فَتَرَ الشيْءُ والحَرُّ وفُلانٌ يَفْتُر ويَفْتِرُ من حَدِّ نَصَرَ وضَرَبَ فُتُوراً كقُعُودٍ وفُتَاراً كغُرَاب : سَكَنَ بَعْدَ حِدَّةٍ ولاَنَ بَعْدَ شِدَّةٍ . وقولُه تعالَى في وَصْفِ المَلائكَةِ : لا يَفْتُرُونَ . أَي لا يَسْكُنُون عن نَشَاطِهم في العِبَادَة . وفَتَّرَهُ اللهُ تعالَى تَفْتِيراً وفَتَرَ هو . وفَتَرَ الماءُ : سَكَنَ حَرُّه فهو فاترٌ بَيْنَ الحارِّ والبَاردِ وفاتُورٌ كذلك . وفَتَرَ الشَّيْءَ : كَالَهُ وقَدَّرَهُ بفِتْرِه كما يُقَال : شَبَرَهُ إِذا كالَه وقَدَّرَةُ بشبْرِه . وفَتَرَ جِسْمُه يَفْتِرُ : فُتُوراً : لانَتْ مَفَاصلُه وضَعُفَ . والفَتَرُ محرّكَةً : الضَّعُفُ . ويُقَال : أَجِدُ في نَفْسِي فَتْرَةً وهي كالضَّعْفَة . ويُقَال للشَّيْخ : قد عَلَتْهُ كَبْرَةٌ . وعَرَتْه فَتْرَةٌ . والفتْرُ العَضَلُ من اللَّحْم . والفتْر : مِقْدَارٌ مَعْلُومٌ من الطَّعَام هكذا في سائر النُّسخ وهو مَأْخُوذٌ من عِبَارَة الصاغانيّ في التكملة وقد أَخْطَأَ المصنّف في النَّقْل فإِن العَضَلَ من اللَّحْم هو الفَأْرُ بالهَمْز كذا هو في نسخة التكملة مُجَّوداً بخَطّ المُصَنّف في مادَة ف أ ر . ويَدُلّ له أَيضاً ما في اللّسَان : ويقالُ للَحْمِ المَتْنِ : فَأْرُ المَتْنِ ويَرَابيعُ المَتْنِ وكذا قولُه : مقْدَارٌ معلُومٌ من الطَّعَام هو الفَأْرُ بالهَمْز هكذا في التكملة مُجَوَّداً بخطّ المصنّف . وزادَ بَعْدَه : وهو دَخِيل . ثم ذكرَ بعدَه فَأْرٌ بلدٌ بنواحي أَرْمِينيَة . فإِيرَادُ المصنّف إِياهما في ف ت ر وَهَمٌ لا يكاد يَنْتَبِه له كلُّ أَحَد فاعْلم ذلك ولا تَغْتَرّ بآراءِ المُقَلِّدينَ . وأَفْتَرَه الدَّاءُ : أَضْعَفَه وكذلك أَفْتَرَهُ السُّكْرُ . والفُتَارُ كغُرَاب : ابْتِدَاءُ النَّشْوَةِ عن أَبي حَنِيفَةَ وأَنشد للأَخْطَل :
وتَجَرَّدَتْ بعدَ الهَدِير وصَرَّحتْ ... صَهْباءُ تَرْمِى شَرْبَهَا بفُتَارِ وطَرْفٌ فاترٌ : فيه فُتُورٌ ليس بحادِّ النَّظَرِ وقال الجوهريّ : إِذا لم يَكُنْ حَدِيداً . وقال ابنُ القطّاع : فَتَرَ الطَّرْفُ : انْكَسَرَ نَظَرُه . وفي البصائر : الطَرْفُ الفاتِرُ : الذي فيه ضَعْفٌ مُسْتَحْسَنٌ . والفِتْرُ بالكَسْر : ما بَيْنَ طَرَف الإِبْهَام وطَرَفِ المُشيرَةِ والجَمْعُ أَفْتَارٌ . وقال الجوهريّ : ما بَيْنَ طَرَفِ السَّبّابَةِ والإِبْهَامِ إِذا فَتَحْتَهما . والفُتْرُ بالضَّمّ : كالسُّفْرَة تُعْمَلُ من الخُوص يُنْخَلُ عليها الدَّقِيقُ نقله الصاغانيّ ولم يَغْرُه وهو قَوْلُ أَبِي زيد . والفَتْرَةُ بالفَتْح : مَا بَيْنَ كُلّ نَبِيَّيْن وفي الصّحاح : ما بَيْنَ كلِّ رَسُولَيْن من رُسُل الله عَزَّ وجَلّ من الزَّمانِ الذي انقَطَعَتْ فيه الرِّسالَة . والفَتْرَةُ : سَمَكَةُ إِذا وَطِئْتَها أَخَذتْكَ الرِّعْدَةُ في الرِّجْلَيْن حَتَّى تَعْرَقَ كالفِتَّر كقِنَّب هكذا نَقَلَه الصاغانيّ . قلْتُ : وهي الرَّعّادَةُ موجودَةٌ بنِيل مصْرَ . وعن ابن الأَعرابِيّ : أَفْتَرَ الرجلُ فهو مُفْتِرٌ إِذا ضَعُفَ هكذا في النُّسخ والصَّواب : ضَعُفَتْ جُفُونُه فانْكَسَرَ طَرْفُه . وأَفْتَرَ الشَّرَابُ : فَتَرَ شارِبُهُ كما يُقَال : أَقْطَفَ الرَّجُلُ إِذا قَطَفَتْ دابَّتُه وعليه يُحْمَلُ الحَدِيثُ : نَهَى عن كُلِّ مُسْكِر ومُفَتِّر فالمُسْكِرُ : الذي يُزِيلُ العَقْلَ والمُفَتِّر : الذي يُفَتِّرُ الجَسَدَ إِذا شُرِب أَي يَحْمِي الجَسَدَ ويُصيِّرُ فيه فُتوراً . ومنهم من قال : أَفْتَرَهُ : بمعنَى فَتَّرَه أَي جَعَلَه فاتِراً . وفَتَّرَ السَّحابُ تَفْتِيراً : تَحَيَّرَ لا يَسِيرُ وسَكَنَ وتَهَيَّأَ للمَطَرِ وهو مَجاز . وقال الأَصمعيُّ : فَتَّرَ : مَطَرَ وفَرَغَ ماؤُه وكَفَّ وتَحَيَّرَ . وبه فُسِّر قولُ ابن مُقْبِل يَصِفُ سَحاباً :
نَأَمَّلْ خَلِيلِي هَلْ تَرى ضَوْءَ بارِقٍ ... يَمَانٍ مَرَتْهُ رِيحُ نَجْدٍ ففَتَّرَاوقال حَمّادٌ الرَّاوِيةُ : فَتَّرَ أَي أَقامَ وسَكَنَ . واسْتَفْتَرَ الفَرسُ : اسْتَجَرّ هكذا في النُّسخ والصَّواب : اسْتَجَمَّ كما في الأَساس وهو مَجاز . والتَّفْتَرُ : الدَّفْتَرُ لُغَةُ بَني أَسَد كما نقله الفَرّاءُ هُنَا ذكره الصاغانِيّ . وقد مَرَّ للمُصَنّف في التاء مع الراءِ وجَعَلَهُ هُنَاك لُغَةً مستقلّة . وفَتْرُ بالفَتْح : اسمُ امْرَأَة قال شَيْخُنَا : ذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَك لأَنَّ إِطلاقَه نَصٌّ فلا يحتاج إِلى ذِكْره . قلتُ : إِنَّمَا ذَكَرَه لبَيَان مَنْشَإِ الوَهَم في كَوْنِه بالكَسْر فذَكَرُه مُشِيراً إِلى أَنَّ قَوْلَه ووَهِمَ الجوهريّ إِنّمَا هو ضَبْطِه بالكَسْر . فلو لَمْ يَذْكُرِ الفَتْحَ كان يُظَن أَنّ الوَهَمَ في كَوْنِه اسم امْرَأَة ولَيْسَ كذلك فظَهَرَ بذلك أَنَّ ذِكْرَ الفَتْح ليس بمُسْتَدْرَك على ما زَعَمه شَيْخُنَا . قال المُسِّيبُ بنُ عَلَس ويُرْوَى للأَعْشَى :
أَصْرَمْتَ حَبْلَ الوَصْلِ مِنْ فَتْرِ ... وهَجَرْتَها ولَجَجْتَ في الهَجْرِ
وسَمِعْتَ حَلْفَتَها التّي حَلفتْ ... إِنْ كَانَ سَمْعُك غَيْرَ ذي وَقْرِ هكذا أَنشَدَه ابنُ بَرِّيّ وقال : المَشْهُور عند الرُّوَاةِ من فَتْر بفتح الفاءِ وذَكَر بعضُهم أَنّها قد تُكْسَر ولكن الأَشْهَر فيها الفَتْح . قلتُ : فَعَلَى ما قَرَّرَه ابنُ بَرِّيّ لا وَهَمَ يُنْسَبُ إِلى الجَوْهَرِيّ لأَنّه قد حَكَى الكَسْرَ . وفي التكملة : قال الجَوْهَريّ : الفِتْرُ ما بَيْنَ طَرَفِ السَّبَّابَة والإِبْهَامِ إِذَا فَتحْتَهما . وأَمّا قَوْلُ الشاعِر : أَصَرَمْت حَبْلَ الوُدِّ مِنْ فِتْرِ . فهو اسمُ امرأَة رَبْطُ الجَوْهريِّ الثانِيَ إِلى الأَوّل ؛ وضَمُّه إِيّاه إِلَيْه في قَرَنٍ واحد يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ الثاني بكَسْرِ الفَاءِ كما هو عَادَتُه في تصنِيفه واسمُ المَرْأَة فتَرْ بالفَتْح . انتهى . وقد يُجابُ عن هذا بأَنَّ الكَسْرَ مَحْكىٌّ أَيضاً كما نقله ابنُ بَرّيّ ومَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ على مَنْ لم يَحْفَظ . وظَهَرَ بما ذَكَرَه ابنُ بَرِّيّ والصاغَانِيّ أَيضاً تَوْهِينُ ما زَعَمه شَيْخُنا تَبَعاً للبَدْر القَرافِيّ أَنَّ مَنْشَأَ الوَهَمِ في ضَبْطِ الجوهَريّ إِيّاه بالقَلَم بالكسْرِ في قولِ الأَعْشَى السابِق وذلك لا يُعْتَدُّ به لاحْتِمَال أَنّه تَحْريفٌ ولم يَتَعَرَّضْ لِضَبْطِهَا بالقَلَمِ حتَّى يعْتَمَد عليه ويَتَوَجَّهَ التَّوْهِيمُ إِليه فتأَمّل . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : فَتَرَ البَرْدُ : سَكَنَ . وفَتَرَ العامِلُ عن عَمَلِه : قَصَّرَ فيه . وفَتَّرَه غَيْرُه وهو مَجاز