" هاج " الشّيْءُ " يَهيجُ هَيْجاً " بفتح فسكون " وهَيَجَاناً " محرَّكةً " وهِيَاجاً بالكسر : ثارَ " لمَشَقّةٍ أَو ضَرَرٍ . تتمولُ : هَاجَ به الدَّمُ وهَاجَه غَيْرُه وهَيَّجه يتَعدَّى ولا يَتعدّى وهَيَّجَه وهَايَجَه : بمعنىً " كاهْتاجَ وتَهيَّج " . وشَيْءٌ هَيُوجٌ . والأُنثَى هَيُوجٌ أَيضاً . قال الرّاعي :
قَلَى دِينَه واهْتَاجَ للشَّوْقِ إِنها ... على الشَّوقِ إِخوانَ العَزاءِ هَيوجُ ومِهْيَاجُ كهَيُوجٍ . هاجَ الإِبلَ : إِذا حَرَّكَها و " أَثارَ " بالّليل إِلى المَوْرِد والكَلإِ . المِهْيَاجُ من الإِبل : التي تَعْطَش قبلَ الإِبِل . وهَاجَتِ " الإِبلُ : إِذا " عَطِشَت " . والمِلْوَاحُ مِثْلُ المِهْيَاجِ . هاجَ " النَّبْتُ " يَهيدُ هَيْجاً : إِذا " يَبِسَ " . وكذا هَاجَت الأَرضُ . " والهائجُ : الفَحْلُ " الّذي " يَشْتَهِي الضِّرَابَ " . وقد هَاجَ يَهِيجُ هِيَاجاً وهُيُوجاً وهَيَجَاناً واهْتَاجَ إِذا هَدَرَ وأَرادَ الضِّرَابَ وهو مَجاز . وفَحْلٌ هِيَّجٌ : هائج مَثَّلَ به سيبويهِ وفَسّرَه السّيرافيّ . وفي بعض النُّسخ بالخاءِ المعجمة ولم يُفَسِّرْه أَحَدٌ . قال ابن سيده : وهو خَطاٌ . وفي حديث الدِّيَاتِ : " وإِذَا هَاجَتِ الإِبلُ رَخُصَتْ ونقَصَتْ قِيمَتُها " . هاجَ الفحلُ : إِذا طَلَبَ الضِّرابَ وذلك مما يُهْزِلُه فيَقلّ ثَمنُه . الهائج : " الفَوْرَةُ والغَضَبُ " يقال : هاجَ هائجُه : إِذا اشتدَّ غَضَبُه وثارَ . وهَدَأَ هائِجُه : سَكَنَتْ فَوْرَتُه . وفي الأَساس في المجاز : وإِذا اشْتعلَ الرَجُلُ غَضَباً قيل : هاجَ هائجُه . وهاجَ المُخبَّلُ بالزِّبْرِقانِ فهَجَاه . وهَاجَ الهِجَاءُ بينهما . من المجاز : شَهِدْتُ الهَيْجَ والهِيَاجَ و " الهَيْجَاء : الحَرْب " يُمدّ " ويُقْصَر " لأَنها مَوْطِنُ غَضَبٍ وكلُّ حَربٍ ظَهَرَ فقد هاجَ . يَوْمُ " الهِيَاج بالكسر " : يوم " القِتَال " . هَيَّاجٌ " كشدَّادٍ ابنُ بَسَّامٍ " وفي نُسخةٍ : ابنُ عِمْرَانَ هَيّاجُ " بنُ بِسْطَامٍ مُحَدِّثانِ " . وممّا فاته : هَيَّاجُ ابنُ عِمْرَانَ بن الفُضَيلِ البُرْجُميّ التَّميميّ من أَهْلِ البَصرةِ يَرْوِي عن عِمْرَانَ بنِ الحُصَين وسَمُرَةَ وعنه الحَسن وأَبو الهَيّاجِ حَيّانُ ابنُ حُصَينٍ يَرْوِي عن عليٍّ وعمَّارِ بنِ ياسرٍ . وهَيَّجَ الغُبَارَ وهَاجَه . يقال : " تَهَايَجُوا " إِذا " تَوَاثَبُوا " للقِتَال . وهاجَ الشَّرُّ بينَ القَوْمِ . " والمِهْيَاجُ " بالكسر : " النّاقةُ النُّزُوعُ إِلى وَطَنِهَا " . وقد هَيَّجْتُهَا فانْبعَثَتْ . ويقال : هِجْتُه فهَاجَ . المِهْيَاجُ : " الجَمَلُ الّذي يَعْطَش قَبْلَ الإِبلِ " . وقد هاجَتْ : إِذا عَطِشَت كما تقدّم . " والهَاجَة : الضِّفْدَعَة الأُنثى " والنَّعَامَةُ " ج هَاجَاتٌ " وتُصغِّرها بالواو والياءِ : هُوَيْجَةٌ ويقال : هُيَيْجَةٌ . يقال : يَوْمُنا " يومُ هَيْجٍ " بفتح فسكون أَي يَوْمُ " رِيحٍ " . قال الرّاعي :
ونَارِ وَدِيقَةٍ في يَوْمِ هَيْجٍ ... مِن الشِّعْرَى نَصَبْتُ لها الجَبِينَا " أَو " يَوْمُ " غَيْمٍ ومَطَرٍ " . قال الأَصمعيّ : يقال للسَّحاب أَوّلَ ما يَنشأُ : هَاجَ له هَيْجٌ حَسَنٌ . وأَنشد للرَّاعِي :
تُراوِحُها رَوَاعِدُ كثلِّ هَيْجٍ ... وأَرْوَاحٌ أَطَلْنَ بها الحَنِينَا
" والهائِجَةُ : أَرْضٌ يَبِسَ بَقْلُها أَو اصْفَرّ " هكذا في الصّحاح . وفي غيره : واصْفَرَّ . وهو مَجَازٌ . وقد هَاجَ البقلُ فهو هائِجٌ وهَيْجٌ : يَبْسَ واصْفَرَّ وطالَ . وفي التنزيل : " ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً وهاجتِ الأَرضُ هَيْجاً وهَيَجَاناً : يَبْسَ بَقْلُها . " وأَهاجَه : أَيْبَسَه " . يقال : أَهاجتِ الرِّيحُ النَّبْتَ : إِذا أَيْبَسَتْه . " وأَهْيَجَها وَجَدَها هائِجَة النَّبَاتِ " قال رُؤبةُ :
" وأَهْيَجَ الخَلْصَاءَ مِنْ ذاتِ البُرَقْ " وهِيجِ بالكسر مَبنيّاً على الكسر وهِجْ بالسُّكون " مع كسر أَوله : كلاهما " من زَجْرِ النّاقةِ " قال " :
" تَنْجُو إِذا قال حادِيها لها : هِيجِ وقد تقدَّم طَرفٌ من ذلك في هَجّ
ومما يستدرك عليه : هاجَتِ السّماءُ فمُطِرْنا أَي تَغيَّمَت وكَثُرَت رِيحُها . وفي حديث المُلاعَنة : " رأَى معَ أَمرأَتِه رَجُلاً فلمْ يَهِجْه " . أَي لم يُزْعِجْه ولم يُنفِّرْه . والهَاجَةُ : النَّعْجةُ الّتي لا تَشتهِي الفَحْلَ . قال ابن سِيدَه : وهو عندي على السَّلْبِ كأَنّها سُلِبَتِ الهِيَاج . والهَيْجُ الصُّفْرَةُ وعن ابنِ الأَعرابيّ : هو الجَفَافُ والحَرَكَةُ والفِتْنةُ وهَيَجَانُ الدَّمِ أَو الجِمَاعِ أَو الشَّوْقِ . وهَيْج : مَوضعٌ ؛ عن أَبي عمرٍو ؛ وكذا في المعجم . والهَيْجَة : قَرْيَةٌ عَظيمةٌ بمعالي القحرية : وقد خَرِبَتْ منذ مدَّةٍ طويلة وكانتْ مبنيَّةً بالحِجاره والمَدَرِ وسكنَتْها بنو أَبي الدَّيْلَم من قبائل عَكّ ؛ كذا في أَنساب البشر
فصل الياءِ مع الجيم
" البَهْجَةُ : الحُسْنُ " يقال : رَجُلٌ ذُو بَهْجَةٍ ويقال : هو حُسْنُ لَونِ الشىْءِ ونَضَارَتُه وقيل : هو في النّباتِ النضَارَةُ وفي الإِنسانِ : ضَحِكُ أَسارِيرِ الوَجْهِ أَو ظُهُورُ الفَرَحِ البَتّة . " بَهُجَ ككَرُمَ " بَهْجَةً و " بَهاجَةً " وبَهَجَاناً " فهو بَهِيجٌ و " امرأَةٌ بَهِجَةٌ : مُبْتَهِجَةٌ وقد بَهُجَتْ بَهْجَةً و " هي مِبْهَاجٌ " وقَدْ غَلَبَتْ عليها البَهْجَةُ . وامرأَةٌ بَهِجَةٌ ومِبْهَاجٌ : غَلَبَ عليها الحُسْنُ . بَهِجَ بالشْىء ولَه " كخَجِلَ " بَهاجَةً : سُرَّ بِهِ و " فَرِحَ " قال الشاعر :
كانَ الشّبابُ رِداءً قد بَهِجْتُ بهِ ... فقَدْ تَطَايَرَ مِنْهُ لِلْبِلَى خِرَقُ " فهُو بَهِيجٌ " قال أَبو ذُؤَيب :
فذلِكَ سُقْيَا أُمِّ عَمْرٍو وإِنّنِي ... بمَا بَذَلَتْ من سَيْبِها لَبَهيجُ أَشار بقوله ذلك إِلى السّحاب الذي استَسقَى لامِّ عمرٍو وكانت صاحِبَتَه التي يُشَبِّبُ بها في غالِبِ الأَمرِ . رجُلٌ " بَهِجٌ " أَي مُبْتَهِجٌ بأَمرٍ يَسُرُّه قال النّابغَة :
أَو دُرَّةٌ صَدَفِيَّةٌ غَوّاصُها ... بَهِجٌ مَتى يَرَهَا يُهِلَّ ويَسْجُدِ بَهَجَنِى الشّىءُ " كَمَنَعَ : أَفْرَحَ وسَرَّ " نِي " كأَبْهَجَ " بالأَلف وهي أَعَلى . " والابْتِهَاج : السُّرُورُ " والفَرَح . " وتَبَاهَجَ الرَّوْضُ " إِذا " كَثُرَ نَوْرَهُ " بالفتح أَي زَهْرُه وقال :
" نَوّارُه مُتَبَاهِجٌ يَتَوَهَّجُ " والتَّبْهِيج : التَّحْسِينُ " في قول العَجّاج :
" دَعْ ذا وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجَا
" فَخْماً وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجَا قال ابن سِيدَه : لم أَسْمَعْ ببَهِّجْ إِلاَّ ها هنا ومعناه حَسِّنْ وجَمِّلْ وكأَنّ معناه : زِدْ هذا الحَسَب جَمالاً بَوصفِك له وذِكْرِكَ إِيّاه وسَنِّنْ : حَسِّنْ كما يُسَنَّنُ السَّيفُ أَو غيرُه بالمِسَنِّ وإِن شِئتَ قلتَ : سَنِّنْ : سَهِّل وقوله : مُزَوَّجَا أَي مَقرُوناً بعضُه ببعضٍ وقيل : معناه مَنْطِقاً يُشْبِهُ بعضُه بعضاً في الحُسْن فكأَنَّ حُسْنَه يَتَضاعفُ لذلك . " وباهَجَهُ " وبازَجَهُ و " بَاراهُ وباهَاهُ " بمعنىً واحدٍ . " واسْتَبْهَجَ : اسْتَبْشَرَ " . " والمِبْهَاجُ " سَنَامُ النّاقَةِ السَّمِينُ تقول : رأَيت ناقَةً لها سَنَامٌ مِبْهَاجٌ ونُوقاً لها أَسْنِمَةٌ مَباهِيجُ أَي " السَّمِينَةُ من الأَسْنِمَة " لأَنَّ البَهْجَةَ مع السِّمَنِ وهو مَجاز . بَهجَ النّباتُ بالكسر فهو بَهِيجٌ : حَسُنَ قال الله تعالى : " مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ " أَي من كُلِّ ضَرْبٍ من النّباتِ حَسَنٍ ناضِرٍ . وعن أَبي زيد : بَهِيجٌ : حَسَنٌ وقد بَهُجَ بَهَاجَةً وبَهْجَةً وفي حديث الجَنَّة : " فإِذا رَأَى الجَنَّةَ وبَهْجَتَهَا " أَي حُسْنَهَا وحُسْنَ ما فيها من النّعيمِ . " أَبْهَجَتِ الأَرْضُ : بَهُجَ نَبَاتُها "
ومما يستدرك عليه : نِساءٌ مَباهِيجُ قال ابنُ مُقْبِلٍ :