بَلِعَهُ كسَمِعَهُ بَلْعاً : ابْتَلَعَهُ أَيْ جَرَعَهُ
وسَعْدُ بُلَعَ كزُفَرَ قال اللَّيْثُ : يَجْعَلُونَهُ : مَعْرِفَةً : مَنْزِلٌ لِلْقَمَرِ زَعَمُوا أَنَّهُ طَلَعَ لَمّا قالَ اللهُ تَعالَى لِلأَرْضِ : " يا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ " وهو وفي العُبَابِ واللّسَانِ : وهما وقالَ ابن قُتَيْبَة : سَعْدُ بُلَعَ : نَجْمَانِ مُسْتَوِيَانِ في المَجْرَى . وزادَ غَيْرُهُ : مُتَقَارِبَانِ مُعْتَرِضَانِ أَحَدُهُمَا خَفِيٌّ والآخَرُ مُضِيءٌ ويُسَمَّى بَالِعاً لأَنَّهُ كَأَنَّهُ بَلَعَ الآخَرَ الخَفِيَّ وأَخَذَ ضَوْءَه وطُلُوعُهُ للَيْلَةٍ تَبْقَى منْ كَانُونَ الآخِرِ مِنَ الشُّهُورِ الرُّومِيَّةِ وسُقُوطُهُ لِلَيْلَةٍ تَمْضِي مِنْ آبَ مِن الشُّهُورِ الرُّومِيَّةِ . انْتَهَى نَصُّ ابنِ قُتَيْبَةَ . يَقُولُ سَاجِعُ العَرَبِ : إِذا طَلَعَ سَعْدُ بُلَع اقْتَحَمَ الرُّبَع ولَحِقَ الهُبَع وصِيدَ المُرَع وصارَ في الأَرْضِ لُمَع . اقْتِحامُ الرُّبَعِ أَنَّهُ يَقْوَى مَشْيُهُ فيُسْرِعُ ولا يَضبطُ . والهُبَعُ أَيْضاً يَقْوَى مَشْياً فَيَلْحَقُهُ . والمُرَع : طَيْرٌ كَأَنَّهُ هذا الوَقْتَ يُصَادُ . وقال اللَّيْثُ : البُلَعُ كصُرَدٍ مِنْ قامَةِ البَكَرَةِ : سَمُّها وثَقْبُهَا الوَاحِدَةُ بُلَعَةٌ بهاءٍ . وبُلَعٌ بِلا لامٍ : د أَوْ جَبَلٌ قال الرَّاعِي :
ماذا تَذَكَّرُ مِنْ هِنْدٍ إِذا احْتَجَبَتْ ... بِابْنَي عُوَارٍ وأَدْنَى دَارِهَا بُلَعُ
ويُرْوَى : بَلْ ما تَذَكَّر . وقالَ ابنُ دريد : بَنُو بُلَعٍ : بُطَيْنٌ مِنْ قُضاعَةَ
وبُلَعٌ كصُرَدٍ وهُمَزَةٍ ومِنْبَرٍ وجَوْهَرٍ هو الرَّجُلُ الأَكُولُ الأَخِيرُ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ
والمَبْلَعُ كمَقْعَدٍ : مَجْرَى الطَّعَامِ ومَوْضِعُ الابْتِلاعِ من الحَلْقِ وكذلِكَ البُلْعُمُ والبُلْعُومُ قَالَ رُؤْبَةُ :
" ما مَلَئُوا أَشْداقَهُ والمَبْلَعا وقال ابْنُ عَبّادٍ : البُلُعْلُعُ بالضَّمِّ : طائِرٌ مَائيٌّ طَوِيلُ العُنُقِ وكَأَنَّهُ من البَلْعِ
وفي الأَسَاسِ : من المَجَازِ : قِدْرٌ بَلُوعٌ كصَبُورٍ : وَاسِعَةٌ تَبْلَعُ ما يُلْقَى فيها
والبَالُوعَةُ في لُغَةِ البَصْرَةِ والبَلاّعَةُ في لُغَةِ مِصْرَ والبَلُّوعَةُ مُشَدَّدَتَيْنِ وكذلِكَ البُلَّيْعَةَ كجُمَّيْزَةٍ في لُغَةِ مِصْرَ أَيْضاً : بِئْرٌ تُحْفَرُ في وَسَطِ الدّارِ ضَيِّقُ الرَّأْسِ يَجْرِي فِيها ماءُ المَطَر ونَحْوهُ . وفي الصّحاح : ثَقْبٌ في وَسَطِ الدَّارِ . ج : بَوَالِيعُ وبَلالِيعُ نَقَلُهُمَا الصّاغَانِيّ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ علَى الأَخِيرِ . وبَلْعَاءُ بْنُ قَيْسٍ الكِنَانيّ : من رِجَالاتِ العَرَبِ مَشْهُورٌ
وبَلْعَاءُ : ثَلاثَةُ أَفْرَاسٍ مِنْهَا : فَرَسٌ لعَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ أَبِي مُلَيْلٍ اليَرْبُوعِيّ وأُخْرَى لِلأَسْوَدِ بنِ رِفَاعَةَ بنِ ثَعْلَبَة وأُخْرَى كانَتْ لِبَنِي سَدُوسٍ . ويُقَالُ : أَبْلَعْتُه الشَّيْءِ أَيْ مَكَّنْتُهُ مِنْ بَلْعِهِ . ويُقَالُ : أَبْلِعْنِي رِيقِي أَيْ أَمْهِلْنِي مِقْدَارَ ما أَبْلَعُهُ أَيْ الرِّيقَ
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : المُبْلَعَةُ كمُكْرَمَةٍ : الرَّكِيَّةُ المَطْوِيَّةُ من القَعْرِ إلَى الشَّفَةِ كما في العُبَابِ وفي التَّكْمِلَة : إِلَى الشَّفِيرِ . وبَلَّعَ الشّيْبُ فِيهِ أَي فِي رَأْسِهِ تَبْلِيعاً : بَدَا وفي الأَسَاسِ : ارْتَفَعَ . وقالَ غَيْرُهُ : كَثُرَ وقِيلَ : ظَهَرَ أَوَّلاً فأَمَّا قَوْلُ حَسّانَ :
" لَمّا رَأَتْنِي أُمُّ عَمْروٍ صَدّفَتْ
" قَدْ بَلَّعَتْ بِي ذُرْأةٌ فأَلْحَفَتْ فإِنَّمَا عدَّاهُ بِقَوْلِهِ بِي لأَنّهُ في مَعْنَى : قد أَلَمَّتْ . أَوْ أَرادَ فِيّ فَوَضَع بِي مكانَهَا لِلْوَزْنِ حِينَ لم يَسْتَقِمْ لَهُ أَنْ يَقُول فِيّ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : تَبَلَّعَ الشَّيْءَ تَبلُّعاً : جَرَعَهُ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . وفي المَثَلِ : لا يَصْلُحُ رَفِيقاً مَنْ لَمْ يَبْتَلِعْ رِيقاً . والبُلْعَةُ من الشَّرَابِ بالضَّمِّ كالجُرْعَةِ
والبَلُوعُ كصَبُورٍ : الشَّرَابُ واسْمٌ لدَوَاءٍ يُبْلَعُ . وبَلِعَ الطَّعَامَ وابْتَلَعَهُ : لَمْ يَمْضُغْهُ وأَبْلَعَهُ غَيْرهُ
ورَجُلٌ بَلْعٌ بالفَتْحِ كأَنَّهُ يَبْلَعُ الكَلاَمَ نَقَلَهُ اللَّيْثُ وأَنْشَدَ قَوْلَ العَجّاج :
" بَلْعٌ إِذا اسْتَنْطَقْتَهُ صَمُوتُ قال الصّاغَانِيّ : قَوْلُ اللَّيْثُ : قالَ العَجّاجُ سَهْوٌ والرَّجَزُ لِرْؤْبَةَ . والرِّوَايَةُ : بَلْغٌ بالغَيْنِ المُعْجَمَة أَيْ أَنا بَلِيغٌ إِذا اسْتَنْطَقَتْنِي وصَمُوتٌ إِذا لَمْ أُسْتَنْطَقْ
وتَبَلَّعَ فيه الشَّيْبُ : ظَهَرَ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ . والمُتَبَلِّع : فَرَسُ مَزْيدَة الحَارِثِيّ هُنَا نَقَلَهُ ابْنُ بَرّيّ وسَيَأْتِي للمُصَنِّف في ت ل ع . وقَالَ الفَرّاءُ : امْرَأَةٌ بُلَعَةٌ كهُمَزَةٍ : تَبْلَعُ كُلَّ شَيْءٍ
ومِنْ شَتْم أَهْلِ الشامِ : يا بَلاَّعَ الأَيْرِ وهو مُسْتَهْجَنٌ
وعَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي الفَتْحِ بنِ مَحَاسِنَ بنِ البَلاَّع رَوَى عَنْ أَبِي المُظَفَّرِ بنِ الشّبْلِيّ وغَيْرِهِ ذَكَرَهُ ابنُ نُقْطَةَ . والشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ ابنِ عَلِيٍّ الأَسَدِيُّ المَعْرُوفُ بالبَلاَّعِ أَحَدُ مَنْ أَخَذَ عن سَيِّدي عَبْد القَادِرِ الجِيلانيّ ولَهُ بالحِذْيَةِ من أَرْضِ اليَمَنِ مَقَامٌ مَشْهُورٌ وقد زُرْتُه
وبَالِعُ بنُ قَيْسٍ الشَّدّاخ : جاهليّ وفِيهِ يَقُولُ رَبِيعَةُ بنُ أَمَيّةَ الدّيليّ :
وأَفْلَتَ بَالِعٌ مِنّا وخَلَّى ... حَلائلَهُ وقَدْ بَدَتِ المَعَازِي