تَرِعَ الشيءُ
بالكسر تَرَعاً وهو تَرِعٌ وتَرَعٌ امتَلأَ وحَوْضٌ تَرَعٌ بالتحريك ومُتْرَعٌ أَي
مَمْلوء وكُوزٌ تَرَعٌ أَي مُمْتَلِئ وجَفْنة مُتْرَعة وأَتْرَعه هو قال العجاج
وافْتَرَشَ الأَرضَ بسَيْلٍ أَتْرَعا وهذا البيت أَورده الجوهري بسَيْر أَتْرَعا
ق
تَرِعَ الشيءُ
بالكسر تَرَعاً وهو تَرِعٌ وتَرَعٌ امتَلأَ وحَوْضٌ تَرَعٌ بالتحريك ومُتْرَعٌ أَي
مَمْلوء وكُوزٌ تَرَعٌ أَي مُمْتَلِئ وجَفْنة مُتْرَعة وأَتْرَعه هو قال العجاج
وافْتَرَشَ الأَرضَ بسَيْلٍ أَتْرَعا وهذا البيت أَورده الجوهري بسَيْر أَتْرَعا
قال ابن بري هو لرؤبة قال والذي في شعره بسَيْل باللام وبعده يَمْلأُ أَجْوافَ
البِلادِ المَهْيَعا قال وأَتْرعَ فعل ماض قال ووصف بني تَمِيم وأَنهم افترشوا
الأَرض بعدد كالسيل كثرة ومنه سَيْلٌ أَتْرَعُ وسَيْلٌ تَرّاع أَي يملأُ الوادي
وقيل لا يقال تَرِعَ الإِناءُ ولكن أُتْرِعَ الليث التَّرَعُ امْتِلاءُ الشيء وقد
أَتْرَعْت الإِناءَ ولم أَسمع تَرِعَ الإِناءُ وسَحاب تَرِعٌ كثير المطر قال أَبو
وجزة كأَنّما طَرَقَتْ ليْلى مُعَهَّدةً من الرِّياضِ ولاها عارِضٌ تَرِعُ وتَرِعَ
الرجلُ تَرَعاً فهو تَرِعٌ اقتحم الأُمور مَرَحاً ونشاطاً ورجل تَرِعٌ فيه عَجَلة
وقيل هو المُستعِدُّ للشرّ والغَضبِ السريعُ إِليهما قال ابن أَحمر الخَزْرَجِيُّ
الهِجانُ الفَرْعُ لا تَرِعٌ ضَيْقُ المَجَمِّ ولا جافٍ ولا تَفِلُ وقد تَرِعَ
تَرَعاً والتَّرِعُ السفيهُ السريعُ إِلى الشرِّ والتَّرِعةُ من النساء الفاحِشة
الخفيفة وتَتَرَّع إِلى الشيء تَسَرَّعَ وتَتَرَّعَ إِلينا بالشرِّ تَسَرَّعَ
والمُتَتَرِّع الشِّرِّيرُ المُسارِعُ إِلى ما لا ينبغي له قال الشاعر الباغي
الحَرْب يَسْعَى نحْوَها تَرِعاً حتى إِذا ذاقَ منها حامِياً بَرَدا الكسائي هو
تَرِعٌ عَتِلٌ وقد تَرِعَ تَرَعاً وعَتِلَ عَتَلاً إِذا كان سريعاً إِلى الشرِّ
وروى الأَزهري عن الكلابيِّين فلان ذو مَتْرَعةٍ إِذا كان لا يَغْضَب ولا يعجل قال
وهذا ضدّ التَّرِع وفي حديث ابن المُنْتَفِق فأَخَذتُ بِخِطام راحلةِ رسولِ الله
صلى الله عليه وسلم فما تَرَعَني التَّرَعُ الإِسراعُ إِلى الشيء أَي ما أَسرَعَ
إِليّ في النهْي وقيل تَرَعَه عن وجهه ثَناه وصرَفَه والترْعةُ الدرجة وقيل
الرُّوْضة على المكان المرتفع خاصّة فإِذا كانت في المَكان المُطمئنّ فهي روضة
وقيل التُّرْعة المَتْن المرتفع من الأَرض قال ثعلب هو مأْخوذ من الإِناء
المُتْرَع قال ولا يعجبني وقال أَبو زياد الكلابي أَحسنُ ما تكون الروْضةُ على
المكان فيه غِلَظٌ وارْتفاع وأَنشد قول الأَعشى ما رَوْضةٌ من رِياض الحَزْنِ
مُعْشِبةٌ خَضْراء جادَ عليها مُسْبِلٌ هَطِلُ فأَما قول ابن مقبل هاجُوا الرحيلَ
وقالوا إِنّ مَشْرَبَكم ماء الزَّنانيرِ من ماويَّةَ التُّرَعُ فهو جمع التُّرْعةِ
من الأَرض وهو على بدل من قوله ماء الزنانير كأَنه قال غُدْران ماء الزنانير وهي
موضع ورواه ابن الأَعرابي التُّرَعِ وزعم أَنه أَراد المَمْلُوءة فهو على هذا صفة
لماويّة وهذا القول ليس بقويّ لأَنا لم نسمعهم قالوا آنية تُرَع والتُّرْعةُ
البابُ وحديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّ مِنْبري هذا على تُرْعةٍ من
تُرَعِ الجنة قيل فيه التُّرْعة البابُ كأَنه قال مِنبري على باب من أَبواب الجنة
قال ذلك سهَل بن سعد الساعدي وهو الذي رَوى الحديث قال أَبو عبيد وهو الوجه وقيل
الترعة المِرْقاةُ من المِنبر قال القُتيبي معناه أَن الصلاةَ والذكر في هذا
الموضع يُؤدّيان إِلى الجنة فكأَنه قِطْعة منها وكذلك قوله في الحديث الآخر
ارْتَعُوا في رِياض الجنة أَي مَجالِسِ الذكر وحديث ابن مسعود مَن أَراد أَن
يَرْتَعَ في رياض الجنة فليقرأْ أَلَ حم وهذا المعنى من الاستعارة في الحديث كثير
كقوله عائدُ المَريض في مَخارِف الجنة والجنةُ تحت بارقةِ السيوف وتحت أَقدام
الأُمهات أَي أَن هذه الأَشياء تؤدّي إِلى الجنة وقيل التُّرعة في الحديث
الدَّرجةُ وقيل الروضة وفي الحديث أَيضاً إِن قَدَمَيَّ على تُرْعةٍ من تُرَعِ
الحوض ولم يفسره أَبو عبيد أَبو عمرو التُّرْعةُ مَقام الشاربةِ من الحوض وقال
الأَزهري تُرْعةُ الحوض مَفْتح الماء إِليه ومنه يقال أَتْرَعْت الحوضَ إِتْراعاً
إِذا ملأْته وأَتْرَعْت الإِناء فهو مُتْرَع والتَّرّاعُ البَوّاب عن ثعلب قال
هُدْبةُ
( * قوله « قال هدبة » أي يصف السجن كما في الاساس ) بن الخَشْرَم يُخَيِّرُني
تَرّاعُه بين حَلْقةٍ أَزُومٍ إِذا عَضَّتْ وكَبْلٍ مُضَبَّبِ قال ابن بري والذي
في شعره يخيرين حَدّاده وروى الأَزهري عن حماد بن سَلَمة أَنه قال قرأْت في مصحف
أُبيّ بن كعب وتَرَّعَتِ الأَبوابَ قال هو في معنى غَلَّقت الأَبواب والتُّرْعة
فَمُ الجَدْولِ يَنْفَجِر من النهر والجمع كالجمع وفي الصحاح والتُّرْعةُ أَفواه
الجَداولِ قال ابن بري صوابه والتُّرَعُ جمع تُرْعة أَفواه الجداول وفي الحديث أَن
النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر إِنّ قَدَمَيَّ على تُرْعة من تُرَع
الجنة وقال إِنَّ عبداً من عِبادِ الله خَيَّره رَبُّه بين أَن يَعِيش في الدنيا
ما شاء وبين أَن يأْكل في الدنيا ما شاء وبين لقائه فاختار العبدُ لقاء ربه قال
فبكى أَبو بكر رضي الله عنه حين قالها وقال بل نُفَدِّيك يا رسول الله بآبائنا قال
أَبو القاسم الزجاجي والرواية متصلة من غير وجه أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال
هذا في مرضه الذي مات فيه نَعَى نفْسَه صلى الله عليه وسلم إِلى أَصحابه
والتُّرْعة مَسِيل الماء إِلى الروضة والجمع من كل ذلك تُرَعٌ والتُّرْعة شجرة
صغيرة تنبت مع البقل وتَيْبَس معه هي أَحب الشجر إِلى الحَمِير وسَيْر أَتْرَعُ شَدِيد
والتِّرياعُ بكسر التاء وإسكان الراء موضع
معنى
في قاموس معاجم
الرَّعْيُ مصدر رَعَى الكَلأَ ونحوَه يَرْعى
رَعْياً والراعِي يَرْعى الماشيةَ أَي يَحوطُها ويحفظُها والماشيةُ تَرْعى أَي
ترتفع وتأْكل وراعي الماشيةِ حافظُها صفةٌ غالبة غلَبةَ الاسم والجمع رُعاةٌ مثل
قاضٍ وقُضاةٍ ورِعاءٌ مثل جائعٍ وجِياعٍ ورُعْيانٌ مثل ش
الرَّعْيُ مصدر رَعَى الكَلأَ ونحوَه يَرْعى
رَعْياً والراعِي يَرْعى الماشيةَ أَي يَحوطُها ويحفظُها والماشيةُ تَرْعى أَي
ترتفع وتأْكل وراعي الماشيةِ حافظُها صفةٌ غالبة غلَبةَ الاسم والجمع رُعاةٌ مثل
قاضٍ وقُضاةٍ ورِعاءٌ مثل جائعٍ وجِياعٍ ورُعْيانٌ مثل شابٍّ وشُبَّانٍ كسَّروه
تكسير الأَسماء كَحاجِرٍ وحُجْرانٍ لأَنها صفة غالبة وليس في الكلام اسم على فاعل
يَعْتَوِرُ عليه فُعَلَة وفِعالٌ إلا هذا وقولهم آسٍ وأُساةٌ وإساءٌ وفي حديث
الإيمان حتى تَرى رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُون في البُنْيان وفي حديث عمر كأَنه
راعِي غَنَمٍ أَي في الجَفَاء والبَذاذةِ وفي حديث دُرَيْدٍ قال يوم حُنَيْنٍ
لمالك بن عوف إنما هو راعِي ضأْنٍ ما لَه وللحربِ كأَنه يَسْتَجْهله ويُقَصِّر به
عن رُتْبةِ من يَقُودُ الجُيوشَ ويَسُوسُها وأَما قول ثعلبة بن عُبَيْدٍ
العَدَوِيِّ في صفة نخل تَبِيتُ رُعاها لا تَخافُ نِزاعَها وإن لم تُقَيَّدْ
بالقُيودِ وبالأُبض فإن أَبا حنيفة ذهب إلى أَنَّ رُعىً جمعُ رُعاةٍ لأَن رُعاةً
وإن كان جمعاً فإن لفظه الواحد فصار كمَهُاةٍ ومُهىً إلا أَن مُهاةً واحد وهو ماءُ
الفحل في رَحِم الناقة ورُعاة جمع وأَما قول أُحَيْحَة وتُصْبِحُ حيثُ يَبِيتُ
الرِّعاء وإنْ ضَيَّعوها وإنْ أَهْمَلُوا إنما عنى بالرِّعاء هنا حَفَظَة النَّخْل
لأَنه إنما هو في صفة النَّخِيل يقول تُصْبح النخلُ في أَماكنها لا تَنْتَشِر كما
تنتشر الإبل المُهْمَلة والرَّعِيَّة الماشيةُ الراعيةُ أَو المَرْعِيَّة قال
ثُمَّ مُطِرْنَا مَطْرَةً رَوِيَّهْ فنَبَتَ البَقْلُ ولا رَعِيَّهْ وفي التنزيل
حتى يُصْدِرَ الرِّعاءُ جمع الراعي قال الأَزهري وأَكثر ما يقال رُعاةٌ للوُلاةِ
والرُّعْىانُ لراعِي الغَنَمِ ويقال للنَّعَم هي تَرْعَى وتَرْتَعِي وقرأَ بعض
القُرَّاء أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً نَرْتَعي
( * قوله « نرتعي » كذا بالأصل والتهذيب بإثبات الياء بعد العين وهي قراءة قنبل
وقفاً ووصلاً كما في الخطيب المفسر ) ونَلْعَبْ وهو نَفْتَعِلُ من الرَّعْيِ وقيل
معنى نَرْتَعي أَي يَرْعَى بعضُنا بعضاً وفلان يَرْعَى عَلَى أَبِيه أَي يَرْعَى
غَنَمَه الفراء يقال إنَّه لَتِرْعِيَّةُ مالٍ
( * قوله « إنه لترعية مال » حاصل لغاتها إنها مثلثة الأول مع تشديد الياء المثناة
التحتية وتخفيفها كما في القاموس ) إذا كان يَصْلُح المالُ على يَدِهِ ويُجِىدُ
رِعْيةَ الإبِل قال ابن سيده رجلٌ تَرعيَّةٌ وتِرْعِيٌّ بغير هاء نادرٌ قال تأَبط
شرّاً ولَسْت بِتِرْعِيّ طَوِيلٍ عَشَاؤُه يُؤَنِّفُها مُسْتَأَنَفَ النَّبْتِ
مُبْهِل وكذلك تَرْعِيّة وتُرْعِيَّة مشددة الياء وتِرْعايَة وتُرْعَايَةٌ بهذا المعنى
صِناعتُه وصِنَاعة آبائِهِ الرِّعَايَة وهو مثال لم يذكره سيبويه والتِّرْعِيَّة
الحَسَن الالْتِماسِ والارْتِيادِ لِلْكَلإ للماشية وأَنشد الأََزهري للفراء ودَار
حِفاظٍ قَدْ نَزَلْنَا وغَيرُها أَحبُّ إلى التِّرْعِيَّةِ الشَّنَآنِ قال ابن بري
ومنه قول حكيم بن مُعَيَّة يَتْبَعُها تِرْعِيَّةٌ فيه خَضَعْ في كَفِّة زَيْعٌ
وفي الرُّسْغِ فَدَعْ والرِّعَايَةُ حِرْفةُ الرَّاعِي والمَسُوسُ مَرْعِيٌّ قال
أَبو قيس بن الأَسْلَت لَيس قَطاً مثلَ قُطَيٍّ ولا الْ رْعِيٌّ في الأَقْوامِ
كالرَّاعِي وَرَعتِ الماشِيةُ تَرْعَى رَعْياً ورِعايَةً وارْتَعَتْ وتَرَعَّتْ
قال كثير عزة وما أُمُّ خِشْفٍ تَرَعَّى به أَراكاً عَمِيماً ودَوْحاً ظَلِيلا
ورَعاها وأَرْعاها يقال أَرْعَى اللهُ المَواشِيَ إذا أَنْبَتَ لها ما تَرْعاه وفي
التنزيل العزيز كُلُوا وارْعَوْا أَنْعامَكُم وقال الشاعر كأَنَّها ظَبْيةٌ
تَعْطُو إلى فَنَنٍ تأْكُلُ مِنْ طَيِّبٍ واللهُ يُرْعِيها أَي يُنْبِتُ لها ما
تَرْعَى والاسمُ الرِّعْية عن اللحياني وأَرْعاهُ المكانَ جعلَهَ له مَرْعىً قال
القُطامي فَمَنْ يَكُ أَرْعاهُ الحِمَى أَخَواتُه فَما ليَ مِنْ أُخْتٍ عَوانٍ ولا
بِكْرِ وإبِلٌ راعِيةٌ والجمع الرَّواعِي ورَعَى البعِيرُ الكلأَ بنَفْسِه رَعْىاً
وارْتَعَى مثلُه وأَنشد ابن بري شاهداً عليه كالظَّبْيةِ البِكْرِ الفَرِيدةِ
تَرْتَعِي في أَرْضِها وفَراتِها وعِهادَها خَضَبَتْ لها عُقَدُ البِراقِ
جَبِينَها من عَرْكِها عَلَجانَها وعَرادَها والرِّعْي بكسر الراء الكَلأُ نَفْسُه
والجمع أَرْعاءٌ والمَرْعَى كالرَّعْيِ وفي التنزيل والذي أَخْرَجَ المَرْعَى وفي
المثل مَرْعىً ولا كالسَّعْدانِ قال ابن سيده وقول أَبي العِيالِ أَفُطَيْم هل
تَدْرِينَ كَمْ مِنْ مَتْلَفٍ جاوَزْتُ لا مرْعىً ولا مَسْكُونِ ؟ عندي أَن
المَرْعَى ههنا في موضع المَرْعِيَّ لمقابلته إياه بقوله ولا مَسْكون قال وقد يكون
المَرْعَى الرِّعْيَ أَي ذُو رِعْيٍ قال الأَزهري أَفادني المُنْذِرِيُّ يقال لا
تَقْتَنِ فَتاةً ولا مَرْعاة فإنَّ لكُلٍّ بُغاةً يقول المَرْعَى حيث كان يُطْلَبُ
والفَتاةُ حيثما كانت تُخْطَبُ لكلِّ فتاةٍ خاطِب ولكلِّ مَرْعىً طالب قال
وأَنشدني محمد بن إسحق ولَنْ تُعايِنَ مَرْعىً ناضِراً أُنُفاً إلاَّ وجَدْتَ به
آثارَ مأْكُولِ وأَرْعَتِ الأَرضُ كثُر رِعْيُها والرَّعايا والرَّعاوِيَّةُ
الماشية المَرْعِيَّة تكون للسوقة والسلطان والأَرْعاوِيَّةُ للسلطان خاصة وهي
التي عليها وُسومُه ورُسومُه والرَّعاوَى والرُّعاوَى بفتح الراء وضمها الإبل التي
تَرْعَى حَوالَى القومِ وديارِهم لأنها الإبل التي يُعْتَمَلُ عليها قالت امرأَة
من العرب تُعاتب زوجَها تَمَشَّشْتَني حتى إذا ما تَرَكْتَنِي كنِضْوِ الرَّعاوَى
قلتَ إنِّي ذَاهِبُ قال شمر لم أَسمع الرَّعاوَى بهذا المعنى إلاّ ههنا وقال أَبو
عمرو الأُرْعُوَّة بلغة أَزْدِ شَنُوأَة نِيرُ الفَدَّان يُحْتَرَثُ بها والراعِي
الواليِ والرِّعِيَّة العامَّة ورَعَى الأَمِيرُ رَعِيَّته رِعايةً ورَعَيْتُ الإبلَ
أَرْعاها رَعْياً ورَعاه يَرْعاه رَعْياً ورِعايَةً حَفِظَه وكلّ مَنْ وَلِيَ
أَمرَ قومٍ فهو راعِيهم وهُم رَعِيَّته فعيلة بمعنى مفعول وقد اسْترعاهُ إيَّاهم
اسْتَحْفَظه وإسْتَرْعَيْته الشيءَ فَرَعاه وفي المثل مَن اسْترعى الذئْبَ فقد ظَلَمَ أَي مَنِ ائتَمَنَ خائناً فقد
وضع الأَمانة في غيرِ موْضِعِها ورَعى النُّجُوم رَعْياً وراعاها راقَبَها
وانْتَظَر مَغِيبَها قالت الخنساء أَرْعى النُّجوم وما كُلِّفْت رِعْيَتَها وتارةً
أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمارِي وراعَى أَمرهَ حَفِظَه وتَرَقَّبَه والمُراعاة
المُناظَرة والمُراقَبَة يقال راعَيْتُ فلاناً مراعاةً ورِعاءً إذا راقَبْتَه
وتأَمَّلْت فِعْلَه وراعَيْتُ الأَمرَ نَظَرْت إلامَ يصير وراعَيْته لاحَظته
وراعَيْته من مُراعاةِ الحُقوق ويقال رَعَيْتُ عليه حُرْمَتَه رِعايَةً وفلانُ
يُراعي أَمرَ فُلانٍ أَي ينظر إلى ما يصير إليه أَمره وأَرْعى عليه أَبْقى قال
أَبو دَهْبَل أَنشده أَبو عمرو بن العلاء إن كان هذا السِّحْرُ منكِ فلا تُرْعي
عَليَّ وجَدَّدِي سِحْرا والإرْعاءُ الإبْقاء على أَخيكَ قال ذو الإصْبَع بَغى
بعضُهُمُ بَعْضاً فلم يُرْعُوا على بَعْضِ والرُّعْوى اسم من الإرْعاء وهو الإبْقاءُ
ومنه قول ابن قيس إن تكن للإله في هذه الأُمْ مَةِ رُعْوى يعُدْ إليك النَّعيمُ
وأَرْعِني سَمْعَكَ وراعِني سمعكَ أَي اسْتَمِعْ إليّ وأَرْعى إليه اسْتَمَع
وأَرْعَيْت فُلاناً سَمْعي إذا اسْتَمَعْت إلى ما يقولُ وأَصْغَيْت إليه ويقال
فلان لا يُرْعِي إلى قَوْلِ أَحدٍ أَي لا يلتفِتُ إلى أَحد وقوله تعالى يا أَيها
الذين آمنوا لا تقولوا راعِنا وقولوا انْظُرْنا قال الفراء هو من الإرْعاءِ
والمُراعاةِ وقال الأَخفش هو فاعِلْنا من المُراعاة على معنى أَرْعِنا سَمْعَك
ولكن الياء ذَهَبَتْ للأَمْر وقرئ راعِناً بالتنوين على إعْمال القولِ فيه كأَنه
قال لا تقولوا حُمْقاً ولا تقولوا هُجْراً وهو من الرُّعونَةِ وقد تقدم وقال أَبو
إسحق قيل فيه ثلاثة أَقوال قال بعضهم معناه أَرْعِنا سَمْعَك وقيل أَرْعِنا
سَمْعَك حتى نُفْهِمَك وتَفْهَمَ عَنَّا قال وهي قراءة أَهل المدينة ويُصَدِّقُها
قراءة أُبَيِّ بنِ كعب لا تقولوا راعونا والعرب تقول أَرْعِنا سَمْعك وراعنا
سَمْعَك وقد مَرَّ معنى ما أَراد القومُ يقول راعِنا في تَرْجَمة رَعَنَ وقيل كان
المسلمون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم راعِنا وكانت اليهود تَسابُّ بهذه
الكلمة بينها وكانوا يسُبُّون النبي عليه السلام في نُفوسِهِم فلما سَمِعوا هذه
الكلمة اغتنموا أَن يظهروا سبّه بلفظ يُسمع ولا يلحقهم في ظاهره شيء فأَظهر الله
النبيَّ صلى الله عليه وسلم والمسلمين على ذلك ونَهَى عن الكلمة وقال قوم راعِنا
من المُراعاة والمُكافأَةِ وأُمِرُوا أَن يخاطِبوا النبي صلى الله عليه وسلم
بالتعزير والتَّوْقير أَي لا تقولوا راعِنا أَي كافِئْنا في المَقال كما يقول
بعضهم لبعض وفي مصحف ابن مسعود رضي الله عنه راعُونا ورَعى عَهْدَه وحَقَّه
حَفِظَه والاسم من كل ذلك الرَّعْيا والرَّعْوى قال ابن سيده وأُرى ثعلباً حكى
الرُّعوى بضم الراء وبالواو وهو مما قلبت ياؤه واواً للتصريف وتعويض الواو من كثرة
دخول الياء عليها وللفرق أَيضاً بين الاسم والصفة وكذلك ما كان مثله كالَبقْوى
والفَتْوى والتَّقْوى والشِّرْوى والثَّنْوى والبَقْوى والبَقْيا اسمان يوضعان
موضع الإبْقاء والرَّعْوى والرَّعْيا من رِعايةِ الحِفاظِ ويقال ارْعَوى فلان عن
الجهل يَرْعوي ارْعِواءً حَسَناً ورَعْوى حَسَنةً وهو نُزُوعُه وحُسْنُ رُجوعهِ
قال ابن سيده الرَّعْوى والرَّعْيا النزوع عن الجهل وحسنُ الرجوعِ عنه وارْعَوى
يَرْعَوي أَي كفَّ عن الأُمور وفي الحديث شَرُّ الناسِ رجلٌ يقرأُ كتابَ اللهِ لا
يَرْعَوي إلى شَيءٍ منه أَي لا ينكفُّ ولا ينزجر من رعا يَرْعُو إذا كفَّ عن
الأُمور ويقال فلان حسن الرَّعْوةَ والرِّعْوة والرُّعْوة والرُّعوى والارْعواء
وقد ارْعَوى عن القبيح وتقديره افْعَوَلَ ووزنه افْعَلَل وإنما لم يُدْغَمْ لسكون
الياء والاسم الرُّعْيا بالضم والرَّعْوى بالفتح مثل البُقْيا والبَقْوى وفي حديث
ابن عباس إذا كانت عندك شهادة فسُئِلْت عنها فأَخْبِرْ بها ولا تقُلْ حتى آتِيَ
الأَمير لعله يرجع أَو يَرْعَوي قال أَبو عبيد الارْعواءُ النَّدَم على الشيء
والانصراف عنه والتركُ له وأَنشد إذا قُلْتُ عن طُول التَّنائي قد ارْعَوى أَبى
حُبُّها إلا بَقاءً على هَجْرِ قال الأَزهري ارْعَوى جاء نادراً قال ولا أَعلم في
المعتلات مثله كأَنهم بنوه على الرَّعْوى وهو الإبْقاءُ وفي الحديث إلاَّ إرْعاءً
عليه أَي إبْقاءً ورِفْقاً يقال أَرْعَيْتُ عليه من المُراعاةِ والمُلاحظةِ قال
الأَزهري وللرَّعْوى ثلاثةُ مَعانٍ أَحدها الرَّعْوى اسمٌ من الإبْقاء والرَّعْوى
رِعاية الحِفاظِ للعهد والرَّعْوى حسنُ المُراجَعةِ والنُّزوع عن الجَهْلِ وقال
شمر تكون المُراعاة من الرَّعْيِ مع آخَرَ يقال هذه إبِلٌ تُراعِي الوَحْشَ أَي
تَرْعى معها ويقال الحِمارُ يُراعي الحُمُر أَي يَرْعى معها قال أَبو ذُؤَيب من
وَحشِ حَوضَى يُراعى الصَّيْدَ مُنْتَبِذاً كأَنَّه كوْكَبٌ في الجَوِّ مُنْجَرِدُ
والمُراعاةُ المحافَظة والإبْقاءُ على الشيءِ والإرْعاء الإبْقاء قال أَبو سعيد
يقال أَمْرُ كذا أَرْفَقُ بِي وأَرْعى عليَّ ويقال أَرْعَيْت عليه إذا أَبْقَيْت
عليه ورحِمتْه وفي الحديث نِساءُ قُرَيْشٍ خيرُ نِساءٍ أَحْناهُ على طِفْلٍ في
صِغَرِه وأَرْعاهُ على زوجٍ في ذاتِ يدهِ هو من المُراعاةِ الحِفْظِ والرِّفْقِ
وتَخْفِيفِ الكُلَفِ والأَثْقالِ عنه وذاتُ يدهِ كِنايةٌ عما يَمْلِكُ من مالٍ
وغيرهِ وفي حديث عمر رضي الله عنه لا يُعْطى من الغَنائِمِ شيءٌ حتى تُقْسَم إلا
لِراعٍ أَو دليلٍ الراعي هنا عَيْنُ القوم على العدوِّ من الرِّعايَةِ الحِفْظِ
وفي حديث لقمان بن عادٍ إذا رَعى القومُ غَفَلَ يريد إذا تَحافَظَ القومُ لشيءٍ
يخافُونَه غَفَلَ ولم يَرْعَهُم وفي الحديث كُلُّكُمْ راعٍ وكلُّكُم مسؤول عن
رعيَّتهِ أَي حافِظٌ مؤْتَمَنٌ والرَّعِيَّةُ كل من شَمِلَه حِفْظُ الراعي
ونَظَرهُ وقول عمر رضي الله عنه ورِّعِ اللِّصَّ ولا تُراعِهْ فسره ثعلب فقال
معناه كُفَّه أن يأْخُذَ مَتاعَك ولا تُشْهِدْ عليه ويروى عن ابن سيرين أَنه قال
ما كانوا يُمْسِكون عن اللِّصِّ إذا دخل دارَ أَحدِهم تأَثُّماً والراعِيَةُ
مُقَدِّمَةُ الشَّيْبِ يقال رأَى فلانٌ راعِيَةَ الشَّيْبِ ورواعي الشيب أَوَّلُ
ما يَظْهَرُ منه والرِّعْيُ أَرْضٌ فيها حجارة ناتِئَةٌ تمنع اللُّؤْمَة أَن
تَجْري وراعِية الأَرضِ ضَرْبٌ من الجَنادِب والراعي لقب عُبْيدِ لله ابن
الحُصَيْن النُّمَيْري الشاعر