الكَيْفُ : القطْعُ وقد كافَه يَكِيفُه ومنه : كَيَّفَ الأَدِيمَ تَكْيِيفاً : إذا قَطَعه . وكَيْفَ ويُقال : كَيْ بحَذْفِ فإئه كما قالُوا في سَوْفَ : سَوْ ومنه قولُ الشاعرِ :
كَيْ تَجْنَحُونَ إلى سَلْمِ ومأثُئِرَتْ ... قَتْلاكُمُ ولَظَى الهَيْجاءِ تَضْطَرِمُ كما في البَصائِرِ قال الجَوهرِيُّ : اسمٌ مُبْهَمٌ غيرُ مُتَمَكِّنٍ وإِنّما حُرِّكَ آخِرُه للسّاكِنَيْنِ وبُنِي بالفَتْحِ دونَ الكُسْرِ لمَكانِ الياءِ كمَا في الصِّحاحِ وقال الأَزْهرِيُّ : كَيْفَ : حرفُ أَداةٍ ونُصِبَ الفاءُ فِراراً به من الياءِ الساكنةِ فهيا لئلاّ يَلْتَقِي ساكنانِ . والغالبُ فيه أَنْ يَكُونَ اسْتِفهاماً عن الأَحْوالِ إِما حَقِيقِيّاً ككَيْفَ زَيْدٌ ؟ أَو غَيْرَهُ مثل : " كَيْفَ تَكْفُرُونَ باللهِ " فإنَّهُ أُخْرِج مُخْرَجَ التَّعَجُّبِ والتّوْبِيخِ وقالَ الزَّجاجُ : كيفَ هُنا : اسْتِفْهامٌ في معنَى التَّعَجُّبِ وهذا التَّعَجُّبُ إِنّما هو للخَلْق وللمُؤْمِنِينَ أَي اعْجَبُوا من هؤُلاءِ كيفَ يَكْفُرُونَ بالهِ وقد ثَبَتَتْ حُجَّةُ اللهِ عليهم ؟ وكذلِكَ قولُ سُوَيْدِ بنِ أَبي كاهِلٍ اليَشْكُرِيِّ :
كيفَ يَرْجُونَ سِقاطِي بَعْدَما ... جَلَّلَ الرّأْسَ مَشِيبٌ وصَلَعْ
فإِنّه أُخْرِجَ مُخْرَجَ النَّفْيِ أَي : لا تَرْجُوا مِنِّي ذلِك . ويَقَعُ خَبَراً قَبْلَ ما لا يَسْتَغْنِي عَنْه كَكَيْفَ أَنْتَ ؟ وكَيْفَ كُنْتَ ؟ . ويَكُونُ حالاً لا سُؤالَ معه كقَوْلِكَ : لأُكْرِمَنَّكَ كَيْفَ كُنْتَ أَي : عَلى أَيِّ حالٍ كُنْتَ وحالاً قَبْلَ ما يَسْتَغْنِي عَنْهُ ككَيْفَ جاءَ زَيْدٌ ؟ . ويَقَعُ مَفْعولاً مُطْلَقاً مثل : " كَيْفَ فَعَل رَبُّكَ " . وأَما قَوْلُه تعالى : " فكَيْفَ إِذا جِئْنَا مِنْ كُلّش أُمَّةٍ بشَهِيدٍ " فهو تَوْكِيدٌ لِما تَقَدَّمَ من خَبَرٍ وتَحْقِيقٌ لما بعَده على تَأْوِيلِ إِنَّ الله لا يَظْرِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ في الدُّنْيا فكَيْفَ في الآخِرَةِ ؟ وقِيلَ : كيفَ يُسْتَعْمَلُ على وَجْهَيْنِ : أَحَدُهما : أَن يكونَ شَرْطاً فيَقْتَضِي فعْلَيْنِ مُتَّفِقَي اللَّفْظِ والمَعْنَى غيرَ مَجْزُومَيْنِ ككَيْفَ تَصْنَعُ أَصْنَعُ ولا يَجوزُ كَيْفَ تَجْلِسُ أَذْهَبُ باتِّفاقٍ . والثاني : - وهو الغالِبُ - أَنْ يكونَ اسْتِفْهاماً وقد ذَكَرَه المُصَنِّفُ قَرِيباً . وفي الارْتِشاف : كَيْفَ : يكونُ اسْتِفْهاماً وهي لتَعْمِيم الأَحْوالِ وإِذا تَعَلَّقَت بجُمْلَتَيْنِ فقالُوا : يكونُ للمُجازاةِ من حَيْثُ المَعْنَى لا مِنْ حَيْثُ العَمَل وقَصُرت عن أَدوات الشَّرْطِ بكَوْنِها لا يَكُونُ الفِعلانِ مَعَها إلا مُتَّفِقَيْنِ نحو : كيفَ تَجْلِسُ أَجلِسُ . وقالَ شَيْخُنا : كَيْفَ : إِنما تُسْتَعْمَلُ شَرْطاً عند الكُوفِيِّينَ ولم يَذْكُرُوا لها مِثالاً واشْتَرَطُوا لها مع ما ذَكَر المُصنِّفُ أَن يَقْتَرِنَ بها ما فيُقالُ : كَيْفَما وأَمّا مُجَرَّدةً فلم يَقُل أَحَدٌ بشَرْطِيَّتها ومن قال بشَرْطِيَّتِها - وهم الكُوفِيُّون - يَجْزِمُونَ بها كما في مبادِئ العَرَبِيَّة ففي كلامِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ من وَجُوهٍ . قلتُ : وهذا الذي أَشارَ له شيْخُنا فقد ذَكَره الجوهريُّ حيثُ قال : وإِذا ضَممْتَ إليه ما صَحَّ أَن يُجازَى به تَقُولُ : كَيْفَما تَفْعَلُ أَفْعَلْ . وقال ابنُ بَرِّيّ : لا يُجازَى بكَيْفَ ولا بَكَيْفما عندَ البَصْرِيِّينَ ومِنَ الكُوفِيِّينَ من يُجازِي بكَيْفَما فتَأَمَّلْ هذا مع كلامِ شَيْخِنا . وقال سِيبَوَيْهِ : إِنَّ كَيْفَ : ظَرْفٌ . وعن السِّيرافِيّ والأَخْفَش : لا يَجُوزُ ذلِك أَي أَنَّها اسمٌ غيرُ ظَرْفٍ . ورَتَّبُوا على هذا الخِلافِ أُموراً : أَحْدُها : أَنَّ موضِعَها عندَ سِيبَوَيْهِ نَصْبٌ وعندَهُما رَفْعٌ من المُبْتَدإِ نَصْبٌ مع غيرِه . الثاني : أَنَّ تَقْدِيرَها عندَ سِيَبَويْهِ في أَيِّ حالٍ أَو عَلى أَيِّ حالٍ وعِنْدَهُما تَقْدِيرُها في نحو : كَيْفَ زَيْدٌ ؟ أَصَحِيحٌ ونحوُه وفي نحو ؟ : كَيْفَ جاءَ زَيْدٌ ؟ راكِباً جاءَ زَيْدٌ ونَحْوه . الثالث : أَنَّ الجَوابَ المُطابِقَ عندَ سِيبَوَيْه : على خَيْرٍ ونَحْوه وعندَهُما : صَحِيحٌ أَو سَقِيمٌ ونحوه . وقال ابنُ مالِكٍ : صَدَقَ الأَخْفَشُ والسِّيرافِيُّ لم يَقُلْ أَحَدٌ إِنَّ كَيْفَ ظَرْفٌ إِذ لَيْسَ زَماناً ولا مَكاناً ونَعَم لمّا كانَ يُفَسَّرُ بقَوْلِكَ : على أَيِّ حالٍ - لكَوْنِه سُؤالاً الأَحْوالِ العَامَّةِ - سُمِّيَ ظَرْفاً لأَنَّها في تَأْوِيلِ الجارَّ والمَجْرُورِ واسمُ الظَّرْفِ يُطْلَقُ عَلَيْهما مَجازاً . وفي الارتِشافِ : سِيبَوَيْهِ يَقُول : يُجازَى بكَيْفَ والخَلِيلُ يَقُول : الجَزاءُ بهِ مُسْتَكْرَةٌ وقال الزَّجاجُ : وكُلُّ ما أَخْبر الله تعالى عن نَفْسِه بلَفْظِ كيفَ فهو اسْتِخبارٌ على طَرِيقِ التَّنْبِيهِ للمُخاطَبِ أَو تَوْبِيخٌ كما تَقَدَّمَ في الآيةِ . قالَ ابنُ مالِكٍ : ولا تَكُونُ عاطِفَةً كما زَعَمَ بعضُهم مُحْتَجّاً بقَوْلِه أَي الشاعر :
إِذا قَلَّ مالُ المَرْءِ لانَتْ قَناتُه ... وهانَ على الأَدْنَى فكَيْفَ الأَباعِدِ ؟لاقْتِرانِه بالفاءِ وَصُّ ابنِ مالكٍ : ودُخُولُ الفاءِ عليها يَزِيدُ خَطَأَه وُضُوحاً ولأَنَّه هُنا اسمٌ مَرْفُوعُ المَحَلِّ عَلى الخَبَرِيَّةِ . ثم إِنَّ المصنِّفَ يستَعمِلُ كيفَ مُذَكَّراً تارَةً ومُؤَنّثاً أُخْرَى وهما جائِزانِ فقالَ اللِّحْيانِيُّ : كيفَ مُؤَنَّثَةٌ فإِذا ذُكِّرتْ جازَ . والكِيفَةُ بالكسرِ : الكِسْفَةُ من الثَّوْبِ قالَه اللِّحْيانِيًّ . والخِرْقَةُ التي تَرْقَعُ بها ذَيْلَ القَمِيصِ من قُدّامُ : كِيفةٌ وما كانَ مِنْ خَلْفُ فحِيفَةٌ عن أَبي عَمْرٍو وقد ذُكِرَ في مَوْضِعهِ . وقال الفَرّاءُ : يقالُ : كَيْفَ لِي بفلانٍ ؟ : فَتَقول : كُلُّ الكَيْفِ والكَيْفَ بالجَرِّ والنَّصبْ . وحِصْنُ كِيفى كضِيزَى : قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ شاهِقَةٌ بينَ آمِدَ وجَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ وفي تاريخ ابن خِلِّكان : بَيْنَ مَيّافارِقِينَ وجَزِيرةِ ابنِ عُمَرَ . قلتُ : والنِّسْبَةُ إليه : الحَصْكَفِيُّ . وقال اللِّحْيانِيّ : كَوَّفَ الأَدِيمَ وكَيَّفَهُ ؟ : إِذا قَطَعَه من الكَيْفِ والكَوْفِ . وقولُ المُتَكَلِّمِينَ في اشْتِقاقِ الفِعْلِ من كَيْفَ : كَيَّفْتُه فتَكَيَّفَ فإِنَّه قِياسٌ لا سَماعَ فِيه من العَرب ونَصُّ اللِّحْيانِيّ : فأَمّا قَوْلَهم : كَيَّفَ الشيءَ فكلامٌ مُوَلَّدٌ . قلتُ : فَعَتى بالقِياسِ هُنَا التَّوْلِيدَ قال شيخُنا : أَو أَنَّها مَوَلَّدَةٌ ولكن أَجْرَوْهَا على قِياسِ كلامِ العَرَب . قلتُ : وفيه تَأَمُّلٌ . قال ابنُ عَبّادٍ : وانْكافَ : انْقَطَعَ فهو مُطاوعُ كافَه كَيفاً . قال : وتَكَيَّفَه أَي الشيءَ : إِذا تَنَقَّصَه كتَحَيَّفَه . وأَمّا قولُ شَيْخِنا : ويَنْبَغِي أَن يَزِيدَ قوَلَهم : الكَيْفِيَّةُ أيْضاً فإِنَّها لا تكادُ تُوجَدُ في الكلامِ العَربِيِّ . قلتُ : نَعَمْ قد ذكَرَه الزَّجّاجُ فقالَ : والكَيْفِيَّةُ : مصدَرُ كَيْفَ فتأَمَّل
فصل اللام مع الفاءِ
الكَتِفُ كفَرِحٍ ومثْلٍ وحَبْلٍ واقتْصَرَ الجوهريُّ والصاغانيُّ على الأَوَّلَيْنِ وقالَ : مثل كَذِبٍ وكِذْبٍ : عَظْمٌ عَريضٌ خَلْفَ المَنْكِبِ مؤنَّثَةٌ وهي تَكونُ للنّاسِ وغَيْرِهم قالَ الشاعرُ :
إِنٍي امْرُؤٌ بالزَّمانِ مُعْتَرِفُ ... عَلَّمَنِي كَيْف تُؤْكَلُ الكَتِفُ
يُضْرَبُ لكُلِّ شَيءٍ عَلِمْتَهُ وفي الحديث : ائْتُونِي بكَتِفٍ ودَواةٍ أَكْتُبْ لكم كِتاباً . قالَ ابنُ الأَثِيرِ : الكَتِفُ : عظْمٌ عَرِيضٌ في أَصْلِ كَتِفِ الحَيَوانِ من النّاسِ والدَّوابِ كانُوا يَكْتُبُونَ فيه لِقلَّةِ القَراطِيسِ عنْدَهُم . ج : كِتَفَةٌ وأَكْتافٌ كقِرَدَةٍ وأَصْحابٍ الأُولى حَكاها اللِّحيانيُّ والثانِيَةُ عن سِيبَوَيْهِ وقالَ : لم يُجاوِزوُا به هذا البِناءَ . والكَتْفُ بالفتح : ظَلَعٌ يَأْخُذُ من وَجَعٍ في الكَتِفِ قالهُ ابنُ السَّكِّيتِ . هكذا في النُّسَخِ والصوابُ بالتَّحْرٍكِ كما في اللِّسانِ ونصُّه : بالتَّحْريكِ : نُقْصانٌ في الكَتِفِ وقيل : هو ظَلَعٌ يأْخُذُ من وَجعِ الكَتِف ومثلُه نَصُّ الصِّحاح . وقد كَتِفَ الفَرَسُ وكَذا الجَمَلُ يَكْتَفُ كتَفاً وهو أَكْتَفُ : إِذا اشْتَكَى كتِفَهُ وظَلَعَ منها . وقالَ اللِّحْيانِيُّ : بالبَعِيرِ كَتفٌ شديدٌ : إِذا اشْتَكى كَتِفَه يُقالَ : جَملٌ أَكْتَفُ وهي كَتْفاءُ . والكُتْفُ بالضّمِّ : جمعُ الأَكْتَفِ من الخَيْلِ وهو الَّذِي في فُرُوعِ كَتِفَيْه انْفِراجٌ في غَراضِيفِهما مما يَلي الكاهِلَ وهو من العُيوبِ التِي تكونَ خِلْقَةً قالهُ أَبو عُبَيْدةَ . والكُتْفُ أيضاً : جَمْعُ الكِتافِ للحَبْلِ الذي يُكَتَّفُ به الإِنْسانُ ككِتابٍ وكُتْبٍ . والكُتْفُ أيضاً : جمعُ الكَتِيفِ كأَمِيرٍ للضَّبَّةِ ويُجْمَعُ أيضاً على كُتُفٍ بضَمَّتَيْنِ . وذُو الكَتِفِ كفَرِحٍ هو : أَبو السِّمْطِ مَرْوانُ بن سُلَيمانَ بن يَحْيَى ابنِ أَبِي حفْصَةَ يَزِيدَ بنِ مَرْوانَ ابنِ الحَكَمِ وأَصْلُهُم يَهودٌ من موالِي السَّمَوْأَلِ بنِ عادِيا وهم يَدَّعُونَ أَنَّهُم موالِي عُثْمانَ بنِ عَفّانَ رضي اللهُ عنه وإِنَّما أَعتَقَ مَرْوانُ بنُ الحَكَمِ أَبا حَفْصَةَ يومَ الدّارِ ويُقالُ : إِنَّ عُثْمانَ رضي اللهُ عنه اشْتَراه غُلاماً من سَبْيِ اصْطَخْرَ ووَهَبَه لمَرْوانَ بنِ الحَكَمِ لُقِّبَ ذا الكَتِفِ ببَيْتٍ قالَهُ . وذو الأَكْتافِ : سابُورُ بنُ هُرْمُزَ ابنِ نَرْسِي بنِ بَهْرامَ لُقِّب بهِ لأَنّهُ سارَ في أَلْفٍ قالَ ابنُ قُتَيْبَةَ : لمّا بَلَغَ سابُورُ سِتَّ عَشَرةَ سنةً أَمَرَ أَنْ يَخْتارُوا له أَلفَ رجُلٍ من أَهْلِ النَّجْدَةِ ففَعَلُوا فأَعْطاهم الأَرْزاقَ ثم سارَ بِهِم إلى نَواحِي العَربِ الَّذِينَ كانُوا يَعِيثُونَ في الأرضِ فقَتَلَ مَنْ قَدَرَ عليهم هكذا في النسخ وصوابُه عَلَيْهِ وهو نصُّ كِتابِ المَعارِفِ لابنِ قُتَيْبَةَ ونَصُّ العُبابِ ونَزَع أَكْتافَهُم . والكَتّافُ كشَدّادٍ : الحَزاءُ وهو النّاظِرُ بالكَتِفِ ونصُّ العُبابِ في الكَتِفِ زادَ في اللِّسانِ فيُكَهِّنُ فيها . وكَتِفَ الرَّجُلُ كفَرحَ : عَرُضَ كَتِفُه وفي المُحْكَمِ : عَظُمَ كَتِفُ فهو أَكْتَفُ كما يُقال : أَرْأَسُ وأَعْنَقُ وما كانَ أَكْتَفَ ولَقَدْ كَتِفَ . وكَتِفَ الفَرَسُ " : إِذا حَصَل في أَعالِي غَراضِيفِ كَتِفَيْهِ مما يَلي الكاهِلَ انْفِراجٌ فهو أَكْتَفُ قال أَبو عُبَيْدَةَ : وهو من العُيُوبِ التي تَكُونَ خِلْقَةً وقد تَقَدَّم . والكُتافُ كغُرابٍ : وَجَعُ الكَتِفِ عن ابنِ دُرَيْدٍ . والكُتْفانُ كعُثْمانَ هكذا ضَبَطَه الجَوهَريُّ والصاغانِيُّ والأَزْهَرِيُّ وقوله : ويُكْسَرُ لم أَجِدُ من تعرًّض له وإِنَّما ذكرَ ابنُ بَرِّيّ فيه بضَمَّتَيْنِ لضَرُورةِ الشِّعْرِ كما سَنُورِدُه في المُسْتَدْركات : الجَرادُ أَوَّلُ ما يَطِيرُ منه الواحِدَةُ كُتْفانَةٌ كما في الصِّحاحِ وزادَ ويُقالُ : هو الجَرادُ بعدَ الغَوْغاءِ أَوَّلُها السِّروُ ثم الدَّبَى ثم الغَوْغاءُ ثم الكُتْفانُ أَو واحِدَةُ الكُتْفانِ من الدَّبَى : كاتِفَةٌ والذَّكَر كاتِفٌ قالهُ الأَصْمَعِيّ قال ابنُ دُرَيْدٍ : سُمِّيَ به لأَنّه يَتَكَتَّفُ في مَشْيِهِ أَي يَنْزُو وقالَ غيرُه : هو كُتْفانٌ إِذا بَدَا حَجْمُ أَجْنِحَتِه ورأَيتَ موضِعَه شاخِصاً وإِن مَسِسْتَه وجَدْتَ حَجْمَه وقالَ أَبو عُبَيْدَة : يكونُ الجَرادُ بعدَ الغَوْغاءِ كُتْفاناً قال الأزهريُّ : سَماعِي من العَرَب في الكُتْفانِ من الجَرادِ التي ظَهَرتْ أجنِحَتُها ولمّا تَطِرَ بَعدُ فهي تَنْقُزُ فيالأَرْضِ نَقَزاناً مثل المَكْتُوف الذي لا يَسْتَعِينُ بيدَيْه إِذا مَشَى وقالَ الأَصْمعِيُّ : إِذا اسْتبانَ حَجْمُ أَجْنِحَةِ الجَرادِ فهو كُتْفانٌ وإِذا احْمَرَّ الجَرادِ فهو كُتْفانٌ وإِذا احْمَرَّ الجَرادُ فانْسَلَخَ من الأَلْوانِ كُلِّها فهي الغَوْغاءُ . وَكَتَفَ كَضَرَب وفَرِحَ : مَشَى رُوَيْداً هكَذا نَقَلَه الفَرَّاءُ في نَوادِرِه واقْتَصَرَ الجوهريُّ على الأَوّلِ فإنَّه قالَ : والكَتْفُ : المَشْيُ الرُّوَيْدُ وأَنشدَ ابنُ بَرِّيِّ شاهِداً على يَكْتِفُ كيَضْرِبُ قولَ الأعْشَى : ِ نَقَزاناً مثل المَكْتُوف الذي لا يَسْتَعِينُ بيدَيْه إِذا مَشَى وقالَ الأَصْمعِيُّ : إِذا اسْتبانَ حَجْمُ أَجْنِحَةِ الجَرادِ فهو كُتْفانٌ وإِذا احْمَرَّ الجَرادِ فهو كُتْفانٌ وإِذا احْمَرَّ الجَرادُ فانْسَلَخَ من الأَلْوانِ كُلِّها فهي الغَوْغاءُ . وَكَتَفَ كَضَرَب وفَرِحَ : مَشَى رُوَيْداً هكَذا نَقَلَه الفَرَّاءُ في نَوادِرِه واقْتَصَرَ الجوهريُّ على الأَوّلِ فإنَّه قالَ : والكَتْفُ : المَشْيُ الرُّوَيْدُ وأَنشدَ ابنُ بَرِّيِّ شاهِداً على يَكْتِفُ كيَضْرِبُ قولَ الأعْشَى :
فأَفْحَمْتُه حَتّى اسْتَكانَ كأَنَّه ... قَرِيحُ سِلاحٍ يَكْتِفُ المَشْيَ فاتِرُ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه للَبيدٍ :
وسُقْتُ رَبيعاً بالقَناةِ كأَنَّه ... قَرِيحُ سِلاحٍ يَكْتِفُ المَشْيَ فاتِرَ وكَتَفَ كضَرَبَ كَتْفاً : رَفَقَ في الأَمْرِ . وكَتَفَ كَتْفاً : شَدَّ حِنْوَى الرَّحْلِ أَحَدَهُما عَلى الآخرِ نَقَلَهُ الجوهريُّ وهو مَجازٌ . وكَتَفَ فُلاناً : شَدَّ يَدَيْهِ إلى خَلْفُ بالكِتافِ وهو حَبْلٌ يُشَدُّ بهِ قالَتْ بعْضُ نِساءِ الأَعْرابِ تَصِفُ سَحاباً :
أَناخَ بذِي بَقَرٍ بَرْكَهُ ... كأَنَّ على عَضُدَيْهِ كِتافَا وفي الحَديثِ : الذي يُصَلِّي وقَدْ عَقَصَ شَعْرَه كالَّذِي يُصَلِّي وهو مَكْتُوفٌ : هذا الَّذِي شُدَّتْ يَدَاهُ من خَلْفِه يُشَبِّه بِهِ الذي يَعْقِدُ شَعْرَه من خَلْفِه . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : الكِتافُ : حَبْلٌ يُشَدُّ بهِ وَظِيفُ البَعِيرِ إلى كَتِفَيْهِ . وكَتَفَ فلاناً : ضَرَب كَتِفَه أو أَصابَها فهو مَكْتُوفٌ . وكَتَفَ كَتْفاً : مَشى رُوَيْداً وهو مُكرَّرٌ مع ما سبَقَ له . أو كَتَفَ كَتْفاً : مشى مُحَرِّكاً كَتِفَيْهِ وفي الأًساسِ مَنْكِبَيْه وفي اللِّسان : وكَتَفَت المَرْأَةُ تَكْتِفُ : مَشَتْ فحَرَّكَتْ كَتِفَيْها قال الأزْهَرِيُّ : وقولُهم : مَشَتْ فكَتَفَتْ : أَي حَرَّكَت كَتِفَيْها يعنِي الفَرَسَ . قلتُ : ومثلُه للزِّمَخْشَرِيِّ وابنِ دُرَيْدٍ . وكَتَفَ السِّرْجُ الدَّابَّةَ كَتْفاً : جَرَحَ كَتِفَها فهي مِكْتافٌ . وكَتَفَ الأمْرَ : كَرِهَهُ عن ابنِ عَبّاد . وكَتَفَت الخَيْلُ : ارْتَفَعَتْ فُرُوعُ أَكْتافِها في المَشْيِ فهي تَكْتِفُ كَتْفاً وعُرِضَتْ على ابنِ أُقَيْصِرٍ أَحدِ بني أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ خَيْلُ فأَوْمَأَ إلى بَعْضِها وقالَ : تَجِيءُ هذه سابِقَةً فسَأَلُوه : ما الَّذِي رَأَيْتَ فِيها ؟ فقالَ : رَأَيْتُها مَشَتْ فكَتَفَتْ وخَبَّتْ فوَجَفَتْ وعَدَتْ فنَسَفَتْ فجاءَتْ سابِقَةً . وكَتَفَ الإِناءَ يَكْتِفُه كَتْفاً : لأَمَه بالكَتِيفِ وهو صَفِيحةٌ رَقِيقَةٌ كأَنَّها شَبَهٌ ككَتَّفَ تَكْتِيفاً فهو إِناءٌ مَكْتُوفٌ ومُكَتَّفٌ : أَي مُضَبَّبٌ قال جَريرٌ :
ويُنْكِرُ كَفَّيْهِ الحُسامُ وحَدُّه ... ويَعْرِفُ كَفَّيْهِ الإِناءُ المُكَتَّفُ وكَتَفَ الطائِرُ كَتْفاً وكَتَفاناً الأَخِيرُ بالتَّحْرِيكِ عن اللَّيْثِ : طارَ رادّاً جَناحَيْهِ ضامّاً لَهُما إلى ما وَراءه . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : الكاتِفُ : الكارِهُ وقد كَتَفَه . والكَتَفانُ مُحَرَّكةً : سُرْعَةُ المَشْيِ عن ابنِ عَبّادٍ . وكُتَيْفَةُ كجُهَيْنَةَ : ع ببلادِ باهِلَةَ قال امرُؤُ القَيْسِ :
فكَأَنَّما بَدْرٌ وَصِيلُ كُتَيْفَةٍ ... وكأَنَّما مِنْ عاقِلٍ أَرْمامُيَقُولُ : قَطَعتُْ هذين المَوْضِعَيْن اللَّذَيْنِ ذَكَر على بُعْدِ ما بَيْنَهُما قَطْعاً سَريعاً حَتّى كأَنَّ كُلَّ واحدٍ مُتَّصِلٌ بصاحِبه وعاقِلٌ وأَرْمامٌ : مَوضِعان مُتباعِدانِ وقالَ أيضاً :
فأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ ... يَكُبُّ على الأَذْقانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ والكَتِيفُ كأَمِيرٍ : السَّيْفُ الصَّفِيحُ عن شَمِرٍ وأَنْشَدَ لأَبِي دُوادٍ الإِيادِيِّ :
نُبِّئْتُ أَنَّ أَخا رِياحٍ جاءَنِي ... زَيْداً لِنابَيْهِ علىَّ صَرِيفُ
فَوَدَدْتُ لو أَنِّي لَقِيتُكَ خالياً ... أَمْشِي بكَفيِّ صَعْدَةٌ وكتِيف أراد سَيْفاً صَفِيحاً فسمّاهُ كَتِيفاً . والكَتِيفُ : ضَبَّةُ الحَديدِ جمعُه كَتِيفٌ وكُتُفٌ . والكتِيفَةُ بهاءٍ : ضبَّةُ البابِ قال الجَوْهرِيُّ : وهي حَدِيدةٌ طَوِيلةٌ عَرِيضَةٌ ورُبّما كانَتْ كأَنّها صَفِيحَةٌ قال الأَعْشَى :
أَو إِناءِ النُّضارِ لاحَمَهُ القَيْ ... نُ ودَانَى صُدُوعَه بالكتِيفِ يعنِي بالكَتِيفِ كَتائِفَ رِقاقاً من الشَّبَهِ . والكَتِيفَةُ : السَّخِيمَةُ والحِقْدُ والعَداوةُ وهو من مَجازِ المَجازِ ويُجْمَعُ على الكَتائِفِ قال القُطامِيُّ :
أَخُوكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُه ... وتَرْفَضُّ عندَ المُحْفِظاتِ الكَتائِفُ وقالَ أَبو عَمرٍو : الكَتِيفَةُ : الجَماعَةُ من النّاسِ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : الكَتِيفَةُ : كَلْبَتَا الحَدّادِ . ومن المَجازِ : إِناءٌ مَكْتُوفٌ أَي : مُضَبَّبٌ وكذلِك مُكتَّفٌ وقد تقدمَ شاهِدُه . وكَتَّفَ اللَّحْمَ تَكْتِيفاً : قَطَّعَه صِغاراً قالَه الأَمَوِيُّ . وكَتَّفَت الفَرَسُ تَكْتِيفاً : مَشَتْ فحَرَّكَتْ كَتِفَيْها في المَشْيِ قاله ابنُ دُرَيْدٍ أَو مَنْكِبَيْها قاله الزَّمخشريُّ . وتَكَتَّفَ الكُتْفانُ في مَشْيهِ : إذا نَزَا والمِكْتافُ من الدّوابِّ : دابَّةُ يَعْقِرُ السَّرْجُ كَتِفَها والاسمُ الكِتافُ بالكسرِ قاله الصاغانيُّ . والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ على عَرضٍ في حَدِيدَة أَو عَظْمٍ وقد شَذّ عنه الكُتْفانُ
ومما يُستدرك عليه : الأَكْتَفُ من الرِّجالِ : مَنْ يَشْتَكِي كَتِفَه . والكَتَفُ مُحَرَّكَةً : عَيْبٌ في الكَتِفِ وقيل : هو نُقْصانٌ فيه . والأَكْتَفُ : الذي انْضَمَّتْ كَتِفاهُ على وَسَطِ كاهِلِه خِلْقَةً قَبيحَةً . وتَكَتَّفَت الخَيْلُ : ارتفَعَتْ فُروعُ أَكْتافِها . والكَتِفانُ بفتحٍ فكسرٍ : اسم فَرَسٍ قالت بنتُ مالِكِ بنِ زَيْدٍ تَرْثِيهِ :
إِذا سَجَعَتْ بالرَّقْمَتَيْنِ حَمامَةٌ ... أَو الرَّسِّ تَبْكِي فارِسَ الكَتِفانِ والكِتافُ ككِتابٍ : مصدرُ المِكْتافِ من الدّوابِّ وقيل : هو اسمٌ . والكَتِيفُ كأَمِيرٍ : المَشْيُ الرُّوَيْدُ نٌقله ابنُ سِيدَه . والكُتُفانُ بضمتين : لغةٌ في الكُتْفانِ كعُثْمانَ للجَرادِ قال ابنُ بَرِّي : هو في ضَرُورةِ الشِّعْرِ قال صَخْرٌ أَخُو الخَنْساءِ :
وحَيٍّ حَرِيدٍ قد صَبَحْتُ بغارَةٍ ... كرِجْلِ الجَرادِ أَو دَبىً كُتُفانِ وكَتَّفَه تَكْتِيفاً : شدَّ يَدَيْهِ من خَلْفُ بالكِتاف فهو مُكَتَّفٌ يقال : مَرَّ بهِم مُكَتَّفِينَ . وجاءَ بهِ في كِتافٍ : أَي وِثاقٍ وقِيلَ الكِتافُ : وِثاقٌ في الرِّحْلِ والقَتَبِ . وكَتَّفَ الثوبَ تَكْتِيفاً : قَطَّعَه صِغاراً وكَتَّفَه بالسَّيْفِ كذلك . وقال خالِدُ بن جَنْبَةَ : كَتِيفَةُ الرَّحْلِ : واحِدَةُ الكَتائِفِ وهي حَدِيدَةٌ يُكْتَفُ بها الرَّحْلُ وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ : أُخِذَ المَكْتُوفُ من هذا لأَنَّه جَمَعَ يَدَيْهِ . وكِتافُ القَوْسِ بالكسرِ : ما بَيْنَ الطّائِفِ والسِّيَةِ والجَمْعُ : أَكْتِفَةٌ وكُتُفٌ