فأَلْفَيْتُكُمْ صُوصاً لُصُوصاً إِذا دَجَى ... الظَّلامُ وهَيّابِينَ عِنْدَ البَوَارِق والصُّوصُ بالضَّمّ : قَرْيَةٌ بالصَّعِيد الأَعْلَى من أَعْمَالِ قَمُولَةَ صيص
" الصِّيصُ بالكَسْر " : لُغَةٌ في " الشِّيص كالصِّيصاءِ " لُغَة في الشِّيصاءِ . ونَقَل الجَوْهَرِيّ عن الأُمَويِّ أَنَّ الصِّيصَ في لُغَةِ بَلْحَارث بن كَعْبٍ : الحَشَفُ من التَّمْر " وهي " أَي الصِّيصاءُ أَيضاً : " حَبُّ الحَنْظَلِ الّذي ما فيه لُبّ " . قال الدِّينَوَريّ : قال بَعْضُ الرَّواة : وهو أَيضاً من كُلّ شيْءٍ وكَذلِك نَحْو حَبِّ البِطِّيخ والقِثّاءِ وما أَشْبَهَهما وأَنْشَد أَبو نَصْر لِذي الرُّمَّة :
وكائِنْ تَخَطَّتْ ناقَتِي مِنْ مَفازَةٍ ... إِلَيْكَ ومن أَحْوَاضِ ماءٍ مُسَدَّم
بأَرجائهِ القِرْدَانُ هَزْلَى كأَنَّها ... نَوَادِرُ صيصاء الهَبِيد المُحَطَّمِ وصف ماءً بِعيدَ العَهْدِ بوُرُودِ الإِبلِ عليه فقِرْدانُه هَزْلَى . قال ابنُ بَرِّيّ : ويُرْوَى : بأَعْقَارِه القِرْدَانُ . وقال الدِّينَوَرِيُّ : قال أَبو زِيادٍ الأَعرابِيُّ - وكان ثِقَةً صَدُوقاً - إِنَّهُ رُبَّمَا رَحَلَ الناسُ عن دِيَارِهم بِالبَاديَةِ وتَرَكُوهَا قِفاراً والقِرْدانُ مُنْتَشِرَةٌ في أَعْطانِ الإِبِل وأَعْقَارِ الحِيَاضِ ثمّ لا يَعُودُون إِلَيْهَا عَشْرَ سنِينَ وعِشْرِينَ سَنَةً ولا يَخْلُفُهُم فيها أَحَدٌ سِواهم ثمّ يَرْجِعُون إِليها فيَجِدُون القِرْدانَ في تلك المَواضِعِ أَحْيَاءً وقد أَحَسَّت برَوائِحِ الإِبلِ قَبْلَ أَن تُوَافِيَ فتَحرَّكَتْ . وأَنْشَد بَيْتَ ذِي الرُّمَّة المذكور . وصيصَاءُ الهَبيدِ : مَهْزُولُ حَبِّ الحَنْظَل ليْس إِلاَّ القِشْر وهذا القُراد أَشْبَهُ شَيْءٍ به . قال ابنُ بَرِّيّ : ومثْلُ قول ذِي الرُّمَّةِ قَوْلُ الرَّاجِز :
قِرْدَانُه في العَطَنِ الحَوْلِيِّ ... سُودٌ كحَبِّ الحَنْظَلِ المَقْلِيِّ " وقد صَاصَت النَّخْلَةُ " تَصَاصُ ويُقَال من الصِّيصاءِ : صَاصَتْ صِيصَاءً " وصَيَّصَت " تَصْيِيصاً وهذا من الصِّيص " وأَصَاصَتْ " إِصَاصَةً الثلاثةُ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . الأُولَى نَقَلَهَا الصّاغَانِيّ في العُبَاب : إِذا صار ما عَلَيْهَا صِيصاً أَي شِيصاً . " والصِّيصَة كذا في سائر النُّسَخ وهو خَطَأٌ أَو هو على التَّخْفيف وفي الصّحاح والعُبَاب : والصِيصِيَة " شَوْكَةُ الحائكِ " التي " يُسَوِّي بها السَّدَى واللُّحْمَةَ " وأَنشد لدُرَيْد بن الصِّمَّة :
فجِئتُ إِليهِ والرِّمَاحُ تَنُوشُهُ ... كوَقْعِ الصَّيَاصِي في النَّسيج المُمَدَّدِ قال ابنُ بَرِّيّ : حَقُّ صيصِيَةِ الحائك أَنْ تُذْكَرَ في المعتلّ لأَنّ لامَها يَاءٌ وليسَ لامُهَا صاداً . منه الصِّيصِيَة : " شَوْكَةُ الدِّيكِ " التي في رِجْلَيْه . الصّيصِيَة أَيضاً : " قَرْنُ البَقَرِ والظِّباءِ " " والجَمْعُ الصِّيَاصِي ورُبَّمَا كانت تُرَكَّبُ في الرِّماح مَكَانَ الأَسِنَّة وإِنَّمَا سُمِّيَتْ صَيَاصِيَ لأَنَّها يُتَحَصَّنُ بها . وأَنْشَد ابنُ بَرّيّ لعَبْد بَنِي الحَسْحَاسِ :
فأَصْبَحَتِ الثِّيرَانُ غَرْقَى وأَصْبَحَتْ ... نسَاءُ تَميمٍ يَلْتَقِطْنَ الصَّياصِيَا أَي يَلْتَقطْن القُرُونَ ليَنْسِجْنَ بها يُريد : لكَثْرَة المَطَر غَرِقَ الوَحْشُ . وفي الحَديث وذَكَرَ فتْنَةً تكونُ في أَقْطَار الأَرْض : " كَأَنَّهَا صَيَاصِي بَقَرِ " أَي قُرُونُهَا . يقال وَاحدُها صِيصَةٌ بالتَّخْفيف شَبَّه الفِتْنَةَ بها لِشِدَّتِهَا وصُعُوبَةِ الأَمْرِ فيها . الصِّيصِيَةُ : " الحِصْنُ " والجَمْع الصَّياصِي ومنه قولُه تَعَالَى " منْ صَيَاصِيهِم " أَي من حُصُونِهم التي تَحَصَّنُا بها . " وكُلُّ ما امْتُنِعَ به " فهو صِيصِيَةٌ " ج صَيَاصٍ " بحذف الياء على التَّخْفيف . قال أَبو عَمْرو : الصِّيصِيَةُ من الرِّعاءِ : " الرَّاعي الحَسَنُ القيَامِ على مالِه . و " قال غيرُه : الصِّيصِيَةُ : " الوَدُّ " أَي الوَتِدُ الذي " يُقْلَع به التَّمْرُ " شُبِّه بقَرْن البَقَر قال :
" خالِي عُوَيْفٌ وأَبُو عَلجِّ
" المُطْعِمانِ اللَّحْمَ بالعَشِجِّ
" وبالغُداةِ فِلَقَ البَرْنِجِّ
" يُقْلَعُ بالوَدِّ وبالصِّيصِجِّ أَرادَ أَبُو عَليّ وبالعَشّي والبَرْنِيّ وبالصِيصِيّ
فصل العين المهملة مع الصاد
" نَصَّ الحَدِيثَ " يَنُصُّه نَصّاً وكَذَا نَصَّ " إِليْه " إِذا " رَفَعَهُ " . قال عَمْرُو بنُ دِينَارٍ : مَا رأَيْتُ رَجُلاً أَنَصَّ لِلْحَدِيث من الزُّهْرِيّ أَي أَرْفَعَ له وأَسْنَدَ وهو مَجَازٌ . وأَصْلُ النَّصِّ : رَفْعُك لِلشَّيْءِ . نَصَّ " نَاقَتَهُ " يَنُصُّها نَصَّاً : إِذا اسْتَخْرَجَ أَقْصَى ما عِنْدَهَا من السَّيْرِ " وهو كَذلكَ مِنَ الرَّفْعِ فإِنَّه إِذا رَفَعَها في السَّيْرِ فقَد اسْتَقْصَى ما عِنْدَها من السَّيْرِ . وقال أَبُو عُبَيْد : النَّصُّ : التَّحْرِيكُ حَتَّى تَسْتَخْرِجَ من النَّاقَةِ أَقْصَى سَيْرِهَا . وفي الحَدِيث : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَليْه وسَلَّم حِينَ دَفَعَ مِن عَرَفَاتٍ سَارَ العَنَقَ فإِذا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ " أَيْ رَفَعَ نَاقَتَهُ في السِّيْرِ . وفي حَدِيثٍ آخَرَ " أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما : ما كُنْتِ قائِلَةً لَوْ أَنَّ رِسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم عارَضَكِ ببَعْض الفَلَواتِ نَاصَّةً قَلُوصَكِ مِنْ مَنْهَلٍ إِلى آخَرَ " أَي يُقَالُ منه فَعَلَ البَعِيرُ أَي لا يُبْنَى من النَّصِّ فِعْلٌ يُسْنَدُ إِلى البَعِير . نَصَّ " الشَّيْءَ " يَنُصُّهُ نَصّاً : " حَرَّكَهُ " وكذلك نَصْنَصَهُ كما سيأَتِي . " ومنه فُلانٌ يَنُصُّ أَنْفَهُ غَضَباً " أَي يُحَرِّكُهَا " وهو نَصَّاصُ الأَنْفِ " ككَتَّانٍ عن ابْنِ عَبَّادٍ . نَصَّ " المَتَاعَ " نَصّاً : " جَعَلَ بَعْضَه فَوْقَ بَعْضِ " . من المَجَازِ : نَصَّ " فُلاناً " نَصّاً إِذا " اسْتَقْصَى مَسْأَلَتَهُ عن الشَّيْءِ " أَي أَحْفَاه فِيهَا ورَفَعَه إِلى حَدِّ ما عِنْدَه من العِلْمِ كما في الأَسَاس وفي التَّهْذِيبِ والصّحاح : حَتَّى اسْتَخْرَجَ كُلَّ ما عِنْدَه . نَصَّ " العَرُوسَ " يَنُصُّهَا نَصّاً : " أَقْعَدَها على المِنَصَّةِ بالكَسْر " لِتُرَى " وهي ما تُرْفَعُ عَليْهِ " كسَرِيرِهَا وكُرْسيِّهَا وقد نَصَّهَا " فانْتَصَّتْ " هي . والمَاشِطَةُ تَنُصُّ العَرُوسَ فتُقْعدُهَا على المِنَصَّةِ وهي تَنْتَصُّ عَليْهَا لِتُرَى مِنْ بَيْنِ النِّسَاءِ . نَصَّ " الشَّيْءَ : أَظْهَرَه " وكُلُّ ما أُظْهِرَ فقَدْ نُصَّ . قِيلَ : ومنهُ مِنَصَّةُ العَرُوسِ لأَنَّهَا تَظْهَر عليها . نَصَّ " الشِّوَاءُ يَنِصُّ نَصِيصاً " من حَدِّ ضَرَبَ : " صَوَّتَ على النَّارِ " نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ عن ابنِ عَبَّادٍ . نَصَّت " القِدْرُ " نَصِيصاً : " غَلَتْ " نقله الصَّاغَانِيّ عن ابْنِ عَبّادٍ . " والمَنَصَّةُ بالفَتْح : الحَجَلَةُ " على المِنَصَّةِ وهي الثِّيَابُ المُرَقَّعَةُ والفُرُشُ المُوَطَّأَةُ . وتَوَهَّمَ شيخُنَا أَنّ المِنَصَّة والمَنَصَّةَ وَاحِدٌ فقال : مالَ بهَا أَوَّلاً إِلى أَنَّهَا آلَةٌ فكَسَرَ المِيمَ ومَالَ بِهَا ثانياً إِلَى أَنَّهَا مَكَانٌ والمَكَانُ بفَتْح كما هو ظَاهِرٌ . قال : وضَبَطَه الشَّيْخُ يس الحِمْصِيّ - في أَوائلِ حَوَاشِيه على شَرْحِ الصُّغْرَى - بالكَسْرِ عَلَى أَنَّهَا آلَةُ النَّصِّ أَي الرَّفَعِ والظُّهُورِ ولَعَلَّه أَخَذَ ذلِكَ من كَلاَمِ المُصَنِّفِ السّابِقِ لأَنَّهُ كَثِيراً ما يَعْتَمِدُه . انْتَهَى . وأَنْتَ خَبِيرٌ بأَنَّهُما لَوْ كَانَا وَاحِداً لَقَالَ - بعد قَوْله على المْنَصَّة - بالكَسْرِ ويُفْتَح عَلَى عَادَتِه فالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ المِنَصَّةً والمَنَصَّةَ وَاحِدٌ على قَوْلِ بَعْضِ الأَئِمَّةِ . ومنهم مَنْ فَرَقَ بَيْنَهُمَا بأَنَّ السَّرِيرَ والكُرْسِيَّ بالكَسْرِ والحَجَلَة عليها بالفَتْحِ وإِليْه مالَ المُصَنِّف والدَّلِيلُ على ذلِكَ قولُه : هُوَ مَأْخُوذٌ " من " قَوْلهم : " نَصَّ المَتَاعَ " يَنُصُّهُ نَصّاً إِذا جَعَلَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضِ ولا يَخْفَى أَنَّ الحَجَلَةَ غيْرُ الكُرْسِيّ والسَّرِير فتأَمَّلْ . قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : " النَّصُّ : الإِسْنَادُ إِلى الرَّئِيسِ الأَكبَر . والنَّصُّ : " التَّوقِيفُ . و " النَّصُّ : " التَّعْيِينُ على شَيْءٍ ما " وكُلُّ ذلِكَ مَجَازٌ من النَّصِّ بمَعْنَى الرَّفْعِ والظُّهُورِ . قلْتُ : ومنه أُخِذَ نَصُّ القُرْآنِ والحَدِيثِ وهو اللَّفْظُ الدَّالُّ على مَعْنَىً لا يَحْتَملُغيْرَهُ : وقِيلَ : نَصُّ القُرْآنِ والسُّنَّةِ : ما دَلَّ ظَاهِرُ لَفْظِهِمَا عَليْه مِن الأَحْكَام وكذا نَصُّ الفُقَهَاءِ الَّذِي هو بَمَعْنَى الدَّلِيلِ بضَرْبٍ من المَجَازِ كما يَظْهَرُ عِنْدَ التَّأَمُّلِ . " وسَيْرٌ نَصٌّ ونَصِيصٌ " أَي " جِدٌّ رَفِيعٌ " وهو الحَثُ فيه وهو مَجَازٌ . وأَصْلُ النَّصِّ : أَقْصَى الشَّيْءِ وغَايَتُهُ ثُمَّ سُمِّيَ به ضَرْبٌ من السَّيْرِ سَرِيعٌ كما قَالَه الأَزْهَرِيّ وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ : هُ : وقِيلَ : نَصُّ القُرْآنِ والسُّنَّةِ : ما دَلَّ ظَاهِرُ لَفْظِهِمَا عَليْه مِن الأَحْكَام وكذا نَصُّ الفُقَهَاءِ الَّذِي هو بَمَعْنَى الدَّلِيلِ بضَرْبٍ من المَجَازِ كما يَظْهَرُ عِنْدَ التَّأَمُّلِ . " وسَيْرٌ نَصٌّ ونَصِيصٌ " أَي " جِدٌّ رَفِيعٌ " وهو الحَثُ فيه وهو مَجَازٌ . وأَصْلُ النَّصِّ : أَقْصَى الشَّيْءِ وغَايَتُهُ ثُمَّ سُمِّيَ به ضَرْبٌ من السَّيْرِ سَرِيعٌ كما قَالَه الأَزْهَرِيّ وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ :
" وتَقْطَعُ الخَرْقَ بسَيْرٍ نَصِّ وقال الأَزْهَرِيّ مَرَّةً : النَّصُّ في السَّيْرِ : أَقْصَى ما تَقَدِرُ عليه الدَّابَّةُ . في الصّحاح : نَصُّ كُلِّ شَيْءٍ : مُنْتَهَاهُ . وفي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه : " إِذا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الحِقَاقِ " - هذِه الرِّوَايَة المَشْهُورَةُ " أَو " نَصَّ " الحَقَائِقِ - فالعَصَبَةُ أَوْلَى " أَي بَلَغْنَ الغَايَةَ الَّتِي عَقَلْنَ فِيهَا " وعَرَفْنَ حَقَائِقَ الأُمُورِ " أَو قَدَرْنَ فِيهَا على الحِقَاقِ وهو الخِصَامُ أَو حُوقَّ فِيهِنَّ فقالَ كُلٌّ من الأَوْلِيَاءِ أَنَا أَحَقُّ " . وقال الأَزْهَرِيّ : نَصُّ الحِقَاق إِنّمَا هُوَ الإِدْرَاكُ وأَصْلُه مُنْتَهَى الأَشيَاءِ ومَبْلَغُ أَقْصَاهَا . وقال المُبَرِّدُ : نَصُّ الحِقَاقِ : مُنْتَهَى بُلُوغِ العَقْلِ وبه فَسَّرَ الجَوْهَرِيُّ أَيْ إِذا بَلَغَتْ من سِنِّهَا المَبْلَغَ الَّذِي يَصْلُحُ أَنْ تُحَاقِقَ وتُخَاصِمَ عن نَفْسها وهو الحِقَاقُ فعَصَبَتُهَا أَوْلَى بِهَا من أُمِّهَا . " أَو " الحِقَاقُ في الحَدِيثِ " اسْتِعَارَةٌ مِنْ حِقَاقِ الإِبِلِ أَي انْتَهَى صِغَرُهُنَّ " وهذا مِمّا يَحْتَجُّ به مَن اشْتَرَطَ الوَلِيَّ في نِكَاحِ الكبِيرَة . رَوَى أَبو تُرَابٍ عن بَعْضِ الأَعْرَابِ : كَانَ " نَصِيصُ القَوْمِ " وحَصِيصُهُم وبَصِيصُهُم أَي " عَدَدُهُمْ " بالنَّونِ والحَاءِ والبَاءِ . " والنَّصَّةُ " بالضَّمِّ : الخُصْلَةُ من الشَّعْرِ " مِثْلُ القُصَّةِ منه " أَو الشَّعْرُ الَّذِي يَقَعُ عَلَى وَجْهِهَا مِنْ مُقَدَّمِ رَأْسِهَا " عن ابنِ دُرَيْدٍ . ولَو قال : أَو مَا أَقبَلَ على الجَبْهَةِ منه كان أَخْصَرَ والجَمْعُ نُصَصٌ ونِصَاصٌ وقد أُغْفِل عَنْه المُصَنِّف قُصُوراً . " وحَيَّةٌ نَصْنَاصٌ : كَثِيرَةُ الحَرَكَةِ " وهُوَ من نَصْنَصَ الشِّيْءَ : إِذا حَرَّكَةُ . " ونَصَّصَ " الرَّجُلُ " غَرِيمَهُ " تَنْصِيصاً كَذَا " نَاصَّهُ " مُنَاصَّةً أَي " اسْتَقْصَى عَليْهِ ونَاقَشَه " . ومِنْهُ ما رُوِيَ عن كَعْبٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه أَنَّهُ قَالَ : " يَقُول الجَبَّارُ : احْذَرُونِي فإِنّي لا أُنَاصُّ عَبْداً إِلاّ عَذَّبْتُهُ " أَي لا أَسْتَقْصِي عَليْه في السُّؤَالِ والحِسَابِ إِلاَّ عَذَّبْتُهُ وهِيَ مُفَاعَلَةٌ من النَّصِّ . " وانْتَصَّ " الرَّجُلُ : " انْقبَضَ " عن ابنِ عَبَّادٍ . قالَ اللَّيْثُ : انْتَصَّ السَّنَامُ : " انْتَصَبَ و " قال غيْرُه : " ارْتَفَعَ " ومَعْنَى انْتَصَبَ . اسْتَوَى واسْتَقامَ . وأَنشد اللَّيْثُ للعَجَّاجِ :
" فبَاتَ مُنْتَصّاً وما تَكَرْدَسَاو " نَصْنَصَهُ : حَرَّكَهُ وقَلْقَلَهُ " وكُلُّ شَيْءٍ قَلْقَلْتَهُ فَقَدْ نَصْنَصْتَهُ . وقال شَمِرٌ : النَّصْنَصَةُ والنَّضْنَضَةُ : الحَرَكَةُ : وقال الجَوْهَرِيّ : وفي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ دَخَلَ عَليْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهما وهُوَ يُنَصْنِصُ لِسَانَهُ ويَقُولُ : " هذَا أَوْرَدَنِي المَوَارِدَ " قال أَبُو عبَيْدٍ : هو بالصَّادِ لا غيْرُ . قالَ : وفيهِ لُغَةٌ أُخْرَى ليْسَت في الحَدِيث : " نَضْنَضْتُ " بالضَّادِ انْتَهَة . قلت : والصّادُ فيه أَصل ليْسَتْ بَدَلاً من الضَّادِ كما زَعَمَ قَوْمٌ لأَنَّهما ليستَا أُخْتَيْنِ فتبَدَل إِحداهُمَا من صاحِبَتِهَا . نَصْنَصَ " البَعِيرُ " مِثْل حَصْحَصَ كما في الصّحاح . وقال اللَّيْثُ : أَي " أَثْبَتَ رُكْبَتَيْهِ في الأَرْضِ وتَحَرَّكَ " إِذا هَمَّ " للنُّهُوض " . وقال غيْرُه : النَّصْنَصَةُ : تَحَرُّكُ البَعِيرِ إِذا نَهَضَ من الأَرْضِ ونَصْنَصَ البَعِيرُ : فَحَصَ بصَدْرِه في الأَرْضِ لِيُبْرُكَ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليْه : نَصَّت الظَّبْيَةُ جِيدَهَا : رَفَعَتْهُ . ومن أَمْثَالِهِم : " وُضِعَ فُلانٌ على المِنَصَّةِ " إِذا افْتَضَحَ وشُهِرَ . ونَصُّ الأَمْرِ : شِدَّتُهُ قال أَيُّوبُ بنُ عباثَةَ :
ولا يَسْتَوِي عِنْدَ نَصِّ الأُمُو ... رِ باذِلُ مَعْرُوفِهِ والبَخِيلُ وفي حَدِيث هِرَقْلَ : يَنُصُّهم أَيْ . يُسْتَخْرِجُ رَأْيَهُم ويُظْهِرُهُ . قيل : ومِنْهُ نَصُّ القُرْآنِ والسَّنَّةِ . ونَصْنَصَ الرَّجلُ في مَشْيِهِ : اهتَزَّ مُنْصِباً . وتَنَاصَّ القَوْمُ : ازْدَحَموا . ونَصْنَصَ نَاقَتَه كنَصَّهَا عن ابْنِ القَطَّاع . ومن المجاز : نُصَّ فُلانٌ سَيِّداً أَي نُصِبَ