البُرْقع كقُنْفُذ وجُنْدَب وعُصْفُور هكَذَا نَقَلَ الجَوْهَرِيُّ هذِه اللُّغَاتِ الثَّلاثَةَ وهو قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابِيّ قالَ : يَكُونُ للنِّسَاءِ والدَّوَابِّ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لشَاعِرٍ يَصف خِشْفاً :
وخَدٍّ كبُرْقُوعِ الفَتَاةِ مُلَمَّعٍ ... ورَوْقَيْن لَمّا يَعْدُوَا أَن تَقَشَّرا قُلْتُ : هكذا في نُسَخ الصّحاح . ويُرْوَى : لَمَّا يَعْدُ أَنْ يَتَقَشَّرا . وقالَ الصّاغَانِيُّ : الشَّعِرُ للنَّابِغَةِ الجَعْدِيّ يَصِفُ بَقَرَةً مَسْبُوعَةً والرِّوَايَةُ : وخَدَّاً ومُلَمَّعاً وصَدْرُهُ :
فَلاقَتْ بَيَاناً عِنْدَ أَوَّلِ مَعْهَدٍ ... إِهاباً ومَعْبُوطاً مِنَ الجَوْفِ أَحْمَرا وهَكَذَا قالَهُ ابنُ بَرِّيّ أَيْضاً وقالَ في قَوْلِهِ : فَلاَقَت يَعْنِي بَقَرَةَ الوَحْشِ الَّتِي أَخَذَ الذِّئْبُ وَلَدَهَا
وفي اللّسَان والعُبَابِ : وقَدْ أَنْكَرَ أَبُو حاتِمٍ اللُّغَةَ الثّانِيَةَ والثّالِثَةَ وكانَ يُنْشِدُ بَيْتَ الجَعْدِيّ :
" وخَدٍّ كبُرْقُع الفَتَاةِ قالَ : ومَنْ أَنْشَدَه كبُرْقُوع فإِنَّمَا فَرَّ من الزَّحافِ . وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لأَبِي النَّجْمِ :
مِنْ كُلَّ عَجْزَاءَ سَقُوطِ البُرْقُعِ ... بَلْهَاءَ لَمْ تُحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ
وقال اللَّيْثُ : جَمْعُ البُرْقُعِ البَرَاقِعُ . قالَ وفيه خَرْقَانِ للْعَيْنَيْنِ وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لأَبِي النَّجْم :
إِنّ ذَوَاتِ الأُزْرِ والبَرَاقِعِ ... والبُدْن في ذاكَ البَيَاض النّاصِعِ
لَيْسَ اعْتِذارِي عِنْدَهَا بِنَافِعِ ... ولا شَفاعاتٍ لِذَاكَ الشَّافِعِ ومن قَوْلِ العَامَّةِ في العَكْسِ المُسْتَوِي : عَقارِبُ تَحْتَ بَرَاقِعَ
ويُقَالُ : بَرْقَعَهُ بَرْقَعَةً : أَلْبَسَهُ إِيّاه فتَبَرْقَعَ أَي لَبِسَهُ . قالَ تَوْبَةُ بنُ الحُمَيِّر :
" وكُنْتُ إِذا ما جِئْتُ لَيْلَى تَبَرْقَعَتْفَقَدْ رَابَنِي مِنْهَا الغَدَاةَ سُفُورُهَا وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : البُرْقُعُ كقُنْفُذٍ : سِمَةٌ لِفَخِذِ البَعِيرِ حَلْقَتَانِ بَيْنَهُمَا خِبَاطٌ فِي طُولِ الفَخِذِ وفِي العَرْضِ الحَلْقَتانِ صُورَتُهَا هكَذَا . والبُرْقُعُ أَيْضاً : مَاءٌ لبَنِي نُمَيْرٍ ببَطْنِ الشُرَيْفِ . نَقَلَهُ ياقُوتٌ والصّاغَانِيُّ . وبُرْقُعُ بِلا لامٍ : اسْمٌ للْعَنْزِ إِذا دُعِيَتْ لِلْحَلْبِ نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ
وقالَ أَبُو عَمْرٍو : جُوعٌ برْقُوعٌ كعُصْفُورٍ وصَعْفُوقٍ جاءَ الأَخِيرُ نَادِراً نَدْرَةَ صَعْفُوقٍ وكَذلِكَ جُوعٌ يَرْقُوعٌ بالياءِ التَّحْتِيَّةِ المَضْمُومَةِ ولَيْسَ بِتَصْحِيفٍ بل هي لُغَةٌ ثالِثَةٌ وكذلِكَ بُرْكُوع وبَرْكُوعٌ كُلُّ ذلِكَ بمَعْنَىً وَاحِدٍ أَيْ شَدِيدٌ . والبُرْقعُ كزِبْرِجٍ وقُنْفُذٍ : اسْمٌ للسَّمَاءِ . وقالَ أَبُو عَلِيّ الفَارِسِيّ : هي السَّمَاءُ السّابِعَةُ لا يَنْصَرِفُ ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً هكَذَا
أَو هو اسْمُ السّماءِ الرّابِعَةِ كما نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ عن اللَّيْثِ وقالَ : جاءَ ذِكْرُهُ في بَعْضِ الأَحَادِيثِ
أَوْ هي اسْمُ السّمَاءِ الأُولَى وهي سَمَاءُ الدُّنْيا كَما قالَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ قالَ : زَعَمُوا وكَذلِكَ قَالَهُ ابنُ فارِسٍ قالَ : والباءُ زائدَةٌ والأَصْلُ الرّاءُ والقَافُ والعَيْنُ لأَنَّ كُلَّ سَمَاءٍ رَقِيعٌ والسَّمَواتُ أَرْقِعَةٌ وصَوَّبَ الصّاغَانِيّ قَوْلَ الأَزْهَرِيِّ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْتِ :
فكَأَنَّ بِرْقِعَ والمَلائِكَ تَحْتَها ... سَدِرٌ تَوَاكَلَهُ القَوائمُ أَجْربُ هكَذا هو في نُسَخِ الصّحاحِ وهو غَلَطٌ والرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ أَجْرَدُ بالدَّالِ كما نَبَّهَ عَلَيْهِ ابنُ بَرِّيّ والصّاغَانِيُّ والقَصِيدَةُ دالِيَّةٌ . وزادَ ابنُ بَرِّيّ : وما وَصَفَهُ الجَوْهَرِيّ في تَفْسِيرِ هذا البَيْتِ هَذَيَانٌ مِنْهُ وسَمَاءُ الدُّنْيَا هي الرَّقِيعُ . قُلْتُ : وقَدْ تَقَدَّم البَحْثُ في ذلك في س د ر فراجِعْهُ
وبِرْكَةُ بُرْقُع كقُنْفُذٍ بِأَعْلَى الشّامِ وقَدْ أَهْمَلَهُ ياقُوتٌ والصّاغَانِيُّ وهو غَيْرُ الَّذِي ببَطْنِ الشُّرَيْفِ فإِنَّ ذلِكَ بنَجْدٍ . والمُبَرْقَعَة بفَتْحِ القافِ : الشَّاةُ البَيْضَاءُ الرَّأْسِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . قالَ : وبكَسرِها : غُرَّةُ الفَرَسِ الآخِذَةُ جَمِيعَ وَجْهِهِ غَيْرَ أَنَّهُ يَنْظُر في سَوادٍ زادَ غَيْره وقَدْ جاوَزَ بَيَاضَ الغُرَّةِ سُفْلاً إِلى الخَدَّيْنِ من غَيْرِ أَنْ يُصِيبَ العَيْنَيْنِ . يُقالُ : فَرسٌ مُبَرْقَعُ وغُرَّةٌ مُبَرْقِعَةٌ
ومِنَ المَجَازِ : بَرْقَعَ لِحْيَتَهُ أَي صارَ مَأْبُوناً مَعْنَاه تَزَيَّا بزِيِّ مَنْ لَبِس البُرْقُعَ ومِنْهُ قَوْلُ الشّاعِرِ :
أَلَمْ تَرَ قَيْساً عَيْلاَن بَرْقَعَتْ ... لِحَاهَا وبَاعَتْ نَبْلَهَا بالمَغَازِل ومن المَجَازِ : بَرْقَع فُلاناً بالعَصَا بَرْقَعَةً : ضَرَبَهُ بها بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَي حَتَّى صارَ كالبُرْقُعِ عَلَى رَأْسِه . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : قال الفَرَّاءُ : بِرْقَعُ نادِرٌ نُدْرَة هِجْرَع : اسْمٌ للسَّماءِ عن ابنِ عَبَّادٍ ونَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ أَيْضاً وقالَ : جاءَ على فِعْلَل وهو غَرِيبٌ نادِرٌ . قُلْتُ : ولَعَلَّ قَوْلَ المُصنِّفِ في اسْمِ السّمَاءِ وكقُنْفُذٍ تَصْحِيفٌ عَنْ هذا فتَأَمَّلْوالمُبَرْقَعُ : لَقَبُ مُوسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوسَى الكاظِم الحُسَيْنِيّ المَدْفوُنُ بِقُمّ ويُقَالُ لِوَلَدِهِ الرّضَوِيُّونَ
الرُّقْعَة بالضَّمّ : التي تُكتَب . الرُّقْعَةُ أيضاً : ما يُرقَعُ به الثوبُ ج : رِقاعٌ بالكَسْر ومنه الحديث : " يجيءُ أحَدُكم يومَ القيامةِ على رقَبَتِه رِقاعٌ تَخْفِقُ " أرادَ بالرِّقاع : ما عليه من الحقوقِ المَكتوبةِ في الرِّقاع وخُفوقُها : حَرَكَتُها وتُجمَعُ أيضاً رُقْعَةُ الثوبِ على رُقَعٍ يقال : ثوبٌ فيه رُقَعٌ ورِقاعٌ وفي الأساس : الصاحبُ كالرُّقْعَةِ في الثوبِ فاطْلُبْه مُشاكِلاً . قلتُ : وسَمِعْتُ الأميرَ الصالحَ علي أفندي وكيلَ طرابُلُسَ الغَربِ رَحِمَه اللهُ يقول : الصاحبُ كالرُّقْعَةِ في الثوبِ إن لم تكن منه شانَتْه . منَ المَجاز : الرُّقْعَة من : الجَرَب : أوَّلُه يقال : جمَلٌ مَرْقُوع : به رِقاعٌ من الجرَب . وكذلك النُّقْبَةُ من الجرَب . قال ابْن الأَعْرابِيّ : الرَّقْعَة بالفَتْح : صَوْتُ السهمِ في الرُّقْعَة أي رُقْعَةِ الغرَضِ وهي القِرْطاس . قال أبو حنيفة : أَخْبَرَني أعرابِيٌّ من السَّراةِ قال : الرُّقْعَة كهُمْزَة : شجرَةٌ عظيمةٌ كالجَوْزَة وساقُها كالدُّلْب وَوَرَقُها كَوَرَقِ القِرْع أَخْضَرُ فيه صُهبَةٌ يَسيرَةٌ وَثَمَرُها كالتِّين العِظامِ كأنَّها صِغارُ الرُّمَّان لا يَنْبُتُ إلاّ في أضعافِ الورَقِ كما يَنْبُتُ التين . ولكن من الخشبِ اليابِسِ يَنْصَدِعُ عنه وله مَعاليقُ وحَملٌ كثيرٌ جدّاً يُزَبَّبُ منه أمرٌ عَظيمٌ يُقَطَّرُ منه القَطَرات . قال : ولا نُسمِّيه جُمَّيْزاً ولا تِيناً ولكن رُقَعاً . إلاّ أنْ يقال : تِينُ الرُّقَع ج : كصُرَد . وَرَقَع الثوبَ والأديمَ يَرْقَعُه رَقْعَاً : أَصْلَحَه وأَلْحَمَ خَرْقَه بالرِّقاع قال ابنُ هَرْمَةَ :
قد يُدرِكُ الشَّرَفَ الفتى ورِداؤُه ... خَلَقٌ وجَيْبُ قَميصِه مَرْقُوعُ
وفي الحديث : " المؤمنُ واهٍ راقِعٌ فالسَّعيدُ من هَلَكَ على رَقْعِه " قَوْلُه : واهٍ أي يَهي دينُه بمَعصِيَتِه ويَرْقَعُه بتَوبَتِه . كرَقَّعَه تَرْقِيعاً . وفي الصحاح تَرْقِيعُ الثوبِ : أن تُرَقِّعَه في مواضِع زادَ في اللِّسان : وكلُّ ما سَدَدْتَ من خَلَّةٍ فقد رَقَعْتَه ورقَّعْتَه قال عمرُ بنُ أبي رَبيعةَ :
وكُنَّ إذا أَبْصَرْنَني أو سَمِعْنَني ... خَرَجْنَ فرَقَّعْنَ الكُوَى بالمَحاجِرِ وأُراه على المثَل . منَ المَجاز : رَقَعَ فلاناً بقَولِه فهو مَرْقُوعٌ إذا رماه بلِسانِه وهَجاه يقال : لأَرْقَعَنَّه رَقْعَاً رَصيناً . منَ المَجاز : رَقَعَ الغرَضَ بسَهمٍ : إذا أصابَه به وكلُّ إصابةٍ رَقْعٌ . قال ابنُ عَبّادٍ : رَقَعَ الرَّكِيَّةَ رَقْعَاً إذا خافَ هَدْمَها من أَعلاها فَطَوَاها قامَةً أو قامتَيْن يقولون : رقَعوها بالرِّقاع . وهو مَجاز . منَ المَجاز : رَقَعَ خَلَّةَ الفارِس إذا أَدْرَكَه فَطَعَنه . والخَلَّةُ : هي الفُرجَةُ بين الطّاعِنِ والمَطعون كما في العُباب . وكان مُعاويةُ رَضِيَ الله عنه فيما رُوِيَ عنه يَلْقَمُ بيَدٍ ويَرْقَعُ بأُخرى أي يَبْسُطُ إحدى يَدَيْه ليَنتَثِرَ عليها ما سَقَطَ من لُقَمِه نقله الصَّاغانِيّ وابنُ الأثير . وككِتابٍ أبو داوودَ عَدِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ مالكِ بنِ عَدِيِّ بنِ الرِّقاعِ بنِ عَصَر بنِ عَدِيِّ بنِ شَعْلِ بن مُعاوِيَةَ بن الحارِث وهو عامِلَةُ بنُ عَدِيِّ بنِ الحارثِ بنِ مُرَّةَ بنِ أُدَد وأمُّ مُعاويَةَ المّكورِ أيضاً عامِلَةُ بنتُ مالكِ بنِ وديعَةَ بنِ قُضاعةَ الشاعر العامِلِيّ . وفيه يقول الراعي يَهْجُوه :
لو كنتَ من أحَدٍ يُهجى هَجَوْتُكُمُ ... يا ابْنَ الرِّقاع ولكن لَسْتَ مِن أحَدِ نقله الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيّ . قلتُ : وقد أجابَه ابنُ الرِّقاعِ بقَولِه :
حُدِّثْتُ أنَّ رُوَيْعي الإبلِ يَشْتُمُني ... واللهُ يَصْرِفُ أَقْوَاماً عن الرَّشَدِ
فإنَّكَ والشِّعْرَ ذو تُزْجي قَوافِيَه ... كمُبْتَغي الصَّيْدِ في عِرِّيسَةِ الأسَدِ وعليُّ بنُ سُلَيْمانَ بن أبي الرِّقاع الرِّقاعيُّ الإخْميميُّ المُحدِّثُ عن عبدِ الرَّزَّاقِ وعنه أحمدُ بنُ حَمّادٍ كذّابٌ . وذاتُ الرِّقاع : جبَلٌ فيه بُقَعُ حُمرَةٍ وبَياضٍ وسَوادٍ قريبٌ من النُّخَيْل بين السَّعْدِ والشُّقْرَةِ ومنه غزوةُ ذاتِ الرِّقاع إحدى غَزواتِه صلّى الله عليه وسلَّم خَرَجَ لَيْلَةَ السبتِ لعَشرٍ خَلْوَنَ من المُحرَّمِ على رأسِ ثلاثِ سِنينَ وأحَدَ عَشَرَ شهراً من الهجرة وذلكَ لمّا بلغَه أَنَّ أَنماراً جمعوا الجموعَ فخرجَ في أَربعمائةٍ فوجَدَ أَعراباً هربوا في الجبالِ وغابَ خمسةَ عشَرَ يوماً . أَو لأَنَّهم لفُّوا على أَرجُلِهِم الخِرَقَ لمّا نَقِبَتْ أَرجُلُهُم ويُروَى ذلكَ عن أَبي موسى الأَشعَرِيِّ رضي الله عنه قال : خرجْنا مع النبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم في غَزاةٍ ونحن سِتَّةُ نَفَرٍ بيننا بَعيرٌ نَعْتَقِبُه فنَقِبَتْ أَقدامُنا ونَقِبَتْ قَدَمايَ وسقطَتْ أَظْفاري فكُنّا نلُفُّ على أَرجُلِنا الخِرَقَ فسُمِّيَتْ غَزوَةُ ذاتِ الرِّقاع لِما كُنّا نَعْصِبُ الخِرَقَ على أَرْجُلِنا . رُقَيْعٌ كزُبَيرٍ : شاعِرٌ والِبِيٌّ إسلامِيٌّ أَسَدِيٌّ في زمَن معاوية رضي الله عنه . وابنُ الرُّقَيْعِ التَّميمِيُّ هكذا هو في العُبابِ والتَّكملةِ واللسانِ ولم يُسَمُّوه . وفي التَّبصِير للحافظِ : رَبيعَةُ بنُ رُقَيْعٍ التَّميميُّ أَحدُ المُنادِينَ من وراء الحُجُراتِ ذكرَه ابنُ الكَلْبِيّ . وضبطَه الرَّضِيُّ الشَّاطِبيّ عن خطّ ابن جِنّيّ وابنُهُ خالدُ بنُ رُقَيْعٍ له ذِكْرٌ بالبَصْرَةِ . أَو هو بالفاءِ كما ضبطَه الذَّهَبِيُّ وابنُ فَهْدٍ وإليه نُسِبَ الرُّقَيْعِيُّ لِماءٍ بينَ مكَّةَ والبَصرةِ وأَنشدَ الصَّاغانِيّ رَجَزَ سالِمِ بنِ قَحطان وقِيل : عَبْد اللهِ بنِ قُحْفانَ بنِ أَبي قُحْفانَ العَنبريِّ
يا ابنَ رُقَيْعٍ هلْ لها مِنْ مَغْبَقِ ... ما شَرِبَتْ بعدَ قَليبٍ القُرْبَقِ
" بقَطْرَةٍ غيرِ النَّجاءِ الأَدْفَقِوالرَّقْعاءُ من الشَّاءِ : ما في جَنْبِها بَياضٌ وهو مَجاز . الرَّقْعاءُ : المَرأَةُ الدَّقيقةُ السَّاقَينِ . وقال ابنُ السِّكِّيت في الأَلفاظ : الرَّقعاءُ والجَبَّاءُ والسَّمَلَّقَة : الزَّلاّءُ من النِّساءِ وهي التي لا عَجِيزَةَ لها . الرَّقْعاءُ : فَرَسُ عامِرٍ الباهِلِيِّ وقتلَتْهُ بني عامِرٍ وله يقولُ زَيْدُ الخَيْلِ رضي الله عنه :
وأُنْزِلَ فارِسُ الرَّقْعاءِ كَرْهاً ... بِذي شُطَبٍ يُحادِثُ بالصِّقالِ وجوعٌ يُرْقوعٌ بفتح الياءِ وضَمّها السِّيرافِيُّ وكذلك دَيْقوع أَي شَديدٌ قال الجَوْهَرِيُّ : وقال أَبو الغَوْثِ دَيْقُوعٌ ولمْ يَعرِفْ يَرْقوع . منَ المَجاز : الرَّقيعُ كأَميرٍ : الأَحمَقُ الذي يتمزَّق عليه عقلُه وقد رَقُعَ بالضَّمِّ رَقاعَةً كالمَرْقَعانِ والأَرْقَعِ . وفي الصِّحاح : المَرْقَعانُ : الأَحمَقُ وهو الذي في عقلِه مَرَمَّةٌ وفي العُبابِ : الرَّقيع : الأحمَقُ لأَنَّه كأَنَّه رُقِعَ لأَنَّه لا يُرْقَعُ إلاّ الوَاهي الخَلَقُ وهي رَقْعاءُ مُوَلَّدَة كما في اللسان ومَرْقَعانَةٌ أَي زَلاّءُ حَمقاءُ . وفي الأَساسِ : رَجلٌ رَقيعٌ : تَمزَّقَ عليه رأْيُهُ وأَمْرُه . وتقولُ : يا مَرْقَعانُ ويا مَرْقَعانَةُ للأَحْمَقَيْنِ . وتَزَوَّجَ مَرْقَعانٌ مَرْقَعانَةً فوَلَدا مَلْكَعاناً ومَلْكَعانَةً . منَ المَجاز : الرَّقيعُ : السَّماءُ أَو السَّماءُ الأُولى وهي سماءُ الدُّنيا كما نقلَه الجَوْهَرِيُّ لأَنَّ الكواكِبَ رَقَعَتْها سُمِّيَتْ بذلكَ لأَنَّها مَرْقوعَةٌ بالنُّجومِ وقيل : لأَنَّها رُقِعَتْ بالأَنوارِ التي فيها وقيل : كُلُّ واحِدَةٍ من السَّمواتِ رَقيعٌ للأُخرى والجَمْعُ أَرْقِعَةٌ . والسَّمواتُ السَّبْعُ يُقال : إنَّها سَبْعَةُ أَرْقِعَةٍ كُلُّ سَماءٍ منها رَقَعَتِ الَّتي تليها فكانت طَبَقاً لها كما تَرْقَعُ الثَّوْبَ بالرُّقْعَةِ وفي الحديث : من فَوقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ قال الجَوْهَرِيُّ : فجاءَ به على لَفظِ التَّذكِيرِ كأَنَّه ذهبَ به إلى السَّقْفِ . وعَنَى سَبْعَ سَمواتٍ . وقال أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ يَصِفُ الملائكَةَ :
وساكن أَقطار الرَّقيع على الهَوا ... ومِنْ دونِ عِلْمِ الغَيْبِ كُلُّ مُسَهَّدِ قيل : الرَّقْعُ : السَّماءُ السَّابِعَةُ وبه فُسِّرَ قولُ أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْت :
وكأَنَّ رَقْعاً والمَلائكُ حولَه ... سَدِرٌ تَواكَلُه القوائمُ أَجْرَدُ قال بعضُهم : الرَّقْعُ : الزَّوْجُ ومنه يقال : لا حَظِيَ رَقْعُكِ أَي لا رَزَقَكِ الله زَوجاً أَو هو تَصحيفٌ وتفسيرُ الرَّقْعِ بالزَّوْجِ ظَنٌّ وتَخمينٌ وحَزْرٌ والصَّوابُ رُفْغُكِ بالفاءِ والغَيْنِ المُعجَمَةِ نبَّه عليه الصَّاغانِيُّ وقال : ولمّا صَحَّفَ المُصَحِّفُ المثلَ فسَّرَه بالزَّوجِ حَزْراً وتَخميناً . منَ المَجاز : ما تَرْتَقِعُ مِنّي يا فُلانُ برَقاعِ كقَطام وحَذامِ قال الفرَّاءُ : برَقاعٍ مثل سَحابٍ وكِتابٍ . ووَقع في الصِّحاح قال يعقوبُ : ما تَرْتَقِعُ مِنّي بمِرْقاعٍ هكذا وُجِد بخَطِّ الجَوْهَرِيِّ ومثلُه بخَطِّ أَبي سَهْلٍ والصَّوابُ برَقاع من غير ميمٍ وقد أَصلحَه أَبو زَكرِيّا هكذا ونبَّه الصَّاغانِيّ عليه أَيضاً في التَّكملةِ وجَمَعَ بينَهما صاحبُ اللسان من غير تنبيهٍ عليه ونُسَخُ الإصلاحِ لابن السِّكِّيتِ كلُّها من غير ميمٍ . أَي ما تكترِثُ لي ولا تُبالي بي . يُقال : ما ارْتَقَعْتُ له وما ارْتَقَعْتُ به أَي ما اكْتَرَثْتُ له وما بالَيْتُ به كما في الصِّحاحِ . وفي اللسانِ : قَرَّعَني فلانٌ بلَوْمِه فما ارْتَقَعْتُ به أَي لم أَكتَرِثْ به ومنه قول الشّاعر :
ناشَدْتُها بكتابِ اللهِ حُرْمَتَنا ... ولمْ تكُن بكتابِ الله تَرْتَقِعُقِيل : مَعناه : ما تُطيعُني ولا تَقبلُ منّي مِمَّا أَنْصَحُكَ به شيئاً لا يُتَكَلَّمُ به إلاّ في الجَحْدِ وهذا نقله الجَوْهَرِيّ عن يعقوب . الرَّقاعَةُ كسَحابَةٍ : الحُمْقُ وقد رَقُعَ ككَرُمَ وأَرْقَعَ : جاءَ بها وبالخُرْقِ نقله الجَوْهَرِيُّ . أَرْقَعَ الثَّوبُ : حانَ له أَنْ يُرْقَعَ كاسْتَرْقَعَ بمعناه . وفي الأَساس : اسْترْقَعَ : طلبَ أَنْ يُرْقَعَ . منَ المَجاز : التَّرْقيعُ : التَّرْقيحُ وهو اكْتِسابُ المالِ . وقد رَقَعَ حالَهُ ومَعيشتَهُ أَي أَصلحَها كرَقَّحَها . والتَّرَقُّعُ : التَّكَسُّبُ وهو مَجازٌ أَيضاً . وما ارْتَقَعَ له وبه : ما اكْتَرَثَ وما بالَى وقد تقدَّم قريباً . وطارِقُ بنُ المُرَقَّعِ كمُعَظَّمٍ : حِجازِيٌّ روَى عنه عَطاءُ بنُ أَبي رَباحٍ والأَظْهَرُ أَنَّه تابِعِيٌّ وقد ذكَرَه بعضٌ في الصَّحابةِ . ومُرَقَّعُ بنُ صَيْفِيٍّ الحَنْظَلِيُّ : تابِعِيٌّ . وراقَعَ الخَمْرَ : قَلْبُ عاقَرَ أَي لازَمَها نقله الجَوْهَرِيُّ وهو مَجازٌ . ومما يُستدرَكُ عليه . يُقالُ : فيه مُتَرَقَّعٌ لمَنْ يُصْلِحُه أَي موضِعُ تَرْقيعٍ كما قالوا : فيه مُتَنَصَّحٌ أَي مَوضِعُ خِياطَةٍ ويقال : أَرى فيه مُترَقَّعاً أَي مَوضِعاً للشَّتْمِ والهِجاءِ نقله الجَوْهَرِيُّ وأَنشدَ للبعيثِ :
وما تَرَكَ الهاجُونَ لي في أَديمِكُمْ ... مَصَحّاً ولكنِّي أَرى مُتَرَقَّعا وهو مَجازٌ . ويُقال : لا أَجِدُ فيكَ مَرْقَعاً للكلام وهو مَجاز أيضاً . وكذا قولُهُم : ما رَقَعَ رَقْعاً أَي ما صنَعَ شيئاً . والعربُ تقول : خَطيبٌ مِصْقَعٌ وشاعِرٌ مِرْقَعٌ وحادٍ قُراقِر . مِصْقَعٌ : يذهبُ في كلِّ صُقْعٍ من الكلامِ ومِرْقَعٌ : يصلُ الكلامَ فيَرْقَعُ بعضَهُ ببعضٍ وهو مَجاز أيضاً . والرُّقْعَةُ بالضَّمِّ : رُقْعَةُ الشَّطْرَنْجِ سُمِّيَتْ لأَنَّها مَرْقوعَةٌ . ورُقْعَةُ الغَرَضِ : قِرطاسُه . والأَرْقَع : اسمُ السَّماءِ الدُّنيا . والأَرْقَعُ : الأَحْمَقُ ويقال : ما تحتَ الرَّقِيعِ أَرْقَعُ منه . ورُقْعَةُ الشيءِ : جَوهَرُه وأَصْلُه ومنه قول أَبي الأَسود الدُّؤَلِيِّ وكان قد تَزَوَّجَ امرأَةً فأَنْكَرَتْ عليه أُمُّ عَوْفٍ أُمُّ ولَدٍ له وكانت له عنده مَنزِلَةٌ ونَسَبَتْهُ إلى الفَنْدِ والخُرْقِ :
أَبى القلْبُ إلاّ أُمَّ عَوْفٍ وحُبَّها ... عَجوزاً ومَنْ يُحْبِبْ عَجوزاً يُفَنَّدِ
كسَحْقِ اليَماني قد تَقادَمَ عهدُه ... ورُقْعَتُه ما شِئْتَ في العَينِ واليَدِ هذه روايَةُ العُبابِ وفي الصِّحاح : إلاّ أُمَّ عَمْرو... كثَوْبِ اليَمانِي . ويُقال : رَقَعَ ذَنبَه بسَوْطِه إذا ضَرَبَ به وقد اسْتُعْمِلَ أَيضاً في مُطْلَق يقال : اضْرِبْ وارْقَعْ ورَقَعَه كَفّاً وهو يَرْقَعُ الأَرْضَ برِجليهِ . ورَقَعَ الشَّيْخُ : اعْتَمَدَ على راحَتَيْه لِيَقومَ وهو مَجاز . ورَقَّعَ النّاقةَ بالهِناءِ تَرْقِيعاً : إذا تَتَبَّعَ نُقَبَ الجَرَبِ منها وهو مَجازٌ . ويُقال للذي يَزيدُ في الحَديثِ : هو صاحِبُ تَنبيقٍ وتَرْقيعٍ وتَوصيلٍ . وهذه رُقْعَةٌ من الكَلأِ وما وَجَدْنا غيرَ رِقاعٍ من عُشْبٍ . والرُّقْعَةُ : قِطْعَةٌ من الأَرضِ تَلْتَزِقُ بأُخرى ويقال : رِقاعُ الأَرضِ مُختلِفَةٌ . وتَقول : الأَرضُ مُختلِفَةُ الرِّقاعِ مُتفاوِتَةُ البِقاع ولذلكَ اختلَفَ شجرُها ونباتُها وتَفاوَتَ بَنُوها وبَناتُها . وهو رَقاعِيُّ مالٍ كرَقاحِيٍّ لأنه يَرْقَعُ حالَه . ورَقَّعَ دُنياهُ بآخِرَتِهِ ومنه قول عَبْد الله بن المُبارَكِ :
نَرَقِّعُ دُنيانا بتَمزيقِ دِينِنا ... فلا دينُنا يَبْقى ولا ما نُرَقِّعُورَجُلٌ مُرَقَّعٌ كمُعَظَّمٍ : مُجَرَّبٌ وهو مَجازٌ . والمُرَقَّعَةُ : مِن لُبسِ السّادَةِ الصُّوفِيَّةِ لِما بها مِن الرُّقَعِ . وقَنْدَةُ الرِّقاعِ : ضَرْبٌ من التَّمْرِ عن أَبي حنيفَةَ . وذَواتُ الرِّقاع : مَصانِعُ بنَجْدٍ تُمْسِكُ الماءَ لِبَني أَبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ . ووَادي الرِّقاعِ بنَجْدٍ أَيضاً . وعبدُ الملِكِ بنُ مِهرانَ الرِّقاعِيُّ عن سَهْلِ ينِ أَسْلَمَ وعنه سُليمانُ ابنُ بنتِ شُرَحْبيل . وأَبو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عُمَرَ الرِّقاعِيُّ الضَّريرُ عن الطَّبَرانِيِّ ماتَ سنةَ أَربعمائةٍ وثلاثٍ وعشرين . ويَزيدُ بنُ إبراهيمُ الرِّقاعِيُّ أَصْبَهانِيٌّ عن أَحمدَ بن يونسَ الضَّبِّيِّ وعنه الطَّبَرانِيُّ . وإبراهيمُ بنُ إبراهيمَ الرِّقاعِيُّ عن محمّد بنِ سليمانَ الباغَنْدِيّ وعنه ابنُ مَرْدَويهِ . وجَعْفَرُ بنُ محمَّدٍ الرِّقاعِيُّ عن المَحامِلِيِّ وابنِ عُقْدَةَ . وأَبو القاسم عَبْد الله بن محمّد الرِّقاعِيُّ روَى عن أَبي بَكْرِ بنِ مَرْدَوَيهِ . كذا في التَّبْصيرِ للحافِظِ
السُّفُرْقَع بفاءٍ ثم قاف هكذا في العُباب ونصُّ التكملة : بقافٍ ثمّ فاءٍ كما ضَبَطَه ويدلُّ عليه أنّه ذَكَرَه بعدَ تركيبِ سقع وقد أهمله الجَوْهَرِيّ وقال الليثُ : هي لغةٌ ضَعيفةٌ في السُّقُرْقَع بقافَيْن الثانيةُ مفتوحةٌ قال الجَوْهَرِيّ : وهو تَعْرِيبُ السُّكُرْكَة ساكنة الراء وهو شَرابٌ كما في العُباب وفي الصحاح : وهي خَمْرُ الحبَشِ يُتَّخَذُ من الذُّرَةِ أو شَرابٌ لأهلِ الحِجازِ من الشَّعيرِ والحُبوب نَقَلَه الليثُ قال : وهي حبَشِيّةٌ وقد لَهِجوا بها ليستْ من كلامِ العربِ بَيانُ ذلك أنّه ليس في الكلامِ كَلِمَةٌ خُماسِيّةٌ مَضْمُومةُ الأوّلِ مَفْتُوحةُ العَجُزِ إلاّ ما جاءَ من المُضاعَفِ نحو الذُّرَحْرَحَةِ والخُبَعْثَنَة
فَرْقَع فَرْقَعةً : عَدا عَدْوَاً شديداً مُوَلِّياً كما في التكملة . فَرْقَع فلاناً : لَوى عنُقَه . فَرْقَعَ الأصابِعَ : نَقَّضَها والفَرْقَعةُ والتَّفْقيعُ واحدٌ وقد نُهِيَ عنه في الصلاةِ . وفي حديثِ مُجاهِدٍ : كَرِهَ أن يُفَرْقِعَ الرجلُ أصابِعَه في الصلاة . وهو غَمْزُها حتى يُسمَعَ لمَفاصِلِها صوتٌ فَتَفَرْقَعَتْ وافْرَنْقعَتْ فَرْقَعةً وافْرِنْقاعاً . وقال ابْن دُرَيْدٍ : قولُهم : تَفَرْقَع : هو صوتٌ بين شيئَيْنِ يُضرَبان . والفِرْقاعُ بالكَسْر : الضَّرَط نقله ابْن دُرَيْدٍ عن بعضِ العرب . والفُرْقُعَة كقُنْفُذَةٍ : الاسْت لغةٌ يَمانِيَةٌ نقله ابْن الأَعْرابِيّ والليثُ كالقُرْفُعَة . والافْرِنْقاعُ : الفَرْقَعة . والافْرِنْقاعُ عن الشيءِ : الانكِشافُ عنه والتَّنَحِّي وقال ابنُ الأثير : هو التحوُّلُ والتفرُّقُ وفي كتابِ الشواذِّ لابنِ جِنِّي : يقال : افْرَنْقَعَ القومُ عن الشيءِ أي تفرَّقوا عنه . وفي الصحاح في كلامِ عيسى بن عُمر : افْرَنْقِعوا عنِّي . أي انكَشِفوا وتنَحُّوا وفي العُباب : سَقَطَ عيسى بنُ عمرَ عن حمارٍ له فاجَتمعَ - وقال ابنُ جنِّي في الشَّواذِّ : ومما يُحكى في ذلك أنّ أبا عَلْقَمةَ النَّحْوِيَّ عَثَرَ به الحمارُ فاجتمعَ - الناسُ عليه فلمّا أفاقَ قال : ما لكم تَكَأْكَأْتُم عليَّ كَتَكَأْكُئِكُم على ذي جِنَّةٍ ؟ افْرَنْقِعوا عنِّي . وهكذا في العُباب أيضاً . وزادَ ابنُ جنِّي : فقال بعضُ الحاضِرين : إنّ شَيْطَانَه يتكلَّمُ بالهِندِيَّة . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : يقال : سَمِعْتُ لرِجلِه صَرْقَعةً وفَرْقَعةً بمعنىً واحدٍ . وتَفَرْقعَ الرجلُ : انْقَبضَ كَتَقَرْعَفَ . كذا في اللِّسان عن الأَزْهَرِيّ . وأَوْرَده المُصَنِّف في قرفع كما سيأتي وقال أبو عمروٍ الدُّورِيُّ : بَلَغَني عن عيسى بنِ عمرَ أنّه كان يقرأُ : حتى إذا افْرُنْقِعَ عن قلوبِهم . أي حتى إذا كُشِفَ عن قلوبِهم . نَقَلَه ابنُ جنِّي في الشواذِّ قلتُ : وقراءةُ العامّة : " حتى إذا فُزِّعَ عن قلوبِهم " وسيأتي قريباً
برعَ ويُثلَّثُ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الفَتْح والضَّمِّ . وقالَ الصّاغَانِيُّ : وبَرِعَ كفَرحَ لُغَةٌ فِيها بَرَاعَةً هو مَصْدَرُ بَرُعَ ككَرُمَ وعَلَيْه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ :
لَوْ أَنَّ أَصْحَابِي بَنُو خُنَاعَهْ ... أَهْلُ النَّدَى والحَزْمِ والبَرَاعَهْ وزادَ في المُحْكَمِ : بُرُوعاً بالضَّمِّ وهو مَصْدَرُ بَرَعَ كنَصَرَ : فَاقَ أَصْحَابَهُ في العِلْمِ وغَيْرِهِ كَمَا في الصّحاحِ أَوْ تَمَّ في كُلِّ فَضِيلَةٍ وجَمَالٍ كما في المُحْكَمِ . فهو بارِعٌ وهي بارِعَةٌ وقَدْ أُغْفِلَ عن اصْطِلاحِهِ هُنَا فَتَنَبَّهْ . وبَرَعَ صَاحِبَه إِذا غَلَبَهُ . وقَال ابنُ الأَعْرَابِيّ : يُقَالُ : بَرَعَهُ وفَرَعَهُ إِذا عَلاهُ وفَاقَه وكُلُّ مُشْرِفٍ بَارِعٌ وفَارِعٌ
وفي العُبَابِ : هذا أَبْرَعُ مِنْهُ أَيْ أَضْخَمُ . قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ ثَوْراً رُمِيَ :
فكَبَا كما يَكْبُو فَنِيقٌ تارِزٌ ... بالخَبْتِ إِلاَّ أَنَّهُ هُوَ أَبْرَعُ أَيْ إِلاَّ أَنَّ الَفنِيقَ هو أَضْخَمُ من الثَّوْرِ . وفي شَرْح الدِّيوانِ : أَعْظَمُ منه
وأَمْرٌ بارِعٌ : سَنِيٌّ جَمِيلٌ . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : البَرِيعَةُ : المَرْأَةُ الفائِقَةُ الجَمَالِ والعَقْلِ
والبَرْعُ بالفَتْح : حِصْنٌ بذَمَارِ باليَمَنِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ ويَاقُوتٌ
وبَرْعَةُ : مِخْلافٌ بالطّائف نَقَلاهُ أَيْضاً . وبُرَعُ كَزُفَرَ : جَبَلٌ بتِهَامَةَ بالقُرْبِ من وَادِي سِهَامٍ فيه قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ وقُرىً عِدَّةٌ يَسْكُنُها الصَّنابِرُ مِنْ حِمْيَر وله سُوقٌ وقد نُسِبَ إِلَيْهِ من المتَأَخِّرِينَ الشاعِرُ المُفْلِقُ عَبْدُ الرَّحِيم بنُ أَحْمَدَ البُرَعِيُّ مَادِحُ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم والمَوْجُودُ في أَيْدِي النّاسِ هو دِيوَانُهُ الصَّغِيرُ ولَهُ مَقَامٌ عَظِيمٌ ببَلَدِهِ وذُرِّيَّةٌ صالِحَةٌ
وبَرْوَعُ كجَرْوَل هكَذَا ضبَطَهُ الجَوْهَرِيّ قالَ : ولا يُكْسَرُ فإِنَّهُ خَطَأٌ وعَزَاهُ لأَصْحَابِ الحَدِيثِ وعَلَّلَ بِأَنَّهُ لَيْسَ في الكَلامِ فِعْوَل إِلاّ خِرْوَع وعِتْوَدٌ : اسْمُ وَادٍ ونَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ أَيْضاً هكَذَا وزادَ وعِتْوَر قالَ : ولَيْسَ بِتصْحِيفِ عِتْوَدٍ وكَذِكَ جَزَمَ المُطَرِّزِيُّ في المَغْرِبِ وابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرَةِ بأَنَّ الكَسْرَ خَطَأٌ وقَدْ جَزَمَ أَكْثَرُ المُحَدِّثِينَ بصِحَّةِ الكَسْرِ ورَوَوْه هكَذَا سَمَاعاً . وفي الغَايَةِ هو بالكَسْرِ والفَتْحِ والكَسْرُ أَشْهَرُ : اسْمُ امْرَأَةٍ وهي بِنْتُ وَاشِقٍ الرُّواسِيَّة وقِيلَ : الأَشْجَعِيَّة زَوْج هِلالِ بنِ مُرَّةَ صَحَابيَّةٌ رَوَى عَنْهَا سَعِيدُ بنُ المُسَيِّب
وبَرْوَعُ : نَاقَةٌ لعُبَيْدِ بنِ حُصَيْنٍ النُّمَيْرِيّ الرّاعِي الشَّاعِرُ وهو القائِلُ فِيهَا وفِي نَاقَتِهِ الأُخْرَى عِفَاسَ :
إِذا بَرَكَتْ مِنْهَا عَجَاساءُ جِلَّةٌ ... بمَحْنِيَةٍ أَشْلَى العِفَاسَ وبَرْوَعَا ومِنْ ذلِكَ كانَ يَدْعُو جَريرٌ - وعِبَارةُ الصّحّاحِ : ومِنْهُ كانَ جَرِيرٌ يَدْعُو - جَنْدَلَ بنَ الرّاعِي بَرْوَعاً
وقال ابنُ بَرِّيّ : بَرْوَعُ : اسْمُ أُمِّ الرَّاعِي ويُقَالُ : اسْمُ ناقَتِهِ قالَ جَرِيرٌ يَهْجُوهُ : فما هِيبَ الفَرَزْدَقُ قَدْ عَلِمْتُمْ ومَا حَقُّ ابْنِ بَرْوَعَ أَنْ يُهابَا ويُقَالُ : تَبَرَّعَ فُلانٌ بالعَطَاءِ أَيْ تَفَضَّلَ بمَا لا يَجِبُ عَليْه وقِيلَ : أَعْطَى من غَيْرِ سُؤالٍ . قالَ الزَّمَخْشَرِيّ : كَأَنَّهُ يَتَكَلَّفُ البَرَاعَةَ فيه والكَرَمَ
وفي الصّحاح : فَعَلَهُ مُتَبَرَِّعاً أَيْ مُتَطَوِّعاً وهو من ذلِكَ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : بَرَعَ الجَبَلَ : عَلاه . وسَعْدُ البَارِعِ : نَجْمٌ مِنَ المَنَازِلِ . وجَارِيَةٌ بَارِعَةٌ أَيْ جَمِيلَةٌ . والبَارِعُ : لَقَبُ أَبِي عَبْدِ الله الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهّابِ الحارِثيّ البَغْدَادِيّ الأَدِيب ذَكَرَهُ ابنُ العَدِيمِ في تاريخِ حَلَبِ
تَبْرَعٌ كجَعْفَرٍ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ في باب الباءِ مع التاءِ في الرُّباعِيّ : إِنَّهُ اسْمُ ع فعَلَى هذا وَزْنُهُ عِنْدَهُ فَعْلَلٌ ولَوْ كَانَ تَفْعَلُ لَكَانَ مَوْضِعُ ذِكْره تَرْكيبَ ب ر ع وفي اللِّسَانِ : تَبْرَعٌ وتَرْعَبٌ : مَوْضِعانِ بَيَّنَ صَرْفَهُم إِيّاهُمَا أَنَّ التّاءَ أَصْلٌ . قُلْتُ : وقَدْ تَقَدَّمَ هذا بِعَيْنِه لِلْمُصَنِّف في ت ر ع ب وذَكَرَ تَبْرَعاً هُنَاكَ اسْتِطْرَاداً