" كَانُوا إِذَا جَعَلُوا فِي صِيرِهِمْ بَصَلاًثُمَّ اشْتَوْوا كَنْعَداً مِنْ مَالِح جَدَفُوا ك و د
الكَوْدُ : المَنْعُ ومنه حديث عمرو بن العاص ولكنْ ما قَوْلُكَ في عُقُولٍ كَادَهَا خَالِقُهَا قال ثعلب أَي مَنَعَها . يقال كاَدَ زَيْدٌ يَفْعَل كذا . حكى أَبو الخَطّاب أَن ناساً من العرب يقولون كِيدَ زَيْدٌ يَفْعَل كذا وما زِيلَ يَفْعَل كذا يريدون كَادَ وزَالَ وقد رُوِيَ بَيْتُ أَبي خِرَاش :
وكِيدَ ضِيَاعُ القُفِّ يَأْكُلْنَ جُثَّتِي ... وكِيدَ خِرَاشٌ يَوْمَ ذلِكَ يَيْتَمُ
كَوْداً بالواو وكاداً بالأَلف وكِيداً بالياءِ ومَكَاداً ومَكَادَةً هكَذَا سَرَدَ ابنُ سِيده مصادِرَه أَي هَمَ وقَارَبَ ولمَ يَفْعَل وقال الليث : الكَْدُ مصدرُ كادَ يَكُودُ كَوْداً ومَكَاداً ومَكَادَةً وكِدْت أَفْعَل كذا أَي هَمَمْتُ ولغة بني عَدِيٍّ بالضَّمّ وحكاه سيبويه عن بعضِ العربِ . وفي الأَفعال لابن القَطَّاع : كادَ يَكَادُ كَاداً وكَوْداً هم وأَكثرُ العَرَب على كِدْت أَي بالكسر ومنهم من يقول كُدْتُ أَي بالضمّ وأَجمعوا على يَكَادُ في المستقبل ونقل شيخنا عن تصريف الميدانيّ أَنه قد جاءَ فيه فَعُلَ أَي بالضم يَفْعَل بالفتح على لغة من قال كُدْتَ تَكادُ بضم الكاف في الماضي قال شيخُنا : وذكر غيرُه : وقالوا : هو مما شَذَّ في باب فَعُلَ بالضمّ فإِن مضارعه لا يكون إِلاّ يَفْعُلُ بالضمّ وقد سبق أَنه شَذَّ لَبَّ وما مَعَهُ وهذا مما زادوه كما في شروح اللامِيّة . وقال الزمخشريّ : قد حَوَّلُوا عند اتصال ضميرِ الفَاعِل فَعَل من الواو إِلى فَعُل ومن الياءِ إِلى فَعِل ثم نقلت الضمّة والكسرة إِلى الفاءِ فيقال قُلْت وقُلْن وبِعْث وبِعْنَ ولم يحوِّلوا في غير الضمير إِلاَّ ما جاءَ في قول ناسٍ من العرب كِيدَ يَفْعَل ومَا زِيلَ . قلت : وأَورد هذا البحثَ أَبو جعفرٍ اللّبْلِيّ في بُغْية الآمال وأَلْمَمنا ببعضه في التعريف بضروريّ اللغة والتصريف فراجعه . وفي اللسان : كاد وُضِعتء لمُقَارَبة الشيْءِ فُعِلَ أَو لم يَفْعَل مُجَرَّدَةً تُبْنىءُ عن نَفْيِ الفِعْلِ ومَقْرُونَةً بالجَحْدِ تُنْبِىءُ عن وقُوعهِ أَي الفعل وفي الإِتقان للسيوطيّ : كادَ فِعْلٌ ناقِصٌ أَتى منه الماضي والمضارع فقط له اسمٌ مَرفوع وخبرٌ مُضَارع مُجَرَّد من أَنْ ومعناها : قارَبَ فَنَفْيُهَا نَفْيٌ للمُقَارَبَة وإِثباتها إِثباتٌ للمُقَارَبة واشتره على أَلسنة كثيرٍ أَن نَفْيَها إِثباتٌ وإِثباتَها نَفْيٌ فقولك : كاد زيدٌ يَفْعَل معناه لم يَفْعَل بدليل " وإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ " . وما كاد يفعل معناه فَعَل بدليل " وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ " أَخرجَ ابنُ أَبي حاتمٍ من طريق الضَّحَّاك عن ابنِ عبَّاس قال : كُلّ شيْءٍ في القرآن كادَ وأَكَادُ ويَكادُ فإِنه لا يكون أَبداً وقيل : إِنها تُفيد الدّلالة على وُقوعِ الفِعْل بِعُسْرٍ وقيل : نَفْيُ الماضي إِثباتٌ بدليل " ومَا كَادُوا يَفْعَلُونَ " ونفى المضارع نَفيٌ بدليل لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا " مع أَنه لم يَرَ شيئاً . والصحيح الأَوّل أَنها كغيرها نَفْيها نَفيٌ وإِثباتُهَا إِثباتٌ فمعنى كادَ يَفعل : قارَبَ الفِعْل ولمْ يَفْعَل . وما كادَ يَفْعَل : ما قَارَب الفِعْل فَضْلاً عنْ أَنْ يَفْعَل : ما قَارَب الفِعْلِ لازِمٌ مِن نَفْيِ المُقَارَبَة عَقْلاً . وأَما آية " فَذَبَحُوهَا وضمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ " فهو إِخبار عن حالهم في أَوّلِ مِن ذَبْحِهَا وإِثبات الفِعْل إِنما فُهِم من دَلِيل آخِرَ وهو قوله تعالى : " فَذَبَحُوهَا " وأَما قوله " لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِم " من أَنّه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّمَ لم يَرْكَنْ لاَ قَليلاً ولا كثيراً فإِنه مَفهومٌ مِن جِهَةِ أَنّ لَوْلاَ الا متناعِيَّةَ تقتضِي ذلك انتهى . وفي اللسان : وقال أَبو بكر في قولهم : قَدْ كَادَ فُلاَنٌ يَهْلِك : معناه : قد قَارَبَ الهَلاَكَ ولم يَهْلِك : فإِذا قُلتَ ما كَادَ فُلانٌ يَقُوم فمعناه : قامَ بعد إِبطاءِ وكذلك كاد يَقوم معناه قاربَ القِيَامَ ولم يَقُمْ . قال : وهذا وَجْهُ الكلام ثم قال : وقَد تَكون كاد صِلَةً للكلامِ أَجاز ذلك الأَخْفَشُ وقُطْرُبٌ وأَبو حاتمٍ واحتجّ قُطربٌ بقولِ زيدِ الخَيْلِ :
سَرِيعٍ إِلى الهَيْجَاءِ شَاكٍ سِلاحُهُ ... فَما إِنْ يَكادُ قِرْنُه يَتَنَفَّسُ معناهُ ما يَتَنَفَّسُ قِرْنُه . وقال حَسَّان :
وَتَكَادُ تَكْسَلُ أَنْ تَجِيءَ فِرَاشَهَا ... فِي لِينِ خَرْعَبَةٍ وحُسْنِ قَوَامِمعناه وتضكسل ومنه قوله تعالى : " لَمْ يَكَدء يَرَاهَا " أَي لمْ يَرَهَا ولم يقارب ذلك وقال بعضُهم : رَآهَا مِن بَعْدِ أَن لم يَكَدْ يَراهَا مِن شِدَّةِ الظُّلْمَة . فاتَّضَح بذلك أَن قولَ شيخِنَا : كَوْن كاد صِلَةً للكلام لا قائلَ به إِلا ما وَرَد عن ضَعَفَةِ المُفسِّرين تَحَامُلٌ على المُصنِّف وقُصًورٌ لا يَخْفَى . وقال الأَخْفَشُ في قوله تعالى " لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا " حَمْلٌ على المَعنَى وذلك أَنه لا يراها وذلك أَنك إِذا قلت كاد يَفْعَل إِنما تَعنِي قَارَب الفِعْل على صِحَّةِ الكَلاَمِ وهكذا معنى هذه الآية إِلاّ أَنّ اللغة قد أَجازَتء : لم يَكَدْ يَفْعَل وقد فعَل بَعْدَ شِدَّة وليس هذا صِحَّةَ الكلامِ لأَنه إِذا قال : كادَ يَفْعَل فإِنما يعنِي قارَبَ الفِعْل وإِذا قال لم يَكد يَفْعَل يقول : لم يُقَارِب الفِعْلَ إِلاَّ أَن اللُّغَة جاءَت على ما فُسِّرَ . وقال الفَرَّاءُ : كُلَّمَا أَخْرَجَ يَدَه لمْ يَكد يَرَاهَا مِن شِدَّة الظُّلمَةِ لأَن أَقَلَّ مِن هذه الظُّلمةِ لا تُرَى اليَدُ فيه وأَما لم يَكَد يَقُوم فقَدْ قَام هذا أَكْثَر اللُّغَة . قد يكون كاد بمعنى أَرادَ ومنه قوله تَعالى " كذلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ " وقوله تعالى : " أَكَادُ أُخْفِيهَا " أَي أَردنا وأُرِيدُ وأَنشد أَبو بَكْرٍ للأَفْوَه :
فِإِنْ تَجَمَّعَ أَوْتَادٌ وأَعْمِدَةٌ ... وسَاكِنٌ بَلَغُوا الأَمْرَ الذي كَادُوا أَراد : الّي أَرادوا وأَنشد الأَخفشُ :
كَادَتْ وكِدْتُ وتِلْكَ خَيْرُ إِِرَادَةٍ ... لَوْ كَانَ مِنْ الصَّبَابَةِ مَامَضَى قال : معناه أَرادَتْ وأَردْت وقال الأَخفش في تفسير الآية : مَعناه : أُخْفِيهَا . وفي تَذكرةِ أَبي عَلِيٍّ أَن بعضَ أَهلِ التأْوِيل قالوا : " أَكادُ أُخفيها مَعْنَاه : أُظهِرُها قال شَيْخُنَا : والأَكثر على بقائها على أَصْلِها كما في البحْر والنَّهْرِ وإِعرَابِ أَبي البقاءِ والسَّفاقِسيّ فلا حاجةَ إِلى الخُروج عن الظاهر والله أَعلمِ قال السيوطيّ : وعكسه كقوله . تعالى : " يُرِيدُ أَنْ يَنْقُضَّ " أَي يكاد قلت : وفي اللسان : قال بعضهم في قوله تعالى : " أَكاد أُخْفِيهَا : أُريد أُخفيها فكما جاز أَن تُوضَع أُريد مَوْضِعَ أَكاد في قوله " جِدَاراً يُرِيد أَنْ يَنْقَضَّ " فكذلك أَكادُ فتأَمَّلْ . وقال ابنُ العَوَّام : كاد زَيْدق أَن يَمُوتَ . وأَن لا تَدخل مَع كادَ ولا مع ما تَصرّف مِنها قال الله تعالى " وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي " وكذلك جميع ما في القُرآن قال : وقد يَدْخِلون عليها أَنْ تَشْبِيهاً بِعَسَى قال رؤبة :
" قَدْ كَادَ مِنْ طُولِ البِلَى أَنْ يَمْصَحَا من ذلك قولهم : عَرَفَ فلان ما يُكَادُ مِنْه أَي ما يُرَادُ وفي حديث عَمْرِو بن العاصِ : مَا قَوْلُك في عُقُولٍ كَادَهَا خَلِقُها وفي رواية تِلْكَ عُقولٌ كادَهَا بَارِئُها أَي أَرادَها بِسُوءٍ . قال الليث : الكَوْدُ مصْدر كادَ يَكُود كَوْداً ومَكَاداً ومَكَادَةً تقول لِمَن يَطلُب إِليك شيئاً ولا تُريد أَن تُعْطِيَه تقول : لا ولاَ مَهَمَّةَ ولا مَكادَةَ . ولا كَوْداً ولا هَمًّا ولا مَكَاداً ولا مَهَمَّا أَي لا أَهُمُّ ولا أَكادُ . ويَكُودُ على صِغة المضارع : عن الصاغانيّ ولم أَجده في معجم ياقوتٍ مع استيعابه . وهو يَكُودُ بِنفْسِه كَوْداً عن الصاغانيّ لُغَة في تَكِيد كَيْداً أَي يَجُود بها ويسوق وذكره غالبُ اللغويين في الياءِ وسيأْتي . وأَكْوَأَدَّ الفَرْخُ والشَّيْخُ : شَاخَ وارْتَعَشَ كاكْوَهَدَّ . والكَوْدَةُ : كلّ ما جَمَعْتَ من تُرَابٍ وطعام ونَحْوِه وجَعَلْتَه كُثَباً أَكْوَادٌ . وكَوَّدَه أَي الترابَ : جَمَعَه جعَله كُثْبَةً واحِدةً يمانية . وكُوَادٌ وكُوَيْدٌ كغُرَابٍ وزُبَيْرٍ : اسمانِ
نَكِد عَيْشُه كفَرِحَ : اشتَدَّ وعَسُرَ يَنْكَد نَكَداً ورجُلٌ نَكِدٌ عَسِرٌ وفيه نَكَادةٌ نَكِدَت البِئْرُ : قَلَّ مَاؤُها كنَكَزَتْ وماءٌ نُكْدٌ أَي قَلِيل . ونَكَد الغُرَابُ كنَصَر : اسْتَقْصَى في شَحِيجِه كأَنَّه يَقِيُّء كَتَنَكَّد كما في الأَساس نَكَد زَيْدٌ حاجَةَ عمْرٍو : منَعه إِيَّاها وعبارةُ اللسان ونَكَده حاجَتَه : منَعه إِيَّاها نَكَد فُلاناً : منَعَه ما سأَلَه أَو نَكَده ما سأَله يَنْكُدُه نَكْداً : لَمْ يُعْطِه منه إِلاَّ أَقَلَّهُ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
مِن البِيضِ تُرْغِينَا سُقَاطَ حدِيثِها ... وتَنْكُدُنَا لَهْوَ الحَدِيثِ المُمنَّعِ تُرْغِينَا أَي تُعْطِينَا منه ما لَيْسَ بِصَرِيحٍ . وتَنْكُدُنا : تَمْنَعُنَا . نُكدَ الرجُلُ كعُنِيَ فهو مَنْكُود : كَثُرَ سُؤّالُه وقَلَّ نائِلُه وفي اللسان : رَجُلٌ مَنْكُودٌ ومَعْرُكٌ وَمَشْفُوه ومَعْجُوزٌ : أُلِحَّ عَلَيْه في المسأَلَة عن ابن الأَعْرَابيّ . ورَجُلٌ نَكِدٌ بالكسر ونَكَدٌ بفتحتين ونَكْدٌ بفتح فسكون وأَنْكَدُ : شُؤْمٌ عَسِرٌ لئيمٌ وكلُّ شيْءٍ جَرَّ على صاحِبِه شَرًّا فهو نَكَدٌ وصاحِبُه أَنْكَدُ نَكِدٌ وقَوْمٌ أَنْكَاد وَمَنَاكِيدُ ونُكْدٌ ونكد : مَنَاحِيسُ قَلِيلُو الخَيْرِ . والنُّكْدُ بالضمّ : قِلَّةُ العَطَاءِ وأَن لا يَهْنَأَه مَن يُعْطَاهُ وأَنشد :
وأَعْطِ مَا أَعْطَيْتَهُ طَيِّباً ... لاَ خَيْرَ فِي المُنْكُودِ والنَّاكِدِ ويُفْتَح ونَكِدَ الرَّجُل نَكَداً : قَلَّلَ العَطاءَ أَو لم يُعْطِ البَتَّةَ أَنشد ثعلبٌ :
نَكِدْتَ أَبَازُبَيْبَةَ إِذْ سَأَلْنَا ... ولَمْ يُنْكَدْ بِحَاجَتِنَا ضَبَابُ
عَدَّاه بالباءِ لأَنه في معنَى بَخِلَ حتّى كأَنَّه قال : بَخِلْت بحاجَتِنَا . النُّكْدُ بالضمّ : الغَزِيراتُ اللَّبَنِ من الإِبلِ والتي لا لَبَنَ لَهَا ضِدُّ وهذه عن ابنِ فارِسٍ صاحب المُجْمَل قال : ناقَةٌ نَكْدَاءُ : لا لَبَنَ لها قال الصاغانيُّ : تَفَرَّد بها ابنُ فَارِسٍ وقد خالَفَه الناسُ وقال السُّهَيْليّ في الرَّوْض : وأَحْسَبه من الأَضداد لأَنه اسْتُعْمِل في الضِّدَّيْنِ لأَنه قد يقال نَكِدَ لَبَنُها إِذا نَقَصَ قيل : هي التي لا يَبْقَى لها وَلَدق فيَكْثُرُ لَبَنُها لأَنّها حينئذٍ لا تُرْضِع . قال الكُمَيْت :
" وَوَحْوَحَ فِي حِضْنِ الفَتَاةِ ضَجِيعُهَاولَمْ يَكُ فِي النُّكْدِ المَقَالِيتِ مَشْخَبُ
" وحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلاَدُ ولَمْ يَكُنْلِعُقْبَةِ قِدْرِ المُسْتَعِيرِينَ مُعْقِبُ ويروى : ولم يَكُ في المُكْدِ وهما بمعنًى الواحِدَةُ نَكْدَاءُ ويقال للناقَةِ التي مات وَلَدُها : نَكْدَاءُ وإِيّاها عَنَى الشاعرُ :
" وَلمْ أَرْأَمِ الضَّيْمَ اخْتِتَاءً وذِلَّةًكَمَا شَمَّتِ النَّكْدَاءُ بَوًّا مُجَلَّدَا ونَاقَةٌ نَكْدَاءُ : مِقْلاَتٌ لا يَعِيش لها وَلدٌ فتَكْثُر أَلْبَانُها وفي حديثِ هَوازِنَ ولادَرُّهَا بِمَاكِدٍ ولا نَاكِدٍ قال ابنُ الأَثير : قال القُتَيْبِيّ : إِن كان المحفوظ ناكِد فإِنه أَراد القليلَ لأَن النَّاكِدَ : الناقةُ الكثيرةُ اللبنِ فقال : مادَرُّها بِغَزيرٍ . والنَّاكِدُ أَيضاً : القليلةُ اللَّبَنِ وكذلك النَّكْدَاءُ وفي قَصيدِ كَعْبٍ :
" قَامَتْ تُجَاوِبُهَا نُكْدٌ مَثَاكِيلُ جَمْع نَاكِدٍ وهي التي لا يَعِيش لها وَلَدٌ . يقال : عَطَاءٌ مَنْكُودٌ أَي نَزْرٌ قَليلٌ قال رَبِيعَةٌ بن مَقْرُومٍ يَمدَح مَسْعُودَ بن سالمٍ :
" لا حِلْمُكَ الحِلْمُ مَوْجُوداً عَلَيْهِ وَلاَمُلْفًى عَطَاؤُكِ فِي الأَقْوَامِ مَنْكُودَا وفي الأَساس : عَطَاءٌ مَنْكُودٌ غير مُهَنَّإٍ كمُنَكَّدٍ . ونَكِيدَي بالفتح فالكسر اسم مَدِينَة أَبُقْرَاطَ الحَكِيمِ بالرُّومِ والشائِع على أَلْسِنة أَهلِ الروم نيكدَهُ وفي المَرَاصِد والمُعْجَم : بَيْنَهَا وبين قَيْسَارِيَّة من جِهة الشَّمَالِ ثَلاَثَةُ أَيَّام قيل : إِن أُبُقْرَاطَ الحَكِيمَ كانَ بِهَا وبينها وبين هِرَقْلَةَ ثلاثَةُ أَيّامٍ ونَقَل شيخُنَا عن المَوْلَى أَحمَد أَفندِي : أَظُنُّه فَارِسِيًّا مُعَرَّباً مِن نِيكَ دَه أَي قَرية حَسَنَةٌ . وتَنَاكَدَا : تَعَاسَرَا وهما يَتَنَاكَدانِ ونَاكَدَه فلانٌ إِذا عَاسَرَه وهو مُنَاكِدٌ . ومما يستدرك عليه : أَرضُونَ نِكَادٌ : قَلِيلَة الخَيْرِ وفي الدعاءِ : نَكْداً له وجَحْداً ونُكْداً وجُحْداً . وسَأَلُه فَأَنْكَدَه أَي وَجَدَه عَسِراً مُقَلِّلاً وقيل : لم يَجِد عندَه إِلاَّ نَزْراً قَليلاً . وَطَلَبَ فُلانٌ حاجَةً فأَنْكَدَ أَي أَكْدَى . وقوله تعالى : " والَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً " قرأَ أَهلُ المدينة نَكَداً بفتح الكاف وقرأَت العامَّةُ نَكِداً بكسرها قال الزجَّاج : وفيه وَجهانِ آخرانِ لم يُقْرَأْ بهما : إِلاَّ نَكْداً ونُكْداً وقال الفَرَّاءُ : معناه لا يَخْرُج إِلاَّ في نَكَدٍ وشِدَّةٍ . ونَكَّدَ عَطَاءَه بالمَنِّ . ونُكِدَ فُلانٌ : اسْتُنْفِدَ ما عِندَه ونُكِدَ الماءُ : نُزِفَ . وجاءَه مُنْكِداً أَي غيرَ مَحْمُودِ المَجِيءِ وقال مَرَّةً : أَي فَارِغاً وقال ثَعْلَب : ِنما هو مُنْكِزاً وسيأْتي من نَكِزَت البِئرُ إِذَا قَلَّ ماؤُهَا وهو أَحْسَنُ وإِنْ لم يُسْمَع أَنْكَزَ الرجُلُ إِذا نَكِزَتْ مِيَاهُ آبارِه . وماءٌ نُكْدٌ أَي قَلِيلٌ . والأَنْكَدانِ : مازِنُ بنُ مالِك بن عَمرو بن تميم ويَرْبُوعُ بن حَنْظَلَةَ قال بُجَيْر بنُ عَبْدِ الله بن سَلَمَةَ القُشَيْرِيّ :
الأَنْكَدَانِ مَازِنٌ ويَرْبُوعْ ... هَا إِنَّ ذَا الْيَوْمَ لَشَرٌّ مَجْمُوعُوكان بُجَيْرْ هذا قد الْتَقَى هو وقَعْنَبُ بن الحارث اليَربوعيّ فقال بُجَيْر : يا قَعْنَبُ ما فَعَلَتِ البيضاءُ فَرَسُكَ ؟ قال : فكيف شُكْرُك لها ؟ قال : ومَا عَسَيْتُ أَن أَشْكُرَها ؟ قال : وكيف لا يَشْكُرُهَا وقد نَجَّتْكَ مِنّي ؟ قال قَعْنَبٌ : ومتى ذلك ؟ قال : حيث أَقول :
تَمَطَّتْ بِهِ البَيْضَاءُ بَعْدَ اخْتِلاَسِه ... عَلَى دَهَشٍ وَخِلْتُنِي لَمْ أُكَذَّبِ فَأَنْكَرَ قَعْنَبٌ ذلك وتَلاَعَنا وتَدَاعَيَا أَن يَقْتُلَ الصادِقُ منهما الكاذِبَ ثم إِن بُجَيْراً أَغارَ على بني العَنْبَرِ فغَنِمَ ومَضَى وأَتْبَعَتْه قبائلُ مِن تَميمٍ ولحقَ به بنو مازِنٍ وبنو يَرْبُوع فلما نَظَر إِليهم قال هذا الرَّجَزَ ثم إِنهم احْتَرَبُوا قليلاً فحَمَلَ قَعْنَبُ بن عِصْمَةَ بنِ عاصمٍ اليَرْبُوعيُّ على بُجَيْرٍ فطعَنَه فأَذْرَاهُ عن فرسه فَوَثَب عليه كَدَّامُ بن بَجِيلَة المازِنِيُّ فأَسرَه فجاءَه قَعْنَبٌ اليَرْبُوعيُّ لِيَقْتُلَه فمنَعَ منه كَدَّامٌ المازنيُّ فقال له قَعْنَبٌ : مَازِ رَأْسَك والسَّيْفَ . فخَلَّى عنه كَدَّامٌ فضَرَبَه قَعْنَبٌ فأَطَارَ رَأْسَه ومازِ تَرْخِيم مازِنٍ ولم يكُن اسْمُه مازِناً وإِنما كان اسْمُه كَدَّاماً وإِنما سَمَّاهُ مازِناً لأَنه من بني مازِنٍ وقد يَفْعَلُ العَرَبُ مِثْلَ هذا في بعضِ المواضِع كذا في اللسان . ونُوكَنْدُ : قَريةٌ من قُرَى سَمَرْقَنْدَ وتفسيره حَفَر جَديداً