الضّادُ حرفُ هجاءِ وهو حَرْفٌ مَجْهُورٌ وهو أحدُ الحُروف المُسْتَعْليَة يكون أَصْلاً لا بَدَلاً ولا زائداً وهو للعَرَب خاصَّةً أَي يَخْتَصُّ بلُغَتهمْ فلا يُوجَدُ في لُغَات العَجَم وهو الصّوابُ الذي أَطْبَقَ عليه الجَماهيرُ ونقل شيخُنا عن أبي حَيَّانَ رحمه الله تعالى : انفردت العربُ بكثرةِ استعمال الضاد وهي قليلةٌ في لُغة بعض العجم ومفقودةٌ في لُغَة الكثير منهم وذلكَ مثْلُ العين المُهْملة . وذكر أن الحاء المهملة لا توجد في غير كلام العرب . ونقل ما نقله في الضاد في محل آخر عن شيْخه ابن أَبي الأَحوص ثم قال : والظاءُ المشالَةُ مما انفردت به العرب دون العجم . والذال المعجمة ليست في الفارسية . والثَّاءُ المُثَلَّثَةُ ليست في الرُّوميَّة ولا في الفارسيَّة . قال ابن قُرَيْب . والفاءُ ليست في لسان التُّرْك . وفي اللسان : ولا يوجد يعني الضادَ في لسان العَجَم إلاَّ في القليل ولذلك قيل في قول أَبي الطَّيِّب :
وبهمْ فَخْرُ كُلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا ... دَ وَعوْذُ الجاني وغَوْثُ الطَّريدِ ذهب به إلى أَنَّها للعرب خاصةً قال ابن جِنّي : ولا يُعْتَرضُ بمثل هذا على أصَحابنا . قال : وعينُها منقلبةٌ عن واوٍ . والضَّوادي : ما يُتَعَلَّلُ به من الكَلامِ ولا يُحَقَّقُ له فِعْلٌ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصًّلْت :
وما ليّ لا أُحَيِّيهِ وعنْدِي ... قَلائِصُ يَطَّلِعْنَ من النِّجادِ
إِليَّ وإِنَّهُ للنَّاسِ نَهْىٌ ... ولا يُعْتَلُّ بالكَلِمِ الضَّوادِي قال ابن سِيدَه : وهذه الكَلِمُ لم يَحْكِها إِلاَّ ابنُ دُرُسْتَوَيْهِ قال : ولا أَصْلَ لها في اللُّغَة . وفي التهذيب عن ابن الأَعرابي : الضَّوادِي : الفُحْشُ . وقال ابن بُزُرْجٍ : يقال ضادَى فلان فُلاناً وضادَّه بمعنىً واحدٍ وإِنَّه لصَاحِبُ ضَداً مثل قَفاً من المُضَادَّة أَخرَجه من التَّضْعِيفِ