غَضَوْت على
الشيءِ وعلى القَذى وأَغْضيْت سَكَتّ وقول الطرماح غَضِيٌّ عن الفحْشاء يَقْصُرُ
طَرْفَه وإِنْ هُوَ لاقى غارَةً لمْ يُهَلِّلِ يجوز أَن يكون من غَضا وأَن يكونَ
منْ أَغْضى كقولهم عَذابٌ أَليمٌ وضرْبٌ وَجِيع والأَوَّل أَجْوَد والإِغْضاءُ
إِدْنا
غَضَوْت على
الشيءِ وعلى القَذى وأَغْضيْت سَكَتّ وقول الطرماح غَضِيٌّ عن الفحْشاء يَقْصُرُ
طَرْفَه وإِنْ هُوَ لاقى غارَةً لمْ يُهَلِّلِ يجوز أَن يكون من غَضا وأَن يكونَ
منْ أَغْضى كقولهم عَذابٌ أَليمٌ وضرْبٌ وَجِيع والأَوَّل أَجْوَد والإِغْضاءُ
إِدْناءُ الجُفُونِ وغَضى الرجلُ وأَغْضى أَطْبَقَ جفْنيْهِ على حَدَقَتِه وأَغْضى
عَيْناً على قَذىً صَبَر على أَذىّ وأَغْضى عنه طَرْفَه سَدَّه أَو صَدَّهُ أَنشد
ثعلب دَفعْتُ إِلَيْه رِسْلَ كَوْماءَ جَلْدَةٍ وأَغْضَيْتُ عنْه الطَّرْفَ حتَّى
تَضَلَّعا وقول الشاعر كعتِيقِ الطَّيْرِ يُغْضِي ويُجَلْ يعني يُغْضي الجُفُون
مَرَّةً ويُجَلِّي مَرَّة وقال الآخر لم يُغْضِ في الحَرْبِ على قَذاكا قال ابن
بري أَغْضَيْتُ يَتعدَّى ولا يَتعدَّى فمثاله مُتعدِّياً قولُ الشاعر فما
أَسْلَمَتْنا عندَ يومِ كرِيهَةٍ ولا نَحنُ أَغْضَيْنا الجُفونَ على وَتْرِ ومنه
ما يُحْكى عن عَليّ رضي الله عنه فكمْ أُغْضِي الجُفونَ على القَذَى وأَسْحَبُ
ذَيْلي على الأَذى وأَقولُ لعَلَّ وعَسى ومثاله غيرَ مُتَعدٍّ قول الآخر
( * هو الفرزدق )
يُغْضِي حَياءً ويُغْضَى من مَهابَتِه فما يُكَلَّمُ إِلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ
وتَغاضَيْت عن فُلان إِذا تَغابَيْت عنه وتَغافَلْت ولَيلٌ غاضٍ غاطٍ وقال ابن
بزُرْج لَيلٌ مُغْضٍ وغاضٍّ ومَقامٌ فاضٍ ومُفْضٍ وأَنشد عَنْكُمْ كِراماً
بالمَقامِ الفاضي وغَضى الليلُ غُضُوّاً وأَغْضى أَلْبَسَ كلَّ شيءٍ وأَغْضَى
الليلُ أَظْلَم ولَيلٌ مُغْضٍ لُغَةٌ قليلة وأَكثَرُ ما يُقال لَيْلٌ غاضٍ قال
رؤبة يَخْرُجْنَ مِنْ أَجْوازِ لَيْلٍ غاضِ نَضْوَ قداحِ النَّابِلِ النَّواضِي
كأَنَّما يَنْضَخْنَ بالخَضْخاضِ الخَضْخاضُ القَطِرانُ يُريدُ أَنَّها عَرِقَتْ
من شِدَّةِ السَّيرِ فاسْوَدَّتْ جُلُودُها ولَيْلَةٌ غاضِيةٌ شَدِيدَة
الظُّلْمَةِ ونارٌ غاضِيَةٌ عَظيمة مُضيئةٌ وهو من الأَضْدادِ قال الأَزهري قوله
نار غاضِيَة عَظِيمة أُخِذَ من نارِ الغَضَى وهو من أَجودِ الوُقُودِ عند العرب
ورَجلٌ غاضٍ طاعِمٌ كاسٍ مَكْفِيٌّ وقد غَضَا يَغْضو والغَضَى شَجَر ومنه قولُ
سُحَيْمٍ عبدِ بني الحَسْحاسِ كأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ فَوْقَ نَحْرِها
وجَمْر غَضىً هَبَّتْ له الريحُ ذاكِيَا ومنه قولهم ذِئبُ غَضًى والغَضَى من
نَباتِ الرمل له هَدَب كهَدَبِ الأَرْطَى ابن سيده وقال ثعلب يُكْتَبُ بالأَلِفِ
ولا أَدْرِي لمَ ذلك واحِدتُه غَضاةٌ قال أَبو حنيفة وقد تكونُ الغضاة جَمْعاً
وأَنشد لَنا الجَبَلانِ من أَزمانِ عادٍ ومُجْتَمَعُ الأَلاءَةِ والغَضاةِ ويقال
لِمَنْبِتِها الغَضْيا وأَهلُ الغَضَى أَهلُ نَجْدٍ لكَثْرَتِه هنالك قالت أُمُّ
خالِدٍ الخَثْعَمِيَّة لَيْتَ سِماكِيّاً تَطِيرُ رَبابُه يُقادُ إِلى أَهلِ
الغَضَى بِزِمامِ وفيها رأَيتُ لهم سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهُمْ وأَهْلُ الغَضَى
قومٌ عليَّ كِرام أَراد كَرِهْتُهم لها أَو بها ابن السكيت يقال للإِبلِ الكثيرةِ
غَضْيَا مقصورٌ قال شُبِّهَتْ عندي بمنابِتِ الغَضَى وإِبلٌ غَضَويَّةٌ منسوبة
إِلى الغَضَى قال كيف تَرَى وقْعَ طُلاحِيَّاتِها بالغَضَويَّاتِ على عِلاَّتِها ؟
وإِبِلٌ غاضِيةٌ وغَواضٍ وبعيرٌ غاضٍ يأْكل الغَضَى قال ابن بري ومنه قول الشاعر
أَبعير عض أَنتَ ضَخْمٌ رأْسُه شَثْنُ المَشافِرِ أَمْ بعيرٌ غاضِ ؟ وبعيرٌ غَضٍ
يَشْتَكِي بَطْنَهُ من أَكل الغَضَى والجمع غَضِيَةٌ وغَضايا وقد غَضِيَتْ غَضًى
وإِذا نَسَبْتَه إِلى الغَضَى قلتَ بعيرٌ غَضَوِيٌّ والرِّمْتُ والغَضَى إِذا
باحتَتْهما الإِبِلُ ولم يَكُنْ لها عُقْبة من غيرِهما يُصيبُها الداءُ فيقال
رَمِثَتْ وغَضِيَتْ فهي رَمِثَةٌ وغَضِيَةٌ وأَرْض غَضْيا كثيرة الغَضى
والغَضْياءُ ممدودٌ منَبِتُ الغَضَى ومُجْتَمَعُه والغَضَى الخَمَرُ عن ثعلب
والعرب تقول أَخْبثُ الذِّئابِ ذِئبُ الغَضَى وإِنما صار كذا لأَنه لا يُباشِرُ
الناس إِلا إِذا أَراد أَن يُغيرَ يَعْنُونَ بالغَضَى هنا الخَمَرَ فيما ذكر ثعلب
وقيل الغَضَى هنا هذا الشَّجَرُ ويزعُمون أَنه أَخبثُ الشَّجَرِ ذِئاباً وذِئابُ
الغَضَى بنُو كعبِ بنِ مالكِ بن حَنْظَلة شُبِّهُوا بتلك الذئابِ لخُبْثِها
وغَضْيَا معرِفةٌ مقصورٌ مائةٌ من الإِبلِ مثلُ هُنَيْدَةَ لا يَنْصَرِفان قال
ومُسْتَبْدِلٍ مِنْ بَعْدِ غَضْيَا صُرَيْمَةً فأَحْرِ به من طُولِ فَقْرٍ
وأَحْرِيَا أَراد وأَحْرِيَنْ فجعل النونَ أَلفاً ساكنةً أَبو عمرو الغَضْيانَةُ
من الإِبل الكِرامُ وغَضْيانُ موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد فَصَبَّحَتْ والشمسُ
لم تُقَضِّبِ عَيْناً بغَضْيانَ ثَجُوجَ العُنْبُبِ( غطي ) غَطَى الشَّبابُ غَطْياً وغُطِيّاً امْتَلأَ يقال
للرجُلِ إِذا امْتَلأَ شَباباً غَطَى يَغْطِي غَطْياً وغُطِيّاً قال رجل من قيس
يَحْمِلْنَ سِرْباً غَطَى فيه الشَّبابُ مَعاً وأَخْطَأَتْه عُيونُ الجِنِّ
والحَسَدُ وهذا البيت في الصحاح وأَخْطأَتْه عيونُ الجِنِّ والحَسَدَهْ قال ابن
سيده وكذلك أَنشده أَبو عبيد ابن بري قال ابن الأَنباري أَكثرُ الناسِ يروي هذا
البيت وأَخْطأَتْه عيونُ الجِنِّ والحَسَدَهْ وإِنما هو وأَخْطأَتْه عيونُ الجنِّ
والحَسَدُ وبعده ساجِي العُيونِ غَضِيض الطَّرْفِ تَحْسِبُه يوماً إِذا ما مَشى في
لِينِه أَوَدُ اللحياني غَطاهُ الشبابُ يَغْطِيه غَطْياً وغُطِيّاً وغَطَّاه
كلاهما أَلْبَسَه وغَطَاه الليلُ وغَطَّاه أَلْبَسَه ظُلْمَته عنه أَيضاً وغَطَتِ
الشَجرة وأَغْطتْ طالَتْ أَغْصانُها وانْبَسَطَت على الأَرض فأَلْبَسَت ما حولها
وقوله أَنشده ابن قتيبة ومِن تَعاجِيبِ خَلْقِ اللهِ غاطِيَةٌ يُعْصَرُ منها
مُلاحِيٌّ وغِرْبِيبُ إِنما عَنى به الداليَةَ وذلك لسُمُوِّها وبُسُوقها
وانتِشارِها وإِلْباسِها المفضل يقال للكَرْمةِ الكثيرةِ النَّوامي غاطِيةٌ
والنَّوامي الأَغْصانُ واحِدَتُها نامِيةٌ وغَطَى الشيءَ يَغْطِيه غَطْياً وغَطَّى
عليه وأَغْطاه وغَطَّاه سَتَره وعَلاه قال أَنا ابنُ كِلابٍ وابنُ أَوْسٍ فمَنْ
يَكُنْ قِناعُه مَغْطِيّاً فإِني مُجْتَلى وفي التهذيب فإني لَمُجْتَلى وفلانٌ
مَغْطِيُّ القِناعِ إِذا كان خامِلَ الذِّكْرِ وقال حسان رُبَّ حِلْمٍ أَضاعه
عَدَمُ الما ل وجَهْلٍ غَطَّى عليه النَّعِيمُ قال أَبو عبد الله بنُ الأَعرابي
حُكِيَ أَنَّ حسانَ بنَ ثابت صاحَ قبلَ النُّبوّة فقال يا بَني قَيْلةَ يا بَني
قَيْلة قال فجاءه الأَنصارُ يْهْرَ عُونَ إِليه قالوا ما دَهاكَ ؟ قال لهم قلتُ
الساعةَ بيتاً خَشِيتُ أَن أَموتَ فيَدّعِيَه غيري قالوا هاتِه فأَنشَدهم هذا
البيت رُبَّ حِلْمٍ أَضاعَه عَدَمُ المالِ والغِطاءُ ما غُطِّيَ به وفي الحديث
أَنه نَهَى أَن يُغَطِّيَ الرجلُ فاهُ في الصلاةِ ابن الأَثير من عادة العرب
التَّلَثُّم بالعَمائمِ على الأَفْواه فنُهوا عن ذلك في الصلاة فإِنْ عَرَضَ له
التَّثاؤب جاز له أَن يُغَطِّيه بثَوْبه أَو يده لحديث ورد فيه وقالوا اللهمَّ
أَغْطِ على قَلْبه أَي غَشِّ قلْبَه وفعَلَ به ما غطاه أَي ما ساءَه وماءٌ غاطٍ
كثيرٌ وقد غَطى يَغْطِي قال الشاعر يَمُرُّ كمُزْبِدِ الأَعْرافِ غاطِ ابن سيده
وغَطا الشيءَ غَطْواً وغَطَّاه تَغْطِيةً وأَغْطاه واراهُ وسَتَرَه قال وهذه
الكلمة واويَّة وبائيَّة والجمع الأَغْطِيَة وقد تَغَطَّى والغِطاءُ ما تَغَطَّى
به أَو غَطَّى به غيرَه والغِطايةُ ما تغَطَّتْ به المرأَةُ من حشْو الثياب تحت
ثيابها كالغِلالة ونحوها قُلبَت الواو فيها ياء طَلَبَ الخفَّة مع قربِ الكسرة
وغَطا الليلُ يَغْطُو ويَغْطِي غُطْواً وغَطُوّاً إِذا غَسا وأَظْلَم وقيل
ارْتَفَع وغَشَّى كلَّ شيءٍ وأَلبسه وغَطا الماء وكل شيءٍ ارْتَفَع وطالَ على شيءٍ
فقدْ غَطا عليه قال ساعدة بن جُؤيَّة كذَوائِب الحَفاءِ الرَّطِيبِ غَطا به عَبْلٌ
ومَدَّ بجانبيه الطُّحْلُبُ غَطا به ارْتَفَع وليلٌ غاطٍ مظْلِمٌ قال العجاج حتى
تَلا أَعْجازَ لَيْلٍ غاطِ ويقال غَطا عليهم البَلاءُ وأَغْطَى الكَرْمُ جَرى
الماءُ فيه وزادَ وكلُّ ذلك مذكورٌ في الواو والياء
معنى
في قاموس معاجم
الغَضُّ
والغَضِيضُ الطَّرِيُّ وفي الحديث مَنْ سَرَّه أَن يَقرأَ القرآن غَضّاً كما
أُنْزِلَ فَلْيَسْمَعْه من ابنِ أُمّ عَبْدٍ الغَضُّ الطريّ الذي لم يتغير أَراد
طريقه في القِراءة وهيأَته فيها وقيل أَراد الآيات التي سمعها منه من أَول سورة
النساء إِلى ق
الغَضُّ
والغَضِيضُ الطَّرِيُّ وفي الحديث مَنْ سَرَّه أَن يَقرأَ القرآن غَضّاً كما
أُنْزِلَ فَلْيَسْمَعْه من ابنِ أُمّ عَبْدٍ الغَضُّ الطريّ الذي لم يتغير أَراد
طريقه في القِراءة وهيأَته فيها وقيل أَراد الآيات التي سمعها منه من أَول سورة
النساء إِلى قوله فكيف إِذا جئنا من كل أُمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ومنه
حديث عليّ هل يَنْتَظِرُ أَهلُ غَضاضةِ الشباب أَي نَضارَتِه وطَراوَتِه وفي حديث
ابن عبد العزيز أَن رجلاً قال إِن تزوّجت فلانة حتى أَكل الغَضِيض فهي طالق
الغَضِيضُ الطريّ والمراد به الطَّلْعُ وقيل الثَّمَرُ أَوَّلَ ما يخرج ويقال شيء
غَضٌّ بَضٌّ وغاضٌّ باضٌّ والأُنثى غَضّةٌ وغَضِيضةٌ وقال اللحياني الغضّةُ من
النساءِ الرَّقيقةُ الجلدِ الظاهرةُ الدمِ وقد غَضَّتْ تَغِضُّ
( * قوله « تغض » بكسر الغين على انه من باب ضرب كما في المصباح وبفتحها على أَنه
من باب سمع كما في القاموس ) وتَغَضُّ غَضاضةً وغُضُوضةً ونبت غَضٌّ ناعِمٌ وقوله
فَصَبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَلْ أَي أَنه لم تُدْرِكه الشمسُ فهو غَضٌّ كما
أَن النبت إِذا لم تدركه الشمس كان كذلك وتقول منه غَضِضْتَ وغَضَضْتَ غَضاضةً
وغُضوضةً وكل ناضِر غَضٌّ نحو الشّاب وغيره قال ابن بري أَنكر عليّ بن حمزة
غَضاضةً وقال غَضٌّ بيِّن الغُضوضةِ لا غير قال وإِنما يقال ذلك فيما يُغْتَضُّ
منه ويُؤْنَفُ والفعل منه غَضَّ واغْتَضَّ أَي وضَع ونَقَضَ قال ابن بري وقد قالوا
بَضٌّ بيِّن البَضاضةِ والبُضُوضةِ قال وهذا يقوّي قول الجوهري في الغَضاضة
التهذيب واختلف في فعلت من غَضّ فقال بعضهم غَضِضْتَ تَغَضُّ وقال بعضهم غَضَضْتَ
تَغَضُّ والغضُّ الحِبْنُ من حين يَعْقِدُ إِلى أَن يَسْوَدّ ويَبْيَضَّ وقيل هو
بعد أَن يَحْدِرَ إِلى أَن يَنْضَج والغَضِيضُ الطلْعُ حين يَبْدُو والغَضُّ من
أَولاد البقر الحديث النتاج والجمع الغِضاضُ قال أَبو حية النميري خَبَأْنَ بها
الغُنَّ الغِضاضَ فأَصْبَحَتْ لَهُنَّ مَراداً والسِّخالُ مَخابِئا الأَصمعي إِذا
بدا الطَّلعُ فهو الغَضِيضُ فإِذا اخْضَرَّ قيل خَضَبَ النخلُ ثم هو البلح ابن
الأَعرابي يقال للطَّلْعِ الغِيضُ والغَضِيضُ والإِغْرِيضُ ويقال غَضَّضَ إِذا
أَكل الغَضَّ والغَضاضةُ الفُتُورُ في الطرف يقال غَضَّ وأَغْضى إِذا دانى بين
جفنيه ولم يُلاقِ وأَنشد وأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عَلَيْهِ غَضاضةٌ تَمَرَّسَ بي مِنْ
حَيْنِه وأَنا الرَّقِمْ قال الأَزهري عليه غَضاضةٌ أَي ذُلّ ورجل غَضِيضٌ ذَلِيلٌ
بَيِّنُ الغَضاضةِ من قوم أَغِضّاءَ وأَغِضّةٍ وهم الأَذِلاّءُ وغَضَّ طَرْفَه
وبَصره يَغُضُّه غَضّاً وغَضاضاً وغِضاضاً وغَضاضةً فهو مَغْضُوضٌ وغَضِيضٌ كفَّه
وخَفَضَه وكسره وقيل هو إِذا دانى بين جفونه ونظر وقيل الغَضِيضُ الطرْفِ
المُسْتَرْخي الأَجفانِ وفي الحديث كان إِذا فَرِحَ غَضَّ طرْفَه أَي كسَره
وأَطرَق ولم يفتح عينه وإِنما كان يفعل ذلك ليكون أَبعد من الأَشَرِ والمَرَحِ وفي
حديث أُم سلمة حُمادَياتُ النساءِ غَضُّ الأَطرافِ في قول القتيبي ومنه قصيد كعب
وما سُعادُ غَداةَ البين إِذ رَحَلُوا إِلا أَغَنُّ غَضِيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
هو فَعِيلٌ بمعنى مَفْعول وذلك إِنما يكون من الحَياءِ والخَفَرِ وغَضَّ من صوته
وكلُّ شيء كَفَفْته فقد غَضَضْتَه والأَمر منه في لغة أَهل الحجاز اغْضُضْ وفي
التنزيل واغضُض من صوتك أَي اخْفِضِ الصوت وفي حديث العُطاسِ إِذا عَطَسَ غَضَّ
صوتَه أَي خَفَضَه ولم يرفعه وأَهل نجد يقولون غُضَّ طرْفَك بالإدْغامِ قال جرير
فَغُضَّ الطرْف إِنَّكَ من نُمَيْرٍ فلا كَعْباً بَلَغْتَ ولا كِلابا معناه غُضَّ
طَرْفَكَ ذُلاًّ ومَهانَة وغَضَّ الطرْفَ أَي كَفَّ البَصَرَ ابن الأَعرابي بضَّضَ
الرجلُ إِذا تَنَعَّمَ وغَضَّضَ صار غَضّاً مُتَنَعِّماً وهي الغَضُوضةُ وغَضَّضَ
إِذا أَصابته غَضاضةٌ وانْغِضاضُ الطرْفِ انْغِماضُه وظبي غَضِيضُ الطرْفِ أَي
فاتِرُه وغَضُّ الطرْفِ احتمالُ المكروه وأَنشد أَبو الغوث وما كانَ غَضُّ الطرْفِ
مِنَّا سَجِيَّةً ولَكِنَّنا في مَذْحِجٍ غُرُبان ويقال غُضَّ من بصرك وغُضَّ من
صوتك ويقال إِنك لَغَضِيضُ الطرْفِ نَقِيُّ الظَّرْفِ قال والظَّرْفُ وِعاؤه يقول
لسْتَ بخائن ويقال غُضَّ من لجام فرَسك أَي صَوِّبْه وانْقُص من غَرْبِه وحِدّتِه
وغَضَّ منه يَغُضُّ أَي وَضَعَ ونَقَصَ من قدره وغَضَّه يَغُضُّه غَضّاً نَقَصَه
ولا أَغُضُّكَ دِرْهَماً أَي لا أَنْقُصُكَ وفي حديث ابن عباس لَوْ غَضَّ الناسُ
في الوصِيَّة من الثلُث أَي نَقَصُوا وحَطُّوا وقوله أَيّامَ أَسْحَبُ لِمَّتي
عَفَرَ المَلا وأَغُضُّ كلَّ مُرَجَّلٍ رَيّان قيل يعني به الشَّعَر فالمُرَجَّلُ
على هذا المَمْشُوطُ والرّيانُ المُرْتَوِي بالدهن وأَغُضُّ أَكُفُّ منه وقيل إِنما
يعني به الزِّقّ فالمُرَجَّلُ على هذا الذي يُسْلَخُ من رجل واحدة والرّيّانُ
المَلآنُ وما عليك بهذا غَضاضةٌ أَي نَقْصٌ ولا انْكسارٌ ولا ذُلٌّ ويقال ما
أَرَدْت بذا غَضيضةً فلان ولا مَغَضَّتَه كقولك ما أَردت نقيصته ومَنْقَصَته ويقال
ما غَضَضْتك شيئاً أَي ما نَقَصْتُك شيئاً والغَضْغَضةُ النقص وتَغَضْغَضَ الماءُ
نقَص الليث الغَضُّ وَزْعُ العَذْلِ وأَنشد غُضّ المَلامةَ إِنِّي عَنْك مَشْغُولُ
( * قوله « غض الملامة » كذا هو في الأصل بضاد بدون ياء وفي شرح القاموس بالياء
خطاباً لمؤنث )
وغَضْغَضَ الماءَ والشيءَ فَغَضْغَضَ وتَغَضْغَضَ نقَصه فنَقَصَ وبحر لا
يُغَضْغَضُ ولا يُغَضْغِضُ أَي لا يُنْزَحُ يقال فلان بحر لا يُغَضْغَضُ وفي الخبر
إِن أَحد الشعراء الذين اسْتَعانَتْ بهم سَلِيطٌ على جرير لما سمع جريراً ينشد
يَتْرُكُ أَصْفانَ الخُصى جَلاجِلا قال علمت أَنه بحر لا يُغَضْغَضُ أَو
يُغَضْغِضُ قال الأَحوص سَأَطْلُبُ بالشامِ الوَلِيدَ فإِنَّه هوَ البَحْرُ ذو
التَّيّارِ لا يَتَغَضْغَضُ ومطر لا يُغَضْغِضُ أَي لا ينقطع والغَضْغَضَةُ أَن
يَتَكَلَّمَ الرجلُ فلا يُبِين والغَضاضُ والغُضاضُ ما بين العِرْنينِ وقُصاصِ
الشعَر وقيل ما بين أَسفل رَوْثَةِ الأَنف إِلى أَعْلاه وقيل هي الرَّوْثةُ نفسها
قال لَمَّا رَأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفّا لِلشَّرِّ لا يُعْطِي الرِّجالَ
النِّصْفا أَعْدَمْتُه غُضاضَه والكَفّا ورواه يعقوب في الأَلفاظ عُضاضَه وقد
تقدّم وقيل هو مقدم الرأْس وما يليه من الوجه ويقال للراكب إِذا سأَلته أَن
يُعَرّج عليك قليلاً غُضّ ساعة وقال الجعدي خَلِيلَيَّ غُضَّا ساعةً وتَهَجَّرا
أَي غُضّا من سَيرِكما وعَرّجا قليلاً ثم روحا متهجرين ولما مات عبد الرحمن بن عوف
قال عمرو بن العاص هَنِيئاً لك يا ابن عوف خَرَجْتَ من الدنيا بِبِطْنَتِكَ ولم
يَتَغَضْغَضْ منها شيء قال الأَزهري ضَرَبَ البِطْنةَ مثلاً لوفور أَجره الذي
اسْتَوْجَبَهُ بِهِجْرَته وجِهادِه مع النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وأَنه لم يتلبس
بشيء من وِلايةٍ ولا عَمَل يَنْقُصُ أُجُورَه التي وجَبَت له وروى ابن الفرج عن
بعضهم غَضَضْتُ الغُصْنَ وغَضَفْتُه إِذا كسرْته فلم تُنْعِم كَسْرَه وقال أَبو
عبيد في باب موت البَخِيلِ ومالُه وافرٌ لم يُعْطِ منه شيئاً من أَمثالهم في هذا
مات فلان ببطنه لم يَتَغَضْغَضْ منها شيء زاد غيره كما يقال مات وهو عَرِيضُ
البطان أَي سمين من كثرة المال