الكَاءُ والكَاءةُ والكَيْءُ والكَيْئَةُ بالفتح على الإطلاق والهاءُ للمبالغة وضبطه في العُباب فقال : مثال الكاع والكاعة والكَيْع والكَيْعة فكان ينبغي للمصنف ضبطُه على عادته : الضَّعيفُ الفؤادِ الجَبَانُ قال أَبو حِزامٍ العُكْلِيُّ :
وإِنِّي لكَيْءٌ عن المُوِئبَاتِ ... إِذا ما الرَّطِيءُ انْمَأَى مَرْثَؤُهْ ورجلٌ كَيْئَةٌ وهو الجَبانُ قال العكليّ أيضاً :
لِلاَ نَأْنَإٍ جُبَّإٍ كَيْئَةٍ ... يُملَّى مَآبِرَه نَنْصَؤُهْ وقد كِئْتُ عن الأَمرِ بكسر الكاف أَكِئُ كَيْئاً وكَيْأَةً وكُؤْتُ عنه أَكُوءُ كَوْأً وكَأْواً على القَلْبِ أَي نَكَلْتُ عنه أَو نَبَتْ عنه عيني فلم أُرِدْه وقال بعضهم : أَي هِبْتُه وجَبُنْتُ عنه وكان الأَولى بالمصنف أَن يُميِّز بين المادَّتين الواوية واليائية فيذكر أَوَّلاً كوأَ ثمَّ كيأَ كما فعله صاحب اللسان ولم ينبِّه عليه شيخنا أَصلاً وأَكاءهُ إِكاءً وإِكَاءةً هذا محلُّ ذِكرِه فإنَّ الهمزة زائدةٌ كأَقام إقامةً لا حرف الهمزة وقد سبقت الإشارة إلى ذلك : فاجَأَهُ على تَئِفَّةِ أَمْرٍ أَرادَه وفي نسخة تَفِيئَةِ أَمرٍ وقد تقدَّم تفسير ذلك فهَابَهُ وردَّه عنه وجَبُن فرَجَعَ عنه . وأَكأْتُ الرجلَ وكِئْتُ عنه مثل كِعْتُ أَكيعُ . قال صاعدٌ في الفُصوص : قرأَ الزُّبَيْدِيُّ على أَبِي عليٍّ الفارسيّ في نوادِر الأَصمَعِيّ : أَكأْتُ الرجلَ إِذا ردَدْتَهُ عنك . فقال : يا أَبا محمَّدٍ أَلْحِقْ هذه الكلمَةَ من أَجَأ فلم أَجد له نَظيراً غيرَها فتنازع هو وغيرُه إلى كُتُبه فقلت : أَيُّها الشيخُ ليس كأت من أَجأ في شيءٍ قال : كيف ؟ قلت : حكى أَبو إسحاق الموصليُّ وقُطْرُب كَيِئَ الرجلُ إِذا جَبُن فخجل الشيخُ وقال : إِذا كانَ كذلك فليس منه . فَضَرَب كُلٌّ على ما كَتب انتهى . قال في المشوف : وفي هذه الحكاية نَظَرٌ فقد كانَ أَبو عليٍّ أَعْلَمَ من أَن يَخفى عليه مثلُ هذا ويَظْهَرَ لصاعد وقد كانَ صاعدٌ يَتساهلُ عفا اللهُ عنه
فصل اللام مع الهمزة