الجَوْرُ : نَقِيضُ العَدْلِ . جار عليه يَجُورُ جَوْراً في الحُكْمِ : أي ظَلَمَ
الجَوْرُ : ضِدِّ القَصْدِ أو المَيْلُ عنه أو تَرْكُه في السَّيْر وكلُّ ما مالَ فقد جار . الجَوْرُ : الجائِرُ يقال : طَرِيقٌ جَوْرٌ أي جائِرٌ وَصْفٌ بالمصْدَرِ . وفي حديث مِيقاتِ الحَجِّ وهو جَوْرٌ عن طَرِيقنا أَي مائِلٌ عنه ليس على جادَّتِه : مِن جارَ يجُورُ إذا ضَلَّ ومالَ . وقَومٌ جوَرَةٌ محرَّكَةً وتصحيحُه على خِلاَف القِياسِ وجَارَةٌ هكذا في سائرِ النُّسَخِ . قال شخُنا : وهو مُسْتدرَكٌ لأنه مِن باب قَادَةٍ وقد التزَمَ في الاصطلاح أن لا يذكر مِثْله وقد مَرَّ . قلتُ : وقد أصلَحها بعضُهم فقال : وجُوَرةٌ أي بضمٍّ ففتحٍ بَدَلَ جارَة كما يُوجَد في بعض هوامش النُّسَخ وفيه تَأَمُّلٌ : جائِرثون ظَلَمةٌ . والْجَارُ : المُجَاوِرُ وفي التهذيب عن ابن الأعرابيِّ : الجَارُ : هو الذي يُجَاوِرُك بَيْتَ بَيْتَ . والجَارُ النَّفِيحُ هو الغَرِيبُ . الجَارُ : الذي أَجَرْتَه مَن أَن يُظْلَمَ . قال الهُذَليُّ :
وكنتُ إذا جارِي دَعَا لمَضُوفَةٍ ... أُشَمِّرُ حتى يَنْصُفَ السّاقَ مِئْزَرِي . وقولُه عَزَّ وجلّ : " والجارِ ذي القُرْبَى والجَارُ الجُنُبِ " قال المفسِّرُون : الجارِ ذي القُرْبَى : وهو نَسيبُكُ النازِلُ معكَ في الحِوَاءِ ويكونُ نازلاً في بلدٍ وأنتَ في أُخرَى فله حُرْمَةُ جِوَارِ القَرَابَة والجَارِ الجُنُب أَن لا يكون له مُناسباً فيجيء إليه ويسأَله يُجِيرَه أي يمنَعَه فينزل معه فهذا الجارُ الجُنُب له حرمةُ نُزُولِه في جِواره ومَنْعِهِ ورُكُونِه إلى أمانه وعَهْدِه
يقال : الجارُ : هو المُجِيرُ . جارُكَ المُسْتَجِيرُ بكَ . وهم جارَةٌ مِن ذلك الأَمر حَكَاه ثعلب أي مُجِيرُون . قال ابن سِيدَه : ولا أَدرِي كيف ذلك إلاَّ أن يكونَ على تَوَهُّمِ طَرْحِ الزّائدِ حتى يكونَ الواحدُ كأَنَّه جائرٌ ثُم يُكَسَّر على فَعَلَةِ وإلاّ فلا وَجْهَ له
وقال أبو الهَيْثَم : الجَارُ والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحِدٌ وهو الذي يمنعُك ويُجيرُك . عن ابن الأعرابيّ : الجارُ : الشَّرِيكُ في العَقارِ . والجارُ : الشَّرِيكُ في التِّجَارَة فَوْضَى كانت الشَّرِكَةُ أو عِنضاناً
الجَارُ : زَوْجُ المرأَةِ لأَنه يُجِيرُهَا ويَمْنَعُها ولا يعْتَدي عليها . وهي جارَتُه لأنَّه مُؤْتَمَنٌ عليها وأُمِرْنَا أن نُحْسِنَ إلَيْهَا ولا نَعْتَدِيَ عليها لأنه تَمَسَّكَتْ بعَقْدِ حُرْمَةِ الصِّهْرِ وقد سَمَّي الأعشى في الجاهليّة امرأته جارةً فقال :
أَيَا جَارَتَا بِينِي فإنَّكَ طالِقضهْ ... ومَوْمُوقَةٌ ما دُمْتِ فينا ووامِقَهْ . وفي المُحْكَم : وجارةُ الرَّجُلِ : امرأَتُه وقيل : هَواه وقال الأعشى :
يا جارتا ما أنتِ جارَهْ ... بَانَتْ لتَحْزُنَنا عَفَارَهْ . مِن المَجاز : الجارُ : فَرْجُ المرأَةِ عن ابن الأَعرابيّ . الجارُ : مَا قَرُبَ مِن المَنَازلِ من السّاحل عن ابن الأعرابيّ . مِن المَجاز : الجارُ : الطِّبِّيجَةُ وهي الاسْتُ عن الأعرابيّ . قال شيخُنا : وكأنهم أخَذُوه مِن قولهم : يُؤْخَذُ الجارُ بالجار كالجارَةِ أي في هذا الأخير
الجارُ : المُقَاسِمُ . الجارُ : الحَلِيفُ . الجارُ : النّاصِرُ . كلُّ ذلك عن ابن الأعرابيّ . وزادُوا : الجارُ الصِّنَّارةُ : السَّيِّئ الجِوَارِ . والجارُ الدَّمِثُ : الحَسَنُ الجِوَار . والجَارُ اليَرْبُوعِيُّ : الجارُ المنافِقُ . والجَارُ البَرَاقِشِيُّ : المُتَلَوِّنُ في أفعالِه . والجَارُ الحَسْدَلِيُّ : الذي عَيْنُه تَرَاكَ وقَلْبُه يَرْعَاكَ . قال الأزهريُّ : لمّا كان الجَارُ في كلام العربِ محتملاً لجميع المعاني التي ذَكَرها ابنُ الأعرابيِّ لم يَجُزْ أن يفَسَّر قولُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم : " الجارُ أحَقُّ بصَقَبِة " أنه الجارُ الملاصِقُ إلا بدَلالة تَدُلُّ عليه فوجَب طَلَبُ الدَّلالةِ على ما أُرِيدَ به فقامت الدَّلالةُ في سُنَنٍ أُخْرَى مُفَسِّرةً أن المرادَ بالجَار : الشَّرِيكُ الذي لم يُقَاسِم ولا يجوز أن يُجْعَلَ المُقَاسِمُ مثل الشَّرِيكِ . ج جيرانٌ وجِيرَةٌ وأَجْوارٌ ولا نَظِيرَ له إلا قاعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ وأقَواعٌ وأنشد :
" ورَسْمِ دارٍ دارِسِ الأَجْوارِالجارُ : د أي بَلَد وفي بعضِ النُّسَخ : ع أي موضعٌ على البَحْر والمرادُ به بَحْرُ اليَمَنِ أي ساحِلُه ويُسَمَّى هذا البحرُ كلُّه من جُدَّةَ إلى المدينة القُلْزُمَ بينه وبين المَدِينةِ الشَّرِيفَةِ على ساكنها أفضلُ الصلاةِ والسلامِ يَومٌ وليلةٌ وبينها وبين أيْلَةَ نحوُ عشرِ مرَاحلَ وإلى ساحِلِ الجُحْفَةِ نحوُ ثلاثِ مرَاحلَ وهي فُرْضَةٌ لأهلِ المدينةِ تُرْفَأُ إليها السُّفُنُ من أرض الحَبَشَةِ ومصرَ وعَدَنَ وبحِذائِه جزيرةٌ في البحر مِيلٌ في ميلٍ يسكُنَها التُّجَّار كذا في المَرَاصِد . وقال اليَعْقُوبِيُّ : الجارُ على ثلاث مراحلَ من المدينةِ بساحِلِ البحرِ . وقال ابنُ أبي الدم : هو مَرْفَأُ السُّفُنِ بجُدَّةَ منه : عبدُ الله بن سُوَيْدٍ الأنصاريُّ المَدَنِيُّ الجَارِيُّ الصَّحابِيُّ كما ذَكَرَهُ ابنُ سَعْدٍ في الطَّبَقَات وابن الأثير في أُسْدِ الغابةِ وقال بعضُهُم : لا تَصِحُّ صُحْبَتُه كما نَقَلَه العَسْكَرِيُّ أو هو حارِثِيٌّ وهو الأشْبَه كما نَقَلَه الذَّهَبِيُّ عن الزُّهْرِيِّ . قلتُ : وهكذا أوْرَدَه من ألَّفَ في الصَّحَابة . قال الذَّهَبِيّ وابن فَهْدٍ : رَوَى الزُّهْرِيُّ عن ثَعْلَبَةَ بن أبي مالكِ قولَهث . وعبدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ الأحْوَلُ مَوْلَى مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ يَرْوي المَراسِيلَ وعنه أبو عامرٍ العَقَديّ وجَماعةٌ . وعُمَرُ بنُ سَعْدِ ينِ نَوْفَل وأخوه عبدُ الله رَوَيَا عن أبِيهما سَعْدٍ مولَى عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رَضِيَ الله عنه وكان عامِلاً على الجَار ورَوضى له المالِينِيُّ حديثاً عن عُمَرَ : وقال الحافظُ : وأبُوه له رُؤْيَةٌ . وعُمَرَ بنُ راشِدٍ عن ابن أبي ذِئْبٍ . ويَحْيَى بنُ محمّدِ بنِ عبدِ الله بن مهْرَانَ المَدَنِيُّ مَوْلَى بني نَوْفَلٍ رَوَى له أبو داوُودَ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ : المُحَدِّثُون الجارِيُّون نسبةً إلى هذا المَوْضِع
جارُ : ة بأصْبهانَ : منها : عبدُ الجَبّارِ بنُ الفَضْل وأبو بكرٍ ذاكِرُ بنُ محمّدٍ هكذا في النُّسَخ وفي التَّبْصِير : ذاكِرُ بنُ عُمَرَ بنِ سَهْلٍ الزَّاهِدُ سَمِعَ أبا مُطِيع الصَّحّافَ الجَارِيّانِ المُحَدِّثَانِ
وفاتَه : أبو الفَضْلِ جَعْفَرُ بنُ محمّد بنِ جعفرٍ الجَارِيُّ وسعيدَةُ بنتُ بكرانَ بنِ محمّدِ بنِ أحْمدَ الجَارِيِّ سَمِعُوا ثلاثَتُهم من أبي مُطِيعٍ المذكور ذَكَرَ ابنُ السَّمْعَانِيِّ أنهم يَنْتسِبُونَ إلى قريةٍ بأصبهانَ
جارُ : ة بالبَحْرَينِ لعَبْدِ القَيْسِ . الجارُ : جَبَلٌ شرقيَّ المَوْصِلِ ذَكَرَه في المَرَاصدِ وموضعٌ أيضاً أحْسَبُه يمانياً قالَه أبو عبُيَدٍْ البكريُّ . وجُورُ بالضَّم : مدينَة من مُدُنِ فارِسَ كانَتْ في القديم قَصَبَةَ فَيْرُوزاباذَ من أعمال شيرازَ يُنْسَبُ إليها الوَرْدُ الجُورِيُّ الفائقُ على وَرْد نَصِيبِينَ ويُعْمَلث فيها ماءُ الوَرْد بينها وبين شِيرَازَ عشرُون فَرْسَخاً وجَماعَاتٌ وفي نُسخة : وجَماعةٌ عُلَمَاءُ منهم : محمّدُ بن يَزْدَادَ الجُوريُّ الشِّيرَازيُّ رَوضى له المالينيُّ حديثاً . وقال الذَّهَبيُّ : عليُّ بنُ زاهرِ بن الجُوِريِّ الشِّيرَازيُّ الصُّوفيّ عن ابن المُظَفَّر وعنه أَبو المُفَضَّل بنُ المَهْديِّ . في مَشْيَخَته مات بشِيرَازَ سنة 415 . ونُسِبَ إليها ابنُ الأَثير أَحمدُ بنُ الفَرَج الجُشَمِيُّ المقرئ . وأبو بكرٍ محمّدُ بنُ عِمْرَانَ بن موسَى النَّحْوريُّ عن ابن دُرَيْدٍ . قلتُ : ويَنْبَغي اسْتيفاؤُهم فمنهم : محمّدُ بنُ خَطَّابٍ الجُوريُّ عن عَبّادِ بن الوَليد الغُبْريّ . ومحمّدُ بنُ الحَسَن الجُوريُّ عن سَهْلٍ التُّسْتَريِّ . وعُمَرُ بنُ أحمدَ الجُوريُّ عن أَبي حامدِ بن الشَّرْقيِّ . وجعفرُ بنُ أَحمدَ العَبْدَريُّ الجُوريُّ ابنُ أُخت الحافظ أبي حازمٍ العَبْدَريِّ . وعُمَرُ بنُ أحمدَ بن محمّد بن موسَى الجُوري الحافظُ عن أبي الحُسَيْن الخُفَاف . وأَبو طاهرٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بن الحُسَيْن الطَّاهِريُّ الجُوريُّ . أحدُ العُبّاد مات سنة 353وأَبو القاسم عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ أسَدٍ الجُوريُّ كَتَبَ عنه أَبو الحَسَن المَلطيِّ . وأَبو العِزِّ إِبراهيمُ بنُ محمّدٍ الجُوريُّ شيخٌ لابن طاهرٍ المَقْدِسِيِّ . وأبو سعيدٍ أحمدُ بنُ محمّد بن إبراهيمَ الجُوريُّ عن ابن شَنَبُوذ . وكُلُّ هؤلاءِ يَنْتَسبُون إلى جُورِ فارسَ
جُورُ أيضاً : مَحَلَّةٌ بنَيْسابُورَ وقيل : قريةٌ بها منها : محمّدُ بنُ أحمدَ بن الوَليد الأَصبَهَانيُّ الجُوريُّ . ومِن المَنْسَوبينَ إلى هذه : محمّدُ بنُ إسكافٍ الجُوريُّ ثم النَّيسابُوريُ عن الحُسَيْن بن الوَلِيدِ . ومحمّدُ بنُ عبد العزيزِ النَّيْسَابورِيُّ الجُورِيُّ عن أبي نجيدٍ . ولم أجد محمّدَ بنَ أَحمدَ بنِ الوليدِ الذي ذَكَرَه المصنِّفُ في كتاب الحافظِ ولا غيرهِ فلْيُنْظَرْ . وقد تُذَكَّرُ كذا في الصّحاح وتُصْرَفُ وقيل لم تُصْرَفْ لمَكان العُجْمَةِ . ومحمّدُ بنُ شُجَاعِ بنِ جُورَ الثَّلْجِيُّ الفَقِيهُ صاحبُ التَّصَانِيفِ . ومحمّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ عليٍّ الكِنْدِيُّ المعروفُ بابنِ جُورَ سَمِعَ يُونُسَ بنَ عبدِ اللهِ وعنه ابنُ رَشِيقٍ محدِّثان . ومِن شُيوخِ ابنِ جميعٍ الغَسّانِيِّ : أبو جعفرٍ محمّدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ القاسمِ الجُورِيُّ حَدَّثَ بالبَصْرَة عن موسى بن هارُون هكذا قرأْتُه في مُعْجَمه مُجَوَّداً مضبوطاً وهو في أربعةِ أجزاءٍ عندي وعلى أوَّلِه خَطُّ الحافظِ ابنِ العَسْقَلانِيِّ رَحِمَهما اللهُ تعالَى
جُوَرُ كنُفَرَ : ة بأَصْبَهَانَ والأَشْبَهُ عندي أن يكونَ محمّدُ بنُ أحمدَ بنِ الوليدِ الذي ذَكَره المصنِّفُ مِن هذه القريةِ لأنه أَصْبَهَانِيُّ لا نَيْسَابُوِريّ وهو ظاهرٌ . وغَيْثٌ جِوَرٌّ . كهِجَفٍّ : شديدُ صوتِ الرَّعْدِ كذا في الصّحاح وَرواه الأصمعيُّ جُؤَرُّ بالْهَمْز : له صَوتٌ وأَنشدَ :
" لا تَسْقِه صَيِّبَ عَزّافٍ جُؤَرّْ . وفي الصّحاح : وبازِلٌ جِوَرٌّ : صُلْبٌ شديدٌ . وَبَعِيرٌ جِوَرٌّ : ضَخْمٌ وأَنشدَ :
" بين خَشَاشَىْ بازلٍ جِوَرِّ . وقد تَقَدَّم في ج أَر شيءٌ من ذلك . والجَوَارُ كسَحَابٍ : الماءُ الكثيرِ القَعِيرُ قال القُطامِيُّ يصفُ سفينةَ نُوحٍ على نَبِّينَا وعليه الصّلاةُ والسّلامُ :
وعَامَتْ وهْي قاصدَةٌ بإِذْنٍ ... ولولا اللهُ جَارَ بها الجَوَارُ . أَي الماءُ الكثيرُ . ومنه غَيْثٌ جِوَرٌّ . الجَوَارُ من الدّار : طِوَارُهَا وهو ما كان على حَدِّهَا وبحِذائِها . الجَوَار : السُّفُنُ لغةٌ في الجَوَارِي نقلَ ذلك عن أَبي العَلاءِ صاعَد اللُّغُويِّ في الفُصُوص وهذا غَريبٌ . قال شيخُنَا : قلت : لا غرابَةَ فالقلبُ مشهورٌ وكذلك إجراءُ المُعلِّ مُجْرَى الصَّحِيح وعَكْسه كما في كُتُب التَّصْريف . وشِعْبُ الجَوَارِ : قُرْبَ المَدِينَة المشرَّفِة على ساكنها أفضلُ الصلاةِ والسلام من ديارِ مُزَيْنَةَ . الجِوَارُ بالكسر : أَن تُعْطِيَ الرَّجلَ ذِمَّةً وعَهْداً فيكونَ بها جارَكَ فتُجيرَه وتُؤَمِّنه . وقد جاوَرَ بني فلانٍ وفيهم مُجَاروةً وجِواراً : تَحَرَّم بجِوَارهم وهو مِن المُجَاوَرة : المُساكَنة والاسمُ الجِوَارُ والجُوَارُ أي بالضمّ والكسر فالمصدرُ الذي ذَكَرَه المصنِّف بالكسر فقط والحاصلُ بالمصدر وهو العَهْدُ الذي بين المُعَاهِدَيْن يُضَم ويُكْسَرُ كما صَرَّحَ به غيرُ واحدِ من الأَئمَّة . وقد غَلِطَ هنا أكثرُ الشُّرَّاح ونَسبُوا المصنِّفَ إلى القُصُور وكلامُه في غاية الوُضُوحالجَوّارُ ككَتّان : الأَكّارُ . التَّهْذِيب : هو الذي يَعملُ لك في كَرْمٍ أو بُسْتَان . وجاوَرَه مُجَاوَرَةً على القِيَاس وجواراً بالفتح على مُقْتَضَى اصطلاحِه وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه في المُحكَم وبالضمِّ كما أوْرَدَه ابنُ سِيدَه أيضاً وإنما اقتَصَر المصنِّفُ على واحدٍ بناءً على طريقته التي هي الاختصارُ وهو قد يكون مُخِلاًّ في المواضع المشتَبهة كما هنا فإن قولَه : وقد يُكْسَرُ لا يدل إلاّ على أنه بالفتح على مُقْتَضَى اصطلاحه وقد أَنْكَرَه بعضٌ وأنَّ الكسر مَرْجُوحٌ وما عداه هو الراجحُ الأفصحُ وقد أنكرَ الضمَّ جماعةٌ منهم ثعلبٌ وابنُ السِّكِّيت وقال الجوهريُّ : الكسرُ هو الأفصحُ وصَرَّح به في المِصباح وقال : إن الضَّمَّ اسمُ مَصْدَرٍ ففي عبارة المصنِّفَ تَأَمُّلٌ : صارَ جارَه وسَاكَنَه والصَّحِيحُ الظاهِرُ الذي لا يُعْدَلُ عنه أن أفْصَحِيَّةَ الكسر إنما هو في الجِوار بمعنَى المُسَاكَنة وبالضمّ والفتح لُغتَان والضم بمعنى العَهْد والزِّمام والكسرُ لغةٌ فيه أو هو مصدرٌ والضمُّ الحاصلُ بالمصدر . وتَجَاوَرُوا واجْتَوَرُوا بمعنىً واحدٍ : جَاوَرَ بعضُهم بعضاً أصِحُّوها فاجْتَوْرُوا إذا كانت في معنى تَجَاوَرُوا فجَعَلُوا تَرْكَ الإعلال دليلاً على أنه في معنَى ما لابُدَّ مِن صِحَّتِه وهو تَجَاوَرُوا . وقال سِيبَوَيْهِ : اجْتَوَرُوا تَجَاوُراً, وتَجاوَروا اجْتِوَاراً وَضَعُوا كلَّ واحدٍ من المصدَرين في مَوضع صاحِبه لتَساوِي الفِعْلَيْن في المعنى وكثرة دُخُول كلِّ واحدٍ من البِنَاءَيْن على صاحِبه . وفي الصّحاح : إنما صَحَّت الواوُ في اجْتَوَرُوا لأنه في معنَى ما لا بُدَّ له مِن أن يخرجَ على الأَصل لسُكُون ما قبله وهو تَجاوَرُوا فبُنِىَ عليه ولو لم يكن معناهما واحداً لاعْتَلَّتْ وقد جاءَ اجتارُوا مُعَلاًّ قال مُلَيْحٌ الهُذَليُّ :
كدُلَّحِ الشَّرَبِ المُجتارِ زَيَّنَهَ ... حَمْلٌ عَثاكِيلُ فهو الواتِنُ الرَّكِدُ . والمجَاوَرَةُ : الاعتكافُ في المسجدِ وفي الحديث : " أنه كان يجَاوِر بحِرَاءٍ " . وفي حديث عطاءٍ : " وسئِل عن المجَاوِرِ يَذهبُ للخَلاءِ " يَعْنِي المُعْتَكِف . فَأَمَّا المُجَاورةُ بمكّةَ والمدينَةِ فيُراد بها المُقَامُ مطلقاً غيرَ مُلْتَزمٍ بشرائطِ الاعتكاف الشّرعيّ . وجَارَ واسْتَجَارَ : طَلَبَ أن يُجارَ أو سَأَلَه أن يُجِيرَه أمّا في استَجارَ فظاهِرٌ وأمّا جارَ فهو مُخَرَّجٌ على الجارِ بمعنى المُسْتَجِير كما تقدَّم . وفي التَّنْزِيل العزيز " وإنْ أَحَدٌ مِن المُشْرِكِين اسْتَجارَكَ فأَجِرْهُ حتى يَسمَعَ كلامَ اللهِ " قال الزَّجّاج : المعنى : إنْ طَلَبَ منك أحدٌ من أَهل الحربِ أن تُجِيرَه مِن القَتْل إِلى أن يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ فأَمِّنْه وعَرِّفْه ما يَجبُ عليه أن يَعرفَه من أَمْر اللهِ تعالى الذي يتَبَيَّنُ به الإسلامُ ثم أَبْلِغْه مَأْمنَه لئَلا يُصابَ بسُوءٍ قبلَ انتهائِه إلى مَأْمَنِه . وأجارَه الله مِن العَذاب : أنْقَذَه ومنه الدعاءُ : " اللّهُمَّ أَجِرْنِي مِن عذابِك "
أجارَه : أَعَاذَه . قال أبو الهَيْثَم : ومَن عاذَ بالله أي استجار به أجارَه اللهُ ومَن أجارَه اللهُ لم يُوصَلْ إليه وهو سُبْحَانَهُ وتعالَى يُجِيرُ ولا يُجَارُ عليه . أي يُعِيذُ وقال الله تعالى لنَبِيِّه : " قُلْ إنِّي لن يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ " أي لن يَمْنَعَنِي ومنه حديث الدعاءِ : " كما يُجِيرُ بين البُحُور " أي يَفْصِلُ بينها ويمنع أَحدَها من الاختلاط بالآخَرِ والبَغْيِ عليه
أجارَ المَتَاعَ : جَعَلَه في الوِعاءِ فمنَعَه من الضَّيَاع . أَجارَ الرجلَ إجارَةً وجَارَةً الأَخِيرَةُ عن كُرَاع : خَفَرَه . وفي الحديث : " ويُجيرُ عليهم أدْنَاهم " . أي إذا أَجارَ واحدٌ من المسلمين حُرٌّ أو عَبْدٌ أو امرأَةٌ واحداً أو جماعةً من الكُفّار وخَفَرَهم وأَمَّهَم جازَ ذلك على جميع المسليمن لا يُنْقَضُ عليه جِوَارُه وأَمانُه . ضَرَبَه فجَوَّره : صَرَعَه ككَوَّرَه فَتَجَوَّرَ وقال رجلٌ مِن رَبِيعَةِ الجُوعِ :
فقَلَّما طاردَ حتّى أَغْدَرَا ... وَسْطَ الغُبَارِ خَرِباً مُجَوَّرَاجَوَّرَه تَجْوِيراً : نَسَبَه إلى الجَوْر في الحُكم . جَوَّرَ البِنَاء والخِبَاءَ وغَيْرَهما : صَرَعَه وقَلَبَهُ . قال عُرْوَةُ بنُ الوَرْد :
قَليلُ التِمَاسَ الزّادِ إلاّ لنفْسِه ... إذَا أضْحَى كالعَرِيشِ المُجَوَّرِ . ضَرَبْتُه ضَرْبَةً تَجَوَّرَ منها أَي سَقَط . تَجَوَّرَ الرَّجلُ على فِرَاشِه : اضْطَجَعَ . تَجَوَّر البِنَاءُ : تَهَدَّمَ والرجلُ : انْصَرَعَ . مِن أمثالهم : " يومٌ بيَوْمِ الحَفَضِ المُجَوَّرِ " . الحَفَضُ بالحاءِ المهملة والفاءِ والضاد المعجمة محرَّكَةً : الخِبَاءُ من الشَّعر والمُجَوَّر كمُعَظَّمٍ وهو مَثَلٌ يُضْرَبُ عند الشَّماتَةِ بالنَّكْبَةِ تُصِيبُ الرجلَ وأصلُه فيما ذَكَرُوا كان الرجلٍ عَمٌّ قد كَبِرَ سِنُّه وكان ابنُ أَخِيه لا يزالُ يَدخلُ بيتَ عَمِّه ويَطْرَحُ متاعَه بعضَه على بعضٍ ويُقَوِّضُ عليه بناءَه فلما كَبِرَ وَبَلَغَ مَبْلَغَ الرِّجالِ أَدْرَكَ له بَنُو أخٍ فكانوا يَفْعَلُون به مثلَ فِعْلِه بعَمِّه فقالَ ذلك المَثَل أيْ هذا بما فَعَلْتُ أَنا بعَمِّي مِن باب المُجازاةِ . وقد أعاد المصنِّف المثلَ في حفض وسيأْتي الكلامُ عليه إن شاءَ اللهُ تعالَى
وممّا يُستدرَك عليه : وإنّه لَحَسَنُ الجِيرَةِ لحالٍ من الجِوَار وضَرْبٍ منه . وفي حديث أُمِّ زَرْع : " مِلْءُ كِسَائِها وغَيْظُ جارَتِها " الجارةُ : الضَّرَّةُ مِن المجَاوَرةِ بينهما أي أَنها تَرَى حُسْنَها فتَغِظُيها بِذلك ومنه الحديث : " كنتُ بينَ جارَتَيْنِ لي " أَي امْرَأَتِيْنِ ضَرَّتِيْنِ . وفي حديثُ عُمَرَ لحَفْصَةَ : " لا يَغُرَّكِ أن كانتْ جارَتُكِ هي أوْسَمَ وأَحَبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلّم منكِ " يَعْنِي عائشة
والجائر : العظيمُ من الدِّلاءِ وبه فسَّرَ السُّكَّريُّ قَولَ الأَعْلمِ الهُذلِيِّ يَصفُ رَحِمَ امرأَةٍ هَجاها :
متغضِّفٍ كالجَفْر باكَرَه ... وِرْدُ الجميعِ بجائَرٍ ضَخْمِ . وجِيرَانُ : مَوضعٌ قال الرّاعِي :
كأَنَّهَا ناشِطٌ جَمٌّ قَوَائِمُه ... مِن وَحْشِ جِيرانَ بينَ القُفِّ والضَّفَرِ . وفي المزْهِر : قال أهلُ اللُّغَةِ : مِن مُلَحِ التَّصْغِيِر ما رَوِي عن ابن الأعرابيِّ من تصغيرِ جيران على أجَيّار بالضمِّ ففتحٍ مع تشديدِ التَّحْتِيِّة ونقلَه شيخُنا . وطَعَنَه فجَوَّرَه وهو مِن الجَوْرِ بمعنَى السَيْلِ أَوْرَدَه الزَّمَخْشَرِيُّ . والإجارَةُ في قول الخَلِيل : أن تكونَ القافيةُ طاءً والأُخرَى دالاً ونحَوُ ذلك . وغيرُه يُسَمِّيه الإكفاءَ . وفي المُصَنِّف : الإجارةُ بالزّاي
وفي الأساس : ومِن المَجَاز : عندَه من المال الجَوْرُ أي الكثيرُ المُجَاوِزُ للعَادةِ . وغَرْبٌ جائِرٌ وقِربَةٌ جائِرَةٌ : واسِعَةٌ ضخمةٌ . وجارتِ الأَرضُ : طال نَبْتُهَا وارتفعَ ويُقَال بالهَمْز
وسَيْلٌ جِوَرٌّ : مُفْرِطٌ وهو مِن الجَوَارِ كسَحَاب : الماءِ الكثيرِ وقد تقدَّم . وجُورَوَيْهِ بالضمّ : جَدُّ أبي بَكْرٍ محمّد بنِ عبدِ اللهِ بنِ جُورَوَيْهِ الرازي . حَدَّث ببغْداد عن أَبي حاتمٍ الرازميِّ وغيرِه . وأبو عُمَرَ محمّدُ بنِ يحيى بن الحُسَيْن بنِ أحمدَ عَليِّ بنِ عاصمٍ الجُورِيُّ محدث ووَلَدُه أبو عبد الله محمّدٌ سَمِعَ الخُفافَ وغيرَه توفِّي سنة 453
والجُورِيَّةُ : بَطْنٌ مِن بَنِي جعفرٍ الصّادِقِ يَنْتَسِبُون إلى محمّد الجُور قيل : لُقِّبَ به لحُمْرةِ خُدُودِه تَشْبِيهاً بالوَرد الجُورِيّ وقيل : غير ذلك وقد ألَّفَ فيهم الشيخُ أَبو نصْرٍ النَّجّاريُّ رسالةً حَقَّقْنَا خُلاصَتَهَا في مُشّجَر الأَنساب
الأَجْرُ : الجَزاءُ على العَمَل وفي الصّحاح وغيره : الأَجْرُ : الثَّوابُ وقد فرّق بينهما بفروق . قال العَيْنيُّ في شَرْحِ البُخَارِيِّ : الحاصِلُ بأصولِ الشَّرْعِ والعباداتِ ثوابٌ وبالمُكَمِّلاتِ أَجْرٌ لأنَّ الثّوَابَ لغة بَدَلُ العَيْنِ والأَجْرُ بَدَلُ المَنْفَعَةِ وهي تابعةٌ للعَيْن . وقد يُطْلَقُ الأَجْرُ على الثَّوَابِ وبالعَكْس كالإجارةِ والأُجْرةِ وهو ما أَعطيتَ مِن أَجْرٍ قي عَمَلٍ مُثَلَّثةً التَّثْلِيثُ مسموعٌ والكَسْرُ الأَشْهَرُ الأَفصحُ . قال ابنُ سِيدَه : وأَرَى ثَعْلَباً حَكَى فيه الفَتْحَ ج أُجُورٌ وآجارٌ . قال شيخُنَا : الثّانِي غيرُ معروفٍ قياساً ولم أَقِفْ عليه سَمَاعاً . ثم إن كلامَه صريحٌ في أنَّ الأَجْرَ والإجارةَ مترادفانِ لا فَرْقَ بينهما والمعروفُ أَن الأَجْرَ هو الثَّوَاب الذي يكونُ من الله عَزَّ وجلّ للعَبْد على العَمَل الصّالِحِ والإجارةُ هو جزاءُ عَمَلِ الإنسانِ لصاحِبه ومنه الأَجِير
قولُه تعالَى : " وآتَيناه أجْرَه في الدُّنْيَا " وقيل : هو الذِّكْرُ الحَسَنُ وقيل : معناه أنَّه ليس أُمّةٌ مِن المُسْلِمِين والنَّصارَى واليَهُودِ والمَجُوسِ إلا وهم يُعَظِّموُن إبراهيمَ على نَبيِّنا وعليه الصّلاةُ والسّلامُ وقيل : أَجْرُه في الدُّنيا كَوْنُ الأَنبياءِ مِن وَلَدِه . وقيل : أَجْرُه الوَلَدُ الصّالِحُ
من المَجاز : الأَجْرُ : المَهْرُ وفي التَّنْزِيل : " يا أيُّها النَّبِيُّ إنّا أَحْلَلْنَا لكَ أَزواجَك اللاتِي آتَيتَ أُجُورَهُنَّ " أَي مُهُورَهُنَّ . وقد أجَرَه اللهُ يَأْجُرُه بالضمّ ويَأْجِرُه بالكسر إذا جَزَاه وأَثَابَه وأَعطاه الأَجْرَ والوَجْهَانِ مَعْرُوفان لجميعِ اللُّغَوِيِّين إلا مَنْ شَذَّ مِمَّن أَنكرَ الكَسْرَ في المُضَارعِ والأَمْرُ منهما : أْجُرْنِي وأْجِرْنِي كآجَرَه يُؤْجِرُه إيجاراً
وفي كتاب ابنِ القَطّاع : إِنّ مضارِع آجَرَ . كآمَنَ يُؤاجِرُ . قال شيخُنَا : وهو سَهْوٌ ظاهِرٌ يَقعُ لمَن لم يُفَرِّق بين أَفْعَلَ وفَاعَلَ . وقال عِياضٌ : إنّ الأصمعيَّ أَنكرَ المَدَّ بالكُلِّيَّةِ . وقال قومٌ : هو الأَفصحُ
في الصّحاح : أَجَرَ العَظْمُ يَأْجُرُ ويَأْجِرُ أَجْراً بفتحٍ فسكونٍ وإِجاراً بالكسرِ وأُجوراً بالضّمِّ : بَرَأَ على عَثْمٍ بفتحٍ فسكونٍ وهو البُرْءُ من غير استواءٍ وقال ابن السِّكِّيت : هو مَشَشٌ كهيئةِ الوَرَم فيه أَوَدٌ . وأَجَرْتُه فهو لازمٌ مُتَعَدٍّ
وفي اللِّسَان : أَجرَتْ يَدُهُ تَأْجُرُ وتَأْجِرُ أَجْراً وإجاراً وأُجُوراً : جُبِرَتْ على غيرِ استواءٍ فبقِيَ لها عَثْمٌ وآجَرَهَا هو وآجرْتُها أَنا إِيجاراً
في الصّحاح : آجَرَهَا اللهُ أَي جَبَرَهَا على عَثْمٍ . أَجَرَ المَمْلُوكَ أَجْراً : أَكْرَاه يَأْجُرُه فهو مأْجُورٌ كآجَرَه إيجاراً وحكاه قومٌ في العَظْمِ أيضاً ومُؤاجَرةً قال شيخُنَا : هو مصدرُ آجَرَ على فَاعَلَ لا آجَرَ على : أَفْعَلَ والمصنِّفُ كأَنّه اغترَّ بعبارة ابنِ القَطّاع وهو صَنِيعُ من لم يُفَرِّق بين أَفْعلَ وفاعَلَ كما أَشرنا إليه أوّلاً فلا يُلْتَفَتُ إليه مع أنّ مِثلَه ممّا لا يَخْفَى . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : وآجَرْتُ الدّارَ على أَفعلْتُ فأَنَا مُؤْجِرُ ولا يقال : مُؤَاجِرٌ فهو خَطَأٌ قَبِيحٌ
ويقال : آجَرْتُه مُؤاجَرةً : عاملتُه معاملةً وعاقَدتُه مُعَاقَدَةً لأنَّ ما كان مِن فاعَلَ في مَعْنَى المُعَاملةِ كالمُشَاركة والمُزَارَعة إنما يتعدَّى لمفعولٍ واحد ومُؤاجَرةُ الأَجِيرِ مِنْ ذلك فآجَرْتُ الدّارَ والعَبْدَ مِنْ أفْعَلَ لا مِن فاعَلَ ومنهم مَن يقول : آجَرتُ الدّارَ على فاعَلَ فيقول : آجَرتُه مُؤاجَرةً . واقتصر الأزهريُّ على آجَرتُه فهو مُؤْجَرٌ . وقال الأخفشُ : ومِن العربِ مَن يقول : آجَرتُه فهو مُؤْجَرٌ في تقدير أفْعلتُه فهو مُفْعَلٌ وبعضُهُم يقول : فهو مُؤاجَرٌ في تقديرِ فَاعَلْتُه
ويتعدَّى إلى مفعولَيْن فيُقَال : آجرتُ زَيْداً الدّارَ وآجرتُ الدّارَ زيداً على القَلْب مثل أَعطيتُ زيداً درهماً وأعطيتُ درهماً زيداً فظهر بما تقدم أنّ آجَرَ مُؤاجَرة مسموعٌ مِن العرب وليس هو صِنيعَ ابنِ القَطَّاعِ وحدَه بل سَبَقَه غيرُ واحدٍ من الأئمَّة وأقرُّوه
في اللَّسَان : وأَجَرَ المملوكَ يَأْجُرُه أجْراً فهو مَأْجُورٌ وآجَرَه يُؤْجِره إيجاراً ومُؤاجرَةً وكلٌّ حَسَنٌ مِن كلام العرب
الأُجْرَةُ بالضّمِّ : الكِرَاءُ والجَمْعُ أُجَرٌ كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ وربَّمَا جمعوها أُجُراتٌ بفتحِ الجيمِ وضَمِّهَا والمعروفُ في تفسير الأُجْرة هو ما يُعطَى الأجير في مقابلةِ العَمَلِ
وائْتَجَرَ الرجلُ : تَصَدَّقَ وطَلَبَ الأَجْرَ وفي الحديث في الأضاحِي : " كُلُوا وادَّخِرُوا وائْتَجِرُوا " أي تَصدَّقُوا طالِبينَ للأجْرِ بذلك ولا يجوزُ فيه اتَّجِرُوا بالإدغام لأَن الهمزةَ لا تُدغَم في التّاءِ لأنه مِن الأجْرِ لا مِن التِّجَارة . قال ابنُ الأثيرِ : وقد أجازَه الهَرَوِيُّ في كتابه واستشهد عليه بقوله في الحديثِ الآخَرِ : " إن رجلاً دخلَ المسجدَ وقد قَضَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاتَه فقال : مَن يَتَّجِرُ يقومُ فيصلِّي معه " . قال والرِّواية إنما هي يَأْتَجِرُ فإنْ صَحَّ فيها يَتَّجِرُ فيكونُ مِن التِّجارة لا مِن الأجْر كأنَّه بصَلاتِه معه قد حَصَّلَ لنفسِه تِجَارةً أي مَكْسَباً . ومنه حديثُ الزَّكاة : " ومَنْ أَعطاها مُؤْتَجِراً بها "
يقال : أُجِرَ فلانٌ في أولادِه كعُنِيَ ونصُّ عبارةِ ابن السِّكِّيت : أُجِرَ فلانٌ خمسةً مِن وَلَدِه أي ماتُوا فصارُوا أجْرَه وعبارة الزمخشريِّ : ماتُوا فكانُوا له أجْراً
يقال : أُجِرَتْ يَدَهُ تُؤْجَرُ أجْراً وأُجُوراً إذا جُبِرَتْ على عُقْدَةٍ وغيرِ استواءٍ فبَقِيَ لها خُرُوجٌ عن هَيْئَتِهَا . وآجَرَت المرأَةُ وفي بعض أُصول اللغَةِ : الأمَةُ البَغِيَّةُ مُؤاجَرَةً : أباحَت نفسَهَا بأَجْرٍ
يقال : استأْجرْتُه أي اتَّخذتُه أجِيراً قاله الزَّجَّاج . وآجَرْتُه فهو مُؤْجَرٌ وفي بعض النُّسَخ أَجَرْتُه مَقْصُوراً ومثلُه قولُ الزَّجَّاجِ في تفسيرِ قوله تعالى : " أنْ تأْجُرَنِي ثَمَاِنَي حِجَجٍ " . أي تكونَ أجِيراً لِي فَأَجَرَنِي ثمانيَ حِجَجٍ أي صارَ أجِيرِي . والأجِيرُ : هو المستأْجَرُ وجمعُه أُجَراءُ وأنشدَ أبو حَنِيفةَ :
وجَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فيه ... إذا أُجَراؤُه نَحَطُوا أَجَابَا . والاسمُ منه الإجارةُ
والإجَّار : بكسرٍ فتشدِيدِ الجيم : السَّطْحُ بلغة أهلِ الشّامِ والحِجَاز وقال ابنُ سِيدَه والإجّارُ والإجَّارةُ : سَطْحٌ ليس عليه سُتْرَةٌٌ وفي الحديث : " مَن باتَ على إجّارٍ ليس حَولَه مَا يَردُّ قَدَمَيْه فقد بَرِئَت منه الذِّمَّةُ " قال ابنُ الأثيرِ : وهو السَّطْح الذي ليس حولَه ما يَرُدُّ الساقطَ عنه . وفي حديث محمّدِ بن مَسْلَمَةَ : " فإذا جاريةٌ من الأنصارِ على إجّارٍ لهم " كالإنْجار بالنُّون لغةٌ فيه " ج أجَاجِيرُ وأجاجِرةٌ وأناجِيرُ " وفي حديث الهجرة : " فتلقَّى الناسُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في السوق وعلى الأجاجِير " ويروى على الأناجِير
والإجِّيرَى بكسرٍ فتشديدٍ : العادةُ وقيل : همزتُها بدلٌ من الهاءِ . وقال ابنُ السِّكِّيت : ما زالَ ذلك إجِّيراه أي عادته . الآجُورُ على فاعُول واليَأْجُور والأجُور كصَبُور والآجُرُ بالمدِّ وضمِّ الجيم على فاعُل قال الصغانيّ وليس بتخفيفِ الآجُرّ كما زَعَم بعضُ الناس وهو مثلُ الآنُكِ والجمْع أَآجِرُ قال ثعلبةُ بن صُعَير المازِنيُّ يصفُ ناقةً :
تُضْحِى إذا دَقَّ المَطِيُّ كأنَّها ... فَدَنُ ابنِ حَيَّةَ شادَه بالآجُرِ . وليس في الكلام فاعُل بضمِّ العين وآجُرٌ وآنُكٌ أعجميّانِ ولا يَلْزَمُ سِيْبَوَيْهِ تَدْوِينُه . والآجَرُ بفتحِ الجيم والآجِرُ بكسرِ الجيم والآجِرُون بضمِّ الجيم وكسرِها على صِيغة الجمْع قال أبو دُوَاد :
ولقد كانَ في كَتائبَ خُضْرٍ ... وبَلاطٍ يُلاطُ بالآجِرُونِرُوِيَ بضمِّ الجِيمِ وكسرِهَا معاً كُلُّ ذلك الآجُرُّ بضمِّ الجيمِ مع تشديدِ الرّاءِ وضَبَطَه شيخُنا بضمّ الهمزة مُعَرَّباتٌ وهو طَبِيخُ الطِّين . قال أبو عَمروٍ : هو الآجُرُ مخفَّف الراءِ وهي الآجُرَةُ . وقال غيرُه : آجِرٌ وآجُورٌ على فاعُول وهو الذي يُبْنَى به فارسيٌّ معرَّب . قال الكِسائيُّ : العربُ تول : آجُرَّه وآجُرٌّ للجَمْع وآجُرَةُ وجَمْعُها آجُرٌ وأجُرَةٌ وجمعها أجُرٌ وآجُورةٌ وجمعها آجُورٌ . وآجَرُ وهاجَرُ : اسمُ أُمّ إِسماعيلَ عليه وعلى نَبِيِّنا أفضلُ الصلاة والسّلام الهمزةُ بدلٌ من الهاءِ . وآجَرَه الرُّمْحَ لغة في أَوْجَره إذا طَعَنَه به في فِيه . وسيأْتي في وجر
ودَرْبُ آجُرٍّ بالإضافة : موضعانِ ببغدادَ أحدُهما بالغربيّة وهو اليومَ خرابٌ والثاني بنهرِ مُعَلىً عند خَرابة ابنِ جَرْدَةَ قاله الصاغانيّ . مِن أحدِهما أبو بكرٍ محمّدُ بنُ الحُسَين الآجُرِّيُّ العابدُ الزّاهدُ الشافعيُّ تُوفِّي بمكةَ سنة 360 . ووجدتُ بخطِّ الحافظِ بن حجر العَسْقَلانيِّ ما نصُّه : الآجُرِّيُّ هكذا ضَبَطَه الناسُ وقال أبو عبدِ اللهِ محمّدُ بنُ الجَلاب الفِهريُّ الشهيدُ نزيلُ تُونُسَ في كتاب الفوائدِ المنتخَبةِ له : أفادَنِي الرئيسُ يعني أبَا عثمانَ بنَ حكمةَ القُرَشِيَّ وقرأْتُه في بعضِ أُصُولِه بخطِّ أبي داوودَ المقرِي ما نصُّه : وَجدتُ في كتابِ القاضِي أبي عبدِ الرَّحْمنِ عبدِ الله بنِ جحافٍ الراوي عن محمّدِ بنِ خَليفَة وغيرِه عن اللاجريّ الذي وَرِثَه عنه ابنُه أبو المطرف قال لي لأبو عبد الله محمدُ بنُ خليفةَ في ذي القعدة سنة 386 ، وكنتُ سمعتُ مَن يقرأُ عليه : حدّثك أبو بكر محمّدُ بنُ الحُسَينِ الآجُرِّيّ فقال لي : ليس كذلك إنما هو اللاجرِيُّ بتشديد اللام وتخفيف الراءِ منسوبٌ إلى لاجر قرية من قُرَى بغدادَ ليس بها أطيبُ من مائها . قال ابنُ الجلاب : ورَوَيْنَا عن غيره : الآجُرِّيّ بتشديد الراءِ وابن خليفةَ قد لَقِيَه وضَبَطَ عليه كتابَه فهو أعلمُ به . قال الحافظُ : قلتُ : هذا ممّا يُسْقِطُ الثِّقةَ بابنِ خليفة المذكور وقد ضَعَّفَه ابنُ القُوصِيِّ في تاريخِه . ومما يُستدَركُ عليه : ائْتَجَرَ عليه بكذا من الأُجْرَة
قال محمّدُ بنُ بَشيرٍ الخارِجِيُّ :
يا ليتَ أنِّى بأَثْوَابِي وراحِلَتِي ... عبدٌ لأهْلِكِ هذا الشَّهْرَ مُؤْتَجَرُ . وآجَرْتُه الدّارَ : أكْريتُهَا والعَامّةُ تقول : أجرتُه . وقولُه تعالى : " فبَشِّرْه بمغفرةٍ وأَجْرٍ كريم " قيل : الأجْرُ الكريمُ هو الجَنَّة . والمِئْجارُ : المِخْراقُ كأنَّه فُتِلَ فصَلُبَ كما يَصْلُبُ العَظْمُ المَجْبُور قال الأخطل :
والوَرْدُ يَرْدِى بعُصْمٍ في شَرِيدِهمُ ... كأنّه لاعِبٌ يَسْعَى بمِئْجارِ . وقد ذَكَرَهُ المصنِّف في وجر وذِكْرُه هنا هو الصَّوابُ
وقال الكِسائيُّ : الإجارةُ في قول الخَلِيلِ : أن تكونَ القافيةُ طاءً والأُخرى دالاً أو جِيماً ودالاً وهذا من أُجِرَ الكَسْرُ إذا جُبِرَ على غير استواءٍ وهو فِعالَةٌ مِن أَجَرَ يَأْجُر كالإمارة مِن أَمَر لا إفْعَالٌ . ومن المَجاز : الإنْجَارُ بالكسر : الصَّحْنُ المنبطِحُ الذي ليس له حَواش يُغْرَفُ فيه الطَّعامُ والجمعُ أناجِيرُ وهي لغةٌ مستعملةٌ عند العَوامّ
وأحيد الأَجِير نقلَه السمعانيُّ من تاريخ نَسَفَ للمُسْتَغْفِريّ وهو غيرُ منسوب قال : أُراه كان أجيرَ طُفَيْلِ ابنِ زيدٍ التَّمِيميّ في بَيته أدْرَكَ البُخَاريَّ
وأَجَّرَ بفتحِ الهمزَةِ وتَشْدِيد الجِيمِ المفتوحة : حِصْنٌ من عَمَلِ قُرْطُبَةَ وإليه نُسِبَ أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمّد بنِ إبراهيمَ الخشنيّ الأجَّرِيُّ المقري سَمعَ من أبي الطاهرِ بنِ عَوْفٍ ومات سنةَ 611 ، ذَكَره القاسمُ التُّجِيبيُّ في فِهْرِسْتِه وقال : لم يذكره أحدٌ ممَّن ألَّفَ في هذا الباب