الطَّيَرَانُ محرَّكَةً : حَرَكةُ ذِي الجَنَاح في الهَواءِ بجَنَاحَيْهِ وفي بعضِ الأُمّهاتِ بجَناحِهِ كالطَّيرِ مثل البَيْع من باع يَبِيَع والطَّيْرُورِة مثل الصَّيْروَة مِن صارَ يَصيرُ وهذِه عن اللحيَانيّ وكُرَاع وابنِ قُتَيْبَة طارَ يَطيرُ طَيْراً وطَيَرَاناً وطَيْرُورةً . وأَطاَره وطَيَّرَهُ وطَيَّرَ بِهِ وطَارَ به يُعَدَّي بالهَمزةِ وبالتّضْعِيفِ وبحرفِ الجرّ . في الصحاح : وأَطارَهُ غيرهُ وطَيَّرَهُ وطايَرَهُ بمعنًى . والطَّيْرُ معروف : اسمٌ لجماعَةِ ما يَطيِر مؤنث جمعُ طائِرٍ كصَاحِب وصَحْب والأُنثى طائِرَةٌ وهي قليلةٌ قالُه الأَزهريّ . وقيل : إِنّ الطَّيْرَ أَصلهُ مصدر طَار أَوصِفَةٌ فخُفَّف من طَيَّرٍ كسَيِّد أَو هو جَمْعٌ حقِيقة وفيه نظَرٌ أَواسمُ جمْع وهو الأَصحُّ الأَقربُ إلى كلامهم قاله الشيخنا . قلْت : ويجوز أَن يكون الطائرُ أَيضاً اسماً للجَمْع كالجَامِلِ والبَاقِرِ . وقدْ يَقَعُ على الواحدِ كذا زَعَمه قُطْربُ قال ابن سِيدَه : ولا أَدرِي كيف ذلك إلا أَنْ يَعْنَيَ به المصدرَ وقُرِئَ : " فَيكُون طَيْراً بإِذْنِ اللهِ " . وقال ثعلب : النّاسُ كلُّهم يقولون للواحد " طائِرٌ وأَبو عُبيْدَةَ معهم ثم انفَرَدَ فأَجَازَ أَن يُقال طَيْر للواحد وج أَي جمعه على طُيُور قال وج أَي جمعه على طُيُور قال الأَزْهَرِيّ : وهو ثِقَةٌ وجمع الطائِر أَطْيارٌ وهو أَحدُ ما كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه مثلُه ويَجُوز أَن يَكُون الطُّيُورُ جمعَ طائِرٍ كسَاجِدٍ وسُجُودٍ . وقال الجَوْهَرِيّ : الطّائِرُ : جمعه طَيْرٌ مثل صَاحبٍ وصَحْبٍ وجمع الطَّيْرِ طُيُورٌ وأَطيارٌ مثل فَرْخ وأَفْرَاخ : ثم قوله : بجَناحَيْهِ إِما للتّأْكِيِدِ لأنه قد عُلِم أَن الطَّيَرَانَ لا يكون إِلا بالجَنَاحَيْنِ وإِما أَنْ يكونَ للتَّقْيِيدِ وذلك لأنهم قد يَستعملون الطَّيَرانَ في غَير ذي الجَنَاحِ كقول العَنْبَرِيّ :
" طارُوا إِليه زَرَافاتٍ ووُحْدَاناَ . ومن أَبيات الكِتاب :
" وطِرْتُ بمُنصُليِ في يَعْمَلات . وتَطايَرَ الشَّيءُ : تَفَرَّقَ وذَهَب وطَارَ ومنه حديث عُرْوَةَ حتى تَطايَرتْ شُئُونُ رَأْسِه " أَي تَفَّرقت فصارت قِطَعاً كاسْتَطَارَ وطَارَ شاهد الأّولِ حديثُ ابنِ مَسْعُودٍ " فقَدْنَا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم فقُلْنا اغْتِيلَ أَو اسْتُطيرَ " أَي ذُهِبَ به بسُرْعَة كأَنَّ الطَّيْر حمَلَتْه أَو اغْتَالَه أَحدٌ وشاهِدُ الثاني حديثُ عائشةَ رضي الله عنها " سَمِعَتْ من يقولُ إِنَّ الشُّؤْمَ في الدّارِ والمَرْأَةِ فطارَتْ شِقَّةٌ منها في السّمَاءِ وشِقَّةٌ في الأَرْضِ " أَي كأَنَّهَا تَفرّقت وتَقَطَّعَتْ قِطَعاً من شِدَّة الغَضَبِ . تَطَايرَ الشْيءُ : طالَ ومنه الحديث " خُذْ ما تَطَايَرَ من شَعرِكَ " وفي رواية " من شَعْرِ رأْسِك " أَي طالَ وتَفرّق كطَارَ يقالك طارَ الشَّعْرُ إذا طالَ وكذ السَّنَامُ وهو مَجَاز وأَنشدَ الصاغانيّ لأَبي النَّجْمِ :
" وقد حَمَلْنَ الشَّحْمَ كُلَّ مَحْمِلِ
" وطَارَ جِنِّيُّ السَّنَامِ الأَمْيلِ
ويروي وقام . تَطَايَرَ السَّحَابُ في السَّمَاءِ إّا عَمَّهَا وتَفَرَّقَ في نَوَاحِيها وانْتَشَرَ من المَجَاز : هُو ساكِنُ الطّائِرِ أَي وَقُورٌ لا حَرَكةَ له حَتَّى كأَنَّه لو وَقَعَ عليه طائِرٌ لَسَكَنَ ذلك الطّائِرُ وذلكِ لأَنّ الإنْسَانَ لو وَقَعَ عليه طائِرٌ فتحَرَّكَ أَدْنَى حَرَكةٍ لفَرّ ذلكِ الطائُرُ ولم يَسْكُنْ ومنه قولُ بعضِ الصَّحابةِ " إِنا كُنّا مع النّبِيِّ صلّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وكأَنَّ الطَّيْرَ فَوْقَ رؤُوسِنَا " أَي كأَنّ الطَّيْرَ وَقَعَتْ قوقَ رُؤُوسِنا فنحنُ نَسْكُن ولا نَتَحَرّك خَشْيةً من نِفَارِ ذلك الطَّيرِ . كذا في اللسان
قلْت : وكذا قولُهم رُزِق فُلانٌ سُكُونَ الطَّائِرِ وخَفْضَ الجَنَاحِ . وطُيُورُهُم سَواكِنُ إذا كانُوا قَارِّينَ وعَكْسُه : شَالَتْ نَعامَتُهم كذا في الأَساس . والطّائِرُ : الدِّمَاغُ أَنشد الفارسيّ :
" هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنَا فِي نُحورِهِمْوبِيضاً تَقِيضُ البَيْضَ مِن حَيثُ طائِرُ عَني بالطّائِرِ الدَّمَاغَ وذلك من حيثُ قِيلَ له فَرْخٌ قال :
ونَحْنُ كَشَفْنا عن مُعاوِيَةَ الَّتِي ... هِيَ الأُمُّ تَغْشَى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِقِعَني بالفَرْخِ الدَّمَاغَ وقد تقدم . من المَجَاز : الطَّائِرُ : ما تَيَمَّنْتَ به أَو تَشَاءَ مْتَ وأَصلُه في ذي الجَنَاحِ وقالوا للشَيْءِ يُتَطَيَّرُ به من الإِنسانِ وغيره : طائرِ اللهِ لا طائِركَ . قال ابنُ الأَنْبَارِيّ : معناه فِعْلُ اللهِ وحُكْمُه لا فِعْلُك وما تَتَخَوَّفُه . بالرَّفْع والنَّصْب . وَجَرى له الطّائرُ بأَمْرِ كذا . وجاءَ في الشَّرّ قال اللهُ عز وجلّ " أَلاَ إِنما طائِرُهُمْ عِنْدِ اللهِ أَي الشّؤْمُ الذي يَلَحَقُهم هو الذي وُعُدوا به في الآخرةِ لا مايَنالهم في الدُّنْيا . قال أَبو عبيدٍ : الطّائِرُ عندَ العَرَبِ : الحَظُّ وهو الذي تُسمَّيه العَرَبُ البَخْت إِنما قيل للحَظّ من الخَيْرِ والشَّرِّ طائِرٌ لقْال العَرَبِ : جَرَى له الطَّائِرُ بكذَا من الخير أَو الشَّرَّ على طريق الفأْلِ والطِّيَرَةِ على مَذْهَبِهم في تسميةِ الشيءِ بما كان له سَبَباً . قيل : الطَّائِرُ : عمل الإِنْسَانِ الَّذِي قُلِّدَهُ خَيْره وشَرّه . قيل : رِزْقْهُ وقيل : شَقَاوَتُه وسَعادَتُه وبكُلٍّ منها فُسِّر قولُه تعالى " وكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ في عُنُقِه " . قال أَبو مَنْصُور : والأَصْل في هذا كلَّه أَن اللهَ تعالى لمّا خَلَقَ آدَمَ عَلِمَ قَبْلَ خَلْقِه ذُرِّيَّتَه أَنه يأْمُرُهُم بتوحِيدِه وطاعَتِه ويَنْهَاهُمْ عن مَعْصيَتِه وعَلِمَ المُطِيعَ منهم والعاصِيَ الظالِمَ لنفسهِ فكَتَبَ ما عَمِلَه منهم أَجمعينَ وقَضَى بسعَادَةِ من عَلِمَه مُطِيعاً وشَقَاوَةِ مَنْ عَلِمَه عاصِياً فصارَ لكُلِّ مَن عَلِمَه ما هو صائِرٌ إِليه عندَ حِسابِه فذلك قوله عزّوجلّ " وكُلّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ في عُنُقِهِ " . والطِّيَرَةُ بكسر ففتح والطِّيرَةُ بسكون الياءِ لغة في الذي قَبْلَه والطُّورَةُ مثل الأَول عن ابن دُرَيْد وهو في بعض اللغات كذا نقلَه الصاغانيّ : ما يُتَشَاءَمُ به من الفأْلِ الرَّدِيءِ " وفي الحديث " أَنّه كانَ يُحِبُّ الفأْلَ ويَكْرَهُ الطَّيَرَةَ " وفي آخَرَ " ثَلاَثَةٌ لا يَسْلَمُ منها أحدٌ : الطِّيَرَةُ والحَسَدُ والظَّنُّ قيل : فما تَصْنَعُ ؟ قال : إِذا تَطَيَّرْتَ فامْضِ وإِذا حَسَدْتَ فلا تَبْغِ وإذَا ظَنَنْتَ فلا تُصَحِّحْ " . وقد تَطَيَّرَ بهِ ومِنْهُ وفي الصّحّاح : تَطَيَّرْتُ من الشّيءِ وبالشّيْءِ والاسمُ منه الطِّيَرَةُ مثال العِنَبةِ وقد تُسَكَّنُ الياءُ انتهى . وقيل : اطَّيَّرَ معنهاه : تَشَاءَمَ وأَصْلُه تَطَيَّرَ . وقيل للشُّؤْمِ : طائِرٌ وطَيْرٌ وطِيَرَةٌ لأَنّ العَرَبَ كان من شَأْنِهِا عِيَافَةُ الطّيرِ وزَجْرُها والتَّطَيُّرُ ببَارِحِها ونَعِيقِ غُرَابِها وأَخْذِها ذَاتَ اليَسَارِ إِذا أَثارُوها فَسَمَّوُا الشُّؤْمَ طَيْراً وطائِراً وطِيَرَةً لتَشَاؤُمِهمِ بها ثم أَعْلَم اللهُ عز وجلّ عَلى لِسَانِ رسولِه صلَّ الله عَلَيْه وسَّلم أَنّ طِيَرَتَهُم بها باطِلَةٌ وقال " لاعَدْوَي ولاطِيرَةَ ولا هَامَةَ . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يَتْفَاءَلُ ولا يَتَطَيَّرُ وأَصلُ الفأْلِ الكلمةُ الحَسَنَةُ يَسمَعُها عَلِيلٌ فيتَأَوَّلُ منها ما يَدُلُّ على بُرْئهِ كأَنَّ سَمِعَ منادياً نَادى رَجُلاً اسمُه سالِمٌ وهو عَليلٌ فأَوْهَمَه سَلامَتَه مِن عِلَّتِه وكذلك المُضِلُّ يَسْمَعُ رَجُلاً يقول : يا واجِدُ فَيَجِدُ ضالَّته والطِّيَرَةُ مُضَادَّةٌ للفَأْلِ وكانَت العَرَبُ فأَثْبَتَ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلم الفأْلَ واسْتَحْسَنَه وأَبْطَلَ الطَّيَرَةَ ونَهَى عنها . وقال ابنُ الأَثِيرِ : هو مصدر . تَطَيَّرَ طِيَرَةً وتَخَيَّرَ خِيَرَةَ لم يجئ من المصادِرِ هكذا غَيرُهما قال : أَصلُه فيما يقال التّطَيُّرُ بالسّوانِحِ والبَوَارِحِ من الظِّباءِ والطَّيْرِ وغيرهما وكان ذلك يَصُدُّهم عن مَقَاصِدِهم فنفاه الشَّرْعُ وأَبطلَه ونهى عنه وأَخبَرَ أَنه ليس له تأَْثيرٌ في جَلْبِ نَفْعٍ ولا دَفْعِ ضَرَرٍ . وأَرضٌ مَطَارَةٌ بالفَتْح : كثيرةُ الطَّيْرِ وأَطارتَ أَرْضُنا . وبئْرٌ مَطَارَةٌ : واسِعَةُ الفَمِ قال الشاعر
كأَن حَفِيفَها إِذْ بَرَّكُوهَا ... هُوِىُّ الرِّيحِ في حَفَرٍ مَطَارِيقال : هُوَ طَيُّورٌ فَيُّورٌ أَي حَدِيدٌ سرِيعُ الفَيْئَةِ . من المجاز : يُقال : فَرَسٌ مُطَارٌ وطَيّارٌ أَي حَدِيدٌ الفُؤادِ ماض كاد أَن يُسْتَطارَ من شِدَّةِ عَدْوِه . والمُسْتَطِيرُ : السّاطِعُ المُنْتَشِرُ . يقال : صُبْحٌ مُسْتَطِيرٌ أَي ساطِعٌ مُنْتَشِرٌ . واسْتَطارَ الغُبارُ إِذا انتَشَرَ في الهَواءِ وغُبَارٌ مُسْتَطِيرٌ : مُنْتَشِرٌ وفي حديث بني قُرَيْظَة :
وهَانَ على سَرَاةِ بني لُؤَيًّ ... حَرِيقٌ بالبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ . أَي مُنْتَشِرٌ مُتَفَرِّق كأَنَّه طارَ في نَوَاحِيها . المُسْتَطِيرُ : الهَائِجُ من الكِلابِ ومِن الإبلِ يقال : أَجْعَلَت الكَلْبَةُ . واسْتَطارَتْ إذا أَرادَت الفَحْلَ وخالَفَه اللَّيْثُ فقال : يُقال للفَحْلِ من الإِبِلِ : هائج وللكلبِ مُسْتَطِيرٌ . من المَجَاز : اسْتَطَارَ الفَجْرُ وغيرهُ إِذا انتَشَرَ في الأُفُقِ ضَوءُه فهو مُسْتَطِيرٌ وهو الصُّبْحُ الصادِقُ البَيِّنُ الذي يُحَرِّمُ على الصَّائِمِ الأَكْلَ والشٌّرْبَ والجِمَاعَ وبه تَحلُّ صلاةُ الفَجْرِ وهو الخَيْطُ الأَبْيَضُ وأَما المُسْتَطِيلُ بلام فهو المُسْتَدِقُّ الذي يُشَبَّهُ بذَنَبِ السَّرْحانِ وهو الخَيْطُ الأَسودُ ولا يُحِّرمُ على الصائمِ شيئاً . من المَجَاز : اسْتَطارَ السُّوقُ هكذا في النُسخ والصَّوابُ الشَّقّ أَي واسْتَطارَ الشَّقُّ وعّبر في الأَساس بالصَّدْعِ أَي في الحائطِ : ارْتَفَعَ وظَهَرَ . اسْتَطارَ الحائِطُ : انْصَدَعَ مِن أَوّله إِلى آخِرِه وهو مجَاز . اسَتَطارَ السَّيْفَ : سلَّهُ وانَتَزَعَه من غِمْدِه مُسْرِعاً قال رُؤْبَةُ :
إِذا اسْتُطيرَتْ من جُفُونِ الأَغْمَادْ ... فَقَأْنَ بالصَّقْعِ يَرَابِيعَ الصَّادْ ويروَى إِذا اسْتُعِيَرتْ . اسْتَطَارت الكَلْبَةُ وأَجْعَلَتْ : أَرادَت الفَحْلَ وقد تقدمَّ قريباً . واسْتُطِيرَ الشْيءُ : طُيِّرُ قال الراجز :
" إِذَا الغُبَارُ المُسْتَطَارُ انعَقَّا . اسْتُطِيرَ فُلانٌ يُسْتَطار اسْتِطَارَةً إِذا ُّعِرَ قال عَنْتَرَة يخاطب عُمَارَة بن زيَاد :
مَتَى ماتَلْقَنِي فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ ... رَوَانِفُ أَلْيَتَيْكَ وتُسْتَطَاراَ اسْتُطِيرَ الفَرَسُ استِطَارَةً إِذا أَسْرَعَ في الجَرْيِ هكذا في النُّسخ والذي في اللَّسَانِ والتَّكْمِلَة : أَسْرَعَ الجَرْيَ فهو مُسْتَطارٌ وقول عَدِيّ
كأَنَّ رَيِّقَهُ شُؤْبُوبُ غَادِيَةٍ ... لما تَقَفَّى رَقِيبَ النَّقْعِ مُسْطاراَ . أَراد مُسْتَطاراً فحَذَفَ التاءَ كما قالوا اسْطَعْتَ واسْتَطَعْتَ ورُوِىَ مُصْطارا بالصاد . والمُطَيَّرُ كمُعَظَّمٍ : العُودُ قاله ابنُ جِنَّي وأَنشدَ ثَعْلَبٌ للعُجَيْرِ السَّلُوِليّ أَو للعُدَيْلِ بنِ الفَرْخِ :
إِذا ما مَشَتْ نادَى بما في ثِيَابِهَا ... ذَكِيُّ الشَّذّى والمَنْدَلِيُّ المُطَيَّرُفإذا كانَ كذلك كان المُطَيَّرُ بَدلاً من المَنْدَلِيّ لأَنّ المَنْدَلِيَّ العُودُ الهِنْدِيّ أَيضاً وقيل المُطَيَّرُ ضَربٌ من صَنْعَتِه قاله أَبو حَنِفَةَ . المُطَيَّرُ : هو المُطَرَّي مِنْهُ مقلوبٌ قال ابنُ سِيده : ولا يُعْجِبُني قال ثَعْلَبٌ : هو المَشْقُوقُ المَكْسُورُ منه وبع فُسِّرَ البيتُ السابقُ . المُطَيَّرُ وفي التكملة : المُطَيَّرَةُ : ضَرْبٌ من البُرُودِ والانْطِيارُ : الانْشِقاق والانْصداعُ وفي المثل : يُقالُ للرَّجُلِ : طارَ طائِرُهُ وثارَ ثائِرُه وفارَفائِرُه إِذا غَضِبَ . والمَطِيرَةُ كمَدِينَةٍ : د قُرْبَ سُرَّ مَنْ رَأَى . وطِيرَةٌ بالكَسْرِ : ة بِدِمَشْقَ منها الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الطٍّيرِيّ رَوَى عَنْ أَبي الجَهْمِ أَحْمَدَ بنِ طَلاّب المَشغَرَانيّ كذا في التَّبْصِيرِ وعنه محمّدُ بنُ حَمْزَةَ التَّمِيمِيّ الثَّقّفِيّ طِيرٌ بلا هاءٍ : ع كانتْ فيهِ وَقْعَةٌ . وطِيري كضِيزَي : ة بأَصْفَهَانَ وهو طِيرَانيّ على غيرِ قياسٍ منها : أَبُو بَكرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الأَنْصارِيّ والخَطِيبُ أَبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدّ الماسِحُ الأَصْبَهَانِيّ تَلاَ عليه الهُذَلِيّ ومُحَمّدُ بنُ عبدِ اللهِ شيخٌ لإِسْمَاعِيلَ التَّمِيمِيّ وعبدُ العزيزِ ابنُ أَحمدَ وأَبو محمَّد أَحْمَدُ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ الطِّيرانِيُّونَ المُحدِّثُونَ . وأَطَارَ المالَ وطَيَّرَهُ بينَ القَوْمِ : قَسَمَه فَطَارَ لكُلٍّ منهم سَهْمُه أَي صارَ له وخَرَجَ له به سَهْمُه ومنه قولُ لَبِيد يَذْكُرُ ميراثَ أَخِيهِ بينَ ورَثَتِه وحِيازَةَ كلَّ ذي سَهْمٍ منه سَهْمَه :
تَطِيرُ عَدائِدُ الأَشْتَراكِ شَفْعاً ... ووِتْراً والزَّعامَةُ للْغُلامِ . والأَشْتَراكُ : الأَنْصِباَءُ . وفي حديث عليٍّ رضي الله عَنْه : " فَأَطَرْتُ الحُلَّةَ بينَ نِسَائِي " أَي فَرَّقْتُها بينُهنّ وقَسَمْتُهَا فيهِنّ قال ابنُ الأَثِيرِ : وقيل : الهَمْزَةُ أَصليه وقد تَقَدّم . والطّائِرُ : فَرَسُ قَتَادَةَ بنِ جَريرِ . ابنِ إِساف السَّدُوسِيّ . والطَّيّارُ : فَرَسُ أَبيِ رَيْسَانَ الخَوْلانِيّ ثم الشَّهابِيّ وله يقول :
لقَدْ فَضَّلَ الطَّيَّارَ في الخَيْلِ أَنَّه ... يَكِرّ إِذا خاسَتْ خُيُولٌ ويَحْمِلُ
" ويَمْضِي على المُرّانِ والعَضْبِ مُقْدِماًويَحْمِي ويَحْميِهِ الشَّهَابِيُّ مِنْ عَلُ . كذا قرأْتُ في كتابِ ابنِ الكَلبْيّ . وطَيَّرَ الفَحْلُ الإِبِلَ : أَلْقَحَها كلها وقيل : إنما ذلِك إِذا أَعْجَلَت اللَّقَحَ وقد طَيَّرَت هي لَقَحاً ولَقَاحاً كذلك إِذا عَجِلَتْ باللّقَاحِ وأَنشد :
" طَيَّرَهَا تَعَلُّقُ الإِلقَاحِ
" في الهَيْجِ قَبْلَ كَلَبِ الرِّيَاحِ . من المَجَازِ فيه طَيْرَةٌ بفتح فسكون وطَيْرُورَةٌ مثل صَيْرُورَة أَي خِفَّةٌ وطَيْشٌ قال الكُمَيْتُ :
وحِلْمُكَ عِزٌّ إِذا ما حَلُمْ ... تَ وطَيْرَتُكَ الصَّابُ والحَنْظَلُومنه قولُهمُ : ازْجُرْ أَحْنَاءَ طَيْركَ أَي جَوانبَ خفَّتكَ وطَيْشِك في صِفَةِ الصَّحابَةِ رضوان الله عليهم : " كأَنَّ عَلَى رؤُوسِهِمُ الطَّيْرُ أَي ساكِنُونَ هَيْبَةً " وَصَفهم بالسُّكُونِ والوَقَارِ وأَنَّهُم لم يَكُنْ فيهِم خِفَّةٌ وطَيْشٌ ويُقالُ للقَومِ إِذا كانوا هادِئِينَ ساكِنِينَ : كَأَنَّما على رؤُوسِهِمُ الطَّيْرُ وأَصْلُه أَنّ الطَّيْرَ لا يَقَعُ إِلا على شيْءٍ ساكنٍ من المَواتِ فضُرِبَ مثلاً للإِنْسَانِ ووَقارِه وسُكُونِه . وقال الجَوْهَرِيّ : أَصلهُ أَنَّ الغُرَابَ يَقَعُ عَلَى رأْسِ البَعِيرِ فيْلْقُطُ مِنْهُ الحَلَمَةَ والحَمْنانَةَ أَي القُرادَ فلا يَتَحَرَّكُ البَعِيرُ أَي لا يُحَرِّكُ رأْسه لِئَلاّ يَنْفِرَ عنه الغُرابُ . ومما يستدرك عليه : " الرؤْيَا على رِجْلِ طاِرٍ مالم تُعْبَرْ " كما في الحديث أَي لا يَسَتْقِرّ تأْوِيلُها حتّى تُعْبَر يريُد أَنها سَرِيعَةُ السُّقُوطِ إِذا عُبِرَت . ومُطْعِمُ طَيْرِ السّماءِ : لَقَبُ شيْبَةِ الحَمْد نَحَرَ مائَةَ بَعِير فَرَّقَهَا على رُؤُوسِ الجِبَالِ فأَكَلَتْهَا الطَّيْرُ . ومِنْ أَمثالِهِمْ في الخِصْبِ وكثْرةِ الخَيْرِ قولهم : هُم في شَيءٍ لا يَطِيرُ غُرَابُه " . ويقال أُطيرَ الغُرابُ فهو مُطَارٌ قال النابِغَةُ :
ولرَهْطِ حَرّاب وقَدٍّ سَوْرَةٌ ... في المَجْدِ ليسَ غُرَابُها بمُطَارِ والطَّيْرُ : الاسمُ من التَّطَيُّرِ ومنه قولُهُم : لا طَيْرَ إِلا طَيْرُ اللهِ كما يقال : لا أَمْرَ إِلا أَمْرُ اللهِ وأَنشد الأَصمَعِيّ قال : أَنْشدَناهُ الأَحْمَرُ :
تَعَلَّمْ أَنَّهُ لا طَيْرَ إِلاّ ... عَلَى مُتَطَيِّر وهوَ الثُّبُورُ
بَلَى شَيْءٌ يُوَافِقُ بَعْضَ شَيءٍ ... أَحايِيناً وباطِلُه كَثِيرُ والطَّيْرُ : الحَظُّ وطارَ لنا : حَصَلَ نَصِيبُنَا مِنْهُ . والطَّيْرُ : الشُّؤْمُ . وفي الحديثِ : " إِيّاكَ وطَيَراتِ الشَّبابِ أَي زَلاّتِهم جمعُ طِيَرَة . وغُبَارٌ طَيّارٌ : مُنْتَشر . واسْتَطارَ البِلَي في الثَّوْبِ والصَّدْعُ في الزُّجَاجَة : تبَيَّن في أَجزائِهِمِا . واسْتَطَارَت الزُّجَاجَةُ : تَبَيَّنَ فيها الانْصِداعُ من أَولِها إِلى آخرِها . واسْتَطَارَ الشَّرُّ : انتَشَرَ . واسْتَطارَ البَرْقُ : انْتَشَرَ في أُفُقُ السَّمَاءِ . وطَارتَ الإِبلُ بآذَانِهَا وفي التكملة : بأَذْنَابِهَا إذَا لَقِحَتْ . وطاَرُوا سِرَاعاً : ذَهَبُوا . ومَطَارِ ومُطَارُ بالضّمّ والفَتْح : موضعان واختار ابنُ حَمَزَةَ ضمَّ الميم وهكذا أَنشد :
" حتّى إِذا كانَ على مُطَارِ . والّروايَتان صحيحَتانِ وسيذكر في مَطَر . وقال أَبو حَنِيفَةَ : مُطَارٌ : وَادٍ مابَيْن السَّراةِ والطائِف . والمُسْطَارُ من الخَمْرِ : أَصلُه مُسْتَطَارٌ في قول بعضِهِم وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
طِيرِي بمِخْرَاقٍ أَشَمَّ كأَنَّهُ ... سَلِيمُ رِماحٍ لم تنَلهُ الزّعانِفُ فسّرَه فقال : طِيرِي أَي اعلَقيِ به . وذو المَطَارَة جَبَلٌ . وفي الحديث : " رَجُلٌ مُمسكٌ بِعنَانِ فَرَسِه في سَبِيلِ اللهِ يَطِيرُ على مَتْنِهِ "
أَي يُجْرِيه في الجِهَادِ فاستَعَارَ له الطَّيَرَانَ . وفي حديثَ وَابًصةَ : " فَلَمّا قُتِلَ عُثْمَانُ طَارَ قَلْبِي مَطَارَه " أَي مَالَ إِلى جهةَ يَهْوَاهَا وتعلقَ بها . والمَطَارُ : موضعُ الطَّيَرَانِ . وإِذا دُعِيتَ الشَّاةُ قيل : طَيْرْ طَيْرْ وهذه عن الصاغانيّ . والطّيّارُ : لَقَبُ جَعْفَر بنِ أَبي طالبٍ . والطّيّارُ بنُ الذَيّالِ : في نسبَ نُبَيشَةَ الهُذَلِيّ الصّحَابِيّ . وأَبو الفَرَجِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ الطَّيْرّي القَصِيريّ الضَّرِير سمع ابنَ البَطِرِ وتُوُفَّيَ في الأَربعين وخمْسِمَائَة . وإِسماعِيلُ بنُ الطَّيْرِ المُقْرِي بحَلَب قرأَ عليه الهُذَلِيّ . والطّائِرُ : ماءٌ لكَعْبِ بنِ كِلاب
فصل الظَّاءِ المعجَمَة مع الراءِ
الأطْرُ بفَتْحٍ فسُكُونٍ : عَطْفُ الشَّيْءِ تَقْبِضُ على أحَدٍ طَرَفَيْه فتُعَوِّجُه وفي الحَديثِ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلّم أنه ذَكَر المَظَالم التي وقعتْ فيها بنو إسرائيلَ والمعاصيَ فقال : " لا والَّذِي نَفْسِي بيدِه حتّى تأْخُذُوا على يَدَي الظَّالِم وتَأطُرُوه على الحقّ أَطْراً "
قال أبو عَمْرو : أي تَعْطِفُوه عليه قال ابن الأثِير : ومن غَرِيب ما يُحْكَى في هذا الحديثِ عن نِفْطَوَيْهِ أنه قال بالظّاءِ المُعْجَمة وجَعل الكلمةَ مقلُوبةً فقدَّم الهمزةَ على الظّاءِ وكلُّ شيءٍ عَطَفْتَه على شَيْءٍ فقد أَطَرْتَه تَأْطُرُهُ أطْراً
الأَطْرُ : أن تَجْعَل للسَّهْمِ أُطْرَةً بالضّمِّ وفي النُّسَخ : للشَّيْءِ بَدَلَ السَّهْم وستَأْتِي الأُطْرُة . والفِعْلُ كضَرَبَ ونَصَرَ يُقَال : أَطَرَه يَأْطِرُه أَطْراً فانْأَطَر انْئِطاراً كالتَّأْطِيرِ فيهما يقال : أطَّرَه فتأَطَّر : عَطَفَه فانعطَفَ كالعُودِ تراه مستديراً إذا جَمَعتَ بينَ طَرَفَيْه قال أبو النَّجْم يصفُ فَرَساً :
" كَبْداءُ قَعْسَاءُ على تَأْطِيرِهَا . وقال المُغِيرةُ بنُ حَبْنَاءَ التَّمِيمِيُّ :
وأنْتم أُناسٌ تَقْمِصُوُنَ مِنَ القَنَا ... إذا ما رَقَى أكتَافَكُم وتَأَطَّرا . أي إذا انْثَنَى وقال :
تَأَطَّرْنَ بالمِينَاءِ ثُمَّ جَزَعْنَه ... وقد لَحَّ مِن أحمالِهِنَّ شُجُونُ . الأَطْرُ : مُنْحَنَى القَوْسِ والسَّحَابُ سُمِّيَ بالمَصْدر قال :
وهاتِفَةٍ لأَطْرَيْهَا حَفِيفٌ ... وزُرْقٌ في مُرَكَّبَةٍ دِقَاقُ . ثَنّاه وإن كان مصدراً لأنَّه جَعَلَه كالاسمِ . وقال ابو زَيْد : أَطَرْتُ القَوْسَ آطِرُهَا أطْراً إذا حَنَيْتَهَا وقال الهُذَلِيّ :
" أَطْرُ السَّحَابِ بها بَياضُ المِجْدَلِ . قال السُّكَّرِيُّ : الأَطْرُ كالاعوجاج تراه في السَّحَاب قال : وهو مَصْدَرٌ في معنَى مَفْعُول وقال طَرَفةُ يذكرُ ناقةً وضُلُوعَها :
كأَنَّ كَنِاسَىْ ضالَةٍ يكْنُفَانِها ... وأطْرَ قِسِيٍّ تحْتَ صُلْبٍ مُؤَبَّدِ . شَبَّه انحناءَ الأضلاعِ بما حُنِيَ مِن طَرَفَي القَوْسِ
والأَطْرُ : اتَّخَاذُ الإطارِ للبَيْتِ وهو أي إطارٌ البيتِ كالمِنْطَقَةِ حولَه لإحاطَتِه به
والأَطِيرُ : كأميرٍ : الذَّنْبُ ويقال في المثَل : أخَذَنِي بأَطِيرِ غَيْرِي أي بِذَنْبِ غَيْرِي وقال مِسْكِينٌ الدّارميّ :
أبَصَّرْتَنِي بأَطِيرِ الرِّجالِ ... وكَلَّفْتَنِي ما يقولُ البَشَرْ . الأَطِيرُ : الضِّيقُ كأنَّه لإحاطته . وقيل : هو الكلامُ والشَّرُّ يَأْتِي من بَعِيد وقيل : إنّما سُمِّيَ بذلك لإحاطَتِه بالعُنُق . والأُطْرَةُ من السَّهْم بالضَّمّ : العَقَبَةُ الّتي تُلَفُّ على مَجْمَعِ الفُوقِ وقد أطَرَه يَأْطُرُه إذا عَمِلَ له أُطْرةً ولَفَّ على مَجْمَعِ الفُوقِ عَقَبَةً
الأُطْرَةُ : حَرْفُ الذَّكَرِ كالإطارِ فيهما أي ككتابٍ يقال : إطارُ السَّهْمِ وأُطْرَتُه وإطارُ الذَّكَرِ وأُطْرَتُه : حَرْفُ حُوقِه . الأُطْرَةُ : ما أحاطَ بالظُّفُرِ من اللَّحْمِ . والجَمْع أُطَرٌ وإطارٌ
الأطْرَةُ من الفَرَس : طَرَفُ الأبْهَرِ في رأْس الحَجَبَة إلى مُنتَهَى الخاصِرة . وعن أبي عُبَيْدَة : الأُطْرَةُ طِفْطِفَةٌ غليظةٌ كأنّها عَصَبَةٌ مُركَّبة في رأْس الحَجَبَة ويُستحبُّ للفَرَسِ تَشَنُّجُ أطْرَتِهِ
الأُطْرَةُ : أن يُؤخَذ رَمَادٌ ودَمٌ خَلِيطٌ يُلْطَخُ به كَسْرُ القِدْرِ ويُصلَح قال :
قد أصْلَحَتْ قِدْراً لها بأُطْرَهْ ... وأطْعَمَتْ كِرْيِدَةً وفِدْرَهْ . والإطَارُ ككتابٍ : الحَلْقَُ من النّاسِ لإحاطَتِهم بما حَلَّقُوا به قال بِشْرُ بنُ أبي خازم :
وحَلَّ الحَيُّ حَيُّ بَنِي سُبَيْعٍ ... قُرَاضِبَةً ونَحْنُ لَهُمْ إطارُ . أي ونحن مُحْدِقون بهم . وفي الأساس : ومن المجَاز : هم إطارٌ لبَنِي فلانٍ : حَلُّوا حولَهم . والإطارُ : قُضْبانُ الكَرْمِ تَلْتَوِي كذا في النُّسَخ وفي بعض الأُصُول : تُلْوَي للتَّعْرِيشِ
الإطارُ : ما يَفْصِلُ بين الشَّفَة وبين شَعَراتِ الشّارِبِ وهما إطَارانِ وسُئِلَ عُمَرُ بنُ عبد العزيز عن السُّنَّة في قَصِّ الشّارِبِ فقال تَقُصُّه حتى يَبْدُوَ الإطارُ . وقال أبو عُبَيْدٍ : الإطارُ : الحَيْدُ الشّاخِصُ ما بين مَقَصِّ الشّاربِ والشَّفَةِ المُختَلِطُ بالفَمِ قال ابنُ الأثِير : يَعْنِي حَرفَ الشَّفَة الأعلَى الّذي يَحُول بين مَنابتِ الشَّعر والشَّفَة . الإطارُ : خَشَبُ المُنْخُلِ لاستدارِتَه . وكلُّ ما أحاطَ بشيْءٍ فهو له أُطْرَةٌ وإطارٌ كإطارِ الدُّفِّ وإطار الحافِرِ وهو ما أحاط بالأشْعَر ومنه صِفَةُ شَعر عليٍّ كرَّم اللهُ وجهَه : إنّما كان له إطارٌ أي شعرٌ مُحِيطٌ برأْسِه ووسطُه أصلعُ . وتَأَطَّرَ بالمكان : تَحَبَّسَ
تَأَطَّرَ الرُّمْحُ : تَثَنَّى ويقال : تَأَطَّر القَنَا في ظُهُورِهم ومنه في صِفَة آدَمَ عليه السّلام : أنّه كان طُوالاً فأَطَرَ اللهُ منه أي ثَنَاه وقَصَّره ونَقَص مِن طُوله يقال : أطَرْتُ الشَّيْءَ فانْأَطَرَ وتَاَطَّرَ أي انْثَنَى . تَأَطَّرَتِ المَرْأَةُ : أقامتْ في بَيْتِهَا ولَزِمَتْه قال عُمَر بنُ أبي ربيعةَ :
تِأَطَّرْنَ حَتّى قُلْنَ لَسْنَ بَوارِحاً ... وذُبْنَ كما ذابَ السَّدِيفُ المُسَرْهَدُ . تَأَطَّرَ الشيْءُ : اعْوَجَّ وانْثَنَى كانْأَطَرَ انْئِطاراً
عن ابن الأعرابيِّ : التَّأْطِيرُ أنْ تَبْقَى الجاريةُ في بَيْتِ أبَويْهَا زَمَاناً لا تتزوَّجُ
والمَأْطُورُ : البِئْرُ التي ضَغَطَتْها بِجَنْبِها بئِرٌ أُخْرَى قال العَجّاج يصف الإبلَ :
وباكَرَتْ ذا جُمَّة نَمِيرا ... لا آجِنَ الماءِ ولا مَأْطُورَا . المَأْطُورُ : الماءُ يكونُ في السَّهْلِ فيُطْوَي بالشَّجَرِ مَخافةَ الانهيارِ والانْهِدَامِ
المَأْطُورةُ بهاءٍ : العُلْبَةُ يُؤْطَرُ لِرَأْسِهَا عُوَيْدٌ ويُدَارُ ثُمَّ يُلْبَسُ شَفَتَها ورُبما ثُنِى على العُود المَأْطُورِ أطرافُ جِلْدِ العُلْبة فتَجفُّ عليه قال الشّاعر :
وأوْرَثَكَ الرّاعِي عُبَيْدٌ هِرَاوَةً ... ومَأْطُورَةً فَوْقَ السَّوِيَّةِ مِنْ جِلْدِ . قال : والسَّوِيَّة : مَرْكَبٌ من مَراكب النِّسَاء . وأطْرَيْرَةُُ بفَتْح الهمزةِ والرّاءَين : د بالمَغْرِب
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : وفي يَدِه مَأْطُورَةٌ : قَوْسٌ . قال أبو زَيْد : أطَرْتُ القَوْسَ أطْراً إذا حَنَيْتهاوتَأَطَّرَتْ : تَثَنَّتْ في مِشْيَتِها كما في الأساس . وأُطْرَةُ الرَّمْلِ : كُفَّتُه . وقال الأصمعيُّ : إنّ بينهم لأوَاصِرَ رَحِمٍ وأواطِرَ رَحِمٍ وعَوَاطِفَ رَحِمٍ بمعنىً واحدٍ الواحِدةُ آصِرَةٌ وآطِرَةٌ
وفي حديث عليٍّ كرَّم اللهُ وَجهَه : " فَأَطَرْتُهَا بينَ نِسَائِي " أي شَقَقْتُهَا وقَسَمتُهَا بينهنَّ وقيل : هو من قَوْلِهِمْ : طارَ له في القِسْمَة كذا أي وَقَعَ في حِصَّتِه فيكونُ من فَصْل الطّاء لا الهمزة
ومن المَجَاز : أطَرْتَ فُلاناً على مَوَدَّتِك
والأطْرَةُ بالضم : طَفْطَفَةٌ غَلِيظَةٌ كأنَّهَا عَصَبَةٌ مُرَكَّبَةٌ في رَأْسِ الحَجَبَةِ وضِلَعِ الخَلْفِ وعند ضِلَعِ الخَلْفِ تَبِينُ الأُطْرَةُ قاله أبو عُبَيْدة