الفَسِيطُ كأَميرٍ : عِلاقَةُ ما بَيْنَ القِمَعِ إِلى النَّواةِ وهو الثُّفْرُوقُ قاله اللَّيْثُ . الواحِدَةُ فَسِيطَةٌ نَقَلَهُ أَبُو حَنيفَةَ . وهذا يدُلُّ على أَنَّ الفَسِيطَ جَمْعٌ ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والصاغاني هكذا . والفَسِيطُ : قُلامَةُ الظُّفُرِ كما في العَيْنِ ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وفي التَّهْذيبِ : ما يُقَلَّمُ من الظُّفُرِ إِذا طالَ واحِدَتُه فَسِيطَةٌ . وقيلَ : الفَسِيطُ واحِدٌ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للشَّاعرِ يَصِفُ الهِلالَ :
كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانِحاً ... فَسِيطٌ لَدَى الأُفْقِ من خِنْصِرِ وروَى ابنُ دُرَيْدٍ : كأَنَّ ابنَ لَيْلَتِها . وقال : يَعْني بذلِك هِلالاً بَدَا في الجَدْبِ والسَّماءُ مُغْبَرَّةٌ فكأَنَّه من وَراءِ الغُبارِ قُلامَةُ ظُفُرِ خِنْصِرٍ . وفسَّرَهُ في التَّهذيبِ فقال : أرادَ بابنِ مُزْنَتِها هِلالاً أَهلَّ بَيْنَ السَّحابِ في الأُفقِ الغَرْبِيِّ . قلت : ويُروى قَصِيصَ بدل فَسِيط وهو ما قُصَّ من الظُّفُرِ وهو في اللِّسَان لعَمْرِو بنِ قَمِيئَةَ . وفي العُبَاب : لخَيْرِ بنِ رِباطٍ الأَسَدِيِّ . قلت : وهكذا أَوْرَدَهُ ابنُ المُفَجّع في كتاب التَّرْجُمَان عن أَبي العبَّاسِ لخَيْرِ بنِ رِباطٍ المذكور . وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيّ لأَبي حِزامٍ العُكْلِيِّ :
ووَذِّحْ ضِئْنَ مَنْ رُطِئَتْ شِغَاراً ... وما شُكِدَت عَلَيْهِ من فَسِيطِ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : والفَسْطُ : فِعْلٌ مُماتٌ ومنه اشْتِقاقُ الفَسِيطِ . والفُسْطاطُ بالضَّمِّ : مُجْتَمَعُ أَهْلِ الكُورَةِ نَقَلَهُ اللَّيْثُ زادَ الأَزْهَرِيّ حوالَيْ مَسْجِدِ جَمَاعَتِهِم يُقال : هؤُلاءِ أَهلُ الفُسْطَاطِ . وفي الحَديثِ : " عليكُمْ بالجَماعَةِ فإِنَّ يدَ الله على الفُسْطَاطِ " يريدُ المَدينَةَ التي فيها مُجْتَمَعُ النَّاسِ . وكلُّ مَدينَةٍ فُسْطاطٌ وقال رُؤْبَة :
" لوْ أَحْلَبَتْ حَلائِبُ الفُسْطَاطِ
" عَلَيْه أَلْقاهُنَّ بالبَلاطِ أَي حلائبُ المِصْرِ . قال الصَّاغَانِيّ : والمعنى أَنَّ الجَماعَةَ من أَهلِ الإِسْلامِ في كَنَفِ الله وواقِيَتُه فَوْقَهم فأَقيموا بَيْنَ ظَهْرَانِيهِم ولا تُفارِقوهُمْ . وهذا كحَديثِه الآخَرِ : " إِنَّ الله لم يَرْضَ بالوَحْدَانِيَّةِ وما كانَ ليَجْمَعَ أُمَّتي على ضَلالَةٍ بل يَدُ الله عَلَيْهم فمن تَخَلَّفَ عن صَلاتِنَا وطَعَنَ على أَئِمَّتِنا فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلامِ من عُنُقِه شِرارُ أُمَّتي الوَحْدانِيُّ المُعْجَبُ بدِينِه المُرائي بعَمَلِه المُخَاصِمُ بحُجَّتِه " . والفُسْطاطُ : عَلَمُ مَدينَةِ مِصْرَ العَتيقَةِ التي بَنَاها سيِّدُنا عَمْرو بنُ العاصِ رَضِيَ الله عنه حين افْتَتَحَها وكان نائِبُ المُقَوْقَسِ إِذْ ذاكَ مُتَحَصِّناً في المَوْضِعِ المعروفِ الآنَ بقَصْرِ الشَّمْعِ . وتَفْصليُه في كتاب الخِطَط للمقْريزِيِّ . والفُسْطَاطُ : السُّرادِقُ من الأَبْنِيَةِ . وفي الصّحاح : بَيْتٌ من شَعرٍ . وقال العَجّاج يَصِفُ ثَوْراً :
" حتَّى جَلاَ أَعْجازَ لَيْلٍ غَاطِ
" عَنْهُ لِيَاحُ اللَّوْنِ كالفُسْطَاطِ
" من البَيَاضِ مُدَّ بالمِقَاطِوقال الزَّمَخْشَرِيّ : الفُسْطَاطُ : ضَرْبٌ من الأَبْنِيَةِ في السَّفَر دونَ السُّرادِقِ وبه سُمِّيَتْ المَدِينَة كالفُسْتاطِ التَّاءُ بَدَلٌ من الطَّاءِ لقولِهِمْ في الجَمْعِ فَسَاطِيطُ يُقالُ : أَمَرَ الأَميرُ بفَساطِيطِه فضُرِبَتْ ولم يَقولوا : فَساتِيطُ فالطَّاءُ إِذَن أَعَمُّ تَصَرُّفاً وهذا يُؤَيِّدُ أَنَّ التَّاءَ في فُسْتاط إِنَّما هي بَدَلٌ من طاءِ فُسْطَاط أَو من سِينِ الفُسَّاط كرُمَّانٍ هذا قولُ ابنُ سِيدَه وكذلِكَ الفُسْتاتُ بالتَّاءَيْنِ ويُكْسَرْنَ فهي إِذَنْ لُغاتٌ ثَمانيةٌ ذكَرَهُنَّ الجَوْهَرِيّ ما عدا الفُسْتَات . قالَ شَيْخُنَا : وأَوْرَدَ الشِّهابُ القَسْطَلانِيُّ فيه في إِرْشادِ السَّارِي اثْنَتَيْ عشرَةَ لُغَةً وبه تَعْلَمُ ما في كلامِ المُصَنِّف من القُصُورِ البالِغ . انتهى . وفي المُحْكَمِ : فإنْ قلتَ : فهَلاّ اعْتَزَمْتَ أَنْ يَكونَ التاءُ في فُسْتاطٍ بَدَلاً من طاءِ فُسْطَاطٍ ؛ لأَنَّ التَّاءَ أَشْبَهُ بالطَّاءِ منها بالسِّينِ قِيل : بإِزاءِ ذلِكَ إِنَّك إِذا حَكَمْتَ بأَنَّها بَدَلٌ من سِين فُسَّاطٍ ففيه شَيْئَانِ جيِّدانِ : أَحَدُهما تَغْييرُ الثَّانِي من المِثْلَيْنِ وهو أَقْيَسُ من تَغْييرِ الأَوَّلِ من المِثْلَيْن لأَنَّ الاسْتِكْراهَ في الثَّانِي يكونُ لا في الأَوَّل ؛ والآخَرُ أَنَّ السِّينَيْنِ في فُسَّاط مُلْتَقِيَتانِ والطَّاءان في فُسْطاطٍ مُفْتَرِقَتانِ مُنْفَصِلَتانِ بالأَلِفِ بينَهُما واسْتِثْقالُ المِثْلَيْنِ مُلْتَقِيَيْن أَحْرى من اسْتِثْقالِهما مُنْفَصِلَيْن . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : الفُسْطَاطُ : البَصْرَةُ ونقَلَ الصَّاغَانِيّ عن بعضِ بَني تَميمٍ قالَ : قَرَأْتُ في كِتابِ رَجُلٍ من قُرَيْشٍ : هذا ما اشْتَرَى فُلانٌ بنُ فلانٍ من عَجْلانَ مَوْلَى زِيادٍ اشْتَرَى منه خَمْسَمائَةِ جَرِيبٍ حِيَالَ الفُسْطَاطِ يُريدُ البَصْرَةَ . ورَجُلٌ فَسِيطُ النَّفْسِ بَيِّنُ الفَسَاطَةِ : طَيِّبُها كسَفِيطِها كما في اللِّسَان . وفي الأَسَاسِ : ما أَرَى له بَاعاً فَسِيطاً . وفَسَطْتُ الشَّيءَ : إِذا أَلْقَيْتَه وأَلْغَيْتَه كما في التَّرْجُمان لابنِ المُفَجّع