وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًاقال الفراء الزخرف الذهب وجاء في التفسير إنَّا نجعلها لهم من فِضَّة ومن زُخْرف فإذا أَلقيت من الزخرف ( * قوله « القيت من الزخرف » كذا بالأصل يريد إذا لم تقدر دخول من على زخرف أوقعت إلخ ) أَوقعت الفعل عليه أَي وزخرفاً نجعل لهم ذلك قيل ومعناه ونجعل لهم مع ذلك ذهباً وغِنًى قال وهو أَشبه الوجهين بالصواب وفي الحديث نَهَى أَن تُزخْرَفَ المساجدُ أَي تُنْقَشَ وتُمَوَّه بالذهب ووجه النهي يحتمل أَن يكون لئلا تَشْغَل المصلي وفي الحديث الآخر لَتُزَخْرِفُنّها كما زَخْرَفَتِ اليهود والنصارى يعني المساجد وفي حديث صفة الجنة لَتَزَخْرَفَتْ له ما بين خَوافِقِ السمواتِ والأَرض وقال ابن الأَعرابي في قوله تعالى
زُخْرُفَ القولِ غُرُوراًأَي حُسْن القول بتَرْقِيشِ الكذِب والزُخْرُفُ الذهبُ في غيره وقوله عز وجل حتى إذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخْرُفَها أَي زينتها من الأَنْوارِ والزّهْر من بين أَحْمر وأَصفر وأَبيض وقال ابن أَسلم الزُّخْرُفُ مَتاعُ البيت والزخرف في اللغة الزينة وكمالُ حُسْنِ الشيء والمُزَخْرَفُ المُزَيَّنُ وفي وصِيته لِعيّاش بن أَبي ربيعة لمّا بعثه إلى اليمن فلن تأْتِيك حُجّةٌ إلا دَحَضَتْ ولا كِتاب زُخْرُفٍ إلا ذهَبَ نُورُه أَي كتابُ تمويه وترقيشٍ يزعمون أَنه من كتب اللّه وقد حُرِّفَ أَو غُيِّرَ ما فيه وزُيِّنَ ذلك التغيير ومُوِّهَ والتَّزَخْرُفُ التَّزَيُّنُ والزَّخارِفُ ما زُيِّنَ من السُّفُن وفي التهذيب والزَّخارِفُ السفن والزُّخْرُفُ زينةُ النباتِ ومنه قوله عز وجل
حتى إذا أَخذتِ الأَرضُ زُخْرُفَهاقيل زِينتها بالنبات وقيل تمامَها وكمالَها وزَخْرَفَ الكلامَ نَظَّمَه وتَزَخْرَفَ الرجلُ إذا تَزَيَّن والزَّخارِفُ ذُبابٌ صِغار ذاتُ قوائمَ أَربع تطير على الماء قال أَوس بن حجر تَذَكَّرَ عَيْناً من غُمازَ وماؤُها له حَدَبٌ تَسْتَنُّ فيه الزخارِفُ وفي التهذيب دُوَيْبّاتٌ تطير على الماء مثل الذُّباب والزُّخْرُفُ طائر وبه فسّر كُراع بيت أَوْسٍ وزَخارِفُ الماء طرائقُه
زَخَرَ البَحْرُ كمَنَع يَزْخَرُ زَخْراً بفَتْح فسُكُون وزُخُوراً بالضَّمّ وزَخِيراً الأَخيِرُ من الأساس وتَزَخَّرَ : طَمَا وتَمَلَّأَ . فيه لَفٌّ ونَشْر مُرَتَّب . وزَخَرَ الوادِي زَخْراً . مدَّ جِدّاً وارْتَفَعَ فهو زَاخِرٌ وقال أبُو عَمْرو : ويُقَال لِلْواِدي إِذَا جاشَ مَدُّه وطَمَى سَيْلُه زَخَرَ يَزْخَر زَخْراً . وقيل إِذَا كَثُر ماؤُه وارْتَفَعَت أمواجُه . وفي حديث جَابرِ " فَزَخَرَ البَحْرُ أَي مَدَّ وكَثُرَ مَاؤُه وارْتَفعَت أمواجُه ويقال : فُلاَنٌ بَحْرٌ زَاخِرٌ وبَدْرٌ زَاهِرٌ وهو من البُحُور أزخَرُهَا ومن البُدُور أزهَرُهَا . ورأَيتُ البِحَارَ فلم أرَ أغْلَبَ منه زَخْرَةً والجِبالَ فلم أرَ أصْلَبَ منه صَخْرةً . وزَخَرَ الشَّيْءَ زَخْراً : مَلَأهَ . قُلْتُ : ويمكن أَن يُؤخَذَ منه قَولُ المُصَنِّف السَّابِق : زَخْمَر القِرْبَة : ملأَهَا على أَنَّ الميم زائدةٌ والصَّواب ذِكْرُه هنا فتأَمَّل . وزَخَرَ القَوْمُ : جاشُوا : لِنَفِيرٍ أو حَرْبٍ قال أبو عَمرو : وإذا جاشَ القَوْمُ للنَّفِير قيل : زَخَرُوا . زَخَرَت القِدْرُ والحَرْبُ نَفْسُهَا : جاشَتَا تَزْخَرَانِ زَخْراً . أما شاهِدُ الأوّل :
فقُدُورُهُ بفِنَائِه ... للضَّيْف مُتْرَعَةٌ زَوَاخِرْ وأمّا شاهد الثاني :
إذا زَخَرَتْ حَرْبٌ ليَوْمِ عَظِيمَةٍ ... رأيتَ بُحوراً من نُحورِهمُ تَطْمُو وزَخَرَ النَّبَاتُ : طالَ وقال الأَصمَعِيّ : زَخَرَ الرَّجلُ بما عندَهُ وفَخَر واحدٌ وعِبَارَةُ الأساَس : بما لَيْس عِنْدَه كتَزَخْوَرَ وقيل : تَزَخْوَرَ إِذَا تَكَبَّر وتَوَعَّدَ . وزَخَرَ فلانٌ الرَّجلَ : أطْرَبَه . وزَخَرَ العُشْبُ المالَ : سَمَّنَه وزَيَّنَه . وزَخَر الدِّقَّ : أذْراهُ في الرِّيح بالمِذْرَاةِ . وقال أبو تُرَاب . سَمِعتُ مَبْتِكَراً يقول : زَاخَرَه فَزَخَرَه وفَاخَرَه ففَخَرَهُ واحدٌ . ونَبَاتٌ زَخْوَرٌ كجَعْفَر وزَخْوَرِيٌّ بياءِ النِّسْبَة وزُخَارِيٌّ بالضَّمّ : تَامٌّ رَيَّانُ مُلْتَفٌّ قد خَرَجَ زَهْرُه . وعن أبي عَمْرٍو : الزَّاخِرُ : الشَّرفُ العَاليِ . وفي الأساس الزَّاخِرُ : الجَذْلانُ والزَّخْرِىُّ ككُرْدِيٍّ : الطَّوِيلُ من النَّبَات وغيرِه
ويقال : مَكانٌ زُخَارِيُّ النَّبَاتِ . زُخَارِيُّ النّبَاتِ : زَهْرُه ونَضَارَتُه . وأَخَذَ النَّبَاتُ زُخَارِيَّه أَي حَقَّه من النَّضَارِة والحُسْن . وفي الأساس : وأَخذَت الأرضُ زُخَارِيَّها إِذَا زَخَرَ نَبَاتُها . وأَخَذَ النَّبْتُ زُخَارِيَّه . وكُلُّ أَمرِتَمَّ واستَحْكم فقد أخَذَ زُخَارِيَّه مَثَلٌ عنْدهم . وتقول : النَّبتُ إِذَا أصابَ رِيَّه أَخَذَ زُخَارِيَّه . وقال الأَصمَعِيّ : إِذَا التَفَّ العُشْبُ وأخْرَجَ زَهْرَه قيل : جُنَّ جُنوناً وقد أخذَ زُخَارِيَّه . قال ابنُ مُقْبِل :
ويَرْتَعِيَان لَيْلَهُمَا قَرَاراً ... سَقَتْه كُلُّ مُدجِنَة هَمُوعِ
زُخارِيَّ النَّبَاتِ كأنَّ فيه ... جِيَادَ العَبْقرِيَّةِ والقُطُوعِ وعِرْقُه زاخِرٌ أَي هو كريمٌ يَنْمِى قاله أبو عُبَيْدَة . وقيل : عِرْقٌ زاخِرٌ : وَافِرٌ . قال الهُذَلِيّ :
صَنَاعٌ بإشْفَاها حَصَانٌ بشَكْرِهَا ... جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ والعِرْقُ زَاخِرُ قال الجَوْهَرِيّ : معناه يقال إنها تَجُود بقُوتِهَا في حال الجُوعِ وهَيَجَانِ الدَّمِ والطَّبَائِع . ويقال : نَسبُها مُرْتَفِع لأن عِرْقَ الكَرِيم يَزْخَر بالكَرَم . وكَلامٌ زَخْوَرِيٌّ : فيه تكَبُّرٌ وتَوعُّدٌ وقد تَزَخْوَرَ
ومما يستدرك عليه : زَخَرَت دِجْلَةُ زَخْراً : مَدَّت عن كُرَاع . وأَرْضٌ زاخِرَةٌ : أخذَت زُخَارِيَّهَا . واكْتَهَلَتْ زَوَاخِرُ الوَادِي : أعشابُه . وَبحْرٌ زَخَّارٌ . قال ابن دُرَيد زِخْرِيَةٌ مثال هِبْرِية : نَبْتٌ تامٌّ نقَله الصَّغَانِيّ
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍقال ابنُ سِيدَه : هذا هو الأَصْلُ ثم سُمِّيَ كُلُّ زِينَةٍ زُخْرُفاً
الزُّخْرُفُ بِالضَّمِّ : الذَّهَبُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وهو قَوْلُ الفَرَّاءِ ومنه قَوْلُه تعالَى : أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ
قال ابنُ سِيدَه : هذا هو الأَصْلُ ثم سُمِّيَ كُلُّ زِينَةٍ زُخْرُفاً شُبِّهَ كُلُّ مُمَوَّهٍ مُزَوَّرٍ بِهِ وفي حديثِ يومِ الفِتْحِ : ( أَنَّهُ لم يَدْخُلِ الكَعْبَةَ حتى أَمَرَ بالزُخْرُفِ فنُحِّيّ وأَمَرَ بالأَصْنامِ فكُسِرَتْ ) الزُّخْرُفُ هنا : نُقُوشٌ وتَصَاوِيرُ تُزَيَّنُ بها الكَعْبَةُ وكانتْ بالذَّهَبِ . الزُّخْرُفُ : الزِّينَةُ وكَمَالَ حُسْنِ الشَّيْءِ . الزُخْرُفُ مِن الْقَوْلِ : زِينَتُهُ وحُسْنُهُ بِتَرْقِيشِ الْكَذِبِ ومنه قَوْلَهُ تَعَالَى : زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً
الزُّخْرُفُ مِن الأَرْضِ : أَلْوَانُ نَبَاتِهَا مِن بَيْنِ أَحْمَرَ وأَصْفَرَ وأَبْيَضَ ومنه قَوْلَهُ تَعالى : حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا
أَي : زِينَتَهَا مِنَ الأَنْوَارِ والزَّهْرِ وقيل : تَمَامَها وكَمَالَهَا . والزَّخَارِفُ : السُّفُنُ كما في التَّهْذِيبِ وفي المُحْكَمِ : ما زُيَّنَ مِن السُّفُنِ وفي العَيْنِ : ما يُزَخْرَفُ به السُّفُنُ . الزَّخَارِفُ مِن الْمَاءِ : طَرَائِقَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . الزَّخَارِفُ : دُوَيْبَّات تَطِيرُ علَى الْمَاءِ كما في التَّهْذِيبِ زَاد في العُبَابِ : ذَوَاتُ أَرْبَعٍ كَالذُّبَابِ وفي المُحْكَمِ : ذُبَابٌ صِغَارٌ ذاتُ قَوَائِمَ أَرْبَعٍ تَطِيرُ على الماءِ قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ :
تَذَكَّرِ عَيْنَاً مِنْ غُمَازَةَ مَاؤُهَا ... لَهُ حَدَبٌ تَسْتَنُّ فِيهِ الزَّخَارِفُ وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : الزُّخْرُفُ : الزِّينَةُ . وبَيْتٌ مُزَخْرَفٌ . وزَخْرَفَ البَيْتَ زَخْرَفَةً : زَيَّنَهُ وأَكْمَلَهُ . وكُلُّ مَا زُوِّقَ وزُيِّنَ فقد زُخْرِفَ . وقال ابنُ أَسْلَمَ : الزُّخْرُفُ : مَتَاعُ البَيْتِ . والمُزَخْرَفُ : المُزَين قال العَجَّاج : يا صَاحِ مَا هَاجَ العُيُونَ الذُّرَّفا ... مِنْ طَلَلٍ أَمْسَى تَخَالُ المُصْحَفَا
رُسَومَهُ والمُذْهَبَ المُزَخْرَفَا وزَخْرَفَ الكلامَ : نَظَمَهُ . وتَزَخْرَفَ الرَّجُلُ : إِذا تَزَيَّنَ.
والزُّخْرُفُ : طائرٌ وبه فَسَّرَ كُرَاعٌ بَيْتَ أَوْسٍ السابِقَ