سَبَنْك كسَمَنْد أَهْمَله الجوهري وصاحِبُ اللِّسانِ وقالَ الحافِظُ : هو جَدّ أبي القاسِمِ عُمَر َبنِ مُحَمَّدِ بن سَبَنْك وهو قد حَدَّثَ عن الباغَنْدِيِّ . وحَفِيده القاضِي أَبُو الحُسيْن مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بنِ عُمَرَ بنِ سَبَنْك : مُحَدِّثانِ يُعْرَفَانِ بابْنِ سَبنك . وفاتَه : ذِكْرُ وَلَد القاضي أبي الحُسَين هَذا وهو إِسْماعِيلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْماعِيلَ يُعْرَفُ بابنِ سَبَنْك قد حَدَّثَ أَيْضاً وكَذا جَمَاعةٌ من أَقارِبِه يُعْرَفُونَ بهذا الاسم : مُحَدِّثونَ
ومما يستدرك عليه : سَبَنْك مِثالُ سَمَنْد : اسمٌ للخَشبِ الذي تُتَّخَذُ منه القِصاعُ نقَلَه الصّاغانيُ . قلتُ : وبه لُقِّبَ الرَجُلُ وهو جَدّ المَذْكُورِين
سَبَغَ الشَّيءَ سُبُوغاً بالضَّمِّ طالَ إلى الأرْضِ قالَهُ اللَّيْثُ كالثَّوْبِ والشَّعَرِ والدِّرْعِ ونَحْوِها
ومن المَجَازِ : سَبَغَتِ النِّعْمَةُ : اتَّسَعَتْ ويُقَالُ : الحَمْدُ للهِ على سُبُوغِ النِّعْمَةِ
وسَبَغَ لِبَلَدِه سُبُوغاً : مالَ إليْهِ ووَصَلَهُ ونَصُّ أبي عَمْروٍ نَوادِرِه : سَبَغْتُ لبَغْدَادَ وسَبَغْتُ للكُوفَةِ : أي : مِلْتُ إليهْمِا سُبُوغاً وبلَغْتُهُما أيْضاً
ومن المَجَازِ : ناقَةٌ سابِغَةُ الضُّلُوعِ قالَهُ اللَّيْثُ أي : وافِرَتُها
وعَجِيزَةٌ سابِغَةٌ وألْيَةٌ سابِغَةٌ ونِعْمَةٌ سابِغَةٌ وفي بَعْضِ النُّسَخِ : عِمَّةٌ ومَطْرَةٌ سابِغَةٌ ودِرْعٌ سابِغَةٌ أي : تامَّةٌ وافِرَةٌ طَوِيلَةٌ واسِعَةٌ وفيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ وكُلُّهُنَّ مجازٌ غيرُ الأخِيرَةِ وقالَ الله تعالى : أن اعْمَلْ سابِغَاتٍ والدِّرْعُ السّابِغَةُ : الّتِي تَجُرُّها في الأرْضِ أو على كَعْبَيْكَ طُولاً وسَعَةً وأنْشَدَ شَمِرٌ لعَبْدِ اللهِ بنِ الزَّبِيرِ الأسَدِيِّ :
وسابِغَةٍ تَغْشَى البَنَانَ كِأنَّهَا ... أضاةٌ بضَحْضاحٍ منَ الماءِ ظاهِرِ وسَبَغَ المَطَرُ : إذا دَنَا إلى الأرْضِ وامْتَدَّ قالَ الشّاعِرُ :
" يُسِيلُ الرُّبَا واهِي الكُلَى عَرِضُ الذُّراأهِلَّةَ نَضّاخِ النَّدَى سابِغِ القَطْرِ وقالَ عَمْروُ بنُ مَعْدِ يَكرِبَ رضي الله عنه لامْرَأَةِ أبيهِ وكان تَزَوَّجَها بَعْدَ أبيهِ قَبْلَ إسْلامِه في الجَاهِلِيَّةِ :
فزَيْنُك في شَرِيطِكِ أُمَّ بَكْرٍ ... وسابِغَةٍ وذو النُّونَيْنِ زَيْنِي وقالَ أبو ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيُّ :
وعَلَيْهِمَا مَسْرُودَتانِ قَضَاهُمَا ... داوُدُ أو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ
ولِثَةٌ سابِغَةٌ : قَبيحَةٌ نَقَلَه اللَّيْثُ وهو مجازٌ
ومن المَجَازِ أيْضاً : فَحْلٌ سابِغٌ : إذا كانَ طَوِيلَ الجُرْدَانِ وضِدُّه : الكَمِيشُ
وقالَ الأصْمَعِيُّ : يُقَالُ : بَيْضَةٌ لها سابِغٌ أي : لها تَسَابُغٌ وتَسْبِغُها وتَسْبِغَتُهَا ويُفْتَحُ ثالِثُهُما والثّانِيَةُ هي الفُصْحَى سُمِّيَتْ بمَصْدَرِ سَبَّغَ منَ السُّبُوغِ : الشُّمُولِ وهِيَ : ما تُوصَلُ بهِ البَيْضَةُ منْ حَلَقِ الدِّرْعِ فتَسْتُرُ العُنُقَ لأنَّ البَيْضَةَ بهِ تَسْبغُ ولوْلاهُ لكانَ بَيْنَهُما وبَيْنَ جَيْبِ الدِّرْعِ خَلَلٌ وعَوْرَةٌ وقالَ : تَسْبِغَةُ البَيْضِ : رَفْرَفُهَا منَ الزَّرَدِ أسْفَلَ البَيْضَةِ يَقِي بها الرَّجُلُ عُنُقَهُ ويُقَالُ لذلكَ : المِغْفَرُ أيْضاً وقالَ أبو وَجْزَةَ :
وتَسْبِغَةٍ يَغْشَى المَنَاكِبَ رَيْعُها ... لدَاوُدَ كانَتْ نَسْجُها لمْ يُهَلْهِلِ وقالَ مُزَرِّدٌ :
وتَسْبِغَةٌ في تَرْكَةٍ حِمْيَرِيَّةٍ ... دُلامِصَةٍ تَرْفَضُّ عنْهَا الجَنَادِلُ قلتُ : و الّذِي قَرَأْتُه في كتابِ الدِّرْعِ والبَيْضَةِ لأبي عُبَيْدةَ : أنَّ رَفْرَفَ البَيْضَةِ غَيْرُ تَسْبِغَتِها فإنَّهُ قالَ في بابِ البَيْضِ وما فِيها ما نَصُّهُ : ومنهَا ما لَها رَفْرَفٌ حَلَقٌ قدْ أحاطَ بأسْفَلِها حتى يُطِيفَ بالقَفَا والعُنُقِ والخَدَّيْنِ حتى يَنْتَهِيَ إلى مِحْجَرَيِ العَيْنَيْنِ فذلكَ رَفْرَفُ البَيْضَةِ وقالَ فيما بَعْدُ : فإذا لم تَكُنْ صَفِيحاً وكانَتْ سَرْداً وهُوَ الحَلَقُ فهِيَ مِغْفَرٌ وغِفَارَةٌ ويُقَالُ لها : تَسْبِغَةٌ فتأمَّلْ ذلكَ
والسَّبْغَةُ : السَّعَةُ والرَّفاهِيَةُ وهو مجازٌ يُقَالُ : إنَّهُمْ لفِي سَبْغَةٍ منَ العَيْشِ
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : رَجُلٌ سُبُغٌ كعُنُقٍ : عَلَيْهِ دِرْعٌ سابِغَة هكذا قَيَّدَهُ الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ وهو غَرِيب ثمَّ رأيتُ في اللِّسَانِ : رَجُلٌ مُسْبِغٌ هكذا قَيَّدَهُ مِثَال مُحْسِنٍ : عليْهِ دِرْعٌ سابِغَةٌ وفي الأساسِ : كَمِيٌّ مُسْبِغٌ : عليْهِ سابِغَةٌ ولا إخالُ ما نَقَلَه الصّاغَانِيُّ إلا تَصْحِيفاً وقَلَّدَهُ المُصَنِّف على عادَتِه فتأمَّلْ
ومن المَجَازِ : أسْبَغَ اللهُ عليْهِ النِّعْمَةَ أي : أتَمَّهَا وأكْمَلَهَا ووَسَّعَها ومنهُ قَوْلُه تعالى : وأسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وباطِنَةً
ومن المَجَازِ أيْضاً : أسْبَغ الوُضُوءَ إسْبَاغاً : أبْلَغَهُ مَوَاضِعَهُ ووفَّى كُلَّ عُضْوٍ حَقَّهُ ومنْهُ قوْلُهُ صلى الله عليه وسلم لأنسٍ رضي الله عنه : أسْبِغْ وُضُوءَكَ يُزَدْ في عُمُرِكَ
وسَبَّغَتِ الحامِلُ تَسْبِيغاً فهِيَ مُسَبِّغٌ بلا هاءٍ : ألْقَتْ ولَدَهَا لغَيْرِ تمامٍ وفي التَّهْذِيبِ : أجْهَضَتْهُ وقالَ أبو عُبَيْدٍ عن الأصْمَعِيِّ : إذا ألْقَتْ النّاقَةُ وَلَدَها وقدْ أشْعَرَ قيلَ : سَبَّغَتْ فهِيَ مُسَبِّغٌ وقالَ أبو عَمْروٍ : سَبَّطَتِ الإبِلُ بأوْلادِهَا وسَبَّغَتْ : إذا ألْقَتْهَا قالَ اللَّيْثُ وكذلكَ منَ الحَوَامِلِ كُلِّهَا
وممّا يستدْرَكُ عليهِ : شَيءٌ سابِغٌ أي : كامِلٌ وافٍ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ
وأسْبَغَ شَعْرَه : أطالَهُ
وثوْبَهُ : أوْسَعَهُ
ودَلْوٌ سابِغَةٌ : طَوِيلَةٌ وهو مجازٌ قالَ :
" دَلْوُكَ دَلْوٌ يا دُلَيْحُ سابِغَهْ
" في كُلِّ أرْجَاءِ القَلِيبِ والِغَهْ وذَنَبٌ سابِغٌ : وافٍ
ورَجُلٌ سابِغُ الألْيَتَيْنِ أي عَظِيمُهُما
وسَبَغَتْ قُصَيرَى الفَرَسِ : وفُرَتء قال ابنُ أحْمَرَ يَصِفُ فَرَساً
سَبَغَتْ قُصَيْرَاهُ وأُسْنِدَ ظَهْرُه ... وإذا تَدَافَعَ خِلْتَه لمْ يُسْنَدِ وذُو السُّبُوغِ بالضَّمِّ : اسمُ دِرْعٍ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم والمُسَبَّغُ كمُعْظَمٍ من الرَّمَلِ : ما زِيدَ على حَرْفِه جُزْءٌ نحْو فاعِلاتانْ منْ قَوْلِه :
يا خَليليَّ ارْبَعَا فاسْ ... تَنْطِقَا رَسْماً بِعُسْفَانْ فقَوْلُه : منْ بِعُسْفَانُ فاعِلاتان سُمِّيَ بهِ لوُفُور سُبُوغِه لأنَّ فاعِلاتُنْ إذا جاءَ تامّاً فهُوَ سابِغٌفإذا زِدْتَ على السّابِغِ فهُوَ مُسَبَّغٌ ونَظِيرُه الفاضِلُ لذِي الفَضْلِ فإذا كَثُرَ فضْلُه فهُوَ فَضّالٌ ومُفَضَّلٌ
والمِسْبَاغُ بالكَسْرِ : النّاقَةُ تُلْقِي وَلَدَها لِغَيْرِ تمامٍ نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ وقالَ : لَيْسَ بمَعْرُوفٍ
والمُسَبَّغُ كمُعَظَّمٍ : الّذِي رَمَتْ بهِ أُمُّه بعْدَ ما نُفِخَ فيهِ الرُّوحُ عنْ كُراع
وهذا أسْبَغُ منْهُ أي : أتَمُّ ومنْهُ الحديثُ : وَدِدْتُ أنَّ الدِّرْعَ كانَتْ أسْبَغَ ممّا هِيَ
وأسْبَغَ لَهُ في النَّفَقَةِ : إذا أنْفَقَ عليْهِ تَمَامَ ما يَحْتَاجُ إليهِ ووَسَّعَ عليْهِ