تُرْتُبٌ بضَمِّ التَّائَيْنِ قَالَ أَبُو عُبَيْد : هو الأَمْرُ الثَّابتُ وقال ابنُ الأعْرابيّ : التُّرْتُبُ : التُّرَابُ والتُّرْتُبُ : العَبْدُ السُّوءُ هذا مَحَلُّ ذكْرِه كما في لسان العرب وغَفَلَ عنه المصنّفُ وعلى قول ابن الأَعرابيّ مُسْتَدْرَك على أَسْمَاءِ التُّرَابِ التي ذكرهَا
رَتَبَ الشيءُ يَرْتُبُ رُتُوباً : ثَبَتَ ودَامَ ولم يَتَحَرّك كتَرتَّب وعَيْشٌ رَاتِبٌ : ثَابِتٌ دَائِمٌ وأَمْرٌ راتِبٌ أَي دَارٌّ ثَابِتٌ قالَ ابن جِنِّي : يقال : مَازِلْتُ عَلَى هَذَا رَاتِباً ورَاتِماً أَي مُقِيماً قال : فالظاهرُ من أَمْرِ هذه الميمِ أَن تكونَ بَدَلاً من البَاءِ لأَنَّهُ لم يُسْمَع في هذا المَحَلِّ : رَتَمَ مثل رَتَبَ قال ويحتمل المِيمُ عِنْدِي في هذا أَن يكونَ أَصْلاً غيرَ بَدَلٍ من الرَّتِيمَةِ وسيأْتي ذِكرُهَا وَرَتَّبْتُهُ أَنَا تَرْتِيباً : أَثْبَتُّهُ
والتُّرْتُبُ كَقُنْفُذ وجُنْدَبٍ : الشَّيْءُ المُقِيمُ الثَّابِتُ وأَمْرٌ تُرْتَبٌ عَلَى تُفْعَل بضمِّ التَّاءِ وفَتْحِ العَيْنِ أَي ثَابِتٌ قال زِيَادَةُ بنُ زَيْدٍ العُذْرِيُّ وهو ابنُ أُخْتِ هُدْبَةَ :
" مَلَكْنَا ولَمْ نُمْلَكْ وقُدْنَا ولَمْ نُقَدْوكَانَ لَنَا حَقًّا عَلَى الناسِ تُرْتَبَا قَالَ الصَّرْفِيُّونَ : تَاءُ تُرْتَبٍ الأُولَى زَائِدَةٌ لأَنَّه ليس في الأُصولِ مثلُ جُعْفَرِ والاشتقاقُ يَشْهَدُ به لأَنه من الشْيءِ الرَّاتِبِ
والتُّرْتَبُ كجُنْدَب : الأَبَدُ والعَبْدُ السُّوءُ يَتَوَارَثُهُ ثَلاَثَةٌ لِثَبَاتِهِ في الرِّقِّ وإقَامَتِه فيه . والتُّرْتَبُ : التُّرَابُ لثَبَاتِه وطولِ بقائِه الأَخِيرَتَانِ عن ثعلب ويُضَمُّ أَي التاءُ الثانيةُ كذا ضَبطه في اللسان في معنى الأُولَى من الأَخيرتين وكذَا قولُهُمْ جَاءُوا تُرْتُباً وكذا قولُ العُذْرِيِّ على الرِّوَايَةِ المشهورةِ في الكتب :
" وكَانَ لَنَا فَضْلٌ عَلَى النَّاسِ تُرْتُبَا أَيْ جَمِيعاً والصحيحُ في الرِّوَايَةِ " حَقًّا عَلَى النَّاسِ " والصَّوَابُ في الإِعْرَابِ " فَضْلاً "
واتَّخَذَ فُلاَنٌ تُرْتُبَّة كَطُرْطُبَّةٍ أَيْ شِبْهَ طَرِيقٍ نَقَله الصاغانيّ يَطْؤُهُ
والرتبة بالضم والمرتبة : المنزلة عند الملوك ونحوها وفي الحديث " من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها " المرتبة : المنزلة الرفيعة أراد بها الغزو والحج ونحوهما من العبادات الشاقة وهي مفعلة من رتب إذا انتصب قائما والمراتب : جمعها قال الأصمعي : والمرتبة : المرقبة وهي أعلى الجبل وقال الخليل : المراتب في الجبل والصحاري وهي الأعلام التي ترتب فيها العيون والرقباء وفي حديث حذيفة قال يوم الدار " أما إنه سيكون لها وقفات ومراتب فمن مات في وقفاتها خير ممن مات في مراتبها " المراتب : مضايق الأودية في حزونة ومن المجاز : له مرتبة عند السلطان أي منزلة وهو من أهل المراتب وهو في أعلى الرتب
والرتب محركة : الشدة والانتصاب ورتب الرجل يرتب رتبا : انتصب وفي حديث لقمان ابن عاد " : رتب رتوب الكعب في المقام الصعب " أي انتصب كما ينتصب الكعب إذا رميته ورتب الكعب رتوبا : انتصب وثبت وقد أرتب الرجل إذا انتصب قائما فهو راتب عزاه في " التهذيب " لابن الأعرابي وأنشد :
وإذا يهب من المنام رأيته ... كرتوب كعب الساق ليس بزمل وصفه بالشهامة وحدة النفس يقول : هو أبدا مستيقظ منتصب وأرتب الغلام الكعب إرتابا : أثبته وفي حديث ابن الزبير " كان يصلي في المسجد الحرام وأحجار المنجنيق تمر على أذنه وما يلتفت كأنه كعب راتب "
والرتب : ما أشرف من الأرض كالبرزخ يقال : رتبة ورتب كدرجة ودرج والرتب : الصخور المتقاربة وبعضها أرفع من بعض واحدتها : رتبة وحكيت عن يعقوب بضم الراء وفتح التاء والرتب : عتب الدرج والرتب : غلظ العيش وشدته قال ذو الرمة يصف الثور الوحشي :
تقيظ الرمل حتى هز خلفته ... تروح البرد ما في عيشه رتب أي تقيظ هذا الثور الرمل والخلفة : النبات الذي يكون في أدبار القيظ وما في عيشه رتب أي هو في لين من العيش وما في عيشه رتب ولا عتب أي ليس فيه غلظ ولا شدة أي هو أملس وما في هذا الأمر رتب ولا عتب أي عناء وشدة وفي التهذيب : أي هو سهل مستقيم وقال أبو منصور هو بمعنى النصب والتعب وكذلك المرتبة وكل مقام شديد : مرتبة قال الشماخ :
ومرتبة لا يستقال بها الردى ... تلافى بها حلمي عن الجهل حاجز والرتب : الفوت بين الخنصر والبنصر عن ابن دريد وكذا لك بين البنصر والوسطى وقيل : ما بين السبابة والوسطى وقد يسكن والمعروف في الأول : البصم وفي الثاني : العتب قاله الصاغاني والرتب : أن تجعل أربع أصابعك مضمومة كالبرزخ نقله الليثث
والرتباء : الناقة المنتصبة في سيرها عن ابن الأعرابي
وأرتب الرجل إرتابا إذا سأل بعد غنى حكاه ابن الأعرابي أيضا كذا في التهذيب
وباب المراتب ببغداد نسب إليه المحدثون
والرتب بفتح فسكون : قرية قرب سجلماسة
رَبَكَه يَربُكُه رَبْكًا : خَلَطَه فارْتَبَكَ : اخْتَلَطَ . ورَبَكَ الثَّرِيدَ يَربُكُه رَبْكًا : أَصْلَحَه وخلَطَه بغَيرِه . وقالَ اللّيثُ : رَبَك فُلانًا رَبْكًا : أَلْقاهُ في وَحَلٍ فارْتَبَكَ فيهِ أي نَشِبَ فيه . ورَبَكَ الرَّبيكَةَ يَربُكُها رَبْكًا : عَمِلَها وهي أَقِطٌ بتَمْرٍ وسَمْن يُعْمَلُ رِخْوًا ليس كالحَيسِ فيُؤْكَلُ وهو قَوْلُ غَنِيَّةَ أُمِّ الحُمارِسِ الكِلابِيَّةِ قالَ ابنُ السِّكِّيتِ : ورُبَّما صُبَّ عليهِ ماءٌ فشُرِبَ شُربًا أَو هو تَمْرٌ وأَقِطٌ يُعْجَنانِ من غيرِ سَمْنٍ أَو رُبٌّ يُخْلَطُ بدَقِيقٍ أَو سَوِيقٍ أَو طَبِيخٌ من تَمْرٍ وبُرِّ أَو دَقِيقٌ وأَقِطٌ مَطْحُونٌ يُلْبَكُ بِسَمْنٍ مُخْتَلِطٍ بالربِّ وهذا قولُ الدُّبَيرِيَّةِ وقد اقْتَصَر الجوهري على قَوْلِها وقَوْلِ أمِّ الحُمارِسِ أَو هو رُبٌّ وأَقِطٌ بسَمْنٍ وهذا مِثْلُ قَوْلِ الدُّبَيرِيَّةِ سواء فصارَت الأَقْوالُ سَبعَةً كالرَبيكِ في الكُلِّ قالَ أَبُو الرُّهَيمِ العَنْبَرِيُّ :
فإِنْ تجزَعْ فغَيرُ مَلومِ فِعْل ... وإنْ تَصْبِر فمِنْ حُبُكِ الرَّبيكِ
ويُضْرَبُ مَثَلاً للقَوْمِ يجْتَمِعُونَ من كُلَ . وتقَدَّمَ عن الجوهري في ب ر ك أَنَّ البَرِيكَةَ : الخبِيصُ وليس هو الرَّبيكَة وهي الحَيس أَو البَرِيكُ : الرُّطَبُ يُؤْكَلُ بالزُّبْدِ عن أبي عَمْرو وتقدم في ح ي س الكلامُ فيه مُشْبَعًا فراجِعْه . ورَجُلٌ رُبَكٌ كصُرَدٍ ورَبِيكٌ مثل أَمِيرِ ورِبَكّ مثل هِجَفِّ الثاني على النَّسَبِ : مُخْتَلِطٌ في أَمْرِه وشاهِدُ الأَخِيرِ قولُ رُؤبة :
" أَغْبِطُ بالنَّوْمِ الخَلِيَ الرّاقِدَا
" لاقَى الهُوَيْنَى والرِّبَكَّ الرّاغِدَا قال ابنُ دُرَيْدٍ : ورَجُلٌ رَبِكٌ ككَتِفٍ : ضَعِيفُ الحِيلَةِ على النَّسَبِ . وارْتَبَكَ الرَّجُلُ : اخْتَلَطَ عليه أَمْرُه وهو مَجازٌ كرَبكَ كفَرِحَ رَبَكًا ومنه حَدِيثُ علي رَضيَ اللّهُ عنه : تَحيّر في الظّلماتِ وارْتَبَكَ في الهَلَكاتِ أي وَقَع فيها ولم يَكَدْ يَخْلُص مِنْها وفي حَدِيثِ ابنِ مَسعُود رضي اللّهُ عنه : وارْتَبَكَ واللّهِ الشّيخُ . وارْتَبَك في كَلامِه : إِذا تَتَعْتَعَ وهو مَجازٌ . وارْتَبَك الصَّيدُ في الحِبالَةِ : اضْطَرَبَ وهو مَجازٌ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : ارْباكَّ فلانٌ عن الأَمْرِ ارْبِيكاكًا : وَقَفَ عنهُ . قالَ وارْبَاكَّ رَأْيُه عليهِ : إِذا اخْتَلَطَ . وأَرْبُكُ بضَمِّ الباءِ ويُقال : أَرْبُقُ بالقافِ وتُفْتَحُ الباءُ أَيضًا كما قالَه ياقُوت : بخُوزِسْتانَ من نواحِي الأَهْوازِ بل ناحِيَةٌ مستَقِلَّةٌ ذاتُ قُرًى ومَزارِعَ وعندَها قَنْطَرَةٌ مَشهُورَةٌ لها ذِكْرٌ في كُتُبِ السِّيَرِ وأَخبارِ الخَوارِج فتَحَها المسلمونَ عامَ سَبعَ عَشْرَةَ في خلافَةِ سيِّدِنا عُمَرَ رضِي اللّهُ عنه قبل نَهاوَنْدَ وأَميرُ الجَيشِ يومئذٍ النُّعْمانُ بنُ مُقَرِّنٍ المُزَنيُّ رضي اللّه عنه وقال في ذلِكَ :
عَوَتْ فارسٌ واليَوْمُ حامٍ أوارُه ... بمُحْتَفَلٍ بين الدِّكاكِ وأَرْبُكِ
فَلاَ غَزوَ إِلاّ حِينَ وَلَّوْا وأَدْرَكَتْ ... جُمُوعُهم خَيل الرَّبيسِ بنِ أَربُك
وأَفْلَتَهُنَّ الهُرمُزانُ مُوائِلاً ... به نَدَبٌ من ظاهِرِ اللَّوْنِ أَعْتَكِ مِنْها أَبو طاهِر عليُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الفَضْلِ الرَّامَهُرمُزِيُّ الأرْبُكِيُ ويُقال : الأَرْبُقِيُ قال ياقُوت : وقرأتُ في كتابِ المُفاوَضَة لأبي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ نَصْرٍ الكاتِب : حَدَّثَني القاضِي أَبُو الحَسَن أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الأَرْبُقِيُ بأَرْبُقَ وكانَ رَجُلاً فاضِلاً قاضِيَ البَلَدِ وخَطِيبَه وإِمامَهُ في شهر رَمَضانَ ومن الفَضْلِ على مَنْزِلَةٍ قال : تَقَلَّدَ بَلَدَنا بعضُ جُفاةِ العَجَمِ والْتَفَّ به جماعةٌ مِمن حَسَدَنِي وكَرِهَ تَقَدُّمِي فصَرَفَنِي عن القَضاءِ ورامَ صَرفي عن الخَطابَةِ والإِمامَةِ فثَارَ النّاسُ ولم يُساعِدْهُ المُسلِمُونَ فكَتَبتُ إِليه :
قُلْ للّذِينَ تَأَلَّبوا وتَحَزَّبُوا ... قَد طِبتُ نَفْسًا عن وِلايَةِ أَرْبُقِ
هَبني صُدِدْتُ عن القَضاءِ تَعَدِّيَا ... أأصَدُّ عَنْ حِذْقِي به وتَحَقُّقِي ؟ !
وعَن الفَصاحَة والنَّزاهَة والنُّهي ... خُلْقًا خُصِصْتُ بهِ وفَصْل المَنْطِقِوالرَّبيكَهُ كسَفِينَةٍ : الماءُ المُخْتَلِطُ بالطِّينِ نقله الصّاغاني . والرَّبيكَةُ : الزُّبْدَةُ التي لا يُزايِلُها اللَّبَنُ فهي مُرتَبِكَةٌ نقله الصّاغانيُ . وفي المَثَلِ : غَرثانُ فارْبُكُوا له وروى ابن دُرَيْدٍ : فابْكُلُوا له باللامِ يُقالُ : أَتَى أَعْرابي أَهْلَه كما في الصِّحاحِ أي من سَفَرٍ يُقالُ : هو ابنُ لِسانِ الحُمَّرَةِ كما في العُباب فبُشِّرَ بغُلامٍ وُلِدَ لَهُ فقَالَ : ما أَصْنَع بهِ أآَكُلُه ؟ أَم أَشْرَبُه ؟ فقالَت امْرَأَته ذلِكَ القَوْلَ فلَمّا شَبعَ قال : كَيفَ الطَّلاَ وأمُّه ؟ ومَعْنَى المَثَل : أي هو جائِعٌ فسَوُّوا له طَعامًا يَهْجَأْ غَرَثُهُ ثم بَشِّرُوه بالمَوْلُودِ قال ابنُ دُرَيْدٍ : يُضْرَبُ لمَنْ ذَهَبَ هَمُّه وتَفَرَّغَ لغَيرِه . والأَرْبَكُ من الإِبِلِ : الأَسْوَدُ مُشْرَبًا كُدْرَةً أَو الشَّدِيدُ سَوادِ الأُذُنَيْنِ والدُّفُوفِ وما عَدَا ذلِكَ أي : أذُنَيهِ ودُفُوفه مُشْرَبٌ كُدْرَةً والجمعُ رُبْكٌ وهي الرُّمْكُ بالميمِ قال شَمِر : والمِيمُ أَعْرَفُ وقال الصاغانِي : أَقْوَى وبهِما رُوِي حَديث أبي أمامَةَ رضي اللّه عنه في صِفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ : أَنَّهُم يَركَبُون المَياثِرَ على النُّوقِ الرُّبْكِ علَيها الحَشايَا
ومما يستدرك عليه : رَماهُ بَربيكَةٍ : أي بأَمْرٍ ارْتَبَك عَلَيه . والرَّبُوكُ كصَبُورٍ : تَمْرٌ يُعْجَنُ بسَمْن وأَقِطٍ فيُؤْكَلُ نَقَلَهُ الصّاغانيُ
وجَبَلٌ أَرْبَكُ : أَرْمَكُ