العَقْرُ
والعُقْرُ العُقْم وهو اسْتِعقْامُ الرَّحِم وهو أَن لا تحمل وقد عَقُرَت المرأَة
عَقَارةً وعِقارةً وعَقَرت تَعْقِرِ عَقْراً وعُقْراً وعَقِرَت عَقاراً وهي عاقرٌ
قال ابن جني ومما عدُّوه شاذّاً ما ذكروه من فَعُل فهو فاعِلٌ نحو عَقُرَت المرأَة
فهي
العَقْرُ
والعُقْرُ العُقْم وهو اسْتِعقْامُ الرَّحِم وهو أَن لا تحمل وقد عَقُرَت المرأَة
عَقَارةً وعِقارةً وعَقَرت تَعْقِرِ عَقْراً وعُقْراً وعَقِرَت عَقاراً وهي عاقرٌ
قال ابن جني ومما عدُّوه شاذّاً ما ذكروه من فَعُل فهو فاعِلٌ نحو عَقُرَت المرأَة
فهي عاقِرٌ وشَعُر فهو شاعرٌ وحَمُض فهو حامِضٌ وطَهُرَ فهو طاهِرٌ قال وأَكثر ذلك
وعامَّتُه إِنما هو لُغات تداخَلَت فَتَركَّبَت قال هكذا ينبغي أَن تعتَقِد وهو
أَشَبهُ بحِكمةِ العرب وقال مرَّة ليس عاقرٌ من عَقُرَت بمنزلة حامِضٍ من حَمُض
ولا خاثرٍ من خَثُر ولا طاهِرٍ من طَهُر ولا شاعِرٍ من شَعُر لأَن كل واحد من هذه
اسم الفاعل وهو جارٍ على فَعَل فاستغني به عما يَجْرِي على فَعُل وهو فَعِيل ولكنه
اسمٌ بمعنى النسب بمنزلة امرأَة حائضٍ وطالَقٍ وكذلك الناقة وجمعها عُقَّر قال ولو
أَنَّ ما في بَطْنِه بَيْنَ نِسْوَةٍ حَبِلْنَ ولو كانت قَواعِدَ عُقّرا ولقد
عَقُرَت بضم القاف أَشدَّ العُقْر وأَعْقَر اللهُ رَحِمَها فهي مُعْقَرة وعَقُر
الرجلُ مثل المرأَة أَيضاً ورجال عُقَّرٌ ونساء عُقَّرٌ وقالوا امرأَة عُقَرة مثل
هُمَزة وأَنشد سَقَى الكِلابيُّ العُقَيْليَّ العُقُرْ والعُقُر كل ما شَرِبه
( * قوله « والعقر كل ما شربه إلخ » عبارة شارح القاموس العقر بضمتين كل ما شربه
إِنسان فلم يولد له قال « سقى الكلابي العقيلي العقر » قال الصاغاني وقيل هو العقر
بالتخفيف فنقله للقافية ) الإِنسان فلم يولد له فهو عُقْرٌ له ويقال عَقَر وعَقِر
إِذا عَقُر فلم يُحْمَل له وفي الحديث لا تَزَوَّجُنَّ عاقِراً فإِني مُكاثِرٌ بكم
العاقرُ التي لا تحمل وروي عن الخليل العُقْرُ اسْتِبْراءُ المرأَة لتُنْظَرَ
أَبِكْرٌ أَم غير بكر قال وهذا لا يعرف ورجل عاقرٌ وعَقِيرٌ لا يولد له بَيْن
العُقْر بالضم ولم نسمع في المرأَة عَقِيراً وقال ابن الأَعرابي هو الذي يأْتي
النساء فيُحاضِنُهنّ ويُلامِسهُنّ ولا يولد له وعُقْرةُ لعهدهم النِّسْيانُ
والعُقَرة خرزة تشدُّها المرأَة على حَِقْوَيْها لئلا تَحْبَل قال الأَزهري ولسنا
العرب خرزةٌ يقال لها العُقَرة يَزْعُمْن أَنها إِذا عُلِّقَت على حِقْوِ المرأَة
لم تحمل إِذا وُطِئت قال الأَزهري قال ابن الأَعرابي العُقَرة خرزةٌ تعلَّق على
العاقر لتَلِدَ وعَقُر الأَمرُ عُقْراً لم يُنْتِجْ عاقِبةً قال ذر الرمة يمدح
بلال بن أَبي بردة أَبوكَ تَلافَى الناسَ والدِّينَ بعدما تَشاءَوْا وبَيْتُ
الدِّين مُنْقطِع الكَسْر فشدَّ إِصارَ الدِّينِ أَيَّامَ أَذْرُحٍ ورَدَّ حُروباً
لَقِحْن إِلى عُقْرِ الضمير في شدَّ عائد على جد الممدوح وهو أَبو موسى الأَشعري
والتَّشائِي التبايُنُ والتَّفَرُّق والكَسْرُ جانب البيت والإِصَارُ حَبْل قصير
يشدّ به أَسفلُ الخباء إِلى الوتد وإِنما ضربه مثلاً وأَذْرُح موضع وقوله وردَّ
حُروباً قد لَقِحْنَ إِلى عُقْرِ أَي رَجَعْن إِلى السكون ويقال رَجَعَت الحربُ
إِلى عُقْرٍ إِذا فَتَرَتْ وعَقْرُ النَّوَى صَرْفُها حالاً بعد حال والعاقِرُ من
الرمل ما لا يُنْبِت يُشَبَّه بالمرأَة وقيل هي الرملة التي تُنْبِت جَنَبَتَاها
ولا يُنْبِت وَسَطُها أَنشد ثعلب ومِن عاقرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَراتُها
عِذَارَيْنِ عَنْ جَرْداءَ وَعْثٍ خُصورُها وخَصَّ الأَلاء لأَنه من شجر الرمل
وقيل العاقر رملة معروفة لا تنبت شيئاً قال أَمَّا الفُؤادُ فلا يَزالُ مُوكَّلاً
بهوى حَمامةَ أَو بِرَيّا العاقِر حَمامَةُ رملة معروفة أَو أَكَمَة وقيل العاقِرُ
العظيم من الرمل وقيل العظيم من الرمل لا ينبت شيئاً فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي
صَرَّافةَ القَبِّ دَموكاً عاقِرا فإِنه فسره فقال العاقِرُ التي لا مثل لها
والدَّمُوك هنا البَكَرة التي يُسْتقى بها على السانِية وعَقَرَه أَي جَرَحَه فهو
عَقِيرٌ وعَقْرَى مثَّل جريح وجَرْحَى والعَقْرُ شَبِيهٌ بالحَزِّ عَقَرَه
يَعْقِره عَقْراً وعَقَّره والعَقِيرُ المَعْقورُ والجمع عَقْرَى الذكر والأُنثى
فيه سواء وعَقَر الفرسَ والبعيرَ بالسيف عَقْراً قطع قوائمه وفرس عَقِيرٌ مَعْقورٌ
وخيل عَقْرى قال بسِلَّى وسِلِّبْرَى مَصارعُ فِتْيةٍ كِرامٍ وعَقْرَى من كُمَيْتٍ
ومن وَرْدِ وناقةٌ عَقِيرٌ وجمل عَقِير وفي حديث خديجة رضي الله تعالى عنها لما
تزوجت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كَسَتْ أَباها حُلَّةً وخَلَّقَتْه ونَحَرَتْ
جزوراً فقال ما هذا الحَبِيرُ وهذا العَبِيرُ وهذا العَقِيرُ ؟ أَي الجزور المنحور
قيل كانوا إِذا أَرادوا نَحْرَ البعير عَقَرُوه أَي قطعوا إِحدى قوائمه ثم نَحرُوه
يفْعل ذلك به كَيْلا يَشْرُد عند النَّحْر وفي النهاية في هذا المكان وفي الحديث
أَنه مَرَّ بحِمارٍ عَقِيرٍ أَي أَصابَه عَقْرٌ ولم يَمُتْ بعد ولم يفسره ابن
الأَثير وعَقَرَ الناقة يَعْقِرُها ويَعْقُرها عَقْراً وعَقَّرَها إِذا فعل بها
ذلك حتى تسقط فَنَحَرَها مُسْتمكناً منها وكذلك كل فَعِيل مصروف عن مفعول به فإِنه
بغير هاء قال اللحياني وهو الكلام المجتمع عليه ومنه ما يقال بالهاء وقول امرئ
القيس ويومَ عَقَرْتُ للعَذارَى مَطِيَّتي فمعناه نحرتها وعاقَرَ صاحبَه فاضَلَه
في عَقْر الإِبل كما يقال كارَمَه وفاخَرَه وتعاقَر الرجُلان عَقَرا إِبلِهَما
يَتَباريَان بذلك ليُرَى أَيُّهما أَعْقَرُ لها ولما أَنشد ابن دريد قوله فما كان
ذَنْبُ بنِي مالك بأَنْ سُبَّ منهم غُلامٌ فَسَبَّ بأَبْيَضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ
يَقُطُّ العِظامَ ويَبْرِي العَصَبْ فسره فقال يريد مُعاقرةَ غالب بن صعصعة أَبي
الفرزدق وسُحَيم بن وَثِيل الرياحي لما تَعاقَرَا بِصَوْأَر فعقر سحيم خمساً ثم
بدَا له وعَقَر غالبٌ أَبو الفرزدق مائة وفي حديث ابن عباس لا تأْكلوا من تَعاقُرِ
الأَعراب فإِني لا آمَنُ أَن يكون مما أْهِلَّ به لغير الله قال ابن الأَثير هو
عَقْرُهم الإِبل كان الرجلان يَتَباريانِ في الجود والسخاء فيَعْقِر هذا وهذا حتى
يُعَجِّزَ أَحدُهما الآخر وكانوا يفعلونه رياءً وسُمْعة وتفاخُراً ولا يقصدون به
وجه الله تعالى فشبَّهه بما ذُبح لغير الله تعالى وفي الحديث لا عَقْرَ في
الإِسلام قال ابن الأَثير كانوا يَعْقِرون الإِبل على قبور المَوْتَى أَي
يَنْحَرُونها ويقولون إِن صاحبَ القبر كان يَعْقِر للأَضياف أَيام حياته
فتُكافِئُه بمثل صَنِيعه بعد وفاته وأَصل العَقْرِ ضَرْبُ قوائم البعير أَو الشاة
بالسيف وهو قائم وفي الحديث ولا تَعْقِرنّ شاةً ولا بَعِيراً إِلاَّ لِمَأْكَلة
وإِنما نهى عنه لأَنه مُثْلة وتعذيبٌ للحيوان ومنه حديث ابن الأَكوع وما زِلْتُ
أَرْمِيهم وأَعْقِرُ بهم أَي أَقتُلُ مركوبهم يقال عَقَرْت به إِذا قتلت مر كوبه
وجعلته راجلاً ومنه الحديث فَعَقَرَ حَنْظَلةُ الراهب بأَبي سُفْيَان بن حَرْب أَي
عَرْقَبَ دَابّته ثم اتُّسِعَ في العَقْر حتى استعمل في القَتْل والهلاك ومنه
الحديث أَنه قال لمُسَيْلِمةَ الكذّاب وإِن أَدْبَرْتَ ليَعْقرَنَّك الله أَي
ليُهْلِكَنّك وقيل أَصله من عَقْر النخل وهو أَن تقطع رؤوسها فتَيْبَس ومنه حديث
أُم زرع وعَقْرُ جارِتها أَي هلاكُهَا من الحسد والغيظ وقولهم عَقَرْتَ بي أَي
أَطَلْت جَبْسِي كأَنك عَقَرْت بَعِيرِي فلا أَقدر على السير وأَنشد ابن السكيت قد
عَقَرَتْ بالقومِ أُمُّ خَزْرج وفي حديث كعب أَن الشمس والقَمَرَ ثَوْرانِ
عَقِيران في النار قيل لمّا وصَفَهما الله تعالى بالسِّبَاحة في قوله عز وجل وكلٌّ
في فَلَكٍ يَسْبَحُون ثم أَخبر أَنه يجعلهما في النار يُعَذِّب بهما أَهْلَها بحيث
لا يَبْرَحانِها صارا كأَنهما زَمِنان عَقِيران قال ابن الأَثير حكى ذلك أَبو موسى
وهو كما تراه ابن بزرج يقال قد كانت لي حاجة فعَقَرَني عنها أَي حَبَسَنِي عنها
وعاقَنِي قال الأَزهري وعَقْرُ النَّوَى منه مأْخوذ والعَقْرُ لا يكون إِلاَّ في
القوائم عَقَرَه إِذا قطع قائِمة من قوائمه قال الله تعالى في قضيَّة ثمود فتاطَى
فعَقَرَ أَي تعاطَى الشقِيُّ عَقْرَ الناقةِ فبلغ ما أَراد قال الأَزهري العَقْرُ
عند العرب كَشْفُ عُرْقوب البعير ثم يُجْعَل النَّحْرُ عَقْراً لأَن ناحِرَ الإِبل
يَعْقِرُها ثم ينحرها والعَقِيرة ما عُقِرَ من صيد أَو غيره وعَقِيرةُ الرجل صوتُه
إِذا غَنّى أَو قَرَأَ أَو بَكى وقيل أَصله أَن رجلاً عُقِرَت رجلُه فوضع
العَقِيرةَ على الصحيحة وبكَى عليها بأَعْلى صوته فقيل رفع عَقِيرَته ثم كثر ذلك
حتى صُيِّر الصوتُ بالغِنَاء عَقِيرة قال الجوهري قيل لكل مَن رفع صوته عَقِيرة
ولم يقيّد بالغناء قال والعَقِيرة الساقُ المقطوعة قال الأَزهري وقيل فيه هو رجل
أُصِيبَ عُضْوٌ من أَعضائه وله إِبل اعتادت حُداءَه فانتشرت عليه إِبلُه فرفع
صوتَه بالأَنِينِ لِمَا أَصابه من العَقْرِ في بدنه فتسمَّعت إِبلُه فحَسِبْنه
يَحْدو بها فاجتمعت إِليه فقيل لكل من رفع صوته بالغناء قد رفع عَقِيرته
والعَقِيرة متهى الصوت عن يعقوب واسْتَعْقَرَ الذئبُ رَفَع صوتَه بالتطريب في
العُواء عنه أَيضاً وأَنشد فلما عَوَى الذئبُ مُسْتَعِقْراً أَنِسْنا به والدُّجى
أَسْدَفُ وقيل معناه يطلب شيئاً يَفْرِسُه وهؤلاء قومٌ لُصوصٌ أَمِنُوا الطلب حين
عَوَى الذئب والعَقِيرة الرجل الشريف يُقْتَل وفي بعض نسخ الإِصلاح ما رأَيت
كاليوم عَقِيرَةً وَسْطَ قوم قال الجوهري يقال ما رأَيت كاليوم عَقِيرةً وَسْطَ
قوم للرجل الشريف يُقْتَل ويقال عَقَرْت ظهر الدابة إِذا أَدْبَرْته فانْعَقَر
واعْتَقَر ومنه قوله عَقَرْتَ بَعِيري يا امْرَأَ القَيْسِ فانْزِلِ والمِعْقَرُ
من الرِّحالِ الذي ليس بِواقٍ قال أَبو عبيد لا يقال مِعْقر إِلاَّ لما كانت تلك
عادته فأَمّا ما عَقَر مرة فلا يكون إِلاَّ عاقراً أَبو زيد سَرْجٌ عُقَرٌ وأَنشد
للبَعِيث أَلَدُّ إِذا لافَيْتُ قَوْماً بِخُطَّةٍ أَلَحَّ على أَكتافِهم قَتَبٌ
عُقَرْ وعَقَرَ القَتَبُ والرحل ظهر الناقة والسرجُ ظهرَ الدابة يَعْقِرُه عَقْراً
حَزَّه وأََدْبَرَه واعْتَقَر الظهرُ وانْعَقَرَ دَبِرَ وسرجٌ مِعْقار ومِعْقَر
ومُعْقِرٌ وعُقَرَةٌ وعُقَر وعاقورٌ يَعْقِرُ ظهر الدابة وكذلك الرحل وقيل لا يقال
مِعْقَر إِلاَّ لما عادته أَن يَعْقِرِ ورجل عُقَرة وعُقَر ومِعْقَر يَعقِر الإِبل
من إِتْعابِه إِيّاها ولا يقال عَقُور وكلب عَقُور والجمع عُقْر وقيل العَقُور
للحيوان والعُقَرَة للمَواتِ وفي الحديث خَمْسٌ مَن قَتَلَهُنّ وهو حَرامٌ فلا
جُناح عليه العَقْرب والفأْرة والغُراب والحِدَأُ والكلبُ والعَقُور قال هو كل سبع
يَعْقِر أَي يجرح ويقتل ويفترس كالأَسد والنمر والذئب والفَهْد وما أَشبهها سمّاها
كلباً لاشتراكها في السَّبُعِيَّة قال سفيان بن عيينة هو كل سبع يَعْقِر ولم يخص
به الكلب والعَقُور من أَبنية المبالغة ولا يقال عَقُور إِلاَّ في ذي الروح قال
أَبو عبيد يقال لكل جارحٍ أَو عاقرٍ من السباع كلب عَقُور وكَلأُ أَرضِ كذا عُقَارٌ
وعُقَّارٌ يَعْقِر الماشية ويَقْتُلُها ومنه سمِّي الخمر عُقَاراً لأَنه يَعْقِرُ
العَقْلَ قاله ابن الأَعرابي ويقال للمرأَة عَقْرَى حَلْقى معناه عَقَرها الله
وحَلَقها أَي حَلَقَ شَعَرها أَو أَصابَها بوجع في حَلْقِها فعَقْرى ههنا مَصْدَرٌ
كدَعْوى في قول بَشِير بن النَّكْث أَنشده سيبويه وَلَّتْ ودَعْلأاها شديدٌ
صَخَبُهْ أَي دعاؤُها وعلى هذا قال صَخَبُه فذكّر وقيل عَقْرى حَلْقى تَعِقْرُ
قومها وتَحْلِقُهم بشُؤْمِها وتستأْصلهم وقيل العَقْرى الحائض وفي حديث النبي صلى
الله عليه وسلم حين قيل له يوم النَّفْر في صَفِيَّة إِنها حائضٌ فقال عَقْرَى
حَلقى ما أُراها إِلاَّ حابِسَتَنا قال أَبو عبيد قوله عَقْرى عَقَرَها اللهُ
وحَلْقى خَلَقَها اللهُ تعالى فقوله عَقَرَهَا الله يعني عَقَرَ جسدَها وحَلْقى
أَصابَها الله تعالى بوجعٍ في حَلْقِها قال وأَصحاب الحديث يروونه عَقْرى حَلْقِى
وإِنما هو عَقْراً وحَلْقاً بالتنوين لأَنهما مصدرا عَقَرَ وحَلَقَ قال وهذا على
مذهب العرب في الدعاء على الشيء من غير إِرادة لوقوعه قال شمر قلت لأَبي عبيد لم
لا تُجِيزُ عَقْرى ؟ فقال لأَنّ فَعْلى تجيء نعتاً ولم تجئ في الدعاء فقلت روى ابن
شميل عن العرب مُطَّيْرى وعَقْرى أَخَفّ منه فلم يُنْكِرْه قال ابن الأَثير هذا
ظاهرُه الدعاء عليها وليس بدعاء في الحقيقة وهو في مذهبهم معروف وقال سيبويه
عَقَّرْته إِذا قلت له عَقْراً وهو من باب سَقْياً ورَعْياً وجَدْعاً وقال
الزمخشري هما صِفتان للمرأَة المشؤومة أَي أَنها تَعْقِرُ قومَها وتَحْلِقُهم أَي
تستأْصِلُهم من شؤمها عليهم ومحلُّها الرفع على الخبرية أَي هي عَقْرى وحَلْقى
ويحتمل أَن يكونا مصدرين على فَعْلى بمعنى العَقْر والحَلْق كالشَّكْوى للشَّكْوِ
وقيل الأَلف للتأْنيث مثلها في غَضْبى وسَكْرى وحكى اللحياني لا تفعل ذلم أُمُّك
عَقْرى ولم يفسره غير أَنه ذكره مع قوله أُمك ثاكِلٌ وأُمُّك هابِلٌ وحكى سيبويه
في الدعاء جَدْعاً له وعَقْراً وقال جَدَّعْتُه وعَقَّرْته قلت له ذلك والعرب تقول
نَعُوذُ بالله من العَواقِر والنَّواقِر حكاه ثعلب قال والعواقِرُ ما يَعْقِرُ
والنَّواقِرُ السهامُ التي تُصيب وعَقَرَ النخلة عَقْراً وهي عَقِرةٌ قطع رأْسها
فيبست قال الأَزهري وعَقْرُ النَّخْلة أَنُ يُكْشَطَ لِيفُها عن قَلْبها ويؤخذ
جَذَبُها فإِذا فعل ذلك بها يَبِسَتْ وهَمَدت قال ويقال عَقَر النخلة قَطَع
رأْسَها كلَّه مع الجُمّار فهي مَعْقورة وعَقِير والاسم العَقَار وفي الحديث أَنه
مَرَّ بأَرضٍ تسمى عَقِرة فسماها خضِرَة قال ابن الأَثير كأَنه كرِه لها اسم
العَقْر لأَن العاقِرَ المرأَةُ التي لا تحمل وشجرة عاقر لا تحمل فسماها خَضِرة
تفاؤلاً بها ويجوز أَن يكون من قولهم نخلة عَقِرةٌ إِذا قطع رأْسها فيبست وطائر
عَقِرٌ وعاقِرٌ إِذا أَصاب ريشَه آفةٌ فلم ينبت وأَما قول لبيد لَمَّا رأَى لُبَدُ
النُّسورَ تطايَرَتْ رَفَعَ القَوادِمَ كالعَقِير الأَعْزلِ قال شبَّه النَّسْرَ
لمّا تطاير ريشُه فلم يَطِرْ بفرس كُشِفَ عرقوباه فلم يُحْضِرْ والأَعْزَلُ المائل
الذنب وفي الحديث فيما روى الشعبي ليس على زانٍ عُقْرٌ أَي مَهْر وهو
للمُغْتَصَبةِ من الإِماء كمَهْرِ المثل للحُرَّة وفي الحديث فأَعْطاهم عُقْرَها
قال العُقْرُ بالضم ما تُعْطاه المرأَة على وطء الشبهة وأَصله أَن واطئ البِكْر
يَعْقِرها إِذا اقْتَضَّها فسُمِّيَ ما تُعْطاه للعَقْرِ عُقْراً ثم صار عامّاً
لها وللثيّب وجمعه الأَعْقارُ وقال أَحمد بن حنبل العُقْرُ المهر وقال ابن المظفر
عُقْرُ المرأَة دبةُ فرجها إذا غُصِبَت فَرْجَها وقال أَبو عبيدة عُقْرُ المرأَة
ثَوابٌ تُثابُه المرأَةُ من نكاحها وقيل هو صداق المرأَة وقال الجوهري هو مَهْرُ
المرأَة إِذا وُِطِئت على شبهة فسماه مَهْراً وبَيْضَةُ العُقْرِ التي تُمْتحنُ
بها المرأَةُ عند الاقْتِضاض وقيل هي أَول بيضة تبَِيضُها الدجاجة لأَنها
تَعْقِرها وقيل هي آخر بيضة تبيضها إِذا هَرِمَت وقيل هي بيضة الدِّيك يبيضها في
السنة مرة واحدة وقيل يبيضها في عمره مرة واحدة إِلى الطُّول ما هي سميِّت بذلك
لأَن عُذْرةَ الجارية تُخْتَبَرُ بها وقال الليث بَيْضةُ العُقْر بَيْضةُ الدِّيك
تُنْسَبُ إِلى العُقْر لأَن الجارية العذراء يُبْلى ذلك منها بِبَيْضة الدِّيك
فيعلم شأْنها فتُضْرَبُ بيضةُ الديك مثلاً لكل شيء لا يستطاع مسُّه رَخاوةً
وضَعْفاً ويُضْرَب بذلك مثلاً للعطية القليلة التي لا يَرُبُّها مُعْطِيها بِبِرّ
يتلوها وقال أَبو عبيد في البخيل يعطي مرة ثم لا يعود كانت بيْضَة الدِّيك قال
فإِن كان يعطي شيئاً ثم يقطعه آخر الدهر قيل للمرة الأَخيرة كانت بَيْضةَ العُقْر
وقيل بيضة العُقْر إِنما هو كقولهم بَيْض الأَنُوق والأَبْلق العَقُوق فهو مثل لما
لا يكون ويقال للذي لا غَنَاء عنده بَيْضَة العقر على التشبيه بذلك ويقال كان ذلك
بَيْضَة العقر معناه كان ذلك مرة واحدة لا ثانية لها وبَيْضةَ العقر معناه كان ذلك
مرة واحدة لا ثانية لها وبَيْضة العُقْر الأَبْترُ الذي لا ولد له وعُقْرُ القوم
وعَقْرُهم مَحَلّتُهم بين الدارِ والحوضِ وعُقْرُ الحوض وعُقُره مخففاً ومثقلاً
مؤخَّرُه وقيل مَقامُ الشاربة منه وفي الحديث إِني لِبعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ
الناس لأَهل اليَمَنِ قال ابن الأَثير عُقْرُ الحوض بالضم موضع الشاربة منه أَي
أَطْرُدُهم لأَجل أَن يَرِدَ أَهلُ اليمن وفي المثل إِنما يُهْدَمُ الحَوْضُ من
عُقْرِه أَي إِنما يؤتى الأَمرُ من وجهه والجمع أَعقار قال يَلِدْنَ بأَعْقارِ
الحِياضِ كأَنَّها نِساءُ النَّصارى أَصْبَحَتْ وهي كُفَّلُ ابن الأَعرابي
مَفْرَغُ الدَّلْو من مُؤَخَّرِه عُقْرُه ومن مُقَدَّمِه إزاؤه والعَقِرةُ الناقةُ
التي لا تشرب إِلاَّ من العُقْرِ والأَزِيَة التي لا تَشْرَبُ إِلاَّ من الإِزاءِ
ووصف امرؤ القيس صائداً حاذقاً بالرمي يصيب المَقاتل فَرماها في فَرائِصِها
بإِزاءِ الحَوْضِ أَو عُقُرِهْ والفرائِصُ جمع فَرِيصة وهي اللحمة التي تُرْعَدُ
من الدابة عند مرجع الكتف تتّصل بالفؤاد وإِزاءُ الحوض مُهَراقُ الدَّلْوِ
ومصبُّها من الحوض وناقةٌ عَقِرةٌ تشرب من عُقْرِ الحوض وعُقْرُِ البئر حيث تقع
أَيدي الواردة إِذا شربت والجمع أَعْقارٌ وعُقْرُ النار وعُقُرها أَصلها الذي
تأَجَّجُ منه وقيل معظمها ومجتمعها ووسطها قال الهذلي يصف النصال وبِيض كالسلاجِم
مُرْهَفات كأَنَّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعِيج الكاف زائدة أَراد بيض سَلاجِم أَي طِوَا
لٌ والعُقْر الجمر والجمرة عُقْرة وبَعِيجٌ بمعنى مبعوج أَي بُعِج بِعُودٍ يُثارُ
به فشُقَّ عُقْرُ النار وفُتِح قال ابن بري هذا البيت أَورده الجوهري وقال قال
الهذلي يصف السيوف والبيت لعمرو ابن الداخل يصف سهاماً وأَراد بالبِيضِ سِهاماً
والمَعْنِيُّ بها النصالُ والظُّبَةُ حدُّ النصل وعُقْرُ كلِّ شيء أَصله وعُقْرُ
الدار أَصلُها وقيل وسطها وهو مَحلّة للقوم وفي الحديث ما غُزِيَ قومٌ في عُقعرِ
دارهم إلاَّ ذَلُّوا عقْر الدار بالفتح والضم أَصلُها ومنه الحديث عُقْرُ دارِ
الإِسلام الشامُ أَي أَصله وموضعه كأَنه أَشار به إِلى وقت الفِتَن أَي يكون
الشأْم يومئذٍ آمِناً منها وأَهلُ الإِسلام به أَسْلَمُ قال الأَصمعي عُقْرُ الدار
أَصلُها في لغة الحجاز فأَما أَهل نجد فيقولون عَقْر ومنه قيل العَقَارُ وهو
المنزل والأَرض والضِّيَاع قال الأَزهري وقد خلط الليث في تفسير عُقْر الدار
وعُقْر الحوض وخالف فيه الأئمة فلذلك أَضربت عن ذكر ما قاله صفحاً ويقال عُقِرَت
رَكِيّتُهم إِذا هُدِمت وقالوا البُهْمَى عُقْرُ الكلإِ وعُقَارُ الكلإِ أَي خيارُ
ما يُرْعى من نبات الأَرض ويُعْتَمَد عليه بمنزلة الدار وهذا البيت عُقْرُ القصيدة
أَي أَحسنُ أَبياتها وهذه الأَبيات عُقارُ هذه القصيدة أَي خيارُها قال ابن
الأَعرابي أَنشدني أَبو مَحْضة قصيدة وأَنشدني منها أَبياتاً فقال هذه الأَبيات
عُقَارُ هذه القصيدة أَي خِيارُها وتَعَقَّرَ شحمُ الناقة إِذا اكْتَنَزَ كلُّ
موضعٍ منها شَحْماً والعَقْرُ فَرْجُ ما بين كل شيئين وخص بعضهم به ما بين قوائم
المائدة قال الخليل سمعت أَعرابيّاً من أَهل الصَّمّان يقول كل فُرْجة تكون بين
شيئين فهي عَقْرٌ وعُقْر لغتان ووضَعَ يديه على قائمتي المائدة ونحن نتغدَّى فقال
ما بنيهما عُقْر والعَقْرُ والعَقارُ المنزل والضَّيْعةُ يقال ما له دارٌ ولا
عَقارٌ وخص بعضهم بالعَقار النخلَ يقال للنخل خاصة من بين المال عَقارٌ وفي الحديث
مَن باع داراً أَو عَقاراً قال العَقارُ بالفتح الضَّيْعة والنخل والأَرض ونحو ذلك
والمُعْقِرُ الرجلُ الكثير العَقار وقد أَعْقَر قالت أُم سلمة لعائشة رضي الله
عنها عند خروجها إِلى البصرة سَكَّنَ الله عُقَيْراكِ فلا تُصْحِريها أَي أَسكَنَكِ
الله بَيْتَك وعقَارَك وسَتَرَكِ فيه فلا تُبْرِزيه قال ابن الأَثير هو اسم مصغَّر
مشتق من عُقْرِ الدار وقال القتيبي لم أَسمع بعُقَيْرى إِلاَّ في هذا الحديث قال
الزمخشري كأَنها تصغير العَقْرى على فَعْلى من عَقِرَ إِذا بقي مكانه لا يتقدم ولا
يتأَخر فزعاً أَو أَسَفاً أَو خجلاً وأَصله من عَقَرْت به إِذا أَطَلْتَ حَبْسَه
كأَنك عَقَرْت راحلته فبقي لا يقدر على البَراحِ وأَرادت بها نفسها أَي سكِّني
نفْسَك التي حقُّها أَن تلزم مكانها ولا تَبْرُز إِلى الصحراء من قوله تعالى
وقَرْنَ في بُيوتِكُنّ ولا تَبَرَّجْن تَبرُّجَ الجاهلية الأُولى وعَقَار البيت
متاعُه ونَضَدُه الذي لا يُبْتَذلُ إِلاَّ في الأَعْيادِ والحقوق الكبار وبيت
حَسَنُ الأَهَرةِ والظَّهَرةِ والعَقارِ وقيل عَقارُ المتاع خيارُه وهو نحو ذلك
لأَنه لا يبسط في الأَعْيادِ والحُقوقِ الكبار إِلاَّ خيارُه وقيل عَقارُه متاعه
ونَضَدُه إِذا كان حسناً كبيراً وفي الحديث بعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
عُيَيْنَةَ بن بدر حين أَسلم الناس ودَجا الإِسلام فهجَمَ على بني علي بن جُنْدب
بذات الشُّقُوق فأَغارُوا عليهم وأَخذوا أَموالهم حتى أَحْضَرُوها المدينةَ عند
نبي الله فقالت وفُودُ بني العَنْبرِ أُخِذْنا يا رسولُ الله مُسْلِمين غير مشركين
حين خَضْرَمْنا النَّعَمَ فردّ النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ذَرارِيَّهم
وعَقَار بُيوتهم قال الحربيّ ردّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذَرارِيَّهمْ
لأَنه لم يَرَ أَن يَسْبِيهَم إِلاَّ على أَمر صحيح ووجدهم مُقِرّين بالإِسلام
وأَراد بعَقارِ بيوتهم أَراضِيهَم ومنهم مَنْ غلّط مَنْ فسّر عَقارَ بيوتهم
بأَراضيهم وقال أَراد أَمْتِعةَ بيوتهم من الثياب والأَدوات وعَقارُ كل شيء خياره
ويقال في البيت عَقارٌ حسنٌ أَي متاع وأَداة وفي الحديث خيرُ المال العُقْرُ قال
هو بالضم أَصل كل شيء وبالفتح أَيضاً وقيل أَراد أَصل مالٍ له نماءٌ ومنه قيل
للبُهْمَى عُقْرُ الدار أَي خيرُ ما رَعَت الإِبل وأَما قول طفيل يصف هوادج
الظعائن عَقَارٌ تَظَلُّ الطَّيرُ تَخْطِفُ زَهْوَه وعالَيْن أَعْلاقاً على كل
مُفْأَم فإِنَّ الأَصمعي رفع العين من قوله عُقار وقال هو متاع البيت وأَبو زيد
وابن الأَعرابي رَوياه بالفتح وقد مر ذلك في حديث عيينة بن بدر وفي الصحاح
والعُقارُ ضَرْبٌ من الثياب أَحمر قال طفيل عقار تظل الطير
( وأَورد البيت )
ابن الأَعرابي عُقارُ الكلإِ البُهْمى كلُّ دار لا يكون فيها يُهْمى فلا خير في
رعيها إِلاَّ أَن يكون فيها طَرِيفة وهي النَّصِيّ والصَّلِّيان وقال مرة العُقارُ
جميع اليبيس ويقال عُقِرَ كلأُ هذه الأَرض إذا أُكِلَ وقد أَعْقَرْتُكَ كلأَ موضعِ
كذا فاعْقِرْه أَي كُلْه وفي الحديث أَنه أَقطع حُصَيْنَ بن مُشَمّت ناحية كذا واشترط
عليه أَن لا يَعْقِرَ مرعاها أَي لا يَقْطعَ شجرها وعاقَرَ الشيءَ مُعاقرةً
وعِقاراً لَزِمَه والعُقَارُ الخمر سميت بذلك لأَنها عاقَرت العَقل وعاقَرت
الدَّنّ أَي لَزِمَتْه يقال عاقَرَه إِذا لازَمَه وداوم عليه وأَصله من عُقْر
الحوض والمُعاقَرةُ الإِدمان والمُعاقَرة إِدْمانُ شرب الخمر ومُعاقَرةُ الخمر
إِدْمانُ شربها وفي الحديث لا تُعاقرُوا أَي لا تُدْمِنُوا شرب الخمر وفي الحديث
لا يدخل الجنةَ مُعاقر خَمْرٍ هو الذي يُدْمِنُ شربها قيل هو مأْخوذ من عُقْر
الحوض لأَن الواردة تلازمه وقيل سميت عُقَاراً لأَن أَصحابها يُعاقِرُونها أَي
يلازمونها وقيل هي التي تَعْقِرُ شارِبَها وقيل هي التي لا تَلْبَثُ أَن تُسكر ابن
الأَنباري فلان يُعاقِرُ النبيذَ أَي يُداوِمهُ وأَصله مِنْ عُقْر الحوض وهو أَصله
والموضع الذي تقوم فيه الشاربة لأَن شاربها يلازمها مُلازمةَ الإِبل الواردةِ عُقْرَ
الحوض حتى تَرْوى قال أَبو سعيد مُعاقَرةُ الشراب مُغالبَتُه يقول أَنا أَقوى على
شربه فيغالبه فيغلبه فهذه المُعاقَرةُ وعَقِرَ الرجلُ عَقَراً فجِئَه الرَّوْعُ
فدَهشَ فلم يقدر أَن يتقدم أَو يتأَخر وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن النبي صلى
الله عليه وسلم لمَّا مات قرأَ أَبو بكر رضي الله عنه حين صَعِدَ إِلى مِنْبره
فخطب إِنّكَ ميَّتٌ وإِنهم مَيَّتون قال فعَقِرْت حتى خَرَرتْ إِلى الأَرض وفي
المحكم فعَقِرْت حتى ما أَقْدِرُ على الكلام وفي النهاية فَعقِرْت وأَنا قائم حتى
وقعت إلى الأَرض قال أَبو عبيد يقال عَقِر وبَعِل وهو مثل الدَّهَشِ وعَقِرْت أَي
دَهِشْت قال ابن الأَثير العَقَرُ بفتحتين أَن تُسْلِمَ الرجلَ قَوائِمُه إِلى
الخوف فلا يقدر أَن يمشي من الفَرَق والدَّهَش وفي الصحاح فلا يستطيع أَن يقاتل
وأَعْقَرَه غيرُه أَدْهَشَه وفي حديث العباس أَنه عَقِرَ في مجلسه حين أُخْبِر أَن
محمداً قُتِل وفي حديث ابن عباس فلما رأَوا النبي صلى الله عليه وسلم سَقَطَتْ
أَذْقانُهم على صدورهم وعَقِرُوا في مجالسهم وظَبْيٌ عَقِيرٌ دَهِشٌ وروي بعضهم
بيت المُنَخَّل اليشكري فلَثَمتُها فتنَفَّسَت كتنَفُّسِ الظَّبْيِ العَقِيرْ
والعَقْرُ والعُقْر القَصْرُ الأَخيرة عن كراع وقيل القصر المتهدم بعضه على بعض
وقيل البنَاء المرتفع قال الأَزهري والعَقْرُ القصر الذي يكون مُعْتَمداً لأَهل
القرية قال لبيد بن ربيعة يصف ناقته كعَقْر الهاجِرِيّ إِذا ابْتَناه بأَشْباهٍ
حُذِينَ على مثال
( * قوله « إِذا ابتناه كذا في الأَصل وياقوت وفي الصحاح وشارح القاموس إِذا بناه
)
وقيل العَقْرُ القصر على أَي حال كان والعَقْرُ غيْمٌ في عَرْض السماء والعَقْرُ
السحاب الأَبيض وقيل كل أَبيض عَقْرٌ قال الليث العَقْر غيم ينشأُ من قِبَل العين
فيُغَشِّي عين الشمس وما حواليها وقال بعضهم العَقْرُ غيم ينشأَ في عرض السماء ثم
يَقْصِد على حِيَالِه من غير أَن تُبْصِرَه إِذا مرّ بك ولكن تسمع رعده من بعيد
وأَنشد لحميد بن ثور يصف ناقته وإِذا احْزَ أَلَّتْ في المُناخِ رأَيْتَها
كالعَقْرِ أَفْرَدَها العَماءُ المُمْطِرُ وقال بعضهم العَقْرُ في هذا البيت
القصرُ أَفرده العماء فلم يُظلِّلْه وأَضاء لِعَينِ الناظر لإِشراق نُورِ الشمس
عليه من خَلَلِ السحاب وقال بعضهم العَقْر القطعة من الغمام ولكلٍّ مقال لأَن
قِطَعَ السحاب تشبَّه بالقصور والعَقِيرُ البَرْق عن كراع والعَقّار والعِقّيرُ ما
يُتَداوى به من النبات والشجر قال الأَزهري العَقاقِير الأَدْوية التي يُسْتَمْشى
بها قال أَبو الهيثم العَقّارُ والعَقاقِرُ كل نبت ينبت مما فيه شفاءٌ قال ولا
يُسمى شيء من العَقاقِير فُوهاً يعني جميع أَفواه الطيب إِلا ما يُشَمُّ وله رائحة
قال الجوهري والعَقاقِيرُ أُصول الأَدْوِية والعُقّارُ عُشْبة ترتفع قدر نصف
القامة وثمرُه كالبنادق وهو مُمِضٌّ البتَّة لا يأْكله شيء حتى إِنك ترى الكلب
إِذا لابَسَه يَعْوي ويسمى عُقّار ناعِمَةَ وناعِمةُ امرأَة طبخته رجاء أَن يذهب
الطبخ بِغائِلته فأَكلته فقتلها والعَقْر وعَقاراء والعَقاراء كلها مواضع قال حميد
ابن ثور يصف الخمر رَكُودُ الحُمَيّا طَلّةٌ شابَ ماءَها بها من عَقاراءِ الكُرومِ
ربِيبُ أَراد من كُرومِ عَقاراء فقدّم وأَخّر قال شمر ويروى لها من عُقارات الخمور
قال والعُقارات الخمور رَبيب مَن يَرُبُّها فيَمْلِكُها قال والعَقْر موضع بعينه
قال الشاعر كَرِهْتُ العَقْرِ عَقْرَ بني شُلَيْلٍ إِذا هَبَّتْ لِقارِبها
الرِّياح والعُقُور مثل السُّدُوس والعُقَير والعَقْر أَيضاً مواضع قال ومِنَّا
حَبِيبُ العَقِر حين يَلُفُّهم كما لَفَّ صِرْدانَ الصَّرِيمة أَخْطَبُ قال
والعُقَيْر قرية على شاطئ البحر بحذاء هجر والعَقْر موضع ببابل قتل به يزيد بن
المهلب يوم العَقْر والمُعاقَرةُ المُنافرةُ والسِّبابُ والهِجاء والمُلاعنة وبه
سمَّى أَبو عبيد كتاب المُعاقرات ومُعَقِّر اسم شاعر وهو مُعَقِّر بن حمار
البارِقيِّ حليف بني نمير قال وقد سمر مُعَقِّراً وعَقّاراً وعُقْرانَ
معنى
في قاموس معاجم
العَقْرَبُ واحدةُ
العَقارِب من الهَوامِّ يكونُ للذكر والأُنثى بلفظ واحد والغالبُ عليه التأْنيث
وقد يقال للأُنثى عَقْرَبة وعَقْرَباءُ ممدود غير مصروف والعُقْرُبانُ
والعُقْرُبَّانُ الذَّكَرُ منها قال ابن جني لَكَ فيه أَمْران إِن شئتَ قلتَ إِنه
لا اعْتِ
العَقْرَبُ واحدةُ
العَقارِب من الهَوامِّ يكونُ للذكر والأُنثى بلفظ واحد والغالبُ عليه التأْنيث
وقد يقال للأُنثى عَقْرَبة وعَقْرَباءُ ممدود غير مصروف والعُقْرُبانُ
والعُقْرُبَّانُ الذَّكَرُ منها قال ابن جني لَكَ فيه أَمْران إِن شئتَ قلتَ إِنه
لا اعْتِدادَ بالأَلف والنون فيه فيَبْقَى حينئذ كأَنه عُقْرُبٌّ بمنزلة قُسْقُبٍّ
وقُسْحُبٍّ وطُرْطُبٍّ وإِن شئتَ ذهبتَ مَذْهَباً أَصْنَعَ من هذا وذلك أَنه قد
جَرَتِ الأَلفُ والنونُ من حيثُ ذكرنا في كثير من كلامهم مُجْرَى ما ليس موجوداً
على ما بَيَّنا وإِذا كان كذلك كانت الباءُ لذلك كأَنها حرفُ إِعراب وحرفُ
الإِعراب قد يَلحقُه التثقيل في الوقف نحو هذا خالدّ وهو يَجْعَلّ ثم إِنه قد
يُطْلَقُ ويُقَرُّ تثقيله عليه نحو الأَضْخَمّا وعَيْهَلّ فَكَأَنَّ عُقْرُباناً
لذلك عُقْرُبٌ ثم لحقها التثقيل لتصَوُّرِ معنى الوقف عليها عند اعتقاد حذف الأَلف
والنون من بعدها فصارت كأَنها عُقْرُبٌّ ثم لحقت الأَلف والنون فبقي على تثقيله
كما بقي الأَضْخَمّا عند انطلاقه على تثقيله إِذْ أُجْرِيَ الوصلُ مُجْرَى الوقفِ
فقيل عُقْرُبَّانٌ قال الأَزهري ذَكَرُ العَقارِبِ عُقْرُبانٌ مُخَفَّف الباء
وأَرض مُعَقْرِبة بكسر الراءِ ذاتُ عَقارِبَ وكذلك مُثَعْلِبَةٌ ذاتُ ثَعالِبَ
وكذلك مُضَفْدِعة ومُطَحْلِبة ومكانٌ مُعَقْرِبٌ بكسر الراء ذو عَقارِبَ وبعضهم
يقول أَرضٌ مَعْقَرة كأَنه رَدَّ العَقْرَبَ إِلى ثلاثةِ أَحرف ثم بَنى عليه
وعَيْشٌ ذو عَقارِبَ إِذا لم يكن سهلاً وقيل فيه شَرٌّ وخُشُونة قال الأَعْلم
حتى إِذا فَقَدَ الصَّبُو ... حَ يقولُ عيْشٌ ذو عَقارِبْ
والعَقارِبُ المِنَنُ على التشبيه قال النابغة
عليَّ لِعَمْرٍو نِعْمةٌ بعد نِعْمة ... لوالِدِه ليست بذاتِ عَقارِبِ
أَي هَنِيئة غيرُ ممْنُونةٍ والعُقْرُبَّانُ دُوَيبَّة تدخلُ الأُذُنَ وهي هذه
الطويلة الصَّفْراء الكثيرة القوائم قال الأَزهري هو دَخَّالُ الأُذُنِ وفي الصحاح
هو دابة له أَرْجُلٌ طِوالٌ وليس ذَنَبهُ كذَنَبِ العَقارِبِ قال إِياسُ بنُ
الأَرَتِّ
كأَنَّ مَرْعَى أُمِّكُمْ إِذ غَدَتْ ... عَقْرَبةٌ يَكُومُها عُقْرُبان
ومَرْعَى اسم امِّهم ويُرْوى إِذ بَدَتْ رَوَى [ ص 625 ] ابن بري عن أَبي حاتم قال
ليس العُقْرُبانُ ذَكَرَ العَقاربِ إِنما هو دابة له أَرْجُلٌ طِوالٌ وليس ذَنَبُه
كذَنَبِ العَقارِبِ ويَكُومُها يَنكِحُها والعَقارِبُ النَّمائمُ ودَبَّتْ
عَقارِبُه منه على المَثَل ويُقالُ للرجل الذي يَقترِضُ أَعراضَ الناسِ إِنه
لتَدِبُّ عَقارِبُه قال ذو الإِصبَعِ العَدوانيُّ
تَسرِي عَقارِبه إِلَ ... يَّ ولا تَدِبُّ له عَقارِبْ
أراد ولا تَدِبُّ له مِني عَقَاربي وصُدْغٌ مُعَقْرَبٌ بفتح الراءِ أَي معطوف
وشيءٌ مُعَقْرَبٌ مُعوَجٌّ وعَقَارِبُ الشِّتاءِ شدائدُه وأَفرده ابن بري في
أَماليه فقال عَقرَبُ الشِّتاءِ صَوْلَتُه وشِدَّةُ بَرْدِهِ والعَقْرَبُ بُرْجٌ
من بُرُوجِ السماءِ قال الأَزهري وله من المنازل الشَّوْلةُ والقَلْب والزُّبانى
وفيه يقول ساجعُ العرب إِذا طَلَعت العَقرَب حَمِسَ المِذْنَب وقُرَّ الأَشْيَب
وماتَ الجُنْدَب هكذا قاله الأَزهري في ترتيب المنازل وهذا عجيب والعَقرَبُ سَيرٌ
مَضفُور في طَرَفِه إِبزيمٌ يُشَدُّ به ثَفَرُ الدابةِ في السَّرْجِ والعَقربة
حديدة نحو الكُلاَّبِ تُعَلَّقُ بالسَّرْج والرَّحل وعَقرَبُ النَّعل سَيرٌ من
سُيُوره وعَقرَبةُ النَّعلِ عَقدُ الشِّراكِ والمُعَقرَبُ الشديدُ الخَلْقِ
المُجتَمِعُه وحِمار مُعَقْرَبُ الخَلْقِ مُلَزَّزٌ مُجتَمِع شديد قال العجاج
عَرْدَ التراقي حَشْوَراً مُعَقرَبا
والعَقرَبة الأَمَة العاقِلةُ الخَدُومُ وعَقرَباءُ موضع
وعَقرَبُ بنُ أَبي عَقرَبٍ اسم رجل من تُجَّار المدينة مشهورٌ
بالمَطْلِ يُقال في المثل هو أَمْطَلُ من عَقرَبٍ وأَتجر من عَقربٍ حكى ذلك
الزبيرُ بن بَكَّار وذكر أَنه عامَلَ الفَضْلَ بن عباس بن عُتْبة بن أَبي لَهَب
وكان الفضلُ أَشَدَّ الناسِ اقتِضاءً وَذَكَر أَنه لَزِمَ بَيتَ عَقرَبٍ زماناً
فلم يُعْطِهِ شيئاً فقال فيه
قد تَجِرَتْ في سُوقِنا عَقرَبٌ ... لا مَرْحَباً بالعَقْرَبِ التاجِرَهْ
كُلُّ عَدُوٍّ يُتَّقَى مُقْبِلا ... وعَقْرَبٌ يُخْشَى من الدَّابِرَه
إِنْ عادَتِ العَقْرَبُ عُدْنا لها ... وكانَتِ النَّعْلُ لها حاضِرَه
كُلُّ عَدُوٍّ كَيْدُه في اسْتِه ... فغَيْر مَخْشِيٍّ ولا ضائرَه
معنى
في قاموس معاجم
عَقِبُ كُلِّ
شيءٍ وعَقْبُه وعاقِبتُه وعاقِبُه وعُقْبَتُه وعُقْباهُ وعُقْبانُه آخِرُه قال
خالدُ ابن زُهَيْر الهُذلي
فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخافةً ... فتِلْكَ الجوازِي عُقْبُها ونُصُورُها
يقول جَزَيْتُكَ بما فَعَلْتَ بابن عُوَيْمر والجمعُ العَ
عَقِبُ كُلِّ
شيءٍ وعَقْبُه وعاقِبتُه وعاقِبُه وعُقْبَتُه وعُقْباهُ وعُقْبانُه آخِرُه قال
خالدُ ابن زُهَيْر الهُذلي
فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخافةً ... فتِلْكَ الجوازِي عُقْبُها ونُصُورُها
يقول جَزَيْتُكَ بما فَعَلْتَ بابن عُوَيْمر والجمعُ العَواقِبُ والعُقُبُ
والعُقْبانُ والعُقْبَى كالعاقبةِ والعُقْبِ وفي التنزيل ولا يَخافُ عُقْباها قال
ثعلب معناه لا يَخافُ اللّهُ عز وجل عاقِبةَ ما عَمِلَ أَن يَرجعَ عليه في
العاقبةِ كما نَخافُ نحنُ والعُقْبُ والعُقُبُ العاقبةُ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ ومِنْه
قوله تعالى هو خَيْرٌ ثواباً وخَيْرٌ عُقْباً أَي عاقِبةً وأَعْقَبه بطاعته أَي
جازاه والعُقْبَى جَزاءُ الأَمْر وقالوا العُقبى لك في الخَيْر أَي العاقبةُ وجمع
العَقِبِ والعَقْبِ أَعقابٌ لا يُكَسَّر على غير ذلك الأَزهري وعَقِبُ القَدَم
وعَقْبُها مؤَخَّرُها مؤنثة مِنْه وثلاثُ أَعْقُبٍ وتجمع على أَعْقاب وفي الحديث
أَنه بَعَثَ أُمَّ سُلَيْم لتَنْظُرَ له امرأَةً فقال انْظُري إِلى عَقِبَيْها أَو
عُرْقُوبَيها قيل لأَنه إِذا اسْوَدَّ عَقِباها اسودَّ سائرُ جَسَدها وفي الحديث
نَهَى عن عَقِبِ الشيطانِ وفي رواية عُقْبةِ الشيطانِ في الصلاة وهو أَن يَضَعَ
أَلْيَتَيْه على عَقِبَيْه بين السجدتين وهو الذي يجعله بعض الناس الإِقْعاءَ وقيل
أَن يَترُكَ عَقِبَيْه غيرَ مَغْسُولَين في الوُضوءِ وجمعُها أَعْقابٌ وأَعْقُبٌ
أَنشد ابن الأَعرابي فُرْقَ المَقاديمِ قِصارَ الأَعْقُبِ [ ص 612 ] وفي حديث عليّ
رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يا عليّ إِني أُحِبُّ لكَ
ما أُحِبُّ لنَفْسي وأَكْرَه لك ما أَكره لنفسي لا تَقْرَأْ وأَنت راكعٌ ولا
تُصَلِّ عاقِصاً شَعْرَك ولا تُقْعِ على عَقِبَيْك في الصلاة فإِنها عَقِبُ
الشيطان ولا تَعْبَثْ بالحَصَى وأَنت في الصلاة ولا تَفْتَحْ على الإِمام وعَقَبَه
يَعْقُبُه عَقْباً ضَرَب عَقِبَه وعُقِبَ عَقْباً شَكا عَقِبَه وفي الحديث وَيْلٌ
للعَقِبِ من النار ووَيْلٌ للأَعْقابِ من النار وهذا يَدُلُّ على أَن المَسْحَ على
القَدَمَيْن غيرُ جائز وأَنه لا بد من غَسْلِ الرِّجْلَيْن إِلى الكَعْبين لأَنه
صلى اللّه عليه وسلم لا يُوعِدُ بالنار إِلا في تَرْكِ العَبْد ما فُرِضَ عليه وهو
قَوْلُ أَكثرِ أَهلِ العلم قال ابن الأَثير وإِنما خَصَّ العَقِبَ بالعذاب لأَنه
العُضْوُ الذي لم يُغْسَلْ وقيل أَراد صاحبَ العَقِب فحذف المضاف وإِنما قال ذلك
لأَنهم كانوا لا يَسْتَقْصُون غَسْلَ أَرجلهم في الوضوءِ وعَقِبُ النَّعْلِ
مُؤَخَّرُها أُنْثى ووَطِئُوا عَقِبَ فلانٍ مَشَوْا في أَثَرِه وفي الحديث أَن
نَعْلَه كانتْ مُعَقَّبةً مُخَصَّرةً مُلَسَّنةً المُعَقَّبةُ التي لها عَقِبٌ
ووَلَّى على عَقِبِه وعَقِبَيه إِذا أَخَذَ في وجْهٍ ثم انثَنَى والتَّعْقِيبُ أَن
يَنْصَرِفَ من أَمْرٍ أَراده وفي الحديث لا تَرُدَّهم على أَعْقابِهِم أَي إِلى
حالتهم الأُولى من تَرْكِ الهِجْرَةِ وفي الحديث ما زالُوا مُرْتَدِّين على
أَعقابهم أَي راجعين إِلى الكفر كأَنهم رجعوا إِلى ورائهم وجاءَ مُعَقِّباً أَي في
آخرِ النهارِ وجِئْتُكَ في عَقِبِ الشهر وعَقْبِه وعلى عَقِبِه أَي لأَيامٍ
بَقِيَتْ منه عشرةٍ أَو أَقَلَّ وجِئتُ في عُقْبِ الشهرِ وعلى عُقْبِه وعُقُبِه
وعُقْبانِه أَي بعد مُضِيِّه كلِّه وحكى اللحياني جِئتُك عُقُبَ رمضانَ أَي آخِرَه
وجِئْتُ فلاناً على عَقْبِ مَمَرِّه وعُقُبه وعَقِبِه وعَقْبِه وعُقْبانِه أَي بعد
مُرورِه وفي حديث عمر أَنه سافر في عَقِب رمضانَ أَي في آخره وقد بَقِيَتْ منه
بقية وقال اللحياني أَتَيْتُك على عُقُبِ ذاك وعُقْبِ ذاك وعَقِبِ ذاكَ وعَقْبِ
ذاكَ وعُقْبانِ ذاك وجِئتُكَ عُقْبَ قُدُومِه أَي بعده وعَقَبَ فلانٌ على فلانة
إِذا تزوّجها بعد زوجها الأَوَّل فهو عاقِبٌ لها أَي آخِرُ أَزواجها والمُعَقِّبُ
الذي أُغِيرَ عليه فَحُرِب فأَغارَ على الذي كان أَغارَ عليه فاسْتَرَدَّ مالَه
وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة فرس
يَمْلأُ عَيْنَيْكَ بالفِناءِ ويُرْ ... ضِيك عِقاباً إِنْ شِيتَ أَو نَزَقا
قال عِقَاباً يُعَقِّبُ عليه صاحبُه أَي يَغْزُو مرةً بعد أُخرى قال وقالوا
عِقاباً أَي جَرْياً بعد جَرْيٍ وقال الأَزهري هو جمع عَقِبٍ وعَقَّبَ فلانٌ في
الصلاة تَعْقيباً إِذا صَلَّى فأَقامَ في موضعه ينتظر صلاةً أُخرى وفي الحديث من
عَقَّبَ في صلاةٍ فهو في الصلاة أَي أَقام في مُصَلاَّه بعدما يَفرُغُ من الصلاة
ويقال صلَّى القَوْمُ وعَقَّبَ فلان وفي الحديث التَّعْقيبُ في المساجد انتظارُ
الصلواتِ بعد الصلوات وحكى اللِّحْيانيُّ صلينا عُقُبَ الظُّهْر وصلينا أَعقابَ
الفريضةِ تَطَوُّعاً أَي بعدها وعَقَبَ هذا هذا إِذا جاءَ بعده وقد بَقِيَ من
الأَوَّل شيءٌ وقيل عَقَبَه إِذا جاءَ بعده وعَقَبَ [ ص 613 ] هذا هذا إِذا ذَهَبَ
الأَوَّلُ كلُّه ولم يَبْقَ منه شيء وكلُّ شيءٍ جاءَ بعد شيء وخَلَفَه فهو عَقْبُه
كماءِ الرَّكِيَّةِ وهُبوبِ الريح وطَيَرانِ القَطا وعَدْوِ الفَرس والعَقْبُ
بالتسكين الجَرْيُ يجيء بعدَ الجَري الأَوَّل تقول لهذا الفرس عَقْبٌ حَسَن
وفَرَسٌ ذُو عَقِب وعَقْبٍ أَي له جَرْيٌ بعد جَرْيٍ قال امْرُؤُ القَيْس
على العَقْبِ جَيَّاشٌ كأَنَّ اهتِزامَهُ ... إِذا جاشَ فيه حَمْيُهُ غَلْيُ
مِرْجَل ( 1 )
( 1 قوله « على العقب جياش إلخ » كذا أنشده كالتهذيب وهو في الديوان كذلك وأنشده
في مادتي ذبل وهزم كالجوهري على الذبل والمادة في الموضعين محررة فلا مانع من روايته
بهما )
وفرسٌ يَعْقوبٌ ذو عَقْبٍ وقد عَقَبَ يَعْقِبُ عَقْباً وفرس
مُعَقِّبٌ في عَدْوِه يَزْدادُ جودةً وعَقَبَ الشَّيْبُ يَعْقِبُ ويَعْقُبُ
عُقُوباً وعَقَّبَ جاءَ بعد السَّوادِ ويُقال عَقَّبَ في الشَّيْبِ بأَخْلاقٍ
حَسَنةٍ والعَقِبُ والعَقْبُ والعاقِبةُ ولَدُ الرجلِ ووَلَدُ ولَدِه الباقونَ
بعده وذَهَبَ الأَخْفَشُ إِلى أَنها مؤنَّثة وقولهم ليستْ لفلانٍ عاقبةٌ أَي ليس
له ولَد وقولُ العَرَبِ لا عَقِبَ له أَي لم يَبْقَ له وَلَدٌ ذَكَر وقوله تعالى
وجَعَلَها كَلمةً باقِيَةً في عَقِبِه أَرادَ عَقِبَ إِبراهيم عليه السلام يعني لا
يزال من ولده من يُوَحِّدُ اللّه والجمع أَعقاب وأَعْقَبَ الرجلُ إِذا ماتَ وتَرك
عَقِباً أَي ولداً يقال كان له ثلاثةُ أَولادٍ فأَعْقَبَ منهم رَجُلانِ أَي تَرَكا
عَقِباً ودَرَجَ واحدٌ وقول طُفَيْل الغَنَوِيِّ
كَريمةُ حُرِّ الوَجْهِ لم تَدْعُ هالِكاً ... من القَومِ هُلْكاً في غَدٍ غيرَ
مُعْقِبِ
يعني أَنه إِذا هَلَكَ من قَوْمِها سَيِّدٌ جاءَ سَيِّدٌ فهي لم تَنْدُبْ سَيِّداً
واحداً لا نظير له أَي إِنّ له نُظَراء من قومِه وذهب فلانٌ فأَعْقَبه ابنُه إِذا
خَلَفه وهو مثْلُ عَقَبه وعَقَبَ مكانَ أَبيه يَعْقُب عَقْباً وعاقِبة وعَقَّبَ
إِذا خَلَف وكذلك عَقَبَه يَعْقُبُه عَقْباً الأَوّل لازم والثاني مُتَعَدّ وكلُّ
من خَلَف بعد شيء فهو عاقبةٌ وعاقِبٌ له قال وهو اسم جاءَ بمعنى المصدر كقوله
تعالى ليس لوَقْعَتها كاذبةٌ وذَهَبَ فلانٌ فأَعْقَبَه ابنُه إِذا خَلَفه وهو مثلُ
عَقَبه ويقال لولد الرجل عَقِبُه وعَقْبُه وكذلك آخرُ كلِّ شيء عَقْبُه وكل ما
خَلَف شيئاً فقد عَقَبَه وعَقَّبه وعَقَبُوا من خَلْفِنا وعَقَّبُونا أَتَوا
وعَقَبُونا من خَلْفِنا وعَقَّبُونا أَي نَزَلُوا بعدما ارتَحَلْنا وأَعْقَبَ هذا
هذا إِذا ذَهَبَ الأولُ فلم يَبْقَ منه شيءٌ وصارَ الآخَرُ مكانَه والمُعْقِبُ
نَجْمٌ يَعْقُب نَجْماً أَي يَطْلُع بعده وأَعْقَبَه نَدَماً وغَمّاً أَوْرَثَه
إِياه قال أَبو ذُؤَيْب
أَودَى بَنِيَّ وأَعْقَبُوني حَسْرَةً ... بعدَ الرُّقادِ وعَبْرَةً ما تُقْلِعُ
ويقال فَعَلْتُ كذا فاعْتَقَبْتُ منه نَدامةً أَي وجَدْتُ في عاقِبَتِه ندامةً
ويقال أَكَلَ أُكْلَةً فأَعْقَبَتْه سُقماً أَي أَورَثَتْه ويقال لَقِيتُ منه
عُقْبةَ الضَّبُع كما يقال لَقيتُ منه اسْتَ الكَلْب أَي لقِيتُ منه الشِّدَّة
وعاقَبَ بين الشَّيْئَيْنِ إِذا جاءَ بأَحَدهما مَرَّةً وبالآخَر أُخْرَى ويقال
فلان عُقْبَةُ بني فلانٍ أَي آخِرُ من بَقيَ منهم ويقال للرجل إِذا كان مُنْقَطِعَ
الكلام لو كان له [ ص 614 ] عَقْبٌ لَتَكلم أَي لو كان له جوابٌ والعاقِبُ الذي
دُون السَّيِّدِ وقيل الذي يَخْلُفُه وفي الحديث قَدِمَ على النبي صلى اللّه عليه
وسلم نَصارى نَجْرَانَ السَّيِّدُ والعاقِبُ فالعاقِبُ مَن يَخْلُفُ السَّيِّدَ
بعده والعاقِبُ والعَقُوبُ الذي يَخْلُف من كان قبله في الخَيْرِ والعاقِبُ الآخر
وقيل السَّيِّدُ والعاقبُ هُمَا مِنْ رُؤَسائِهم وأَصحاب مراتبهم والعاقبُ يتلو
السيد وفي الحديث أَنا العاقِبُ أَي آخر الرسل وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لي
خمسةُ أَسماء أَنا مُحَمَّدٌ وأَنا أَحمدُ والمَاحِي يَمْحُو اللّه بي الكُفْرَ
والحاشِرُ أَحْشُر الناسَ على قَدَمِي والعاقِبُ قال أَبو عبيد العاقِبُ آخِرُ
الأَنبياء وفي المحكم آخرُ الرُّسُل وفلانٌ يَسْتَقي على عَقِبِ آلِ فُلان أَي في
إِثْرهم وقيل على عُقْبتهم أَي بَعْدَهم والعَاقِبُ والعَقُوب الذي يَخْلُف مَنْ
كان قبله في الخَيْر والمُعَقِّبُ المُتَّبِعُ حَقّاً له يَسْتَرِدُّه وذهب فلانٌ
وعَقَّبَ فلانٌ بعْدُ وأَعْقَب والمُعَقِّبُ الذي يَتْبَعُ عَقِبَ الإِنسانِ في
حَقٍّ قال لبيدٌ يصفُ حماراً وأَتانَهُ
حتَّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ وهاجَهُ ... طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّه المَظْلومُ
وهذا البيتُ استشهد به الجوهري على قوله عَقَّبَ في الأَمْر إِذا تَرَدَّد في طلبه
مُجِدّاً وأَنشده وقال رفع المظلوم وهو نعتٌ للمُعَقِّبِ على المعنى والمُعَقِّبُ
خَفْضٌ في اللفظ ومعناه أَنه فاعل ويقال أَيضاً المُعَقِّبُ الغَريمُ المُماطل
عَقَّبَني حَقِّي أَي مَطَلَني فيكون المظلومُ فاعلاً والمُعَقِّبُ مفعولاً
وعَقَّبَ عليه كَرَّ ورَجَع وفي التنزيل وَلَّى مُدْبراً ولم يُعَقِّبْ وأَعْقَبَ
عن الشيءِ رَجَعَ وأَعْقَبَ الرجلُ رَجَعَ إِلى خَيْر وقولُ الحرث بن بَدْر كنتُ
مَرَّةً نُشْبه وأَنا اليومَ عُقْبه فسره ابن الأَعرابي فقال معناه كنتُ مَرَّةً
إِذا نَشِبْتُ أَو عَلِقْتُ بإِنسان لَقِيَ مني شَرّاً فقد أَعْقَبْتُ اليومَ ورَجَعْتُ
أَي أَعْقَبْتُ منه ضَعْفاً وقالوا العُقْبَى إِلى اللّه أَي المَرْجِعُ والعَقْبُ
الرُّجُوع قال ذو الرمة
كأَنَّ صِياحَ الكُدْرِ يَنْظُرْنَ عَقْبَنا ... تَراطُنَ أَنْباطٍ عليه طَغَامُ
معناه يَنْتَظِرْنَ صَدَرَنا ليَرِدْنَ بَعْدَنا والمُعَقِّبُ المُنْتَظِرُ
والمُعَقِّبُ الذي يغْزُو غَزوةً بعد غَزْوةٍ ويَسير سَيْراً بعدَ سيرٍ ولا
يُقِيمُ في أَهله بعد القُفُولِ وعَقَّبَ بصلاةٍ بعدَ صلاةٍ وغَزاةٍ بعد غزاةٍ
وَالى وفي الحديث وإِنَّ كلَّ غازيةٍ غَزَتْ يَعْقُبُ بعضُها بعضاً أَي يكونُ
الغَزوُ بينهم نُوَباً فإِذا خَرَجَتْ طائفةٌ ثم عادت لم تُكَلَّفْ أَن تَعودَ
ثانيةً حتى تَعْقُبَها أُخْرى غيرُها ومنه حديث عمر أَنه كان يُعَقِّبُ الجيوشَ في
كل عام وفي الحديث ما كانتْ صلاةُ الخَوْفِ إِلا سَجْدَتَيْن إِلا أَنها كانت
عُقَباً أَي تُصَلي طائفةٌ بعد طائفة فهم يَتَعاقبُونَها تَعاقُبَ الغُزاةِ ويقال
للذي يغْزو غَزْواً بعدَ غَزْوٍ وللذي يتقاضَى الدَّيْنَ فيعودُ إِلى غريمه في
تقاضيه مُعَقِّبٌ وأَنشد بيت لبيد طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّه المَظْلومُ
والمُعَقِّبُ الذي يَكُرُّ على الشيءِ ولا يَكُرُّ أَحدٌ على ما أَحكمَه اللّهُ
وهو قول سلامة بن جَنْدل [ ص 615 ] إِذا لم يُصِبْ في أَوَّلِ الغَزْوِ عَقَّبا
أَي غَزا غَزوةً أُخْرى وعَقَّبَ في النافِلَةِ بعدَ الفَريضَةِ كذلك وفي حديث
أَبي هريرة كان هو وامرأَته وخادِمُه يَعْتَقِبونَ الليل أَثلاثاً أَي
يَتَناوَبُونه في القيام إِلى الصلاة وفي حديث أَنس بن مالك أَنه سُئِلَ عن
التَّعْقِيبِ في رَمَضانَ فأَمَرَهم أَن يُصَلُّوا في البُيوت وفي التهذيب فقال
إِنهم لا يَرْجِعُون إِلا لخير يَرْجُونَه أَو شَرٍّ يَخافُونَه قال ابن الأَثير
التَّعْقِيبُ هو أَن تَعْمَلَ عَمَلاً ثم تَعُودَ فيه وأَراد به ههنا صلاةَ
( يتبع )( ( ) تابع 1 ) عقب عَقِبُ كُلِّ شيءٍ وعَقْبُه وعاقِبتُه
وعاقِبُه وعُقْبَتُه النافلة بعد التراويح فكَرِهَ أَن يُصَلُّوا في المسجد
وأَحَبَّ أَن يكون ذلك في البيوت وحكى الأَزهري عن إِسحق بن راهويه إِذا صَلَّى
الإِمامُ في شهر رمضان بالناس تَرْويحةً أَو تَرويحتين ثم قام الإِمام من آخر
الليل فأَرسل إِلى قوم فاجْتمعوا فصَلى بهم بعدما ناموا فإِن ذلك جائز إِذا أَراد
به قيامَ ما أُمِرَ أَن يُصَلى من التَّرويح وأَقلُّ ذلك خَمْسُ تَرويحات وأَهلُ
العراق عليه قال فاما أَن يكون إِمام صلى بهم أَوَّلَ الليل الترويحات ثمَّ رَجَعَ
آخِرَ الليل ليُصليَ بهم جماعةً فإِن ذلك مكروه لما روي عن أَنس وسعيد بن جبير من
كراهيتهما التَّعْقِيبَ وكان أَنس يأْمُرُهم أَن يُصَلُّوا في بُيوتهم وقال شمر
التَّعْقِيبُ أَن يَعْمَلَ عَمَلاً من صلاة أَو غيرها ثم يعود فيه من يومه يقال
عَقَّبَ بصلاة بعد صلاة وغزوة بعد غزوة قال وسمعت ابن الأَعرابي يقول هو الذي
يفعلُ الشيءَ ثم يَعُود إِليه ثانيةً يقال صَلى من الليل ثم عَقَّبَ أَي عاد في
تلك الصلاة وفي حديث عمر أَنه كان يُعَقِّبُ الجُيوشَ في كل عام قال شمر معناه
أَنه يَرُدُّ قوماً ويَبْعَثُ آخرين يُعاقِبُونَهم يقال عُقِّبَ الغازيةُ
بأَمثالهم وأُعْقِبُوا إِذا وُجِّه مكانَهم غيرُهم والتَّعْقِيبُ أَن يَغْزُوَ
الرجلُ ثم يُثَنِّي من سَنَته قال طفيل يصف الخيل
طِوالُ الهَوادي والمُتُونُ صَلِيبةٌ ... مَغاويرُ فيها للأَميرِ مُعَقَّبُ
والمُعَقَّبُ الرجلُ يُخْرَجُ ( 1 )
( 1 قوله « والمعقب الرجل يخرج إلخ » ضبط المعقب في التكملة كمعظم وضبط يخرج
بالبناء للمجهول وتبعه المجد وضبط في التهذيب المعقب كمحدّث والرجل يخرج بالبناء
للفاعل وكلا الضبطين وجيه ) من حانةِ الخَمَّار إِذا دَخَلَها مَن هو أَعْظَمُ منه
قدراً ومنه قوله
وإِنْ تَبْغِني في حَلْقةِ القَوْمِ تَلْقَني ... وإِنْ تَلْتَمِسْني في
الحَوانِيتِ تَصْطَدِ
أَي لا أَكونُ مُعَقَّباً وعَقَّبَ وأَعْقَبَ إِذا فَعَلَ هذا مرَّةً وهذا مَرَّةً
والتَّعْقِيبُ في الصَّلاةِ الجلوسُ بعد أَن يَقْضِيَها لدُعاءٍ أَو مَسْأَلة وفي
الحديث من عَقَّبَ في صلاة فهو في الصلاةِ وتَصَدَّقَ فلانٌ بصَدقةٍ ليس فيها
تَعْقِيبٌ أَي استثناء وأَعْقَبَه الطائفُ إِذا كان الجُنُون يُعاوِدُه في
أَوْقاتٍ قال امرؤُ القيس يصف فرساً
ويَخْضِدُ في الآريّ حَتى كأَنَّه ... به عُرَّةٌ أَو طائفٌ غيرُ مُعْقِبِ
وإِبلٌ مُعاقِبةٌ تَرْعَى مرةً في حَمْضٍ ومرةً في خُلَّةٍ وأَما التي تَشْرَبُ
الماءَ ثم تَعُودُ إِلى المَعْطَنِ ثم تَعُودُ إِلى الماءِ فهي العواقِبُ عن ابن
الأَعرابي وعَقَبَتِ الإِبلُ من مكانٍ إِلى مكانٍ تَعْقُبُ عَقْباً وأَعْقَبَتْ
كلاهما تحوّلَتْ [ ص 616 ] منه إِليه تَرْعَى ابن الأَعرابي إِبلٌ عاقِبةٌ تَعْقُب
في مَرْتَعٍ بعد الحَمْضِ ولا تكون عاقبةً إِلا في سنةٍ جَدْبة تأْكل الشَّجَر ثم
الحَمْضَ قال ولا تكون عاقِبةً في العُشْبِ والتَّعاقُبُ الوِرْدُ مَرَّةً بعد مرة
والمُعَقِّباتُ اللَّواتي يَقُمْنَ عند أَعْجازِ الإِبل المُعْتَرِكاتِ على
الحَوْض فإِذا انصرفت ناقةٌ دخلت مكانَها أُخرى وهي الناظراتُ العُقَبِ والعُقَبُ
نُوَبُ الوارِدَة تَرِدُ قِطْعةٌ فتَشْرَبُ فإِذا وَرَدَتْ قِطْعةٌ بعدها فشربت
فذلك عُقْبَتُها وعُقْبَةُ الماشية في المَرْعَى أَن تَرْعَى الخُلَّةَ عُقْبةً ثم
تُحَوَّل إِلى الحَمْضِ فالحَمْضُ عُقْبَتُها وكذلك إِذا حُوِّلَتْ من الحَمْض
إِلى الخُلَّة فالخُلَّة عُقْبَتُها وهذا المعنى أَراد ذو الرمة بقوله يصف الظليم
أَلْهاهُ آءٌ وتَنُّومٌ وعُقْبَتُه ... من لائحِ المَرْوِ والمَرعى له عُقَبُ
وقد تقدّم والمِعْقَابُ المرأَة التي من عادتها أَن تَلِدَ ذكراً ثم أُنْثَى ونخلٌ
مُعاقِبةٌ تَحْمِلُ عاماً وتُخْلِفُ آخر وعِقْبةُ القَمَرِ عَوْدَتُه بالكسر ويقال
عَقْبةُ بالفتح وذلك إِذا غاب ثم طَلَع ابن الأَعرابي عُقْبَةُ القمر بالضم نَجْمٌ
يُقارِنُ القَمَرَ في السَّنةِ مَرَّةً قال
لا تَطْعَمُ المِسْكَ والكافورَ لِمَّتُه ... ولا الذَّريرَةَ إِلا عُقْبةَ
القَمَرِ
هو لبعض بني عامر يقول يَفْعَلُ ذلك في الحَوْلِ مَرَّةً ورواية اللحياني عِقْبَة
بالكسر وهذا موضع نظر لأَن القمر يَقْطَعُ الفَلَك في كل شهر مرة وما أَعلم ما
معنى قوله يُقارن القمر في كل سنة مرة وفي الصحاح يقال ما يَفْعَلُ ذلك إِلا
عُقْبةَ القَمر إِذا كان يفعله في كل شهر مرةً والتَّعاقُبُ والاعْتِقابُ
التَّداوُل والعَقِيبُ كلُّ شيءٍ أَعْقَبَ شيئاً وهما يَتَعاقَبانِ ويَعْتَقِبانِ
أَي إِذا جاءَ هذا ذَهَب هذا وهما يَتَعاقَبانِ كلَّ الليل والنهار والليلُ
والنهارُ يَتَعاقَبانِ وهما عَقيبان كلُّ واحدٍ منهما عَقِيبُ صاحبه وعَقِيبُك
الذي يُعاقِبُك في العَمَل يَعْمَلُ مرَّةً وتَعْمَلُ أَنت مَرَّةً وفي حديث
شُرَيْح أَنه أَبْطَلَ النَّفْحَ إِلا أَن تَضْرِبَ فتُعاقِبَ أَي أَبْطَلَ نَفْحَ
الدابة برجلها وهو رَفْسُها كانَ لا يُلْزِمُ صاحِبَها شيئاً إِلا أَن تُتْبِعَ
ذلك رَمْحاً وعَقَبَ الليلُ النهارَ جاءَ بعدَه وعاقَبه أَي جاءَ بعَقِبه فهو
مُعاقِبٌ وعَقِيبٌ أَيضاً والتَّعْقِيبُ مثله وذَهَبَ فلانٌ وعَقَبَهُ فلانٌ بعدُ
واعْتَقَبَه أَي خَلَفَه وهما يُعَقِّبانِه ويَعْتَقِبانِ عليه ويَتَعاقَبانِ
يَتَعاونانِ عليه وقال أَبو عمرو النَّعامَةُ تَعْقُبُ في مَرْعًى بعد مَرْعًى
فمرَّةً تأْكل الآءَ ومَرة التَّنُّوم وتَعْقُبُ بعد ذلك في حجارة المَرْوِ وهي
عُقْبَته ولا يَغِثُّ عليها شيء من المَرْتَع وهذا معنى قول ذي الرمة
وعُقْبَتُه ... من لائِحِ المَرْوِ والمَرْعَى له عُقَبُ
وقد ذُكِرَ في صدر هذه الترجمة واعْتَقَبَ بخير وتَعَقَّبَ أَتى به مرَّةً بعد مرة
وأَعْقَبه اللّهُ بإِحسانِه خَيْراً والاسم منه العُقْبَى [ ص 617 ] وهو شِبْهُ
العِوَضِ واسْتَعْقَبَ منه خيراً أَو شَرّاً اعْتاضَه فأَعْقَبَه خَيْراً أَي
عَوَّضَهُ وأَبدله وهو بمعنى قوله
ومَنْ أَطاعَ فأَعْقِبْه بطاعَتِه ... كما أَطاعَكَ وادْلُلْهُ على الرَّشَدِ
وأَعْقَبَ الرجلُ إِعْقاباً إِذا رَجَع من شَرٍّ إِلى خير واسْتَعْقَبْتُ الرجلَ
وتَعَقَّبْتُه إِذا طَلَبْتَ عورته وعَثْرَته وتقول أَخَذْتُ من أَسِيري عُقْبةً
إِذا أَخَذْتَ منه بَدَلاً وفي الحديث سَأُعْطيكَ منها عُقْبَى أَي بَدَلاً عن
الإِبقاءِ والإِطلاق وفي حديث الضيافة فإِن لم يَقْرُوه فله أَن يُعْقِبَهُم بمثْل
قِراهُ أَي يأْخذ منهم عِوَضاً عَمَّا حَرَمُوه من القِرَى وهذا في المُضْطَرِّ
الذي لا يَجِدُ طعاماً ويخاف على نفسه التَّلَفَ يقال عَقَبَهم وعَقَّبهم
مُشَدَّداً ومخففاً وأَعْقَبَهم إِذا أَخذ منهم عُقْبَى وعُقْبةً وهو أَن يأْخذ
منهم بدلاً عما فاته وتَعَقَّبَ من أَمره نَدِمَ وتقول فعلتُ كذا فاعْتَقَبْتُ منه
ندامة أَي وجدْتُ في عاقبته ندامة وأَعْقَبَ الرجلَ كان عَقِيبَه وأَعْقَبَ
الأَمْرَ إِعْقاباً وعُقْباناً ( 1 )
( 1 قوله « وعقباناً » ضبط في التهذيب بضم العين وكذا في نسختين صحيحتين من
النهاية ويؤيده تصريح صاحب المختار بضم العين وسكون القاف وضمها اتباعاً فانظر من
أين للشارح التصريح بالكسر ولم نجد له سلفاً وكثيراً ما يصرح بضبط تبعاً لشكل
القلم في نسخ كثيرة التحريف كما اتضح لنا بالاستقراء وبالجملة فشرحه غير محرر )
وعُقْبَى حسَنةً أَو سيئة وفي الحديث ما مِنْ جَرْعةٍ أَحْمَدَ عُقْبَى مِن
جَرْعَةِ غَيْظٍ مَكْظُومَةٍ وفي رواية أَحمد عُقْباناً أَي عاقبة وأُعْقِبَ
عِزُّه ذُلاًّ أُبْدِلَ قال
كم من عزيزٍ أُعْقِبَ الذُّلَّ عِزُّه ... فأَصْبَحَ مَرْحُوماً وقد كان يُحْسَدُ
ويقال تَعَقَّبْتُ الخَبَرَ إِذا سأَلتَ غيرَ من كنتَ سأَلته أَوَّل مرة ويقال
أَتَى فلانٌ إِليَّ خيراً فعَقَبَ بخير منه وأَنشد فَعَقَبْتُم بذُنُوبٍ غيرَ مَرّ
ويقال رأَيتُ عاقبةً من طَيْر إِذا رأَيتَ طَيْراً يَعْقُبُ بعضُها بعضاً تَقَعُ
هذه فتطير ثم تَقَعُ هذه مَوْقِعَ الأُولى وأَعْقَبَ طَيَّ البئر بحجارة من ورائها
نَضَدَها وكلُّ طريق بعضُه خلف بعضٍ أَعْقابٌ كأَنها مَنْضُودة عَقْباً على عَقْبٍ
قال الشماخ في وَصْفِ طرائقِ الشَّحْمِ على ظهر الناقة
إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرَّاتُها فَزِعَتْ ... أَعقابُ نَيٍّ على الأَثْباجِ
مَنْضُودِ
والأَعْقابُ الخَزَفُ الذي يُدْخَلُ بين الآجُرِّ في طَيِّ البئر لكي يَشْتَدَّ
قال كُراع لا واحد له وقال ابن الأَعرابي العُقابُ الخَزَفُ بين السافات وأَنشد في
وصف بئر ذاتَ عُقابٍ هَرِشٍ وذاتَ جَمّ ويُروى وذاتَ حَمّ أَراد وذاتَ حَمْءٍ ثم
اعْتَقَدَ إِلْقاءَ حركة الهمزة على ما قبلها فقال وذاتَ حَمّ وأَعقابُ الطَّيِّ
دوائرُه إِلى مؤَخَّره وقد عَقَّبْنا الرَّكِيَّةَ أَي طوَيْناها بحَجَر من وراءِ
حجر والعُقابُ حجر يَسْتَنْثِلُ على الطَّيِّ في البئر أَي يَفْضُل وعَقَبْتُ
الرجلَ أَخذتُ من ماله مثلَ ما أَخَذَ [ ص 618 ] مني وأَنا أَعْقُب بضم القاف
ويقال أَعْقَبَ عليه يَضْرِبُه وعَقَبَ الرَّجُلَ في أَهله بغاه بشَرٍّ وخَلَفَه
وعَقَبَ في أَثر الرجل بما يكره يَعْقُبُ عَقْباً تناوله بما يكره ووقع فيه
والعُقْبةُ قدرُ فَرسخين والعُقْبَةُ أَيضاً قَدْرُ ما تَسِيرُه والجمعُ عُقَبٌ
قال خَوْداً ضِناكاً لا تَسِير العُقَبا أَي إِنها لا تَسير مع الرجال لأَنها لا
تَحْتَملُ ذلك لنَعْمتها وتَرَفِها كقول ذي الرمة
فلم تَسْتَطِعْ مَيٌّ مُهاواتَنا السُّرَى ... ولا لَيْلَ عِيسٍ في البُرِينَ
خَواضِعُ
والعُقْبةُ الدُّولةُ والعُقْبةُ النَّوْبةُ تقول تَمَّتْ عُقْبَتُكَ والعُقبة
أَيضاً الإِبل يَرْعاها الرجلُ ويَسْقيها عُقْبَتَه أَي دُولَتَه كأَنَّ الإِبلَ
سميت باسم الدُّولَة أَنشد ابن الأَعرابي
إِنَّ عليَّ عُقْبَةً أَقْضِيها ... لَسْتُ بناسِيها ولا مُنْسِيها
أَي أَنا أَسُوقُ عُقْبَتِي وأُحْسِنُ رَعْيَها وقوله لستُ بناسِيها ولا مُنْسِيها
يقول لستُ بتاركِها عَجْزاً ولا بِمُؤَخِّرِها فعلى هذا إِنما أَراد ولا
مُنْسِئِها فأَبدل الهمزةَ ياء لإِقامة الرِّدْفِ والعُقْبةُ الموضع الذي يُرْكَبُ
فيه وتَعاقَبَ المُسافرانِ على الدابة رَكِبَ كلُّ واحد منهما عُقْبةً وفي الحديث
فكان الناضِحُ يَعْتَقِبُه مِنَّا الخَمْسةُ أَي يَتَعاقَبُونه في الرُّكوبِ
واحداً بعدَ واحدٍ يُقال جاءَتْ عُقْبةُ فلانٍ أَي جاءَتْ نَوْبَتُه ووقتُ رُكوبه
وفي الحديث مَنْ مَشى عن دابته عُقْبةً فله كذا أَي شَوْطاً ويُقال عاقَبْتُ
الرجلَ مِن العُقْبة إِذا راوَحْتَه في عَمل فكانت لك عُقْبةٌ وله عُقْبةٌ وكذلك
أَعْقَبْتُه ويقول الرجل لزَمِيله أَعْقِبْ وعاقِبْ أَي انْزِلْ حتى أَرْكَبَ
عُقْبتِي وكذلك كلُّ عَمل ولما تَحَوَّلَتِ الخِلافةُ إِلى الهاشميين عن بني
أُمَيَّة قال سُدَيْفٌ شاعرُ بني العباسِ أَعْقِبِي آلَ هاشِمٍ يا مَيَّا يقول
انْزِلي عن الخِلافةِ حتى يَرْكَبَها بَنُو هاشم فتكون لهم العُقْبةُ عليكم
واعْتَقَبْتُ فلاناً من الرُّكُوبِ أَي نَزَلْتُ فرَكِبَ وأَعْقَبْتُ الرجلَ
وعاقَبْتُه في الراحلة إِذا رَكِبَ عُقْبةً ورَكِبْتَ عُقْبةً مثلُ المُعاقَبةِ
والمُعاقَبةُ في الزِّحافِ أَن تَحْذِفَ حَرْفاً لثَباتِ حَرْفٍ كأَنْ تَحْذِفَ
الياء من مفاعيلن وتُبْقي النونَ أَو تَحْذِفَ النون وتُبْقي الياء وهو يقع في
جملة شُطُورٍ من شطور العَروض والعرب تُعْقِبُ بين الفاء والثاء وتُعاقِبُ مثل
جَدَثٍ وجَدَفٍ وعاقَبَ رَاوَحَ بين رِجْليْه
وعُقْبةُ الطائر مسافةُ ما بين ارتفاعه وانْحطاطِه وقوله أَنشده ابن الأَعرابي
وعَرُوبٍ غَيْر فاحشةٍ ... قد مَلَكْتُ وُدَّها حِقَبا
ثم آلتْ لا تُكَلِّمُنا ... كلُّ حَيٍّ مُعْقَبٌ عُقَبا
معنى قوله مُعْقَبٌ أَي يصير إِلى غير حالته التي كانَ عليها وقِدْحٌ مُعَقَّبٌ
وهو المُعادُ في الرِّبابة مَرَّةً بعد مَرَّة تَيمُّناً بفَوْزِه وأَنشد بمَثْنى
الأَيادِي والمَنيحِ المُعَقَّبِ [ ص 619 ] وجَزُورٌ سَحُوفُ المُعَقَّب إِذا كان
سميناً وأَنشد بجَلْمَة عَلْيانٍ سَحُوفِ المُعَقَّبِ وتَعَقَّبَ الخَبَر
تَتَبَّعَه ويقال تَعَقَّبْتُ الأَمْرَ إِذا َدَبَّرْته والتَّعَقُّبُ
التَّدَبُّرُ والنظرُ ثانيةً قال طُفَيْل الغَنَوِيّ
فلَنْ يَجدَ الأَقْوامُ فينا مَسَبَّةً ... إِذا اسْتَدْبَرَتْ أَيامُنا
بالتَّعَقُّب
يقول إِذا تَعَقَّبوا أَيامَنا لم يَجِدُوا فينا مَسَبَّة ويقال لم أَجد عن قولك
مُتَعَقَّباً أَي رُجوعاً أَنظر فيه أَي لم أُرَخِّصْ لنفسي التَّعَقُّبَ فيه
لأَنْظُرَ آتِيه أَم أَدَعُه وفي الأَمر مُعَقَّبٌ أَي تَعَقُّبٌ قال طُفَيْل
مَغَاويرُ من آلِ الوَجِيهِ ولاحقٍ ... عَناجيجُ فيها للأَريبِ مُعَقَّبُ
وقوله لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِه أَي لا رادَّ لقضائِه وقوله تعالى وَلَّى مُدْبِراً
ولم يُعَقِّبْ أَي لم يَعْطِفْ ولم يَنْتَظِرْ وقيل لم يمكُثْ وهو من كلام العرب
وقال قتادة لم يَلْتَفِتْ وقال مجاهد لم يَرْجِعْ قال شمر وكُلُّ راجع مُعَقِّبٌ
وقال الطرماح وإِنْ تَوَنَّى التَّالِياتُ عَقَّبا
عقب عَقِبُ كُلِّ شيءٍ وعَقْبُه وعاقِبتُه
وعاقِبُه وعُقْبَتُه أَي رَجَعَ واعْتَقَبَ الرجلَ خيراً أَو شرّاً بما صَنَع
كافأَه به والعِقابُ والمُعاقَبة أَن تَجْزي الرجلَ بما فَعل سُوءًا والاسمُ
العُقُوبة وعاقَبه بذنبه مُعاقَبة وعِقَاباً أَخَذَه به وتَعَقَّبْتُ الرجلَ إِذا
أَخَذْتَه بذَنْبٍ كان منه وتَعَقَّبْتُ عن الخبر إِذا شَكَكْتَ فيه وعُدْتَ
للسُّؤَال عنه قال
طُفَيل
تَأَوَّبَنِي هَمٌّ مع الليلِ مُنْصِبُ ... وجاءَ من الأَخْبارِ ما لا أُكَذِّبُ
تَتابَعْنَ حتى لم تَكُنْ لِيَ ريبةٌ ... ولم يَكُ عمَّا خَبَّرُوا مُتَعَقَّبُ
وتَعَقَّبَ فلانٌ رَأْيَه إِذا وَجَد عَاقِبَتَه إِلى خَيْر وقوله تعالى وإِنْ
فاتكم شيءٌ من أَزواجكم إِلى الكفار فعَاقَبْتُم هكذا قرأَها مَسْرُوقُ بنُ
الأَجْدَع وفَسَّرَها فَغَنِمْتم وقرأَها حُمَيْد فعَقَّبْتُم بالتشديد قال الفراء
وهي بمعنى عَاقَبْتُم قال وهي كقولك تَصَعَّرَ وتَصَاعَرَ وتَضَعَّفَ وتَضَاعَفَ
في ماضي فَعَلْتُ وفاعَلْتُ وقُرِئَ فعَقَبْتُم خفيفةً وقال أَبو إِسحق النحوي من
قرأَ فَعاقَبْتُم فمعناه أَصَبْتُموهم في القتال بالعُقُوبة حتى غَنِمْتم ومن قرأَ
فَعَقَبْتم فمعناه فَغَنمتم وعَقَّبْتُم أَجودُها في اللغة وعَقَبْتُم جَيِّدٌ
أَيضاً أَي صارَتْ لكم عُقْبَى إِلا أَن التشديد أَبلغ وقال طرفة فَعَقَبْتُمْ
بِذُنُوبٍ غَيْرَ مَرّ قال والمعنى أَن من مَضَت امرأَتُه منكم إِلى مَنْ لا
عَهْدَ بينكم وبينه أَو إِلى مَنْ بينكم وبينه عهدٌ فنَكَثَ في إِعْطاءِ المَهْرِ
فغَلَبْتُمْ عليه فالذي ذهبت امرأَتُه يُعْطَى من الغنيمة المَهْرَ مِن غير أَن
يُنْقَصَ من حَقِّهِ في الغنائم شيءٌ يُعْطَى حَقَّه كَمَلاً بعد إِخْراج مُهورِ
النساء والعَقْبُ والمُعاقِبُ المُدْرِكُ بالثَّأْر وفي التنزيل العزيز وإِنْ
عاقَبْتُم فَعاقِبُوا بمثل ما عُوقِبْتُم به وأَنشد ابن الأَعرابي
ونَحْنُ قَتَلْنا بالمَخارِقِ فارساً ... جَزاءَ العُطاسِ لا يَمُوتُ المُعاقِبُ
أَي لا يَمُوتُ ذِكْرُ ذلك المُعاقِبِ بعد موته [ ص 620 ] وقوله جَزَاءَ العُطاسِ
أَي عَجَّلْنا إِدْراكَ الثَّأْرِ قَدْرَ ما بين التشميت والعُطاسِ وعن الأَصمعي
العَقْبُ العِقَابُ وأَنشد لَيْنٌ لأَهْلِ الحَقِّ ذُو عَقْبٍ ذَكَرْ ويُقال إِنه
لَعَالِم بعُقْمَى الكلام وعُقْبَى الكلام وهو غامضُ الكلام الذي لا يعرفه الناس
وهو مثل النوادر وأَعْقَبه على ما صَنَع جازاه وأَعْقَبه بطاعته أَي جازاه
والعُقْبَى جَزاءُ الأَمر وعُقْبُ كُلِّ شيء وعُقْباه وعُقْبانُه وعاقِبَتُه
خاتِمتُه والعُقْبى المَرْجِعُ وعَقَبَ الرجلُ يَعْقُبُ عَقْباً طَلب مالاً أَو
غيره ابن الأَعرابي المِعْقَبُ الخِمار وأَنشد كمِعْقَبِ الرَّيْط إِذْ نَشَّرْتَ هُدَّابَهْ
قال وسُمِّيَ الخِمار مِعْقَباً لأَنه يَعْقُبُ المُلاءة يكون خَلَفاً مِنْها
والمِعْقَبُ القُرْطُ والمِعْقَبُ السائِقُ الحاذِقُ بالسَّوْق والمِعْقَب بعير
العُقَبِ والمِعْقَبُ الذي يُرَشَّحُ للخِلافة بعد الإِمام والمُعْقِبُ النَّجْمُ
( 1 )
( 1 قوله « والمعقب النجم إلخ » ضبط في المحكم كمنبر وضبط في القاموس كالصحاح
بالشكل كمحسن اسم فاعل )
الذي يَطْلعُ فيَرْكَبُ بطُلُوعه الزَّميلُ المُعاقِبُ ومنه قول الراجز كأَنها
بَيْنَ السُّجُوفِ مِعْقَبُ أَو شادِنٌ ذو بَهْجَةٍ مُرَبِّبُ أَبو عبيدة
المِعْقَبُ نجْمٌ يَتَعاقَبُ به الزَّميلانِ في السفر إِذا غابَ نجمٌ وطَلَعَ آخَر
رَكِبَ الذي كان يمشي وعُقْبَةُ القِدْرِ ما الْتَزَقَ بأَسْفَلِها من تابلٍ وغيره
والعُقْبة مَرقَة تُرَدُّ في القِدْرِ المستعارة بضم العين وأَعْقَبَ الرجُلَ
رَدَّ إِليه ذلك قال الكُمَيْت
وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ ولم يكنْ ... لعُقْبةِ قِدْرِ المُستَعِيرين
مُعْقِبُ
وكان الفراء يُجيزها بالكسر بمعنى البَقِيَّة ومن قال عُقْبة بالضم جعله من
الاعْتِقاب وقد جعلها الأَصمعي والبصريون بضم العين وقَرارَةُ القِدْرِ عُقْبَتُها
والمُعَقِّباتُ الحَفَظةُ من قوله عز وجل له مُعَقِّباتٌ ( 2 )
( 2 قوله « له معقبات إلخ » قال في المحكم أي للإنسان معقبات أي ملائكة يعتقبون
يأتي بعضهم بعقب بعض يحفظونه من أمر اللّه أي مما أمرهم اللّه به كما تقول يحفظونه
عن أمر اللّه وبأمر اللّه لا أنهم يقدرون أن يدفعوا عنه أمر اللّه )
من بين يديه ومن خَلْفِه يَحْفَظونه والمُعَقِّبات ملائكةُ الليل والنهار لأَنهم
يَتَعاقبون وإِنما أُنِّثَتْ لكثرة ذلك منها نحو نَسّابة وعَلاَّمةٍ وهو ذَكَرٌ
وقرأ بعض الأَعراب له مَعاقِيبُ قال الفراء المُعَقِّباتُ الملائكةُ ملائكةُ
الليلِ تُعَقِّبُ ملائكةَ النهار وملائكةُ النهار تُعَقِّبُ ملائكةَ الليل قال
الأَزهري جعل الفراءُ عَقَّبَ بمعنى عاقَبَ كما يقال عاقَدَ وعَقَّدَ وضاعَفَ
وضَعَّفَ فكأَنَّ ملائكة النهارِ تحفظ العباد فإِذا جاءَ الليل جاءَ معه ملائكة
الليل وصَعِدَ ملائكةُ النهار فإِذا أَقبل النهار عاد من صَعِدَ وصَعِدَ ملائكةُ
الليل كأَنهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُقَباً أَي نُوَباً وكلُّ من عَمِلَ عَمَلاً ثم
عاد إِليه فقد عَقَّبَ وملائكةٌ مُعَقِّبَةٌ ومُعَقِّباتٌ جمعُ الجمع وقول النبي
صلى اللّه عليه وسلم مُعَقِّباتٌ لا يَخِيبُ قائلُهُنَّ وهو أَن يُسَبِّحَ في دُبر
صلاته ثلاثاً وثلاثين تسبيحةً ويَحْمَده ثلاثاً وثلاثين تحميدةً ويكبره أَربعاً
وثلاثين تكبيرة سُمِّيَتْ مُعَقِّباتٍ لأَنها [ ص 621 ] عادَتْ مرةً بعد مرة أَو
لأَنها تُقال عَقِيبَ الصلاة وقال شمر أَراد بقوله مُعَقِّباتٌ تَسْبِيحات
تَخْلُفُ بأْعْقابِ الناسِ قال والمُعَقِّبُ من كل شيءٍ ما خَلَفَ بِعَقِبِ ما
قبله وأَنشد ابن الأَعرابي للنمر ابن تَوْلَبٍ
ولَسْتُ بشَيْخٍ قد تَوَجَّهَ دالفٍ ... ولكنْ فَتًى من صالحِ القوم عَقَّبا
يقول عُمِّرَ بعدَهم وبَقي والعَقَبة واحدة عَقَباتِ الجبال والعَقَبةُ طريقٌ في
الجَبَلِ وَعْرٌ والجمع عَقَبٌ وعِقابٌ والعَقَبَة الجبَل الطويلُ يَعْرِضُ للطريق
فيأْخُذُ فيه وهو طَويلٌ صَعْبٌ شديدٌ وإِن كانت خُرِمَتْ بعد أَن تَسْنَدَ
وتَطُولَ في السماءِ في صُعود وهُبوط أَطْوَلُ من النَّقْبِ وأَصْعَبُ مُرْتَقًى
وقد يكونُ طُولُهما واحداً سَنَدُ النَّقْبِ فيه شيءٌ من اسْلِنْقاء وسَنَدُ
العَقَبة مُسْتَوٍ كهيئة الجِدار قال الأَزهري وجمع العَقَبَةِ عِقابٌ وعَقَباتٌ
ويقال من أَين كانتْ عَقِبُكَ أَي من أَين أَقْبَلْتَ ؟ والعُقابُ طائر من
العِتاقِ مؤنثةٌ وقيل العُقابُ يَقَع على الذكر والأُنثى إِلا أَن يقولوا هذا
عُقابٌ ذكَر والجمع أَعْقُبٌ وأَعْقِبةٌ عن كُراع وعِقْبانٌ وعَقابينُ جمعُ الجمع
قال عَقابينُ يومَ الدَّجْنِ تَعْلُو وتَسْفُلُ وقيل جمع العُقاب أَعْقُبٌ لأَنها
مؤنثة وأَفْعُلٌ بناء يختص به جمعُ الإِناث مثل عَناقٍ وأَعْنُقٍ وذراع وأَذْرُعٍ
وعُقابٌ عَقَنْباةٌ ذكره ابن سيده في الرباعي وقال ابن الأَعرابي عِتاقُ الطير
العِقْبانُ وسِباعُ الطير التي تصيد والذي لم يَصِدْ الخَشاشُ وقال أَبو حنيفة من
العِقبان عِقبانٌ تسمى عِقبانَ الجِرْذانِ ليست بسُودٍ ولكنها كُهْبٌ ولا
يُنْتَفَعُ بريشها إِلاَّ أَن يَرْتاشَ به الصبيانُ الجمامِيحَ والعُقابُ الراية
والعُقابُ الحَرْبُ عن كراع والعُقابُ عَلَم ضَخْمٌ وفي الحديث أَنه كان اسم رايته
عليه السلام العُقابَ وهي العَلَمُ الضَّخْمُ والعرب تسمي الناقةَ السوداءَ
عُقاباً على التشبيه والعُقابُ الذي يُعْقَدُ للوُلاة شُبِّهَ بالعُقابِ الطائر
وهي مؤنثة أَيضاً قال أَبو ذؤيب
ولا الراحُ راحُ الشامِ جاءَتْ سَبِيئَةً ... لها غايةٌ تَهْدِي الكرامَ عُقابُها
عُقابُها غايَتُها وحَسُنَ تكرارُه لاختلاف اللفظين وجَمْعُها عِقْبانٌ والعُقابُ
فرس مِرْداس بن جَعْوَنَةَ والعُقابُ صَخْرة ناتئةٌ ناشِزَةٌ في البئر تَخْرِقُ
الدِّلاءَ وربما كانت من قِبَلِ الطَّيِّ وذلك أَن تَزُولَ الصَّخْرَةُ عن موضعها
وربما قام عليها المُسْتَقي أُنثى والجمع كالجَمْعِ وقد عَقَّبها تَعْقِيباً
سَوّاها والرجُل الذي يَنْزِلُ في البئر فيَرْفَعُها يقال له المُعَقِّبُ ابن
الأَعرابي القَبِيلَة صَخْرَةٌ على رأْس البئر والعُقابانِ من جَنَبَتَيْها
يَعْضُدانِها وقيل العُقابُ صخرة ناتئة في عُرْضِ جَبل شِبْهُ مِرْقاة وقيل
العُقابُ مَرْقًى في عُرْضِ الجَبَل والعُقابانِ خَشَبتان يَشْبَحُ الرجلُ بينهما
الجِلْدَ والعُقاب خَيْطٌ صغيرٌ يُدْخَلُ في خُرْتَيْ حَلْقَةِ القُرْطِ يُشَدُّ
به وعَقَبَ القُرْطَ شَدَّه بعَقَبٍ خَشْيةَ أَن يَزِيغَ قال سَيّارٌ الأَبانِيُّ
[ ص 622 ]
كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقوبِ ... على دَباةٍ أَو على يَعْسُوبِ
جَعلَ قُرْطَها كأَنه على دَباة لقِصَرِ عُنُقِ الدَّباة فوصَفَها بالوَقصِ
والخَوْقُ الحَلْقَةُ واليَعْسوبُ ذكر النحل والدَّباةُ واحدةُ الدَّبى نَوْعٌ من
الجَراد قال الأَزهري العُقابُ الخيطُ الذي يَشُدُّ طَرَفَيْ حَلْقَةِ القُرْط
والمِعْقَبُ القُرْطُ عن ثعلب واليَعْقُوبُ الذَّكَرُ من الحَجَل والقَطَا وهو مصروف
لأَنه عربيّ لم يُغَيَّرْ وإِن كان مَزيداً في أَوَّله فليس على وزن الفعل قال
الشاعر عالٍ يُقَصِّرُ دونه اليَعْقُوبُ والجمع اليعاقيبُ قال ابن بري هذا البيت
ذكره الجوهري على أَنه شاهد على اليَعْقُوبِ لذَكَر الحَجَل والظَّاهر في
اليَعْقُوبِ هذا أَنه ذَكَر العُقاب مِثْل اليَرْخُوم ذَكَرِ الرَّخَم
واليَحْبُورِ ذَكَرِ الحُبارَى لأَن الحَجَلَ لا يُعْرَفُ لها مِثلُ هذا العُلُوِّ
في الطَّيران ويشهد بصحة هذا القول قول الفرزدق
يوماً تَرَكْنَ لإِبْراهِيمَ عافِيَةً ... من النُّسُورِ عليهِ واليَعاقيب
فذكر اجْتماعَ الطير على هذا القَتِيل من النُّسور واليَعاقيب ومعلوم أَن الحَجَلَ
لا يأْكل القَتْلى وقال اللحياني اليَعْقُوبُ ذَكَرُ القَبْجِ قال ابن سيده فلا
أَدْرِي ما عَنى بالقَبْجِ أَلحَجَلَ أَم القَطا أَم الكِرْوانَ والأَعْرَفُ أَن
القَبْجَ الحَجَلُ وقيل اليَعاقِيبُ من الخَيل سميت بذلك تشبيهاً بيَعاقِيبِ
الحَجَل لسُرْعتها قال سلامة بن جَنْدَل
وَلَّى حَثِيثاً وهذا الشَّيْبُ يَتْبَعُه ... لو كان يُدْرِكُه رَكْضُ اليعاقِيبِ
( 1 )
( 1 قوله « يتبعه » كذا في المحكم والذي في التهذيب والتكملة يطلبه وجوّز في ركض
الرفع والنصب )
قيل يعني اليَعاقِيبَ من الخَيْل وقيل ذكور الحجَل
والاعْتِقابُ الحَبْسُ والمَنْعُ والتَّناوُبُ واعتَقَبَ الشيءَ حَبَسه عنده
واعْتَقَبَ البائِعُ السِّلْعَة أَي حَبَسها عن المُشتري حتى يقبضَ الثمن ومنه قول
إِبراهيم النَّخَعِيّ المُعْتَقِبُ ضامِنٌ لما اعْتَقَبَ الاعْتِقابُ الحَبس
والمنعُ يريد أَنَّ البائع إِذا باع شيئاً ثم منعه المشتريَ حتى يَتْلَفَ عند
البائع فقد ضَمِنَ وعبارة الأَزهري حتى تَلِفَ عند البائِع هَلكَ من ماله وضمانُه
منه وعن ابن شميل يقال باعني فلانٌ سِلْعَةً وعليه تَعْقِبةٌ إِن كانت فيها وقد أَدْرَكَتْني
في تلك السِّلْعة تَعْقِبَةٌ ويقال ما عَقَّبَ فيها فعليك في مالك أَي ما أَدركني
فيها من دَرَكٍ فعليك ضمانُه وقوله عليه السلام لَيُّ الواجِد يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ
وعِرْضَه عُقُوبَتُه حَبْسُه وعِرْضُه شِكايتُه حكاه ابن الأَعرابي وفسره بما
ذكرناه واعْتَقَبْتُ الرجُلَ حَبَسْتُه وعِقْبَةُ السَّرْو والجَمالِ والكَرَمِ
وعُقْبَتُه وعُقْبُه كلُّه أَثَرهُ وهيئتُه وقال اللحياني أَي سِيماهُ وعلامته قال
والكَسْرُ أَجْوَدُ ويُقال على فلان عِقْبةُ السَّرْوِ والجَمال بالكسر إِذا كان
عليه أَثَرُ ذلك والعِقْبَةُ الوَشْيُ كالعِقْمةِ وزعم يَعْقُوبُ أَن الباءَ بدل
من الميم وقال اللحياني العِقْبة ضَرْبٌ من ثِياب الهَوْدَجِ مُوَشًّى [ ص 623 ]
ويُقال عَقْبة وعَقْمَة بالفتح والعَقَبُ العَصَبُ الذي تُعْمَلُ منه الأَوتار
الواحدة عَقَبَةٌ وفي الحديث أَنه مضغ عَقَباً وهو صائم قال ابن الأَثير هو بفتح
القاف العَصَبُ والعَقَبُ من كل شيءٍ عَصَبُ المَتْنَيْنِ والسّاقين والوَظِيفَين
يَخْتَلِطُ باللحم يُمْشَقُ منه مَشْقاً ويُهَذَّبُ ويُنَقَّى من اللحم ويُسَوَّى
منه الوَتَر واحدته عَقَبةٌ وقد يكون في جَنْبَيِ البعير والعَصَبُ العِلْباءُ
الغليظ ولا خير فيه والفرق بين العَقَبِ والعَصَبِ أَن العَصَبَ يَضْرِبُ إِلى
الصُّفْرَة والعَقَب يَضْرِبُ إِلى البياض وهو أَصْلَبُها وأَمْتَنُها وأَما
العَقَبُ مُؤَخَّرُ القَدَم فهو من العَصَب لا من العَقَب وقال أَبو حنيفة قال
أَبو زياد العَقَبُ عَقَبُ المَتْنَيْنِ من الشاةِ والبَعيرِ والناقة والبقرة
وعَقَبَ الشيءَ يَعْقِبه ويَعْقُبه عَقْباً وعَقَّبَه شَدَّه بعَقَبٍ وعَقَبَ
الخَوْقَ وهو حَلْقَةُ القُرْطِ يَعْقُبُه عَقْباً خافَ أَن يَزيغَ فَشَدَّه
بعَقَبٍ وقد تقدَّم أَنه من العُقاب وعَقَبَ السَّهْمَ والقِدْحَ والقَوْسَ
عَقْباً إِذا لَوَى شيئاً من العَقَبِ عليه قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ
وأَسْمَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ ... به عَلَمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ
وعاقِبُه وعُقْبَتُه قال ابن بري صوابُ هذا البيت وأَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ
لأَنَّ سهام المَيْسِرِ تُوصَفُ بالصُّفرة كقول طرفة
وأَصفَرَ مَضبُوحٍ نَظَرْتُ حُوارَه ... على النار واستَودَعتُهُ كَفَّ مُجمِدِ
وعَقَبَ قِدْحَه يَعقُبه عَقْباً انكَسرَ فَشَدَّه بعَقَبٍ وكذلك كلُّ ما انكَسَر
فشُدَّ بعَقَبٍ وعَقَبَ فلانٌ يَعقُبُ عَقْباً إِذا طَلَب مالاً أَو شيئاً غيره
وعَقِبَ النَّبْتُ يَعقَبُ عَقَباً دَقَّ عُودُه واصفَرَّ وَرقُه عن ابن الأَعرابي
وعَقَّبَ العَرفَجُ إِذا اصفَرَّتْ ثمرته وحان يُبسه وكل شيء كانَ بعد شيء فقد
عَقَبه وقال
عَقَبَ الرَّذاذُ خِلافَهُم فكأَنما ... بَسَطَ الشَّواطِبُ بينهنَّ حَصيرا
والعُقَيب مخفف الياء موضع وعَقِبٌ موضِعٌ أَيضاً وأَنشد أَبو حنيفة
حَوَّزَها من عَقِبٍ إِلى ضَبُع ... في ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ
ومُعَقِّبٌ موضع قال
رَعَتْ بمُعَقِّب فالبُلْقِ نَبْتاً ... أَطارَ نَسِيلَها عنها فَطارا
والعُقَّيْبُ طائر لا يُستعمل إِلاّ مصغراً وكَفْرُتِعْقابٍ وكفرُعاقِبٍ موضعان
ورجل عِقَّبانٌ غليظٌ عن كراع قال والجمع عِقْبانٌ قال ولست من هذا الحرف على
ثِقَة ويَعْقُوب اسم إِسرائيل أَبي يوسف عليهما السلام لا ينصرف في المعرفة للعجمة
والتعريف لأَنه غُيِّرَ عن جهته فوقع في كلام العرب غير معروفِ المذهب وسُمِّيَ
يَعْقُوبُ بهذا الاسم لأَنه وُلِدَ مع عِيصَوْ في بطن واحد وُلِدَ عِيصَوْ قبله
ويَعْقُوبُ متعلق بعَقِبه خَرَجا معاً فعِيصَوْ أَبو الرُّوم قال اللّه تعالى في
قصة إِبراهيم وامرأَته عليهما السلام فَبَشَّرْناها بإِسْحقَ ومن وَرَاءِ إِسْحقَ
يَعْقُوبَ قُرِئَ يعقوبُ بالرفع وقُرِئَ يعقوبَ بفتح الباءِ فَمَنْ رَفَع فالمعنى
ومن وراءِ إِسحق يعقوبُ مُبَشَّر بِهِ وَمَن فتح يعقوب فإِن أَبا زيد والأَخفش
زعما أَنه منصوب وهو في موضِعِ الخفضِ عطفاً على [ ص 624 ] قوله بإِسحق والمعنى
بشرناها بإِسحق ومِنْ وراءِ إِسحق بيعقوب قال الأَزهري وهذا غير جائز عند حُذَّاق
النحويين من البصريين والكوفيين وأَما أَبو العباس أَحمد بن يحيى فإِنه قال نُصِبَ
يعقوبُ بإِضمار فِعْلٍ آخر كأَنه قال فبشرناها بإِسحقَ ووهبنا لها من وراءِ إِسحق
يعقوبَ ويعقوبُ عنده في موضع النصب لا في موضع الخفض بالفعل المضمر وقال الزجاج
عطف يعقوب على المعنى الذي في قوله فبشرناها كأَنه قال وهبنا لها إِسحق ومِن وراءِ
إِسحق يعقوبَ أَي وهبناه لها أَيضاً قال الأَزهري وهكذا قال ابن الأَنباري وقول
الفراءِ قريب منه وقول الأَخفش وأَبي زيد عندهم خطأ ونِيقُ العُقابِ موضع بين مكة
والمدينة ونَجْدُ العُقابِ موضع بدِمَشْق قال الأَخطل
ويامَنَّ عن نَجْدِ العُقابِ وياسَرَتْ ... بنا العِيسُ عن عَذْراءِ دارِ بني
السَّحْبِ