الكَرْدُ : العُنُقُ لُغَة في القَرْدِ فارِسِيّ مُعَرَّب قال الشاعر :
فَطَارَ بِمَشْحُوذِ الحَدِيدَةِ صَارِمٍ ... فَطَبَّقَ مَا بَيْنَ الذُّؤَابَةِ والكَرْدِ وقال آخر :
وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه ... ضَرَبْنَاهُ دُون الأُنْثَيَيْنِ عَلَى الكَرْدِ أَوْ أَصْلُها وهو مَجْثَمُ الرّأْسِ على العُنق وتأْنيثُ الضَّمير على لغةِ بعضِ أَهلِ الحِجاز فإِنهم يُؤنِّثون العُنُقَ وهي مَرجُحةٌ قاله شيخُنا . وفي اللسان : والحَقيقة في الكَرْد أَنه أَصْلُ العُنُقِ . والكَرْدُ : السَّوْقُ وطَرْدُ العَدُوِّ كَرَدَهم يَكْرُدُهم كَرْداً : ساقَهم وطَرَدَهم ودَفَعَهم وخَصَّ بعضُهم بالكَرْدِ سَوْقَ العَدُوِّ في الحَمْلَةِ . وفي حديثِ عُثْمَانَ رضي اللهُ عنه لمَّا أَرادوا الدُّخول عليه لقتله " جَعَلَ المُغِيرَةُ بنُ الأَخْنَسِ يَحْمِل عَلَيْهِم وَيَكْرُدُهم بِسَيْفِه " أَي يَكُفُّهم ويَطْرُدُهم والكَرْدُ : القَطْعُ ومنه : شَرِبٌ مَكْرُودٌ أَي مقطوع . والكُرْدُ بالضمِّ : جِيلٌ معروف وقبائلُ شَتَّى : أَكْرَادٌ كقُفْل وأَقْفَالٍ واختُلِف في نَسبهم فقيل جَدُّهم كُرْدُ بن عَمْرٍو مُزَيْقَاءَ وهو لَقَبٌ لعَمْرٍو لأَنه كان كلَّ يوم يَلْبَس حُلَّةً فإِذا كان آخر النهار مَزَّقها لئلا تُلْبَس بعدَه ابنِ عامِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ هكذا في سائر النُّسخ والصواب أَنْ ماءَ السماءِ لَقَبٌ لعامر ويَدُلُّ له قولُ الشاعِرِ :
أَنَا ابنُ مُزَيقِيَا عَمْرٍو وجَدِّي ... أَبوه عامرٌ ماءُ السَّماءِ
هكذا رواه أَهلُ الأَنْسَاب كابن حَزْمٍ وابن رَشِيق والسُّهَيليّ ويرويه النحويّون أَبُوه مُنْذِرٌ بدل عامر وهو غَلَطٌ قاله شيخُنا وإِنما لُقِّب به لأَنه كان إِذا أَجْدَب القَوْمُ وحَلَّ بهم المَحْلُ مَانَهم وقامَ بِطَعَامِهِم وشرابِهم حتى يَأْتِيهَم المَطَرُ فقالوا له : ماءُ السماءِ . قلت : وعامرٌ ماءُ السماءِ أَعْقَب عِمْرَانَ بن عامِر وعَمْراً مُزَيْقِياءَ فهما ابنا عامرٍ ماءِ السماءِ ابن حارِثةَ الغِطْرِيف بنِ امرِىء القيس الغطريفِ بن ثَعْلَبة البُهْلول بن مازن السِّراج بن الأَزد والعَقِب من عمرٍو مُزؤقياءَ في سِتِّ أَبْطُنٍ : ثَعْلَبَة العَنْقَاء وحارِثَة وجَفْنَة وعِمْرَان ومُحَرِّق وكَعُب . أَولاد عَمْرو ومن ثَعلبةَ العنقاءِ الأَوْسُ والخَزْرَجُ كما حقّقناه في مُؤلّفاتنا في هذا الفن وهذا الذي ذهب إِليه المُصنّف هو الذي جَزم به ابنُ خِلِّكان في وَفَيات الأَعيان في ترجمة المُهلَّب بن أَبي صُفْرة . قال : إِن الأَكْرَاد من نَسْل عَمْرٍو مُزيقياءَ وَقَعوا إِلى أَرْض العَجَم فتَنَاسَلُوا بها وكَثُر وَلَدُهم فَسُمُّوا الأَكرادَ قال بعضُ الشعراءِ :
" لَعَمْرُوكَ مَا الأَكْرَادُ أَبْنَاءُ فَارِسٍولكِنَّهُ كُرْدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَامِرِهكذا زَعمَ النسّابون . وقال ابنُ قُتَيبة في كتابِ المَعَارِف : تَذْكُر العَجَمُ أَنَّ الأَكْرَادَ فَضْلُ طعام بِيورَاسفُ . وذلك أَنه كان يَأْمُر أَن يُذْبضح له كُلَّ يوم إِنسانانِ ويتّخذ طعامَه من لُحومِهما وكان له وزيرٌ يقال له أَرياييل فكان يذبَح واحداً ويُبْقِي واحداً يَسْتَحْيِيه ويَبعثُ بهِ إِلى جَبلِ فَارِس فتوالَدوا في الجِبال وكَثُروا . قال شيخنا : وقد ضَعَّفَ هذا القولَ كثيرٌ من أَهلِ الأَنساب . قلت : وبيوراسف هذا هو الضَحَّاك المارِي مَلَكَ العَجَمَ بعدَ جم بن سُلَيْمان أَلفَ سَنَةٍ وفي مفاتيحِ العُلومِ هو مُعَرَّب دَهْ آك أَي ذو عَشْرِ آفاتٍ وقيل معرَّب أَزدها أَي التّنِّينُ للسَّلْعَتَيْنِ اللَّتينِ كانَتَا له وقال أَبو اليقظان : هو كُرْدُ بن عمرِو بن عامِرِ بن رَبِيعَةَ بن عامر بن صَعْصَعَةَ وقد أَلَّفَ في نَسَب الأَكْرَادِ فاضلُ عصرِه العلاَّمَةُ محمّد أَفندي الكُرْدِيّ وذكر فيه أَقوالاً مختلِفَةً بعضُها مُصادِمٌ للبَعْضِ وخَبَطَ فيه خَبْطَ عَشْوَاءَ ورَجَّح فيه أَنه كُرْد بن كَنْعَانَ بن كوش بن حام بن نوح وهم قبائلُ كثيرةٌ ولكنهم يَرجِعُون والكلهر واللّر . ثم إِنّهمِ يتشَّعَّبون إِلى شُعوبٍ وبُطونٍ وقَبَائلَ كثيرةٍ لا تُحْصَى مُتغايِرَةٌ أَلسِنتهم وأَحوالُهم . ثم نَقَلَ عن مناهج الفكر ومباهج العبر للكُتْبِيّ ما نَصُّه : أَمَّا الأَكرادُ فقال ابنُ دُرَيدٍ في الجمهورة : الكُرْدُ أَبو هذا الجِيلِ الذين يُسمَّوْنَ بِالأَكراد فزعمَ أَبو اليَقْظانِ أَنَّه كُرْدُ بن عمرِو بن عامر بن : ربيعةَ بنِ عامر بن صَعْصَعَةَ . وقال ابن الكبلبِيِّ : هو كُرْد بن عمرو مزيقياءَ . وقعوا في نَاحِيَةِ الشَّمَال لَمَّا كان سَيْلُ العَرِم وتَفَرَّقَ أَهلُ اليَمن أَيْدِي سَبَا . وقال المسعوديُّ : ومن الناس مَن يَزعم أَن الأكراد من ولَد رَبيعةَ بنِ نِزارٍ ومنهم مَن يزعم أَنهم من وَلَدِ مُضَرَ ب نزارٍ ومنهم من زعم أَنهم من ولد كُرْدِ بن كَنْعَانَ بن كُوش بن حام . والظاهر أَن يكونوا من نَسْلِ سامٍ كالفُرْسِ لما مَرَّ من الأَصْل وهم طوائف شَتَّاى والمعروف منهم السورانية والكورانية والعمادية والحكارية والمحمودية والبختية والبشوية والجوبية والزرزائية والمهرانية والجاوانية والرضائية والسروجية والهارونية واللرية إِلى غير ذلك من القبائل التي لا تُحْصَى كَثْرَةً وبلادهم أَرضُ الفارِس وعراقُ العَجَم والأَذربيجان والإِربل والمَوْصِل انتهى كلامُ المسعوديذ ونقلبه هكذا العلامة محمد أَفندي الكُرديّ في كتابه . قلت : والذي نقل البُلبيسيّ عن المسعوديّ نصّ عبارته هكذا تنازعَ الناس في بدءِ الأَكراد فمنهم من رأى أَنهم من ربيعة بن نزار بن بكر بن وائل انفردوا في الجبال قديماً لحالٍ دعتهم إِلى ذلك فجاوروا الفُرس فحالت لغتهم إِلى العُجمة وولدَ كلّ نوع منهم لغة لهم كُردية ومنهم من رأى أَنهم من ولدمضر بن نزار وأَنهم من ولد مضر بن نزار وأَنهم من ولد كُرد بن مرد بن صعصعة بن هوزان انفردوا قديماً لدماءٍ كانت بينهم وبين غسّانَ ومنهم من رأي أَنهم من ولد ربيعة بن مضر اعتصموا بالجبال طلباً للمياه والمرعي فحالوا عن العربية لمن جاورهم من الأُمم وهم عند الفُرس من ولد كرد ابن إٍسفنديار بن منوجهر ومنهم من أَلحقهم بإِماءِ سليمان عليه السلام حين وقع الشيطانُ المعروف بالجَسد على المنافقات فعلِقن منه وعُصِمَ منهن المؤمنات فلما وضعْن قال : أكردوهن إِلى الجبال . منهم ميمون بن جابان أَبو بصير الكردي قاله الرشاطي عن أَبيه انتهى ثم قال محمد أَفندي المذكور : وقيل أَصل الكرد من الجنّ وكل كرديّ على وجه الأَرض يكون رُبعه جِنيًّا وذلك لأَنهم من نسل بِلْقيس وبلقيس بالاتفاق أُمها جِنيّة وقيل : عصى قوم من العرب سليمانَ عليه السلام وهربوا إِلى العجم فوقعوا في جَوَارٍ كان اشتراها رجل لسليمان عليه السلام فتناسلت منها الأَكراد وقال أَبو المعين النسفيّ في بحر الكلام : ما قيل إِن الجنّيّ وصل إِلى حرم سليمان عليه السلام وتصرف فيها وحصل منها الأَكراد باطلٌ لا أَصل له انتهى . قلت : وذكر ابن الجواني النسّابة فيآخر المقدمة الفاضليّة عند ذِكر ولد شالخ بن أَرفخشذ ما نصُّه : والعقب من فارسان بنأَهلوا بن أَرم بن أَرفخشذ أَكراد بن فارسان جد القبيلة المعروفة بالأَكراد هذا على أَحد الأَقوال وأَكثر من يَنسبهم إِلى قيس فيقول كُرد بن مرد بن عمرو بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هَوَازان بن منصور بن عكرمة بن خَصَفة بن قيس عَيلان بن مُضر بن نِزار بن معدّ بن عدنان ويجرِي عَمْراً مُجرَى باسل بن ضبّة جدّ الدَّيلم في خروجه إِلى بلاد العجم مغاضِباً لأَهله فأَوْلد فيها ما أُوْلد . قال : وعليه اعتمد الأَرقطيّ النسابة في شجرته . ومن أَراد الزيادة على ذلك فعليه بكتاب الجوهر المكنون في القبائل والبطون لابن الجواني المذكور وفيما ذكرنا كفاية والله أَعلم . لوا بن أَرم بن أَرفخشذ أَكراد بن فارسان جد القبيلة المعروفة بالأَكراد هذا على أَحد الأَقوال وأَكثر من يَنسبهم إِلى قيس فيقول كُرد بن مرد بن عمرو بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هَوَازان بن منصور بن عكرمة بن خَصَفة بن قيس عَيلان بن مُضر بن نِزار بن معدّ بن عدنان ويجرِي عَمْراً مُجرَى باسل بن ضبّة جدّ الدَّيلم في خروجه إِلى بلاد العجم مغاضِباً لأَهله فأَوْلد فيها ما أُوْلد . قال : وعليه اعتمد الأَرقطيّ النسابة في شجرته . ومن أَراد الزيادة على ذلك فعليه بكتاب الجوهر المكنون في القبائل والبطون لابن الجواني المذكور وفيما ذكرنا كفاية والله أَعلم
الكُرْدُ : الدَّبْرَةُ مِن المَزَارِعِ معرب وهي المَشَارات أَي سَواقيها الواحدةُ بهاءٍ والجمع كُرُودٌ قال الصاغانيّ : وهو مما وافق كلامَ العرب من كلام العجم كالدَّشْتِ والسَّخْت
الكُرْدُ : بالبيضاءِ بفارسَ منها أَبو الحسن عليّ بن الحسن بن عبد الله الكُرْدِيّ . كُرْدُ بنُ القاسِم وأَظُّن هذا تصحيفاً من كُرْدِين بن القاسم مُحَدِّثٌ وكذا محمّد بن كُرْدِ الإسْفَرَايِنِيُّ . ومُحَمد بن عَقيل المعروف بابن الكُرَيْدِيِّ بالتّصغير . وكُرْدِينُ لقب واسمه عبدُ الله بنُ القاسِمِ مُحَدّث هكذا ساق هذه الأَسماَ الصاغانيُّ في تَكملته وقلَّده المصنف والذي في التبصير للحافظ أَن المُسَمَّى بعبد الله بن القاسم يعرف بكُورِين ويكنى أَبا عبيدة وأَما ابن كُرْدِين فاسمه مِسْمع فتنبَّهْ لذلك . والكِرْدِيدَةُ بالكسر : العطْعَةُ العَظِيمةُ من التَّمْرِ وهي أيضاً جُلَّتُه أَي التَّمرِ عن السيرافيّ قال الشاعر :
أَفْلَحَ مَنْ كانَتْ له كِرْدِيدَهْ ... يأْكُلُ مِنْهَا وهُوَ ثانٍ جِيدَهْ أَنشد أَبو الهيثم :
" قَدْ أَصْلَحَتْ قِدْراً لَهَا بِأُطْرَهْ
" وأَبْلَغَتء كِرْدِيدَةً وفِدْرَهْ الكِرْدِيدَةُ : ما يُبْقَى في أَسْفَلِها أَي الجُلَّةِ مِنْ جَانِبَيْهَا مِن التَّمْرِ كذا في الصحاح كَرَادِيدُ وكِرَادٌ الأَخير بالكسر قال الشاعر :
القاعِدَات فلا يَنْفَعْنَ ضَيْفَكُمُ ... والآكِلاَت بَقِيَّاتِ الكَرَادِيدِ كالكِرْديَةِ بالكسر عن الصاغانيّ . وعبدُ الحَمِيدِ بنُ كَرْدِيدِ مُحَدِّثٌ ثِقَةٌ وهو صاحب الزِّيَاديّ . وكارَدَهُ : طارَدَهُ ودَافَعَه قيل ومنه اشتقاق الكُرْدِ الطائِفَة المشهورة . ومما يستدرك عليه : يقال : خُذْ بِقَرْدَنِه وكَرْدَنِه أَي بقَفَاه أَورده الأَزهري في رباعيّ التهذيب . وأَبو عليّ أَحمد بن محمد الكَرْدِيّ بفتح الكاف هكذا ضبطه حمزة ابن يوسف السهميّ مُحدّث روَى عن أَبي بكر الإِسماعيليّ . وجابر بن كُرْدِيّ الواسِطيّ بالضمّ ثِقَةٌ عن يَزِيدَ بن هارونَ والكَرْد بالفتح : ماءٌ لبني كِلاب في وَضحِ حِمَى ضَرِيَّة . ومحمّد بن أَحمد بن كردان محدِّث . وعُمر بن الخليل أَبو كِرْدِينِ بالكسر وَليَ قضاءَ أَصبهانَ وحدّث عن حمّاد بن مَسْعَدة ذكره أَبو نُعيم في تاريخه . وأَبو الفضل أَحمد بن عبد المنعم ابن الكِرْدِيديّ وأَبو بكر أَحمد بن بدران الكِرْدِيدِيّ وعُمر بن عبد الله ابن إِسحاق الكِرْدِيديّ مُحَدّثون