رَكِبَهُ كَسَمِعَهُ رُكُوباً ومَرْكَبَاً : عَلاَهُ وعَلاَ عَلَيْهِ كارْتَكَبَهُ وكلُّ مَا عُلِيَ فَقَدْ رُكِبَ وارْتُكِب والاسْمُ الرِّكْبَةُ بالكَسْرِ والرَّكْبَةُ مَرَّةٌ واحِدَةٌ والرِّكْبَة ضَرْبٌ مِنَ الرُّكُوبِ يقالُ : هُوَ حَسَنُ الرَّكْبَةِ ورَكِبَ فلانٌ فلاناً بِأَمْرٍ وارْتَكَبَه وكُلُّ شَيْءٍ عَلاَ شَيْئاً فقَدْ رَكِبَه ومنَ المجازِ : رَكِبَهُ الدَّيْنُ وَرَكِبَ الهَوْلَ واللَّيْلَ ونَحْوَهُمَا مثلاً بذلك وركِبَ منه أَمْراً قَبِيحاً وكذلك رَكِبَ الذَّنْبَ أَي اقْتَرَفَهُ كارْتَكَبَه كُلُّهُ عَلَى المَثَلِ قالَهُ الرَّاغِبُ والزَّمَخْشَرِيُّ وارْتِكَابُ الذُّنُوبِ : إتْيَانُهَا أَو الرَّاكِبُ للبَعِيرِ خَاصَّةً نقله الجوهريّ عن ابن السكِّيت قال تقول : مَرّ بِنَا رَاكِبٌ إذا كان على بَعِيرٍ خاصَّةً فإذا كان الراكبُ على حافِرٍ فَرَسٍ أَو حِمَار أَو بَغْلٍ قلتَ : مَرَّ بنا فارسٌ على حِمَارٍ ومَرَّ بنا فارسٌ على بَغْلٍ وقال عُمَارَةُ : لا أَقُولُ لصاحبِ الحِمَارِ فارِسٌ ولكن أَقولُ حَمَّارٌ ج رُكَّابٌ ورُكْبَانٌ ورُكُوبٌ بضَمّهِنَّ مع تَشْدِيدِ الأَوَّلِ ورِكَبَةٌ كَفِيَلَةٍ هكذا في النسخ وقال شيخُنا : وقيل : الصواب كَكَتَبَه لأَنّه المشهورُ في جَمْعِ فَاعِلٍ وكعِنَبَةٍ غيرُ مسموعٍ في مِثْلِه
قلتُ : وهذا الذي أَنكره شيخُنَا واستبعدَه نقلَه الصاغانيّ عن الكسائيّ ومَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَحْفَظْ ويقال : رَجُلٌ رَكُوبٌ ورَكَّابٌ الأَوَّلُ عن ثعلب : كَثِيرُ الرُّكُوبِ والأُنْثَى رَكَّابَةٌ وفي لسان العرب : قال ابن بَرِّيّ : قَوْلُ ابن السّكّيت : مَرَّ بنا رَاكِبٌ إذا كان على بعيرٍ خاصَّةً إنما يريد إذا لم تُضِفْه فإن أَضَفْتَه جاز أَن يكون للبعيرِ والحِمَارِ والفَرَسِ والبَغْلِ ونحو ذلك فتقول : هَذَا رَاكِبُ جَمَلٍ ورَاكِبُ فَرَسٍ ورَاكِبُ حِمَارٍ فإن أَتَيْتَ بجَمْعٍ يختصُّ بالإِبلِ لم تُضِفْه كقولك رَكْبق ورُكْبانٌ لا تقول : رَكْبُ إبِلٍ ولا رُكْبانُ إبِلٍ لأَنَّ الرَّكْبَ والرُّكْبَانَ لا يكونُ إلا لرُكَّابِ الإِبلِ وقال غيرُه : وأَمَّا الرُّكَّابُ فيجوزُ إضَافَتُهُ إلى الْخَيْلِ والإِبِلِ وغيرِهِمَا كقولك : هؤلاءِ رُكَّابُ خَيْلٍ ورُكَّابُ إبلٍ بخلافِ الرَّكْبِ والرُّكْبَانِ قال : وأَمَّا قَوْلث عُمَارَةَ : إنِّي لاَ أَقُولُ لرَاكِبِ الحِمَارِ فَارِسٌ فهو الظاهرُ لأَنَّ الفَارِسَ فاعِلٌ مأْخوذٌ من الفَرَسِ ومعناهُ صاحبُ فَرَسٍ وراكبُ فَرَسٍ مثل قولهم : لاَبِنٌ وتَامِرٌ ودَارِعٌ وسَائِفٌ ورَامِحٌ إذا كانَ صاحبَ هذه الأَشياءِ وعَلَى هذَا قال العَنْبَرِيُّ :
فَلَيْتَ لي بِهِمُ قَوْماً إذَا رَكِبُوا ... شَنُّوا الإِغَارَةَ فُرْسَاناً ورُكْبَانَا فجعل الفُرْسَانَ أَصحابَ الخَيْلِ والرُّكْبَانَ أَصحابَ الإِبلِ قال والرَّكْبُ رُكْبَانُ الإِبِلِ اسْمُ جَمْعٍ وليس بِتَكْسِيرِ رَاكِبٍ والرَّكْبُ أَيضاً : أَصحَابُ الإِبلِ في السَّفَر دونَ الدَّوَابِّ أَو جَمْعٌ قاله الأَخفشُ وهُمُ العَشَرَةُ فَصَاعِداً أَي فَمَا فَوْقَهُم وقال ابنُ بَرِّيّ : قد يكونُ الرَّكْبُ لِلْخَيْلِ والإِبِلِ قال السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ وكَانَ فَرَسُه قد عَطِبَ أَوْ عُقِرَ :
وَمَا يُدْرِيكَ مَا فَقْرِي إلَيْه ... إذَا ما الرَّكْبُ في نَهْبٍ أَغَارُوا وفي التنزيل العزيز " والرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ " فقد يجوزُ أَن يكونُوا رَكْبَ خَيْلٍ وأَن يكونوا رَكْبَ إبلٍ وقد يجوز أَنْ يكونَ الجَيْشُ منهما جميعاً وفي آخرَ " سيأْتِيكُمْ رُكَيْبٌ مُبْغَضُونَ " يُرِيدُ عُمَّالَ الزَّكَاةِ تَصْغِيرُ رَكْبٍ والرَّكْبُ اسْمٌ من أَسْمَاءِ الجَمْعِ كنَفَرٍ ورَهْطٍ وقِيلَ هو جَمْعُ رَاكِبٍ كصاحِبٍ وصَحْبٍ قال ولو كان كذلك لقال في تَصْغِيرِه رُوَيْكِبُون كما يقال : صُوَيْحِبُونَ قال : والراكبُ في الأَصلِ هو راكِبُ الإِبلِ خاصَّةً ثم اتُّسِعَ فَأُطْلِقَ على كلّ مَنْ رَكِبَ دابَّةً وقولُ عَليٍّ رضي الله عنه " مَا كَانَ مَعَنَا يَوْمَئذٍ فَرَسٌ إلاَّ فَرَسٌ عَلَيْهِ المِقْدَادُ بنُ الأَسْوَدِ " يُصَحِّحُ أَنَّ الرَّكْبَ هاهنا رُكَّابُ الإِبِلِ كذَا في لسان العرب ج أَرْكُبٌ ورُكُوبٌ بالضَّمّ والأُرْكُوبُ بالضَّمِّ أَكْثَرُ مِنَ الرَّكْبِ جَمْعُهُ أَرَاكِيبُ وأنشد ابنُ جِنِّي :
" أَعْلَقْت بالذِّئْبِ حَبْلاً ثُمَّ قُلْت لَهُالْحَقْ بِأَهْلِكَ واسْلَمْ أَيُّهَا الذِّيبُ
أَمَا تَقُولُ بِهِ شَاةٌ فَيَأْكُلهَا ... أَوْ أَن تَبِيعَهَ في بَعْضِ الأَرَاكِيبِ أَرَادَ " تَبِيعَهَا " فحَذَفَ الأَلِفَ والرَّكَبَةُ مُحَرَّكَةً أَقَلُّ من الرَّكْبِ كذا في الصحاح
والرِّكَابُ كَكِتَابٍ : الإِبِلُ التي يُسَارُ عليها واحِدَتُهَا رَاحِلَةٌ ولا وَاحِدَ لها مِنْ لَفْظِهَا ج رُكُبٌ بضم الكاف كَكُتُبٍ ورِكَابَاتٌ وفي حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم " إذَا سَافَرْتُمْ في الخِصْبِ فأَعْطُوا الرِّكَابَ أَسِنَّتَهَا " وفي رِوَايَةٍ " فَأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَهَا " قال أَبو عُبَيْد : هي جَمْعُ رِكَابٍ وهي الرَّوَاحِلُ من الإِبل وقال ابن الأَعْرَابِيّ : الرُّكُبُ لا يكونُ جَمْعَ رِكَابٍ وقال غيرُه : بَعِيرٌ رَكُوبٌ وجَمْعُه رُكُبٌ ويُجْمَعُ الرِّكَاب رَكَائِبَ وعن ابن الأَثير : وقيل : الرُّكُبُ جَمْعُ رَكُوبٍ وهو ما يُرْكَبُ من كلّ دَابَّةٍ فَعولٌ بمعنى مَفْعُولٍ قال : والرَّكُوبَةُ أَخَصُّ منهوالرِّكَابُ مِنَ السَّرْجِ كالغَرْزِ مِنَ الرَّحْلِ ج رُكُبٌ كَكُتُبٍ يقالُ : قَطَعُوا رُكُبَ سُرُوجِهِمْ ويقال : زَيْتٌ رِكَابِيٌّ لأَنَّهُ يُحْمَلُ مِنَ الشَّأْمِ على ظُهُورِ الإِبِلِ وفي لسان العرب عن ابن شُمَيْل في كِتَابِ الإِبِلِ الإِبل التي تُخْرَجُ لِيُجَاءَ عليها بالطَّعَامِ تُسَمَّى رِكَاباً حِينَ تَخْرُجُ وبعد ما تَجِيءُ وتُسَمَّى عِيراً على هاتيْنِ المَنْزِلَتَيْنِ والتي يُسَافَرُ عليها إلى مَكَّةَ أَيضاً رِكَابٌ تُحْمَلُ عليها المَحَامِلُ والتي يَكْتَرُونَ ويَحْمِلُونَ عليها مَتَاعَ التُّجَّارِ وطَعَامَهُم كُلُّهَا رِكَابٌ وَلا تُسَمَّى عِيراً وإنْ كَانَ عَلَيْهَا طَعَامٌ إذَا كانت مُؤَاجَرَةً بِكِرًى وليسَ العِيرُ التي تأْتي أَهلَهَا بالطَّعَامِ ولكنها رِكَابٌ ويقال : هذه رِكَابُ بَنِي فلانٍ
ورَكَّابٌ كشَدَّادٍ : جَدُّ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ المُحَدِّثِ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ رَوَى عنِ القاضِي محمدِ بنِ عبد الرحمنِ الحَضْرَمِيِّ
ورِكَابٌ كَكِتَابٍ : جَدٌّ لإِبْرَاهِيمَ بنِ الخَبَّازِ المُحَدِّثِ وهو إبْرَاهِيمُ بنُ سَالِمِ بنِ رِكَابٍ الدِّمَشْقِيُّ الشَّهِيرُ بابْنِ الجِنَان وَوَلَدُه إسْمَاعِيلُ شَيْخُ الذّهَبِيِّ وَحَفِيدُه : مُحَمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ شَيْخُ العِرَاقِيِّ
ومَرْكَبٌ كمَقْعَدٍ وَاحِدُ مَرَاكِبِ البَرِّ الدَّابَة والبَحْرِ السَّفِينَة ونِعْمَ المَرْكَبُ الدَّابَّةُ وجَاءَتْ مَرَاكِبُ اليَمَنِ : سَفَائِنُهُ وتَقُولُ : هَذَا مَرْكَبِي
والمَرْكَبُ : المَصْدَرُ وقد تَقَدَّمُ تقولُ : رَكِبْتُ مَرْكَباً أَي رُكُوباً والمَرْكَبُ المَوْضِعُ ورُكَّابُ السَّفِينَةِ : الذينَ يَرْكَبُونَهَا وكذلك رُكَّابُ المَاءِ وعن الليث : العَرَبُ تُسَمِّي مَنْ يَرْكَبُ السَّفِينَةَ رُكَّابَ السَّفِينَةِ وأَمَّا الرُّكْبَانُ والأُرْكُوبُ والرَّكْبُ فَرَاكِبُو الدَّوَابِّ قال أَبو منصور : وقد جَعَلَ ابنُ أَحْمَرَ رُكَّابَ السَّفِينَةِ رُكْبَاناً فقال :
يُهِلُّ بالفَرْقَد رُكْبَانُهَا ... كَمَا يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ يَعْنِي قَوْماً رَكِبُوا سَفِينَةً فَغُمَّت السَّمَاءُ ولم يَهْتَدُوا فلما طَلَعَ الفَرْقَدُ كَبَّرُوا لأَنَّهُم اهْتَدَوْا لِلسَّمْتِ الذي يَؤُمُّونَهُ
والمُرَكَّبُ كَمُعَظَّمٍ : الأَصْلُ والمَنْبِتُ تقولُ : فلانٌ كَرِيمُ المُرَكَّبِ أَي كَرِيمُ أَصْلِ مَنْصِبِه في قَوْمِه وهو مَجازٌ كذا في الأَساس والمُسْتَعِيرُ فَرساً يَغْزُو عليه فيكونُ له نِصْفُ الغَنِيمَةِ ونِصْفُهَا لِلْمُعِيرِ وقال ابن الأَعْرَابيّ : هو الذي يُدْفَعُ إليه فَرَسٌ لِبَعْضِ ما يُصِيبُ مِنَ الغُنْمِ وقَدْ رَكَّبَهُ الفَرَسً : دَفَعَهُ إليه عَلِّي ذلك وأنشد :
" لاَ يَرْكَبُ الخَيْلَ إلاّ أَنء يُرَكَّبَهَاولَوْ تَنَاتَجْنَ مِنْ حُمْرٍ ومِنْ سُودِ وفي الأَساس : وفَارِسٌ مُرَكَّبٌ كمُعَظَّمٍ إذا أُعْطِيَ فَرَساً لِيَرْكَبَهُ
وأَرْكَبْت الرَّجُلَ : جَعَلْت لَه مَا يَرْكَبُه وأَرْكَبَ المُهْرُ : حَانَ أَنْ يُرْكَبَ فهو مُرْكِبٌ ودَابَّةٌ مُرْكِبَةٌ : بَلَغَتْ أَنْ يُغْزَى عَلَيْهَا وأَرْكَبَنِي خَلْفَهُ وأَرْكَبَنِي مَرْكَباً فَارِهاً ولي قَلُوصٌ ما أَرْكَبَتْ وفي حديث السَّاعَةِ " لَوْ نَتَجَ رَجُلٌ مُهْراً لَمْ يَرْكِبْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "والرَّكُوبُ والرَّكُوبَةُ بِهَاءٍ منَ الإِبِلِ : الَّتِي تُرْكَبُ وقيلَ الرَّكُوبُ : كُلّ دَابَّةٍ تُرْكَبُ والرَّكُوبَةُ : اسْمٌ لجَمِيعِ ما يُرْكَبُ اسْمٌ للوَاحِد والجَمِيعِ أَو الرَّكُوبُ : المَرْكُوبَةُ والرَّكُوبَةُ : المُعَيَّنَةُ للرُّكُوبِ وقيلَ : هي اللاَّزِمَةُ لِلْعَمَلِ مِنْ جَمِيعِ الدَّوَابِّ يقالُ : مَالَهُ رَكُوبَةٌ وَلاَ حَمُولَةٌ ولاَ حَلُوبَةٌ أَي ما يَرْكَبُهُ ويَحْلُبُهُ ويَحْمِلُ عليه وفي التنزيل " فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ ومِنْهَا يَأْكُلُونَ " قال الفرّاءُ : أَجْمَعَ القُرَّاءُ على فَتْحِ الرَّاءِ لأَنَّ المَعْنَى : فَمِنْهَا يَرْكَبُونَ ويُقَوِّي ذلكَ قَوْلُ عائشَةَ في قِرَاءَتِهَا " فمنها رَكُوبَتُهُمْ " قال الأَصمعيّ : الرَّكُوبَةُ : ما يَرْكَبُونَ ونَاقَةٌ رَكُوبَةٌ ورَكْبَانَةٌ ورَكْبَاةٌ وَرَكَبُوتٌ مُحَرَّكَةً أَي تُرْكَبُ أَو نَاقَةٌ رَكُوبٌ أَوْ طَرِيقٌ رَكُوبٌ : مَرْكُوبٌ : مُذَلَّلَةٌ حكاه أَبو زيد والجَمْعُ رُكُبٌ وَعَوْدٌ رَكُوبٌ كذلك وبَعِيرٌ رَكُوبٌ : به آثَارُ الدَّبَرِ والقَتَبِ وفي الحديث " أَبْغِنِي نَاقَةً حَلْبَانَةً رَكْبَانَةً " أَي تَصْلَحُ لِلْحَلْبِ والرُّكُوبِ والأَلِفُ والنُّونُ زَائِدَتَانِ لِلمُبَالَغَةِ
والرَّاكِبُ والرَّاكِبَةُ والرَّاكُوبُ والرَّاكُوبَةُ والرَّكَّابَةُ مُشَدَّدَةً : فَسِيلَةٌ تَكُونُ فِي أَعْلَى النَّخْلِ مُتَدَلِّيَة لا تَبْلُغُ الأَرْضَ وفي الصحاح : الرَّاكِبُ ما يَنْبُتُ مِنَ الفَسِيلِ في جُذُوع النَّخْلِ ولَيْسَ له في الأَرْضِ عِرْقٌ وهي الرَّاكُوبَةُ والرَّاكُوبُ ولا يقالُ لها الرَّكَّابَةُ إنَّمَا الرَّكَّابَةُ : المَرْأَةُ الكَثِيرَةُ الرُّكُوبِ هذا قول بعض اللغويين
قلتُ : ونَسَبَهُ ابن دريد إلى العَامَّةِ وقال أَبو حنيفة : الرَّكَّابَةُ الفَسِيلَةُ وقيل : شِبْهُ فَسِيلَةٍ تَخْرُجُ في أَعْلَى النَّخْلَةِ عندَ قِمَّتِهَا ورُبَّمَا حَمَلَت مَعَ أُمِّهَا وإذَا قُطِعَتْ كان أَفْضَلَ للأُمِّ فأَثْبَتَ ما نَفَى غيرُه وقال أَبو عبيد : سمعتُ الأَصْمعيّ يقولُ : إذا كانت الفَسِيلَةُ في الجِذْعِ ولم تكن مُسْتَأْرِضَةً فهي من خَسِيسِ النَّخْلِ والعَرَبُ تُسَمِّيهَا الرَّاكِبَ وقيلَ فيها الرَّاكُوبُ وجمعُها الرَّوَاكِيبُ
ورَكَّبَهُ تَرْكِيباً : وَضَعَ بَعْضَهُ على بَعْضٍ فَتَركَّبَ وتَرَاكَبَ منه : رَكَّبَ الفَصَّ في الخَاتَمِ والسِّنَانَ في القَنَاةِ والرَّكِيبُ اسْمُ المُرَكَّبِ في الشَّيءِ كالفَصِّ يُرَكَّبُ في كِفَّةِ الخَاتَمِ لأَنَّ المُفَعَّلَ والمُفْعَلَ كُلٌّ يُرَدُّ إلى فَعِِيلٍ تَقُولُ : ثَوْبٌ مُجَدَّدٌ وجَدِيدٌ ورَجُلٌ مُطْلَقٌ وطَلِيقٌ وشيءُ حَسَنُ التَّرْكِيبِ وتقولُ في تَرْكِيبِ الفَصِّ في الخاتَمِ والنَّصْلِ في السَّهْمِ : رَكَّبْتُه فَتَرَكَّبَ فَهُوَ مُرَكَّبٌ وَرَكِيبٌ
والرَّكِيبُ بمعْنَى الرَّاكِبِ كالضَّرِيبِ والصَّرِيمِ للضَّارِبِ والصَّارِم وهُوَ مَنْ يَرْكَبُ مَعَ آخَرَ وفي الحديث " بَشِّرْ رَكِيبَ السُّعَاةِ بِقِطْعٍ مِنْ جَهَنَّم مِثْلِ قُورِ حِسْمَى " أَرادَ مَنْ يَصْحَبُ عُمَّالَ الجَوْرِ
ومِنَ المَجَازِ رُكْبَانُ السُّنْبُلِ بالضَّمِّ : سَوَابِقُهُ التي تَخْرُجُ مِنَ القُنْبُعِ في أَوَّلهِ والقُنْبُعُ كقُنْفُذٍ : وِعَاءُ الحِنْطَةِ يقال : قد خَرَجَتْ في الحَبِّ رُكْبَانُ السُّنْبُلِ
ومن المجاز أَيضاً : رَكِبَ الشَّحْمُ بَعْضُهُ بَعْضاً وتَرَاكَبَ وإنَّ جَزُورَهُم لَذَاتُ رَوَاكِبَ ورَوَادِفَ رَوَاكِبُ الشَّحْمِ : طَرَائِقُ مُتَرَاكِبَةٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ فِي مُقَدَّمِ السَّنَامِ وأَمَّا التي في مُؤَخَّرِهِ فهي الرَّوَادِفُ وَاحِدَتُها رَادِفَةٌ ورَاكِبَةٌ
والرُّكْبَةُ بالضَّمِّ : أَصْلُ الصِّلِّيَانَةِ إذا قُطِعَتْ نقله الصاغانيّوالرُّكْبَةُ : مَوْصِلُ مَا بَيْنَ أَسَافِلِ أَطْرَافِ الفَخِذِ وأَعَالِي السَّاقِ أَو هيَ مَوْضِعُ كذا في النسخ وصَوَابُه مَوْصِلُ الوَظِيفِ والذِّرَاعِ ورُكْبَةُ البَعِيرِ في يَدِه وقد يقالُ لِذَوَاتِ الأَرْبَعِ كُلِّهَا من الدَّوَابّ : رُكَبٌ ورُكْبَتَا يَدَيِ البَعِيرِ : المَفْصِلاَن اللَّذَانِ يَلِيَانِ البَطْنَ إذا بَرَكَ وأَمَّا المَفْصِلاَنِ النَّاتِئانِ مِنْ خَلْف فَهُمَا العُرْقُوبَانِ وكُلُّ ذِي أَرْبَعٍ رُكْبتَاهُ في يَدَيْهِ وعُرْقُوبَاهُ في رِجْلَيْهِ والعُرْقُوبُ مَوْصِلُ الوَظِيفِ أَو الرّكْبَةُ : مَرْفِقُ الذِّرَاعِ من كُلِّ شَيْءٍ وحكى اللِّحْيَانيّ : بَعِيرٌ مُسْتَوْقِحُ الرُّكَبِ كَأَنَّهُ جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ منها رُكْبَةً ثمَ جَمَعَ عَلَى هذَا ج في القِلَّةِ رُكْبَاتٌ ورُكَبَاتٌ ورُكُبَاتٌ والكَثِيرُ رُكَبٌ وكذلك جَمْعُ كُلِّ ما كانَ على فُعْلَة إلاَّ في بَنَاتِ اليَاءِ فإنَّهُم لا يُحَرِّكُونَ مَوْضِعَ العَيْن منه بالضَّمِّ وكذلك في المُضَاعَفَةِ
وأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن مَسْعُودِ بنِ أَبِي رُكَبٍ الخُشَنِيّ إلى خُشَيْنِ بنِ النَّمِرِ من وَبرَةَ بن ثَعْلَبِ بنِ حُلْوَانَ من قُضَاعَةَ مِنْ كِبَارِ نُحَاةِ المَغْرِبِ وكذلك ابنُه أَبُو ذَرٍّ مُصْعَبٌ قيَّدَه المُرْسِيّ وهو شَيْخُ أَبي العَبَّاسِ أَحمدَ بنِ عبدِ المُؤْمِنِ الشَّرِيشِيِّ شارِح المَقَامَاتِ والقَاضِي المُرْتَضَى أَبُو المَجْدِ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عليِّ بنِ عبدِ العَزِيزِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَسْعُود عُرِفَ كجَدِّه بابنِ أَبِي رُكَبٍ سَمعَ بالمَرِيَّةِ وسَكَنَ مُرْسِيَةَ تُوُفِّي سنة 586 كذا في أَول جزءِ الذَّيْلِ للحافِظِ المُنْذِرِيِّ
والأَرْكَبُ : العَظِيمُهَا أَيِ الرُّكْبَةِ وَقَدْ رَكِبَ كَفَرِحَ رَكَباً
ورُكِبَ الرَّجُلُ كعُنِيَ : شَكَى رُكْبَتَهُ
ورَكَبَهُ كنَصَرهُ يَرْكُبُهُ رَكْباً : ضَرَبَ رُكْبَتَهُ أَوْ أَخَذَ بِفَوْدَيْ شَعَرِه أَوْ بِشَعَرِهِ فَضَرَبَ جَبْهَتَهُ برُكْبَتِهِ أَوْ ضَرَبَهُ بِرُكْبَتِهِ وفي حديث المُغِيرَةِ مَعَ الصِّدِّيقِ " ثم رَكَبْتُ أَنْفَهُ بِرُكْبَتِي " هُوَ مِنْ ذلك وفي حديث ابنِ سِيرينَ " أَمَا تَعْرِفُ الأَزْدَ ورُكَبَهَا اتَّقِ الأَزْدَ لاَ يَاْخُذُوكَ فَيَرْكُبُوكُ " أَي يَضْرِبُوكَ بِرُكَبِهِمْ وكانَ هذَا مَعْرُوفاً في الأَزْدِ وفي الحديث " أَنَّ المُهَلَّبَ بنَ أَبِي صُفْرَةَ دَعَا بمُعَاوِيَةَ بنِ عَمرٍو وجَعَلَ يَرْكُبُه بِرِجْلِهِ فَقَالَ : أَصًْلَحَ الله الأَمِيرَ أَعْفِنِي مِنْ أُمِّ كَيْسَانَ " وهِيَ كُنْيَةُ الرُّكْبَةِ بلُغَةِ الأَزْدِ وفي الأَساس : ومن المجاز : أَمْرٌ اصْطَكَّتْ فيهِ الرُّكَبُ وحَكَّتْ فيهِ الرُّكْبَةُ الرُّكْبَةَ
والرَّكِيبُ : المَشَارَةُ بالفَتْحِ : السَّاقِيَةُ أَو الجَدْوَلُ بَيْنَ الدَّبْرَتَيْنِ أَوْ هي مَا بَيْنَ الحَائِطَيْنِ مِنَ النَّخِيلِ والكَرْمِ وقيلَ : هِيَ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ من الكَرْمِ أَو المَزْرَعَة وفي التهذيب : قَدْ يُقَالُ لِلْقَرَاحِ الذي يُزْرَعُ فيه : رَكِيبٌ ومنه قولُ تَأَبَّطَ شَرًّا :
فَيَوْماً عَلَى أَهْلِ المَوَاشِي وتَارَةً ... لأَهْلِ رَكِيبٍ ذِي ثَمِيلٍ وسُنْبُلِ وأَهْلُ الرَّكِيبِ : هُمُ الحُضَّارُ ج رُكُبٌ ككُتُبٍ
والرَّكَبُ مُحَرَّكَةً : بَيَاضٌ في الرُّكْبَةِ وهو أَيضاً : العَانَةُ أَو مَنْبِتُهَا وقيلَ : هو ما انْحَدَرَ عنِ البَطْنِ فكانَ تَحْتَ الثُّنَّةِ وفَوْقَ الفَرْجِ كُلُّ ذلك مُذَكَّرٌ صَرَّحَ به اللِّحْيَانيّ أَو الفَرْجُ نَفْسُهُ قال :
" غَمْزَكَ بِالكَبْسَاءِ ذَاتِ الحُوقِ
" بَيْنَ سِمَاطَيْ رَكَبٍ مَحْلُوقِ أَو الرَّكَبُ ظَاهِرُهُ أَيِ الفَرْجِ أَو الرَّكَبَانِ : أَصْلُ الفَخِذَيْنِ وفي غير القاموس : أَصْلاَ الفَخِذَيْنِ اللَّذَانِ عَلَيْهِمَا لَحْمُ الفَرْجِ وفي أُخْرَى : لَحْمَا الفَرْجِ أَي مِنَ الرَّجُلِ والمَرْأَةِ أَوْ خَاصٌّ بِهِنَّ أَي النسَاءِ قاله الخليل وفي التهذيب : ولا يقال : رَكَبُ الرجُلِ وقال الفَرَّاءُ : هو للرَّجُلِ والمَرْأَةِ وأَنشد :" لاَ يُقْنِعُ الجَارِيَةَ الخِضَابُ
" وَلاَ الوِشَاحَانِ وَلاَ الجِلْبَابُ
" مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الأَرْكَابُ
" وَيَقْعُدَ الأَيْرُ لَهُ لُعَابُ قال شيخُنَا : وقَدْ يُدَّعَى في مِثْلِه التَّغْلِيبُ فَلاَ يَنْهَضُ شَاهِداً لِلْفَرَّاءِ
قلتُ : وفي قَوْلِ الفرزدق حِينَ دَخَلَ عَلَى ظَبْيَةَ بِنْتِ دَلَم فأَكْسَلَ :
" يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى نَعْظٍ فُجِعْتُ بِهِحِينَ الْتَقَى الرَّكَبُ المحْلوقُ بالرَّكَبِ شاهدٌ للفراءِ كما لا يَخْفَى ج أَرْكَابٌ أَنشد اللِّحْيَانِيُّ :
" يَا لَيْتَ شِعْرِي عَنْكِ يا غَلاَبِ
" تحْمِلُ مَعْهَا أَحْسَنَ الأَرْكَابِ
" أَصْفَرَ قَدْ خُلِّقَ بالمَلاَبِ
" كَجَبْهَهِ التُّرْكِيِّ فِي الجِلْبَابِ وَأَرَاكِيبُ هكذا في النسخ وفي بعضها : أَرَاكِبُ كَمَسَاجِدَ أَي وأَمَّا أَرَاكِيبُ كَمَصَابِيحَ فهو جَمْعُ الجمْعِ لأَنَّه جَمْعُ أَرْكَابٍ أَشَار إليه شيخُنَا فإطلاقُه من غيرِ بَيَانٍ في غيرِ مَحَلِّهِ
وَمَرْكُوبٌ : ع بالحِجَازِ وهو وَادٍ خَلْف يَلَمْلَمَ أَعْلاَهُ لِهُذَيْلٍ وأَسْفَلُهُ لِكِنَانَةَ قالت جَنوبُ
أَبْلَغْ بَنِي كَاهِلٍ عَنِّي مُغَلْغَلةً ... والقَوْمُ مِنْ دُونِهِمْ سَعْيَا فمَرْكوبُ ورَكْبٌ المِصْرِيُّ صَحَابِيٌّ أَو تابِعِيٌّ عَلَى الخِلاَفِ قال ابنُ مَنْدَه : مَجْهُولٌ : لاَ يُعْرَفُ له صُحْبَة وقال غيرُه : لَهُ صُحْبَةٌ وقال أَبُو عُمَرَ : هُوَ كِنْديٌّ له حَدِيثٌ رَوَى عنه نَصِيحٌ العَنْسِيُّ في التَّوَاضُعِ
ورَكْبٌ : أَبُو قَبِيلَةٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ مِنْهُا ابْنُ بَطَّالٍ الرَّكْبِيُّ
وَرَكُوبَةُ : ثَنِيَّةٌ بَيْنَ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ عنْدَ العَرْجِ سَلَكَهَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم في مهاجَرِه إلى المَدِينَةِ . قال :
" ولَكِنَّ كَرًّا فِي رَكُوبَةَ أَعْسَرُ وكَذَا رَكُوبُ : ثَنِيَّةٌ أُخْرَى صَعْبَةٌ سَلَكَهَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم قال عَلْقَمَةُ :
" فإنَّ المُنَدَّى رِحْلَةٌ فَرَكُوبُ رِحْلَةُ : هَضْبَةٌ أَيضاً وروايةُ سيبويه : رِحْلَةٌ فَرُكُوبُ أَي أَنْ تُرْحَلَ ثمَّ تُركَب
والرِّكَابِيَّةُ بالكَسْرِ : ع قُرْبَ المَدِينَةِ المُشْرَّفَةِ على ساكِنِها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ على عَشَرَةِ أَمْيَالٍ منها
ورُكَبٌ كَصُرَدٍ : مِخْلاَفٌ باليَمَنِ
ورُكْبَةُ بالضَّمِّ : وَادٍ بالطَّائِفِ بين غَمْرَة وذَاتِ عِرْقٍ وفي حديث عُمَرَ " لبَيْتٌ بِرُكْبَةَ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ عَشَرَةِ أَبْيَاتٍ بالشَّامِ " قال مالكُ بنُ أَنَسٍ : يُرِيدُ لِطُول البَقَاءِ والأَعْمَارِ ولِشِدَّةِ الوَبَاءِ بالشَّامِ
قلتُ : وفي حديثِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما : " لأَنْ أُذْنِبَ سَبْعِينَ ذَنْباً بِرُكْبَةَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ أُذْنِبَ ذَنْباً بِمَكَّةَ " كذا في بَعْضِ المَنَاسِكِ وفي لسان العرب : ويقال لِلْمُصَلِّي الذي أَثَّرَ السُّجُودُ في جَبْهَتِه : بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِثْلُ رُكْبَةِ العَنْزِ ويُقَالُ لِكُلِّ شَيْئَيْنِ يَسْتَوِيَانِ وَيَتَكَافَآنِ : هُمَا كَرُكْبَتَيِ العَنْزِ وذلك أَنَّهُمَا يَقَعَانِ مَعاً إلى الأَرْضِ منها إذَا رَبَضَتْ
وذُو الرُّكْبَةِ : شَاعِرٌ واسْمُهُ مُوَيْهِبٌ
وبِنْتُ رُكْبَةَ : رَقَاشِ كَقَطَامِ أُمُّ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ
ورَكْبَانُ كَسَحْبَانَ : ع بِالحِجَازِ قُرْبَ وَادِي القُرَى
ومن المجاز رِكَابُ السَّحَابِ بِالكَسْرِ : الرِّيَاحُ في قول أُمَيَّةَ :
" تَرَدَّدُ والرِّيَاحُ لَهَا رِكَابُ وتَرَاكَبَ السَّحَابُ وتُرَاكَمَ : صَارَ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ
والرَّاكِبُ رَأْسُ الجَبَلِ هكذا في النسخ ومثلُه في التكملة وفي بعضها الحَبْل بالحَاءِ المهملة وهو خطأٌ : ويُقَالُ بَعِيرٌ أَرْكَبُ إذَا كان إحْدَى رُكْبَتَيْهِ أَعْظَمَ مِن الأُخْرَى
وفي النَّوَادِرِ : نَخْلق رَكِيبٌ ورَكيبٌ مِنْ نَخْلٍ وهُوَ ما غُرِسَ سَطْراً عَلَى جَدْوَلٍ أَوْ غَيْرِ جَدْوَلٍوالمُتَرَاكِبُ مِنَ القَافِيَةِ : كُلُّ قَافِيةٍ تَوَالَتْ فيها ثَلاَثَةُ أَحْرُفٍ مُتَحَرِّكَةٍ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ وَهِيَ : مُفَاعَلَتُنْ ومُفْتَعِلُنْ وفَعِلُنْ لأَنَّ في فَعِلُنْ نُوناً ساكنةً وآخِر الحرفِ الذي قبلَ فَعِلُنْ نُونٌ ساكِنةٌ وفَعِلْ إذا كانَ يَعْتَمِدُ على حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ نحو فَعُولُ فَعِلْ اللاَّمُ الأَخِيرَةُ ساكِنَةٌ والواوُ في فَعُولُ ساكنةٌ كذا في لسان العرب
ومما استدركه شيخنا على المؤلف : مِنَ الأَمْثَالِ " شَرُّ النَّاسِ مَنْ مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ " يُضْرَبُ للسَّرِيعِ الغَضَبِ وللْغَادِرِ أَيضاً قال ابن أَبي الحَدِيدِ في شَرْح نَهْجِ البَلاَغَةِ في الكِتَابَةِ : ويَقُولُونَ : " مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ " أَي يُغْضِبُه أَدْنَى شيْءٍ قال الشاعر :
لاَ تَلُمْهَا إنَّهَا مِنْ عُصْبَةٍ ... مِلْحُهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ وأَوْرَدَهُ المَيْدَانِيُّ في مجمع الأَمثال وأَنْشَدَ البَيْتَ " مِنْ نِسْوَةٍ " يَعْنِي مِنْ نِسْوَةٍ هَمُّهَا السِّمَنُ والشَّحْمُ
وفي الأَساس : ومِنَ المَجَازِ : رَكِبَ رَأْسَهُ : مَضَى عَلَى وَجْهِهِ بغَيْرِ رَوِيَّةٍ لا يُطِيعُ مُرْشِداً وهو يَمْشِي الرَّكْبَةَ وهُمْ يَمْشُونَ الرَّكَبَاتِ
قُلْتُ : وفي لسان العرب : وفي حديث حُذَيْفَةَ " إنَّمَا تَهْلِكُونَ إذَا صِرْتُمْ تَمْشُونَ الرَّكَبَاتِ كَأَنَّكُمْ يَعَاقِيبُ الحَجَلِ لاَ تَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً وَلاَ تُنْكِرُونَ مُنْكَراً " مَعْنَاهُ أَنَّكُمْ تَرْكَبُونَ رُؤُوسَكُمْ في البَاطِلِ والفِتَنِ يَتْبَعُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِلاَ رَوِيَّةٍ قال ابنُ الأَثِيرِ : الرَّكْبَةُ : المَرَّةُ مِنَ الرُّكُوبِ وجَمْعُهَا الرَّكَبَاتِ بالتَّحْرِيكِ وهي مَنْصُوبَةٌ بفِعْلٍ مُضْمَرٍ هو حالٌ مِن فَاعِلِ تَمْشُونَ والرَّكَبَات واقعٌ مَوْقعَ ذلك الفِعْلِ مُسْتَغْنًى به عنه والتقديرُ تَمشُونَ تَرْكَبُونَ الرَّكَبَاتِ والمَعْنى تَمْشُونَ رَاكِبِينَ رُؤوسَكُمْ هائِمِينَ مُسْتَرْسِلِينَ فِيمَا لا يَنْبَغِي لَكُمْ كَأَنَّكُم في تَسَرُّعِكُمْ إليه ذُكُورُ الحَجَلِ في سُرْعَتِهَا وتَهَافُتِهَا حتى إنَّهَا إذا رَأَتِ الأُنْثَى مَعَ الصَّائِدِ أَلْقَتْ أَنْفُسَهَا عليها حَتَّى تَسْقُطَ في يَدِهِ هكذا شَرَحَه الزمخشريُّ
وفي الأَساس : ومِنَ المَجَازِ : وعَلاَهُ الرُّكَّاب كَكُبَّار : الكابُوسُ
وفي لسان العرب : وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ " فَإِذَا عُمَرُ قَدْ رَكِبَنِي " أَيْ تَبِعَنِي وَجَاءَ عَلَى أَثَري لأَنّ الرَّاكِبَ يَسِيرُ بِسَيْرِ المَرْكُوبِ يقال رَكِبْتُ أَثَرَهُ وطَرِيقَهُ إذَا تَبِعْتَهُ مُلْتَحِقاً به
ومُحَمَّدُ بنُ مَعْدَانَ اليَحْصُبِيُّ الرَّكَّابِيُّ بالفَتْحِ والتَّشْدِيدِ كَتَبَ عنه السِّلَفِيُّ
وبالكَسْرِ والتَّخْفِيفِ : عَبْدُ اللهِ الرِّكَابِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ ذَكَرَه منصور في الذيل
ويُوسُفُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عليٍّ القَيْسِيُّ عُرِفَ بابْنِ الرِّكَابِيِّ مُحَدِّث تُوُفِّي بمصرَ سنة 599 ذَكَره الصَّابُونِيّ في الذَّيْل
وَرَكِيبُ السُّعَاةِ : العوانِي عِنْدَ الظَّلَمَةِ
والرَّكْبَةُ بالفَتْحِ : المَرَّةُ مِنَ الرُّكُوبِ والجَمْعُ رَكَبَاتٌ
والمَرْكَبُ : المَوْضِعُ
وقال الفراءُ : تَقُولُ مَنْ فَعَلَ ذَاكَ ؟ فيقولُ : ذُو الرُّكْبَةِ أَيْ هَذَا الذي مَعَكَ
التُّرْبُ والتُّرَابُ والتُّرْبَةُ بالضَّمِّ في الثلاثة وإنما أُغْفِلَ عَنِ الضَّبْطِ للشُّهْرَةِ والتُّرَبَاءُ كَنُفَسَاء والتَّيْرَبُ كصَيْقَل والتَّيْرَابُ بزِيادَة الأَلِفِ وتُقَدَّمُ الرَّاءُ عَلَى اليّاءِ فَيُقَالُ تَرْيَابٌ والتَّوْرَبُ كجوهَر والتَّوْرَابُ بزيادة الأَلِفِ والتِّرْيَبُ كَعِثْيَرٍ وقولُ شيخنا كمرْيَمَ في غير مَحَلِّه أَوْ هو لُغَةٌ فيه وقِيلَ بكَسْرِ اليَاءِ وفَتْحِهَا والتَّرِيبُ كأَمِيرٍ الأَخيرُ عن كُرَاع م وكُلُّهَا مستعملٌ في كلام العَرَبِ ذكرها القَزَّازُ في الجامع والإمَامُ عَلَمُ الدِّينِ السَّخَاوِيُّ في سِفْرِ السَّعَادَة وذكرَ بعضَها ابنُ الأَعرابيّ وابن سِيدَه في المخصّصِ وحكى المطرّز عن الفراء قال : التُّرَابُ : جِنْسٌ لاَ يُثَنَّى وَلاَ يُجْمَعُ ويُنْسَبُ إليه تُرَابِيٌّ وقال اللِّحْيَانِيُّ في نَوَادِرِه : جَمْعُ التُّرَابِ أَتْرِبَةٌ وتِرْبَانٌ بالكَسْرِ وحُكِيَ الضَّمُّ فيه أَيضاً ولم يُسْمَعْ لسَائرِهَا أَي اللُّغَاتِ المذكورةِ بِجَمْعِ ونقل بعضُ الأَئمّة عن أَبي علىٍّ الفَارِسِيِّ أَنَّ التُّرَابَ جَمْع تُرْب قال شيخُنا : وفيه نَظَرٌ وعَنِ الليْثِ : التُّرْبُ والتُّرَابُ وَاحِد إلاَّ أَنَّهُمْ إذَا أَنَّثُوا قَالُوا التُّرْبَة يُقَالُ : أَرْض طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ فإِذا عَنَيْتَ طَاقَةً واحِدَةً مِنَ التُّرَابِ قُلْتَ تُرَابَة وفي الحَدِيثِ " خَلَقَ اللهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ " يعني الأَرْضَ . وتُرْبَةُ الإِنْسَانِ : رَمْسُهُ : وتُرْبَةُ الأَرْضِ : ظاهِرُهَا كَذَا في لسان العرب وعن الليث : التَّرْبَاءُ : نَفْسُ التُّرَابِ يُقَالُ : لأَضْرِبَنَّهُ حَتَّى يَعَضَّ بِالتَّرْبَاءِ وهي الأَرْضُ نَفْسُهَا وفي الأَسَاس : مَا بَيْنَ الجَرْبَاءِ والتَّرْبَاءِ أَيِ السَّماءِ والأَرْضِ
وتَرِبَ كَفَرِحَ : كَثُرَ تُرَابُهُ ومَصْدَرُهُ : التَّرَبُ كالفَرَحُ وَمَكَان تَرِبٌ وثَرًى تَرِبٌ : كَثِيرُ التُّرَابِ ورِيحٌ تَرِبٌ وتَرِبَةٌ : تَسُوقُ التُّرَابَ ورِيحٌ تَرِبَةٌ حَمَلَتْ تُرَاباً قال ذو الرّمّة :
" مَرًّا سَحَابٌ وَمَرًّا بَارِحٌ تَرِبُ ورِيَاحٌ تَرِبٌ : تَأْتِي بالسَّافِيَاتِ كذا في الأَساس وفي لسان العرب : ريحٌ تَرِبَةٌ : جَاءَتْ بالتُّرَابِ . وتَرِبَ الشَّيْءُ : أَصَابَهُ التُّرَابُ ولَحْمٌ تَرِبٌ : عُفِّرَ بِهِ
وتَرِبَ الرَّجُلُ : صَارَ في يَدِه التُّرَابُ : وتَرِبَ تَرَباً : لَزِق وفي نسخة لَصِقَ بالتُّرَابِ مِن الفَقْرِ وفي حدِيثِ فَاطِمَةَ بنتِ قَيْس : وأَمَّا مُعَاويَةُ فَرَجُلٌ تَرِبٌ لاَ مَالَ لَهُ . أَيْ فقِيرٌ وتَرِبَ : خَسِرَ وافْتَقَر فَلَزِقَ بالتُّرَابِ تَرَباً مُحرَّكَةً وَمَتْرَباً كمَسْكَنٍ ومَتْرَبَةً بزيادة الهاء قال الله تعالى في كتابه العزيز " أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ " وفي الأَسَاسِ : تَرِبَ بَعْدَ مَا أَتْرَبَ : افْتَقَرَ بَعْدَ الغِنَى
وتَرِبَتْ يَدَاهُ وهو على الدُّعَاءِ أَي لاَ أَصَابَ خَيْراً وفي الدُّعَاءِ تُرْباً لَهُ وجَنْدَلاً وهُوَ مِنَ الجَوَاهِرِ التي أُجْرِيَتْ مُجْرَى المَصَادِرِ المَنْصُوبَةِ على إضْمارِ الفِعْلِ غَيْر المُسْتَعْمَلِ إظهارُه في الدُّعَاءِ كأَنَّه بَدَلٌ من قولهم تَرِبَتْ يَدَاهُ وجَنْدَلَتْ ومن العرب منْ يَرْفَعُه وفيه مع ذلك معنى النَّصْبِ وفي الحديث أَن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِميسَمِهَا ولمَالِها ولحسَبِهَا فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " قال أَبو عُبيد : يقال للرَّجُلِ إذَا قَلَّ مَالُهُ : قَدْ تَرِبَ أَي افْتَقَرَ حتَّى لَصِقَ بالتُّرَابِ قال : ويَرَوْنَ - واللهُ أَعْلَمُ - أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لمْ يَتَعَمَّدِ الدُّعَاءَ عليهِ بالفَقْرِ ولكنها كَلمةٌ جَاريَةٌ على أَلْسِنَةِ العَرَبِ يقولونَهَا وهم لا يُرِيدُون بها الدُّعَاءَ على المُخَاطَب ولا وُقُوعَ الأَمْرِ بها وقيلَ : معناها : للهِ دَرُّكَ وقيلَ : هُوَ دُعَاءٌ على الحَقِيقَةِ والأَولُ أَوْجَهُ ويعْضُدُه قولُه في حديث خُزَيْمَةَ " أَنْعِمْ صَبَاحاً تَرِبَت يَدَاكَ " وقال بعضُ الناسِ : إنَّ قولَهم : تَرِبَت يَدَاكَ يُرِيدُ بِهِ اسْتَغنَت يدَاكَ قال : وهَذَا خَطَأٌ لا يَجُوزُ في الكَلامِ ولو كانَ كما قَال لقَالَ أَترَبَت يَدَاكَ وفي حديث أَنَسٍ " لَم يَكُن رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبَّاباً وَلاَ فَحَّاشاً كَانَ يَقُولُ لأَحَدِنَا عندَ المُعَاتَبَةِ : تَرِبَت جَبِينُه " قِيلَ أَرَاد بِهِ دُعَاءً له بكَثْرَةِ السُّجُودِ فأَمَّا قولُه لبعض أَصْحَابِهِ " تَرِبَتْ نَحْرُكَ " فَقُتِلَ الرَّجُلُ شَهِيداً فإنَّه مَحْمُولٌ على ظَاهِره
وقَالُوا : التُّرَابُ لَكَ فَرَفَعُوه وإنْ كانَ فيه مَعْنَى الدُّعَاء لأَنه اسمٌ وليس بمَصْدَرٍ وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ : التُّرَابَ لِلأَبْعَد قَالَ : فَنُصِبَ كَأَنَّهُ دُعَاءٌ
والمَتْرَبَةُ : المَسْكَنَةُ والفَاقَةُ ومِسْكِينٌ ذُو مَتْرَبَةٍ أَي لاَصِقٌ بالتُّرَابِ وفي الأَسَاسِ : ومنَ المَجَازِ تَرِبَتْ يَدَاكَ : خِبْتَ وخَسِرْتَ وقَالَ شيخُنا عند قوله وتَرِبَ افْتَقَرَ : ظَاهِرُه أَنَّه حَقِيقَةٌ والذِي صَرَّح به الزَّمَخْشَرِيّ وغيرُه أَنه مَجَازٌ وكذَا قولُه لاَ أَصَبْت خَيْراً انتهى
وأَتْرَبَ الرَّجُلُ : قَلَّ مَالُهُ . وأَتْرَبَ فَهُوَ مُتْرِبٌ إذَا اسْتَغْنَى وَكَثُرَ مَالُهُ . وأَتْرَبَ فَهُوَ مُتْرِبٌ إذَا اسْتَغْنَى وَكَثُرَ مَالُهُ فَصَارَ كالتُّرَابِ هذه الأَعْرَفُ ضِدٌّ قال اللِّحْيانِيُّ : قال بعضُهم : التَّرِبُ : المُحْتَاجُ وكُلُّه من التُّرَابِ والمُتْرِبُ : الغَنِيُّ إمَّا عَلَى السَّلْبِ وإمَّا عَلَى أَنَّ مَالَهُ مِثْلُ التُّرَابِ كَتَرَّبَ تَتْرِيباً فِيهِمَا أَيِ الفَقْرِ والغِنَى وهذَا ذَكَرَهُ ثَعْلَبٌ وغَلِطَ شَيْخُنَا فَظَنَّهُ ثُلاَثِيًّا فاعْتَرَضَ على المؤلِّف وقال : كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَقُولَ كَفَرِحَ وإنّ ظاهِرَه كَكَتَبَ وهذَا عَجِيبٌ منه جدًّا فإنه لم يُصَرِّحْ أَحدٌ باستعمال ثُلاثِيِّه في المَعْنَيَيْنِ فكيف غَفَلَ عن التضعيف الذي صرَّح به ابنُ مَنْظور والصاغانيّ مع ذكر مصدره وغيرُهُما من الأَئمة فافْهَمْ
وأَتْرَبَ الرَّجُلُ إذا مَلَكَ عَبْداً قَدْ مُلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ عنْ ثَعْلَبٍوأَتْرَبَهُ أَيِ الشَّيءَ وتَرَّبَهُ : جَعَلَ وَوَضَعَ عَلَيْهِ التُّرَابَ فَتَتَرَّبَ أَيْ تَلَطَّخ بالتُّرَابِ وتَرَّبْتُه تَتْرِيباً وتَرَّبْتُ الكِتَابَ تَتْرِيباً وتربت القرطاس فأنا أتربه تتريباً وفي الحَدِيثِ : " أَتْرِبُوا الكِتَابَ فإنَّه أَنْجَحُ لِلْحَاجَةِ "
وتَتَرَّبَ : لَزِقَ بِهِ التُّرَابُ قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ :
فَصَرَعْنَهُ تَحْتَ التُّرَابِ فَجَنْبُهُ ... مُتَتَرِّبٌ ولِكُلِّ جَنْبٍ مَضْجَعُ وتَتَرَّبَ فُلانٌ تَتَرُّباً إذَا تَلَوَّثَ بالتُّرَاب . وتَرَبَتْ فُلاَنَةُ الإهَابَ لِتُصْلِحَهُ وتَرَبْتُ السِّقَاءَ وكُلُّ مَا يُصْلَحُ فهو مَتْرُوبٌ وكُلُّ ما يُفْسَدُ فهو مُتَرَّبٌ مُشدَّداً عَنِ ابْنِ بُزُرْجَ
وجَمَلٌ تَرَبُوتٌ ونَاقَةٌ تَرَبُوتٌ مُحَرَّكَةً : ذَلُولٌ فإمَّا أَنْ يَكُونَ من التُّرَابِ لِذِلَّتِه وإمَّا أَن تَكُونَ التَّاءُ بَدَلاً من الدَّال في دَرَبُوت مِنَ الدُّرْبَة . وهو مَذْهَبُ سيبويهِ وهو مذكور في موضِعه قال ابن بَرِّيّ : الصَّوَابُ مَا قَالَهُ أَبو عليّ في تَرَبُوت إنّ أَصْلَه دَرَبُوت فأُبْدِلَتْ دالُه تاءً كما فَعَلُوا في تَوْلَجٍ أَصْلُهُ دَوْلَجٌ لِلْكِنَاسِ الذي يَلِجُ فيه الظَّبْيُ وغيرُه من الوَحْشِ وقال اللحيانيّ : بَكْرٌ تَرَبُوتٌ : مُذَلَّلٌ فخصَّ به البَكْرَ وكذلك نَاقَةٌ تَرَبُوتٌ وهي التي إذا أَخَذْتَ بمِشْفَرِهَا أَو بهُذْبِ عَيْنِهَا تَبِعَتْكَ وقال الأَصمعيُّ : كُلُّ ذَلُول من الأَرْضِ وغيرِهَا تَرَبُوتٌ وكُلُّ هذَا مِنَ التُّرَاب الذَّكَرُ والأُنْثى فيه سَوَاءٌ
والتُرِبَةُ : كَفَرِحَة : الأُنْمُلَةُ وجَمْعُهَا : تَرِبَاتٌ : الأَنَامل . والتَّربَةُ أَيْضاً : نَبْتٌ سُهْلِي مُقَرَّض الوَرَق وقيلَ : هي شَجَرَةٌ شَاكَةٌ وثَمَرَتُهَا كأَنَّهَا بُسْرَةٌ مُعَلَّقَةٌ مَنْبتُهَا السَّهْلُ والحَزْن وتِهَامَةُ وقال أبو حنيفةَ : التَّرِبَةُ خَضْرَاءُ تَسْلَحُ عَنْهَا الإِبِلُ وهي أَيِ النَّبْتُ أَوِ الشَّجَرَةُ التَّرْبَاءُ كصَحْرَاء والتَّرَبَةُ مُحَرَّكَةً
وفي التهذيب في تَرْجَمَة رتب عنِ ابن الأَعرابِيّ : الرَّتْبَاءُ : النَّاقَةُ المُنْتَصِبَةُ فِي سَيْرِهَا والتَّرْبَاءُ : النَّاقَةُ المُنْدَفِنَة : وفي الأَساس : رَأَى أَعْرَابِيٌّ عَيُوناً يَنظُر إِبلَه وهو يَفُوقُ فُوَاقاً من عَجَبِه بها فَقَال : فُقْ بِلَحْم حِرْبَاءَ لا بلَحْم تَرْبَاءَ . أَي أَكَلْتَ لَحْمَ الحرْبَاءِ لاَ لَحْمَ نَاقَة تَسْقُطُ فَتُنْحَرُ فيَتَتَرَّبُ لحْمُهَا
والتَّرَائِبُ قِيلَ هِيَ : عظَامُ الصَّدْرِ أَو مَا وَلِيَ التَّرْقُوَتَيْنِ منْه أضيْ مِنَ الصَّدْرِ أَوْ مَا بَيْنَ الثَّدْيَيْنِ والتَّرْقُوَتَيْنِ قَالَ أَبُو عُبَيْد : التَّرْقُوَتَانِ : العَظْمَانِ المُشْرِفَانِ في أَعْلَى الصَّدْرِ من رَأْسَي المَنْكِبَيْنِ إلى طَرَف ثُغْرَة النَّحْرِ وبَاطِنِ التَّرْقُوَتَيْنِ يُقَالُ لَهُمَا القَلْتَانِ وهُمَا الحَاقِنَتَانِ والذَّاقنَةُ : طَرَفُ الحُلْقُومِ أو أربع أضلاع من يمنة الصدر أَوْ أَرْبَعٌ من يَسْرَتِهِ أَوِ اليَدَانِ والرِّجْلاَنِ والعَيْنَانِ أَوْ مَوْضِعُ القلاَدَةِ منَ الصَّدْرِ وهو قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَجْمَعينَ وأَنْشَدُوا لاِمرِىءِ القَيْسِ :
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَة ... تَرَائبُهَا مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجَلِ وَاحِدُهَا : تَرِيبٌ كَأَمِيرٍ وصَرَّحَ الجَوْهَرِيُّ أَنَّ وَاحِدَها تَرِيبَةٌ كَكَرِيمة وقيلَ التَّرِيبَتَان : الضِّلَعَانِ اللَّتَانِ تَليَان التَّرْقَوَتَيْنِ وأَنشدَ :
وَمِنْ ذَهَبٍ يَلُوحُ عَلَى تَرِيبٍ ... كَلَوْنِ العَاجِ لَيْسَ لَهُ غُضُونُ وقَالَ أَبُو عُبَيْد : الصَّدْرُ فيه النَّحْرُ وهُوَ مَوْضِعُ القلاَدَةِ واللَّبَّةُ : مَوْضِعُ النَّحْر والثُّغْرَةُ : ثُغْرَةُ النَّحْرِ وهيَ الهَزْمَةُ بيْنَ التَّرْقُوَتَيْنِ قَالَ الشَّاعِرُ : والزَّعْفَرَانُ عَلَى تَرَائبِهَا شَرِقٌ بِه اللَّبَاتُ والنَّحْرُقال ابْنُ الأَثِيرِ : وفي الحَديثِ ذِكرُ التَّرِيبَةِ وهِيَ أَعْلَى صَدْرِ الإِنْسَانِ تحْتَ الذَّقَنِ جَمْعُهَا : تَرَائبُ وتَرِيبَةُ البَعِيرِ : مَنْحَرُهُ وقال ابنُ فارس في المُجْمَلِ : التَّرِيبُ : الصَّدْرُ وأَنشد :
" أَشْرَفَ ثَدْيَاهَا عَلى التَّرِيبِ قُلْتُ : البَيْتُ للأَغْلَبِ العِجْلِيّ وآخِرُه :
" لَمْ يَعْدُوَا التَّفْلِيكَ بِالنُّتُوبِ قالَ شَيْخُنَا : والتَّرَائِبُ : عَامٌّ فِي الذُّكُورِ والإِنَاثِ وجَزَمَ أَكْثَرُ أَهْل الغَرِيبِ أَنَّهَا خَاصٌّ بالنِّسَاءِ وهُوَ ظَاهِرُ البَيْضَاوِيّ والزَّمخْشرِيِّ
والتِّرْبُ : بِالكَسْرِ : اللِّدَةُ وهُمَا مُتَرَادِفَانِ الذَّكَرُ والأُنْثَى فِي ذلكَ سَوَاءٌ وقِيلَ : إنَّ التِّرْبَ مُخْتَصٌّ بالأُنْثَى والسِّنُّ يُقَالُ : هذه تِرْبُ هذِهِ أَيْ لِدَتُهَا وجَمْعُهُ أَتْرَابٌ . في الأَسَاس : وهُما تِرْبَان وهُمْ وهُنَّ أتْرَابٌ ونَقَلَ السَّيُوطِيُّ في المُزْهِرِ عن التَّرْقِيص للأَزْديِّ : الأَتْرَابُ : الأَسْنَانُ لاَ يُقَالُ إلاَّ لِلإناثِ ويُقَالُ للذُّكُورِ : الأَسْنَانُ والأَقْرَانُ وأَمّا اللِّدَاتُ فإنَّهُ يكُونُ للذُّكُورِ والإِنَاث وقد أَقَرَّه أَئِمَّةُ اللِّسَانِ عَلَى ذلك . وقِيلَ : التِّرْبُ مَنْ وُلِدَ مَعَك وأَكْثَرُ ما يكون ذلك في المُؤَنثِ ويقال : هِيَ تِرْبِي وتِرْبُهَا وهُمَا تِرْبَانِ والجَمْعُ أَتْرَابٌ وغَلطَ شيخُنَا فَضَبَطَهُ تِرْبَى بالقَصْرِ وقال : على خلاَفِ القِيَاسِ وقال عندَ قوله والسِّنُّ : الأَلْيَقُ تَرْكُهُ وما بعْدَه . وقالَ أيضاً فيما بعْدُ : عَلَى أَنَّ هذَا اللَّفظَ من إفْراده لا يُعْلَمُ لأَحَد من اللغويين ولا في كلام أَحدٍ من العرَب نَقْلٌ انتهى وهذَا الكَلاَمُ عَجِيبٌ من شيخنا وغَفْلَةٌ وقُصُورٌ وقال أيضاً : وظاهِرُه أَنّ الأُولى تَخْتَصُّ بالذكورُ وهو غَلَطٌ ظاهرٌ بدليل " وعنْدَهُمْ قَاصرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ " قُلْتُ : فَسَّر ثعلب في قَوْله تَعالَى " عُرُباً أَتْرَاباً " أَن الأَتْرَابَ هُنَا الأَمْثَالُ وهو حسنٌ إذ ليست هناك وِلادَةٌ
وتَارَبَتْهَا أَيْ صَارَتْ تِرْبَهَا وخادَنَتْهَا كما في الأَسَاس قال كُثَيِّر عَزَّةَ :
تُتَارِبُ بِيضاً إذَا اسْتَلْعَبَتْ ... كَأُدْمِ الظِّبَاءِ تَرُفُّ الكَبَاثَا والتَّرْبَةُ بالفَتْح فالسُّكُونِ احْتَرَازٌ مِنَ التَّحْرِيك فلا يَكُونُ ذكْرُ الفَتْح مُسْتَدرَكاً كما زَعَمَه شَيخُنا : الضَّعْفَةُ بالفَتْح أَيضاً نقله الصاغانيّ
وبِلاَ لاَمٍ كَهُمَزَةٍ : وَادٍ بقُرْبِ مَكَّةَ علَى يوْميْنِ منها يَصُبُّ في بُسْتَانِ ابْنِ عامِرٍ حَوْلَهُ جِبَالُ السَّراة كذَا في المراصد وقيل : يُفْرِغُ في نَجْرانَ وسُكِّنَ رَاؤُه في الشِّعْر ضَرُورةً كَذَا في كتاب نَصْر وفي لسان العرب : قَالَ ابنُ الأَثير في حديث عُمَر رَضِيَ اللهُ عنه ذِكْرُ تُرَبَةَ مِثَالُ هُمَزَةٍ : وادٍ قُرْب مكَّةَ على يَوْميْنِ منها . قُلتُ : ومِثْلُهُ قَالَ الحَازِمِيّ ونَقَلَ شيخُنَا عن السُّهَيْلِيّ في الرَّوْضِ في غَزْوَةِ عُمَرَ إليها أَنَّهَا أَرْضٌ كانت لِخَثْعَمَ وهكذا ضَبَطَه الشَّاميُّ في سيرِتَه وقال في العُيُون : إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ عُمَرَ إليها في ثَلاَثينَ رَجُلاً وكان ذلك في شَعْبَانَ سنَةَ سبْعٍ وقال الأَصمعيُّ : هِيَ وَادٍ للضِّبَابِ طوله ثلاَثُ لَيالٍ فيه نَخْلٌ وزروعْ وفَوَاكهُ : وقد قَالُوا : إنّهُ وَاد ضَخْمٌ مَسِيرَتُه عشْرُونَ يَوْماً أَسفله بنجد وأَعلاه بالسَّراة وقَالَ الكَلْبِيُّ : تُرَبَةُ : وَادٍ وَاحِدٌ يَأْخُذُ منَ السَّرَاة ويُفْرِغُ في نَجْرَانَ وقِيلَ : تثرَبَةُ مَاءٌ في غَرْبِيِّ سَلْمَى وقال بعضُ المحَدِّثينَ : هي علَى أَرْبَعِ لَيَالٍ مِنْ مَكَّةَ قاله شيخُنَا قُلْتُ : ويَعْضُدُه مَا في الأَسَاسِ : وَطِئْتُ كُلَّ تُرْبَة في أَرْض العَرَب فَوَجَدْتُ تُرَبَةَ أَطْيَبَ التُّرَب وهيَ وادٍ على مَسيرَة أَرْبَعِ لَيَالٍ منَ الطَّائفِ ورأَيْتُ ناساً من أَهْلهَاوفي لسان العرب : وتُرْبَةُ أَيْ كقُرْبَة وَادٍ مِنْ أَوْديَة اليَمَنِ وتُرءبَةُ : مَوْضعٌ مِنْ بِلاَدِ بَنِي عَامرِ بنِ كلاَبٍ ومِنْ أَمْثَالِهِمْ " عَرَفَ بَطْنِي بَطْنَ تُرْبَةَ " يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَصيرُ إلى الأَمْرِ الجَلِيِّ بَعْدَ الأَمْرِ المُلْتَبِس والمَثَلُ لعامر ابن مالكٍ أَبِي البَرَاءِ
قُلْتُ : وذَكَرَه السُّهَيْليُّ فِي تُرَبَةَ كهُمَزَةٍ فلْيُعْلَمْ ذلكَ وبه تَعْرِفُ سُقُوطَ ما قالَه شيخُنَا وليس عنْدَ الحَازِميِّ تُرْبَة سَاكنَ الرَّاءِ اسْم مَوْضعٍ من بِلاَد بَنِي عَامر بنِ مَالكٍ كَذَا قيلَ على أَنَّ بعْضَ ما ذَكَرَه في تُرَبَةَ كهُمَزَةٍ تَعْرِيفٌ لِتُرْبَة يَظْهَرُ ذلكَ عندَ مُرَاجَعَةِ كُتُبِ الأَمَاكنِ والبِقَاع
والتُّرَبَةُ كهُمَزَة باللاَّم والتَّرْبَاءُ كصَحْرَاءَ : مَوْضعَانِ وهُوَ غَيْرُ تُرَبَة كَهُمَزَةٍ بلاَ لاَم كذا في لسان العرب
وتُريْبةُ كجُهيْنَةَ : ع باليَمَن وهي قَرْيةٌ من زَبيد بها قَبْرُ الوَلِيِّ المَشْهُورِ طَلْحةَ بنِ عيسَى بن إقْبَال عُرفَ بالهِتَار زُرْتُهُ مِرَاراً وله كَرَاماتٌ شَهيرَةٌ
وتُرَابَةُ كقُمَامَة : ع به أيضاً . والنِّسْبَةُ إليهمَا تُرَيْبِيٌّ وَتُرَابِيّ
وتُرْبَانُ بالضَّمِّ : وَادٍ بَيْنَ الحَفِيرِ والمَدينَةِ المُشَرَّفَة وقيلَ : بَيْنَ ذَاتِ الجَيْشِ والمَلَلِ ذاتِ حِصْن وقُلَل على المَحَجّة فيها مِيَاهٌ كثيرة مرَّ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في غَزَاة بَدْرٍ . وفي حديث عائشةَ " كُنَّا بتُرْبَانَ " قالَ ابنُ الأَثير : هو مَوْضعٌ كَثيرُ المِياه بينَه وبينَ المَدينة نَحْوُ خَمْسَةِ فَرَاسخَ كَذَا في لسان العرب وتُرْبَانُ أَيضاً : قَرْيةٌ على خَمْسَةِ فَرَاسخَ من سمَرْقَنْدَ قاله ابنُ الأَثير وإليها نُسِبَ أَبُو عَليٍّ مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ ابن إبْرَاهيمَ التُّرْبَانِيُّ الفَقيهُ المُحَدِّثُ . وقَالَ أَبُو سَعْدٍ المالينيّ : قَرْيَةٌ بمَا وَرَاءَ النَّهْر فيمَا أَظُنُّ وقيلَ : هو صُقْعٌ بَيْنَ سَمَاوَةِ كَلْبٍ والشَّأْمِ كذا في المَرَاصِد والمُشْتَرَك لياقوت قاله شيخُنَا
وَأَبُو تُرَابٍ كُنْيَةُ أَميرِ المُؤْمنينَ عَلي بن أَبي طَالبٍ رَضيَ اللهُ عَنْهُ وقيلَ : لَقَبُه على خِلاَف في ذلك بَيْن النُّحَاةِ والمُحَدِّثينَ وَأَنْشَدَنَا بَعْضُ الشُّيُوخ :
إذَا مَا مُقْلَتِي رَمِدَتْ فَكُحْلِي ... تُرَابٌ مَسَّ نَعْلَ أَبي تُرَابِ وَأَنْشَدَ المُصَنّفُ في البَصَائر
أَنَا وَجَميعُ مَنْ فَوْقَ التُّرَابِ ... فِدَاءُ تُرَابِ نَعْلِ أَبي تُرَابِ وأَبُو تُرَابٍ : الزَّاهدُ النَّخْشَبِيُّ مِنْ رجَال " الرِّسَالَة القُشَيْريَّة " ونَخْشَبُ : هيَ نَسَفُ
وأَبُو تُرَابٍ : حَيْدَرَةُ بنُ الحَسَنِ الأُسَاميّ الخَطِيب العَدْل تُوُفِّيَ سنة 490
وأَبُو تُرَابٍ : حَيْدَرَةُ بنُ عُمَرَ بنِ مُوسَى الرَّبَعيّ الحَرَّانِيُّ
وأَبُو تُرَابٍ : حَيْدَرَةُ بنُ عَلِيّ القَحْطَانيُّ
وأَبُو تُرَابٍ : حَيْدَرَةُ بنُ أَبي القَاسِم الكَفْرُ طَابِيّ : أُدَبَاءُ مُحَدِّثُونَ
وأَبُو تُرَابٍ : عَبْدُ البَاقي بنُ يُوسُفَ ابنُ عَليٍّ المَرَاغِيُّ الفَقيهُ المُتَكَلِّمُ تُوُفِّيَ سنة 492وأَبُو تُرَابٍ عَليُّ بنُ نَصْرِ بن سَعْدِ بن مُحَمَّد البَصْريُّ وَالدُ أَبي الحَسَن عَليٍّ الكاتِب والمُحَمَّدَانِ ابْنَا أَحْمَدَ المَرْوَزِيَّانِ وهُمَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن حُسَيْنٍ المَرْوَزِيُّ شَيْخٌ لأَبي عَبْد الرَّحْمن السُّلَمِيّ ومُحَمَّدُ بن أَحْمَد المَرْوَزِيُّ شَيْخٌ لأَبي سَعْد الإِدْرِيسيِّ وعَبْدُ الكَريم ابنُ عَبْد الرَّحْمَن بن التُّرَابيِّ المَوْصِليّ أَبُو مُحَمَّد نَزيلُ مِصْرَ سَمِعَ شَيْخَه خَطيبَ المَوْصِل بفَوْت منه . وعنه الدِّمْيَاطيُّ . ونَصْرُ بنُ يُوسُفَ المُجَاهِديُّ قَرَأَ علَى ابن مُجَاهد وعنه ابنُ غَلْبُونَ قاله الذَّهَبيُّ وأَبُو بَكْر مُحَمَّدُ بنُ أبي الهَيْثَمِ عَبْدِ الصَّمَد ابنِ عليٍّ المَرْوَزيُّ حَدَّثَ عن أَبي عَبْد الله بن حَمويه السَّرَخْسيِّ وعنه البَغَوِيُّ والسمْعَانيُّ وتُوُفِّي سنة 436 ، وَفَاتَه مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْن الحَدَّادُ التُّرَابيُّ عن الحَاكم وعنه مُحْيِي السُّنَّةِ البَغَوِيُّ التُّرَابيُّ التُّرَابيُّونَ مُحَدِّثُونَ نِسْبَة إلى سُوقٍ لهم يَبيعُونَ فيه الحُبُوبَ والبُزُورَ كَذَا في أَنْسَاب البُلْبَيْسيّ
وإتْرِيبُ كَإِزْمِيل : كُورَةٌ بِمصْرَ وضَبَطَه في المُعْجَم بفَتْح الأَوَّل وهيَ في شَرْقيِّ مِصْرَ مُسَمَّاةٌ بإتْريبَ ابنِ مِصْرَ بنِ بَيْصَرَ بن حَامِ بن نُوحٍ وقَصَبَةُ هذه الكُورَةِ : عَيْنُ شَمْسٍ وعَيْنُ شَمْسٍ خَرَابٌ لمْ يَبْقَ مِنْهَا إلاّ الآثَارُ
قُلت : وقَدْ دَخلْتُ إتْرِيبَ
والتِّرَابُ بالكَسْر ككتَاب : أَصْلُ ذرَاع الشَّاةِ أُنْثَى ومنْهُ فَسَّرَ شمِرٌ قَوْلَ عَليٍّ كَرَّم اللهُ وجْهَه لَئنْ وَلِيتُ بَني أُمَيَّةَ لأَنْفُضَنَّهُمْ نَفْضَ القَصَّابِ التِّرَابَ الوَذِمَةَ قالَ : وعَنَى بالقَصَّاب هُنا السَّبُعَ والتِّرابُ : أَصْلُ ذِرَاعِ الشَّاةِ والسَّبُعُ إذا أَخذ شاةً قبَض عَلَى ذلكَ المَكَانِ فنَفَضَ الشَّاةَ وسيأْتي في ق ص ب أَوْ هِيَ أي التِّرَابُ جَمْعُ تَرْب بفَتْح فَسُكُون مُخَفَّف تَرِبٍ كَكَتِفٍ قاله ابن الأَثير يُريدُ اللُّحُومَ التي تَعَفَّرَتْ بسُقُوطهَا في التُّرَاب والوَذِمَةُ : المُتَقَطِّعَةُ في الأَوْذَام وهيَ السُّيُورُ التي تُشَدُّ بها عُرَى الدَّلْوِ أَو الصَّوَابُ قَالَ الأَزْهريُّ : طعَامٌ تَرِبٌ إذَا تَلَوَّثَ بالتُّرَاب قَالَ : ومنه حَديثُ عليٍّ رِضْوانُ الله عليه " نَفْضَ القصَّابِ الوِذَامَ التَّرِبَة " التِّرَاب : التي سَقَطَتْ في التُّرَاب فتَتَرَّبَتْ فالقَصَّابُ يَنْفُضُهَا . قال الأَصمعيُّ : سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَن هذا الحَرْفِ فقَالَ : لَيْسَ هوَ هكَذَا إنَّما هُوَ " نَفْضَ القَصَّابِ الوِذَامَ التَّرِبَة " وهي التي قد سَقَطَت في التُّرَاب وقيلَ الكُرُوشُ كلُّهَا تُسَمَّى تَرِبة لأَنَّهَا يَحْصُلُ فيها التُّرَابُ منَ المَرْتَع والوَذِمَةُ التي أُخْمِلَ بَاطِنُهَا والكُرُوشُ وَذِمَةٌ لأَنَّهَا مُخْمَلَةٌ ويُقَالُ لِخَمْلِهَا الوَذَمُ ومَعْنَى الحَديث : لَئنْ وَلِيتُهُمْ لأُطَهِّرَنَّهُمْ منَ الدَّنَس ولأُطَيِّبَنَّهم من الخَبَث
والمُتَارَبَةُ : المُحَاذَاةُ ومُصَاحَبَةُ الأَتْرَابِ وقد تَقَدَّمَ في تَارَبَتْهَا فإعادَتُه هنا كالتَّكْرَارِ
ومَاتِيرَبُ بالكَسْر : مَحَلَّةٌ بسَمَرْقَنْدَ نُسبَ إليهَا جَمَاعَةٌ منَ المُحَدِّثينَ
والتُّرْبِيَّةُ بالضَّمِّ مع تَشْديد اليَاءِ كَذَا هو مَضْبُوطٌ : حِنْطَةٌ حَمْرَاءُ وسُنْبُلُهَا أيضاً أَحْمَرُ نَاصِعُ الحُمْرَة وهيَ رَقيقَةٌ تَنْتَشِرُ مَعَ أَدْنَى رِيحٍ أَوْ بَرْد حَكَاهُ أَبُو حَنيفَة
وأَتَارِبُ : مَوْضعٌ وهو غَيْرُ أَثَارِبَ بالثَّاءِ المُثَلَّثَة كما سيأْتيوَيَتْرَبُ بفَتْح الرَّاءِ كيَمْنَعُ : ع أَي موضعٌ قُرْبَ اليَمَامَةِ وفي المَراصد : هي قَرْيَة بها عندَ جَبَلِ وَشْمٍ وقيلَ : مَوضعٌ أَو مَاءٌ في بلاد بَنى سَعْدٍ بالسُّودَة وقيلَ مدينةٌ بحَضْرَمَوْتَ يَنزلُها كِنْدَةُ وهو أَي الموضعُ المذكورُ المُرَادُ بقوله أي الأَشْجَعيِّ كما في لسان العرب وقيل هو الشَّمَّاخُ كما صَرَّح به الثَّعَالِبِيُّ ورواه ابنُ دُرَيْد غيرَ منسوبٍ :
وَعَدْتَ وكَانَ الخُلْفُ مِنْكَ سَجِيَّةً ... مَوَاعِيدَ عُرْقُوب أَخَاهُ بيَتْرَبِ قال ابنُ دُرَيْد : وهو عُرْقُوبُ بنُ مَعَدٍّ من بَني جُشَمَ بن سَعْدٍ . وفي لسان العرب : هكذا يَرْويه أَبُو عُبَيْدٍ وأَنْكَرَ من رَوَاهُ بيَثْرِب بالثَّاءِ المُثَلَّثَة . وقال : عُرْقُوبٌ منَ العَمَالِيق ويَتْرَبُ من بلاَدهم ولم يَسْكُن العَمَاليقُ يَثْرِبَ ولكنْ نُقِلَ عن أَبي مَنْصُور الثَّعَالِبيِّ في كتاب المُضَاف والمَنْسُوب أَنه ضَبَطَه بالمُثَلَّثَة وأَن المُرَادَ به المَدينَةُ
قَال شيخُنَا : ورُبَّمَا أَخَذُوه من قوله إن عُرْقُوباً من خَيْبَرَ واللهُ أَعْلَمُ
والحُسَيْنُ بنُ مُقْبِل بن أَحمدَ الأَزَجِيُّ التُّرَبْيُّ بفَتحِ الرَّاءِ وسُكُونِها نُسِبَ إليها لإِقَامَته بتُرْبَة الأَمير قَيْزَانَ ببغدادَ كسْحْبَانَ ويقال فيه : قَازَان من الأُمَرَاءِ المَشْهُورينَ رَوَى وحَدَّثَ عن ابن الخَيْرِ وعنه الفَرَضيُّ
وأَبُو الخَيْرِ نَصْرُ بنُ عَبْدِ الله الحُسَاميُّ التُّرَبْيّ إلى خدْمَةِ تُرْبَتِه صلى الله عليه وسلم مُحَدِّثٌ
وفي الأٍساس : وعنْدَنَا بمَكَّةَ التُّرَبيُّ المُؤْتَى بَعْضَ مَزَامِيرِ آل دَاوُودَ
قُلْتُ : والتُّرَابِيُّ في أَيّام بَني أُمَيَّةَ : مَنْ يَميلُ إلى أَمِير المُؤْمنينَ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عَنْهُ نسْبَةٌ إلى أَبِي ترَابٍ