الفاكهةُ
معروفةٌ وأَجْناسُها الفَواكهُ وقد اختلف فيها فقال بعض العلماء كل شيء قد سُمِّيَ
من الثِّمار في القُرآن نحو العِنَب والرُّمّان فإنا لا نُسَمِّيه فاكهةً قال ولو
حَلَفَ أَن لا يأْكل فاكهة فأَكل عنباً ورُمّاناً لم يَحْنَثْ ولم يكنْ حانثاً
وقال آ
الفاكهةُ
معروفةٌ وأَجْناسُها الفَواكهُ وقد اختلف فيها فقال بعض العلماء كل شيء قد سُمِّيَ
من الثِّمار في القُرآن نحو العِنَب والرُّمّان فإنا لا نُسَمِّيه فاكهةً قال ولو
حَلَفَ أَن لا يأْكل فاكهة فأَكل عنباً ورُمّاناً لم يَحْنَثْ ولم يكنْ حانثاً
وقال آخرون كلُّ الثِّمار فاكهةٌ وإنما كرر في القرآن في قوله تعالى فيهما فاكهةٌ
ونخلٌ ورُمّانٌ لتَفْضِيل النخلِ والرُّمَّان على سائر الفواكه دُونَهما ومثله
قوله تعالى وإذْ أَخَذْنا من النَّبِيِّين مِيثاقَهم ومِنْكَ ومن نوحٍ وإبراهيمَ
وموسَى وعيسى بن مريم فكرر هؤلاء للتفضيل على النَّبِيِّين ولم يَخْرُجوا منهم قال
الأَزهري وما علمت أَحداً من العرب قال إنَّ النخيلَ والكُرومَ ثِمارُها ليست من
الفاكهة وإنما شذ قول النعمان بن ثابت في هذه المسأَلة عن أَقاويل جماعة فقهاء
الأَمصار لقلة علمه بكلام العرب وعلمِ اللغة وتأْويلِ القُرآن العربي المُبين
والعرب تَذْكُر الأَشياء جملة ثم تَخُصُّ منها شيئاً بالتسمية تنبيهاً على فَضْلٍ
فيه قال الله تعالى مَنْ كانَ عَدُوّاً لله وملائكتهِ ورُسُلِه وجِبْريلَ ومِيكالَ
فمن قال إن جِبْريلَ ومِيكالَ ليسا من الملائكة لإفْرادِ الله عزَّ وجل إياهما
بالتسمية بعد ذِكْر الملائكة جُمْلةً فهو كافر لأَن الله تعالى نص على ذلك
وبَيَّنه وكذلك مَنْ قال إن ثمرَ النخلِ والرُّمانِ ليس فاكهة لإفراد الله تعالى
إياهما بالتسمية بعد ذكر الفاكهة جُمْلة فهو جاهل وهو خلافُ المعقول وخلافُ لغة
العرب ورجلٌ فَكهٌ يأْكل الفاكِهةَ وفاكِهٌ عنده فاكهة وكلاهُما على النَّسَب أَبو
معاذ النحوي الفاكه الذي كَثُرَتْ فاكِهتُه والفَكِهُ الذي يَنالُ من أَعراضِ
الناسِ والفاكهانِيُّ الذي يَبِيعُ الفاكهةَ قال سيبويه ولا يقال لبائع الفاكهة
فَكَّاه كما قالوا لَبّان ونَبّال لأَن هذا الضرب إنما هو سماعي لا اطِّراديّ
وفَكَّهَ القومَ بالفاكِهة أَتاهم بها والفاكهة أَيضاً الحَلْواءُ على التشبيه
وفَكَّهَهُم بمُلَح الكلام أَطْرَفَهُم والاسمُ الفكِيهةُ والفُكاهةُ بالضم
والمصدر المتوهم فيه الفعل الفَكاهةُ الجوهري الفَكاهةُ بالفتح مصدرُ فَكِهَ
الرجلُ بالكسر فهو فَكِهٌ إذا كان طَيِّبَ النَّفْس مَزّاحاً والفاكهُ المزّاحُ
وفي حديث أَنس كان النبي صلى الله عليه وسلم من أَفْكَهِ الناس مع صَبِيٍّ الفاكهُ
المازحُ وفي حديث زيد بن ثابت أَنه كان من أَفْكَهِ الناسِ إذا خلا مع أَهله ومنه
الحديث أَربعٌ ليس غِيبَتُهن بغيبةٍ منهم المُتَفَكِّهون بالأُمَّهات هم الذين
يَشْتُمُونَهُنَّ مُمازِحِين والفُكاهةُ بالضم المِزاحُ وقيل الفاكهُ ذو الفُكاهة
كالتامر واللاَّبن والتَّفاكُهُ التَّمازُحُ وفاكَهْتُ القومَ مُفاكَهةً بمُلَحِ
الكلامِ والمِزاحِ والمُفاكهَةُ المُمازحَةُ وفي المثل لا تُفاكِه أَمَهْ ولا
تَبُلْ على أَكَمَهْ والفَكِهُ الطَّيِّبُ النفس وقد فَكِهَ فَكَهاً أَبو زيد رجل
فَكِهٌ وفاكِهٌ وفَيْكَهان وهو الطيب النفس المزَّاحُ وأَنشد إذا فَيْكهانٌ ذو
مُلاءٍ ولِمَّةٍ قليل الأَذَى فيما يُرَى الناسُ مُسْلِمُ وفاكَهْتُ مازَحْتُ
ويقال للمرأَة فَكِهةٌ وللنساء فَكِهات وتَفَكَّهْتُ بالشيء تَمَتَّعْتُ به ويقال
تركت القومَ يتَفَكَّهُون بفلانٍ أَي يَغْتابونه ويتَناولونَ منه والفَكِهُ الذي
يُحَدِّث أَصحابَه ويُضْحِكُهم وفَكِهَ مِنْ كذا وكذا وتفَكَّه عَجِبَ تقول
تفَكَّهْنا من كذا وكذا أي تعَجَّبْنا ومنه قوله عز وجل فظَلْتُمْ تَفَكَّهُون أَي
تتَعجَّبُونَ مما نَزَلَ بكم في زَرْعِكم وقوله عز وجل فاكِهين بما آتاهُم رَبُّهم
أَي ناعمين مُعْجبينَ بما هم فيه ومن قرأَ فَكِهينَ يقول فَرِحِين والفاكِهُ
الناعم في قوله تعالى في شُغُل فاكِهونَ والفَكِهُ المُعْجب وحكى ابن الأَعرابي لو
سَمِعْتَ حديث فلان لما فَكِهْتَ له أَي لما أَعجبك وقوله تعالى في شُغُلٍ فاكهون
أَي مُتعجِّبون ناعِمون بما هم فيه الفراء في قوله تعالى في صفة أَهل الجنة في شُغُلٍ
فاكهون بالأَلف ويقرأُ فَكِهُون وهي بمنزلة حَذِرُون وحاذِرُون قال أَبو منصور لما
قرئ بالحرفين في صفة أَهل الجنة علم أَن معناهما واحد أَبو عبيد تقول العرب للرجل
إذا كان يَتَفَكَّه بالطعام أَو بالفاكهةِ أَو بأَعْراضِ الناس إن فلاناً لَفَكِهٌ
بكذا وكذا وأَنشد فَكِهٌ إلى جَنْبِ الخِوانِ إذا غَدتْ نَكْباء تَقْطَعُ ثابتَ
الأَطْنابِ والفَكِهُ الأَشِرُ البَطِرُ والفاكِهُ من التَّفَكُّهِ وقرئ ونَعْمةٍ
كانوا فيها فَكِهينَ أَي أَشِرينَ وفاكهينَ أَي ناعمين التهذيب أََهل التفسير
يختارون ما كان في وصف أَهل الجنة فاكِهين وما في وصف أهل النار فَكهينَ أَي
أَشِرينَ بَطِرين قال الفراء في قوله تعالى إنَّ المُتَّقِينَ في جنّات ونَعيمٍ
فاكهينَ قال مُعْجبين بما آتاهم ربهم وقال الزجاج قرئ فَكِهينَ وفاكِهينَ جميعاً
والنصب على الحال ومعنى فاكِهينَ بما آتاهم ربهم أَي مُعْجبين والتَّفَكُّهُ
التنَدُّمُ وفي التنزيل فظَلْتُم تَفكَّهون معناه تَنَدَّمُون وكذلك تَفَكَّنُون
وهي لغة لِعُكْل اللحياني أَزْدُ شَنُوءَة يقولون يتَفكَّهُون وتميمٌ تقولُ
يتَفَكَّنُون أَي يتندَّمُون ابن الأَعرابي تفَكَّهْتُ وتفَكَّنْتُ أَي تندَّمْت
وأَفْكَهَتِ الناقة إذا رأَيت في لبنها خُثورةً شِبْهَ اللِّبَإِ والمُفْكِه من
الإبلِ التي يُهَراق لَبَنُها عند النِّتاج قبل أَن تَضَعَ والفعل كالفعل
وأَفْكَهَت الناقةُ إذا دَرَّتْ عند أَكل الربيع قبل أَن تَضَع فهي مُفْكِةٌ قال
شمر ناقة مُفْكِهةٌ ومُفْكِةٌ وذلك إذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرْخَى صَلَواها وعَظُمَ
ضَرْعُها ودنا نِتاجها قال الأَحْوص بَنِي عَمِّنا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ إنني
أَرى الحربَ أَمْسَتْ مُفْكِهاً قد أَصَنَّتِ قال شمر أَصَنَّت استَرْخى صَلَواها
ودنا نِتاجُها وأَنشد مُفْكِهة أَدْنَتْ على رأْسِ الوَلَدْ قد أَقْرَبَتْ نَتْجاً
وحانَ أَنْ تَلِدْ أي حانَ وِلادُها قال وقوم يجعلون المُفْكِهة مُقْرِباً من
الإبل والخيل والحُمُر والشاء وبعضُهم يجعلها حين استبان حملها وقوم يجعلون
المُفْكِهةَ والدافِعَ سَواء وفاكهٌ اسم والفاكهُ ابنُ المُغِيرة المَخْزُوميّ عمّ
خالد بن الوليد وفُكَيْهةُ اسم امرأَة يجوز أَن يكون تصغير فَكِهةٍ التي هي
الطَّيِّبةُ النَّفْس الضَّحوكُ وأَن يكون تصغيرَ فاكهةٍ مُرَخَّماً أَنشد سيبويه
تقولُ إذا استَهْلَكْتُ مالاً لِلَذَّة فُكَيْهةُ هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِقُ ؟
يريد هلْ شيءٌ
معنى
في قاموس معاجم
لإِفْك الكذب
والأَفِيكةُ كالإِفْك أَفَكَ يَأْفِك وأَفِكَ إِفْكاً وأُفُوكاً وأَفْكاً وأَفَكاً
وأَفَّكَ قال رؤْبة لا يأْخُذُ التَأْفِيكُ والتَّحَزِّي فِينَا ولا قول العِدَى
ذُو الأَزِّ التهذيب أَفَكَ يأُْفِكُ وأَفِكَ يأْفَكُ إِذا كذب ويقال أَفَكَ كذب
و
لإِفْك الكذب
والأَفِيكةُ كالإِفْك أَفَكَ يَأْفِك وأَفِكَ إِفْكاً وأُفُوكاً وأَفْكاً وأَفَكاً
وأَفَّكَ قال رؤْبة لا يأْخُذُ التَأْفِيكُ والتَّحَزِّي فِينَا ولا قول العِدَى
ذُو الأَزِّ التهذيب أَفَكَ يأُْفِكُ وأَفِكَ يأْفَكُ إِذا كذب ويقال أَفَكَ كذب
وأَفَكَ الناسَ كذبهم وحدَّثهم بالباطل قال فيكون أَفَكَ وأَفَكْتُه مثل كَذَب
وكَذَبْته وفي حديث عائشة رضوان الله عليها حين قال فيها أَهلُ الإِفْكِ ما قالوا
الإِفْكُ في الأَصل الكذب وأَراد به ههنا ما كُذِبَ عليها مما رميت به والإِفْك
الإِثم والإِفْكُ الكذب والجمع الأَفَائكُ ورجل أَفَّاك وأَفِيك وأَفُوك كذاب
وآفَكَهُ جعله يَأْفِكُ وقرئَ وذلك إِفْكُهُمْ
( * قوله « وقرئ وذلك إفكهم إلخ » هكذا بضبط الأصل وهي ثلاث قراءات ذكرها الجمل
وزاد قراءات أخر أفكهم بالفتح مصدراً وأفكهم بالفتحات ماضياً وأفكهم كالذي قبله
لكن بتشديد الفاء وآفكهم بالمد وفتح الفاء والكاف وآفكهم بصيغة اسم الفاعل )
وأَفَكُهُمْ وآفَكُهُمْ وتقول العرب يا لَلأَفِيكةِ ويا لِلأَفِيكة بكسر اللام
وفتحها فمن فتح اللام فهي لام استغاثة ومن كسرها فهو تعجب كأَنه قال يا أَيها
الرجل اعجب لهذه الأَفيكة وهي الكَذْبة العظيمة والأَفْكُ بالفتح مصدر قولك
أَفَكَهُعن الشيء يَأْفِكُه أَفْكاً صرفه عنه وقلبه وقيل صرفه بالإِفك قال عمرو بن
أُذينة
( * قوله « عمرو بن أُذينة » الذي في الصحاح وشرح القاموس عروة )
إِن تَكُ عن أَحْسَنِ المُروءَة مَأْ فُوكاً ففي آخِرِىنَ قد أُفِكُوا
( * قوله « أحسن المروءة » رواية الصحاح أحسن الصنيعة )
يقول إِن لم تُوَفَّقْ للإِحسان فأَنت في قوم قد صرفوا من ذلك أَيضاً وفي حديث عرض
نفسه على قبائل العرب لقد أُفِكَ قومٌ كذَّبوك ظاهروا عليك أَي صُرِفوا عن الحق
ومنعوا منه وفي التنزيل يُؤْفَكُ عنه مَن أُفِكَ قال الفراء يريد يُصْرَفُ عن
الإِيمان من صُرِف كما قال أَجئتَنا لتَأْفكَنَا عن آلهتنا يقول لتصرفنا وتصدنا
والأَفَّاك الذي يَأْفِكُ الناس أَي يصدهم عن الحق بباطله والمَأْفوك الذي لا
زَوْرَ له شمر أُفِك الرجلُ عن الخير قلب عنه وصرف والمُؤْتفِكات مَدائن لوط على
نبينا وعليه الصلاة والسلام سميت بذلك لانقلابها بالخَسْف قال تعالى
والمُؤْتَفِكةَ أَهْوى وقوله تعالى والمُؤْتِفكات أَتتهم رسلهم بالبينات قال
الزجاج المؤْتفكات جمع مُؤْتَفِكة ائْتَفَكَتْ بهم الأَرض أَي انقلبت يقال إِنهم
جمع من أَهلك كما يقال للهالك قد انقلبت عليه الدنيا وروى النضر بن أَنس عن أَبيه
أَنه قال أَي بنيّ لا تنزلنَّ البصرة فإِنها إِحدى المُؤْتَفِكات قد ائْتَفَكَت
بأَهلها مرتين هي مُؤْتَفِكة بهم الثالثة قال شمر يعني بالمُؤتفكة أَنها غرقت
مرتين فشبه غرقها بانقلابها والائْتِفاك عند أَهل العربية الانقلاب كقريات قوم لوط
التي ائْتَفَكتْ بأَهلها أَي انقلبت وقيل المُؤْتَفِكاتُ المُدُن التي قلبها الله
تعالى على قوم لوط عليه السلام وفي حديث سعيد بن جبير وذكر قصة هلاك قوم لوط قال
فمن أَصابته تلك الافكة أَهلكته يريد العذاب الذي أَرسله الله عليهم فقلب بها
ديارهم يقال ائْتَفَكَت البلدة بأَهلها أَي انقلبت فهي مُؤتَفِكة وفي حديث بشير بن
الخصَّاصية قال له النبي صلى الله عليه وسلم ممن أَنت ؟ قال من ربيعة قال أَنتم
تزعمون لولا ربيعةُ لائْتَفَكت الأَرضُ بمن عليها أَي انقلبت والمُؤْتَفِكاتُ
الرِّياح تختلف مَهابّهُا والمُؤْتَفِكات الرياح التي تقلب الأَرض تقول العرب إِذا
كثرت المؤْتفكات زَكَتِ الأَرضُ أَي زكازرعها وقول رؤبة وجَوْن خَرقٍ بالرياح
مُؤتَفك أَي اختلفت عليه الرياح من كل وجه وأَرض مَأْفوكة وهي التي لم يصبها المطر
فأَمحلت ابن الأَعرابي ائْتَفَكت تلك الأَرضُ أَي احترَقتْ من الجدب وأَنشد ابن
الأَعرابي كأَنها وهي تَهاوَى تَهْتَلِك شَمْسٌ بِظلٍّ ذا بهذا يَأْتَفِك قال يصف
قَطاةً باطِن جناحيها أَسود وظاهره أَبيض فشبه السواد بالظلمة وشبه البياض الشمس
يَأْتَفِك ينقلب والمَأْفوك المأْفون وهو الضعيف العقل والرأْي وقوله تعالى
يُؤْفَكُ عنه مَن أُفِكَ قال مجاهد يُؤْفن عنه من أُفِنَ وأُفِنَ الرجل ضعف رأْيه
وأَفَنَهُ الله وأُفِكَ الرجل ضعف عقله ورأْيه قال ولم يستعمل أَفَكه الله بمعنى
أَضعف عقله وإِنما أَتى أَفَكه بمعنى صرفه فيكون المعنى في الآية يصرف عن الحق من
صرفه الله ورجل أَفِيكٌ ومَأْفوك مخدوع عن رأْيه الليث الأَفِيكُ الذي لا حَزْم له
ولا حيلة وأَنشد ما لي أَراكَ عاجزاً أَفِيكا ؟ ورجل مَأْفوك لا يصيب خيراً
وأَفكهُ بمعنى خدعة
معنى
في قاموس معاجم
الليث يقال
فَكَكْتُ الشيء فانْفَكَّ بمنزلة الكتاب المختوم تَفُكُّ خاتَمه كما تَفُكُّ
الحَنَكيْنِ تَفْصِل بينهما وفَكَكْتُ الشيء خَلَّصْته وكل مشتبكين فصلتهما فقد
فَكَكْتَهما وكذلك التَّفْكِيك ابن سيده فَكَّ الشيءَ يفُكُّه فَكّاً فانْفَكَّ
فصله وفَكَّ
الليث يقال
فَكَكْتُ الشيء فانْفَكَّ بمنزلة الكتاب المختوم تَفُكُّ خاتَمه كما تَفُكُّ
الحَنَكيْنِ تَفْصِل بينهما وفَكَكْتُ الشيء خَلَّصْته وكل مشتبكين فصلتهما فقد
فَكَكْتَهما وكذلك التَّفْكِيك ابن سيده فَكَّ الشيءَ يفُكُّه فَكّاً فانْفَكَّ
فصله وفَكَّ الرهنَ يَفُكُّه فَكّاً وافْتَكَّه بمعنى خَلَّصه وفَكاكُ الرهن
وفِكاكُه بالكسر ما فُكَّ به الأَصمعي الفَكُّ أَن تَفُكَّ الخَلْخال والرَّقَبة
وفَكَّ يدَه فَكّاً إذا أزال المَفْصِلَ يقال أَصابه فَكَكٌ قال رؤبة هاجَكَ من
أَرْوَى كَمُنْهاضِ الفَكَكْ وفَكُّ الرقبة تخليصُها من إسار الرِّق وفَكُّ الرهن
وفَكاكُه تخليصه من غَلَق الرهن ويقال هَلُمَّ فَكاكَ وفِكاكَ رَهْنِك وكل شيء
أَطلقته فقد فَكَكْتَه وفلان يسعى في فِكاكِ رَقبته وانْفَكَّت رقبته من الرق
وفَكَّ الرقبةَ يفُكُّها فَكّاً أَعتقها وهو من ذلك لأَنها فصلت من الرق وفي
الحديث أَعْتِق النَّسَمَة وفُكَّ الرقبة تفسيره في الحديث أَن عتق النسمة أَن
ينفرد بعتقها وفَكّ الرقبةِ أَن يُعِينَ في عتقها وأَصل الفَك الفصلُ بين الشيئين
وتخليص بعضهما من بعض وفَكَّ الأَسيرَ فَكّاً وفَكاكَةً فصله من الأَسْر والفِكاكُ
والفَكاكُ ما فُكَّ به وفي الحديث عُودُوا المريض وفُكُّوا العانيَ أَي أَطْلقُوا
الأَسير ويجوز أَن يريد به العتق وفَكَكْتُ يدَه فَكّاً وفَكَّ يدَه فتحها عما
فيها والفَكُّ في اليد دون الكسر وسقط فلان فانْفَكَّتْ قدمُه أَو إِصبعه إذا
انفرجت وزالت والفَكَكُ انفساخ القَدَم وأَنشد قول رؤبة كمنهاض الفكك قال الأَصمعي
إنما هو الفَكُّ من قولك فَكه يَفُكُّه فَكّاً فأَظهر التضعيف ضرورة وفي الحديث
أَنه ركب فرساً فصَرَعه على جِذْم نخلةٍ فانْفَكَّتْ قَدَمُه الانْفِكاكُ ضرب من
الوَهْنِ والخَلْع وهو أَن يَنْفَكَّ بعضُ أَجزائها عن بعض والفَكَكُ وفي المحكم
والفَكُّ انفراجُ المَنْكِب عن مفصله استرخاء وضعفاً وأَنشد الليث أَبَدُّ يَمْشِي
مِشْيَةَ الأَفَكِّ ويقال في فلان فَكَّة أَي استرخاء في رأيه قال أَبو قَيْسِ بنُ
الأَسْلَتِ الحَزْمُ والقُوَّةُ خيرٌ من ال إشْفاقِ والفَكَّةِ والهاعِ ورجل أَفَكُّ
المَنْكِب وفيه فَكَّة أَي استرخاء وضعف في رأيه والأَفَكُّ الذي انفرج منكبه عن
مفصله ضعفاً واسترخاء تقول منه ما كنتَ أَفَكَّ ولقد فَكِكْتَ تَفَكُّ فَكَكاً
والفَكَّة أيضاً الحُمْق مع استرخاء ورجل فاكٌّ أَحمق بالغ الحُمْق ويُتْبَع فيقال
فاكٌّ تاكٌّ والجمع فِكَكَة وفِكاكٌ عن ابن الأعَرابي وقد فَكُكْتَ وفَكِكْتَ وقد
حَمُقْتَ وفَكُكْتَ وبعضهم يقول فَكِكْتَ ويقال ما كنت فاكّاً ولقد فَكِكْتَ
بالكسر تَفَكُّ فَكَّةً وفلان يتَفَكَّكُ إذا لم يكن به تماسك من حُمْقٍ وقال
النضر الفاكُّ المُعْيي هُزالاً ناقة فاكَّة وجمل فاكّ والفاكُّ الهَرِمُ من الإبل
والناس فَكَّ يَفُكّ فَكّاً وفُكُوكاً وشيخ فاكّ إذا انفرج لَحْياه من الهَرَم
ويقال للشيخ الكبير قد فَكَّ وفَرَّجَ يريدُ فَرَّجَ لَحْيَيْهِ وذلك في الكبر إذا
هَرِم وفكَكْتُ الصبيَّ جعلت الدواء في فيه وحكى يعقوب شيخ فاكٌّ وتاكّ جعله بدلاً
ولم يجعله إتباعاً قال وقال الحُصَيْني أَحمق فاكُّ وهاكّ وهو الذ ي يتكلم بما
يَدْري وخطؤه أكثر من صوابه وهو فَكَّاكٌ هَكَّاك والفَكُّ اللَّحْيُ والفَكَّان
اللِّحْيانِ وقيل مجتمع اللحيين عند الصُّدغ من أَعلى وأَسفل يكون من الإنسان
والدابة قال أَكْثَمُ بن صَيْفِيّ مَقْتَلُ الرجل بين فَكَّيْهِ يعني لسانه وفي
التهذيب الفَكَّان ملتقى الشِّدْقين من الجانبين والفَكُّ مجتمع الخَطْم
والأَفَكُّ هو مَجْمع الخَطْم وهو مَجْمع الفَكَّيْنِ على تقدير أَفعل وفي النوادر
أَفَكَّ الظبيُ من الحبالة إذا وقع فيها تم انفلت ومثله أَفْسَحَ الظبيُ من
الحبالة والفَكَكُ انكسار الفَكِّ أَو زواله ورجل أَفَكُّ مكسور الفَكِّ وانكسر
أَحدُ فَكّيْهِ أي لَحْييه وأَنشد كأَنَّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ فَأرَةَ مِسْكٍ
ذُبِحَتْ في سُكِّ والفَكَّةُ نجوم مستديرة بحِيال بنات نَعْش خلف السماك
الرَّامِح تسميها الصبيان قصعة المساكين وسميت قَصْعة المساكين لأَن في جانبها
ثُلْمَةً وكذلك تلك الكواكب المجتمعة في جانب منها فضاء ويقال ناقة مُتَفَكِّكةٌ
إذا أَقْرَبَتْ فاسترخى صَلَواها وعَظُم ضَرْعُها ودنا نِتاجها شبهت بالشيء يُفَكّ
فَيَتَفَكَّك أَي يَتَزايل وينفرج وكذلك ناقة مُفِكَّة قد أَفَكَّتْ وناقة
مُفْكِهَةٌ ومُفْكِةٌ بمعناها قال وذهب بعضهم بتَفَكُّكِ الناقة إلى شدة ضَبعَتها
وروى الأَصمعي أَرْغَثَتْهُمْ ضَرْعَها الدن يا وقامَتْ تَتَفَكَّكْ انفِشاحَ
النَّابِ للسَّق ب متى ما يَدْنُ تحْشِك أَبو عبيد المُتَفَكِّكةُ من الخيل
الوَدِيقُ التي لا تمتنع عن الفحل وما انْفَكَّ فلان قائماً أَي ما زال قائماً
وقوله عز وجل لم يَكُنِ الذين كفروا من أَهل الكتاب والمشركين مُنْفَكِّينَ حتى
تأتيهم البيِّنةُ قال الزجاج المشركين في موضع نسق على أَهل الكتاب المعنى لم يكن
الذين كفروا من أَهل الكتاب ومن المشركين وقوله مُنْفَكِّين حتى تأتيهم البينة أَي
لم يكونوا مُنْفَكِّين حتى تأتيهم البينة أَي لم يكونوا مُنْفَكِّينَ من كفرهم أَي
منتهين عن كفرهم وهو قول مجاهد وقال الأَخفش مُنْفَكِّينَ زائلين عن كفرهم وقال
مجاهد لم يكونوا ليؤمنوا حتى تبيَّن لهم الحقُّ وقال أَبو عبد الله نفطويه معنى
قوله مُنْفَكِّين يقول لم يكونوا مفارقين الدنيا حتى أتتهم البينة التي أُبِينَتْ
لهم في التوارة من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونبوّته وتأتيهم لفظه لفظ المضارع
ومعناه الماضي وأَكد ذلك فقال تعالى وما تَفَرَّق الذين أُوتوا الكتاب إلا من بعد
ما جاءتهم البينة ومعناه أَن فِرَقَ أَهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا
مُقرِّين قبل مَبْعَث محمد صلى الله عليه وسلم أَنه مَبعوث وكانوا مجتمعين على ذلك
فلما بُعث تفرقوا فِرْقتين كل فرقة تنكره وقيل معنى وما تفرّق الذين أُوتُوا
الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة أَنه لم يكن بينهم اختلاف في أمده فلما بعث
آمن به بعضهم وجحد الباقون وحَرَّفُوا في أَمره فلما بُعثَ آمن به بعضهم وجَحَد
الباقون وحَرَّفُوا وبَدَّلوا ما في كتابهم من صفته ونبوّته قال الفراء قد يكون
الانْفِكاكُ على جهة يَزالُ ويكون على الانْفِكاكُ الذي نعرفه فإذا كان على جهة
يَزالُ فلا بدَّ لها من فِعْلٍ وأَن يكون معناها جَحْداً فتقول ما انْفَكَكْتُ
أَذكركَ تريد ما زِلْتُ أَذكرك وإذا كانت على غير جهة يَزالُ قلت قد انْفَكَكْتُ
منك وانْفَكَّ الشيءُّ من الشيء فتكون بلا جَحْدٍ وبلا فِعْل قال ذو الرمة قَلائِص
لا تَنْفَكُّ إلا مُناخَةً على الخَسْفِ أَو نَرْمِي بها بلداً قَفْرا فلم يدخل
فيها إلاّ إلاّ وهو ينوي به التمام وخلافَ يَزال لأَنك لا تقول ما زِلْت إلا
قائماً وأَنشد الجوهري هذا البيت حَرَاجِيج ما تَنْفكُّ وقال يريد ما تَنْفكّ
مناخه فزاد إلا قال ابن بري الصواب أَن يكون خبر تَنْفَكُّ قوله على الخَسْف وتكون
إلا مُناخةً نصباً على الحال تقديره ما تَنْفَكُّ على الخسف والإِهانة إلا في حال
الإناخة فإنها تستريح قال الأَزهري وقول الله تعالى مُنْفَكِّين ليس من باب ما
انْفَكَّ وما زَالَ إنما هو من انْفِكاك الشيء من الشيء إذا انفصل عنه وفارقه كما
فسره ابن عرفة والله أَعلم وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال فُكَّ فلانٌأَي خُلّص
وأُريح من الشيء ومنه قوله مُنْفَكِّين قال معناه لم يكونوا مستريحين حتى جاءهم
البيان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاءهم ما عَرَفوا كفروا به