اللَّغْز بالغَين المُعجمَة : مَيْلُكَ بالشيءِ عن وَجْهِه وصَرْفُه عنه . اللُّغْز بالضمّ وبضمَّتَيْن وبالتحريك هكذا هو في التكملة وقلَّدَه المُصَنِّف . وفي عبارة الصَّاغانِيّ زيادة فائدةٍ ؛ فإنّه قال بعد ذِكره هذه اللغات : ثلاثُ لُغاتٍ في اللُّغَز - مثل رُطَبٍ - الذي ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ فكان الواجبُ على المُصَنِّف أن يُصَدِّرَ بما أَوْرَده الجَوْهَرِيّ ثمّ يُتْبعَ به اللُّغَاتِ المذكورة نَعَمْ ذَكَرَه فيما بعدُ عندَ ذِكرِ معنى جُحْر اليَرْبوع ولم يَذْكُره هنا كما تَرَكَ في مَعْنَى الجُحْر اللُّغَتَيْن الآتي ذِكرُهما قُصوراً وعلى كلِّ حالٍ فإنّ كلامِه لا يَخْلُو من تأمُّل . اللُّغَيْزاءُ كالحُمَيْراء هكذا نَقَلَه الأَزْهَرِيّ اللُّغَّيْزى كالسُّمَّيْهى أي مُشدَّداً وليست ياؤُه للتصغير ؛ لأنّه ياءَ التصغيرِ لا تكون رابعةً وإنّما هي بمنزلةِ خُضّارى للزَّرْع وشُقَّارى لنَبتٍ قاله الجَوْهَرِيّ والأُلْغوزَة بالضمّ : ما يُعَمَّى به من الكلام وهو مَجاز . وأصلُ اللُّغَز الحَفرُ المُلتَوي كما قاله ابْن الأَعْرابِيّ . وجَمعُ الأربع الأُوَلِ أَلْغَازٌ . المُراد بالأربع الأُوَل اللُّغْزُ بالضمّ وبضمتَيْن وبالتحريك وأما الرابعُ فاللُّغَز - كرُطَب - فإنّه الذي جَمْعُه أَلْغَازٌ وهذا يدلُّ على أنّه سَقَطَ من المُصَنِّف ذِكرُه سَهْوَاً أو من الكاتب ؛ فإنّ اللُّغَيْزاء كحُمَيْراء لا يُجمَعُ على ألغازٍ وهو ظاهرٌ عند التّأَمُّل . وأَلْغَزَ كلامَه وأَلْغَزَ فيه إذا عَمَّى مُرادَه ولم يُبَيِّنْه وأَضْمَرَه على خِلافِ ما أَظْهَره . وقيل : أَوْرَى فيه وعَرَّضَ ليخْفى مثل قولِ الشاعر أنشده الفَرّاء :
ولمّا رأيتُ النَّسْرَ عَزَّ ابنَ دَأْيَةٍ ... وعَشَّشَ في وَكْرَيْه جاشَتْ له نَفْسِي أراد بالنَّسْر الشَّيْب ؛ شبَّهَه به لبَياضِه وشبَّهَ الشَّبابَ بابنِ دَأْيَة وهو الغُرابُ الأسود ؛ لأنّ شَعر الشباب أَسْوَد . واللُّغْز بالضمّ ويُفتَح واللُّغَزُ كصُرَدٍ ويُحرَّكُ أيضاً وكذلك اللُّغَيْزاء مَمْدُوداً كلُّ ذلك حُفرَةٌ : يَحْفِرُها اليَرْبوعُ في جُحْره تحتَ الأرض وقيل : هو جُحْرُ الضَّبِّ والفأرِ واليَربوع بين القاصِعاءِ والنّافِقاء : سُمِّي بذلك لأنّ هذه الدّوابَّ تَحْفِره مستقيماً إلى أَسْفَل ثمّ تَحْفِرُ في جانبٍ منه طريقاً وتَحْفِرُ في الجانبِ الآخَرِ طريقاً وكذلك في الجانب الثالث والرابع فإذا طَلَبَه البَدَوِيُّ بعَصاه من جانبٍ نَفَقَ من الجانب الآخَر . وابنُ أَلْغَزَ كَأَحْمَد : رجلٌ أَيِّرٌ أي عظيمُ الأَيْر نَكَّاحٌ كثيرُ النِّكاح وزعموا أنّ عروسَه زُفَّتْ إليه فأصابَ رَأْسُ أَيْرِه جَنْبَها فقالت : أَتُهَدِّدُني بالرُّكْبَة ؟ . ويقال : إنّه كان يَسْتَلقي على قَفاه ثم يُنْعِظُ فيجيءُ الفَصيلُ فَيَحْتَكُّ بذَكَرِه - ولو قال : بمَتَاعِه كما فَعَلَه الصَّاغانِيّ كان أَحْسَنَ في الكِناية - ويظنُّه الجِذْلُ المَنصوبَ في المَعاطِن ؛ لتَحْتَكَّ به الجَرْبى وهو القائل :
ألا ربّما أَنْعَظْتُ حتى إخالَه ... سَيَنْقَدُّ للإنْعاظِ أو يَتَمَزَّقُ
فأُعمِلُه حتى إذا قلتُ قد وَنى ... أبى وتمَطَّى جامِحاً يَتَمَطَّقُومنه المثَل : هو أَنْكَحُ من ابنِ أَلْغَز وهو من بني إيادٍ واسمُه سَعْدٌ أو عُروَةُ بنُ أَشْيَمَ - وهكذا ذَكَرَه الزَّمَخْشَرِيّ في ربيع الأبرار - أو الحارث . وَذَكَر الأقوالَ الثلاثةَ الصَّاغانِيُّ غيرَ أنّه أَخَّرَ ذِكرَ عُروَة وذكرَ أباه ؛ إشارةً إلى أنّ الاخْتِلافَ إنّما هو في اسمه وأمّا أبوه فإنّه الأَشْيَم على كلِّ حالٍ . ورجلٌ لَغَّازٌ ككَتّانٍ : وَقَّاعٌ في الناس كأنّه يُلغِزُ في حقِّهم بكلامٍ يُعَرِّضُ بالذَّمِّ والوَقيعة . وهو مَجاز . يقال منَ المَجاز : الْزَم الجادَّةَ وإيّاكَ والأَلْغاز وهي طُرُقٌ تَلْتَوي وتُشكِلُ على سالِكِها . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : اللُّغَز : الحَفرُ المُلتَوي . والأصلُ فيها . أي الألْغاز أنّ اليَربوعَ يَحْفِرُ بين النّافِقاءِ والقاصِعاءِ حَفْرَاً مُستَقيماً إلى أَسْفَلَ ثم يَعْدِلُ عن يمينِه وشِمالِه عُروضاً يَعْتَرِضُها يُعَمِّيه فَيَخْفى مكانُه بذلك الإلْغاز . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : قولُ سيدنا عمر رضي الله عنه : ما هذه اليمينُ اللُّغَّيْزا ؟ أي ذاتُ تَعْرِيضٍ وتَوْرِيَةٍ وتَدْلِيسٍ وهو مَجاز قال الزَّمَخْشَرِيّ : هكذا مُثَقَّلة العينِ جاءَ بها سيبويه في كتابه مع الخُلَّيْظى ورواه الأَزْهَرِيّ بالتخفيف قال : وحقُّها أن تكون تَحْقِيرَ المُثَقَّلَةِ كما يقال في سُكَيْتٍ إنّه تحقيرُ سِكِّيتٍ . ويقال : رأيتُه يُلاغِزُه ويُلامِزُه وهو مَجاز . وذكرَ في هذه ابنُ القَطّاع : لَغَزَت الناقةُ فصيلَها : لَحَسَتْه بلسانِها . فإن لم يكن لغةً في لَعَزَتْ بالعَيْن فهو تَصحيفٌ فليُنْظَرْ
غازَه غَوْزَاً أهمله الجَوْهَرِيّ . وقال أبو عمروٍ : أي قَصَدَه لغةٌ في غَزاه نقله الأَزْهَرِيّ في غَزا . والأَغْوَز : البارُّ بأهلِه وقَرابَتِه كالغازِّ بالتشديد . أبو مَريحَةَ حُذَيْفةُ بنُ أَسِيدِ بنِ خالدِ - وفي أنساب ابنِ الكلبيّ : أُميّة - بنِ الأَغْوَزِ قال الصَّاغانِيّ : ويقال : الأَغْوَسِ بالسين الغِفاريّ بايعَ تحتَ الشجرةِ وتُوفِّيَ بالكُوفة . ورَبيعةُ بنُ الغازِ الجُرَشيُّ ويقال : ربيعةُ بنُ عَمْرِو بنِ الغازِ وهو جدُّ هشامِ بنِ الغاز وكان يُفتي الناسَ زَمَنَ معاويةَ وقُتِلَ بمَرجِ راهِط سنة 64 صَحابِيَّان الأخيرُ مُختَلَفٌ فيه قلتُ : ومن ولَدِ الأخير : عبدُ الوهّابِ بنُ هشامِ بنِ الغازِ روى عنه الوليدُ بنُ يزيدَ البَيْروتيّ وابنُه مُحَمَّد بن عبدِ الوهّاب روى عنه النَّبَّاشُ بنُ الوليدِ البَيْروتيّ وولَدُه أبو الليثِ مُحَمَّد بنُ عبد الوهّاب من شيوخِ ابنِ جَميع . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الغازُ بنُ جَبَلَةَ حَديثُهُ في طَلاقِ المُكرَه ورواه البُخاريُّ بالراء وقد ذُكِرَ في مَوْضِعه
غَزَّ فلانٌ بفلانٍ غَزَزَاً محرّكةً واغْتَزَّ به واغْتَزى به إذا اختَصَّه من بين أصحابه والغَزَزُ : الخُصوصِيّة قاله أبو زَيْدَ نَقْلاً عن العرب وأنشد :
فَمَنْ يَعْصِبْ بلِيَّتِه اغْتِزازاً ... فإنك قد مَلأْتَ يداً وشاما
أي فمن يَلْزَمْ قَرابَته وأهلَ بيتِه بالبِرِّ فإنّك قد ملأتَ بمعروفك اليمنَ والشام ويريد باليدِ هنا اليمن . كذا قاله الصَّاغانِيّ وَنَسَبَه في اللِّسان لأبي عمرو . وغَزَّ الإبلَ والصبيَّ يغُزُّهما غَزَّاً : علَّقَ عليهما العُهون أي الصُّوفَ المَنفوشَ ؛ من العَين أي دَفْعَاً لإصابَتِها . والغُزُّ بالضمّ : الشِّدْقُ وهما الغُزَّان عن ابْن الأَعْرابِيّ كالغُزْغُزِ كهُدْهُدٍ . الغُزُّ : جِنسٌ من التُّرْك . كذا في الصحاح . قال شَمِرٌ : أَغَزَّتِ الشجَرَةُ إغْزازاً : كثُرَ شَوْكُها واشتدَّ والتفّ فهي مُغِزٌّ . أغَزَّتِ البقرةُ : عَسَرَ حَمْلَها وهي مُغِزٌّ قاله الليث . قال الأَزْهَرِيّ : الصوابُ : أَغْزَتْ فهي مُغْزٍ من ذواتِ الأربعة . ويقال للناقةٍ إذا تأخّرَ حَمْلُها فاسْتَأْخَرَ نِتاجُها : قد أَغْزَتْ فهي مُغْزٍ ومنه قولُ رُؤْبة :
والحَربُ عَسْرَاءُ اللِّقاحِ مُغْزِي ... بالمَشْرَفِيَّاتِ وطَعْنٍ وَخْزِ قلتُ : وقد تقدّم في العين أيضاً أعَزَّتِ الناقةُ إذا استأخرَ حَمْلُها وقال ابنُ القَطَّاع : ساءَ حَمْلُها ؛ فإن لم يكن تَصحيفاً من هذا فهي لغةٌ في ذلك . والغُزَيْز كزُبَيْر : ماءٌ لبني تَميمٍ عن يَسارِ مَن قَصَدَ مكّة حَرَسَها اللهُ تعالى من اليَمامةِ . قلتُ : وهو في قُفّ عند ثِنْي الوَرِكَةِ لبَني عُطارِدِ بن عَوْفِ بن سَعْدٍ وقد جاءَ ذِكرُه في حديث الأحْنَفِ بنِ قَيْسٍ ؛ قيل له لما احْتُضِر : ما تتَمَنَّى ؟ قال : شَرْبَةً من ماءِ الغُزَيْز . وهو ماءٌ مُرٌّ وكان مَوْتُه بالكُوفة والفُراتُ جاره . وغازَزْتُه : بادَرْتُه ونافستُه وفي بعضِ النُّسَخ : بارَزْتُه والأُولى هي التي في التكملة . وتَغازَزْناه : تَنازَعْناه . والغُزّاز كرُمّان : البَرَرَةُ بالقَراباتِ والأولادِ والجيران وفِعلُه الغَزَز محرّكة . وغَزَّةُ بالفَتْح : د بمَشارفِ الشام - بفلسطين مشهور - بها وُلِدَ الإمامُ مُحَمَّد بن إدريسَ الشافعيُّ رضي الله عنه سنة 150 تقريباً وبها ماتَ هاشمُ بنُ عَبْدِ مَنافٍ جدُّ النبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم حين كان توَجَّه للشامِ بالتّجارة فَأَدْرَكَتْه مَنِيَّتُه فماتَ بغَزَّةَ وبها قَبْرُه ولكن غيرُ ظاهرٍ الآن وإليه نُسِبَت فقيل : غَزَّةُ هاشمٍ . وَجَمَعها أي تكلَّمَ بها بلَفظِ الجمعِ مَطْرُودُ بن كَعْبٍ الخُزاعيّ يبكي بني عبدِ مَنافِ من قَصيد فقال :
وهاشِمٌ في ضَريحٍ عند بَلْقَعَةٍ ... تَسْفِي الرِّياحُ عليه وَسْطَ غَزّاتِ وفي بعض الأصول المصحَّحة : بين غَزَّات ؛ كأنّه سمَّى كلَّ ناحيةٍ منها باسمِ البَلدةِ وَجَمَعها على غَزّات ولها نَظائر ؛ كأَذْرِعاتٍ وعانات وتُكتَبُ بالتاءِ المُطَوَّلةِ والمَربوطة فيقال : غَزّاة كما قيل في أَذْرِعاتٍ وأنشد ابْن الأَعْرابِيّ :
مَيْتٌ بَرَدْمانَ ومَيْتٌ بسَلْ ... مانَ ومَيْتٌ عندَ غَزّاتِ ورَملةٌ بالسَّوْدةِ ببلادِ بني سَعْد بن زَيْد مَناة يقال لها : غَزَّةُ وفيها أحساءٌ جَمَّةٌ ونَخلٌ بَعْلٌ قد رآها الأَزْهَرِيّ . غَزَّة : د بأَفريقيَّة . وناحيةٌ عن يمينِ عَيْنِ التمرِ بالعراق يقال لها : غَزَّة وهذا يُستدرَك به على المُصَنِّف . وكُسَيْل بنُ اَغَزَّ البَرْبَريُّ م معروفٌ هكذا نقله الصَّاغانِيّ والذي في التبصير للحافظ : هو أُسَيْد بنُ أَغَزّ له ذِكرٌ في فتوحِ المَغرِب . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الغَزْغَزَة : الأكلُ بالأشداقِ من غير شَهْوَةِ نَفْسٍ ؛ كأنّه مُكرَهٌ عليه هكذا سمعتهم يقولون وأَحْرِ به أن يكون عربيّاً صحيحاً