التَّعْسُ : الهَلاكُ قاله أَبو عَمْرو ابنُ العَلاءِ نقلاً عن العَرَب وأَنشدَ :
الوَقْسُ يُعْدِي فتَعَدَّ الوَقْسَا ... مَنْ يَدْنُ للوَقْسِ يُلاقِ تَعْسَا الوَقْسُ : الجَرَبُ وتَعَدَّ : تَجَنَّبْ وتَنَكَّبْ . التَعْسُ أَيضاً : العِثارُ والسُّقوطُ على اليدين والفَمِ وقيل : هو النَّكْسُ في سَفالٍ وقال الرُّسْتُمِيُّ : التَّعْسُ : هو أَن يَخِرَّ على وجهِهِ والنَّكْسُ : أَن يَخِرُّ على رأَسِه . قيل : التَّعْسُ : الشَّرُّ . قيل : البُعْدُ . قال أَبو إسحاقَ : هو الانحِطاطُ والفِعلُ كمنَعَ وسَمِعَ قال الزَّمخشريُّ : والكَسْرُ غير فصيحٍ نقل الصاغانيُّ عن أَبي عٌبيدٍ : تَعَسَه اللهُ فهو مَتْعُوسٌ أَي أَهلكَه وقال شَمِرٌ : تَعِسَ بالكسْر إذا هلَكَ . أَو إذا خاطَبْتَ بالدُّعاءِ قلت : تَعَسْتَ كمَنَع وإنْ حَكَيْت عن غائبٍ قلتَ : تَعِسَ كسَمِعَ . قال ابن سِيده : هذا من الغرابة بحيث تَراهُ وقال شَمِرٌ : سَمعتُه في حديث عائشة رضي الله عنها : تَعِسَ مِسْطَحٌ وقال ابن الأَثير : تَعِسَ يَتْعَسُ إذا عثرَ وانْكَبَّ لوَجهِه وقد تُفتَحُ العَيْنُ قال ابنُ شُمَيْلٍ : تَعَسْتَ كأَنَّه يدعو عليه بالهَلاك . وفي الدُّعاءِ : تَعْساً لهُ أَي أَلْزَمَه الله تعالى هَلاكاً وقولُه تعالى : " فَتَعْساً لَهُمْ وأَضَلَّ أَعمالَهُم " يجوزُ أَنْ يكون نَصْباً على معنى أَتعسَهم الله قاله أَبو إسحاقَ . وتَعِسَه اللهُ وأَتْعَسَه فعلْت أَفْعَلْتُ بمعنىً واحِدٍ قال مُجَمَّعُ بنُ هِلالٍ :
تَقولُ وقَدْ أَفرَدْتُها مِنْ حَليلِها ... تَعِسْتَ كما أَتْعَسْتَنِي يا مُجَمَّعُ قال الأَزْهَرِيّ : قال شَمِر : لا أَعرِفُ تَعَسَه اللهُ ولكن يُقال : تَعِسَ بنفسِه وأَتعسَه اللهُ والتَّعْسُ : السُّقوط على أَيِّ وَجْهٍ كانَ . وقال بعضُ الكِلابيِّينَ : تَعِسَ يَتٍعَسُ تَعْساً وهو أَن يُخطِئَ حُجَّتَه إن خاصَمَ وبُغيَتَه إن طلَبَ يقال : تَعِسَ فما انْتَعَشَ وشِيكَ فلا انْتَقَشَ وفي الحديث : " تَعِسَ عبدُ الدِّينار وعبدُ الدِّرْهَمِ " وهو من ذلك . ويَدعو الرَّجل على بعيرِه الجَوَادِ إذا عثَرَ فيقولُ : تَعْساً فإذا كان غيرَ جَوادٍ ولا نَجيبٍ فعَثَرَ قال له : لَعَاً ومنه قول الأَعشَى :
بذَاتِ لَوْثٍ عَفَرْنَاةْ إذا عَثَرَتْ ... فالتَّعْسُ أَدْنَى لها من أَنْ أَقولَ لَعَا ورجُلٌ تاعِسٌ وتَعِسٌ وقال أَبو الهيثمِ : يقال : تَعِسَ فلانٌ يتعَسُ : إذا أَتعسَه اللهُ ومَعناه انْكَبَّ فعَثَرَ وسقطَ على يديه وفَمِه ومَعناه أَنَّه يُنكَرُ من مِثْلِها في سِمَنها وقُوَّتِها العِثارُ فإذا عَثَرَتْ قيل لها : تَعْساً ولم يقُلْ لها : تَعِسَكِ اللهُ ولكن يَدعو عليها بأَنْ يَكُبَّها اللهُ على مَنْخِرَيْها . ومما يُستدرك عليه : هو مَنحوسٌ مَتْعوسٌ . وهذا الأَمرُ مَنْحَسَةٌ مَتْعَسَةٌ . ومنَ المَجاز : جَدٌّ تاعِسٌ ناعِسٌ
العُسْرُ بالضَّمّ وبضَمَّتَيْن قال عِيسَى بنُ عُمَرَ : كُلُّ اسمٍ على ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ أَوَّلُه مضموم وأَوْسَطُه ساكِنٌ فمِنَ العَرَب مَنْ يُثَقِّلُه ومنهم من يُخَفِّفه مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ وحُلْم وحُلُمٍ وبالتَّحْرِيك : ضِدُّ اليُسْرِ وهو الضِّيقُ والشِّدَّةُ والصُّعُوبَةُ . قال الله تعالى : سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً . وقال : فإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً . إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً . رُوِىَ عن ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّه قَرَأَ ذلك وقال : لنْ يَغْلبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ . وسُئِل أَبو العَبّاسِ عن تفسير قَوْل ابن مَسْعُود ومُرَاده من هذا القَوْلِ : فقال : قال الفَرّاءُ : العَرَبُ إِذا ذَكَرَتْ نكِرَةً ثم أَعَادَتْهَا بنَكرَة مِثْلِها صارَتا اثْنَتَيْنِ وإِذا أَعادَتْهَا بمَعْرِفَة فهِي هِيَ تقول من ذلك : إِذا كَسَبْتَ دِرْهَماً فأَنْفِق دِرْهَماً فالثَّاني غَيْر الأَوَّل وإِذا أَعَدْتَه بالأَلْفِ والّلام فهِي هِي تقول من ذلك : إِذا كَسَبْت دِرْهَماً فأَنْفِقِ الدِّرْهَمَ فالثّاني هو الأَوَّل . قال أَبو العَبّاس : فهذا مَعْنَى قوْلِ ابنِ مَسْعُودِ لأَنّ الله تعالَى لَمّا ذكرَ العُسْرَ ثم أَعادَه بالأَلف واللاّم عُلمَ أَنَّه هُوَ ولمّا ذكرَ يُسْراً ثم أَعَادَه بلا أَلف ولامٍ عُلمَ أَنّ الثانِيَ غير الأَوّلِ فصار العُسْرُ الثانِي العُسْرَ الأَوَلَ وصار يُسْرٌ ثانٍ غَيْر يُسْر بَدَأَ بذِكْرِه . وفي حديث عُمَرَ أَنّه كتب إِلى أَبي عُبَيْدَة وهو مَحْصُورٌ : مَهْمَا نَزَل بامْرِئٍ شَدِيدةٌ يَجْعَلِ اللهُ بَعْدَها فَرَجاً فإِنَّه لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ . وقيل : لو دَخَل العُسْر جُحْراً لَدَخل اليُسْرُ عليه . كالمَعْسُور قال ابنُ سِيدَه : وهو أَحَدُ ما جاءَ من المَصَادِر على وزن مَفْعُول . وقال غيرُه : والعَرَب تَضع المَعْسُورَ مَوْضِعَ العُسْرِ والمَيْسُور موضعَ اليُسْر وتجعلُ المَفْعُولَ في الحَرْفَيْن كالمَصْدَر . ونَقَل شَيْخُنَا الإِنْكَارَ عن سِيْبَوَيْه في ذلك وأَنّه قال : الصّوابُ أَنّهُمَا صفَتَانِ ولهما نظائر . انتهى . قلتُ : فهو يَتَأَوَّل قولَهم : دَعْهُ إِلى ميْسُورِه وإِلى مَعْسُورِه يقول : كأَنّه قال : دَعْهُ إِلى أَمْر يُوسر فيه وإِلى أَمر يُعْسِرُ فيه ويتأَوَّلُ المَعْقُول أَيضاً . والعُسْرَةُ بالضمّ والمَعْسَرَةُ بفتح السين والمَعْسُرَة بضمّ السين والعُسْرَى كبُشْرَى : خِلافُ المَيْسَرةِ وهي الأُمورُ التي تَعْسُر ولا تَتَيَسَّرُ . واليُسْرَى : ما اسْتَيْسَر منها . والعُسْرَىِ : تأْنِيثُ الأَعْسَرِ من الأُمور . وفي التَّنْزِيل : وإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَة فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة . والعُسْرَةُ : قِلَّةُ ذاتِ اليَدِ وكذلك الإِعْسَارُ . وقوله عزّ وجلّ : فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسْرَى . قالوا : العُسْرى العَذاب والأَمْرُ العَسِير . قال الفرّاءُ : وإِطلاقُ التَّيْسير فيه من باب قوله تعالى : فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَليمٍ . وقد عَسِرَ الأَمرُ كفَرِحَ عَسَراً فهو عَسِرٌ وعَسُرَ ككَرُمَ يَعْسُرُ عُسْراً بالضَّمّ وعَسَارَةً بالفَتْح فهو عَسِيٌر : الْتاثُ . ويَومٌ عَسِرٌ وعَسِيرٌ وأَعْسَرُ : شَدِيدٌ ذو عُسْرٍ . قال الله تَعالَى في صِفَة يَوْم القِيَامة : فَذلِكَ يَوْمَئذ يَوْمٌ عَسِير . عَلَى الكَافِرينَ غَيْرُ يَسِيرٍ . أَو يَوْمٌ أَعْسَر : شُؤْمٌ هكذا في النُّسَخ وفي بعض الأُصولِ : مَشْؤُوم بزيادة الميم . قال مَعْقِلٌ الهُذَلِىُّ :
ورُحْنا بقوْمٍ من بَدَالَة قُرِّنُوا ... وظَلَّ لَهُمْ يَومٌ من الشَّرِّ أَعْسَرُ أَراد أَنّه مَشْؤومٌ هكذا فَسَّروه . وحاجَةٌ عَسِرٌ وعَسِيرٌ : مُتَعَسِّرَةُ هكذا في النُّسخ والذي في اللسان : وحاجةٌ عَسِيرٌ وعَسِيرَةٌ : مُتَعَسِّرَةٌ . وأَنشد ثَعْلب :
قد أَنْتَحِى للحاجَةِ العَسِير ... إِذِ الشَّبَابُ لَيِّنُ الكُسُورِقال : معناه : للحاجَةِ التي تَعْسَرُ على غَيْرِي . وتَعَسَّرَ علىَّ الأَمْرُ وتَعَاسَر واسْتَعْسَر : اشْتَدَّ والْتَوَى وصار عَسيراً . وأَعْسَرَ فهو مُعْسِرٌ : صار ذا عُسْرَةٍ وقِلَّةِ ذات يَدٍ . وقيلَ : افْتَقَرَ . وحكَى كُرَاع : أَعْسَرَ إِعْسَاراً وعُسْراً والصحيح أَنّ الإِعْسَارَ المَصْدَر وأَنَّ العُسْرَةَ الاسْمُ . ويقال : اسْتَعْسَرَهُ إِذا طَلَبَ مَعْسُورَه . وعَسَرَ الغَرِيمَ يَعْسُرُهُ بالضمّ ويَعْسِرُهُ بالكسر عَسْراً بالفَتْح : طَلَبَ مِنْه الدِّيْنَ على عُسْرَةٍ وأَخَذَه على عُسْرَةٍ ولم يَرْفُق به إلى مَيْسَرَتِه كأَعْسَرَهُ إِعْسَاراً إِذا طالبه كذلك . ورَجُلٌ عَسِرٌ ككَتِف بَيِّنُ العَسَرِ مُحَرَّكةً : شَكِسٌ وقد عاسَرَهُ قال :
بِشْرٌ أَبو مَرْوانَ إِنْ عاسَرْتَهُ ... عَسِرٌ وعِنْد يَسَارِه مَيْسُورُ وأَعْسَرَتِ المَرْأَةُ : عَسُرَ عليها وِلاَدُهَا كعَسَرَتْ وكذا الناقَةُ إِذا نَشِبَ وَلَدُهَا عند الوِلاَدَةِ وإِذا دُعِىَ عليها قيل : أَعْسَرَتْ وآنَثَتْ وإِذا دُعِىَ لها قيل : أَيْسَرَتْ وأَذْكَرَتْ أَي وَضَعَتْ ذَكَراً وتَيَسَّرَ عليها الوِلادُ ؛ قاله الليث : وعَسَرَ الزَّمانُ اشْتَدَّ علينا . وعَسَرَ عليه : ضَيَّق حكاها سيبويه . وعَسَر عليه ما فِي البَطْنِ : لَمْ يَخْرُجْ . وعَسَرَ عليه عُسْراً : خالَفَه كعَسَّر تَعْسِيراً . وتَعسَّر القَوْلُ هكذا في سائر النُّسخ بالقاف والواو واللام والصَّواب : وتَعسَّر الغَزْلُ بالغين والزاي : التَبَسَ فلم يُقْدَرْ على تَخْلِيصِهِ والغين المُعْجَمة لغة فيه كذا في كِتَاب اللَّيْث ونَقَلَه الأَزهريّ وسَلَّمَه وصَحَّحَهُ من كلامِ العرب ثم رأَيتُ في التكملة للصاغانيّ قال : واسْتَعْسَر الأَمْرُ وتَعَسَّر إِذا صارَ عَسِيراً فأَمّا الغَزْلُ إِذَا الْتَبَسَ فلم يُقْدَرْ على تَخْلِيصِه فيُقَالُ فيه : تَغسَّر بالغَيْن المعجمة ولا يُقال بالعَيْن المُهْمَلَة إِلا تجشُّماً . ورَجُلٌ أَعْسَرُ يَسَرٌ : يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جمِيعاً . فإِنْ عَمِل بالشِّمَالِ خاصَّة : فهو أَعسَرُ بَيِّنُ العَسَرِ وهي عَسْرَاءُ وقد عَسَرَتْ بالفَتْح عَسَراً بالتَّحْرِيك هكذا هو مَضْبُوط في سائر النُّسَخ . قال
" لَهَا مَنْسِمٌ مِثْلُ المَحارَةِ خُفُّهُكَأَنَّ الحَصَى مِنْ خَلْفِه خَذْفُ أَعْسَرَاويقال : رَجُلٌ أَعْسَرُ وامرأَةٌ عَسْراءُ إِذا كانَتْ قُوَّتُهُما في أَشْمُلِهِما ويَعْمَلُ كلُّ واحد منهما بشِمَالِه ما يَعْمَلُه غيرُه بيَمِينِه . ويقال للمرأَة : عَسْرَاءُ يَسَرَةٌ : إِذا كانت تَعْمَل بِيَدَيْهَا جميعاً ولا يقال : أَعْسَرُ أَيْسَرُ ولا عَسْرَاءُ يَسْرَاءُ للأُنْثَى وعلى هذا كلامُ العَرَب . وفي حديثِ رافِعِ بنِ سالِم وفينا قَوْمٌ عُسْرَانٌ يَنْزِعُون نَزْعاً شَدِيداً : وهو جمعُ أَعْسَرَ : الذي يَعْمَل بيَده اليسْرَى كأَسْوَدَ وسُودانٍ . يقال : لَيْسَ شئٌ أَشَدَّ رَمْياً من الأَعْسَرِ . ومنه حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ كان يَدَّعِم على عَسْرَائهِ العَسْرَاءُ تأْنِيثُ الأَعْسَر : اليَدُ العَسْرَاءُ ويحتمل أَنّه كانَ أَعسَرَ . وعَسَرَنِي فلانٌ بالفَتْح وعَسَّرَنِي بالتَّشْدِيد هكذا في النُّسَخ وفي بعض الأُصول : الأَوَّلُ من باب عَلِم والثاني من كَتَبَ يَعْسِرُني عَسْراً إِذا جاءَ عن يَسارِي . ويُقَال : اعْتَسَرَ فلانٌ النَّاقَةَ إِذا أَخَذَها رَيْضاً قَبْلَ أَنْ تُذَلَّلَ فخَطَهَما ورَكِبَها . ونَاقَةٌ عَسِيرٌ : اعْتُسِرَت من الإِبِلِ فرُكِبَتْ أَو حُمِلَ عليها ولم تُلَيَّنْ قَبْلُ . وهذا على حَذْفِ الزائد . وكذلك ناقَةٌ عَيْسَرٌ وعَوْسَرَانَةٌ وعَيْسَرَانَةٌ : قد فُعلَ بها ذلك . والبعِيرُ عَسِيرٌ وعَيْسُرانٌ بضمّ السِّين وعَيْسُرانيٌّ بفَتْح السِّين وضَمّها . وقال اللّيث : العَيْسَرانِيّة والعَيْسُرَانِيّة من النُوقِ : التي تُرْكَبُ قَبْلَ أَنْ تُرَاضَ . قال : والذَّكَرُ عَيْسَرانٌ وعَيْسُرانٌ . قال الأَزْهَريّ : وكلام العَرَب على غَيْرِ ما قَالَ اللَّيْثُ هكذا نَقَلَه الصاغانيِ ّفي التَّكْمِلة . والّذي في اللّسان : قال الأَزْهرِيّ : وزَعَمَ اللَّيْثُ أَنّ العَوْسَرانِيَّةَ والعَيْسَرانِيَّةَ من النُّوقِ . . إلى آخر ما ذكرَه كما قَدَّمْنا . قلت : وفي الصّحاح : وجمَلٌ عَوْسَرانيّ . والعَسِيرُ : الناقَةُ الَّتي قد اعْتاطَتْ في عامِها فلم تَحْمِلْ سَنَتَها هكذا قال اللَّيْث ومِثْلُه نَقَلَ الأَزْهريّ وفي بعض الأُصُولِ : هي العَسِيرَة بالهاءِ . وقد أَعْسَرَتْ إِعْساراً وعُسِرَتْ مَبنياً للمَجْهُولِ قال الأَعْشَى :
وعَسِيرٍ أَدْماءَ حادِرَةِ العَيْ ... نِ خَنُوفٍ عَيْرانَةٍ شِمْلالِ قال الأَزهريّ : وتفسيرُ اللَّيْثُ للعَسِير بما تَقَدَّم غيرُ صحِيح والعَسير مِنَ الإِبِلِ عند العرب : الَّتِي اعتُسِرَتْ فرُكِبَتْ ولم تكنْ ذُلِّلتْ قَبْلَ ذلك ولا رِيضَتْ : وكذا فَسَّرَهُ الأَصمعيّ . وكذلك قاله ابنُ السِّكِّيت . وعَسَرَتِ النَّاقَةُ تَعْسِرُ من حَدّ ضَرَبَ عَسْراً بالفَتْح وعَسَراناً مُحَرَّكةً وهي عاسِرٌ وعَسِيرٌ إِذا رَفَعَتْ ذَنَبَها في عَدْوِهَا . قال الأَعْشَى :
بناجِيَةٍ كأَتانِ الثَّمِيلِ ... تُقَضِّى السُّرَى بَعدَ أَيْنٍ عَسِيرَا وعَسَرَتْ وهي عاسِرٌ : رَفَعَتْ ذَنَبَهَا بَعْدَ اللِّقَاحِ . والعَسْرُ : أَنْ تَعْسِرَ النَّاقةُ بذنَبِهَا أَي تَشُولَ به يُقالُ : عسَرَتُ به تَعْسِرُ عَسْراً . والعَسَرانُ : أَنْ تَشُولَ النّاقةُ بذَنبِهَا لتُرِىَ الفَحْلَ أَنَّهَا لاقِحٌ وإِذَا لَمْ تعْسِر وذَنَّبَتْ به فهِي غَيْرُ لاقِح . والعَسْرَاءُ من العِقْبَانِ : الَّتي في جَناحِها قَوادِم بِيضٌ . وقِيل : عُقَابٌ عَسْراءُ هي التي رِيشُهَا مِنَ الجَانِبِ الأَيْسَرِ أَكْثَرُ من الأَيْمنِ . وقِيل : العَسْراءُ : القَادِمَةُ البَيْضاءُ قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيّة :
وعَمَّى عَلَيْه المَوْتُ يَأْتي طرِيقَهُ ... سِنَانٌ كعَسْرَاء العُقَابِ ومِنْهَبُهكذا أَنْشدَهُ ابنُ دُرَيْد كالعَسَرةِ مُحَرَّكةً . ومنه يُقَالُ : عُقَابٌ عَسْراءُ إِذا كان في يَدِهَا قَوادِمُ بِيضٌ . والعَسْرَاءُ : أُمّ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسى الخَيّاط المِصْرِيّ المُرَادِيّ يُعرَفُ بها قال ابنُ الجَوْزِيّ : هو موْلىً لِبَنِي مُعاوِيَةَ ابنِ خديج حدّثَ عن محمّد بن هِشَامِ بنِ أَبي خَيْرَة ضعِيفٌ . وقال الذَّهبيّ في الدِّيوان : واهٍ . وقال ابنُ ماكُولاَ : لَيْسَ بشَيْءٍ ولا تجُوزُ الرِّوايَةُ عنه . وقال الحافِظُ : ماتَ بعد العِشْرِينَ وثلاثمائة . والعَسْرَى كسَكْرَى ويُضَمّ : بَقْلَةٌ وقال أَبو حَنِيفَة : هي بَقْلَة تكونُ أَذَنَةً ثم تكون سِحَاءً إِذا الْتَوَت ثم تَكُونُ عَسْرَى وعُسْرَى إِذا يَبِسَتْ قال الشاعِرُ :
وما مَنَعاهَا الماءَ إِلاَّ ضَنَانَةً ... بأَطْرَافِ عَسْرَى شَوْكُهَا قَدْ تَخَدَّدَا قال الصاغانيّ : يقول : مَنعاها الماءَ بُخْلاً بالكَلإِ لأَنّها إِذا شَرِبَتْ رَعَت وإِذا كانت عِطَاشاً لَمْ تَلْتَفِت إلى المَرْعَى ؛ وهذا هو مَعْنَى قَوْلِ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلم : لا يُمْنَع فَضْلُ المَاءِ ليُمْنَعَ به فَضْلٌ الكَلإِ . وفي الحَدِيث : مَنْ جَهَّز جَيْش العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّة : هو بالضمّ جَيْشُ تَبُوكَ . قال ابنُ عَرَفَةَ : سُمِّىَ به لأَنَّهم نُدِبُوا إِليها في حَمَارَّة القَيْظِ فعَسُر ذلك عَلَيْهم وغَلُظ وكان إِبّانَ إِيناعِ الثَّمَرَة . قال : وإِنَّما ضُربَ المَثَلُ بجَيْش العُسْرَة لأَنّ النبيّ صلَّى الله عليه وسلّم لم يَغْزُ قَبْلَه في عَدَدِ مِثْلِه لأَنَّ أَصحابَهُ يَوْمَ بَدْرٍ كانوا ثلاثمَائة وبِضْعَةَ عَشَر ويومَ أُحُدٍ سَبْعَمائة ويَوْمَ خَيْبَر أَلْفاً وخَمْسَمائةِ ويَوْمَ الفَتْح عَشَرَةَ آلافٍ ويَوْمَ حُنَيْن اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً ويَوْمَ تَبُوك ثلاثينَ أَلْفاً . والعِسْر بالكَسْر : قَبِيلة من الجنّ وبه فَسَّرَ بعضُهم قولَ بنِ أَحْمَرَ :
وفِتيانٍ كجِنَّةِ آلِ عِسْرٍ ... إِذا لَمْ يَعْدِلِ المِسْكُ القُتَارَا أَو العِسْرُ أَرضٌ يسْكُنُونَهَا وقد تُفْتح نقله الصاغانيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : العَيْسُرانُ مِثَال هَيْجُمان : نَبْتٌ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : جاؤُوا عُسَارَيَاتٍ وعُسَارَى مثال سُكَارَى أَي بَعْضُهُم في إِثْرِ بَعْضٍ . قال الصاغانيّ : وواحِدُ العُسَارَيَات عُسَارَى مثل حُبَارَى وحُبَارَيَات . والعَسِيرُ كأَمِير هكذا ضَبَطه الصاغانيّ وصاحِبُ اللّسَان فلا يُلْتَفَت إلى ضبط النُّسخ كُلّها مصغَّراً : كانَت بئْراً بالمَدِينَة على ساكِنها أفضلُ الصلاة والسلام لأَبي أُمَيَّةَ المَخْزُوميّ فَسَمَّاها النبيُّ صَلَّى اللهُ تعالى عَليْه وسَلَّم اليَسِيرَةَ بفتح التَّحتيَّة وكسْر السين تَفَاؤُلاً . ونَاقَةٌ عَوْسَرَانِيَّة إِذا كان مِنْ دَأْبِهَا تَعْسِيرُ ذَنَبِهَا هكذا في التَّكْمِلَة وفي نسخة اللّسَان : تَكْسِيرُ ذَنَبِهَا إِذَا عَدَتْ ورَفْعُهُ ومنه قَوْلُ الطِّرِمّاح :
عَوْسَرَانِيَّةٌ إِذَا انْتَفَضَ الخِمْ ... سُ نِطَافَ الفَضِيضِ أَيَّ انْتِفاضِالفَضِيضُ : المَاءُ السائلُ أَراد أَنَّهَا تَرْفَع ذَنَبَهَا من النَّشَاط وتَعْدُو بعد عَطَشِهَا وآخِرِ ظِمْئِها في الخَمْسِ . ونقل الصاغانيّ عن ابنِ السِّكِّيت : ذهَبُوا عُسَارَيَاتٍ وعُشَارَياتٍ أَي ذَهَبُوا أَيَادِيَ سَبَا مُتَفَرِّقِين في كُلّ وَجْهٍ . ورجلٌ مِعْسَرٌ كمِنْبَرٍ : مُقَعِّطٌ على غَرِيمه كذا في التهذيب والتّكْمِلَةِ . واعْتسَرَ الرجُلُ من مالِ وَلَدِه : أَخَذَ منه كَرْهاً من الإْعْتِسَار وهو الاقتِصَارُ والقَهْرُ ويُرْوَى بالصَّادِ . وفي حديث عُمَر يَعْتَسِرُ الوالِدُ من مال وَلَدِه أَي يَأْخُذُه وهو كارِهٌ . هكذا رَواه النَّضْرُ في هذا الحديث بالسينِ وقال : معناه : وهُوَ كارِهٌ وأَنشد : مُعْتَسِر الصُّرْمِ أَو مذِلّ . وغَزْوَةُ ذي العُسَيْرَة معروفَة رُوِى بالسين وبالشّين وبِالأَخير أَعْرَفُ وقال الصاغانيّ : أَصَحّ . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : يقال : بَلَغْت مَعْسُورَ فُلانٍ إِذا لم تَرْفُقْ به . واعْتسَرْتُ الكلاَمَ إِذا اقْتَضَبْتَه قَبْلَ أَن تُزَوِّرَه وتُهَيِّئه وقال الجَعْدِيُّ :
فذَرْ ذا وعَدِّ إِلى غيرِه ... فشَرُّ المَقالةِ ما يُعْتَسَرْ قال الأَزْهَرِيُّ : وهذا من اعْتِسَارِ البعِير ورُكوبِه قبل تَذْليلهِ . ومثله قولُ الزمخشريّ وهو مجاز . وتَعاسَرَ البَيِّعَانِ : لَمْ يَتَّفِقَا . وكذلك الزَّوْجَانِ . وفي التَّنْزيل : وإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى . وحَمَامٌ أَعْسَرُ : بجَناحِه من يَسَارِه بَياضٌ . والمعاسَرَةُ والتعَاسُر : ضِدّ المُيَاسَرَةِ والتَّيَاسُر . وعَسَرْتُ الناقَةَ عَسْراً إِذا أَخَذْتَها من الإِبِل . والعَوَاسِرُ : الذِّئاب التي تَعْسِرُ في عَدْوهَا وتكْسِرُ أَذْنابَهَا من النَّشَاط . ومنه قولُ الشَّاعِرِ :
إِلاّ عَواسِرُ كالقِدَاحِ مُعِيدَةٌ ... باللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتغَضِّبِ والعَسْرْاءُ : بنتُ جَرِيرِ بنِ سَعِيدٍ الرِّيَاحِيّ . واعْتسَرَه مثلُ اقْتَسَرَه . وقال الأَصمعيّ : عَسَرَهُ وقَسَرَه واحدٌ . والعُسُرُ بضمَّتْين : أَصحابُ البترِيّة في التَّقَاضِي والعَمَل نقله الصاغانيّ عن بن الأَعْرَابِيّ . وعِسْر : موضعٌ في أَرْضِ اليَمَنِ يَزْعُمُونَ أَنَّه مَجَنَّة وبه فَسَّرُوا قَوْل زُهَيْر :
كَأَنَّ عَلَيْهِمُ بِجُنُوبِ عِسْرٍ ... غَماماً يَسْتَهِلُّ ويَسْتطِيرُ قلتُ : هكذا استدرَكه الصاغانِيّ وهو بعَيْنه الموضِعُ الذي ذكره المُصنّف . وقال الصاغانيّ أَيضاً : والعُسْرُ : لُعْبَةٌ وهِي أَنْ يَنْصِبُوا خشبَةً ويَرْمُوا من غَلْوَةِ بأُخْرَى فمَنْ أَصابَهَا قَمَرَ . وفي كتاب ابنِ القطّاع : وعَسُرَ الرَّجُلُ عَسَارَةً وعَسْراً وعُسْراً : قلَّ سَمَاحُهُ وضاق خُلُقُه . وعَسَرَ الرَّجُلُ بيَدِه : رَفَعَها . والعُسَيرَات : قبيلةٌ بالصَّعِيدِ الأَعْلى