البَلَدُ محرّكةً مأْخوذٌ من قَوله تعالى : " لا أُقسِمُ بهذَا البَلَد " والبَلْدَة بفتح فسكون مأْخوذ من قوله تعالى " ربَّ هذِهِ البَلْدَةِ الذي حَرَّمها " كِلاهما عَلمٌ على مكّة شَرَّفَها اللّهُ تعالى تفخيماً لها كالنَّجم للثُّريّا والعُود للمَندَل . وقال التوربشتيّ في شرْح المَصابيح بأَنّها هي ...
البَلَدُ محرّكةً مأْخوذٌ من قَوله تعالى : " لا أُقسِمُ بهذَا البَلَد " والبَلْدَة بفتح فسكون مأْخوذ من قوله تعالى " ربَّ هذِهِ البَلْدَةِ الذي حَرَّمها " كِلاهما عَلمٌ على مكّة شَرَّفَها اللّهُ تعالى تفخيماً لها كالنَّجم للثُّريّا والعُود للمَندَل . وقال التوربشتيّ في شرْح المَصابيح بأَنّها هي البَلْدة الجامعة للخَير المستحِقّة أَنّ تسمَّى بهذا الاسم دونَ غيرها لتفوُّقها على على سائر مُسمَّياتِ أَجناسِها تَفوُّقَ الكعبةِ في تَسميتها بالبَيت على سائر مُسمَّياته حتى كأَنّها هي المَحلّ المُستحقّ للإِقامة دونَ غيرَها من قولهم بَلَدَ بالمَكَان إِذا أَقامَ به . والبَلَد والبَلْدة : كُلُّ مَوضِع أَو قِطْعَةٍ من الأَرضِ مُستحِيزَةٍ من استحازَ بالحاءِ المهملة والزاي عامِرَةٍ أَو غامِرةٍ خاليةٍ أَو مسكونةٍ . والبَلَدُ والبَلْدةُ : التُّرَابُ . والذي نَقلَه الخَفَاجيُّ عن غير واحد في العناية أَثناءَ الأَعرافِ أَنَّ البلدَ الأَرضُ مطلقاً واستعمالُهُ بمعنَى القَرْيَةِ عُرْفٌ طارىء . انتهى . وفي النهاية : وفي الحديث أَعوذُ بكَ من ساكِنِي البَلَد قال : البلَد من الأَرض : ما كان مأْوَى الحَيوانِ وإِنْ لم يكنْ فيه بناءٌ . وأَراد بساكِنيه الجِنَّ . والجمعُ بِلادٌ وَبُلْدانٌ . والبَلَد : القَبْر نفْسُه . قال عَدِيّ ابن زَيد :
مِن أُناسٍ كنْتُ أَرجُو نَفْعَهمْ ... أَصبحُوا قد خَمَدُوا تَحْتَ البَلَدْ ويقال البَلَد : المَقْبَرَة والجمْع كالجمع . والبَلَد : الدّارُ يمانية . قال سيبويه : هذه الدارُ نِعْمَتِ البَلدُ فأَنَّث حيث كان الدار كما قال الشاعر أَنشده سيبويه
" هل تَعرِف الدّارَ يُعَفِّيها المُورْ
" الدَّجْنُ يوماً والسَّحَابُ المهمورْ
" لكلِّ رِيحٍ فيه ذَيْلٌ مَسفورْ والبَلَد : الأَثَرُ من الدّار . وفي المثَل أَذَلٌّ مِن بَيضةِ البَلَد وأَعزُّ من بيضة البلد . البَلَد : أُدْحِيُّ النَّعَامِ بضمّ الهمزة وسكون الدّال وكسر الحاءِ المهملتين معناه أَذَلُّ من بيضَةِ النَّعامِ الَتي تَتركها في الفَلاة فلا تَرجع إِليها . قال الراعي :
تأْبَى قُضَاعَةُ أَنْ تَعرِفْ لكُمْ نَسباً ... وابنَا نِزارٍ فأَنتمْ بَيضةُ البَلَدِ وجَوَّز أَبو عُبَيْدٍ في قولهم : كان فُلانٌ بَيضَة البلدِ أَن يُرَادَ به المدْح . وزَعَم البكريُّ أَنّه قد يُضْرَب هذا مثَلاً للمنفرد عن أَهْله وأُسرته . والبَلَد : اسمُ مَدينة بالجزيرة على سبعةِ فَراسخَ من المَوْصل وقد تُشدّد لامُه وهو أَوّل دِيَارِ رَبِيعَةَ بشاطىء دِجلَة ومدينة بفارِسَ . والبَلَد : ة ببغدادَ نقله الصاغانيّ والبَلَد : جَبَلٌ بحِمَى ضَرِيَّةَ بينه وبينَ مُنْشِدٍ مسيرة شَهْر وقد تُسكَّن لامُه . والبَلَد : الأَثر في الجَسَد . وج أَبْلاَدٌ . قال القُطاميّ :
ليستْ تُجَرَّحُ فُرّاراً ظُهُورُهمُ ... وفي النُّحور كُلومٌ ذات أَبْلادِ وقال ابن الرِّقاع :
عَرَفَ الدّيَارَ تَوهُّماً فاعتَادهَا ... من بَعْدِ ما شَمِلَ البِلَى أَبْلادَهَا اعتادَهَا أَعَادَ النَّظَرَ إِليهَا مَرَّةً بعد أُخرَى لدُرُوسها حتَّى عَرفَهَا . وممّا يُستَحْسَن من هذه القصيدَة قولُه في صِفَة أَعلَى قَرْنِ وَلَدِ الظَّبْيَة :
تُزْجِي أَغنَّ كأَنَّ إِبرَةَ رَوْقِه ... قَلَمٌ أَصَابَ من الدَّواةِ مِدَادَها وبَلَدَ جِلْدُهُ : صارت فيه أَبْلادٌ . والبَلْدَة : بَلْدَةُ النَّحْرِ وقيل هو الصَّدْرُ من الخُفِّ والحافِر . قال ذو الرُّمَّة :
أُنِيخَتْ فأَلْقَتْ بَلْدةً فَوقَ بَلْدَةِ ... قَليلٍ بها الأَصواتُ إِلاّ بُغَامُهايقول : أَلقَتْ صَدْرَهَا على الأَرض قال شيخنا : وأَورَدَهُ بعضُ أَهْل البديع شاهداً على الجِنَاس التّامّ . وفي الّلسان : أَراد بالبلدة الأُولى ما يَقع على الأَرض من صَدْرِهَا وبالثانيةِ الفَلاَةَ الّتي أَنَاخَ ناقَتَه فيها . ومن المجاز : ضَرَبَ بَلْدَتَه على بَلْدَتِه البَلْدَة الأُولى رَاحَةُ اليَدِ والثانية الصَّدرُ . والبَلْدَة : منْزِلٌ للقَمَر وهي سِتَّة أَنْجمٍ من القَوس تَنزِلها الشَّمسُ في أَقصرِ يومٍ في السَّنَة . والبَلْدة : هَنَةٌ من رَصَاصٍ مُدَحْرَجَة يَقِيس بها الملاَّحُ الماءَ . والبَلْدَة الأَرْضُ . يقال : هذه بلْدَتنا كما يقال بَحْرَتنا . والبَلْدَة : ما بينَ الحاجِبَين كالبُلْدةِ بالضّمّ . وقيل البُلْدَة فَوق الفُلْجَةِ وقيل : قَدْرُ البُلْجةِ . وقد بَلِدَ الرَّجلُ كفَرِحَ بَلَداً وهو أَبْلَدُ بِّينُ البَلَدِ أَي أَبلَجُ وهو الذي ليس بمقونِ الحاجِبَيْن . والبَلَد : عُنْصُرُ الشَّيْءٍ عن ثعلب . والبَلَد : مالم يُحْفَرْ من الأَرضِ ولم يُوقَدْ فيه . قال الراعي :
ومُوقِد النّارِ قد بادَتْ حَمَامتُه ... ما إِن تَبَيَّنهُ في جُدَّةِ البَلَدِ وبَلْدَة النَّحر هي ثُغْزَة النَّحْرِ وما حَوْلَهَا أَو وَسَطُهَا وقيل هي الفَلْكَة الثالثة من فَلْك زَوْر الفَرِسِ وهي سِتَّة وقيل هو رَحَى الزَّوْرِ . والبَلَد : اسمٌ يَقعُ على الكُوَرِ . وقال بعضُهم : البَلَدُ جِنْسُ المَكَانِ كالعِرَاقِ والشَّامِ والبَلْدَة : الجُزءُ المُخصَّص منه كالبَصْرَة ودِمشْق وقد قيل إِنها إِطلاقات مُوَلَّدة . والبَلْدَة : د من عَمَل قَبْرَةَ بالأَندَلُسِ منه سعيد بن محمّد بن سَيِّد أَبيه بن مسعود البَلْدِيُّ كَثير الجِهَادِ والرِّباط وهو على ما قالَهُ الذهبيّ من شُيوخِ المُعتزِلة تُوفِّيَ سنة 397 سمعَ بمكّةَ أَبا بكرٍ محمّدَ بنَ الحُسين الآجُرّيّ . والبَلْدَة : رُفْعَةٌ من السَّمَاءِ لا كوكَبَ بها البَتَّةَ وقيل إِلاّ كَواكِب صِغَار بَيْنَ النَّعائمِ وبين سَعْدٍ الذّابحِ وهي آخرُ البرُوجِ يَنْزِلُها القَمَرُ وقد سَبقَ ذلك أَيضاً فهو تَكرارٌ كما كرّرَ الأَثر ومثْل هذا في مادّة واحدة مَعِيبٌ ورُبمَا عَدَلَ القَمَرُ عنها فَنزَلَ بالقِلاَدَةِ وهي أَي البَلْدَة سِتّةُ كواكِبَ مستديرةٌ تُشبِه القَوْسَ وهي من بُرْجِ القَوْس وقد أَودَعْنَا تَفصيل ذلك في مَواضِعه . وفي حاشية الصّحاح : وأَمّا ابن فارس فقال : والبَلْدَة نَجْمٌ يقولون هي بَلْدَة الأَسَدِ أَي صَدْرُه . فإِنْ صَحَّ ذلك فهو كلامٌ جَيِّدٌ ولم يُرِدِ البَلْدة المنزِلَ الّذي في بُرْج القَوسِ . وقد عابَه الحَريريُّ في الدُّرّة وغيره في إِيراد مثْل هذا التركيب وأَجاب عنه ابن ظفر بِوروده في الكلام كما هو مبيَّن في مَحلّه . وبَلَدَ بالمَكَانِ كنَصَرَ يَبلُد بُلوداً بالضّمّ فهو بالد : أَقَامَ به ولَزِمه كأَبلَد عن أَبي زيدٍ أَو بَلَدَ به إِذا اتَّخَذَه بَلَداً ولَزِمَه . وأَبْلَدَه إِيّاهُ : أَلزَمَه وفي بعض النُّسخ : أَبلَدَه اللّهُ : أَلزَمه والأَولَى الصّوَاب والمُبَالَدَة : المُبَالَطَة بالسُّيوفِ والعِصِيّ إِذا تَجالدوا بها . وبَلِدُوا كَفَرِحُوا وخَرَجُوا وَيقال الثانية بالتشديد : لَزِمُوا الأَرضَ يُقَاتِلُون عَلَيْهَا ويقال اشتُقَّ من بلاد الأَرْضِ . والتَّبَلُّدُ : ضِدُّ التَّجلُّدِ وهو استكانَةٌ وخُضوعٌ . قال :
أَلاَ لاَ تَلُمْه اليَومَ أَنْ يَتَبلَّدَا ... فقد غُلِبَ المحزونُ أَنْ يتَجَلَّدَا بَلُدَ ككَرُم بَلادةً وبَلِدَ مثل فَرِحَ بَلَداً فهو بَلِيدٌ إِذا لم يَكُن ذَكيّاً . والبُلْدَة والبَلْدَة والبَلاَدة ضِدُّ النَّفَاذِ والذَّكَاءِ والمَضَاءِ في الأُمور . وهو أَبْلَدُ من ثَوْرٍ من ذلك . والتَّبَلُّد : التَّصْفِيق بالكَفّ . والتَّلُّبد : التَّحَيُّر وقد تَلَّدَ إِذا تَردَّدَ مُتحِّيراً . وأَنشد للبيد :
عَلِهَتْ تَبلَّدُ في نِهاءِ صُعائدٍ ... سضبْعاً تُؤَاماً كاملاً أَيَّامُهَاوفي اللِّسَان : قيلَ للمُمحِّيرِ مُتبلِّد لأَنَّه شُبِّه بالَّذي يَتَحَيَّر في فلاَةٍ من الأَرض لا يَهتدِي فيها . ومن المَجاز : التَّبَلُّد : التَّلهُّفُ كذا في الأَساس واللسان . قال عَدِيُّ ابن زَيد :
سأَكْسِب مالاً أَو تَقُومَ نَوَائحٌ ... عَليَّ بِلَيْلٍ مُبدِيَاتِ التَّبلُّدِ والتَّبلُّد : السُّقوطُ إِلى الأَرضِ من ضَعْف . قال الرّاعي :
وللدّار فيها من حَمُولةِ أَهْلِهَا ... عَقِيرٌ وللباكِي بها المُتَبلِّدِ والتَّبَلُّد التَّسلُّط على بَلَدِ الغَيْرِ . والتَّبلُّد : النُّزولُ ببَلَدٍ ما به أَحدٌ يُلهِّف نَفْسَه وكلُّه من البَلادَة . والتَّبَلُّد : تَقْلِيبُ الكَفَّيْنِ قيل هو التَّصفيق . وأَبْلَدَ وتَبلَّدَ : لَحِقتْه حَيْرَةٌ . والمَبْلُودُ : المُتحيِّر لا فِعْلَ له . وقال الشَّيْبَانيّ : هو المَعتوه . قال الأَصمعيُّ : هو المنقطَعُ به وكلّ هذا راجعٌ للحَيْرَة . وأَنشدَ بيت أَبي زُبيد :
من حَمِيمٍ يُنسِي الحياءَ جَلِيدَ ال ... قَوْمِ حتَّى تَراه كالمَبلودِ وقيل : المَبلود : الّذي ذَهَبَ حَيَاؤُه أَو عَقلُه وهو البَليد . وبَلَّدَ الرَّجلُ تَبلِيداً إِذا لم يَتَّجِهْ لشءْءٍ . وبَلَّدَ الإِنسانُ إِذا بَخِلَ ولم يَجُدْ . وبَلَّدَ الرَّجُل : لحِقَتْهُ حَيْرَةٌ وضَرَبَ بنفْسِهِ الأَرضَ إِعياءً . وبَلَّدَت السَّحابةُ : لم تُمْطِرْ . وبلَّدَ الفَرَسُ : لم يَسْبِقْ وفَرسٌ بَلِيدٌ إِذا تأَخّرَ عن الخَيْل السَّوابقِ وقد بَلُدَ بَلادةً . والأَبْلَدُ : الرَّجلُ العَظِيمُ الخَلْق الغَليظُهُ . والبَلَنْدَي : العَرِيض . والمُبْلَنْدِي : الجَمَلُ الصُّلْبُ الشَّديدُ . والبَلَنْدَي والمُبْلَنْدِي : الكَثيرُ اللَّحْمِ أَي لَحْم الجَنْبَيْن والبَلِيدُ من الإِبل : الَّذي لا يُنَشِّطه تَحريكٌ . وعن أَبي زيد : أَبلدُوا إِذا صارَتْ دَوَابُّهم كَذلِكَ أَي بَليدةً لا تَسبِق . وقيل : أَبلدَ إِذا كانت دابَّتُه بليدة . وأَبلَدُوا : لَصِقُوا بالأَرض استِكانةً . وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ قولَ شاعرٍ يَصف حَوضاً :
ومُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْمَاةٍ بِمَهْلَكَةِ ... جَاوَزْتُهُ بِعَلاَةِ الخَلْقِ عِلْيَانِ هكذا رواه الجوهريّ قال : المُبْلِدُ كمُحسِن : الحَوْضُ القَدِيمُ هنا . قال : أَراد : مُلْبد فقَلب وهو اللاَّصق بالأَرض . وقال غيره : حوضٌ مُبْلَد بفتْح اللاّم : تُرِك ودَرَسَ ولمْ يُستَعْمَل فتَدَاعَى . وقد أَبلَدَه الدّهْرُ إِبلاداً . وبُلْدَة الوَجْهِ بالضّمّ : هَيْئتُه وصُورتُه نقلَه الصاغانيّ . وبَلَدُودُ كقَرَبوسٍ : ع بنَواحِي المدينةِ نقَله الصّاغانيّ . والبُلْد بالضّمّ فالسكون : حَصَاةُ القَسْمِ بفتْح فسكون وهي بُنْدقة مِن ذَهَبٍ أَو فِضّة أَو رَصاص وإِلاّ فهي المَقْلَة قاله أَبو عَمرٍو . ومما يستدرك عليه : يقال للشَّيْءِ الدائم الّذي لا يَزُول : تالِدٌ باللِدٌ . فالتَّالِدُ القديم والبالد إِتباعٌ له . وأَبلَدَ : لصِقَ بالأَرض . وبَلْدةُ الفَرسِ : مُنقَطَعُ الفَهدتَين من أَسافِلها إِلى عَضُدِها . ومن المَجاز : إِنْ لم تفعل كذا فهي بَلْدَةٌ بيني وبينَك يُريد القَطيعةَ والفِرَاقَ أَي أُباعِدُك حتّى تَفصِلَ بيننا بَلْدَةٌ من البِلاد . ولَقِيتُه ببَلْدَةِ إِصْمِتَ وهي القَفْر لا أَحدَ به . وقد تقدّم في صمت . وتَبلَّدَ : تَكلَّف البَلادَةَ . والبَلْدَة : الفَلاَةُ . قال الأَعشي :
وبَلْدَةٍ مثْلِ ظَهْرِ التُّرْسِ مُوحِشةٍ ... للجِنِّ باللِّيلِ في حافَلتِها شُعَلُ وبَلَّدُ الرَّجلُ : نُكِسَ في العَمَلِ وضَعُفَ حتَّى في الجَرْي . قال الشاعر :
جَرَى طَلَقاً حتّى إِذا قُلْتُ سابقٌ ... تَدَاركَه أَعْراقُ سَوْءٍ فَبَلَّدَا والحِرْبَاءُ ابنُ بَلْدَتِهِ للزُومِه الأَرْضَ . وفي الأَساس : من المَجاز : تَبلَّدت البِلادُ : تقاصَرَت في رَأْي العيْنِ من ظُلْمةِ اللَّيْل . وعبارة اللسان : ويُقال للجِبَال إِذا تَقَاصَرَت في رَأْي العيْنِ لظُلْمَةِ اللَّيْل : قد بَلَّدَتْ . ومنه قول الشاعر :
" إِذا لمْ يُنَازِعْ جَاهِلُ القَومِ ذا النُّهَى وبَلَّدَت الأَعلامُ باللَّيْل كالأَكَمْ " وَبَلَدُودُ : قَريةٌ من قُرَى أَلبِيرةَ منها أَبو عِمْرانَ موسى بن أَحمد الشاعر ذّكّره أَبو الخطّاب بن حَزْم والبالِدِيَّة : قَرْيَةٌ لبني غُبَر بينها وبينَ حَجْرٍ لَيلتانِ . وبَلَدُ بنُ سِنْجَار المُقْرىء الضّرير مَحرّكة حَدّثَ عن المبارَك بن عليّ الحاوِي . وبَلْد : اسمُ مَوضع قال الرّاعي يَصِف صَقْراً :
" إِذا ما انْجلَتْ عنه غَدَاةَ صُبَابةٍ ... رَأَى وهو في بَلْدٍ خَرَائِقَ مُنْشِدِ " وفي الحديث ذكر بُلَيْد بصيغة التَّصغير : قَرْيَة لآلِ عليّ بوَادٍ قريب من يَنْبع . وفي معجم البكريّ : أَنّهَا لآل سَعِيدِ بنِ عَنْبَسَة بنِ سعيد بن العاص . وبُلَيْدَة قَريةٌ من نَواحِي الأندلس وقَرْية بمصرَ وبَلْدَةٌ مَدينةٌ بساحِلِ بَحْرِ الشَّام قريبٌ من جَبَلة من فتوح عُبَادة بن الصّامت ثم خَرِبتْ فأَنشأَ مُعاويةُ جَبَلَةَ . ومما يستدرك عليه : بلبد
اللَّدِيدَانِ : جانِبَا الوادِي . وصَفْحَتَا العُنُقِ دُونَ الأُذُنَيْنِ وقيل مَضِيغَتاهُ وعُرْشَاهُ قال رؤبة :
" عَلَى لَدِيدَيْ مُصْمَئلٍّ صِلْخَادْ ولَدِيدَا الذَّكَرِ : نَاحِيَتَاه وقيل : هما جانِبَا كُلِّ شَيْءٍ أَلِدَّةٌ وعن أَبي عَمْرٍو : اللَّدِيدُ : ظاهِرُ الرَّقَبة وأَنشد ...
اللَّدِيدَانِ : جانِبَا الوادِي . وصَفْحَتَا العُنُقِ دُونَ الأُذُنَيْنِ وقيل مَضِيغَتاهُ وعُرْشَاهُ قال رؤبة :
" عَلَى لَدِيدَيْ مُصْمَئلٍّ صِلْخَادْ ولَدِيدَا الذَّكَرِ : نَاحِيَتَاه وقيل : هما جانِبَا كُلِّ شَيْءٍ أَلِدَّةٌ وعن أَبي عَمْرٍو : اللَّدِيدُ : ظاهِرُ الرَّقَبة وأَنشد :
" كلُّ حُسَامٍ عَلَمُ التَّهْبِيدِ / / يَقْضِبُ بِالهَزِّ وبِالتَّحْرِيدِ "
" سَالِفَةَ الهَامَةِ واللَّدِيدِ ومن المَجاز : تَلَدَّدَ فُلانٌ إِذا تَلفَّتَ يَميناً وشِمالاً وتَحَيَّر مُتَبَلِّداً مأْخوذٌ من لَدِيدَيِ الوَادِي أَ جانِبَيْهِ وفي حديث عُثْمَانَ فَتَلدَّدْتُ تَلَدُّدَ المُضْطَرِّ أَي تَحَيَّرْتُ . وتَلدَّدَ الرجُلُ : تَلَبَّثَ وفي الحديث حين صُدَّ عن البَيْتِ : " أَمَرْتُ النَّاسَ فإِذَا هُمْ يَتَلَدَّدُونَ " أَي يَتَلَبَّثُون . ومِن المَجازِ : يقال : ضَرَبَه على مُتَلَدَّدِه . والمُتَلَدَّدُ بفتح الدالِ : العُنُقُ قال الشاعِر يَصِفُ ناقَةً :
" بَعِيدَةُ بَيْنِ العَجْبِ والمُتَلَدَّدِ أَي أَنَّها بَعِيدةُ ما بين الذَّنَبِ والعُنُقِ . وقولهم : مَالَه عنه مُحْتَدٌّ ولا مُلْتَدٌّ أَي بُدٌّ . واللَّدُودُ كصَبُورٍ اسم مَا يُصَبُّ بالمُسْعُطِ مِن السَّقْيِ والدَّاوَءِ في أَحَدِ شِقَّيِ الفَمِ كاللَّدِيدِ أَلِدَّةٌ وفي الحديث أَنه قال " خَيْرُ ما تَدَاوَيْتُمْ به اللَّدُودُ والحِجَامَةُ والمَشِيُّ " ويقال : أُخِذ اللَّدُودُ مِن لَدِيدَيِ الوَادِي . وقد لَدَّه يَلُدُّه لَدًّا بالفتح ولُدُوداً بالضمّ عن كُراع إِذا سَقَاه كذلك وقال الفَرَّاءُ : اللَّدُّ . أَن يُؤْخَذَ بِلِسانِ الصَّبِيّ فَيُمَدَّ إِلى إِحْدَى شِقَّيْه ويُوجَر في الآخَرِ الدَّوَاءُ في الصَّدَف بين اللسانِ وبين الشِّدْقِ . ولَدَّه إِيَّاه وأَلَدَّه إِلداداً وقد لُدَّ الرجُلُ فهو مَلْدُودٌ وفي الحديث " أَنّه لُدَّ في مَرَضِه فلَمَّا أَفاقَ قالَ : لا يَبْقَى في البيتِ أَحَدٌ إِلاَّ لُدَّ " فَعَلَ ذلك عُقوبةً لهم لأَنهم لَدُّوه بغير إِذْنِه . وفي المثل " جَرَى مِنْه مَجْرَى اللَّدُودِ " قال :
لَدَدْتُهُمْ النَّصِيحَةَ كُلَّ لَدًّ ... فَمَجُّوا النُّصْحَ ثُمَّ ثَنَوْا فَقَاءُوا استعمله في الأَعْرَاضِ وإِنما هو في الأَجْسَام كالدَّوَاءِ والماءِ . واللَّدُود : وَجَعٌ يَأْخُذُ في الفَمِ والحَلْقِ فيُجْعَل عليه دَوَاءٌ ويُضع على الجَبْهَة مِنْ دَمِهِ . ولَدَّه يَلُدُّهُ لّدًّا : خَصَمَهُ فهو لادٌّ ولَدُودٌ قال الراجِز :
" أَلُدٌّ أَقْرَانَ الخُصُومِ اللُّدِّ
وقد لَدَدْتَ يا هذا تَلُدُّ لَدَداً . ولَدَدْتُ فُلاناً أَلُدُّه إِذا جادَلْتَه فغَلَبْتَه . ولَدَّه عن الأَمْرِ لَدَّا : حَبَسَه هُذَلِيّة . والأَلَدُّ : الطَّوِيلُ الأَخْدَعِ من الإِبلِ . وفي التنزيل العَزِيز " وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ " الأَلَدُّ الخَصْمُ الجَدِلُ الشَّحِيحُ الذي لا يَزيغُ إِلى الحَقِّ وقال أَبو إِسحاق : مَعْنَى الخَصمِ الأَلَدِّ في اللغة : الشَّدِيد الخُصُومَة الجَدِل واشتقاقُه مِن لَدِيدَيِ العُنُق وهما صَفْحَتَاه وتأْويله أَن خَصْمَه أَيَّ وَجْهٍ أَخَدَ مِنُ وُجُوهِ الخُصُومَةِ غَلَبَه في ذلك يقال : رَجُلٌ أَلَدُّ بَيِّنُ الَّلدَدِ شَدِيدُ الخُصَومة كالأَلَنْدَدِ واليَلَنْدَدِ أَي الشَّدِيد الخُصُومة قال الطِّرِمَّاح يَصِفُ الحِرْبَاءَ :
يُضْحِى عَلَى سُوقِ الجُذُولِ كَأَنَّهُ ... خَصْمٌ أَبَرَّ عَلَى الخُصُومِ يَلَنْدَدُ قال ابنُ جِنَى : هَمْزَة أَلَنْدَد وياءُ يَلَنْدَد كِلْتاهما للإِلْحَاقِ فإِن قلتَ : فإِذا كان الزائد إِذا وقعَ أَوَّلاً لم يكن للإِلحاق فكيف أَلْحَقُوا الهمزةَ والياءَ في أَلَنْدَد وَيَلَنْدَد والدليلُ على صِحَّةِ الإِلْحاقِ ظُهورُ التَّضعيفِ قيل : إِنهم لا يُلْحِقون بالزائد من أَوَّل الكلمة إِلاَّ أَن يكون معه زائدٌ آخَرُ فلذلك جاز الإِلحاقُ بالهَمْزَةِ والياءِ في أَلَنْدَد وَيَلَنْدد لما انْضَمّ إِلى الهمزةِ والياءِ من النون . وتصغِير أَلَنْدَدٍ أُلَيْدٌ لأَن أَصلَه أَلد فَزَادُوا فيه النونَ لِيُلْحِقُوه ببناءِ سَفَرْجَلٍ فلما ذَهبت النونُ عَاد إِلى أَصلِه . ولَدَدْتَ يارجل لَدًّا هكذا في النُّسخ وفي اللسان وكتاب الأَفعال لَدَداً : صِرْتَ أَلَدَّ قال ابنُ القَطَّاع : هو العَسِرُ الخُصُومَةِ الشديدةُ ومنه حديث عَلِيٍّ كرَّم اللهُ وَجْهَه " رَأَيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في النَّوم فقلت : يا رسولَ اللهِ ماذَا لَقِيتُ بَعْدَك مِن الأَوَدِ واللَّدَدِ " . لُدٌّ ولِدَادٌ الأَول بالضمّ والثاني بالكسر ومن الأَول قوله تعالى " وتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا " قيل معناه خُصَمَاءُ عُوجٌ عن الحَقِّ وقيل : صُمٌّ عنه وقال مَهْدِيّ بن مَيمونٍ : قلت للحسن : قوله " وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا " قال : صُمًّا . ومن الثاني قولُ عُمَر رضي الله عنه لأُمِّ سَلَمَة : " فأَنَا مِنْهُم بين أَلْسِنَةٍ لِدَادٍ وقُلُوبٍ شِدَادٍ وسُيُوفٍ حِدَادٍ " . واللَّدِيدُ : ماءٌ لبني أَسَد بن خُزَيْمَةَ بن مُدْرِكَة بن الياس بن مُضر . واللَّدِيدَةُ . بهاءٍ : الرَّوْضَةُ الخَضراءُ الزَّهْرَاءُ عن ابن الأَعرابيّ . والمِلَدُّ بالكسر : اسم رجل واسم سَيْف عَمْرِو بنِ عَبْدِودُدٍّ القرشيّ . واللَّدُّ بالفتح : الجُوَالِقُ كاللَّبِيدِ وقد تقدَّم قال الراجز :
" كَاَنَّ لَدَّيْهِ عَلَى صَفْح جَبَلْ ولُدُّ بالضَّمّ والمشهور على أَلْسِنَةِ أَهلها الكسر : مَوْضِعٌ بالشَّامِ . وفي التهذيب : اسمُ رَمْلَةٍ بالشامِ وقيل : بِفِلَسْطِينَ بالقُرْبِ من الرَّمْلَةِ وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
فَبِتُّ كَأَنَّنِي أُسقَى شَمُولاً ... تَكُرُّ غَرِيبَةً مِنْ خَمْرِ لَدَّ وفي الحديث " يَقْتُلُ عِيسَى عليه السَّلامُ الدَّجَّالَ عِنْدَ بَابِهَا " وهو الذي جَزَمَ به أَقْوضامٌ كثيرُونَ مِنّن أَلَّفَ في أَحوالِ الآخِرَة وشُرُوطِ الساعةِ وادَّعى قومٌ أَن الواردَ في بعضِ الأَحادِيث أَنه يَقْتُله عند مُحَاصَرِتَه المَهْدِيَّ في القُدْسِ واعتمده القارِي في النَّاموس . كذا قاله شيخُنَا . قلت : ويقال فيها أَيضاً اللدّ أَي باللام قال جَمِيلٌ :
تَذَكَّرْتُ مَنْ أَضْحَتْ قُرَى اللُّدِّدُونَه ... وهَضْبٌ لِتَيْمَا والهِضَابُ وُعُورُ وقد نُسِبَ إِليها أَبو يَعقُوبَ إِسحاق ابنُ سَيَّارٍ مُحَدِّث . وعن ابنِ الأَعْرَابيّ : يقال : لَدَّدَ بِه ونَدَّدَ به إِذا سَمَّعَ به . والْتَدَّ هو الْتِدَاداً : ابْتَلَعَ اللَّدُودَ قال ابنُ أَحْمر :
" شَرِبْتُ الشُّكَاعَي وَالْتَدَدْتُ أَلِدَّةً / / وَأَقْبَلْتُ أَفْوَاهَ العُرُوقِ المَكَاوِيَا"