَطَا مِن مَجَائِمه . ثارَ الجَرادُ ثَوْراً وانْثَار : ظَهَرَ . الثَّوْرُ : ظُهُورُ الدَّمِ يقال ثارَ به الدَّم ثّوْراً كالثُّؤُورِ بالضّم والثَّوَرانِ محرَّكةً والتَّثَوُّرِ في الكُلّ قال أبو كَبيرٍ الهُذَليُّ :
يَأوِي إلى عُظْمِ الغَريفِ ونَبْلُه ... كسَوَامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ . وأثَارَه هو وأثَرَه على القَلْب وهَثَرَه على البَدَل وثَوَّرَه واسْتَثارَه غيرُه كما يُستَثارُ الأسَدُ والصَّيْدُ أَي هَيَّجَه . الثَّوْرُ : القِطعةُ العَظيمةُ من الأقِط . ج أثْوَارٌ وثِوَرَةٌ بكسرٍ ففتحٍ على القياس . وفي الحديث : " تَوَضَّؤُوا مّما غَيَّرَت النّارُ ولو من ثَوْرِ أَقطٍ " . قال أبو منصور : وقد نُسخَ حُكمُهُ . ورُوِيَ عن عَمْرو بن مَعْدِي كَرِبَ أنّه قال : أتَيتُ بني فلانٍ فأَتَوْنِي بثَوْرٍ وقَوْسٍ وكَعْبٍ فالثَّوْر : القِطعةُ العَظيمةُ من الأَقطِ والقَوس : البَقيَّةُ من التَّمْر تَبْقَى في أَسفَلِ الجُلَّة والكَعْب : الكُتْلَةُ من السَّمْن الجَامِس . والأَقِطُ هو لَبَنٌ جامِد مُسْتَحْجِرٌ
الثَّوْرُ : الذَّكَرُ من البَقَر . قال الأعشى :
لَكَا لثَّوْر والجِنِّيُّ يَضْرِبُ ظَهْرَه ... وما ذَنْبُه أَنْ عافَت الماءَ مَشْرَبَا . أَراد بالجِنيِّ اسمَ راعٍ . والثَّوْرُ ذَكَرُ البَقَرِ يُقَدَّم للشُّرْب ليَتْبَعَه إناثُ البَقَرِ قاله أبو منصور وأنشد :
كما الثَّوْر يَضْرِبُه الرّاعِيَانِ ... وما ذَنْبُه أنْ تَعافَ البَقَرْ . وأنشدَ لأنَسِ بن مُدْرك الخَثْعَميِّ :
إنِّي وقَتْلِي سُلَيْكاً ثمَّ أعْقِلَه ... كالثَّوْر يُضْرَبُ لمّا عافَت البَقَرُ
قيل : عَنَي الثَّوْرَ الذي هو ذَكَرُ البَقَر لأن البَقَرَ يَتْبَعُه فإذا عافَ الماءَ عافَتْه فيُضْرَب ليَرِدَ فتَرِدَ معه . ج أَثْوَارٌ وثِيَارٌ بالكسر وِثيَارَةٌ وثِوَرَةٌ وثِيَرَةٌ بالواو والياءِ وبكسر ففتحٍ فيهما وثِيرَةٌ بكسرٍ فسكونٍ وثِيرَانٌ كجِيرَةٍ وجِيرَان على أن أَبا عليٍّ قال في ثِيَرَةٍ : إنّه محذوفٌ من ثِيَارَةٍ فَتركوا الإعلالَ في العَيْن أَمارةً لما نَوَوهْ من الألف كما جَعَلوا تَصحيحَ نحْوِ اجْتَوَرُوا واعْتَوَنُوا دليلاً على أَنه في معنَى ما لا بُدَّ من صحَّته وهو تَجَاوَرُوا وتَعاوَنُوا . وقال بعضُهم : هو شاذٌّ وكأَنهم فرَّقوا بالقَلْب بين جَمْعِ ثَوْرٍ من الحيوان وبين جَمْعِ ثَوْرٍ من الأَقِط لأنَّهُم يقولُون في ثَوْر الأَقط : ثِوَرَةٌ فقط . والأُنْثَى : ثَوْرَةٌ قال الأَخطل :
" وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ . وأرْضٌ مَثْوَرَةٌ : كَثيرَتُه أي الثَّوْر عن ثعلب
الثَّوْرُ : السَّيَّدُ وبه كُنِّيَ عَمْرُو بن مَعْدِي كَرِبَ : أبا ثَوْرٍ . وقول عليٍّ رضي الله عنه : " إنّمَا أُكِلْتُ يَومَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأبيضُ " عَنَي به عثمانَ رضي الله عنه لأنه كان سَيِّداً وجعلَه أبيضَ لأنه كان أشْيَبَ . الثَّوْرُ : ما عَلاَ الماءَ مِن الطُّحْلُب والعَرْمَض والغَلْفَق ونحوه . وقد ثارَ ثَوْراً وثَوَرَاناً وثَوَّرْتُه وأثرته كذا في المُحْكَم وبه فُسِّر قَولُ أَنَس بن مُدْرِك الخَثْعَميِّ السابق في قَوْلٍ قال : لأنّ البَقّارَ إذا أَوْرَدَ القِطْعَةَ من البَقَر فعافَت الماءَ وصَدَّهَا عنه الطُّحْلُبُ ضَرَبَه ليَفْحَصَ عن الماء فَتشْربه ويقال للطُّحْلُب : ثَوْرُ الماءِ حَكَاه أَبو زَيْد في كتاب المَطَر
الثَّوْرُ : البَيَاضُ الذي في أصْل الظُّفر ظُفر الإنسانِ . الثَّوْرُ : كلُّ ما عَلاَ الماءَ من القُمَاس . ويقال : ثَوَّرَتُ كُدُورَةَ الماءِ فثَارَ . الثَّوْرُ : المَجْنُون وفي بعض النُّسَخ : الجُنُون وهو الصَّواب كأنّه لهيَجانه
من المَجَاز : الثَّوْرُ : حُمْرةُ الشَّفَق النّائرَةُ فيه . وفي الحديث : " صلاةُ العِشَاءِ الآخِرَةِ إذا سَقَطَ ثَوْرُ الشَّفَقِ " . وهو انتشارُ الشَّفَق وثَوَرانُه : حُمْرَتُه ومُعْظَمُه . ويقال : قد ثَارَ يَثُور ثَوْراً وثَوَراناً إذا انتشرَ في الأُفُق وارتفعَ فإذا غاب حَلَّتْ صلاةُ العِشَاءِ الآخِرةَ . وقال في المَغْرب : ما لم يَسْقُط ثَوْرُ الشَّفَقِ . الثَّوْرُ : الأَحْمَقُ يُقَال للرَّجُل البَليدِ الفَهْمِ : ما هو إلاّ ثَوْرُ
من المَجاز : الثَّوْرُ : بُرْجٌ في السَّمَاء من البُرُوج الإثْنَيْ عَشَرَ على التَّشْبيه
من المَجاز : الثَّوْرُ : فَرَسُ العاصِ بن سَعيدٍ القُرَشيِّ على التَّشْبيه . وثَوْرُ : أبو قَبيلةٍ من مُضَرَ وهو ثَوْر بنُ عبد مَنَاةَ بنِ أُدِّ بن طابخَةَ بن الياسِ بن مُضَرَ منهم : الإمام المحدِّثُ الزّاهدُ أبو عبد الله سُفيَانُ بنُ سَعِيد بن مَسْرُوق بن حَبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبةَ بن أُبَيّ بن عبد الله بن مُنْقِذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبةَ بن عامر بن مِلْكان بنِ ثور رَوَى عن عَمُرِو بن مُرّةَ وسَلَمَةَ بن كُهَيْل وعنه ابنُ جُرَيج وشُعبةُ وحمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وفُضَيلُ بنُ عِياضٍ . تُوُفِّيَ سنةَ 161 ، وهو ابنُ أربع وستين سنة . ً ثَوْرُ : وادٍ ببلاد مُزَيْنَةَ نقلَه الصّغانيُّثَوْرُ : جَبَلٌ بمكّةَ شَرَّفَها اللهُ تعالَى وفيه الغارُ الذي بات فيه سيِّدُنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلمَّ لما هَاجَرَ وهو المذكورُ في التَّنْزيل : " ثانِي اثْنَيْن إذْ هُمَا في الغَار " ويُقَال له : ثَوْرٌ أطْحَلَ واسمُ الجَبَل أَطحَلُ نَزَلَه ثَوْرٌ بنُ عبدِ مَناةَ فنُسبَ إليه وقال جماعةٌ : سُمِّيَ أَطْحَلَ لأنّ أَطْحَلَ بنَ عبدِ مَنَاةَ كان يَسكنُه : وثورٌ أيضاً : جَبَلٌ صغيرٌ إلى الحُمْرة بتَدْوير بالمدينة المُشَرَّفة خَلْفَ أُحُدٍ من جِهة الشَّمَال . قاله السيُوطيُّ في كتاب الحَجِّ من التَّوْشيح قال شيخُنَا : ومالَ إلى القول به وتَرْجيحه بأَزْيَدَ من ذلك في حاشِيَته على التِّرْمذيّ . ومنه الحديثُ الصَّحيحُ : " المدينةُ حَرَمٌ ما بينِ عَيْرِ إلى ثَوْرٍ " وهما جَبَلان . وأما قولُ أبي عُبَيد القَاسم بنِ سَلاَم بالتخفيف وغيره من الأكابر الأعلام : إنّ هذا تَصْحيفٌ والصَّوابُ مِن عَيْر إلى أُحُد لأن ثَوْراً إنّما هو بمكةَ وقال ابنُ الأثير : أمّا عَيْرٌ فجبلٌ معروفٌ بالمدينة وأما ثَوْرٌ فالمعروفُ أنه بمكِّةَ وفيه الغارُ وفي رواية قليلةٍ : ما بين عَيْرُ أُحُدِ وأُحُدٌ بالمدينة قال : فيكون ثَوْرٌ غَلَطاً من الرّاوي وإن كان هو الأَشهر في الرِّواية والأكثرَ . وقيل : إن عَيْراً جبلٌ بمكةَ ويكون المرادُ أنه حَرَّمَ من المدينة قَدْرَ ما بين عَيْرٍ وثَوْرٍ من مكّةَ أو حَرّمَ المدينةَ تحريماً مثلَ تحريم ما بينِ عيرٍ وثَوْرٍ بمكةَ على حذف المُضَاف ووصْف المصدر المحذوف فغيرُ جَيِّدٍ هو جوابُ وأمَّا إلخ ثم شَرَعَ المصنِّف في بيان عِلَّة رَدِّه وكَوْنه غيرَ جَيِّدٍ فقال : لِمَا أَخْبَرَني الإمامُ المحدِّثُ الشُّجَاعُ أبو حَفْصٍ عُمَرُ البَعْلِيُّ الشيخُ الزّاهدُ عن الإمام المحدِّث الحافظ أبي محمّدٍ عبد السلام بن محمّد بن مَزْرُوع البَصْريِّ الحَنْبَليِّ ما نَصَّه : أن حِذَاء أُحُدٍ جانِحاً إلى ورائِه مِن جهة الشَّمَال جَبَلاً صغيراً مُدَوَّراً إلى حُمْرة يقال له : ثَوْرٌ وقد تَكَرَّرَ سُؤالي عنه طوائفَ مختلفةً من العَرَب العارفين بتلك الأرض المُجاورين بالسُّكْنَى فكلُّ أخبرَني أنّ اسمَه ثَوْرٌ لا غير ووجدتُ بخطِّ بعض المحدِّثين قال : وَجدتُ بخطِّ العَلاّمة شمس الدِّين محمّد بن أبي الفتح بن أبي الفَضْل بن بَرَكَات الحَنْبَليِّ حاشيَةً على كتاب مَعَالم السُّنَن للخَطّابيّ ما صُورَتُه : ثَوْرٌ جَبَلٌ صغيرٌ خَلْفَ أُحُد لكنه نُسِيَ فلم يَعْرِفه إلاّ آحادُ الأَعراب بدليل ما حَدَّثَني الشيخُ الإمامُ العالمُ عَفِيفُ الدِّين عبدُ السلام بن محمّد بن مَزْرُوع البَصْريُّ وكان مُجَاوراً بمدينة الرِّسُول صلَّى الله عليه وسلَّم فوقَ الأربعينَ سنةً قال : كنتُ إذا ركبتُ مع العَرَب أسأَلُهم عمّا أمُرّ به من الأَمِكنَة فمررتُ راكباً مع قَوم من بني هَيْثَمِ فسأَلتُهُم عن جَبَلٍ خَلْفَ أُحُد : ما يُقَال لهذا الجَبَل ؟ فقالوا : يُقَال له : ثَوْرٌ فقلتُ : من أين لكُم هذا ؟ فقالوا : من عَهْد آبائنا وأجدادنَا فنزلتُ وصَلَّيْتُ عند ركعَتَيْن شُكْراً لله تعالَى . ثم ذَكَر العلَّةَ الثانيةَ فقال : ولمَا كَتَبَ إليَّ الإمامُ المحدِّث الشيخُ عَفيفُ الدِّين أبو محمّد عبدُ الله المَطَرِيُّ المَدَنيُّ نَقْلاً عن والده الحافظ الثِّقَة أَبي عبد الله محمّد المَطَريِّ الخَزْرَجيِّ قال : إنّ خَلْفَ أُحُدٍ عن شِمَاليِّه جَبَلاً صغِيراً مُدَوَّراً إلى الحُمْرة يُسَمَّى ثَوْراً يعرفُه أهلُ المدينة خَلَفاً عن سَلَف قال مُلاّ عليٌّ في النّامُوس : لو صَحَّ نَقْلُ الخَلَف عن السَّلَف لَمَا وَقَعَ الخُلْفُ بين الخَلَف . قلتُ : والجوابُ عن هذا يُعْرَف بأَدْنَى تَأَمُّل في الكلام السابق . وثَوْرُ الشِّبَاك ككِتاب : وبُرْقَةُ الثَّوْر بالضمّ : مَوْضعان قال أبو زياد : بُرْقَةُ الثَّوْرِ : جانبُ الصَّمّان . وثَوْرَى وقد يُمَدُّ : نَهرٌ بدمشقَ في شَماليِّ بَرَدَى هُوَ وبَانَاسُ يَفْتَرقَان من بَرَدَى يَمُرّان بالبَوادي ثم بالغُوطَة قال العمَادُ الأصفَهَانيُّ يذكرُ الأنهارَ من قصيدة :
يَزيدُ اشْتيَاقي ويَنْمُو كَمَا ... يَزِيد يَزيدُ وثَوْرَى يَثُورْوأبو الثَّوْرَيْن محمّدُ بنُ عبد الرَّحمن الجُمَحيُّ وقيل : المكيّ التّابعيُّ يَرْوِى عن ابن عُمَرَ وعنه عَمْرُو بنُ دينار ومَن قال : عَمْرُو بنُ دينار عن أبي السّوّار فقد وَهِمَ
يُقَال : ثَوْرَةٌ من كثَرْوَة من مالٍ وقال ابن مُقْبل :
وثَوْرَةٌ من رِجالٍ لو رأيتَهُمُ ... لقُلتَ إِحْدَى حِرَاجِ الجَرِّ من أُقُرِ . ويُرْوَى : وثَرْوَةٌ أي عَدَد كثير وهي مرفوعَةٌ معطوفةٌ على ما قبلها وهو قوله : فينَا خَنَاذيذُ وليست الواوُ واروَ رُبَّ نَبَّه عليه الصَّغَانيُّ . وفي التهذيب : ثَوْرَةٌ من رجال وثَرْوَةٌ من مال للكَثير . ويقال : ثَرْوَةٌ من رجال ثرْوَةٌ من مال بهذا المعنى . وقال ابنُ الاعرابيِّ : ثورَةٌ من رجال وثَرْوةٌ يعني : عَدَدٌ كثيرٌ وثَرْوةٌ من مالٍ لا غير
والثَّوّارَةُ : الخَوْرَانُ عن الصغانيّ . وفي الحديث : " فرأَيتُ الماءَ يَثُور مِن بين أصَابعه " أي يَنْبُع بقوَّة وشدَّة . والثَّائرُ من المَجَاز : ثارَ ثائرُه وفارَ فائرُه يُقَال ذلك إذا هاجَ الغَضَبُ . وثَوْرُ الغَضَب : حدَّتُه . والثائرُ أيضاً : الغَضْبانُ . والثِّيرُ بالكسر : غِطَاءُ العَيْن نقلَه الصَّغَانيُّ
في الحديث : " أنه كَتَبَ لأهل جُرَشَ بالحِمَى الذي حَماه لهم للفَرَس والرّاحلَة والمُثيَرة وهو بالكَسْر وأراد بالمُثيرَة : البَقَرَة تُثيرُ الأَرضَ . ويقال : هذه ثِيَرةٌ مُثيرَةٌ أي تُثِيرُ الأرضَ وقال الله تعالَى في صفة بَقَرَةِ بني إسرائيلَ : " تُثيرُ الأرضَ ولا تَسْقِي الحَرْثَ " . وأثارَ الأرضَ : قَلَبَها على الحَبِّ بعد ما فُتِحَتْ مَرَّةً وحُكِيَ : أَثْوَرَهَا على التَّصْحيخ وقال الله عَزَّ وجَلّ : " وأَثَارُوا الأرضَ " أي حَرَثُوها وزَرَعُوها واستَخرجُوا بَرَكاتِهَا وأنْزَالَ زَرْعِهَا . وثاوَرَه مُثاوَرَةً وثِوَراً بالكسر عن اللِّحيانيّ : وَاثَبَه وساوَرَه . وثَوَّرَ الأَمْرَ تَثْويراً : بَحَثَه . وثَوَّرَ القُرآنَ : بَحَثَ عن معانِيه وعن علْمه . وفي حديثٍ آخَرَ : " مَن أرادَ العِلْمَ فلْيُثَوِّر القُرآن " قال شَمرٌ : تَثْويرُ القرْآن : قِراءَتُه ومُفَاتَشَةُ العُلَمَاءِ به في تفسيره ومعانيه . وقيل : ليُنَقِّرْ عنه ويُفَكِّرْ في معانيه وتفسيرِه وقراءَته . وثُوَيرُ بن أبي فاخَتةَ سعيدُ بنُ عِلاقَةَ أَخُو بُرْدٍ وأَبوهما مَوْلَى أُمِّ هانئٍ بنت أبي طالب عِدَادُه في أَهل الكُوفة : تابعيُّ . الصّوابُ أنه من أتباع التّابعين لأنه يَرْوِي مع أَخيه عن أَبيهما عن عليِّ بن أبي طالب كذا في كتاب الثِّقَات لابن حِبّانَ . والثُّوَيْرُ : ماءٌ بالجزيرة من مَنَازل تَغْلِبَ بن وائلٍ وله يَوْمٌ معروفٌ قُتِلَ فيه المُطَرَّحُ وجماعةٌ من النَّجْديَّة وفيه يقولُ حَمّاد بنُ سَلَمَةَ الشاعر :
إنْ تَقْتُلُونا بالقَطِيف فإنَّنا ... قَتَلْنَاكُمُ يَومَ الثُّوَيْر وصَحْصَحَا . كذا في أنْسَاب البَلاذُريّ
الثُّوَيْرُ : أَبْرَقٌ لجعفر بنِ كلابٍ قُرْبَ سُوَاجَ من جبال ضَرِيَّةَ
ومّما يُستدرَكَ عليه : يقال : انْتَظرْ حتى تَسْكُنَ هذه الثَّورةُ وهي الهَيْجُ . وقال الأصمعيُّ : رأيتُ فلاناً ثائرَ الرَّأْس إذا رأيتَه قد اشْعَانَّ شَعْرُه أي انتشرَ وتَفَرَّقَ . وفي الحديث : " جاءَه رجلٌ من أَهل نَجْدٍ ثائرَ الرَّأْس يسألُه عن الإيمان " أي مُنْتَشرَ شَعر الرأْس قائمَه فحذَفَ المُضاف . وفي آخَرَ : " يَقُومُ إلى أَخيه ثائراً فَريصَتُه " أي : مُنْتَفخَ الفَريصَة قائمهَا غَضَباً وهو مَجازٌ وأراد بالفَريصَة هنا عَصَبَ الرَّقَبة وعُرُوقها لأنها هي التي تَثُور عند الغَضَب
ومِن المَجَاز : ثارتْ نَفْسُه : جَشَأَتْ قال أبو منصور : جَشَأَتْ أي ارتفعتْ وجاشتْ أي فارَتْ
ويقال : مَرَرتُ بأرَانبَ فأَثَرْتُهَا . ويُقَال : كيف الدَّبَى ؟ فيقال : ثائرٌ وناقرٌ فالثّائرُ ساعةَ ما يَخرج من التُّرَاب والناقرُ حينَ يَنقُر من الأرض أي يَثِبُ . وَثَوَّرَ البَرْكَ واستثارَهَا أي أَزْعَجَها وأَنْهَضَهَا . وفي الحديث : " بل هي حُمَّى تَثُورُ أو تَفُور "
والثَّوْرُ : ثَورَان الحَصْبَة : وثارت الحصَبَةُ بفلانٍ ثَوْراً وثُؤُوراً وثُؤَاراً وثَوَرَاناً : انتَشرتْوحَكَى اللِّحْيَانيّ : ثارَ الرجلُ ثَوَرَاناً : ظَهَرَتْ فيه الحَصْبَةُ وهو مَجازٌ . ومنه أيضاً : ثار بالمَحْمُوم الثَّوْرُ وهو ما يَخْرجُ بفِيه من البَثْر . ومن المَجَاز أيضاً : ثَوَّرَ عليهم الشَّرَّ إذا هَيَّجَه وأظهرَه وثارَتْ بينهم فِتْنَةٌ وشَرٌ وثار الدَّمُ في وَجهه
وفي حديث عبد الله : " أَثِيرُوا القُرآنَ فإنه فيه خَبَرُ الأوَّلينَ والآخرين " . وفي رواية : " عِلْم الأوْلين والآخرين " . وقال أبو عَدْنَان : قال مُحَارِب صاحبُ الخَلِيل : لا تَقْطَعْنا فإنك إذا جئتَ أثَرْتَ العَرَبيَّةَ وهو مَجازٌ . وأَثَرْتُ البَعِيرَ أُثِيرُه إثارَةً فثارَ يَثُورُ وَتَثَوَّرَ تَثَوُّرَاً إذا كان باركاً فبَعَثَه فانْبَعَثَ وأثاَر التُّرَابَ بقَوائِمِه إثارَةً : بَحَثَه قال :
يُثيرُ ويُذْرِي تُرْبَهَا ويُهيلُه ... إثَارَةَ نَبَّاثِ الهَوَاجرِ مُخْمِسِ . وثَوْرٌ : قَبيلَةٌ مِن هَمْدَانَ وهو ثَوْرُ بنُ مالك بن مُعاويَةَ بن دُودانَ بن بَكِيلِ بنِ جُشَم . وأبو خالد ثَوْرُ بنُ يَزِيدَ الكَلاَعيُّ : من أَتباع التّابِعِين قَدِمَ العراقَ وكَتَبَ عنه الثَّوْرِيُّ . وأبو ثَوْرٍ صاحبُ الإمَامِ الشّافِعِيِّ والنِّسبةُ إليه الثَّوْرِيُّ منهم : أَبو القاسم الجُنَيد الزّاهِدُ الثَّوْرِيُّ كان يُفْتى على مَذهبه . وإلى مَذهب سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أبو عبد الله الحُسَينُ بنُ محمّدٍ الدِّينَوَرِيُّ الثَّوْرِيُّ . والحافظُ أبو محمّد عبدُ الرَّحمن بنُ محمّد الدُّوِنيُّ الثَّوْرِيُّ راوِي النَّسائِيِّ عن الكَسَّار
وثُوَيْرَةُ مصغَّراً : جَدُّ الحَجّاجِ بن علاطِ السُّلميّ وهو والدُ نَصْرِ بنِ الحَجّاج . وفلانٌ في ثُوَارِ شَرٍّ كغُرَابٍ وهو الكَثِيرُ . والثّائٍرُ : لَقَبُ جماعةٍ من العَلَوِييِّن
فصل الجيم مع الراء
الأَثَرُ محرَّكَةً : بَقِيَّةُ الشيءِ . ج آثَارٌ وأُثُورٌ الأَخيرُ بالضَّمِّ . وقال بعضُهم : الأثَرُ ما بَقِيَ مِنْ رَسْمِ الشَّيْءِ . الأََتَرُ : الخَبَرُ وجَمْعُه الآثارُ . وفلانٌ من حَمَلَةِ الآثارِ . وقد فَرقَ بينهما أئمَّةُ الحديثِ فقالوا : الخَبَرُ : ما كان عن النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والأثَرُ : ما يُرْوَى عن الصَّحَابَة . وهو الذي نَقَلَه ابنُ الصَّلاحِ وغيرُه عن فُقَهاء خُراسانَ كما قاله شيخُنا
الحُسَيْنُ بنُ عبدِ المَلِكِ الخَلاَّلُ ثِقةٌ مشهورٌ تُوِفِّيَ سنةَ 532 ، وعبدُ الكريمِ بنُ منصورٍ العُمَرِيُّ المَوْصِلِيّ عن أَصحاب الأُرمويّ نقله السَّمْعَانِيُّ مات سنةَ 490 ، الأَثَرِيّانِ : مُحَدِّثَانِ
ممَّن اشْتَهَر به ايضاً : أبو بكر سعيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عليٍّ الطُّوسِيُّ وُلِدَ سنة 413 ، بنَيْسَابُورَ ومحمّدُ بنُ هياج بن مبادر الآثاريُّ الأنصاريُّ التاجر من أهل دِمشقَ وَرَدَ بغدَادَ وبابا جَعْفَرُ ابنُ محمّدِ بنِ حُسَيْن الأثَرِيُّ رَوَى عن أبي بكرٍ الخَزَرِيِّ . يقال : خَرَجَ فلانٌ في إِثْرِهِ بكسرٍ فسكونٍ أَثَرِهٍ مُحَركةً والثاني أَفصحُ كما صَرَّح به غيرُ واحدٍ مع تَأَمُّلٍ فيه وأَوردهما ثعلبٌّ فيما يُقَال بلُغَتَيْن من فَصِيحِه وصَوَّبَ شيخُنا تقديمَ الثّاني على الأوّل . وليس في كلامِ المصنِّف ما يدلُّ على ضَبْطِه قال : فإن جَرَيْنَا على اصطلاحِه في الإطلاق كان الأوّلُ مفتوحاً والثاني مُحْتَملاً لوجوهٍ أظهرُها الكَسْرُ والفَتْحُ ولا قائلَ به إنما يُعْرَفُ فيه التَّحْرِيكُ وهو أَفصحُ اللُّغَتَيْن وبه وَرَدَ القرآنُ : بَعْدَه . هكذا فَسَّرَه ابنُ سِيدَه والزَّمَخْشَرِيُّ . ووقَعَ في شُرُوح الفَصيح بَدَلَه : عَقِبهَ
قال صاحِبُ الواعِي : الأَثَرُ مُحرَّك هو ما يُؤَثِّرُه الرَّجُلُ بِقَدَمِه في الأرض وكذا كلُّ شَيْء مُؤَثَّرٌ أَثَرٌ يُقَال : جئتُكَ على أَثَر فلانٍ كأَنَّكَ جئتَه تَطَأُ أَثَرضه
قال : وكذلك الإِثْرُ ساكنُ الثّاني مكسورُ الهمزةِ فإن فتحتَ الهمزةَ فتحتَ الثّاءَ تقول : جئتُكَ على أَثَره وإِثْرِه والجمع آثارٌ . ائْتَثَرَه : تَبعَ أثَرَه وفي بعض الأُصول : تَتَبَّعَ أَثَرَه وهو عن الفارسيِّ . أَثَّر فيه تَأْثِيراً : تَرَكَ فيه أَثَراً . التَّأْثِيرُ : إبقاءُ الأثَرِ في الشَّيْءِ . الآثارُ : الأعْلاَمُ واحِدُه الأثَرُ . الأثْرُ بفتحٍ فسكونٍ : فِرِنْدُ السَّيْفِ ورَوْنَقُه ويُكْسَرُ وبضَمَّتَيْن على فُعُل وهو واحدٌ ليس بجمْعٍ كالأثِير . ج أُثُورٌ بالضمِّ . قال عَبِيدٌ بنُ الأَبرَصِ :
ونحنُ صَبَحْنَا عامِراً يومَ أَقْبَلُوا ... سُيُوفاً عليهنَّ الأُثُورُ بَواتِكَا . وأنشدَ الأزهريُّ :
كأَنَّهُمْ أَسْيُفُ بيضٌ يَمانِيَةٌ ... عَضْبٌ مَضَارِبُها باقٍ بها الأُثُرُ . أَثْرُ السَّيْفِ : تَسَلْسُلُه ودِيبَاجَتُه فأَمَّا ما أنشدَه ابنُ الأعرابيِّ من قوله :
فإنِّي إنْ أقَعْ بكَ لا أُهَلِّكْ ... كوَقعِ السَّيْفِ ذِي الأَثَرِ الفِرِنْدِ . قال ثعلبٌ : إنّمَا أرادَ ذِي الأَثْر فحَرَّكَه للضَّرورة . قال ابن سِيدَه : ولا ضَرورةَ هنا عندي لأنّه لو قال : ذِي الأَثْر فسَكَّنه على أصلِه لصار مُفَاعَلَتُنْ إلى مَفَاعِيلُنْ : وهذا لا يكْسِر البَيْتَ لكن الشّاعر إنما أرادَ تَوْفِيَةَ الجزْءِ فحَرَّك لذك ومثلُه كثيرٌ وأَبْدَل الْفِرِنْدِ من الأثَر
في الصّحاح : قال يعقوب : لا يَعْرفُ الأصمعيُّ الأثْرَ إلاّ بالفتح قال : وأنشدَنِي عيسى بنْ عُمَر لخُفَافِ بنِ نَدْبَةَ :
جَلاَها الصَّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها ... خِفَافاً كلُّها يَتْقِي بأَثْرِ
أي كلُّها يستقبُلكَ بفرِنْدِه . ويَتْقِي مخفَّف مِن يَتَّقِي أي إذا نَظَر النّاظرُ إليها اتّصلَ شُعَاعُها بعينِه فلم يتَمَكَّن من النَّظَرِ إلِيها . ورَوَى الإيادِيُّ عن أَبي الهَيْثَمِ أنّه كان يقول : الإثْرُ بكَسْر الهَمْزِة لخُلاَصَةِ السَّمْنِ وأَمّا فِرِنْدُ السَّيْفِ فكلُّهُم يقول : أُثْر
عن ابن بُزُرْج : وقالوا : أُثْرُ السَّيْفِ مضمومٌ : جُرْحُه وأَثْرُه مفتوحٌ : رَوْنَقُه الّذي فيه
قلتُ : وزَعم بعضٌ أنّ الضَّمَّ أَفصحُ فيه وأَعرَفُ . في شَرْح الفَصِيح لابن التَّيّانِيِّ : أَثْرُ السَّيفِ مثال صَقْر وأُثُرُه مِثَال طُنُبٍ : فِرنِدُه . وقد ظهرَ بما أَوردنا من النُّصُوص أن الكسْرَ مسموعٌ فيه وأوردَه ابن سيده وغيره فلا يُعَرَّجُ على قول شيخِنَا : إنه لا قائلَ به من أئِمَّة اللغةِ وأهلِ العربيّة . فهو سَهْوٌ ظاهرٌ نَعم الأُثر بضمٍّ على ما أوردَه الجوهَرِيُّ وغيرُه وكذا الأُثُر بضمَّتَيْن على ما أسْلَفْنَا مُسْتَدْرَكٌ عليه وقد أُغْفِلَ شيخُنا عن الثّانية
الأَثِيرُ كأَمِيرٍ الذي ذكرَه المصنِّفُ أغفلَه أَئمَّةُ الغَرِيب . وحَكَى اللَّبْلِيُّ في شرح الفَصِيح : الأُثْرَةُ للسَّيفِ بمعنى الأَثْر جمعُه أُثَر كغُرَفٍ وهو مُستدَركٌ على المصنِّف
الأَثْرُ : نَقْلُ الحديثِ عن القَوم وروايتُه كالأثَارةِ بالفتح والأُثْرَةِ بالضّمِّ وهذه عن اللِّحْيَانيِّ
في المحكم : أَثَرَ الحديثَ عن القومِ يَأْثِرُه أي من حدِّ ضَرَبَ ويَأْثُره : أي من حدِّ نَصَرَ : أنْبأَهم بما سُبِقُوا فيه من الأَثَر وقيل : حَدَّثَ به عنهم في آثَارهم . قال : والصحيحُ عندي أنَّ الأُثْرَةَ الاسمُ وهي المَأْثَرَةُ والمأْثُرَةُ . في حديث عليٍّ في دُعَائِه على الخَوَارج : ولا بَقِيَ منكم آثِرٌ أي مُخْبِرٌ يَرْوِي الحديثَ . في قول أَبي سُفيانَ في حديث قَيْصَرَ : لولا أنْ تَأْثُرُوا عنِّي الكذبَ أي تَرْوُون وتَحكُون . في حديث عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه : " فما حَلَفتُ به ذاكراً ولا آثِراً " يريدُ مُخْبِراً عن غيرهِ أنَّه حَلَفَ به أي ما حلفْتُ به مُبتدِئاً مِن نفسِي ولا رَوَيْتُ عن أحدٍ أنّه حَلَف بها
ومن هذا قيل : حديثٌ مَأْثُورٌ أَي يُخْبِرُ الناسُ به بعضُهم بعضاً أَي يَنقلُه خَلَفٌ عن سَلَفٍ يقال منه : أَثَرْتُ الحديثَ فهو مَأْثُور وأَنا آثر وقال الأَعْشَى :
إنَّ الذي فيه تَمَارَيْتُمَا ... بُيِّنَ للسّامِعِ والآثِرِ . الأَثْر : إكْثَارُ الفَحْلِ مِن ضِرَاب النّاقَة وقد أَثَر يَأْثُر مِن حَدِّ نَصَرَ . الأُثْر بالضّمِّ : أثَرُ الجِرَاحَ يَبقَى بعد البُرْءِ . ومثلُه في الصحاح . في التهذيب : أُثْرُ الجُرْحِ : أَثَرُه يَبقَى بعد ما يَبْرَأُ . وقال الأصمعيُّ : الأُثْرُ بالضّمّ من الجُرْحِ وغيرِه في الجَسَد يَبْرَأُ ويبقَى أَثَرُه . وقال شَمِرٌ : يُقَال في هذا : أَثْرٌ وأُثْرٌ . والجمعُ آثارٌ ووجهُه إِثَارٌ بكسر الألفِ قال : ولو قلتَ أُثُورٌ كنتَ مُصِيباً
في المُحكم : الأُثْر : ماءُ الوجهِ ورَوْنَقُه وقد تُضَمُّ ثاؤُهما مثل عُسْرٍ وعُسُر ورَوَى الوَجْهَيْن شَمِرٌ والجمعُ آثارٌ . وأنشدَ ابنُ سِيدَه :
" عَضْبٌ مَضَارِبُهَا باقٍ بها الأُثُرُ . وأَوردَه الجوهريُّ هكذا : بيضٌ مضاربُهَا قال : وفي الناس مَن يَحْمِلُ هذا على الفِرِنْد
الأُثْر : سِمَةٌ في باطن خُفِّ البعيرِ يُقْتَفَى بها أَثَرُه والجمعُ أُثُور . وقد أَثَرَه يَأْثُره أَثَّراً أَثَّره : حَزَّهرَوَى الإياديُّ عن أبي الهَيْثم أَنه كان يقول : الإثْرُ بالكسر : خُلاصةُ السَّمْنِ إذا سُلِئَ وهو الخِلاصُ وقيل : هو اللَّبَنُ إذا فارَقَه السَّمْنُ . وقد يُضَمُّ وهذا قد أَنْكَره غيرُ واحدٍ من الأَئِمَّة وقالوا : إن المضمومَ فِرِنْدُ السَّيْفِ . الأَثُرُ بضم الثّاءِ كعَجُزٍ والأَثِرُ ككَتِفٍ : رجلٌ يَستأْثِرُ على أصحابِه في القَسْم أَي يَختارُ لنفْسه أشياءَ حَسنةً وفي الصّحاح : أي يحتاجُ لنفسه أَفعالاً وأَخلاقاً حسنة . الاسمُ الأَثَرَةُ محرّكة الأُثْرَةُ بالضّمّ الإِثْرةَ بالكسر والأُثْرَى كالحُسْنَى كلاهما الصَّغَانيِّ . قد أَثِرَ على أَصحابه كفَرِحَ إذا فَعَلَ ذلك . يقال : فلانٌ ذو أُثْرَةٍ بالضمّ إذا كان خاصّاً . ويقال : قد أَخَذَه بلا أَثَرةٍ وبلا إثْرَةٍ وبلا استئثار أي لم يَستأْثِر على غيرِه ولم يَأْخُذ الأَجْوَدَ . وجمْعُ الإِثْرَة بالكسر إِثَرٌ . قال الحُطَيئةُ يمدحُ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه :
ما آثَرُوكَ بها إِذْ قَدَّمُوكَ لها ... لكنْ لأَنْفسِهِمْ كانتْ بكَ الإِثَرُ . أي الخِيَرَةُ والإيثارُ
في الحديث : لما ذُكِرَ له عُثْمَانُ بالخلافةِ فقال : أَخْشَى حَفْدَه وأَثَرَتَه أي إيثارَه وهي الإثْرَةُ وكذلك الأُثْرَةُ والأَثْرَةُ والأُثْرَى قال :
فقلتُ له يا ذئْبُ هل لكَ في أَخٍ ... يُوَاسي بلا أُثْرَى عليكَ ولا بُخْلِ . الأُثْرًةُ بالضّمِّ : المَكْرُمةُ لأنها تُؤْثَر ُ أي تُذْكًر ويًأْثُرها قَرْنٌ عن قَرْنٍ يتحدَّثُون بها . وفي المُحكَم : المَكْرُمةُ المُتَوارَثَة كالمَأْثَرَةِ بفتح الثاءِ والمَأْثُرَةِ بضمهَا ومثلُه من الكلامِ المَيْسَرَة والمَيْسُرة مما فيه الوَجْهَانِ وهي نحو ثلاثين كلمةً جَمَعَها الصّغانّي في ح ب ر
قال أبو زيد : مَأْثُرَةٌ ومآثِرُ وهي القدَمُ في الحَسَب . ومآثِرُ العَرَب : مَكارمُها ومَفاخرُها التي تُؤْثَرُ عنها أي تُذْكَرُ وتُرْوَى . ومثلُه في الأَساس
الأُثْرَةُ : البَقِيَّةُ من العِلْم تُؤْثَرُ أي تُرْوَى وتُذْكَر كالأَثَرَةِ محرَّكَةً والأَثارةِ كسَحَابةٍ . وقد قُرِئَ بها والأَخيرةُ أَعْلَى . قال الزَّجّاج : أَثَارةٌ في معنَى عَلامةٍ ويجوزُ أن يكونَ على معنى بَقِيَّةٍ من عِلْمٍ ويجوزُ أن يكونَ على ما يُؤْثَرُ من العِلْم . ويقال : أوْ شَيْءٌ مَأْثُورٌ من كُتُب الأَوَّلِين فمَن قرأَ : أَثَارَة فهو المصدرُ مثل السَّمَاحة ومَن قرأَ : أَثَرةٍ فإنه بناهُ على الأَثَر مثْل قَتَرَةٍ ومن قَرأَ : أَثْرة فكأَنه أراد مثلَ الخَطْفَةِ والرجْفَة . الأُثْرَة بالضّمّ : الجَدْبُ والحالُ غيرُ المَرْضِيَّة قال الشاعر :
إذا خافَ مِن أَيْدي الحَوَادث أُثْرَةً ... كَفَاهُ حِمَارٌ مِن غنِى مُقَيد . ومنه قولُ النبّيَّ صلَّى الله عليه وسلّم : " إنّكم سَتَلْقَوَن بَعْدِي أُثْرَةً فاصْبِرُوا حتَّى تَلْقَوْنِي على الحَوْضِ " . آثَره : أَكرَمه ومنه : رجلٌ أَثِيرٌ أَي مَكِينٌ مُكْرَمٌ . والجمع أُثَراءُ والأُنْثَى أَثِيرَةٌ
الأَثِيرَةُ : الدّابَّةُ العظيمةُ الأَثَرِ الأَرضِ بحاقِرِها وخُفَّيْهَا بَيِّنةُ الإثارةِ
عن ابن الأعرابيّ : فَعَلَ هذا آثِراً مّا وآثِرَ ذِي أَثِيرٍ كلاهما على صِيغَةِ اسمِ الفاعل وكذلك آثِراً بِلا ما . وقال عُرْوَةُ بنُ الوَرْد :
فقالُوا ما تُرِيدُ فقلتُ أَلْهُو ... إلى الإصْباحِ آثِرَ ذي أَثِيرِ . هكَذَا أَنشده الجوهريُّ . قال الصّغَانيُّ : والروايةُ : وقالتْ يَعْنِي امرأَتَه أُمَّ وَهْبٍ واسْمُها سَلْمَى
يُقَال : لَقِيتُه أَوَّلَ ذِي أَثِيرٍ وأَثِيرَةَ ذِي أَثِيرٍ نقله الصَّغانيّ . أُثْرةَ ذي أَثِيرٍ بالضّمِّ وضَبَطَه الصّاغانيُّ بالكَسْر . وقيل : الأَثِيرُ : الصُّبْحُ وذُو أَثِيرٍ : وَقْتُه . حَكَى اللَّحْيَانيُّ : إثْرَ ذِي أَثِيرَيْن بالكَسْر ويُحرَّك وإثْرَةً مّا . عن ابن الأعرابيّ : ولَقِيتُه آثِرَ ذاتِ يَدَيْنِ وذِي يَدَيْنِ أي أَوَّلَ كلِّ شيءٍ . قال الفَرّاءُ : ابْدَأْ بهذا آثِراً مّا وآثِرَ ذِي أَثِيرٍ وأَثِيرَ ذِي أَثِيرٍ أي ابْدَأْ به أَوَّلَ كلِّ شيءٍيُقَال : افْعَلْه آثِراً مّا وأَثِراً مّا أي إن كنتَ لا تفعلُ غيرَه فافْعَلْه
قيلَ : افْعَلْهُ مُؤْثِراً له على غيرِه وما زائدةٌ وهي لازمةٌ لا يجوزُ حذفُها لأَنَّ معناه افعلْه آثِراً مختاراً له مَعْنِيّاً به مِن قولك : آثَرتُ أن أَفعلَ كذا وكذا وقال المبرِّد : في قولِهم : خُذْ هذا آثِراً مّا قال : كَأَنّه يريدُ أَن يأْخذَ منه واحداً وهو يُسَامُ على آخَرَ فيقول : خُذْ هذا الواحِدَ آثِراً أي قد آثرتُكَ به وما فيه حَشْوٌ . يقال : سَيفٌ مأْثورٌ : في مَتْنِه أَثَرٌ وقال صاحبُ الواعِي : سَيفٌ مَأْثُورٌ أُخِذَ من الأَثَر كأَنّ وَشْيَهُ أَثَّرَ فيه أَو مَتْنُه حَدِيدُ أَنِيثٌ وشَفْرَتهُ حَدِيدٌ ذَكَرٌ نَقَلَ القَوْلَيْن الصَّغَانيُّ . أو هو الذي يُقَال إنه يَعْمَلُه الجِنُّ وليس من الأَثْرِ الذي هو الفِرِنْد . قال ابنُ مُقْبِلٍ :
إنِّي أُقَيِّدُ بالمَأْثُورِ راحِلَتِي ... ولا أُبالِي ولو كُنَّا على سَفَرِ . قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَنّ المَأْثُورَ مَفْعُولٌ لا فِعْلَ له كما ذهَب إليه أبو عليّ في المَفْؤُود الذي هو الجَبان . وأَثِرَ يَفْعَلُ كذا كفَرِحَ : طَفِقَ وذلك إذا أَبْصَرَ الشَّيءَ وضَرِىَ بمعرِفتِه وحَذِقه وكذلك طَبِنَ وَطَبِقَ ودَبِقَ ولَفِقَ وفَطِنَ كذا في نَوادِر الأَعرابِ
قال ابن شُمَيل : إن أَثِرْتَ أن تَأْتِيَنَا فأْتِنَا يومَ كذا وكذا أي إن كان لا بُدَّ أن تَأْتِيَنَا فَأْتِنَا يومَ كذا وكذا . يُقَال : قد أَثِرَ أَنْ يَفْعَلَ ذلك الأمْرَ أي فَرَغَ له . أَثِرَ على الأَمرِ : عَزَمَ قال أبو زيد : قد أَثِرْتُ أَن أَقولَ ذلك : أي عَزَمْتُ . أَثِرَ له : تَفَرَّغَ وقال اللَّيْثُ : يقال : لقد أَثِرْتُ أن أَفْعَلَ كذا وكذَا وهو هَمٌّ في عَزْمٍ
وآثَرَ : اخْتارَ وفَضَّلَ وقَدَّمَ وفي التنزيل : " تاللهِ لقد آثَرَكَ الله عَلينا " قال الأصمعيُّ : آثرتُكَ إيثاراً أي فَضَّلْتُكَ . آثَرَ كذا بكذا : أتْبَعَه إيّاه ومنه قولُ مُتَمِّمِ بِن نُوَيرةَ يَصفُ الغَيثَ :
فآثَرَ سَيْلَ الوادِيَيْنِ بدِيمَةٍ ... تُرَشِّحُ وَسْمِيّاً من النَّبْتِ خِرْوَعَا . أَي أَتْبَعَ مَطراً تقدَّم بدِيمَةٍ بعدَه
التُّؤْثُورُ وفي بعض الأُصُول التؤْرُورُ أي على تُفْعُول بالضّمّ : حَدِيدَةٌ يُسْحَى بها باطِنُ خُفِّ البعيرِ ليُقْتَصَّ أَثَرُه في الأرض ويُعْرَفَ كالمِئْثَرِة . ورأَيتُ أُثْرَته أي مَوْضِعَ أَثَرِه من الأرض . وقيل : الأُثْرَةُ والتُّؤْثُورُ والتَّأْثُورُ كلُّها علاماتٌ تَجعلُهَا الأعرابُ في باطنِ خُفِّ البَعيرِ وقد تَقدَّم في كلام المصنِّف . التُّؤْثُورُ : الجِلْوَازُ كالتُّؤْرُورِ واليُؤْرُورِ بالياءِ التَّحْتِيَّة كما سيأْتي في أَرّ عن أَبي عليّ . استأْثرَ بالشيْءِ : استبدَّ به وانفردَ . واستأْثرَ بالشيْءِ على غيرِه : خَصَّ به نفْسَه قال الأَعشى :
استَأْثَرَ اللهُ بالوفاءِ وبال ... عَدْلِ ووَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلا . في حديث عُمَرَ : " فو لله ما أَستأْثِرُ بها عليكم ولا آخذُها دُونَكم "
استأْثَرَ اللهُ تعالى فلاناً وبفلانٍ إذا ماتَ وهو مِمَّنْ يُرْجَى له الجَنَّةُ ورُجِىَ له الغُفْرَانُ
وذو الآثارِ : لَقَبُ الأُسوَد بنِ يَعْفُرَ النَّهْشَلِيّ وإنما لُقِّب به لأَنَّه كان إذا هَجَا قَوماً تَرَكَ فيهم آثاراً يُعْرَفُون بها أَو لأَنّ شِعْره في الأَشعار كآثارِ الأَسدِ في آثارِ السِّباع لا يَخْفَى
يقال : فلانٌ أَثِيري أَي من خُلَصَائِي . وفي بعض الأُصول : أَي خُلْصانِي . وفلانٌ أَثِيرٌ عند فلانٍ وذو أُثْرةٍ إذا كان خاصّاً . رجلٌ أَثِيرٌ : مَكِينٌ مُكْرَمٌ . وفي الأَساس : وهو أَثِيرِي أي الذي أُوثِرُه وأُقَدِّمُه . شيْءٌ كَثِيرٌ أَثِيرٌ إِتباعٌ له مثلُ بَثِير . أُثَيْرٌ كزُبَيْرٍ بنُ عَمْروٍ السَّكُونِيُّ الطَّبِيبُ الكُوفيُّ وإليه نُسِبتْ صحراءُ أُثَيْرٍ بالكُوفة
ومُغِيرَةُ بنُ جَمِيلِ بنِ أُثَيْر شَيخٌ لأَبِي سَعِيدٍ عبدِ الله بن سَعِيدٍ الأَشَجِّ الكوفيّ أًحد الأًئمّة . قال ابن القرابِ مات سنة 357 . وجوادُ بنُ أُثَيْرِ بنِ جَوادٍ الحَضْرميّ وغيرهموقَولُ عليٍّ رَضِي اللهُ عنه : " ولستُ بمَأْثُورٍ في دِينِي " أي لستُ ممَّن يُؤْثَرُ عنِّي شَرٌّ وتُهمَةٌ في دِينِي . فيكونُ قد وَضَعَ المَأْثُورَ مَوضِعَ المَأْثُورِ عنه . وقد تقدَّم في أ ب ر ومَرّ الكلامُ هناك
ومما يُستدرَكُ عليه : الأَثَرُ بالتَّحْرِيك : ما بَقِيَ من رَسْمِ الشَّيْءِ والجَمْعُ الآثارُ
الأَثَرُ أَيضاً : مُقَابِلُ العَيْنِ ومعناه العَلامةُ . ومن أَمثالهم : " لا أَثَرَ بعد العَيْنِ " . وسَمَّي شيخُنَا كتابَه : إقرار العَيْنِ ببقاءِ الأَثَرِ بعدَ ذَهابِ العَيْنِ . والمَأْثُور : أَحدُ سُيُوفِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . كما ذَكَره أَهْل السِّيَرِ . وحَكَى اللِّحْيَانيُّ عن الكِسائيِّ : ما يُدْرَى له أَينَ أَثَرٌ ولا يُدْرَى له ما أَثَرٌ أَي ما يُدْرَى أَين أَصْلُه وما أَصْلُه . والإثَارُ ككِتَابٍ : شِبْهُ الشِّمَالِ يُشَدُّ على ضَرْعِ العَنْزِ شِبْهُ كِيسٍ لئلا تُعَانَ . وفي الحديث : " مَنْ سَرَّه أَن يَبْسُطَ اللهُ له في رِزْقِه وَيَنْسَأَ في أَثَرِه فلْيَصِلْ رَحمَه " . الأَثَرُ الأَجَلُ سُمِّيَ به لأَنه يَتْبَعُ العُمرَ قال زُهَيْر :
والمرءُ ما عاشَ مَمْدُودٌ له أَمَلٌ ... لا يَنْتَهِي العُمْرُ حتَّى يَنْتَهِي الأَثَرُ . وأَصلُه مِن أَثَّرَ مَشْيُه في الأَرض فإنَّ مَن ماتَ لا يَبْقَى له أَثَرٌ ولا يُرَى لأَقدامِه في الأَرض أَثَرٌ . ومنه قولُه للَّذِي مَرَّ بين يَدَيْه وهو يُصَلِّي : قَطَعَ صَلاتَنا قَطَعَ اللهُ أَثَرَه دُعَاءٌ عليه بالزَّمَانَة لأنه إذا زَمِنَ انقطعَ مَشْيُه فانقطعَ أَثَرُه . وأَمّا مِيثَرةُ السَّرْجِ فغيرُ مَهْمُوزةٍ . وقولُه عَزَّ وجَلّ : " ونكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وآثَارَهُم " أي نكتُب ما أَسْلَفُوا مِن أَعمالِهم . في اللسان : وسَمِنَت الإِبلُ والنّاقةُ على أَثَارةٍ . أي على عَتِيقِ شَحْمٍ كان قبلَ ذلك قال الشَّمّاخُ :
وذاتِ أَثَارةٍ أَكَلتْ عليه ... نَبَاتاً في أَكِمَّتِه قَفَارَا . قال أَبو منصور : ويُحْتَملُ أن يكونَ قولُه تعالى : " أَو أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ " مِن هذا لأنها سَمِنَتْ على بَقِيَّةِ شَحْمٍ كانت عليها فكأَنَّها حَمَلَتْ شَحْماً على بَقِيَّةِ شَحْمِها . وفي الأَساس : ومنه : أَغْضَبَني فلانٌ عن أَثارةِ غَضَبٍ أَي كان قبل ذلك . وفي المُحْكَم والتَّهْذِيب : وغَضِبَ على أَثَارةٍ قبْلَ ذلك أي قد كان قبْلَ ذلكَ منه غَضَبٌ ثم ازْدادَ بعد ذلك غَضَباً . هذه عن اللِّحْيَانيِّ
وقال ابنُ عَبَّاس : أَو أَثارةً مِنْ عِلْمٍ إِنّه عِلْمُ الخَطِّ الذي كان أُوتِيَ بعض الأَنبياءِ
وأَثْرُ السَّيْفِ : دِيباجَتُه وتَسَلْسُلُه . ويقال : أَثَّرَ بوَجْهِه وبِجَبِينِه السُّجُودُ . وأَثَّرَ فيه السَّيْفُ والضَّرْبَةُ . وفي الأَمثال : يُقال للكاذب : " لا يَصْدُقُ أَثَرُه " أَي أَثَرُ رِجْلِه . ويقال : افعَلْه إثْرَةَ ذِي أَثِيرٍ بالكسر وأَثْرَ ذِي أَثِيرٍ بالفتح . لغتانِ في : آثِر ذي أَثِيرٍ بالمدّ نقلَه الصّاغانيُّ
قال الفَرّاءُ : افْعَلْ هذه أَثَراً مّا محرَّكةً مِثل قولك : آثِراً مّا
واستدرك شيخُنا : الأثِيرُ : كأَمِيرٍ وهو الفَلَكُ التّاسِعُ الأَعْظَمُ الحاكمُ على كلِّ الأفلاكِ لأَنّهُ يُؤَثِّرُ في غيره . وأَبناءُ الأَثِيرِ : الأَئِمَّةُ المَشَاهِيرُ الأخوةُ الثلاثةُ : عِزُّ الدِّين عليُّ بنُ محمّدِ بنِ عبدِ الكريمِ بنِ عبد الواحدِ الشَّيْبَانِيُّ الجَزَرِيُّ اللُّغَوِيُّ المحدِّثُ له التاريخُ والأَنسابُ ومعرفةُ الصَّحابةِ وغيرُها وأَخُوه مَجْدُ الدِّينِ أَبو السَّعَاداتِ له جامعُ الأُصولِ والنِّهَايَةُ وغيرُهما ذَكَرهما الذَّهَبِيُّ في التَّذْكرة وأَخُوهما الثّالثُ ضِياءُ الدِّين أَبو الفَتْحِ نَصْرُ الله له المَثَلُ السّائرُ وغيرُه ذَكَره مع أَخَويْه ابنُ خلِّكانَ في الوَفَيات . قال شيخُنا : ومِن لَطائِفِ ما قِيلَ فيهم :
وَبنُو الأَثِيرِ ثلاثةٌ ... قد حازَ كلٌّ مُفْتَخَرْ
فمُؤَرِّخٌ جَمَع العُلُو ... مَ وآخَرٌ وَلِيَ الوَزَرْ
ومُحَدِّثٌ كَتَب الحَدِي ... ثَ له النِّهَايةُ في الأَثَرْقال : والوَزِيرُ هو صاحبُ المَثَلِ السّائِرِ . وما أَلْطَفَ التَّوْريَةَ في النِّهَاية
وصحراءُ أُثَيْرٍ كزُبَيْرٍ : بالكُوفة حيثُ حَرَقَ أَميرُ المؤمنين عليٌّ رضيَ اللهُ عنه النَّفَرَ الغَالِين فيه