الأَجَلُ مُحَرَكَةً : غايَةُ الوَقْتِ في المَوْتِ ومنه قَوْلُه تَعالَى : " فإذا جاءَ أَجَلُهُم لا يستَأْخِرُونَ ساعَةً ولا يَستَقْدِمُونَ " وهو المُدَّةُ المَضْرُوبَةُ لحَياةِ الإِنْسانِ ويُقالُ : دَنا أَجَلُه : عبارةً عن المَوْتِ وأَصْلُه اسْتِيفاء الأَجَلِ أي هذه الحَياة وقوله : " وبَلَغْنا أَجَلَنا الذي أَجَّلْت لَنا " أي حَدَّ المَوْتِ وقِيلَ : حَدّ الهَرَمِ وقَوْلُه : " ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وأَجَلٌ مُسَمًّى " فالأَوّلُ : البقاءُ في هذه الدُّنْيا والثّاني : البَقاءُ في الآخِرَةِ وقيل : الثّاني : هو ما بَين المَوْتِ إِلى النّشُورِ عن الحَسَنِ وقيلَ : الأَوّلُ للنَّوْمِ والثّاني للمَوتِ إِشارَة إِلى قولِه تَعالى : " اللّهُ يَتَوَفى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِها والتي لم تَمُتْ في مَنامِها " عن ابنِ عَبّاسٍ رضي اللّه تعالى عَنْهما وقيل : الأَجَلانِ جَمِيعًا المَوْتُ فمِنْهُم من أَجَلُه بِعارِض كالسَّيفِ والغَرَقِ والحَرقِ وكُلِّ مُخالِفٍ وغيرِ ذلك من الأَسْبابِ المَؤَدِّيَةِ للهَلاكِ ومِنْهُم من يُوَقَّى ويُعافي حَتّى يَمُوتَ حَتْفَ أَنْفِه وقِيل : للنّاسِ أَجَلانِ : مِنْهُم من يَمُوتُ عَبطَةً ومِنْهُم مَنْ يَبلُغُ حَدًّاً لم يَجْعَلِ اللّه في طَبِيعَةِ الدُّنْيَا أَنْ يَبقَى أَحَدٌ أَكْثَرَ منه فِيهَا وِإليهما أَشارَ بَقَوْلِه : " ومِنْكُم مَنْ يُتَوَفى ومِنْكم مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ " وقد يُرادُ بالأَجَلِ الإِهْلاكُ وبه فسِّرَ قولُه تَعالَى : " وأَنْ عَسَى أَن يكُونَ قد اقْتَرَبَ أَجَلُهُم " أي إِهْلاكُهم
والأَجَلُ أَيْضًا : غايَةُ الوَقْتِ في حُلُولِ الدَّيْنِ ونحوِه
وأَيْضًا : مُدّةُ الشيء المَضْرُوبَةُ له وهذا هو الأَصْلُ فيهِ ومنه قولُه تَعالى : " أيما الأَجَلَيْنِ قَضَيت " ومِنْه أخِذَ الأجَلُ لِعدَّةِ النِّساءِ بعد الطَّلاقِ ومنه قَوْلُه تَعالَى : " فإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ " آجالٌ
والتَّأْجِيلُ : تَحْدِيدُ الأَجَلِ وقد أَجَّلَه وفي العُبابِ : التَّأْجِيلُ : ضَربٌ من الأجَل وفي التَّنْزِيل " كتابًا مُؤَّجلا "
وأَجِلَ كفَرِحَ أَجَلاً فهو أَجِلٌ وأَجِيلٌ ككَتِفٍ وأمِيرٍ وفي نُسخَةٍ فهو آجِل : تَأخَّرَ فهو نَقِيض العاجِلِ
واسْتَأْجَلْتُه أي : طَلبتُ منه الأَجَلَ فأَجَّلَني إِلى مُدّةٍ تَأجِيلاً : أي أَخَّرَني
والآجِلَةُ : الآخِرَةُ ضِدّ العاجِلَةِ وهي الدُّنْيَا
والإِجْلُ بالكسرِ : وَجَعٌ في العُنُقِ وقد أَجِلَ الرَّجُلُ كعَلِمَ : نامَ على عُنُقِه فاشْتَكاها
وأَجَلَه مِنْهُ يَأْجِلُه أَجلاً من حَدِّ ضَرَبَ وهذه عن الفارِسِي
وأَجَلَه تَأْجِيلاً وآجَلَه مُؤاجَلَةً : إِذا داواهُ مِنْه أي : من وَجَعِ العُنُقِ قال ابنُ الجَرّاحِ : يُقالُ : بي إِجْلٌ فآجِلُوني أي : داوُوني منه كما يقال : طَنَّيتُه أي : عالَجتُه من الطَّنَى ومرَضْتُه أي : عالَجْتُه من المَرَض
والإِجْلُ : القَطِيعُ من بَقَرِ الوَحش والظِّباءِ آجالٌ ومن سَجَعاتِ الأَساسِ : أجَلْنَ عُيُونَ الآجالِ فأَصبْنَ النُّفُوسَ بالآجال وفي حَدِيث زيادٍ : في يَوْمٍ مَطِيرٍ تَرمَضُ فيه الآجالُ
والأجل بالضم : جَمعُ أجِيلٍ كأَمِيرٍ : للمُتأَخر
وأَيْضًا للمجْتمِعِ من الطِّينِ حَول النَّخْلة ليحتبِسَ فيه الماءُ أَزْدِيَّةٌ
وتَأَجَّل بمعنى اسْتأْجَل كما قِيل : تعَجَّل بمعنى اسْتعْجَل وفي حديثِ مَكْحُولٍ : كُنّا مُرابِطِينَ بالسّاحِلِ فتأَجَّل مُتأَجِّلٌ أي : سَأَل أَنْ يُضْرَبَ له أَجَلٌ ويُؤْذن له في الرُّجُوعِ إِلى أَهْلِه وقال ابنُ هَرمَة :
نصارَى تأَجَّلُ في مفصحٍ ... ببَيداءَ يَومَ سِمِلاّجِها وتأَجَّل الصِّوار : صارَ إِجلاً
وتأَجَّل القومُ : تجَمّعُوا نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ
ويقال : فَعَلْتُه من أَجْلِكَ ومن أَجلاكَ ومن أَخلالِكَ ويُكْسَر في الكُلِّ أي ؛ من جَلَلِكَ وجَرّاكَ قالَ اللّه تَعالَى : " مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبنَا
وأَجلَه يَأجلُه أَجلاً من حَدِّ ضَرَبَ وأَجَّلَه تَأْجِيلاً وآجَلَه : إِذا حَبَسَه وقِيل : مَنَعَه ومنه أَجَّلُوا مالهم : إِذا حَبَسُوه عن المَرعَىوأَجَلَ عَلَيهِمُ الشَّرَّ يَأْجُلُه ويَأْجِلُه من حَدَّي وضَرَبَ أَجلاً : جَنَاه قال خَوّاتُ بنُ جُبَيْرٍ رضي اللّه تَعالَى عَنْه وذُكِرَ في شعْرِ اللُّصُوصِ أَنَّه للخِنَّوْتِ واسْمُه تَوبَةُ بنُ مُضَرسِ بن عُبَيدٍ :
وأَهْلِ خِباءٍ صالِحٍ ذاتُ بَينِهِم ... قَد احْتَرَبُوا في عاجِلٍ أَنا آجِلُهْ أي أَنَا جانِيهِ
أَو أَجَلَ الشّرَ عليهِم : إِذا أَثارَه وهيجَه
وقالَ أَبو زَيْدٍ : أَجَلْتُ عَلَيهِم آجُل أجلاً : جَرَرْتُ جَرِيرَةً وقال أبُو عمرو : جَلَبتُ عليهم وجَرَرْتُ وأَجَلْتُ بمعنًى واحِدٍ
وأَجَلَ لأَهْلِه يَأْجلُ أَجْلاً : كَسَبَ وجَمَعَ وجَلَبَ واحْتالَ عن اللِّحْياني
والمَأْجَلُ كمَقْعَدٍ وهذه عن أبي عَمْرو
وقال غيرُه مثل مُعَظَّمٍ : مُستَنْقَعُ لماءِ هذا تَفْسِيرُ أبي عمرو قال : والجمعُ المَآجِلُ وقال غيرُه : هو شِبهُ حَوضٍ واسِعٍ يُؤَجَّلُ فيه الماءُ ثُمَّ يُفَجَّرُ في الزَّرْعِ وسيأْتِي في مجل أنّ ابنَ الأعرابِي ضَبَطَه بكسرِ الجِيم غيرَ مَهْمُوزٍ وانظره هناك
وقد أَجَّلَه فيه تَأْجِيلاً جَمَعَه فَتَأَجَّلَ أي اسْتَنْقَعَ ويقال : أَجِّلْ لنَخْلِكَ
وعُمَرُ وعُثْمانُ ابْنا أُجَيلٍ كزُبَيرٍ : مُحَدِّثان حَدّثَ عُثْمانُ عن عْتْبَةَ بنِ عَبدٍ السلَمِي
وناعِمُ بنُ أُجَيل الهَمْدانِي : تابِعِي ثِقَةٌ مَولَى أُمِّ سَلَمَةَ رضي اللّه تَعالَى عنها كان سُبِيَ في الجاهِلِيَّةِ أَدْرَكَ عُثْمانَ وعَلِيًّا رضي اللّه تعالَى عنهما رَوَى عنه كَعْبُ بنُ عَلْقَمَةَ قاله ابن حِبّان . قلتُ : وكان ناعِمٌ هذا أَحدَ الفُقَهاءِ بمِصْرَ مات سنة ثمانِينَ
وأَجَلْ : جَوابٌ كنَعَم وَزْنًا ومَعْنًى وإِنّما لم يَتَعَرَّضْ لضَبطِه لشُهْرَتِه قال الرَضِي في شرح الكافِيَةِ : هي لتَصْدِيقِ الخَبَرِ ولا تَجِيءُ بَعْدَ ما فِيهِ مَعْنَى الطَّلَبِ وهو المَنْقُول عن الزَّمَخْشَرِيِّ وجماعةٍ وفي شرح التَّسهِيلِ : أَجَل : لتَصْدِيقِ الخَبَرِ ماضِيًا أَو غَيرَه مُثْبتًا أو مَنْفِيًّا ولا تجيءُ بعد الاسْتِفْهامِ وقال الأَخْفَشُ : إِنها تَجِيءُ بعدَه إِلاّ أَنَّه أَحْسَنُ منه أي من نَعَم في التَّصْدِيقِ ونَعَم أَحْسَنُ منه في الاسْتِفْهامِ فإِذا قَال : أَنْتَ سَوْفَ تَذْهَبُ قُلْتَ : أَجَلْ وكانَ أَحْسَنَ من نَعَمِ وإِذا قالَ : أَتَذْهَب ؟ قلتَ : نَعَم وكمانَ أحْسَنَ من أَجَلْ وتَحْرِيرُ مَباحِثِه على الوَجْهِ الأَكْمَلِ في المغْنِي وشُرُوحِه
وأَجَلى كجَمَزَى وآخِرُه مُمالٌ : اسمُ جَبَلٍ في شرقِي ذاتِ الإصادِ من الشَّرَبَّةِ وقال ابنُ السِّكِّيتِ : أَجَلَى هَضباتٌ ثلاثٌ على مَبدأَة النعم من الثُّعْلِ بشاطِئ الجَرِيبِ الذي يَلْقى الثّعْل وهو مَرعًى لهُم معروفٌ قال :
" حَلَّتْ سُليمَى جانِبَ الجَرِيبِ
" بأَجَلَى مَحَلَّةَ الغَرِيبِ
" مَحَلَّ لا دانٍ ولا قرِيبِ وقال الأَصْمَعِيُ : أَجَلَى : بلادٌ طيِّبَةٌ مَرِيئَةٌ تُنْبِتُ الحَلِيَ والصِّليان وأَنْشدَ هذا الرَّجَز وقال السّكَّرِيُّ في شرحِ قوْلِ القتّالِ الكِلابيِّ :
عَفتْ أَجَلَى مِنْ أَهْلِها فقلِيبُها ... إِلى الدَّوْم فالرَّنْقاءِ قفْرا كثِيبُها أَجَلَى : هَضْبَةٌ بأَعْلىِ بلادِ نجْدٍ وقال مُحَمَّدُ بنُ زِيادٍ الأعْرابي : سُئلت ابْنةُ الخُسِّ عن أي البِلادِ أَفْضلُ مَرعًى وأَسْمَن ؟ فقالتْ : خياشِيمُ الحَزْنِ وأَجْواء الصَّمّانِ قِيل لها : ثُمَّ ماذا ؟ فقالت : أُراها أَجَلَى أَنَّى شِئْتَ أي : مَتى شِئْت بعدَ هذا قال : ويُقال : إنَّ أَجَلَى : مَوْضِعٌ في طرِيق البَصْرَةِ إِلى مَكًّة
وأَجْلةُ كدَجْلة : باليَمامَةِ عن الحَفْصِيِّ وضبَطه ياقوت بالكسرِ
والأجَّلُ كقِنَّب وقُبَّر وهذه عن الصّاغاني : ذكر الأَوْعال لُغةٌ في الأيَّلِ قال أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ : بعضُ العَرَبِ يَجْعَلُ الياءَ المُشدَّدَة جِيمًا وِإنْ كانت أَيْضًا غير طرَفٍ وأَنْشدَ ابنُ الأَعرابي لأبي النَّجْمِ :
" كأَنَّ في أَذّنابِهِنّ الشُّوَّلِ
" مِنْ عَبَسِ الصَّيفِ قُرونَ الأُجَّلِ ضُبط بالوَجْهَيْنِ ويُروَى أَيْضًا بالياءِ بالكسرِ وبالفتْحِومما يستدرك عليه : الآجِلُ : ضِدُّ العاجِلِ
وماء أجِيل كأمِيرٍ : مجتمِع
وقال اللَّيثُ : الأَجِيلُ : المُؤَجَّلُ إِلى وَقْتٍ وأَنْشدَ :
" وغايَةُ الأَجِيلِ مَهْواةُ الرَّدَى وتأَجَّلت البَهائِمُ : صارَتْ آجالاً قال لبِيد :
والعِينُ ساكِنةٌ على أَطْلائِها ... عُوذًا تأَجَّلُ بالفضاءِ بِهامُها وأَجْل بالكسرِ والفتْحِ : لُغتانِ في أَجَلْ كنعَم وبهما رُوِيَ الحَدِيثُ : أَن تقْتُل وَلدَك أِجْل أَنْ يَأْكُل مَعَك وبالكسرِ قُرِئ أَيْضًا قوْلُه تعالى : " مِنْ إِجْلِ ذلِكَ " وقد يُعَدَّى بغيرِ مِنْ كقولِ عَدِيِّ بنِ زيْدٍ :
" أَجْلَ أَنَّ اللّه قدْ فضَّلكُم والتَّأَجُّلُ : الإِقْبالُ والإِدْبارُ
والأَجْلُ : الضِّيقُ
جَلَّ الرجُلُ يَجِلُّ جَلالَةً وجَلالاً : أَسَنَّ واحْتَنَكَ فهو جَلِيلٌ ومنه الحديث : " فاعْتَرَضَ لهم إبْلِيسُ في صُورَةِ شَيخٍ جَلِيلٍ " مِن قَوْمٍ جِلَّةٍ بالكسر . جَلَّ جَلالاً وجَلالَةً : عَظُمَ قَدْرُه فهو جَلِيلٌ قال الراغِبُ : الجَلالَةُ : عِظَمُ القَدْرِ والجَلالُ : التَّناهِي في ذلك وخُصَّ بوَصْفِ اللّهِ تعالى فقِيل : ذو الجَلالِ والإكرام ولم يُستَعْمَل في غيرِه والجَلِيلُ : العَظِيمُ القَدْرِ وليس خاصّاً به ووَصْفُه تعالى بذلِكَ إمّا لخَلْقِه الأَشْياءَ العَظِيمَةَ المُسْتَدَلَّ بها عليه أو لأنه يَجِلُّ عن الإحاطَةِ به أو لأنه يَجِل أن يُدْرَكَ بالحَواسّ . وجَلٌّ بالكسر والفتح جُلالٌ كغُرابٍ ورُمّانٍ وهي جَلِيلَةٌ وجُلالَةٌ بالضمّ . وأَجَلَّهُ إجْلالاً : عَظَّمَهُ ورَفَع مِن شأنِه . والتَّجِلَّةُ : اسمٌ كالتَّكْرِمة . وجُلُّ الشيء وجُلالُه بضَمِّهما : مُعْظَمُه يقال : أَخَذ جُلَّه وكُبْرَه وعُظْمَه بمعنًى واحدٍ . وتَجلَلَهُ : إذا عَلاهُ أيضاً أخذَ جُلَّهُ : أي مُعْظَمَه . وقال الراغِبُ : تجَلَّلْتُ البَعِيرَ : تَناوَلْتُ جُلالَه . وتَجالَّ عنه : تعاظَمَ وكذا تَجالَّ عليه ويُقال : هو من أصدقائي وأنا أتَجالُّه : أي أُعَظِّمُه . والجُلَّى كرُبَّى : الأَمْرُ العَظِيمُ ج : جُلَلٌ مِثال كُبرَى وكُبَرٍ قال طَرَفَةُ :
مَتَى أُدْعَ في الجُلَّى أَكُنْ مِن حُماتِها ... وإنْ تَأتِكَ الأعداءُ بالجَهْدِ أَجْهَدِ وقال بَشامَةُ بن حَزْنٍ النَّهْشَليُّ :
وإن دَعَوْتِ إلى جُلَّى ومَكْرُمَةٍ ... يوماً سَراةَ كِرامِ الناسِ فادْعِينا وقومٌ جِلَّةٌ بالكسر : عُظَماءُ سادَةٌ خِيارٌ ذَوُو أَخْطارٍ . وهي أي : الجِلَّةُ أيضاً : المَسانُّ مِنّا وهذا قد تقدَّم بعَينه فهو تَكرارٌ ومِن الإبِلِ للواحِدِ والجَمْع والذَّكَر والأنْثى يُقال : جَلَّت النَّاقَةُ : إذا أَسَنَّتْ عن أبي نَصْر . وقال الراغِبُ : وخُصَّ الجُلالَةُ بالنّاقَةِ الجَسِيمَةِ والجِلَّةُ بالمَسانِّ منها . وقال الصاغانيُّ : الجَلَّةُ مِن الإبِلِ : المَسانُّ وهو جَمْعُ جَلِيلٍ مِثل صَبِيٍّ وصَبِيَّةٍ قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ رضي اللّه عنه :
أَزْمانَ لم تأخُذْ إليَّ سِلاحَها ... إبلِي بِجِلَّتِها ولا أَبْكارِها أو هي الثَّنِيَّةُ إلى أن تَبْزُلَ أي تَصيرَ بازِلاً . أو الجَمَلُ إذا أَثْنَى أي دَخل في الثانية . أو يُقال : بَعِيرٌ جِلٌّ وناقَةٌ جِلّةٌ بكسرِهما . الجُلَّةُ بالضّم : قُفَّةٌ كبيرةٌ للتَّمْرِ والجَمْعُ : جُلَلٌ . والجَلَلُ مُحرَّكةً : الأَمْرُ العَظِيمُ والصَّغِيرُ ضِدٌّ فمِن العَظيم قولُ الحارث بنِ وَعْلَةَ الجَرْمِي :
فلَئِنْ عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلاً ... ولَئِنْ سَطَوْتُ لأُوهِنَنْ عَظْمِي وبمَعْنى الهَيِّن اليَسِير قولُ امرِئ القَيس حين قُتِل أبوه :
بِقَتْلِ بني أَسَدٍ رَبَّهُم ... أَلا كُل شيء سِواهُ جَلَلْ وقال حَضْرَمِيُّ بن عامِرٍ في جَزْءِ بن سِنانِ بن مَوْءَلَةَ :
يَقولُ جَزْءٌ ولم يَقُلْ جَلَلَا ... إِنِّي تَرَوَّحْتُ ناعِماً جَذِلَا وقال الراغب : الجَلَلُ : المُتَناوَلُ مِن البَعَر وعُبِّر به عن الشيء الحَقِير وعلى ذلك قولُه : فكُلُّ مُصِيبَةٍ بَعْدَه جَلَلٌ . والجِلُّ بالكسر : ضِدُّ الدِّقِّ . وقال الراغِبُ : أَصْلُ الجَلِيلِ : مَوضوعٌ للجِسم الغَلِيظ ولِمُراعاةِ مَعْنى الغِلَظِ فيه قُوبلَ بالدَّقِيق وقُوبل العَظِيمُ بالصَّغير فقِيل : جَلِيلٌ ودَقِيقٌ وعَظِيمٌ وصَغِير . الجِلُّ مِن المَتاعِ : البُسُطُ والأَكْسِيَةُ ونحوُها وهو ضِدُّ الدِّقِّ منه كالحِلْسِ والحَصِير ونحوِهما الجِلُّ : قَصَبُ الزَّرْع إذا حُصِد كما في العُباب ويُضَمُّ ويُفْتَح . الجُلُّ بالضّمّ وبالفَتح : ما تُلْبَسُه الدابَّةُ لِتُصانَ به وقد جَلَّلْتُها تَجْلِيلاً وجَلَلْتُها بالتخفيف : ألْبَسْتُها إيّاه يقال : فَرَسٌ مُجَلَّلٌ ومَجْلُولٌ قال أبو النَّجْم :
" مَيَّاسَة كالفالِجِ المُجَلَّلِ ج : جِلالٌ بالكسر وأَجْلالٌ وجَمْعُ الجِلالِ : أَجِلَّةٌ . الجَلُّ بالفَتح : الشِّراعُ ويُضَم ج : جُلُولٌ قال القُطامِيُّ :في ذي جُلُولٍ يُقَضِّي الموتَ صاحِبُه ... إذا الصَّرارِيُّ مِن أَهوالِه ارْتَسَما أي كَبَّرَ ودَعا . جَلٌّ : اسمُ أبي حَيٍّ مِن العَرَب مِن مُضَرَ وهو جَلُّ بنُ عَدِيٍّ والِد الدُّول الآتي ذِكره في دول . والجَلِيلُ والحَقِيرُ . الجُل بالضمّ ويُفْتَح : الياسَمِينُ والوَردُ بأنواعِه أبْيَضُه وأحمَرُه وأصْفَرُه قاله أبو حنيفة الواحِدةُ بِهاءٍ قال : وهو كلامٌ فارِسِيٌّ وقد دخل في كلامِ العَرب وذكر بعضٌ : أنه يقال له : الوَتِيرُ الواحِدَةُ : وَتِيرَةٌ . قال : والوَرْدُ ببِلادِ العَرَب كثيرٌ رِيفِيٌّ وبَرِّيٌّ . وقال الصاغاني هو مُعَرَّب : كُلْ قال الأعشَى :
وشاهِدُنا الجُلُّ والياسَمِي ... نُ والمُنسْمِعاتُ بقُصّابِها ويُروى : الوَرْدُ والياسَمُون . الجُلُّ : ماءٌ قُربَ واقِصَةَ وسَلْمان كما في العُباب وقال نَصْرٌ : هو على سِتَّةَ عَشَرَ مِيلاً مِنْ القَرْعاء بينَها وبينَ الرُّمَّانَتَينِ على جادَّةِ طَرِيقٍ يَسلُك مِن القادِسِيَّةِ إلى زُبالَةَ . وجُلُّ بنُ حِقِّ بنِ رَبِيعةَ . بالضّمّ في طَيِّئٍ وحِقٌّ بكسر الحاء المهملة ويُروَى بضم الخاء المعجمة أيضاً وإليه يُنْسَب المَرَّارُ بن مُنْقِذ الجُلِّيُّ الطائِيُّ الشاعِر كان في زَمَن الحَجّاج ولم يذكره المصنِّفُ في المَرّارِين مِن الشُّعراء وقد تقدَّم . وجُلُّ بَيْتِكَ : حيث ضُرِبَ وبُنِيَ . وكسَحابٍ : أبو الجَلالِ الزُّبَيرُ بن عُمَر الكِرْمِينيُّ أو هو بالحاء : مُحدِّثان هكهذا في النُّسَخ والذي في كُتب الأنساب : أبو الجَلالِ الزُّبَيرُ بن عُمر عن يوسُفَ بن عَبدَةَ وعنه أحمدُ بنُ عُروَةَ من أهل ما وراء النَّهر . وأبو الجَلالِ الكِرمِينيُّ عن العَبّاس بنِ شَبِيب وجَعله الخَطِيبُ بحاءٍ مهملة . قلتُ : فحينئذٍ يَستَقِيم قولُه : محدِّثان لكن سَقط واوُ العَطْف قبل الكِرمِينيّ ولكن قالَ الحافِظُ : هو والذي قبلَه واحِدٌ وذلِكَ واضحٌ في كتاب الأمير . قلت : فإذن الصَّوابُ مُحَدِّثٌ بالإفراد . وأُمُّ الجَلالِ بِنتُ عبدِ الله بنِ كُلَيب العُقَيلِيَّةُ أوردَها الحافِظُ . ومحمدُ بن أبي بَكْرٍ الجَلالِيُّ مُحدِّثٌ رَوى عن ابنِ الحُصَين مات سنةَ 592 ، عن مائةِ سنة قاله الحافِظُ . وقال الداوُدِيّ : نِسبة إلى قَبِيلةٍ مِن الأكراد . وذاتُ الجِلالِ بالكسر : فَرَسُ هِلالِ بن قَيسٍ الأَسَدِيّ وكان يُقال له عَرقَلٌ . الجُلالُ بالضّمّ : الضَّخْمُ العَظِيمُ . جُلالٌ : جَبَلٌ الجُلالُ : مُعْظَمُ الشيء كالجُلِّ وقد ذُكِر فهو تَكرارٌ . وجَلّالٌ كشَدَّادٍ : اسمٌ لِطريقِ نَجْدٍ إلى مَكَّةَ سُمِّيَ به كما سُمِّي بمِثْقَب والقَعْقاع . وفي حديثِ الهِرماسِ بن حَبِيبٍ عن أبيه عن جَدِّه قال : التَقْطتُ شَبَكةً علَى ظَهْرِ جَلَّالٍ بقُلَّةِ الحَزْن ذَكره ابنُ شُمَيْل قال الراعِي :
يُهِيبُ بأُخْراها بُرَيْمَةُ بَعْدَما ... بَدا رَمْلُ جَلَّالٍ لها وعَواتِقُهْ في الحديث : " نَهَى رسولُ اللَّهِ صلّى اللّه عليه وسلّم عن لُحُومِ الجَلَّالَةِ " وهي البَقَرةُ التي تتَبَّعُ النَّجاساتِ كُنِيَ عن العَذِرَةِ بالجِلَّة فقِيل لآكِلَتِها : جَلَّالَةٌ الجُلالَةُ ككُناسَةٍ : الناقَةُ العَظِيمَةُ الجَسِيمةُ قال طَرَفَةُ :
فمَرَّتْ كَهاةٌ ذاتُ خَيفٍ جُلالَةٌ ... عَقِيلَةُ شَيخٍ كالوَييلِ يَلَنْدَدِ والجُلَّةُ بالضّمّ : وِعاءٌ مِن خُوصٍ يُتَّخَذُ للتَّمْر ج : جِلالٌ بالكسر وجُلَلٌ بضَمٍّ ففَتْح وقد تقدَّم هذا . والجُلَّة مُثلَّثةً والمشهورُ الكَسر ثم الفَتح : البَعَرُ أو البَعَرَةُ أو الذي لم يَنْكَسِر يقال : إنّ بني فُلانٍ وقودُهم الجِلَّةُ . وجَلَّ البَعَرَ يَجُلُّهُ جَلّاً وجَلَّةً : جَمَعَهُ بيَدِه ولَقَطَهُ . واجْتَلَّهُ اجْتِلالاً : التَقَطَه للوَقُودِ . يُقال : فَعَلَهُ مِن جُلِّكَ بالضم وجَلالِكَ وجَلَلِكَ محرَّكةً وتَجِلَّتِك وِإجلالِك بالكسر أي : من أجلِك قالَ جَمِيلٌ :
رَسْمِ دارٍ وَقَفْتُ في طَلَلِهْ ... كِدتُ أَبْكِي الغَدَاةَ مِن جَلَلِهْكذا مِن أَجْلِ إجْلالِك ومِن أجْلِكَ : بمَعْنًى واحِدٍ . يُقال : جَلَلْتَ هَذا على نَفْسِك : أي جَنَيتَه . وجَلُّوا عن مَنازِلِهم يَجِلُّونَ مِن حَدِّ ضَرَب واقْتَصَرَ الصاغاني على يَجُلُّون مِن حَدِّ نَصَر وجَمَع بينَهما ابنُ مالك وغيره وهو الصَّوابُ والاقتصارُ على أَحَدِهما قُصُور جُلُولاً بالضّمِّ وجَلّاً أي جَلَوْا عنها وخَرجوا إلى بلدٍ آخَرَ وهم الجالَّةُ ويُقال : اسْتُعْمِل فُلانٌ علَى الجالَّة كما يُقال : على الجالِيةِ وهما بمَعْنًى قال العَجّاجُ :
" كأنَّما نُجومُها إذْ وَلَّتِ
" زُوراً تُبارِى الغَوْرَ إذْ تَدَلَّتِ
" عُفْرٌ وصِيرانُ الصَّرِيمِ جَلَّتِ جَلُّوا الأَقِطَ جَلّاً : أَخَذُوا جُلالَه بالضم . وجَلٌّ وجَلَّانُ : حَيَّانِ مِن العَرَب . أمّا جَلٌّ فقد تقدَّم أنه في مُضَرَ . وأمّا جَلّانُ : فهو ابنُ العَتِيكِ بنِ أسْلَمَ بن يَذْكر بن عَنَزَةَ بن أَسَد قال ذو الرُّمة :
وبالشَّمائِلِ مِن جَلَّانَ مُقْتَنِصٌ ... رَذْلُ الثِّيابِ خَفِيُّ الشَّخْصِ مُنْزَرِبُ وهو جَلّانُ بنُ عَتيك بن أسْلَمَ بن يَذْكر وكانت أُمُّ عَمْرِو بنِ العاصي منهم والتَّجَلْجُلُ : السُّؤُوخُ في الأرضِ ومنه الحديث : " خَرَجَ رجُلٌ في الجاهِليّةِ يَتَبخْتَرُ فأمر اللّهُ الأرضَ أن تَخْسِفَ به فهو يَتَجَلْجَلُ فيها إلى يومِ القِيامةِ " . التَّجَلْجُلُ : التَّحَرُّكُ وهو مُطاوِعُ الجَلْجَلَةِ . أيضاً : التَّضَعْضُعُ يُقال : تَجَلْجَلَتْ قَواعدُ البُنيانِ : أي تَضَعْضَعَتْ . والجَلْجَلَةُ : التَّحْرِيكُ يُقال : جَلْجَلْتُه : إذا حَرَّكتَه بيدِك فتَجَلْجَلَ قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ :
فجَلْجَلَها طَوْرَيْنِ ثُمّ أمَرَّها ... كما أُرْسِلَتْ مَخْشُوبةٌ لم تُخَرَّمِ ومنه : جَلْجَلَ الياسِرُ القِدَاحَ : إذا حَرَّكها . الجَلْجَلَةُ : شِدَّةُ الصَّوْتِ أيضاً : صَوتُ الرَّعْد أيضاً : الوَعِيدُ مِن وَراءَ وَراءَ . قال الراغِبُ : أمّا الجَلْجَلَةُ : فحِكايةُ الصَّوتِ وليس مِن ذلك الأصلِ في شيء ومنه سَحابٌ مُجَلْجِلٌ : أي مُصَوِّتٌ . وغَيثٌ جَلْجالٌ كذلك . ورَجُلٌ مُجَلْجَلٌ بالفتح : أي على صِيغةِ اسم المَفْعُول : ظَرِيفٌ جِدّاً لا عيب فيه . المُجَلْجَلُ مِن الإبل : ما تَمَّتْ شِدَّتُه وقُوَّتهُ . والمُجَلْجِلُ بالكسر : السَّيِّدُ القَوِيُّ أو البَعِيدُ الصَّوتِ قِيل : هو الجَرِيءُ الدَّفّاعُ المِنْطِيقُ الذي يُخاطِرُ بنَفْسه . أيضاً : الكَثِيرُ مِن الأعْداد عن ابنِ عَبّاد . والجُلْجُلُ بالضمّ : الجَرَسُ الصَّغِيرُ منه : إِبِلٌ مُجَلْجَلَةٌ : عُلِّقَ عليها الجُلْجُلُ . ودارَةُ جُلْجُلٍ في قول امرئ القيس :
" ولا سِيَّما يَوماً بِدارَةِ جُلْجُلِ ع بنَجْدٍ في دار الضِّباب ممّا يُواجِهُ دِيارَ فَزارَةَ قاله نَصْرٌ . والجَلَلُ مُحرَّكةً : الأَمرُ العَظِيمُ والهَيِّنُ الحَقِيرُ ضِدٌّ وهذا قد تقدَّم وهو مُكرَّر . والجُلْجُلانُ بالضم : ثَمَرُ الكُزْبَرَةِ . في لُغةِ اليَمن : حَبُّ السِّمسِمِ مِن المَجاز : الجُلْجُلانُ : حَبَّةُ القَلْبِ يُقال : استَقرَّ ذلك في جُلْجُلانِ قَلبِه : أي في سُوَيدائِه وكَلامٌ خَرج مِن جُلْجُلانِ القَلْب إلى قِمَعِ الأذُنِ وهو في الأصل : السِّمْسِمُ قاله الزَّمخشريّ . وجَلْجَلَهُ : خَلَطَهُ . جَلْجَلَ الفَرَسُ : صَفا صَهِيلُه . قال ابنُ عَبّاد : جَلْجَلَ الوَتَرَ : أي شَدَّ فَتْلَهُ . وجَلاجِلُ بالفتح ويُضَمّ : ع وهو جَبَلٌ مِن جِبال الدَّهْناء قال ذو الرُّمَّةِ :
أيا ظَبْيَةَ الوَعْساءِ بَين جَلاجِلٍ ... وبَين النَّقا آأنْتِ أَمْ أُمُّ سالِمِورَوى أبو عمرو : ها أنْتِ . وَقع في بعض كُتُب اللُّغة : جَلاجِلُ بالفَتْح وهو موضِعٌ آخَرُ وفي بعضِها : حُلاحِل بضمّ الحاء المهملة قال الصاغاني : وكِلاهُما خُلْفٌ . والمَجَلَّةُ بفَتْحِ الجيم : الصَّحِيفَةُ فيها الحِكْمَةُ قال أبو عُبَيد : كُل كِتابٍ عندَ العَربِ مَجَلَّةٌ . وقَدِم سُوَيدُ بنُ الصامت رضي اللّه تعالى عنه فتَصدَّى له رسولُ الله صلّى اللّه عليه وسلّم فدَعاه فقال له سُوَيدٌ : لعلّ الذي مَعَك مِثْلُ الذي مَعِي قال : وما الذي مَعَك ؟ قالَ : مَجَلَّةُ لُقْمانَ . قال النابِغةُ الذُّبيانيُّ :
مَجَلَّتُهُم ذاتُ الإله ودِينُهُمْ ... قَوِيمٌ فما يَرجُونَ غَيرَ العَواقِبِ ويُروَى : محلّتهم بالحاء : أي إنهم يَحُجُّون فيَحُلُّون مَواضِعَ مُقَدّسة . وفي الأساس : وكان ابنُ عبّاسٍ رضي اللّه تعالى عنهما إذا أنشد شِعْر أمَيَّةَ قال : مَجَلَّةُ ابنِ أبي الصَّلْت . وقال ابنُ الأعرابي : قلتُ لأعرابِيٍّ : ما المَجَلَّةُ ؟ وفي يدي كُرّاسة فقال : التي في يدِك . وقال الراغِبُ : والجُلُّ : ما يُغَطَّى به المُصْحَفُ ثم سُمِّيَ المُصْحَفُ مَجَلَّةً . الجَلِيلُ كأَمِيرٍ : العَظِيمُ وهذا قد تقَدّم فهو تَكرارٌ جَمْعُه : أَجِلَّةٌ وجِلَّةٌ وأَجِلَاءُ . الجَلِيلُ : الثُّمامُ وهو نَبتٌ ضَعِيفٌ يُحْشَى به خَصاصُ البُيُوت قال بِلالٌ رضي اللّه تعالى عنه :
ألا لَيتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتنَّ لَيلَةً ... بِمكَّةَ حَوْلِي إِذْخِرٌ وجَلِيلُ الواحِدةُ : جَلِيلَةٌ ج : جَلائِلُ قال :
" يَلُوذُ بجَنْبَي مَرْخَةٍ وجَلائِلِ جَلِيلٌ : اسمُ جَماعةٍ منهم والدُ عائشةَ التي رَوتْ عن عائشةَ رضي اللّه تعالى عنها . ومنهم الجَلِيلُ بنُ خالِد بنِ حُرَيْثٍ العَبدِ البخاريُّ جَدُّ أبي الخَير أحمدَ بن محمد الذي رَوى عن البُخارِيّ كتابَ الأَدَب . بَنُو الجَلِيلِ : قَومٌ باليَمَن منهم أبو مُسلِم الجَلِيلِيُّ التابِعيُّ أو مِن ذي الجَلِيلِ وادٍ بها فيه الثُّمامُ وقال نَصْرٌ : هو قُربَ مكَّةَ قال النابِغةُ الذُّبْيانيُّ :
كأنَّ رَحْلِي وقَدْ زالَ النَّهارُ بِنا ... بِذِي الجَلِيلِ علَى مُسْتَأْنِسٍ وَحِدِوجَبَلُ الجَلِيلِ : بالشَّأمِ في ساحِلِه مُمْتَدٌّ إلى قُرب مِصْرَ كان مُعاويةُ رضي اللّه تعالى عنه حَبَس فيه مَن ظَفِر به ممَّن كان يُتَّهُم بقَتل عُثمانَ رضي اللّه تعالى عنه منهم محمّدُ بن أبي حُذَيفَة وابنُ عُدَيْس وكُرَيْب بن أَبْرَهَة وذلك سنةَ سبعٍ وثلاثين قاله نَصْرٌ . والجَلِيلَةُ مِن الإبلِ : التي نُتِجَتْ بَطْناً واحِداً كما في العُباب . يُقال : ما أَجَلَّنِي : أي ما أعطانِيها . الجَلِيلَةُ : النَّخْلَةُ العَظِيمةُ الكثيرةُ الحَمْل ج : جَلِيلٌ وفي بعض النسَخ : جِلالٌ بالكسر . وجَلُولاءُ بالمَدِّ : ة ببَغدادَ قُربَ خانِقِينَ بمَرحَلَةٍ هي على سبعةِ فَراسِخَ منها . وهو جَلُولِيٌّ على غير قِياس كحَرُورِيٍّ : إلى حَرُوراءَ . ولها وَقْعةٌ مشهورةٌ كانت للمسلمين على الفُرس . وأُمّ جَمِيلٍ : فاطمةُ بنتُ المُجَلِّلِ كمُحَدِّثٍ ابنِ عبد الله القُرَشِيَّةُ العامِرِيَّةُ صَحابِيَّةٌ هاجَرتْ مع زوجِها حاطِبِ بن الحارث بن المُغِيرة إلى الحَبشة فتُوفِّيَ هنالك وولدْت له محمّداً والحارث قاله ابنُ فَهْدٍ في مُعْجَمه . وأَجَلَّ : قَوِيَ وضَعُفَ ضِدٌّ عن ابن عَبّاد . واجْتَلَلْتُه وتَجالَلْتُه وهذه عن ابنِ عَبّاد : أخذتُ جُلالَهُ نقلَه الصاغانيُّ . وجَلُلْتا بفتح الجِيم وضَمِّ اللام الأولى وسُكون الثانية : ة بنَواحِي النَّهْرَوان هنا ذكرها الصاغانِيّ فتَبِعه المصنِّفُ وقد مَرَّ له ذلك في التاء الفَوقيّة أيضاً . وجَلُولَتَيْنِ تَثْنية جَلُول : ة قُربَ النَّهْرَوان مِن قُرى بَغْدادَ سَمِع بها السَّمْعانِيُّ من أبي البَقاء كَرَمِ بن البَقاء بن مُلاعِب الجَفولَتَينيّ . وأبو جُلَّةَ بالضم : كُنْيَةُ رَجُلٍ . وجُلالَةُ بالضّمّ : عَلَمُ امرأةٍ . مِن المَجاز : أَبْثَثْتُه جُلاجِلَ نَفْسِي بالضّمّ : أي أظْهرتُ له ما كان يَتَجَلْجَلُ أي يَخْتَلِجُ فيها عن ابنِ عَبّاد . وحِمارٌ جُلاجِلٌ وجُلالٌ بضَمِّهما : صافي النَّهِيقِ ونَصُّ المُحِيط : ناقَةٌ جُلالٌ وحِمارٌ جُلالٌ : صافي النَّهِيق . وغُلامٌ جُلاجِلٌ أيضاً جُلْجُلٌ كهُدْهُدٍ وهذه عن ابنِ عَبّاد : أي خَفِيفُ الرُّوحِ نَشِيطٌ في عمَلِه . قال الصاغانِيُّ : التَّركيبُ يدُلُّ على مُعْظَمِ الشيء وعلى شيء يشْمَلُ شَيئاً وعلى الصَّوت وقد شَذَّ عن هذا التَّركيب : الجِلَّةُ : البَعْرُ
ومما يُسْتَدْرَك عليه : جَل بالفتح : اسمُ رَجُلٍ قال عَجْرَدُ النَّهْمِي :
" عُوجِي عَلَينا وارْبَعِي يا بْنَةَ جَلّ والجالَّةُ : هي الجَلَّالَةُ مِن الدَّوابِّ والجَمْع : جَوالُّ ومنه : " فإني إنما كَرِهْتُ لكَ جَوالَّ القَريَةِ " . وماءٌ مَجْلُولٌ : وقَعَتْ فيه الجِلَّةُ . والأَجَل : الأعْظَم قال لَبِيدٌ رضي اللّه تعالى عنه :
غَيرَ أنْ لا تَكْذِبَنْها في التُّقَى ... واخْزُها بالبِرِّ لِلّهِ الأَجَل وقال آخر :
" الحَمْدُ لِلّهِ العَلِيُّ الأَجْلَلِ يريدُ الأَجَلّ وأظْهَر التضعيف ضَرورةً . وجَلَّت الهاجِنُ علَى الوَلَدِ أي : صَغُرَتْ وهو مَثلٌ . والهاجِنُ : الصَّبِيَّة تُزَوَّجُ قبلَ بُلوغِها وكذلك الصَّغيرةُ مِن البَهائم . وجَلُولاءُ : قَريةٌ بناحية فارِس . وجَلُول كصَبُورٍ : فَخِذٌ مِن هَوَّارَةَ أو قريةٌ بِتُونُسَ وإليها نُسِب سُلَيمان بن عبد الله الهَوّارِيّ الجَلُولِيُّ كذا بخط الحافظ المُنْذِرِيّ . ويُقال : فُلانٌ يُعَلِّقُ الجُلْجُلَ في عُنُقِه : إذا خاطَرَ بنَفْسِه وهو مَجازٌ قال أبو النَّجْم :
" إلاَّ امْرأً يَعْقِدُ خَيطَ الجُلْجُلِ كبر يعني الجريءَ الذي يخاطِرُ بنَفْسِه . وقال أبو عَمرٍ و : هو مَثَلٌ : أي يُشَهِّرُ نفسَه فلا يتقدَّمُ عليه إلا شُجاع لا يُبالِيه وهو صَعْبٌ مَشْهُور . وجُلْجُلانُ الشيء : جَلِيلُه عن ابنِ عَبّاد . قال : وبَعِيرٌ مَجْلولٌ مِن الجُلّ . وقال أَوْسُ بنُ حَجَر :
وَرَّثْتَني وُدَّ أقوامٍ وخُلَّتَهُم ... وذَكْرةٌ مِنكَ تَغْشانِي بأَجْلالِأي بأُمورٍ عِظام . والجُلّاءُ بالصمّ وتشّديد اللام ممدوداً : الأمرُ العظيم عن أبي عَمرٍو . قالَ : والمَجَلَّهّ : العِلْمُ والفِقْه . ويقال : مالَهُ دِقٌّ ولا جِلٌّ : أي لا دَقِيقٌ ولا جَلِيلٌ ولا جَلِيلَةٌ ولا دَقِيقَةٌ : أي ناقَةٌ ولا شاة . وقال الراغبُ : قِيل للبَعِير : جَلِيلٌ وللشاة : دَقِيقٌ لاعتبارِ أحدِهما بالآخر فقيل : ما لَهُ دَقِيقٌ ولا جَلِيل وما أَجَلَّني ولا أَدَقَّني : أي ما أعطاني بَعِيراً ولا شاةً ثم جُعِل مَثَلاً في كُلِّ كبيرٍ وصغيرٍ . وفي العُباب : لَقِيتُ فُلاناً فما أَجَلَّني ولا أحْشاني أي : ما أَعْطاني جَلِيلَة ولا حاشِيَةً . وقولُ المَرّار الفَقْعَسِيّ يَصِفُ عَينَه :
لَجُوجٍ إذا سَحَّتْ سَحُوحٍ إذا بَكَتْ ... بَكَتْ فأَدَقَّتْ في البُكا وأَجَلَّتِ أي أَتَتْ بقَلِيل البكاءِ وكثيرِه . وفي الحديث : " أَجِلّوا اللّهَ يغفر لَكُم " : أي قولوا : يا ذا الجَلالِ والإكرام وآمِنُوا بعَظَمته وجَلاله ويُروَى بالحاء أيضاً ويؤيِّد الروايةَ الأولى الحَدِيثُ الآخَرُ : " أَلِظوا بِيا ذَا الجَلالِ والإكْرام " . وأَجَلَّ فَرَسَهُ فَرْقاً مِن ذُرَةٍ : أي عَلَفَها عَلْفاً جَلِيلاً . وجَلَّلَ الشيء تَجْلِيلاً : عَمَّ . وسَحابٌ مُجَلِّلٌ : يُجَلِّل الأرضَ بالمَطَر : أي يَعُمُّ . وفي الأساس : راعِدٌ مُطَبِّقٌ بالمَطَر وفي المُفْرَدات : كأنه يُجَلِّلُ الأرضَ بالماءِ والنَّبات . والجَلْجَلَةُ : صَوْتُ الجَرَسِ . وتَجالَّتِ المرأةُ : أَسَنَّتْ . وذُو الجَلِيلِ كأَمِيرٍ : وادٍ قُرْبَ أَجَأ قاله نَصْرٌ وضبَطه بعضٌ بالتَّصغير مع التشديد ولا يَثْبُت . وأيضاً : وادٍ قُربَ مَكّةَ . والجِلِّيُّ بالكسر : نِسبَةُ جَماعةٍ من المُحَدِّثين منهم : أبو إسحاق إبراهيمُ بنُ محمد بنِ الفتح المِصِّيصيُّ عن محمّد بن سُفْيانَ الصَّفّار مات سنةَ 385 . وعُمرُ بن محمد بنِ أبي زَيد الحَرَّانيّ الجِلِّيّ عن أحمدَ بن سُليمان الرهاوِيّ وعنه ابن المُقْري . وأبو الفتح أحمد بن الجِلِّيّ حدَّث عنه نِظامُ المُلْك وأبو الفتح عبدُ الله بن إسماعيل الجِلِّيّ روى عنه أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن أبي جَرادَةَ العُقَيلِيّ : الجِلِّيُّون . وأحمدُ بن إسماعيل الجُلِّيُّ بالضم : نِسبة إلى الجُلِّ كان يَبَيعُ جِلالَ الدَّوابّ وهو أحَدُ عُلماء الشِّيعة كان في زَمن سَيفِ الدَّولةِ بن حَمْدان وله تَصانِيفُ . وعبدُ الرحيم بنُ محمد اللَّواتِيّ الجَلَّالِيّ بالتشديد حَكَى عنه السلَفِيُّ . وعبدُ العزيز بنُ عبد الرحمن بن مُهَذَّب يُعْوَفُ بابن أبي الجَلِيلِ كأمِيرٍ اللُّغَوِيُّ كان على رأس الأربعمائة بمِصْر صنَّف كتابَ السَبَب لِحَصْرِ كلامِ العَرَب في سِتِّين سِفْراً ضبَطه محمدُ بنُ الزَّكِيّ المُنْذِرِيُّ ونقله الحافِظُ من خَطِّه . والجَلالُ كسَحابٍ : لَقَبُ قَيسِ بن عاصِمٍ النَّهْدِيّ جاهِلِيٍّ وفيه يقول الشاعر :
وِإنِّي لَداعِيكَ الجَلالَ وعاصِماً ... أَباكَ وعِندَ اللّهِ عِلْمُ المُغَيَّبِ وجَلْجُولِيا : قريةٌ بفِلَسطِينَ . وأبو بكر محمّد بن زَكريّا الرازِيُّ الطَّبِيب المعروفُ بابنِ جِلْجِل كزِبْرِج تُوفي سنةَ 311