مالَ إليهِ يَميلُ مَيْلاً وممَالاً ومَمِيلاً كمَعابٍ ومَعيبٍ في الاسم والمصدر وتَمْيالاً وهذه عن ابْن الأَعْرابِيِّ ومَيَلاناً محرَّكَةً ومَيْلولَةً وهذه عن الفرَّاءِ : عَدَلَ وأَقْبَلَ عليهِ ومالَ الشيءُ بنفسِه كذلك . ومال عليه في الظُّلْمِ . ومالَ عن الحَقِّ وفي التَّنزيلِ : " فلا تَميلوا كُلَّ المَيْلِ " وأَنشد ابْن الأَعْرابِيِّ :
" لَمّا رأَيْتُ أَنَّني راعي مَالْ
" حَلَقْتُ رأْسي وترَكْتُ التَّمْيالْ قال ابنُ سِيدَه : وهذه الصِّيغَةُ موضوعَةٌ بالأَغلَبِ لتَكثيرِ المَصدَرِ كما أَنَّ فَعَّلْتَ بالأَغلب موضوعَةٌ لتكثيرِ الفِعْلِ فهو مائلٌ ج : مالَةٌ ومُيَّلٌ كرُكَّعٍ يُقال : إنَّهُم لَمالَةٌ عن الحَقِّ . ومالَهُ مَيْلاً وأَمالَهُ إليه إمالَةً ومَيَّلَهُ فاسْتَمالَ فهو مُطاوِعٌ . والمَيْلاءُ : ضَرْبٌ من الاعْتِمامِ حكى ثعلَبٌ : يقال : هو يَعْتَمُّ المَيْلاءَ أَي يُميلُ العِمامَةَ . المَيْلاءُ : من الامْتِشاطِ : ما يُمِلْنَ فيه العِقاصَ وهي مِشْطَةُ البَغايا وقد جاءَ كَراهَتُها في الحديثِ وهو عن ابنِ عَبّاسٍ : " قالتْ لهُ امرأَةٌ إنِّي أَمْتَشِطُ المَيْلاءَ فقال عِكْرِمَةُ : رأْسُكِ تَبَعٌ لِقَلْبِكِ فإن اسْتقامَ قلبُكِ اسْتقامَ رأْسُكِ وإنْ مالَ قلبُكِ مالَ رأْسُكِ " . والمَيْلاءُ : المائلَةُ السّنامِ من الإبلِ . والمَيْلاءُ : عَقِدَةٌ ضَخْمَةٌ من الرَّمْلِ كما في الصِّحاحِ والعينِ . زادَ الأَزْهَرِيُّ : مُعْتَزِلَة قال ذو الرُّمَّةِ :
مَيلاءَ من مَعْدِنِ الصِّيرانِ قاصِيَةٍ ... أَبْعارُهُنَّ على أَهدافِها كُثَبُ
قال الأَزْهَرِيّ : لا أَعرِفُ المَيْلاءَ في صِفَةِ الرِّمالِ ولمْ أَسْمَعْهُ من العرَبِ وأَمّا الأَمْيَلُ فمعروفٌ قال : وأَحسِبُ الليثَ أَرادَ قولَ ذي الرُّمَّةِ السّابِقَ إنَّما أَرادَ بالمَيْلاءِ هنا أَرْطاةً ولها حينئذٍ مَعنيانِ : أَحدُهما : أَنَّه أَرادَ أَنَّ فيها اعْوِجاجاً والثاني : أَنَّه أَرادَ بالمَيْلاءِ أَنَّها مُتَنَحِّيَةٌ مُتباعِدَةٌ من مَعدِنِ بقرِ الوَحْشِ قال : ومَيْلاءُ موضِعُه خَفْضٌ لأَنَّه من نَعْتِ أَرْطاةٍ في قوله :
فباتَ ضَيْفاً إلى أَرْطاةِ مُرْتَكِمٍ ... مِنَ الكَثيبِ لها دِفءٌ ومُحْتَجَبُ والمَيْلاءُ : الشَّجرَةُ الكَثيرَةُ الفروعِ نقله الجَوْهَرِيُّ . ومالتِ الشمسُ مُيولاً : ضَيَّفَتْ أَي دنَتْ لِلغُروبِ أَو زالَت عن كَبِدِ السَّماءِ . مالَ بنا الطَّريقُ : أَي قصَدَ بنا . والمَيَلُ مُحرَّكَةً : ما كانَ خِلْقَةً وقد يكونُ في البِناءِ وقد مَيِلَ كفَرِحَ فهو أَمْيَلُ وهي مَيْلاءُ يُقال : رجُلٌ أَمْيَلُ العاتِقِ : أَي في عُنُقِهِ مَيَلٌ . والأَمْيَلُ : مَنْ يَميلُ على السَّرْجِ وفي العُبابِ : مَن لا يَستوي على السَّرْجِ وقال ابن السِّكِّيتِ : الأَمْيَلُ عندَ الرُّواةِ : الذي لا يَثبُتُ على ظُهورِ الخَيْلِ إنَّما يميلُ عن السَّرجِ في جانِبٍ فإذا كانَ يَثبُتُ على الدَّابَّةِ قيلَ : فارِسٌ وإنْ لَمْ يَثْبُتْ قيلَ : كِفْلٌ والجَمعُ مِيلٌ قال جريرٌ :
لمْ يَركبوا الخَيلَ إلاّ بعدَما هَرِموا ... فهُمْ ثِقالٌ على أَكْتافِها مِيلُ وقال الأَعشى :
غَيْرُ مِيلٍ ولا عَواوِيرَ في الهَيْ ... جا ولا عُزَّلٍ ولا أَكْفالِ الأَمْيَلُ أَيضاً : مَنْ لا تُرْسَ معَه أَو مَن لا سَيْفَ معَه أَو من لا رُمْحَ معه وقال ابن السِّكِّيتِ : الأَمْيَلُ : الذي لا سيفَ معه والأَكْشَفُ : الذي لا تُرْسَ معه . وقيلَ : هو الجَبانُ والجَمعُ مِيلٌ قال الأَعشى :
" ... لا مِيلٌ ولا عُزْلُ قال ابْن الأَعْرابِيّ : مايَلَنا المَلِكُ فمايَلْناهُ : أَي أَغارَ علينا فأَغَرْنا عليه . والمِيلُ بالكَسرِ : المَلْمُولُ الذي يُكْتَحَلُ به هكذا عبَّرَ به الجَوْهَرِيّ في ملل والجَمْعُ أَمْيالٌ ومنهم من جعلَه من لُغَةِ العامَّةِ . المِيْلُ من الأَرضِ : قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ ونَصُّ ابن السِّكِّيتِ : مُنتهى مَدِّ البَصَرِ . المِيلُ : مَنارٌ يُبنَى لِلمُسافِرِ في أَنْشازِ الأَرْضِ ومنه الأَميالُ التي في طريقِ مَكَّةَ المُشَرَّفةِ وهي الأَعلامُ المَبنِيَّةُ لهِدايَةِ المُسافِرينَ . أَو المِيلُ : مَسافَةٌ من الأَرضِ مُتراخِيَةٌ بلا حَدٍّ مُعَيَّن وفي شرحِ الشِّفاءِ : الفَرْسَخُ : ثلاثَةُ أَميالٍ ومثلُه في العُبابِ . أَو المِيلُ : مائةُ أَلْفِ إصْبَعٍ إلاّ أَرْبعَةَ آلافِ إصْبَعٍ أَو ثلاثةُ أَو أَرْبَعَةُ آلافِ ذِراعٍ بذِراعِ محمَّدِ بنِ فرَجٍ الشّاشيِّ قال الكِرْمانِيُّ بحَسَبِ اخْتِلافِهِم في الفَرْسَخِ هل هو تِسعَةُ آلافٍ بذِراعِ القُدَماءِ أَو اثْنا عشرَ أَلْفَ ذِراعٍ بذِراعِ المُحدَثينَ وفي شرحِ الشِّفاءِ : المِيْلُ : أَربعةُ آلاف ذراعٍ طولُها أَربعَةٌ وعِشرونَ إصبَعاً وقيل : الميلُ : أَربعةُ آلافِ خُطوَةٍ كلُّ خطوَةٍ ثلاثَةُ أَقدامٍ بوَضْعِ قدَمٍ أَمامَ قدَمٍ ويُلْصَقُ به وقال شيخُنا عندَ قولِه أَو ثلاثَةُ أَو أَرْبَعَةُ : وقد يُقال : لا تَغايُرَ بينَ التَّقديرِ بالأَذْرُعِ وبالأَصابِعِ على الثّاني لأَنَّ الذِّراعَ أَرْبَعٌ وعشرونَ إصبَعاً عَرضُ كلِّ إصبَعٍ سِتُّ حَبّاتِ شعيرٍ مُلصَقَة ظَهراً لِبَطْنٍ فإذا ضرَبْتَ في أَرْبعَةِ آلافٍ حصلَ سِتَّةٌ وتسعونَ أَلْفاً وعلى الأَوَّلِ يكونُ اثنينِ وسبعينَ أَلفَ إصْبَعٍ والصَّحيحُ أَنَّ المِيلَ : أَربعَةُ آلافِ خُطْوَةٍ . وهي ذِراعٌ ونِصْفٌ فيكون سِتَّةَ آلافِ ذِراعٍ والفَرْسَخُ : ثلاثةُ أَميالٍ على أَنَّ المُصنِّفَ قال : والبَريدُ : فَرْسَخان واثْنا عَشَرَ مِيلاً فيكونُ الفَرْسَخُ سِتَّةُ أَميالٍ وهو بيانُ ما هنا ومُقتَضاهُ أَنَّ الفرسَخَ سِتَّةٌ وثلاثونَ أَلفَ ذِراعٍ فتأَمَّلْ . ج : أَمْيالٌ ومُيولٌ قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :سيأْتي أَميرَ المُؤْمِنينَ ودُونَه ... صِمادٌ منَ الصَّوّانِ مَرْتٌ مُيولُها وبلا لام مِيلُ بنتُ مِشْرَحٍ الأَشعَرِيِّ التّابِعِيَّةُ . وأَمالَ الرَّجُلُ : رَعَى الخَلَّةَ قال لَبيدٌ :
وما يدري عُبَيْدُ بَني أُقَيْشٍ ... أَيُوضِعُ بالحَمائلِ أَمْ يُميلُ أَوْضَعَ : حَوَّلَ إبِلَهُ إلى الحَمْضِ . واسْتمالَ : اكْتالَ بالكَفَّيْنِ أَو بالذِّراعَيْنِ وفي المُحيطِ : بالكَفَّينِ والذِّراعَينِ وفي المُحكَم : باليدَينِ وبالذِّراعَينِ قال الرَّاجِزُ :
" قالتْ لهُ سَوداءُ مِثْلُ الغُولْ
" مالَكَ لا تَغْدُو فتَسْتَميلْ منَ المَجاز : اسْتمالَ فلاناً واسْتمالَ بقلبِهِ : اسْتَعْطَفَهُ وأَمالَه . والمائلاتُ في الحديث المَروِيِّ عن أَبي هريرَةَ رضي الله تعالى عنه : " صِنْفانِ من أَهلِ النّارِ لمْ أَرَهُما بعْدُ ؛ قومٌ معهم سِياطٌ كأَذنابِ البَقَرِ يَضربونَ بها النّاسَ ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مائلاتٌ مُمِيلاتٌ رؤوسُهُنَّ كأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائلَةِ لا يَدْخُلُنَّ الجَنَّةَ ولا يَجِدْنَ ريحَها وإنَّ ريحَها لتوجَدُ من مَسيرَةِ كذا وكذا " وهُنَّ اللاّتي يَمِلْنَ خُيَلاءَ ويُصبِينَ قلوبَ الرِّجالِ وقيل : المائلاتُ : المَتَبَخْتِراتُ في المَشيِ والمُمِيلاتُ : أَي لأَكْتافِهِنَّ وأَعطافِهِنَّ وقيلَ : هُنَّ اللاتي يُمِلْنَ قُلوبَنا إليهِنَّ أَو المائلاتُ : يَمِلْنَ إلى الهَوى والغَيِّ عن العفافِ وقيل : مائلاتُ الرُّؤوسِ إلى الرِّجالِ وقيل : مائلاتُ الخِمْرَةِ كما قال الآخَرُ :
" مائلَة الخِمْرَةِ والكَلامِ أَو مَعنى المُمِيلاتِ : يُمِلْنَ المَقانِعَ لِتَظْهَرَ وُجوهُهُنَّ وشُعورُهُنَّ وقال ابنُ الأَثيرِ : المائلاتُ : الزَّائغاتُ عن طاعَةِ اللهِ وما يَلْزَمُهُنَّ حِفظُه ومُمِيلاتٌ : يُعَلِّمْنَ غيرَهُنَّ الدُّخولَ في مثلِ فعلِهِنَّ وقيل : مائلاتٌ : يَمْتَشِطْنَ المِشْطَةَ المَيْلاءَ والمُمِيلاتُ : يَمْشُطْنَ غيرَهُنَّ تلكَ المِشْطَةَ . منَ المَجاز : المِيلَةُ بالكَسْرِ : الحِينُ والزَّمانُ ج : مِيَلٌ كعِنَبٍ يُقال : كانَ ذلكَ في مِيلَةٍ من مِيَلِ الدَّهْرِ أَي في حينٍ من أَحيانِهِ كما في العُباب . وفي حديث أَبي موسى أَنَّه قال لأَنّسٍ : عُجِّلَتْ لنا الدُّنيا وغُيِّبَتِ الآخرةُ أَما واللهِ لو عايَنوها ما عدَلوا ولا مَيَّلوا قال شَمِرٌ : أَي لمْ يَشُكُّوا ولمْ يَترَدَّدوا وهو مَجازٌ وقال عِمرانُ بنُ حِطّانَ :
لمّا رأَوا مَخْرَجاً مِنْ كُفْرِ قَوْمِهِمُ ... مَضَوا فما مَيَّلوا فيهِ وما عَدَلوا وإذا مَيَّلَ بينَ هذا وهذا فهو شاكٌّ وما عدَلوا : أَي ما ساوَوا بها شيئاً وفي حديث أَبي ذَرٍّ : دخلَ عليه رجُلٌ فقرَّبَ إليه طعاماً فيه قِلَّةٌ فمَيَّلَ فيه لِقِلَّتِه فقال أَبو ذَرٍّ : إنَّما أَخافُ كثرَتَه ولمْ أَخَفْ قِلَّتَه . مَيَّلَ أَي ترَدَّدَ : هل يأْكُلُ أَو يترُكُ تقول العربُ : إنِّ لأُمَيِّلُ بينَ ذَيْنِك الأَمرَينِ وأَمايِلُ بينَهُما أَيُّهُما آتي . منَ المَجاز : هو لا تَميلُ عليه المِرْبَعَةُ : أَي هو قَوِيٌّ والمِرْبَعَةُ هي التي تُرفَعُ بها الأَحمالُ كما تقدَّمَ . ومِمّا يُستدرَكُ عليه : تمايَلَ في مِشْيَتِهِ تَمايُلاً . والتَّمْييلُ بينَ الشيئينِ كالتَّرجيحِ بينهما وكذلك المُمايَلَةُ والمُمايَطَةُ . وبينَهُم تَمايُلٌ : أَي تفاتُنٌ وتَحارُبٌ وهو مَجازٌ . وأَلِفُ الإمالَةِ : هي التي تجدُها بينَ الأَلِفِ والياءِ . ورِجالٌ مِيلُ الطُّلَى من النُّعاسِ بالكسرِ . وتَمَيَّلَتْ في مِشْيَتِها كتَمايَلَتْ . وتَمايَلَ الجُلُّ عن الفرسِ . واستمالَ ما في الوِعاءِ : أَخذَه . والدَّهْرُ مِيَلٌ كعِنَبٍ : أَطْوارٌ . وأَمَلْتُ بالفَرَسِ يدي : أَرْخَيْتُ عِنانَهُ وخَلَّيْتُ له طريقَه . وفلانٌ يُتَمَيَّلُ في ظِلالِهِ ويُتَفَيّأُ . ومالَ علَيَّ : ظلَمَني . ومالَ معَهُ ومايَلَهُ : مالأَهُ . ومالَ إليهِ : أَحَبَّهُ . ووَقَعَت المَيْلَةُ في النّاسِ : المُوتانُ . قال الزَّمَخْشَرِيّ : سَماعي من العرَبِ . ومالَ به : غلبَه . ومالَ النَّهارُ أَو اللَّيلُ : دَنا من المُضِيِّ . وأَبو مائلَةَ : مِنْ كُناهُمْ . والمَيّالُ : الكَثيرُ المَيْلِفصل النون مع اللام
الأَمَلُ كجَبَلٍ ونَجْمٍ وشِبرٍ الأخيرةُ عن ابن جِني : الرَّجاءُ والأولَى من اللّغات هي المَعْرُوفَة . ثم ظاهِرُ كلامِه كغيرِه أن الأَملَ والرَّجاءَ شيءٌ واحِدٌ وقد فَرَّق بينَهما فُقهاءُ اللُّغة قال المُناوِيّ : الأَمَلُ : تَوقُّعُ حُصُولِ الشيء وأكثرُ ما يُستَعْمَلُ فيما يُستَبعَدُ حصولُه فمَن عَزَم علَى سَفَرٍ إلى بَلَدٍ بَعِيدٍ يقول : أمّلْتُ ولا يقول : طَمِعْتُ إلاَّ إن قَرُب مِنها فإنّ الطَّمَع ليس إلاَّ في القَرِيب . والرَجاءُ بينَ الأملِ والطَّمعِ فإنّ الرّاجِيَ قد يَخاف أن لا يَحصُلَ مأمولُه فليس يُستَعمَل بمعنى الخَوْفِ . ويُقال لِما في القَلْبِ مِمّا يُنالُ مِن الخيرِ : أَمَلٌ ومِن الخَوْف : إيحاشٌ ولِما لا يكون لِصاحِبِه ولا عليه : خَطَرٌ ومِن الشَّرِّ وما لا خَيرَ فيه : وَسْواسٌ . وقال الحَرَّانِي : الرَّجاءُ : تَرَقبُ الانتفاعِ بما تقدَّم له سَبَبٌ ما . وقال غيره : هو لُغَةً : الأَمَلُ وعُرْفاً : تَعَلُّقُ القَلْب بحُصولِ مَحْبوبٍ مُستَقْبَلاً : قاله ابنُ الكَمال . وقال الراغِب : هو ظَنٌّ يَقْتَضِي حُصولَ ما فيه مَسَرَّةٌ . ج : آمالٌ كأَجْبالٍ وأفْراخٍ وأَشْبارٍ . أَمَلَهُ يَأْمُلُهُ أَمْلاً بالفتح المصدرُ عن ابنِ جني . وأَمَّلَهُ تَأْمِيلاً : رَجاهُ قولُهم : ما أَطْوَلَ إِمْلَتَهُ بالكسرِ : أي أَمَلَهُ . وهي كالرِّكْبَةِ والجِلْسَةِ . أو تَأْمِيلَهُ وهذا عن اللِّحْيانيّ . وتَأَمَّلَ الرجُلُ : تَلَبَّثَ في الأَمْرِ والنَّظَرِ وانْتَظَر قال زُهَيرُ بن أبي سُلْمَى :
" تَأَمَّلْ خَلِيلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعائِنٍتَحَمَّلْنَ بِالعَلْياءِ مِن فَوْقِ جُرْثُمِ وقال المَرّارُ بن سَعِيدٍ الفَقْعَسِيُّ :
تَأمَّلُ ما تَقُولُ وكنتَ حَياًّ ... قَطامِيّاً تَأَُّملُه قَلِيلُ وقِيل : تَأَمَّلَ الشيء : إذا حَدَّقَ نَحْوَه وقِيل : تَدَبَّرَهُ وأعَاد النَّظَرَ فيه مًرَّةً بعدَ أخْرَى لِيتحقَّقَه . الأَمِيلُ كأَمِيرٍ : ع وله وَقْعَةٌ قُتِل فيها بِسطامُ بنُ قَيس قاله أبو أحمدَ العَسكَرِيُّ وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ للفَرزدَق :
وهُمُ على هَدَبِ الأمِيلِ تَدارَكُوا ... نَعَماً تُشَلُّ إلى الرَّئيسِ وتُعْكَلُ الأَمِيلُ : اسمُ الحَبلِ مِن الرَّمْلِ مَسِيرةَ يَوْمٍ وفي المُعْجَم : مَسِيرةَ أيّامٍ طُولاً مَسِيرةَ مِيلٍ أو نَحْوِه عَرضاً أو هو المرتَفِعُ منه المُعْتَزِلُ عن مُعْظَمِهِ . قال ذو الرّمّة :
وقَدْ مالَتِ الجَوْزاءُ حَتَّى كأنَّهَا ... صَوَارٍ تَدَلَّى مِنْ أَمِيلٍ مُقابِلِ وقال العَجَّاجُ :
" كالْبَرْقِ يَجْتَازُ أَمِيلاً أَعْرَفَا ج : أُمُلٌ كَكُتُبٍ قال سِيبَوَيْه : لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلك قال الرَّاعِي :
مَهارِيسُ لاقَتْ بالوَحِيدِ سَحابَةً ... إلى أُمُلِ الغَرّافِ ذاتِ السَّلاسِلِ الأمُولُ كصَبُورٍ : ع باليَمَنِ بل مِخْلافٌ مِن مَخالِيفِها قال سَلْمَى بن المُقْعَد الهُذَلِي :
رِجالُ بني زُبَيدٍ غَيَّبَتْهُمْ ... جِبالُ أَمُولَ لا سُقيَتْ أمُولُالمُؤَمَّلُ كمُعَظَّمٍ : الثَّامِنُ مِن خَيلِ الحَلْبَةِ العَشرة المتقدّم ذِ كْرُها . والأَمَلَةُ مُحَرَّكَةً : أَعْوانُ الرَّجُلِ واحِدُهم : آمِلٌ قاله ابنُ الأعرابِي وكذلك الوَزَعَةُ والفَرَعَةُ والشرَطُ والتَّواثِير والعَتَلَةُ . وآمُلُ كآنُكٍ : د بَطَبرِسْتانَ في السَّهْلِ وهو أكبرُ مدينةٍ بها بينَها وبينَ سارِيَةَ : ثَمانِيةَ عَشَرَ فَرسَخاً وبينَ الرُّويان : اثْنا عَشَر فَرسَخاً وبينَ سالُوسَ : عِشْرُون فَرسَخاً . وتُنْسَبُ إليها البُسُطُ الحِسانُ والسَّجَّاداتُ الطَّبَرِيَّةُ . وقد خَرَج منه خَلْقٌ مِن العُلماء لكنّهم قَلَّما يَنْتسِبون إلى غيرِ طَبَرِسْتانَ فيقال لَهُم : الطَّبَرِيُّ . منهم الإمام أبو جعفر مُحمّدُ بنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ الآمُلِيُّ صاحب التفسيرِ والتاريخِ المشهورِ أصلُه ومَولِدُه آمُل مات سنة 310 . والفَضْلُ بنُ أحمدَ الزّهْرِيُّ وأحمد بن هارون وأبو إسحاق إبراهيمُ بن بَشّار وأَبو عاصِم زُرعةُ بن أَحْمَدَ بنِ محمّدِ بن هِشامٍ وإسماعيلُ بنُ أَحْمَد بن أبي القاسِم الآمُلِيونَ المُحَدِّثُون الأَخيرُ أجاز لأبي سعد السَّمْعاني ومات سنة 529 . آمُلُ أيضاً : د علَى مِيلٍ مِن جَيحُونَ في غَرْبيِّه على طريقِ القاصدِ إلى بُخارى مِن مَروَ ويُقابِلها في شَرقي جَيحُونَ فَرَبْرُ ويُقال لها : آمُلُ زَمّ وآمُلُ جَيحُونَ وآمُلُ الشَّطِّ وآمُلُ المَفازَة لأنّ بينَها وبَينَ مَروَ رِمالاً صعبةَ المَسلَك وَمفازَةً أشْبَهُ بالمَهْلَك . والعامَّةُ من العجم تقول : آمُو وآمُّويَه على الاختصارِ والعُجْمة والصَّواب آمُلُ ورُبَّما ظنَّ قومٌ أنّ هذه أسماءٌ لعِدّة مُسَمَّيات وليس الأمرُ كذلك . وبينَ زَمّ التي يضِيفُ بعضُ الناسِ آمُلَ إليها وبَينَها أربع مَراحِلَ وبينَ آمُلَ هذه وبينَ خُوارَزْمَ نحو اثنَتَي عشرةَ مَرحَلَةً وبينَها وبينَ مَرو الشاهْجان سِتَّةٌ وثلاثون فَرسخاً وبينَها وبينَ بُخارى سَبعةَ عَشَرَ فَرسخاً . منه أبو عبدِ الرحمن عبدُ الله بن حَمّاد بن أيوب بن موسى الآمُليُّ حدَّث عن عبد الغَفّار بن داوُدَ الحَرّاني وأبي جُماهِر محمّد بن عثمان الدِّمشقي ويحيى بنِ مَعِينٍ وغيرِهم . وهو شيخُ البُخارِيّ رَوى عنه عن يحيى بن مَعِين حديثاً وعن سلَيمانَ بن عبد الرحمن حديثاً آخَرَ . وروى عنه أيضاً الهَيثَمُ بن كُلَيب الشَّاشِيُّ ومحمّدُ بن المُنْذِر بن سعيد الهَرَوِيُّ شَكَّر وغيرُهم ومات في سنة 269 . وعبدُ الله بن علي أبو محمد الآمليُّ عن محمّد بن منصور الشّاشي . وخلفُ بن خَيام الآمُلِي . وأحمدُ بن عَبْدَةَ الآمُلِي شيخُ أبي داوُدَ صاحبِ السُّنَن وشيخُ الفَضْلِ بن محمد بن علي وهو رَوى عن عبدِ الله بن عُثمانَ بن جَبَلة المعروفِ بعَبدانَ المَروَزِيّ وغيرِه . وموسى بن حسن الآمُليُّ عن أبي رَجاء البَغْلانيّ . والفَضْلُ بن سهل بن أحمدَ الآمُلِيُّ عن سعيد بن النَّضْرِ بن شُبرُمَة . وأبو سعيد محمد بن أحمد بن علي الآمُلِي . وإسحاقُ بن يعقوب بن إسحاق الآملِي وغيرُهم مُحَدِّثون
وممّا يُستَدْرَكُ عليه : ناقَةٌ أُمُلُّةٌ بضمَّتين واللامُ مشدَّدة ونُوقٌ أُمُلَّاتٌ وهي الجِلَّةُ . والمُؤَمَّلُ كمُعَظَّم : الأَمَلُ . ومؤَمَّل : مِن الأعلام . وفي المَثَل : قد كان بَين الأَمِيلَيْنِ مَحَلٌّ : أي قد كان في الأرضِ مُتَّسَعٌ عن الأصمَعِي . وأبو الوَفاءِ بَدِيلُ بن أبي القاسمِ بن بَدِيلٍ الخُوَيِّيّ الإِمْلِيّ بكسرٍ فسكون : منسوبٌ إلى إِمْلَةَ وهو التَّمْتامُ بلُغة خُوَىّ وكان جَدُّه تَمْتاماً فلُقِّب بذلك ونُسِب حفيدُه إليه كان فقيهاً تُوفي سنةَ 530 . وكزبَير : أُمَيلُ بن إبراهيمَ المَروَزِيّ عن ابن حمزةَ السُّكَّريّ . والمُؤمَّلُ بن أُمَيل : شاعِرٌ . وأبو حفص عمرُ بن حسن بن مَزْيَد بن أُمَيلَةَ المَراغِيّ كجُهَينةَ : مُحَدِّثُ العِراق رَوى عن الفَخْر ابن البُخارِيّ وغيرِه
المالُ : ما ملَكْتَهُ من كُلِّ شيءٍ قال الجَوْهَرِيّ : وذكرَ بعضُهُم أَنَّ المالَ يؤَنَّثُ وأَنشدَ لِحَسّان :
المالُ تُزْرِي بأَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ ... وقد تُسَوِّدُ غيرَ السَّيِّدِ المالُ ج : أَمْوالٌ وفي الحديثِ : نَهى عن إضاعَةِ المالِ . قيلَ : أَرادَ به الحيوانَ أَي يُحسَنُ إليه ولا يُهْمَلُ وقيل : إضاعَتُه : إنفاقُه في المَعاصي والحرامِ وما لا يُحِبُّه الله وقيلَ : أَرادَ به التَّبذيرَ والإسرافَ وإن كانَ في حَلالٍ مُباحٍ . وقال ابنُ الأَثيرِ : المالُ في الأَصْلِ : ما يُمْلَكُ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ ثمَّ أُطْلِقَ على كُلِّ ما يُقْتَنى ويُمْلَكُ من الأَعيانِ وأَكثَرُ ما يُطلَقُ المالُ عندَ العربِ على الإبِلِ لأَنَّها كانت أَكثَرَ أَموالِهِمْ . ومُلْتَ بالضَّمِّ تَمُولُ وتَمالُ ومِلْتَ بالكَسرِ تَمالُ مَوْلاً ومُؤُولاً : صِرْتَ ذا مالٍ . وتَمَوَّلْتَ واسْتَمَلْتَ : كَثُرَ مالُكَ . ومَوَّلَهُ غيرُه تَمويلاً . ورَجُلٌ مالٌ ومالٍ : ذو مالٍ أَو كثيرُه كأَنَّه قد جعلَ نفسَه مالاً وحقيقتُه ذو مالٍ وأَنشدَ أَبو عَمروٍ :
إذا كانَ مالاً كانَ مالاً مُرَزَّأً ... ونالَ نَداهُ كُلُّ دانٍ وجانِبِ قال ابنُ سِيدَه : قال سيبوَيهِ : مالٌ إمّا أَنْ يكونَ فاعِلاً ذهَبَتْ عينُه وإمّا أَنْ يكونَ فَعْلاً . رَجُلٌ مَيِّلٌ كسَيِّدٍ والقِياسُ مائلٌ وفي حديثِ الطُّفَيْلِ : كانَ رجُلاً شريفاً شاعراً مَيِّلاً أَي ذا مالٍ قال ابنُ جنِّيّ : وحَكى الفَرّاءُ : رَجُلٌ مَئِلٌ ككَتِفٍ قال : الأَصْلُ مَوِلٌ بالواوِ ثمَّ انقلَبَتْ الواوُ أَلِفاً لتَحَرُّكِها وانْفِتاحِ ما قبلَها فصارت : مال . ثُمَّ إنَّهم أَتَوا بالكَسرةِ التي كانت في واوِ مَوِلٍ فحَرَّكوا بها الأَلِفَ في مال فانقلَبَتْ هَمزَةً . وقالوا : مَئِلٌ : أَي كثيرُهُ وهم مالَةٌ ومالُونَ : كثيرو المالِ وهي مالَةٌ ومالئةٌ ج : مالَةٌ أَيضاً ومالاتٌ قاله سيبويهِ . ومُلْتُه بالضَّمِّ : أَعطَيْتُه المالَ عن ابن دُرَيْدٍ زاد غيرُهُ : كأَمَلْتُهُ إمالَةً . والمُوْلَةُ بالضَّمِّ : العَنكَبوتُ عن أَبي عَمروٍ وفي الصحاحِ : زعَمَ قومٌ أَنَّ المُوْلَ العَنكَبوتُ الواحِدَةُ مُولَةٌ وأَنشدَ :
" حامِلَة دَلْوَك لا مَحْمُولَهْ
" مَلأَى من الماءِ كعَيْنِ المُولَهْ قال : ولم أَسمعْهُ عن ثِقَةٍ . ومُوَيْلٌ كزُبَيْرٍ : من أَسماء شهر رجَب قال ابنُ سِيدَه : أُراها عادِيَّةً . ومِمّا يُستدرَكُ عليه : تَمَوَّلَ فلانٌ مالاً : إذا اتَّخَذَ قَيْنَةً وفي الحديثِ : " ما جاءَكَ منهُ وأَنتَ غير مُشرِفٍ عليه فخُذْهُ وتَمَوَّلْهُ " أَي اجْعَلْهُ لكَ مالاً . وما أَمْوَلَهُ : أَي ما أَكثرَ مالَه . وامرأَةٌ مَيِّلَةٌ ككَيِّسَةٍ : ذاتُ مالٍ . ويُصَغَّرُ المالُ على مُوَيْلٍ والعامَّةُ تقول : مُوَيِّلٌ بتشديد الياءِ . والمُولُ : المالُ لغةُ اليَمَنِ سمعتُها من بني واقِدٍ وبَني الجَعْدِ . وأَمّا المَوّالُ الذي وَلِعَتْ به العامَّةُ فأصلُه من الياءِ يأْتي ذِكْرُهُ في ولي إنْ شاءَ الله تعالى