الأَسَفُ مُحَرَّكَةً : أَشَدُّ الْحُزْنِ وقد أَسِفَ عَلَى ما فَاتَه كفَرِحَ كما في الصِّحاحِ والاسمُ أسَافَة كسَحَابَةٍ وأَسِفَ عَلَيْه : غَضِبَ فهو أَسِفٌ ككَتِفٍ ومنه قوله تعالى : ( غَضْبانَ أَسِفاً قال شيخُنا : وقَيَّدَه بعضُهم بأَنَّه الحُزْنُ مع ما فَاتَ لا مُطْلَقاً وقال الرَّاغِبُ : حقيفقةُ الأَسَفِ : ثَوَرانُ دَمِ القلبِ شَهْوَةَ الانْتِقَامِ فمتى كان ذلك عَلَى مَن دُونَه انْتَشَر وصار غَضَباً ومتى كان عَلَى مَن فَوْقَه انْقَبَضَ فصارَ حُزْناً ولذلك سُئِل ابنُ عَبَّاس عن الحُزْنِ والغَضَبِ فقال : مَخْرَجُهما واحدٌ واللَّفْظُ مُخْتلِف فمَن نازَع مَن لا يقْوَى عليه أَظْهَرَ غَيْظاً وغَضَباً ومَنْ نازَع مَن لا يقْوَى عليه حُزْناً وجَزَعا ولهذه قال الشاعر :
" فحُزْنُ كل أَخِي حُزْنٍ أَخو الْغَضَبِ وسُئِلَ النبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَن مَوْتِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ : ( َراَحَةُ لِلْمُؤْمِنِ وأَخْذَةُ أَسَفْ لِلْكَافِرِ ) ويُرْوَي : أَسِفٍ ككَتِفٍ أَي أَخْذَةُ سَخَطٍ أو أَخْذَةُ ساخِطٍ وذلِك لأَنَّ الغَضْبانَ لا يَخْلُو مِن حُزْنٍ ولَهَفٍ فقِيل له : أَسِفٌ ثم كَثُرَ حتى اسْتُعْمِل في مَوْضِعٍ لا مَجالَ للحُزْنِ فيه وهذِه الإِضافةُ بمعنَى مِن كخاتمِ فِضَّةٍ وتكون بمعنَى في كقولِ صِدْقٍ ووَعْدِ حَقٍّ وقال ابنُ الأَنْبَارِيِّ : أَسِفَ فلانٌ عَلَى كذا وكذا وتَأَسَّف وهو مُتَأَسِّفٌ عَلَى ما فَاتَهُ فيه قَوْلان : أَحدُهما : أن يكونَ المعنَى حَزِنَ عَلَى ما فَاتَهُ ؛ لأَنَّ الأَسَفَ عندَ العَربِ الحُزْنُ وقِيل : أَشَدُّ الْحُزْنِ وقال الضَّحَّاكُ في قوله تعالى : ( إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذا الْحَدِيثِ أَسَفاً ) : أَي جَزَعاً وقال قَتَادَةُ أَسَفاً أَي غَضَباً وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ : ( يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ ) أَي : يا جَزَعاهُ
والأَسِيفُ كأَمِيرٍ : الأجير لِذُلِّهِ قاله المُبَرِّدُ وهو قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتُ أَيضاً
الأَسِيفُ الْحَزِينُ المُتَلَهِّفُ عَلَى مَا فَاتَ قال ابنُ السِّكِّيتِ : الأَسِيفُ : الْعَبْدُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والجَمْعُ : الأُسَفاءُ قال اللَّيْثُ : لأَنَّه مَقْهُورٌ مَحْزُونٌ وأَنْشَدَ :
كَثُرَ الآنَاسُ فيما بَيْنَهُم ... مِنْ أَسِيفٍ يَبْتَغِي الْخَيْرِ وحُرّْ والاسْمُ الأَسَافَةُ كسَحَابَةٍ . والأَسْيفُ أَيضاً : الشَّيْخُ الْفَانِي والجَمْعُ الأَسَفَاءُ ومنه الحديثُ : ( فنَهَى عن قَتْلِ الأُسَفَاءِ ) ويُرْوَي : الْعُسَفَاء والْوُصَفَاء وفِي حَدِيثٍ آخَرَ : ( لا تَقْتُلُوا عَسِيفاً وَلاَ أَسِيفاً )
الأَسِيفُ أَيضاً : الرجلُ السَّرِيعُ الْحُزْنِ والرَّقِيقُ الْقَلْبِ كالأَسُوفِ كصَبُورٍ ومنه قولُ عائشةَ رضيَ الله عنها : إِنَّ أَبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ ( إِذا قَامَ لَمْ يُسْمَعْ مِن البُكَاءِ )
الأَسِيفُ أَيضاً : مَنْ لا يَكادُ يَسْمَنُ
من المَجَازِ : أَرْضٌ أَسِيفَةٌ بَيّنَةُ الأَسافَةِ : لا تكادُ تُنْبِتُ شَيْئاً كما في الصِّحاح وفي الأَساسِ لا تَمُوجُ بالنَّباتِ . وأُسَافَةٌ ككُنَاسَةٍ وسَحَابَةٍ : رَقِيقَةٌ أَو لا تُنْبِتُ أَو أَرْضٌ أَسِفَةٌ بَيِّنَةُ الأَسَافَةِ لا تَكَادُ تُنْبِتُ
وكسَحَابَةٍ : قَبيلةٌ من العرب قال جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى الطُّهَوِيّ :
" تَحُفُّهَا أَسَافَةٌ وجَمْعَرُ
" وخُلَّةٌ قِرْدَانُها تَنَشَّرُ جَمْعَر أَيضاً : قَبِيلَة وقد ذُكِرَ في مَحَلِّه وقال الفَرَّاءُ : أَسَافَةُ هنا مَصْدَرُ أَسِفَتِ الأَرْضُ إِذا قَلَّ نَبْتُهَا والجَمْعَرُ : الحِجَارَةُ المَجْمُوعة
أَسَفٌ كأَسَدٍ : ة بالنَّهْرَوَانِ مِن أَعْمَالِ بَغْدَاد بقُرْبِ إِسْكاف يُنْسَب إِليها مسعودُ بن جامِع أَبو الحَسَن البَصْرِيُّ الأَسَفِيُّ حَدَّث ببغداد عن الحُسَيْن بن طَلْحَةَ النِّعالِيِّ وعنه أَبو محمد عبدُ الله ابنُ أَحمد بن محمد الخَشَّاب المُتَوَفَّي سنة 540
وأُسْفُونَا بالضَّمِّ وضَبَطَه ياقُوتُ بالفَتْح : ة قُرْبَ الْمَعَرَّةِ وهو حِصْنٌ افْتَتَحَه محمودُ بنُ نصرِ بنِ صالح بنِ مِرْدَاسٍ الكِلاَبِيُّ فقال أَبو يَعْلَى عبدُ الباقي بنُ أَبِي حُصَيْن يَمْدَحُه ويذكُره :
عِدَاتُكَ مِنْكَ فِي وَجَلٍ وخَوْفٍ ... يُرِيدُون المَعَاقِلَ أَنْ تَصُونَا
فَظَلُّوا حَوْلَ أُسْفُونَا كَقَوْمٍ ... أَتَي فِيهِمْ فَظَلُّو آسِفِينَا وهو خَرَابٌ اليَوْمَ
إِسَافٌ ككِتَابٍ هكذا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ وياقُوتُ زاد ابنُ الأَثِيرِ : أَسَافٌ مثلُ سَحَابٍ : صَنَمٌ وَضَعَهُ عَمْرُو بن لُحَيٍّ الخُّزَاعَيُّ عَلَى الصَّفَا ونَائِلَةُ عَلَى الْمَرْوَةِ وكانَا لقُرَيْشٍ وكان يُذْبَحُ عليْهِمَا تُجَاهَ الْكَعْبَةِ كما في الصِّحاح أَوهُمَا رَجُلان مِن جُرْهُمَ : إِسَافُ بنُ عَمْروٍ ونَائِلُةُ بِنْتُ سَهْلٍ فَجَرَا في الْكَعْبَةِ وقِيل : أَحْدَثَا فيها فمُسِخَا حَجَرَيْنِ فعَبَدَتْهُمَا قُرَيْشٌ هكذا زَعَمَ بَعْضُهُم كما في الصِّحاح . قلتُ : وهو قَوْلُ ابن إِسْحَاق قال : وقيل : هما إِسافُ بنُ يَعْلَى ونَائِلَةُ بنتُ ذِئْبٍ وقيل : بنتُ زقيل وإِنَّهُمَا زَنَيَا في الكَعبةِ فمُسِخَا فنَصِبَا عند الكعبةِ فأَمَرَ عمرُو بن لُحَيٍّ بعِبَادَتِهما ثم حَوَّلَهُمَا قُصَيٌّ فجَعَلَ أَحدَهما بلِصْقِ الْبَيْتِ والآخَرَ بِزَمْزَم وكانَت الجاهِلِيَّةُ تَتَمَسَّحُ بهما
وأَمَّا كَوْنُهما مِن جُرْهُمَ فقال أَبو المنذر هِشَامُ بن محمد : حَدَّثنِي أَبِي عن أَبي صالحٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهم أَنَّ إِسافاً : رجُلٌ مِن جُرْهُمَ يُقَال : إِسَافُ بنُ يَعْلَى ونَائِلَةُ بنت زَيْدٍ مِن جُرْهُم وكانَ يَتَعَشَّقُهَا مِن أَرْضِ اليَمَنِ فَأَقْبَلاَ حَاجَّيْنِ فدَخَلاَ الكَعْبَةَ فَوَجَدَا غَفْلَةً مِن الناسِ وخَلْوَةً مِن الَبَيْتِ فَفَجَرَا فمُسِخَا فأَصْبَحُوا فَوَجَدُوهما مَمْسُوخَيْنِ فأَخْرَجُوهُمَا فوَضَعُوهُمَا مَوْضِعَهُمَا فعَبَدَتهْمُا خُزَاعَةُ وقُرَيْشٌ ومَن حَجَّ البَيْتَ بَعْدُ مِن العربِ
قال هشام : إِنَّمَا وُضِعا عندَ الكَعْبَةِ لِيَتَّعِظَ بهما النَّاسُ فلمَّا طالَ مُكْثُهُمَا وعُبِدَتِ الأَصْنَامُ عُبِدَا مَعَهَا وكان أَحَدُهُما بلِصْقِ الكَعْبَةِ ولهما يَقولُ أَبو طالبٍ - وهُوَ يَحْلِفُ بِهِمَا حِينَ تَحَالَفَتْ قُرَيْشٌ عَلَى بني حاشِمٍ - :
" أَحْضَرْتُ عندَ البَيْتِ رَهْطِي ومَعْشَرِيوأَمْسَكْتُ مِنْ أَثْوَابِهِ بِالْوَصَائِلِ
وحَيْثُ يُنِيخُ الأَشْعَرُونَ رِكَابَهُمْ ... بِمُفْضَى السُّيُولِ مِن إِسَافٍ ونَائِلِفكَانا علَى ذلك إِلى أَنْ كَسَرَهُمَا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ الفَتْحِ فِيمَا كَسَرَ مِن الأَصْنامِ . قال : ياقوت : وجاءَ في بعضِ أَحَادِيثِ مُسْلِمٍ أَنَّهُمَا كَانَا بِشَطِّ الْبَحْرِ وكانتِ الأَنْصَارُ في الْجَاهِلِيَّةِ تُهِلُّ لهما وهو وَهَمٌ والصَّحِيحُ أنَّ التي كانتْ بشَطِّ البَحْرِ مَنَاةُ الطَّاغِيَةُ
وإِسَافُ بْنُ إِنْمَارٍ وإِسَافُ ابنُ نَهِيكٍ أو هو نَهِيكُ بْنُ إِسافٍ ككِتَابٍ ابنِ عَدِيٍّ الأَوْسِيُّ الْحَارِثيُّ : صَحَابِيَّانِ الصَّوابُ أَن الأخِيرَ له شِعْرٌ ولا صُحْبَةَ له كما في مُعْجَم الذَّهَبِيّ
وأسْفَهُ : أَغْضَبَهُ هكذا في سَائِرِ النُّسَخِ مِن حَدِّ ضَرَبَ والصوابُ : آسَفَهُ بالمَدِّ كما في العُبَاب واللِّسَان ومنه قَوْلُه تعالى ( فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ ) أَي أَغْضَبُونَا
ويُوسُفُ وقد يُهْمَزُ وتُثَلَّثُ سِينُهُمَا أَي : مَعَ الهَمْزِ وغَيْرِه ونَصُّ الجَوْهَرِيُّ : قال الفَرّاءُ : يُوسُفُ ويُوسَفُ ويُوسِفُ ثلاثُ لُغَاتٍ وحُكِىَ فيه الْهَمْزُ أَيضاً انتهى
وقَرَأَ طلَحَةُ بنُ مُصَرِّف : ( لَقَدْ كَانَ فِي يُؤْسِفَ ) بالْهَمْزِ وكَسْرِ السِّين كما في العُبَابِ وهو الْكَرِيمُ ابنُ الكرِيِم ابنِ الكريمِ ابنِ الكريمِ يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام يُوسُفُ بنُ عبدِ اللهِ بن سَلاَم أَجْلَسَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في حَجْرِه وَسَمَّاهُ ومَسَحَ رَأْسَه ويُوسُفُ الفِهرِيُّ روَى عنه ابنُه يَزِيدُ في قِصَّةَ جُرَيْحٍ بخَبَرٍ باطِلٍ : صَحَابِيَّانِ
وأَمَّا يُوسُفُ الأَنْصَارِيُّ الذي روَى له ابنُ قَانِعٍ في مُعْجَمِهِ فالصَّوابُ فيه سَهْلُ بنُ حُنَيْفٍ
وتَأَسَّفَ علَيْه : تَلَهَّفَ وقد تَقَدَّمَ عنِ ابنِ الأَنْبَارِيِّ ما فِيه غُنْيَةٌ عن ذِكْرِه ثانياً
وقال أحمدُ بنُ حَواسٍ : كان ابنُ المُبَارَكِ يَتَأَسَّفُ عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيّ ويقول : لِمَ لَمْ أَطْرَحْ نَفْسِي بين يَدَيْ سُفْيَانَ ؟ ما كنتُ أَصْنَعُ بفلانٍ وفلانْ ؟ : ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : رجلٌ أَسْفَانُ وآسِفٌ كحَنْانٍ ونَاصِرٍ : مَحْزُونٌ وغَضْبانُ وكذلِكَ الأَسِيفُ
والأَسِيفُ أَيضاً : الأَسِيرُ وبِهِ فُسِّرِ قَوْلُ الأَعْشَي :
أَرَى رَجُلاً مِنْهُمْ أَسِيفاً كَأَنَّمَا ... يَضُمُّ إِلَى كَشْحَيْهِ كَفّاً مُخَضَّبَا يقول : هو أَسِيرٌ قد غُلَّتْ يَدُهُ فجَرَحَ الْغُلُّ يَدَهُ
والأَسِيفَةُ : الأَمَةُ
وآسَفَهُ : أَحْزَنَهُ
وتَأَسَّفَتْ يَدُهُ : تَشَعَّثَتْ وهو مَجَاز
وإِسَافٌ ككِتَابٍ : اسْمُ الْيَمِّ الذي غَرِقَ في فِرْعَوْنُ وجُنُودُه عن الزَّجَّاجِ قال : وهو بِنَاحِيَةِ مِصْرِ
وخالد وخُبَيْب وكُلَيْب بنو إِسَافِ الجُهَنِيِّ صَحَابِيُّون الأَوَّلُ شَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ وقُتِلَ بالْقَادِسِيَّةِ
السَّفِيفُ كَأَمِيرٍ : نَبْتٌ عن ابنِ دُرَيْدٍ
وقال أَبو عمروٍ : السَّفِيفُ : اسْمُ لإْبلِيسَ وفي بعضِ نسَخِ النَّوَادِرِ : هو السَّفْسَف
في الصِّحاحِ : السَّفِيف : حِزَام الرَّحْلِ زادَ غيرُه : الهَوْدَجِ
قال اللَّيْث : السَّفِيفُ : الْمُرُورُ على وَجْهِ الأَرْضِ وقد سَفَّ الطَّائِرُ علَى وَجْهِ الأَرْضِ
وسَفَّ الْخُوصَ يَسُفُّهُ سَفاًّ الْخُوصَ يَسُفُّهُ سَفاًّ : نَسَجَهُ بَعْضَه علَى بَعْضٍ زَادَ الزَّمَخْشَرِيُّ : بالأَصَابعِ كَأَسَفَّهُ إسْفَافاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقال : وهما لغَتَانِ وكُلُّ شَيءٍ يُنْسَجُ بالأَصَابع فهو الإسْفافُ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : أسْفَفْتُ الخُوصَ وقال الاَزْهَرِيُّ سَفَفْتُ الخُوَص بغيرِ أَلِفٍ مَعْرُوفُةٌ صحيحةٌ ومنه قِيل لِتَصْديرِ الرَّحل : سَفِيفٌ لأَنه مُعْتَرِضٌ كسَفِيفِ الخُوصِ وقال أبو عُبَيْدٍ : رَمَلْتُ الحَصيرَ وأرْمَلْتهُ وسَفَفْتهُ وأسْفَفْتُه مَعْنَاهُ كُلُّه : نَسَجْتُه
والسُّفَّةُ بِالضَّمِّ السَّفيفَة وهو ما يُسَفُّ من الْخوص ويُجْعَلُ مِقْدَارَ الزَّبِيلِ أو الْجُلَّةِ
والسُّفَّةُ : الْقَبْضَة مِن الْقَمْحِ ونَحْوهِ وفي الصِّحاحِ : وسُفَّةٌ مِن السَّوِيقِ : أي حَبَّةٌ منه وَقُبْضَةٌ وبهما رُوِيَ حديث أبي ذَرٍّ رَضِيَ الله عنه : ما في بَيْتَكَ سُفَّةٌ ولا هِفَّةٌ " . السُّفَّة : شَيءٌ مِن الْقَرَامِلِ مِن شَعَرٍ أَو صُوفٍ تَصِل بِهَا وفي نسْخَةٍ : به شَعْرَهَا ولم يَكْرَهْهُ إِبْرَاهِيمُ بنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ ونَصُّه : كَرِهَ أن يُوصَلَ الشَّعَرُ وقَالَ : لاَ بَأْسَ بِالسُّفَّةِ قالَ ابْنُ الأثِيرِ : هو شَيْءٌ تَضَعُه المَرْأَةُ عَلى رَأْسِها وفي شَعْرِهَا لِيَطُولَ . وسَفِفْتُ السَّوِيقَ والدَّوَاءَ ونَحْوَهما بِالْكَسْرِ أسْفُّهُ سَفّاً واسْتَفَفْتُه : أي قَمِحْتُهُ أَو أَخَذْتُهُ غَيْرَ مَلْتُوتٍ قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ وقال : كُلُّ دَوَاءٍ يُؤْخَذُ غيرَ مَعْجُونٍ هو سَفُوفٌ كَصَبُورٍ مِثْل سَفُوفِ حَبِّ الرُّمَّانِ وغيرِه
الاسْمُ : سُفَّةٌ بِالضَّمِّ وبالفَتْحِ فِعْلُ مَرَّةٌ قال أَبو زيدٍ : سَفِفْتُ المَاءَ أَسَفُّهُ سَفّاً وسَفِتُّهُ أَسْفَتُهُ سَفْتاً : أَي أَكْثَرْتُ مِنْهُ فلَمْ أَرْوُ
والسَّفُّ : طَلْعَةُ الْفُحَّالِ قَالَهُ أَبو عمروٍ وسِياقُه يَقْتَضِي الفَتْحَ وضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ بالكَسْرِ . السَّفُّ : أَكُلُّ الإِبِلِ الْيَبِيسَ . عن ابنِ الأعْرَابِيِّ وأَبي عمروٍ : السُّفُّ بالْكَسْرِ والضَّمِّ : الأَرْقَمُ مِن الْحَياتِ أو هي التي تَطِيرُ في الهَوَاءِ وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
" وحتَّى لَوَ أنَّ السُّفَّ ذَا الرِّيشِ عَضَّنِىلَمَا ضَرَّنِي مِنْ فِيهِ نَابٌ ولا ثُعْرُ قال : الثُّعْرُ : السَّمُّ
قال ابنُ سِيدَه ورُبَّمَا خُصَّ به الأَرْقَمُ وقال مَعْقِلٌ الهُذَلِيُّ يَرْثِي أَخاه عَمْراً الذي قَتَلَهُ بنو عَضَلٍ :
" جَوَاداً إذَا مَا النَّاسُ قَلَّ جَوَادُهُموسُفّاً إِذَا مَا صَارِخُ الْمَوْتِ أَفْزَعَا ورَوَى الأَصْمَعِيُّ : ( إذا ما صرح الموت أقرعا )
وجُوعٌ سُفَاسِفٌ بِالضَّمِّ : أي شَدِيدٌ عن ابنِ عَبَّادٍ والسَّفْاَفُ : الرَّدِيءُ مِن كُلُّ شَيْءٍ والأَمْرُ الْحَقِيرُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ قال : ومنه الحديثُ : إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ ويَكْرَهُ سَفْسَافَهَا ويُرْوَي : ( ويُبْغِضُ سَفْسَافَهَ ) قال الصَّاغَانِيُّ : أَي مَدَاقَّهَا ومَذَامَّهَا ومَلاَئِمَها وأَصْلُهُ مِن سَفْسَافِ التُّرَابِ لمَا دَقَّ منه قيل : أَصْلُهُ مِن سَفْسَافِ الدَّقِيقِ وهو مَا يَطِيرُ ويَرْتَفِعُ مِن غُبَارِهِ عنْدَ النَّخْلِ ثم قيل : لِكُلُّ رِيحٍ رَدِيءٍ سَفْسَافٌ السَّفْسَافُ مِن الشِّعْرِ : رَدِيئُهُ وهو الذي لم يُحْكَمء عَلَمُهُ وقد سَفْسَفَهُ صَاحِبُه
السَّفْسَافُ : مَا دَقَّ مِن التُّرَابِ قال كُثَيِّرٌ : وهَاجَ بِسَفْسَافِ التُّرَابِ عَقِيمُهَا والْمُسَفْسِفَةُ : الرِّيحُ التي تُثِيرُهُ وتَجْرِى فُوَيْقَ الأَرْضِ كما في الصِّحاحِ وقد سَفْسَفَتُ قال الشاعر :
" وسَفْسَفَتْ مُلاَّحَ هَيْفٍ ذَابِلاَ أي : طَيَّرَتْهُ عَلى وَجْهِ الأَرْضِوأَسَفَّ الرَّجُلُ : تَتَبَّعَ مَدَاق الأُمُورِ كما في الصِّحاحِ وفي المُحْكَمِ : أَسَفَّ إلَى مَدَاقِّ الأُمُورِ وألائِمِها : دَنَا وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
وسَامِ جَسِيمَاتِ الأُمُورِ ولاَ تَكُنْ ... مُسِفّاً إِلى مَا دَقَّ مِنْهُنَّ دَانِيَا أَسَفَّ : هَرَبَ مِن صَاحِبِهِ سَاعِياً أَشَدَّ السَّعْيِ يُقَال : مَرَّ مُسِفّاً نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ . قال ابنُ دُرَيْدٍ : أَسَفَّ : طَلَبَ الأُمُورِ الدَّنِيئَةَ . قال غيرُهُ : أَسَفَّ الْبَعِيرَ : إِذَا عَلَفَهُ الْيَبِيَس
مِن المَجَازِ : أَسَفَّ الْفَرَسَ اللِّجَامَ : أَي أَلْقَاهُ في فِيهِ كذا في المُحِيطِ واللِّسَانِ
أَسَفَّ الطَّائِرُ : دَنَا مِن الأَرْضِ في طَيَرَانِه كما في الصِّحاحِ وفي الأَسَاسِ : طَارَ عَلى الأَرْضِ دَانِياً منها حتى كادَتْ رِجْلاهُ تَصِيبانِها
أسَفَّتِ السَّحَابَةُ : دَنَتْ مِن الأَرْضِ قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ قال عَبِيدُ ابنُ الأَبْرَصِ يذكرُ سَحاباً تَدَلَّى حتى قَرُبَ من الأَرْضِ :
دَانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأَرْضِ هَيْدَبُهُ ... يَكَادُ يَدْفَعُهَ مَنْ قَامَ بالرَّاحِ قلتُ : وقال ابنُ قُتَيْبَةَ : البَيْتُ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ وفي العُبَابِ : ويُرْوَي لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ وهكذا ذكَره صاحبُ اللِّسَانِ أَيضاً علَى الشَّكِّ قلتُ : وهو مَوْجودٌ في دِيوَانَيْهِمَا
أَسَفَّ النَّظَرَ : حَدَّدَهُ بِشِدَّةٍ كما في الصِّحاحِ زَادَ الْفَارِسِيّ : وصَوَّبَ إلَى الأَرْضِ وفي حديثِ الشَّعْبِيِّ : أَنَّه ( كَرِهَ أَنْ يُسِفَّ الرَّجُلُ النَّظَرَ إِلَى أُمِّهِ أو ابْنَتِهِ أَو أُخْتِهِ ) قال الصَّاغَانِيُّ : وهو مِن باب المَجَازِ كأَنَّه جعَلَ نَظَرَهُ في أَخْذِهِ المَنْظُورَ إِليْه لِحِدَّتِهِ بمَنْزِلَةِ الشَّانِىءِ لِمَنْظَرِه ويقْرُب منه قَوْلُهُم - حكاه أَبو زيدٍ - : إِنَّهُ لتَجْمُعُكَ عَيْنِي أَي : كأَنِّي أَعْرِفُكَ
وفي الأَساسِ : وهو يُسِفُّ النَّظَرَ في الأَمْرِ : أَي يُدِقُّهُ وإِيَّاكَ أَنْ تُسِفَّ النَّظَرَ إِلَى غيرِ حُرْمَتِك : أَي تُحِدَّه وتُدِقَّه . أَسَفَّ الْفَحْلُ : صَوَّبَ رَأْسَهُ لِلْعَضِيضِ أَي : أَمَالَهُ قال اللَّيْثُ : أَسَفَّ الْجُرْحَ دَوَاءً : أَدْخَلَهُ فِيهِ وهو مَجَازٌ كأَنَّهُ جَعَلَه له سَفُوفاً وفي الحدِيثِ : ( كَأَنَّمَا تُسِتُّفُهُم الْمَلَّ ) : أَي الرَّمادَ الحَارَّ للَّذِي شَكَا مِن جِيرَانِه بإِحْسَانِهِ إِليْهم وإِسَاءَتِهم إِليْه وكذلك : أَسَفَّ الْوَشْمَ نَؤُوراً ومنه قَوْلُ لَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه :
أَوْ رَجْعُ وَاشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُهَا ... كِفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَا وقال ضَابِئُ بنُ الحارثِ الْبُرْجُمِيُّ يَصِفُ ثَوْراً :
شَدِيدُ بَرِيقِ الْحَاجبَيْنِ كَأَنَّمَا ... أُسِفَّ صَلَى نَارٍ فَأَصْبَحَ أَكْحَلا قال ابنُ عَبَّادٍ : مَا أَسَفَّ منه بِتَافِهٍ : أي مَا ظَفَرَ منه بشَيْءٍ . في الحَدِيثِ : أَنَّه ( أُتِىَ برَجُلٍ وقيل : إِنَّ هذا سَرَقَ فكأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُهُ ) صَلَّى اللهُ عليْه وسلَّم بِالضَّمِّ : أَي تَغَيَّرَ وسَهَمَ واكْمَدَّ لَوْنُهُ حتَّى عادَ كالبَشَرَةِ المَفْعُولِ بها الوَشْمُ
وسَفْسَفَ سَفْسَفَةً : انْتَخَلَ الدَّقِيقَ ونَحْوَهُ كما هو في الصِّحاحِ وفي اللِّسَان : بالمُنْخُلِ ونَحْوِه قال رُؤْبَةُ
" إِذَا مَسَاحِيجُ الرِّيَاحِ السُّفَّنِ
" سَفْسَفء َ في أَرْجَاءِ خَاوٍ مُزْمِنِ ويُقَالُ سَمِعَتُ سَفْسَفَةَ المُنْخل
قال ابنُ دُرَيْدٍ : سَفْسَفَ عَمَلَهُ : إِذا لَمْ يُبَالغْ في إِحْكَامِهِ وهو مَجازٌ ومنه قَوْلُهم : تَحَفَّظُ مِن العَمَلِ السَّفْسَافِ ولا تُسِفَّ له بعضَ الإِسْفَافومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : السَّفُوفُ كصَبُورٍ : سَوَادُ اللِّثَةِ . والسَّفِيفَةُ : الدَّوْخَلَةُ مِن الخُوصِ قَبْلِ أَنْ تُرْمَلَ أَي : تُنْسَجَ . وأَسْفَفْتُ الشَّيْءَ إِسْفَافاً : أَلْصَقْتُ بَعْضَه ببَعْضٍ قَالَه اليَزِيدِيُّ . والمُسَفْسِفُ : لَئيمُ الْعَطِيَّةِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وفي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ : مُسَفِّفٌ . وكُلُّ شَيْءٍ لَزِمَ شَيْئاً ولَصِقَ به فَهُو مُسِفٌّ . قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ . وسَفِيفُ أُذُنَىِ الذِّئْبِ كأَمِيرٍ . حِدَّتُهُمَا ومنه قَوْلُ أَبي الْعَارِمِ في صِفَةِ الذِّئْبِ : فرأَيْتُ سَفِيفَ أُذُنَيْهِ ولم يُفَسِّرْه ابنُ الأَعْرَابِيِّ . والسَّفْسَافَةُ : الريحُ تَجْرِي فُوَيقَ الأَرْضِ
وجَمْعُ السَّفِيفَةِ : سَفائِفُ
وسَفْسَافُ الأَخْلاقِ : رَدِيئُهَا
والسَّفْسَفُ كجَعْفَرٍ : ضَرْبٌ مِن النَّبِْ قال ابنُ دُرَيْدٍ : لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ وهو الذي يُسَمَّيهِ أَهْلُ نَجْدٍ العَنْقَرَ والعَنْقَزَ والمَرْزَنْجُوشَ كما تقدَّم في مَوْضِعِه . والسَّفْسَفُ أَيضاً : مِن أَسْمَاءِ إبْلِيسِ . ويُقَال : سَفْ تَفْعَلُ ساكنةَ الْفَاءِ أَي : سَوْفَ تَفْعَلُ قال ابنُ سِيدَه : حَكَاهَا ثَعْلَبٌ
وقال ابنُ عَبَّادٍ : يُقَال : لا تَزال تَتَسَفْسَفُ في هذا الأمْرِ أي تُهْلِكُه
وفي الأَساسِ : حِلْفٌ سَفْسَافٌ : كَاذِبٌ لا عَقْدَ فيه ولا مَجازٌ