جَأَلَ كمَنَع : ذَهَب وجاءَ عن الفَراء . قال ابنُ عَبّاد : جَأَلَ الصُّوفَ : جَمَعَة وكذلك الشَّعَرَ . قال ابنُ بُزُرْج : جَأَلَ : إذا اجْتَمَع فهو لازِمٌ مُتَعَدٍّ . جَئِلَ كفَرِحَ جَأَلاناً محرَّكةً : عَرَجَ عن ابنِ عَبّاد . والاجْئِلالُ والجِئْلالُ : الفَزَعُ والوَجَلُ قال امرُؤ القَيس :
وغائطٍ قَدْ هَبطْتُ وَحْدِي ... لِلقَلْبِ مِن خَوْفِه اجْئِلالُ وجَيأَل كفَيعَل وجَيْأَلَةُ بزيادة الهاء وهذه عن الكِسائي ممنوعَتَين من الصَّرف وجَيَلٌ مُحَرَّكةً بلا هَمْزٍ قال أبو علي : وربّما قالوا ذلك ويتركون الياءَ مُصحَّحةً لأن الهمزةَ وإن كانت مُلْقاةً من اللفظ فهى مُبقاةٌ في النِّيَّة ومُعامَلةٌ مُعاملةَ المُثْبتَةِ غيرِ المحذوفة ألا تَرى أنهم لم يَقْلِبوا الياءَ ألفاً كما قلَبوها في نابٍ ونحوِه لأن الياءَ في نيَّة سُكونٍ والجَيأَلُ مِثلُ الأوّل إلا أنه بالأف واللام قال شيخُنا : كأنه أشار إلى أن الحُكْمَ عليه بالعَلَمِيّة لا يَمْنَعُه دخولُ اللأف واللام لِلَمْحِ الأصْلِ : كُلُّه الضَّبُعُ قال الشَّنْفَرَي :
وَلِي دُونَكُم أَهْلُونَ سِيدٌ عَمَلَّس ... وأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وعَرفاءُ جَيأَلُ وقال آخَرُ :
" قد زَوَّجُوني جَيأَلاً فِيها حَدَبْ
" دَقِيقَةَ الرُّفْغَيْنِ ضَخْماءَ الرَّكَبْ
وقال شيخُنا : المَنْعُ في جَيأَلةَ ظاهِرٌ لاجتماع العَلَمِيّة والتأنيث فهو كثُعالَةَ وذُؤالَةَ ونحوِهما وأمّا جَيأل فلا مُوجِبَ لمَنْعه ولا قائلَ به على كثرةِ مَن ذَكره من أهل اللّغة والصَّرف في النَّقْل ونحوِه ولعلّه تَوهَّم أنه رباعِيٌّ على وَزن الفِعل كما تَوهَّمه قبلَه وفي غيرِ موضعٍ وفيه نَظَرٌ . قلت : قد اشْتَبه على شيخِنا ضَبطُ الكلمتين فضَبَط جَيأَلةَ كثُعالَةَ وذُؤالَةَ وهو غَلَطٌ ظاهرٌ والصّوابُ أنه على فَيعَلَة وهكهذا ضَبطه الكِسائيُّ وضَبَط جَيأَل على وَزْنِ غُراب كما يدُلُّ له كلامُه وجَعل كونَه علَى وزنِ فَيعَل مُتَوَهَّماً وهو أيضاً خِلافُ ما نقلوه فقد صَرَّح الصاغاني وغيرُه من الأئمّة أنّ جَيأَلَ على وزنِ فَيعَل مَعروفَةٌ بلا ألفٍ ولام فتأمَّلْ ذلك . وجَيأَلَةُ الجُرحِ : غَثِيثُهُ عن الفَرّاء
ومما يُستَدرك عليه : جَيأَل : وادٍ بنَجْد . والجَيأَلُ : الذِّئبُ نقلَه ابنُ السِّيد في شَرح أبيات المَعاني واسْتغْربه شيخُنا