مَجُوسٌ كصَبُورٍ : رَجُلٌ صَغِيرُ الأُذُنَيْنِ كانَ في سابِقِ العُصُورِ أَوّلُ مَن وَضَعَ دِيناً لِلمَجُوسِ ودَعَا إِليه قالَهُ الأَزْهَرِيُّ وليسَ هُو زَرَادُشْت الفارِسِيّ كما قالَهُ بعضٌ لأَنَّه كانَ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ عليه السلامُ والمَجُوسِيَّةٌ : دينٌ قديمٌ وإِنمَا زَرَادُشْت جَدَدَه وأَظْهَره وزادَ فيه قالَهُ شَيْخُنا قال : هو مُعَرَّبٌ أَصْلُه مِنْج كُوشْ فعُرِّب مَجُوس كما تَرَى ونَزَل القُرآنُ به وكُوشْ بالضّمّ : الأُذُنُ ومنْجْ بمَعْنَى القَصير . رجُلٌ مَجُوسيٌّ ج مَجُوسٌ كيَهُوديّ ويَهُودٍ قال أَبو عليّ النحْويُّ : المَجُوسُ واليَهُودُ إِنَّما عُرَّفِ على حَدِّ يَهُودِيّ ويَهُودٍ ومَجُوسيّ ومَجُوسِ ولولا ذلك لم يَجُزْ دُخُولُ الأَلفِ واللامِ عليهما لأَنَّهما مَعْرِفَتَانِ مُؤَنَّثانِ فجَرَيَا في كلامِهم مَجْرَى القَبِيلتين ولم يُجْعَلا كالحَيَّيْنِ في باب الصَّرْفِ وأَنشد :
أَصاحِ أُرِيكَ بَرْقاً هَبَّ وَهْناً ... كَنَارِ مَجُوسَ تَسْتَعِرُ إسِتْعَارَاً ومَجَّسَه تَمْجِيساً : صَيَّره مَجُوسِيّاً فتَمَجَّسَ هو ومنه الحَدِيثُ : كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ حَتَّى يكُونَ أَبَوَاه يَمَجِّسَانِه أَي يُعَلِّمَانه ديِنَ المَجُوسِيَّة . واسْمُ تِلْك النِّحْلَةِ : المَجُوسِيَّةُ وأَمّا قولُه صلَّى الله عَلَيْه وسلم : " القَدَريّةُ مَجُوسُ هذه الأُمَّةِ " قيل : إِنَّمَا جَعَلهم مَجُوساً لمُضَاهَاةِ مَذْهبِهم مَذْهَبَ المَجُوسِ في قَوْلهِم بالأَصْلَيْنِ وهما النُّورُ والظُّلْمَةُ يَزْعَمُون أَنَّ الخَيْرَ مِن فِعْلِ النُّورِ وأَنَّ الشَّرَّ من فِعْلِ الظُّلْمَةِ وكذا القَدَرِيَّةُ يُضيفُون الخَيْرَ إِلى اللهِ تَعَالَى والشَّرَّ إِلى الإِنْسَان والشَّيْطانِ واللهُ خَالِقُهما مَعاً لا يَكُونُ شيْءٌ منهما إِلاّ بمشَيئَتِه تَعَالَى فهما مُضَافَانِ إِليه سُبْحَانَه وتعالَى خَلْقاً وإِيجاداً وإِلى الفَاعِلِينَ لهما عَمَلاً وإكْتِساباً