سَفْسقَ الطّائِرُ وسَقْسَقَ : إِذا ذَرقَ عن ابْنِ الأعْرابِيِّ ومنه حَدِيثُ ابنِ مَسْعُودٍ : " كان جالِساً إِذْ سَفْسَقَ عَلَى رَأسِه عُصْفُورٌ فنَكَتَه بيَدِه "
والسَّفْسُوقَةُ : المَحَجَّةُ الواضِحَةُ عن ابْنِ الأعْرابِيِّ
وقالَ أَبو عَمْرو : يُقالُ : فيه سَفْسُوقَة من أَبِيهِ ودُبَّة أَي : شَبَهٌ
وقال الفَراءُ : السُّفاسِق كعُلابِطٍ المُمْتَد من كلِّ شيءً
وقالَ اللَّيْثُ : سَفْسَقَةُ السَّيْفِ بفَتْحتينِ وبكسرَتينِ وزادَ غيرُه : سِفسِيقَتُه بالكسرِ وسُفْسوقته بالضمِّ : فِرِنْدُهُ أَو طَرائقُه التيّ فِيها الفِرِنْد فارسي مُعَربٌ أو شطْبَتُه كأنّها عُودٌ في مَتْنِه أَو هو ما بَيْنَ الشطْبَتَيْن في صفحةِ السيْفِ طُولاً ج : سَفاسِقُ . ومنه قولُ امْرِىءِ القَيْسِ :
" أَقَمْتُ بعَضْبٍ ذِي سَفاسِقَ مَيْلَهُ وهو مُسَمطٌ وليس لامْرِىءَ القَيْسِ وقد تَقَدَّمَ في " ك ش ف " وقال عُمارَةُ بن أرْطأةَ :
" ومِحْوَر أْسوَدَ ذي سفاقس
" جَوْنٍ كساقِ الحَبَشي الآبِقِ وأَمّا حَدِيثُ فاطمة بِنْتَ قَيْس : " إِنِّي أخافُ عَلَيْكُمْ سفاقسهُ " قالُ ابنُ الأَثِيرِ : هكَذا أَخْرَجَهُ أَبُو موسى في السِّين والفاءَ ولم يُفَسِّرْهُ وقَدْ ذكَرَهُ العَسْكَرِي بالفاءَ والقافِ ولم يُورِدْه في السِّينُ والقَافِ والمشهُورُ المَحْفُوظُ فيه قَسْقاسَتهُ بقافَيْنِ قبلَ السِّينيْنِ وهي العَصإذا وأَمإذا سَفاسِفَه وسَفاسِقَه بالقافِ
والفاءِ فلا نَعْرفُه وقد تَقَدَّمضت الإِشارةُ إليهِ في ق - س - س ومما يستدرك عليه : طَرِيقٌ واضِحُ السَّفاسِقِ أَي : الآثارِ . وسَفاسِقُ البُيوتِ : شَظِيَّةٌ كأَنَّها عَمُودٌ في مَتْنِها مَمْدُودٌ كالخَيْطِ
الفِسْق بالكَسْر : التّرْكُ لأمْر الله عزّ وجلَّ والعِصْيانُ والخُروجُ عن طَريق الحَقِّ سبحانَه قالَه اللّيث . أو هو الفُجورُ كالفُسوقِ بالضّمِّ . وقيل : هو المَيْلُ الى المَعصِية . قال الأصبهانيُّ : الفِسْق أعمُّ من الكُفْر والفِسْقُ يقعُ بالقَليلِ من الذُنُوبِ وبالكَثيرِ ولكِن تُعورِفَ فيما كانَ بكَثيره . وأكثرُ ما يُقالُ الفاسِقُ لمَنْ التَزَم حُكمَ الشّرع وأقرّ بهِ ثم أخلّ بجَميعِ أحكامِه أو ببَعْضِها . وإذا قيل للكافِر الأصل فاسِق فلأنّه أخَلّ بحُكمِ ما ألزمَه العَقل واقتَضَتْه الفِطْرَةُ . ومنه قولُه تَعالى : ( أفَمَنْ كانَ مؤمِناً كمَنْ كان فاسِقاً لا يسْتَوون ) فقابَلَ به الإيمان فالفاسِقُ أعمُّ من الكافِر والظالِمُ أعمُّ من الفاسِق . فسَق كنَصَر وضَرَب وكرُم الثانيةُ عن الأخفَشِ نقلَه الجوهريُّ والثالثةُ عن اللِّحيانيّ رَواهُ عن الأحمَر ولم يعرِف الكسائيُّ الضّمَ فِسْقاً وفُسوقاً مصْدران للبابَيْن الأوّلين أي : فجَر فُجوراً كما في الصِّحاح . وقولُه تعالى : ( وإنّه لفِسْقٌ ) أي : خُروجٌ عن الحقِّ . وقال أبو الهيْثم : وقد يكونُ الفُسوقُ شِرْكاً ويكون إثْماً . والفِسْق في قوله تعالى : ( أو فِسْقاً أُهِلّ لغيرِ اللهِ به ) رُويَ عن مالك أنّه الذّبْح . وقولُه تعالى : ( بِئْسَ الاسْمُ الفُسوقُ بعْدَ الإيمان ) أي : بِئْسَ الاسمُ أن يقول له : يا يهودِيُّ ويا نَصْرانيّ بعد أنْ آمن ويُحتَمل أن يكون كُلُّ لَقَب يكرهُه الإنسان قاله الزّجّاج . وفَسَق : جارَ ومالَ عن طاعَةِ اللهِ عزّ وجلّ ومنه فَسَقت الرّكاب عن قصد السّبيل أي جارت . وقولُه تعالى : ( فَفَسَق عنْ أمْرِ ربِّه ) أي : خرَج زادَ الفَرّاءُ عن طاعةِ ربِّه . ورَوَى ثعْلَبٌ عن الأخْفَش قال : أي عن ردِّه أمرَ ربِّه نحو قول العَرَب : اتّخَم عن الطّعام أي : عنِ أكْلِه فلمّا ردَّ هذا الأم رفسَق . قال أبو العبّاس : ولا حاجةَ به الى هذا ؛ لأنّ الفُسوقَ معناه الخُروج . فسَقَ عن أمْر ربّه أي : خرَج . وفسَقت الرُّطَبَة عن قِشْرِها أي : خرجَت كانْفَسَقَت وهذه عن ابنِ دُرَيْد . قيل : ومنه اشتِقاق الفاسِق لانْفِساقِه أي : لانسِلاخِه عن الخَيْر . ونصُّ الجَمْهَرة : من الخَيْر وقال أبو عُبَيدة : ففَسَق عن أمرِ ربّه أي : جارَ عن طاعَتِه وأنشد :
" يهْوِين في نجْد وغَوْراً غائِرا
" فَواسِقاً عن قصْدِها جَوائِرا ورجُلٌ فُسَقٌ كصُرَد وفِسّيقٌ مثل سِكِّيت : دائِمُ الفِسْق وأنشدَ اللّيثُ لسُلَيمان :
عاشوا بذلك حيناً في جِوارِهِمُ ... لا يُظْهِرُ الجَوْرَ فيهم آمِناً فُسَقُومن سَجَعات الأساس : كان يَزيدُ فِسّيقاً خِمّيراً ولم يَكُنْ للمؤْمِنين أميراً . وقال اللّيْثُ : الفُوَيْسِقَةُ : الفأرة سُمّيتْ لخُروجِها من جُحْرِها على النّاس . وفي الأساس : لعَيْثِها في البُيوت : زادَ غيرُه : وإفسادِها . وهي تصْغيرُ فاسِقَة . ومنه الحديث : اقْتُلوا الفُوَيْسِقَة فإنّها توهِي السِّقاءَ وتُضْرِم البيتَ على أهْلِه . وفي حديث عائِشَةَ رضيَ الله عنها - وسُئلت عن أكْلِ الغُراب - قالت : ومَنْ يأكلُه بعْد قولِه : فاسِق ؟ . قال الخَطّابيُّ : أرادَ بتَفْسيقِها تحْريم أكلِها وفي الحديث : خمْسٌ فواسِقُ يُقْتَلْنَ في الحِلِّ والحَرَم . قال : أصْلُ الفِسْق : الخُروجُ عن الاستِقامة والجَوْرُ وبه سُمِّيَ العاصي فاسِقاً . وإنما سُمِّيت هذه الحيوانات فَواسِقَ على الاستِعارة ؛ لخُبْثِهِنّ وقيل : لخُروجِهِنّ عن الحُرْمَة في الحِلِّ والحَرَم أي : لا حُرْمَة لهنّ بحالٍ . وتقولُ للمرأة : يا فاسِقِ كقطامِ أي : يا فاسِقَة وتَقول للرّجُل : يا فُسَق كزُفَر ويا خُبَثُ كذلك أي : يا أيُّها الفاسِق ويا أيّها الخَبيث . قال الجوهريُّ : وهو معرِفة يدُلُّ على ذلك أنهم يقولون : يا فُسَقُ الخَبيثُ فيَنْعَتونَه بالألِف واللاّم . وليْسَ في كَلامٍ جاهليٍّ ولا شِعْرِهم فاسِقٌ على أنّه عرَبيٌّ . هذا كلامُ ابنِ الأعرابيّ ونصُّه على ما نقله الجوهَريُّ والصاغانيّ : لم يسمعْ قَطُّ في كلامِ الجاهليّة ولا في شِعْرِهم فاسِقٌ . قال . وهذا عجَبٌ وهو كَلام عربيٌّ لم يأْتِ في شِعْرِ جاهليٍّ ونقلَ الأصبهانيُّ عن ابنِ الأعرابيّ : لم يُسْمع الفاسِقُ في وصْفِ الإنسان في كلامِ العَرَب . وإنّما قالوا إذا خَرَجت الرُّطَبَة من قشرِها : فسَقَت الرُطَبَةُ عن قِشْرِها . ونقل شيخُنا عن بعضِ فُقَهاءِ اللُّغَة أنّ الفِسْقَ من الألْفاظِ الإسلاميّةِ لا يُعرَفُ إطلاقُها على هذا المَعْنى قبلَ الإسلامِ وإن كان أصلُ معْناها الخُروجَ فهي من الحَقائِق الشّرْعِيّة التي صارَتْ في معْناها حَقيقةً عُرْفِيّةً في الشّرْعِ وقد بسَطه الخَفاجيّ في العِناية . والتّفْسيقُ : ضدُّ التّعْديل . يُقال : فسّقَه الحاكِمُ أي : حكَمَ بفِسْقِه كما في العُباب . ويُقال : تعمّمَ فلانٌ الفاسِقيّة وهو ضرْبٌ من العِمّة نقله الزّمَخْشريُّ والصاغانيّ . ومما يُستَدرَك عليه : فسقَ في الدُنيا فِسْقاً : إذا اتّسَع فيها وهوّن على نفْسِه واتّسَع بركُوبِه لها ولم يُضيِّقْها عليه حكاه شَمِرٌ عن قُطْرب . وفَسَقَ فلانٌ مالَه : إذا أهلَكه وأنفقَه . وفسّقَه تفْسيقاً : نسَبه الى الفِسْق . والفَواسِقُ من النِّساءِ : الفواجِرُ . وقد يُجمَعُ فِسْقٌ على فُسوقٍ كجِذْعٍ وجُذوع . والفَسْقِيّةُ بالفتح : المتَوضَّأُ والجَمْعُ : الفَساقِيُّ مولدة