أَجَأٌ مُحَرَّكةً مُهموزٌ مقصورٌ : جَبَلٌ لِطَيِّئٍ القبيلة المشهورة والنسبَةُ إليه أَجَئِيٌّ بوَزْنِ أَجَعِيٍّ وهو عَلَمٌ مُرْتَجَلٌ أَو اسمُ رَجلٍ سُمِّيَ به الجَبَلُ ويجوز أن يكون مَنقولاً . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : أَجَأٌ وسَلْمَى : جَبَلانِ عن يَسارِ سَمِيراءَ - وقد رأَيْتُهما - شاهِقانِ . وقال أَبو عُبَيْدٍ السَّكونِيُّ : أَجَأٌ : أَحَدُ جَبَلَيْ طَيِّئٍ وهو غَرْبِيُّ فَيْدٍ إلى أقصَى أَجإٍ وإلى القَريَتَيْنِ من ناحِيةِ الشامِ وبين المدينةِ والجَبلَيْنِ على غيرِ الجادَّة ثلاثُ مَرَاحِلَ وبين الجَبَلَيْنِ وتَيْماءَ جِبالٌ ذُكِرَتْ في مَواضِعِها وبين كلِّ جَبلينِ يومٌ وبين الجَبلينِ وفَدَكَ ليلةٌ وبينهما وبين خَيْبَرَ خَمْسُ ليالٍ . وقال أَبو العِرْماس : حدَّثني أَبو محمد أَنَّ أَجأ سُمِّي برجلٍ كانَ يُقال له أَجَأُ بنُ عبدِ الحَيِّ وسُمِّيَ سَلْمى بامرأةٍ كانَ يُقالُ لها سَلْمى فسُمِّيت هذه الجبال بأَسمائهم وقيل فيه غير ذلك . وبزِنَتِهِ هكذا في غالب النسخ التي رأيناها وتداولت عليها الأَيْدي أي بوَزْن جَلَلٍ ولم يُفَسِّروه بأَكثرَ من ذلك وفي أُخرى : ومُزَيْنَةَ وعليها شَرْحُ شيخنا واعتَرَضَ على المُصنِّف بأنَّه لم يذْكُرْ أَحدٌ من أَهلِ التاريخِ والأَخبارِ أنَّ هذا الجبلَ لمُزينةَ قديماً ولا حديثاً وإنَّما هو لطَيِّئٍ وأَولادِهِ ومن نزل عندهُمْ . قلت : وهذا الذي اعتَرَضَ به مسلَّمٌ غيرُ مُنازعٍ فيه والذي يظهرُ من سِياقِ عبارةِ المُصنِّفِ على ما اصطَلَحَ عليه هو ما قدَّمناه على ما في النُّسخِ المشهورة أي وهو على وَزْنِهِ وكأنَّه أَشارَ به إلى ضَبْطِهِ وهو اصطلاحٌ له ويدلُّ لذلك ما سيأتي له في ق ب ل ما نصُّهُ : وقَبَلٌ : جَبَلٌ وبزِنَتِهِ قُرْبَ دُومَةِ الجَنْدولْ . وكذا قولُهُ في كتن : والمُكْتَئِنُّ ضدُّ المُطْمَئِنِّ وبِزِنَتِهِ . وقال المَناوِي في شرحه : وبَرِّيَّةٌ . وفسَّره بالصَّحْراءِ وهو غَريبٌ وقد تَصحَّفَ عليه فتأَمَّل . وأَجأُ : بمصر من لإقليم الدَّقَهْلِيَّةِ تُضافُ إليها تَلْبَنْت وأُخرى تُضاف إلى بَيْلوق كذا في قوانينِ ابنِ الجَيعَان ويُؤَنَّث فيهما أي في الجَبَل والقرية أمَّا في القَرْية فمُسلَّم وأمَّا في الجَبَل فإنَّ التَّذكير والصَّرْفَ أَصوبُ لأنَّه جبلٌ مُذَكَّر وسُمِّيَ باسم رجلٍ وهو مذكر . وقد ورد ذِكرُه في أَشعارهم فمنها قول عارِقٍ الطائيِّ :
ومن أَجَإٍ حَوْلي رِعانٌ كأنَّها ... قَبَائِلُ خَيْلٍ من كُمَيْتٍ ومن وَرْدِ وقال العَيْزارُ بنُ الأَخْنَس الطائيُّ وكان خارِجيًّا :
تَحَمَّلْنَ من سَلْمى فَوَجَّهْنَ بالضُّحى ... إلى أَجَإٍ يَقْطَعْنَ بِيداً مَهَاوِيَا وقال زَيْدُ بنُ مُهَلْهِلٍ الطائيُّ :
جَلَبْنَ الخَيْلَ من أَجَإٍ وسَلْمى ... تَخُبُّ تَرائِعاً خَبَبَ الرِّكابِ وقال لَبيدٌ يصف كَتيبةَ النُّعمانِ :
كأَرْكانِ سَلْمى إذْ بَدَتْ أَو كأنَّها ... ذُرَى أَجَإٍ إذْ لاحَ فيه مُواسِلُ ومُواسِلُ : قُنَّةٌ في أَجَإٍ وقد جاء مقصوراً غير مهموزٍ أَنشدَ قاسِمُ بنُ ثابِتٍ لبعض الأَعرابِ :
إلى نَضَدٍ من عَبْدِ شَمْسٍ كأنَّهُمْ ... هِضابُ أَجاً أَرْكانُهُ لم تُقَصَّفِ وقال العَجَّاجُ :
" فإِنْ تَصِرْ لَيْلى بسَلْمى وأَجَا وأَما قولُ امرئ القَيْسِ :
أَبَتْ أَجَأٌ أَن تُسْلِمَ العامَ جارَها ... فمنْ شاءَ فَلْيَنْهَضْ لها من مُقاتِلِ فالمُرادُ : أَبتْ قَبائِلُ أَجَإٍ أَو ما أشبهه فحذفَ المُضافَ وأَقامَ المُضافَ إليه مقامَه يَدلُّ على ذلك عَجُزُ البيتِ وهو قوله :
" فمنْ شاءَ فَلْيَنْهَضْ لها من مُقاتِلِوالجَبَلُ نفسُه لا يُقاتِلُ . قالَ النَّسَّابةُ الأَخبارِيُّ عُبيدُ الله ياقوتٌ رحمه الله : ووقفتُ على جامِعِ شِعْرِ امرئِ القَيْسِ وقد نصَّ الأَصمَعِيّ على هذا أَنَّ أَجَأً مَوْضِعٌ وهو أحد جَبَلَيْ طَيِّئٍ والآخرُ سَلْمى وإنَّما أَرادَ أَهلَ أَجإٍ كقول الله عزَّ وجلّ " واسْأَلِ القَرْيَةَ " يُريدُ أَهلَ القَريةِ هذا لفظُه بعَيْنِه ثمَّ وَقَفْتُ على نُسخةٍ أُخرى من جامع شِعْره قيل فيها :
" أَرى أَجَأً لم يُسْلِمِ العامَ جارَهُ ثمَّ قالَ : المعْنى : أَصحابُ الجَبَل لن يُسْلِموا جارَهُمْ . وأَجَأَ الرجُلُ كجَعَلَ : فرَّ وهَرَبَ حكاه ثَعلبٌ عن ابنِ الأَعرابيِّ يقال : إنَّ اسم الجبَلِ مَنقولٌ منه . والأَجاءةُ كَسَحابةِ : لبَدْرِ بنِ عِقالٍ فيه بُيُوتٌ من مَتْنِ الجبلِ ومَنازِلُ في أَعلاه عن نَصْرٍ كذا في المُعجم . قلت : وهو أَبو الفَتْحِ نَصْرُ بن عبد الرحمن الإِسكندَرِيُّ النَّحْوِيُّ