أحَارَ - [ح و ر]. (ف: ربا. متعد). أَحَرْتُ، أُحيرُ، أحِرْ، مص. إِحَارَةٌ.
1. "أحَارَ الجَوابَ" : رَدَّهُ. "لَمْ يَحِرْ جَوَابًا" : أَيْ لَمْ يَرُدَّ جَواباً.
2. "أَحارَ الجَمَلَ" : نَحَرَهُ، ...
الحِرْصُ بالكَسْرِ : الجَشَعُ ؛ وهو شِدَّةُ الإِرَادَةِ والشَّرَه إِلَى المَطْلُوبِ وَقَدْ حَرصَ عَلَيْه كضَرَبَ وسَمِعَ ومِنَ الأَخِيرَةِ قِرَاءَةُ الحَسَنِ والنَّخَعِيِّ وأَبِي حَيْوَةَ وأَبِي البَرَهْسَمِ إِنْ تَحْرصْ عَلَى هُدَاهُم بفَتْحِ الرّاءِ كَمَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ قال شَيْخُنَا : وَبِقِيَ عَلَيْه : حَرَصَ كنَصَر ذَكَرَهُ ابنُ القَطّاعِ وصاحِبُ الاقْتِطافِ وتَرَكهُ المُصَنِّفُ قُصُوراً ومِنَ الغَرِيبِ قَوْلُ القُرْطُبِيِّ : إِنَّ حَرَصَ كضَرَبَ ضَعِيفَةٌ مع أَنَّهَا وَرَدَتْ في القُرْآنِ العَظِيمِ الجَامِعِ انْتَهَى . قُلْتُ : قَالَ الأَزْهَرِيّ : واللُّغَةُ العَالِيَةُ حَرَصَ يَحْرِصُ وأَمّا حَرِصَ يَحْرَصُ فلُغَةٌ رَدِيئَةٌ قالَ : والقُرَّاءُ مُجْمِعُون عَلَى ولَوْ حَرَصْتَ بمُؤْمِنينَ المُرَادُ باللُّغَة العالِيَةِ حَرَصَ كضَرَبَ الَّذِي صَدَّرَ به الجَوْهَرِيُّ وغَيْرُه والرَدِيئَة : حَرِص : كَسَمِعَ بدَلِيلِ قَوْلِه فِيمَا بَعْدُ والقُرّاءُ مُجْمِعُون إِلَى آخِرِه فعُلِمَ بذلِكَ أَنّ مُرَادَ القُرْطُبِيِّ منْ قَوْلِه : حَرِصَ ضعِيفَةٌ إِنَّمَا يَعْنِى به كسَمِعَ لا كضَرَبَ وقد اشْتَبَه على شَيْخِنا فتَأَمَّلْ . ثمّ اخْتَلَفُوا في اشْتِقاقِ الحِرْصِ فقِيلَ : هُوَ من حَرَص القَصّارُ الثَّوْبَ إِذا قَشَرَهُ بدَقِّةِ وهُوَ قَوْلُ الرّاغِبِ وقَال الأَزْهَرِيُّ : أَصْلُ الحَرْصِ الشَّقُّ وقِيلَ للشَّرِهِ حَرِيصٌ لأَنَّهُ يَقْشِرُ بحِرْصِهِ وُجُوهَ النّاسِ وقِيلَ : هُوَ مَأْخُوذٌ من السَّحَابَةِ الحارِصَةِ الَّتِي تَقْشِرُ وَجْهُ الأَرْضِ كأَنَّ الحارِصَ يَنَالُ مِنْ نَفْسِهِ بشِدَّةِ اهْتِمَامِه بِتَحْصِيلِ ما هو حَرِيصٌ عليه وهو قَوْلُ صاحِبِ الاقْتِطَافِ وقد نَقَلَهُ شَيْخُنَا واسْتَبَعَدَهُ وقالَ : الَّذِي عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الحِرْصَ هو الأَصْلُ وغَيْرُه مَأْخُوذٌ مِنْه . قُلْتُ : وهذا خِلاَفُ ما نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ والرّاغِبُ وتَبِعَهُم المُصَنّف في البَصَائِرِ فَقَدْ صَرَّحُوا أَنَّ أَصْلَ الحَرْصِ القَشْرُ فكَلامُ شَيْخِنا لا يَخْلُو عَنْ نَظَرٍ وتَأَمُّلٍ ثُمَّ إِنَّ الحَرِصَ يَتَعَدَّى بِعَلَى وهو المَعْرُوفُ وأَمّا تَعْدِيَتُه بالباءِ فِي قَوْلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ :
ولَقَدْ حَرِصْتُ بِأَنْ أُدَافِعَ عَنْهُمْ ... فإِذَا المَنِيَّةُ أَقَبَلَتْ لا تُدْفَعُ
فَلأَنَّهُ بِمَعْنَى هَمَمْتُ فهُوَ حَرِيصٌ من قَوْمٍ حُرَّاصِ وحُرَصاءَ وامْرَأَةٌ حَرِيصَةٌ مِنْ نِسْوَةٍ حِرَاصٍ وحَرَائِصَ قالَ الأَزْهَرِيُّ : وقَوْلُ العَرَبِ : حَرِيصٌ عَلَيْكَ مَعْنَاه حَرِيصٌ عَلَى نَفْعِكَ . قُلْتُ : ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالى حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ أَي عَلَى نَفْعِكُم أَو شَفُوقٌ عليكم رَؤُوفٌ بكم فالحِرْصُ في القُرْآنِ على وَجْهَيْن : فَرْط الشَّرَهِ كقَوْله تَعَالَى ولِتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النّاسِ على حَياةٍ والشَّفَقَة والرَّأْفَة كقَوْلِهِ تعَالَى حَرِيصٌ عَلَيْكُم ومِنَ الحِكَمِ : البَخِيلُ مَذْمُومٌ والحَسُودُ مَرْجُومٌ والحَرِيصُ مَحْرُومٌ . ويُقَال لا تَكُنْ عَلَى الدُّنْيَا حَرِيصاً تَكُنْ حافِظاً ؛ فإِنَّ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا يُوْرِثُ النِّسْيَانَ . ومِنْ كَلامِهِم : قُرِنَ الحِرْصُ بالحِرْمَانِ . والحَرَصَةُ مُحَرّكةً : مُسْتَقَرُّ وَسَطِ كُلِّ شَيْءٍ وهو مَأْخُوذٌ من نَصِّ الأَزْهَرِيِّ ولكِنَّهُ ضَبَطَه بالفَتْحِ وكَذلِكَ ابنُ سِيدَه ونَصُّهُما : والحَرْصَةُ كالعَرْصَةِ زادَ الأَزْهَرِيُّ : إِلاَّ أَنَّ الحَرْصَةَ مُسْتَقَرُّ وَسَطِ كُلِّ شَيْءٍ والعَرْصَة : الدّارُ قالَ : ولَمْ أَسْمَعْ حَرْصَة بِمَعْنَى العَرْصَة لِغَيْرِ اللَّيْثِ وأَمّا الصَّرْحَةُ فمَعْرُوفَةٌ . والحَارِصَةُ : السَّحَابَةُ الَّتِي تَقْشِرُ وَجْهَ الأَرْضِ بمَطَرِهَا كالحَرِيصَةِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَيْ تُؤَثِّرُ فيها بِشِدَّةِ وَقْعِهَا قال الحُوَيْدِرَةُ :
ظَلَمَ البِطَاحَ لَهُ انْهِلالُ حَرِيصَةِ ... فصَفَا النِّطافُ لَه بُعَيْدَ المُقْلَعِ ومن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ : رَأَيْتُ العَرَبَ حَرِيصَة على وَقْعِ الحَرِيصَة . والحارِصَةُ : الشَّجَّةُ قيل : هي أَوّلُ الشِّجَاجِ وهي التي تَشُقُّ الجِلْدَ قَلِيلاً كالحَرْصَةِ بِالفَتْحِ والحَرِيصَةِ وحَكَى الأَزْهَرِيُّ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ : الحَرْصَةُ والشَّقْفَةُ والرَّعْلَةُ والسَّلْعَةُ : الشَّجَّةُ . والحَرْصُ : الشَّقُّ وثَوْبٌ حَرِيصٌ يقَالُ : حَرَصَ القَصّارُ الثَّوْبَ يَحْرِصُه حَرْصاً أَيْ خَرَقَه وقِيلَ : شَقَّة وقِيلَ : خَرَقَه بالدَّقِّ وقِيلَ : هو أَن يَدُقَّهُ حَتَّى يَجْعَلَ فيه ثُقَباً وشُقُوقاً . والحَرْصَةُ بالفَتْح : تَفَرُّقُ الشُّخْبِ فِي الإِنِاءِ لاتِّسَاعِ خَرْقٍ في الطُّبْيِ مِنْ جُرْحٍ يَحْصُلُ من الصِّرَارِ أَو بَثْرَةٍ مِنْهُ فَيُصِييبُ اللَّبَنُ ثِيَابَ الحَالِبِ . قَالَهُ النَّضْرُ قالَ : وإِنَّمَا تُصِيبُ الحَرْصَةُ الثَّرَّةَ مِنَ الإِبِلِ . والحِرْصِيانُ بالكَسْرِ : باطِنُ جِلْدِ البَطْنِ وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى في ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ هي الحِرْصِيَانُ والغِرْسُ والبَطْنُ فالحِرْصِيانُ مَا ذُكِرَ والغِرْسُ : مَا يَكُونُ فِيهِ الوَلَدُ وبِهِ فُسِّر أَيْضاً قولُ الطِّرِمّاحِ :
" وقَدْ ضُمِّرَتْ حَتَّى انْطَوَى ذُو ثَلاثِهَاإِلَى أَبْهَرَيْ دَرْمَاءِ شَعْبِ السّناسِنِوقِيلَ ؛ بَلْ عَنَى بِهِ الحِرْصِيَانَ والرَّحِمَ والسابِيَاءَ . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الحِرْصِيَانُ : بَاطِنُ جِلْدِ الفِيلِ . وقالَ ابْنُ السِّكِّيتِ : الحِرْصِيَانُ : جِلْدَةٌ حَمْرَاءُ بَيْنَ الجِلْدِ الأعْلَى واللَّحْمِ تُقْشَرُ بعدَ السَّلْخِ وقالَ ابنُ سِيدَه : هِيَ قِشْرَةٌ رَقِيقَةٌ بَيْنَ الجِلْدِ واللَّحْمِ يُقْشِرُها القَصّابُ بَعْدَ السَّلْخِ ج حِرْصِيانَاتٌ قالَ : ولا يُكَسّر وهو فِعْلِيَانٌ من الحَرْصِ بالفَتْحِ وهو القَشْرُ كحِذْرِيَانٍ من الحَذَرِ وصِلِّيَانٍ مِنَ الصَّلَى . وحُرِصَ المَرْعَى كعُنِىَ : لَمْ يُتْرَك مِنْهُ شَيْءٌ كَأَنَّهُ قُشِرَ عن وَجْهِ الأَرْضِ قَالَهُ ابنُ فارِسٍ وأَرْضٌ مَحْرُوصَةٌ : مَرْعِيَّةُ مُدَعْثَرَةٌ . ويُقَالُ : إِنَّهُ يَتَحَرّصُ غَدَاءَهُم وعَشَاءَهُمْ أَيْ يَتحَيَّنُهُمَا وهُو مِنَ الحِرْصِ بمَعْنَى شِدَّةِ الشَّرَهِ والرَّغْبَةِ في الشَّيْءِ والمُبَالَغَةِ فِي تَحْصِيلِه . واحْتَرَصَ الرّجُلُ : حَرَصَ وعن أَبِي عَمْروٍ : جَهِدَ في تَحْصِيلِ شَيْءٍ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : الحَرْصَةُ بالفَتْحِ : الشَّقَّةُ في الثَّوْبِ . وحِمَارٌ مُحَرَّصٌ كمُعَظَّمٍ : مُكَدَّحٌ وقَدْ سَمَّوْا حَرِيصاً . وأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ الحَرِيصِ كأَمِيرٍ : مُحَدِّثٌ . قلت : وهو أَبو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حامِدٍ البَزَّازُ الحَرِيصِيُّ المَعْرُوفُ بابنِ الحَرِيصِ بَغْدَادِيٌّ سكَنَ الرَّمْلَةَ رَوَى عن أَبِي بَكْرِ بنِ زِيادٍ وعنه أَبو عَلِيّ بنُ دَرْماءَ . والأَحْرَاصُ : مَوْضِعٌ في شِعْرِ أُمَيَّةَ ابنِ أَبي عائِذٍ الهُذَلِيّ وقَدْ تَقَدَّمَ إِنْشادُه في ب و ص قالَ السُّكَّرِيُّ : ويُرْوَى بالخَاء مُعْجَمَةً وسَيَأْتِي