" اللَّجَاجُ واللَّجَاجَةُ " واللَّجَجُ محرَّكةً عن ابن سيده والزّمخشريّ والمُلاَجَّةُ : التَّمادِي في " الخُصُومة " . وقيل : هو الاستمرارُ على المُعارَضةِ في الخِصام . وفي التَّوشيح : اللَّجَاجُ : هو التَّمادِي في الأَمر ولو تَبيَّنَ الخَطَأَ . يقال : " لَجِجْت بالكسر تَلَجُّ " بالفتح " ولَجَجْت " بالفتح " تَلِجّ " بالكسر : إِذا تَمادَيْتَ على الأَمرِ وأَبَيْتَ أَن تَنصرِف عنه ؛ كذا في المحكم . وقال الّليث : لَجَّ فُلانٌ يَلِجّ ويَلَجّ لغتانِ . وقال اللِّحيانيّ في قوله تعالى : " ويَمُدُّهُمْ في طُغْيَانهمْ يَعْمَهُونَ " أَي يُلِجُّهم . قال ابن سيده : فلا أَدرِي أَمِن يُلِجُّهم . قال ابن سيده : فلا أَدرِي أَمِن اللِّحيانيّ وتَجاسُرٌ . قال : وإِنّما قلتُ هذا لأَني لم أَسمعْ أَلْجَجْتُه . " وهو لَجُوجٌ ولَجُوجَةٌ " الهاءُ للمُبالغةِ " ولُجَجَةٌ كهُمَزةٍ " نقله الجوهريّ عن الفرَّاءِ والأُنثى لَجُوجٌ . وقرأْت في ديوان الهُذليّين قول أَبي ذؤيب :
فإِنّي صَبَرتُ النَّفْسَ بَعْدَ ابنِ عَنْبسٍ ... وقَدْ لَجَّ مِن ماءِ الشُّؤُونِ لَجُوجُ قال الشارح : لَجُوجٌ : اسمٌ مثلُ سَعُوطٍ ووَجُورٍ أَرادَ : وقد لَجَّ دَمْعٌ لَجوجٌ . وفي اللِّسَان : وقد يُستعمَل في الخَيْل قال :
من المُسْبَطِرّاتِ الجيادِ طِمِرَّةٌ ... لَجُوجٌ هَواهَا السَّبْسَبُ المُتَماحِلُ ورُجل مِلْجَاجٌ : كلَجُوجٍ ؛ كذا في اللِّسان والأَساس فهو مستدرك على المصنّف قال مُلَيحٌ :
من الصُّلْب مِلْجَاجٌ يُقطِّعُ رَبُوَها ... بَغَامٌ ومَبْنيُّ الحَصيرَيْنِ أَجْوفُ
" واللَّجْلَجةُ " - عن اللّيث - : أَن يَتكلَّمَ الرَّجُلُ بلسانٍ غيرِبَيِّنٍ . واللَّجْلَجَةُ أَيضاً : ثِقَلُ اللِّسَانِ ونَقْصُ الكَلامِ وأَن لا يَخْرُجَ بعضُه في إِثْر بعضٍ . " والتَّلَجْلُجُ " واللَّجْلَجَةُ " : التّردُّدُ في الكلامِ " . ورجلٌ لَجْلاجٌ وقد لَجْلَجَ وتَلَجْلَجَ . وقيل لأَعرابيّ : ما أَشدُّ البَرْدِ ؟ قال : إِذا دَمَعَت العَينان وقَطَرَ المَنْخِرَان ولَجْلَجَ اللِّسَان . وقيل : اللَّجْلاجُ : الّذي يَجولُ لِسانُه في شِدْقِه . وفي التهذيب : اللَّجْلاَجُ : الذي سَجِيَّهُ لِسَانِه ثِقَلُ الكلامِ ونَقْصُه . وفي الصّحاح والأَساس : يُلَجِلِجُ اللُّقْمةَ في فيه أَي يُرَدِّدها فيه للمَضْغ . وعن أَبي زيدٍ : يقال : الْحَقُّ أَبْلَج والباطل لَجْلَج أَي يُرَدَّدُ من غير أَنْ يَنْفُذَ . واللَّجْلَجُ : المُختلِط الذي ليس بمستقيمٍ . والأَبلَجُ : المُضيءُ المُستقيمُ وكلُّ ذلك مُستدرَك على المصنّف فإِنّ تَرْكَ ما هو الأَهَمُّ غيرُ مَرْضيٍّ عند النُّقَّاد . " واللُّجّ بالضَّمّ : الجَماعَةُ الكثيرةُ " على التَّشبيه بلُجَّة البَحْر فهو مستدرك على الزَّمخشَريّ حيث لم يَذْكُرْه في مَجاز الأَساس . واستعار حِماسُ بنُ ثاملٍ اللُّجَّ لِلَّيْل فقال :
ومُسْتنْبِحٍ في لُجِّ لَيْلٍ دَعَوْتُه ... بمَشْبوبةٍ في رَأْسِ صَمْدٍ مُقابِلِ يَعني مُعْظَمَه وظُلَمَة . ولُجُّ اللَّيلِ : شِدّةُ ظُلْمَتِه وسَوادِه . قال العَجّاجُ يَصف اللَّيْلَ :
" ومُخْدِرُ الأَبصارِ أَخْدَرِيُّد
" " حَوْمٌ غُدَافٌ هَيْدَبٌ حُبْشيُّ
" لُجٌّ كأَنَّ ثِنْيَهُ مَثْنِيُّ أَي كأَن عِطْفَ اللَّيل مَعطوفٌ مرَّةً أُخْرَى فاشتدَّ سَوادُ ظُلمتِه . فهذا وأَمثالُه كلُّه ممّا يَنبغي التّنبيهُ عليه . " ومنه " أَي من مَعنَى اللُّجَّةِ : " بَحْرٌ " لُجَاجٌ و " لُجِّيٌّ " بالضّمّ فيهما " ويُكْسَر " في الأَخير اتِّباعاً للتّخفيف : أَي واسعُ اللُّجِّ قال الفرَّاءُ : كما يقال : سُخْرِيّ وسِخْرِيّ . ويقال : هذا لُجُّ البَحْرِ ولُجَّةُ البَحرِ . من المجاز : اللُّجّ " السَّيْفُ " تشبيهاً بلُجِّ البَحْر . وفي حديث طَلْحَةَ بن عُبيد " اللهِ " : " إِنهم أَدخلوني الحَشَّ وقَرَّبوا فوَضَعُوا اللُّجَّ على قَفَيَّ " قال ابن سيده : فأَظنّ أَنّ السِّيف إِنما سُمِّيَ لُجّاً في هذا الحديث وَحدَه . وقال الأَصمعيّ : نُرَى أَنّ اللُّجَّ اسْمٌ يُسَمَّى به السَّيفُ كما قالوا : الصَّمْصامَةُ وذو الفَقَار ونَحْوه . قال : وفيه شَبَهٌ بلُجّة البَحر في هَوْلِه . ويقال : اللُّجُّ : السَّيفُ بلغة طَيِّءٍ . وقال شَمِرٌ قال بعضُهم : اللُّجّ : السَّيْفُ بلُغة هُذَيلٍ وطَوائفَ من اليَمن . اللُّجّ : " جَانبُ الوادِي و " هو أَيضاً " المَكانُ الحَزْنُ من الجَبَل " دُونَ السَّهْل . اللُّجُّ " : سَيْفُ عَمْرِو بن العَاص " ابن وائلٍ السَّهْميّ . إِنْ صَحَّ فهو سَيْفُ الأَشْتَرِ النَّخَعيّ فقد نَقَل ابنُ الكَلْبيّ أَنه كان للأَشْتر سَيْفٌ يُسمِّيه اللُّجَّ واليَمَّ وأَنشد له :
ما خانَني اليَمُّ في مَأْقِطٍ ... ولا مَشْهدٍ مُذْ شَدَدْتُ الإِزَارَا ويروى : ما خَانني اللُّجُّ . " واللَّجَّةُ " بالفتح : " الأَصواتُ " والضَّجَّةُ . في حديث عِكْرمَة : " سَمِعْت لهم لَجَّةً بآمينَ " يعني أَصواتَ المُصلِّينَ . واللَّجَّةُ : " الجَلَبَةُ " وقد تكون اللَّجّةُ في الإِبل . وقال أَبو محمّدٍ الحَذْلَميّ :
" وجَعَلتْ لَجَّتُها تُغَنِّيه يعني أَصواتَها كأَنّها تُطْرِبُه وتَسْتَرْحِمه ليُورِدَها الماءَ . في الأَساس : ومن المجاز : وكأَنه يَنظُر بمثْل اللُّجَّتَيْن . اللُّجّة " بالضّمّ : المِرْآةُ . و " تُطْلَقُ على " الفِضَّةِ " أَيضاً على التَّشبيه . " ولَجَّجَ " السَّفِينُ " تَلْجيجاً : خاضَ اللُّجَّةَ " . ولَجُّوا : دخلوا في اللُّجِّ . وأَلجَّ القَومُ ولَجَّجُوا : رَكِبوا اللُّجَّةَ . في شِعر حُمَيدِ بنِ ثَوْرٍ :
لا تَصْطَلِي النّارَ إِلاّ مِجْمَراً أَرِجاً ... قد كَسَّرَتْ مِنْ يَلَنْجُوجٍ له وَقَصَا" يَلَنْجُوجُ ويَلَنْجَجُ وأَلَنْجَجُ " بقلب الياءِ أَلفاً " والأَلَنْجُوجُ واليَلَنْجَجُ " والأَلَنْجَجُ " واليَلَنْجوجُ " والأَلَنْجيجُ " واليَلَنْجُوجيّ " على ياءِ النِّسبة : " عُودُ " الطِّيبِ وهو " البَخُور " بالفتح : ما يُتبخَّرُ به . قال ابن جنِّي : إِنْ قيلَ لك : إِذا كان الزائد إِذا وَقَعَ أَوَّلاً لم يكن للإِلحاق فكيف أَلحقوا بالهمزة في أَلَنْجَج والياءِ في يَلَنْجَج والدّليل على صِحَّةِ الإِلحاق ظُهورُ التَّضعيف ؟ قيل : قد عُلِم أَنّهم لا يُلحِقون بالزّائد من أَوَّل الكلِمةِ إِلاّ أَن يكون معه زائدٌ آخَرُ فلذلك جازَ الإِلحاقُ بالهمزة والياءِ في أَلَنْجَج ويَلَنْجَج لمّا انضم إِلى الهمزة والياءِ النُّونُ ؛ كذا في اللّسان . وقال اللّحيانيّ : عُودٌ يَلَنْجُوجٌ وأَلَنْجُوجٌ وأَلَنجِيجٌ فوَصَفَ بجميع ذلك . وقد ذَكَرَ هذه الأَوزانَ ابنُ القَطّاع في الأَبنية فراجِعْها . وهو " نافعٌ للمَعِدَةِ المَسْترْخِيةِ " أَكْلاً ومن أَشهر مَنافِعه للدّماغ والقَلْب بَخُوراً وأَكْلاً . اللَّجْلَجَةُ : اختلاطُ الأَصواتِ . و " الْتَجَّت الأَصواتُ " : ارتفَعَتْ ف " اختَلَطْت " . " والمُلْتَجَّةُ من العُيون : الشَّديدةُ السَّوادِ " . وكأَنّ عَيْنَه لُجَّةٌ أَي شديدةُ السَّوادِ . وإِنّه لشديدُ الْتجاجِ العَيْنِ : إِذا اشتَدّ سَوادُها . من المجاز : المُلْتَجَّة " من الأَرَضينَ : الشَّديدةُ الخُضْرةِ " يقال : الْتَجَّت الأَرْضُ : إِذا اجتمَعَ نَبْتُها وطالَ وكَثُرَ . وقيل : الأَرَضُ المُلتَجَّةُ : الشَّديدةُ الخُضرةِ الْتَفَّتْ أَو لم تَلْتَفَّ . وأَرْضٌ بَقْلُها مُلْتَجٌ : مُتكاثِفٌ . أَلَجَّ القَوْمُ : إِذا صاحوا . ولَجَّ القَومُ وأَلَجَّوا : اختَلَطتْ أَصواتُهم . و " أَلَجَّت الإِبلُ " والغَنمُ : " صَوّتَتْ ورَغَتْ " . عن ابن شُمَيلٍ : " اسْتَلَجَّ مَتَاعَ فُلانٍ وتَلجَّجَه : إِذا ادَّعاه . و " من المَجاز في الحديث : " إِذا " اسْتَلَجّ " أَحدُكم " بيَمِينه " فإِنه آثَمُ " " له عند الله من الكَفَّارَة " " وهو استَفْعَلَ من اللَّجَاجِ ومعناه : " لَجَّ فيها ولم يُكفِّرْها زاعِماً أَنه صادقٌ " فيها مُصيبٌ ؛ قاله شَمِرٌ . وقيل : معناه أَنّه يَحْلِف على شيْءٍ ويَرَى أَنَّ غيرَه خيرٌ منه فيُقِيمُ على يَمِينه ولا يَحْنَثُ فذَاك آثَمُ . وقد جاءَ في بعض الطرق : " إِذا اسْتَلْجَجَ أَحدُكم " بإِظهارِ الإِدغامِ وهي لُغةُ قُريشٍ يُظهرونَه مع الجزم . " وتَلَجْلَجَ دَارَه منه : أَخَذَها " هذه العبارةُ هكذا في نُسختنا بل وفي سائر النُّسخ الموجودة بأَيدينا ولم أَجِدْها في أُمَّهات اللُّغة المشهورة . والذي رأَيت في اللسان ما نَصُّه : وتَلَجْلَجَ بالشَّيْءِ : بادر . ولَجْلَجَه عن الشَّيْءِ : أَدارَه ليأْخذَه منه . فالظاهر أَنه سَقطَ من أَصْل المُسوَّدَة المنقولِ عنها هذه الفُرُوع أَو تصحيفٌ من المصنّف فيُنظَرْ ذلك . " وفي فؤادِه لَجَاجَةٌ : خَفَقَانٌ من الجُوعِ " . " وجَمَلٌ أَدْهَمُ لُجٌّ بالضَّمّ مُبالَغةٌ " . ومما يستدرك عليه : اسْتلجَجْتُ : ضَحِكْتُ ؛ عن ابن سيده وأَنشد :
فإِنْ أَنا لَمْ آمُر ولمْ أَنْهَ عنكُما ... تَضاحَكْتُ حتّى يَسْتَلِجَّ ويَسْتَشْرِي والْتَجّ الأَمرُ : إِذا اعَظُمَ واختَلَطَ وكذا المَوْجُ . والْتَجّ البَحرُ : تَلاطَمتْ أَمْواجُه . وفي الأَساس : عَظُمت لُجَّتُه وتَموَّجَ . ومنه الحديث : " مَنْ رَكِبَ البَحْرَ إِذا الْتَجَّ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ " هنا ذكرَه ابنُ الأثير وقد سبقَت الإِشارَةُ في " رَجّ " . قال ذو الرُّمّة
كأَنَّنا والقِنَانَ القُودَ تَحْمِلُنا ... مَوْجُ الفُراتِ إِذا الْتَجَّ الدَّيامِيمُ وفُلانٌ لُجَّةٌ واسِعةٌ : وهو مَجاز على التّشبيه بالبَحر في سَعَته . والْتَجَّ الظَّلامُ : الْتَبَسَ واخْتَلَطَ . والْتَجَّت الأَرْضُ بالسَّرابِ : صارَ فيها منه كاللُّجّ . ومنه : الظُّعْنُ تَسْبَحُ وقال أَبو حاتمٍ : الْتَجَّ : صارَ له كاللُّجّ من السَّرابِ . وفي حديث الحُدَيْبِيَة : قال سُهَيلُ ابنُ عَمْرٍو : " قد لَجَّت القَضِيّةُ بيني وبينك " : أَي وَجَبَتْ ؛ هكذا جاءَ مَشروحاً . قال الأَزهريُّ : ولا أَعرِف أَصْلَه . ومن المَجاز : لَجَّ بهم الهَمُّ والنَّزاعُ . وبَطْنُ لُجّانَ : اسمُ مَوضعٍ قال الرّاعي :فقلتُ والحَرَّةُ السَّوْداءُ دُونَهُمُ ... وبَطْنُ لُجَّانَ لمَّا اعْتادَني ذِكَرِي وفي تميمٍ اللَّجْلاَجُ بنُ سَعْدِ بنِ سَعيدِ بن مُحمَّدِ بن عُطارِدِ بن حَاجبِ بن زُرَارَةَ بَطْنٌ منهم قَطَنُ بن جَزْلِ بن الَّلجْلاَج الجَيَّانيّ وَلاَّه الحَكَمُ بنُ هِشامٍ بقُرْطُبةَ ؛ أَوْرَدَه ابنُ حِبَّانَ . وفي الصَّحابَة المُسمّى باللَّجْلاجِ رَجُلانِ من الصَّحابَة