وقال أَبو عُبيْد : يقولون : كان من الأَمر ذَيْتَ وذَيْتُ مُثلّثة الآخِرِ والمشهور الفتحُ وحُكِي الكسرُ وأَمّا الضَّمّ فغيرُ معروف إِلاّ ما جاءَ عن أَبي جعفر ابْنِ القطّاعِ السَّعْديّ . وذَيَّةَ وذَيَّةَ وذَيَّا وذَيَّا كلّ ذلك بمعنى كَيْتَ وكَيْتَ . وهي من أَلفاظ الكِنَايات قال شيخُنا : ثمّ صَريحُ كلام المصنّف أَنّ التّاءَ أَصلٌ وأَنّها هي لامُ الكلمة . وقال الشيخُ أَبو حَيّان في شرح التَّسهيل : تاءُ ذَيْت وكّيْت بدلٌ من الياءِ والأَصل ذَيَّة فحذفُوا هاءَ التّأْنيث وأبدلُوا من الياءِ الّتي هي لامُ الكلمة تاءً وقد نطقُوا بالأَصل قالوا : كان من الأَمر كَيّة وكَيّة وذَيّة وذَيّة . وهذا هو الّذي صرّح به أَكثرُ أَئمّة الصَّرْف ؛ وعليه فمَوْضعُهُ المعتلّ وذِكرُه هنا غير سديد . انتهى وقال الجوهريّ في المعتلّ : وأَصلُ ذيْت : ذَيْو على فَعْل ساكنة العين فحُذِفت الواوُ فبقي على حَرفين فشُدّد كما شُدّد " كي " إِذا جعلته اسماً ثُمّ عُوِّض من التَّشديد التّاءَ فإِن حَذفْتَ التّاءَ وجئتَ بالهاءِ فلا بُدَّ من أَن تَرُدَّ التّشديدَ تقول : كان ذَيَّة وذَيَّة وإِنْ نسبت إِليه قلتَ : ذَيوِيّ كما تقول بَنَوِيّ في النِّسْبة إِلى البِنْت . قال ابنُ برّيّ : الصَّوابُ أَنّ أَصله ذَيّ لأَنَّ ما عَيْنُهُ ياءٌ فلامُهُ ياءٌ . أَبو الطّاهِر عبْدُ الرَّحْمنِ بنُ أَحْمدَ بنِ علْك بنِ ذَات السّاوِيّ فقِيهٌ مُحدِّثٌ عن أَبي الحُسينْ بن النّقور وعنه إِسماعيلُ الطَّلْحيّ مات سنة 484 . وابنُه عليُّ بنُ عبدِ الرَّحْمن حدَّث عن رِزْق الله التَّميميّ . مات سنة 525
فصل الراءِ مع المثنّاة الفوقية